جلس رجل فى محطة قطار الانفاق فى العاصمة واشنطن وبدأ يعزف على آلة الكمان مقطوعة موسيقية لبيتهوفن .. عزف الرجل لمدة 45 دقيقة دون ان يلتفت لعزفه احد , فاكثرهم ذاهب لعمله فى زحمة الصباح .. لذلك لم يعرف المارة ان عازف الكمان هو (جو شوا بيل) اشهر وافضل الموسيقيين فى العالم ..وقد كان يعزف احدى اصعب بل اعقد المقطوعات الموسيقية المكتوبة فى العالم على الكمان , وتقدر قيمة تلك المقطوعة الموسيقية ب (3,5)مليون دولار .. الجدير بالذكر انه كان قد عزف نفس المقطوعة قبل يومين فى قاعة تعج بالحضور فى احد مسارح بوستون وكان سعر التذكرة 1000 دولار ... ولكن (جو شوا بيل) هنا فى محطة قطار الانفاق بواشنطن عزف متخفيا كجزء من تجربة اجتماعية قامت بها صحيفة (الواشنطن بوست) عن الادراك الحسى والذوق والاولويات عند البشر ... وكانت الخطوط العريضة للتجربة : ( فى بيئة عامة مزدحمة وفى وقت غير ملائم .. هل لدينا القدرة على استشعار الجمال ؟ هل نتوقف لنقدر الجمال ؟ هل نستطيع ان نميز الموهبة فى مكان غير متوقع ؟ ... اذا لم يكن لدينا الوقت للوقوف لحظات وسماع عزف اعظم موسيقى لاجمل مقطوعة موسيقية فى تاريخ الفن ... فياترى كم من الاشياء الجميلة الاخرى التى نمر بها كل يوم , بل كل ساعة دون ان تعيرها اى اهتمام ..
هذه المقدمة التى نشرتها الواشنطن بوست هى التى سيطرت على تفكيرى وانا استعد للكتابة عن موسيقار عظيم قدم للموسيقى العربية درر وتحف مزجها بكل احاسيسه الانسانية , وبكل عصب ينبض بالحياة فى جسده , قدم لبلده مصر الكثير , فهو موسيقار بدرجة مثقف , وفنان بدرجة مبدع .. ولكنه للاسف تحقق للرجل من معانى اسمه الكثير والكثير , فتحولت المصادفة العابرة الى قدر مقدور , وحكمة مدبرة فى كتاب مسطور ... الموسيقار (محمد نوح) تبدو معه هذه المصادفة قدرا مقدورا . فهى مجرد صدفة ان يكون هذا اسمه , فهو (محمد)السيرة والسريرة ومن ابرز صفاته الشفافية والرهافة والصفاء الروحى والسيرة المحمودة , لدرجة (النوح ) والبكاء على حالة التجاهل الرسمية من قبل الدولة للعظماء امثال (محمد نوح ) فالرجل وان لم يتحدث يبكى من داخله على نكران الجميل , فالدولة المصرية تقدم كل عام جوائز الدولة التقديرية والتشجيعية الى قرود على شجرة الموهبة والعبقرية , ولا يتم ترشيح( محمد نوح ) .. وتعقد المهرجانات والاحتفالات الرسمية ويتم تجاهل ونسيان( محمد نوح ) مع سبق الاصرار والترصد .. هل لان وزارة الثقافة المصرية لاتعرف تاريخ الرجل ؟ وماذا قدم لمصر وللموسيقى العربية ؟ ام لان (محمد نوح) معرض تمام الاعراض عن النفاق الرخيص لاصحاب المعالى الوزراء وغيرهم ؟ ام لانه لايجيد لغة النفاق وابجديتها فهو لايمدح اى مسئول بقوله مثلا : (شلوت من سيادتك يدفعنا للامام ) او (عرق سيادتك برفان نعطر به انفسنا).. ام لان (محمد نوح)مثقف ومهموم بحب مصر , ذلك الوطن الذى يسكن فينا ؟
هل شاهدتم (محمد نوح ) عندما غنى (مدد مدد ... شدى حيلك يابلد ) تلك الاغنية التى كانت بمثابة الوقود الذى اشعل نيران الحماس والوطنية فى الشعب المصرى أيام حرب اكتوبر 1973.. هل شاهدتم تلك الاغنية الوطنية العظيمة التى غناها (محمد نوح ) بكل عصب ينبض بالحياة فى جسده , شاهدوه وراقبوا تعبيرات وجهه الهادر بالغضب , وكأنه يريد ايصال رسالة الى الاجيال القادمة من جيل ذاق مرارة الانكسار والهزيمة فعبر من خلال كلمات الاغنية عن الامل عن النصر عن مدى حبه لمصر التى تسكن بداخله .. (محمد نوح) هو آخر عناقيد المