الجارديان: المصريون يحاولون التنصل من هويتهم العربية
الخميس 8 يوليو 2010
-
var addthis_pub = "mohamedtanna";
var addthis_localize = { share_caption: "شارك", email_caption: "أرسل إلى صديق", email: "أرسل إلى صديق", favorites: "المفضلة", more: "المزيد..." };
var addthis_options = 'email, favorites, digg, delicious, google, facebook, myspace, live';
على الرغم من أن الاسم المعروف لمصر هو "جمهورية مصر العربية"، فإن كثيرا من المصريين لا يرون أنهم من العرب، حيث يطلقون هذا الاسم فقط على سكان دول الخليج، بينما يحاول البعض الآخر التنصل من فكرة العروبة في حد ذاتها.
ويقول باهر إبراهيم، الطالب بكلية الطب جامعة الإسكندرية في صحيفة "الجارديان" البريطانية، إن المسيحيين في مصر يفضلون أن يشيروا إلى أنفسهم بأنهم مصريون وليسوا عربا، ومعظمهم يقول إن كل ما يجمعه بالعرب هو اللغة العربية فقط، ربما لأن المنطقة بأسرها أغلبيتها من المسلمين، وقد أصبح المرادف المتعارف عليه لكلمة عربي هو المسلم.
من ناحية أخرى يرتبط المصريون بالعرب ثقافيا وحضاريا ولغويا، وهو المبدأ الذي ظهر بشدة في سنوات ما بعد ثورة يوليو 1952، عندما اهتم الرئيس المصري الراحل بالقومية العربية، حتى إن اسم مصر وقتها كان "الجمهورية العربية المتحدة".
أما الآن، فقد تراجعت فكرة الهوية العربية كثيرا، حتى بين المصريين المسلمين، وخاصة بين الشباب، فالبعض يشعر أن انتماءه لمصر أقوى كثيرا من انتمائه لهويته العربية، بينما تظهر نبرة استعلاء واضحة -حتى على مستوى بعض المصريين محدودي الدخل- عند المقارنة بين مصر ودول الخليج العربي، ورغم أن هجرة المصريين لدول الخليج لا تتوقف من أجل تحسين معيشتهم، فإن البعض دائما ما يقارن بين مصر ذات الحضارة التاريخية القديمة والثقافة، وبين دول الخليج التي -بحسب آرائهم- لا تمتلك سوى النفط.
ويعتقد باهر أن هذه المشاعر العدائية تجاه العرب بدأت في الظهور بسبب المعاملة السيئة التي يتعرض لها المواطن المصري عند السفر لإحدى دول الخليج للعمل هناك، أو حتى عند السفر لليبيا، التي تعتبر أقرب جيران مصر، وقد ظهرت هذه المشاعر المعادية للقومية العربية في أوجها عندما تسببت مباريات كرة القدم بين مصر والجزائر في أزمة دبلوماسية في نوفمبر الماضي.
وأظهرت الحرب الإعلامية بين الطرفين عداء كبيرا، حيث طالب الطرفان بكل وضوح قطع العلاقات بالدولة العربية الأخرى، رغم أن المبرر تافه وسخيف، وهو مجرد مباراة كرة قدم بين فريقين! لكن ما حدث، أوضح أن المصريين أصبحوا أقل ارتباطا بهويتهم العربية، حيث ظهرت مجموعات على الموقع الاجتماعي "فيسبوك" عنوانها "أنا مصري مش عربي"، وظهرت أخرى شوفينية عنوانها "أنا مصري.. إنت مين؟" في إشارة إلى أن مصر هي الأفضل والأهم في الشرق الأوسط.
وأخيرا، يؤكد باهر على إن فكرة العودة لمصر الفرعونية والتخلي عن الهوية العربية تبدو بلا فائدة، خاصة وأن ما يجمع مصر بجيرانها العرب أقوى بكثير من مجرد حروب إعلامية ووطنية متعصبة. لهذا ينبغي على المصريين أن يعتزوا بتراثهم العربي الذي يساند التراث المصري العريق، تماما كما يعتزون بلهجتهم المصرية التي تكاد تصبح لغة في حد ذاتها بسبب تميزها في كل الدول العربية، وعليهم أن يفخروا بتاريخهم العربي، حتى لو لم يقتنعوا بأنهم من العرب.
الخميس 8 يوليو 2010
-
var addthis_pub = "mohamedtanna";
var addthis_localize = { share_caption: "شارك", email_caption: "أرسل إلى صديق", email: "أرسل إلى صديق", favorites: "المفضلة", more: "المزيد..." };
var addthis_options = 'email, favorites, digg, delicious, google, facebook, myspace, live';
على الرغم من أن الاسم المعروف لمصر هو "جمهورية مصر العربية"، فإن كثيرا من المصريين لا يرون أنهم من العرب، حيث يطلقون هذا الاسم فقط على سكان دول الخليج، بينما يحاول البعض الآخر التنصل من فكرة العروبة في حد ذاتها.
ويقول باهر إبراهيم، الطالب بكلية الطب جامعة الإسكندرية في صحيفة "الجارديان" البريطانية، إن المسيحيين في مصر يفضلون أن يشيروا إلى أنفسهم بأنهم مصريون وليسوا عربا، ومعظمهم يقول إن كل ما يجمعه بالعرب هو اللغة العربية فقط، ربما لأن المنطقة بأسرها أغلبيتها من المسلمين، وقد أصبح المرادف المتعارف عليه لكلمة عربي هو المسلم.
من ناحية أخرى يرتبط المصريون بالعرب ثقافيا وحضاريا ولغويا، وهو المبدأ الذي ظهر بشدة في سنوات ما بعد ثورة يوليو 1952، عندما اهتم الرئيس المصري الراحل بالقومية العربية، حتى إن اسم مصر وقتها كان "الجمهورية العربية المتحدة".
أما الآن، فقد تراجعت فكرة الهوية العربية كثيرا، حتى بين المصريين المسلمين، وخاصة بين الشباب، فالبعض يشعر أن انتماءه لمصر أقوى كثيرا من انتمائه لهويته العربية، بينما تظهر نبرة استعلاء واضحة -حتى على مستوى بعض المصريين محدودي الدخل- عند المقارنة بين مصر ودول الخليج العربي، ورغم أن هجرة المصريين لدول الخليج لا تتوقف من أجل تحسين معيشتهم، فإن البعض دائما ما يقارن بين مصر ذات الحضارة التاريخية القديمة والثقافة، وبين دول الخليج التي -بحسب آرائهم- لا تمتلك سوى النفط.
ويعتقد باهر أن هذه المشاعر العدائية تجاه العرب بدأت في الظهور بسبب المعاملة السيئة التي يتعرض لها المواطن المصري عند السفر لإحدى دول الخليج للعمل هناك، أو حتى عند السفر لليبيا، التي تعتبر أقرب جيران مصر، وقد ظهرت هذه المشاعر المعادية للقومية العربية في أوجها عندما تسببت مباريات كرة القدم بين مصر والجزائر في أزمة دبلوماسية في نوفمبر الماضي.
وأظهرت الحرب الإعلامية بين الطرفين عداء كبيرا، حيث طالب الطرفان بكل وضوح قطع العلاقات بالدولة العربية الأخرى، رغم أن المبرر تافه وسخيف، وهو مجرد مباراة كرة قدم بين فريقين! لكن ما حدث، أوضح أن المصريين أصبحوا أقل ارتباطا بهويتهم العربية، حيث ظهرت مجموعات على الموقع الاجتماعي "فيسبوك" عنوانها "أنا مصري مش عربي"، وظهرت أخرى شوفينية عنوانها "أنا مصري.. إنت مين؟" في إشارة إلى أن مصر هي الأفضل والأهم في الشرق الأوسط.
وأخيرا، يؤكد باهر على إن فكرة العودة لمصر الفرعونية والتخلي عن الهوية العربية تبدو بلا فائدة، خاصة وأن ما يجمع مصر بجيرانها العرب أقوى بكثير من مجرد حروب إعلامية ووطنية متعصبة. لهذا ينبغي على المصريين أن يعتزوا بتراثهم العربي الذي يساند التراث المصري العريق، تماما كما يعتزون بلهجتهم المصرية التي تكاد تصبح لغة في حد ذاتها بسبب تميزها في كل الدول العربية، وعليهم أن يفخروا بتاريخهم العربي، حتى لو لم يقتنعوا بأنهم من العرب.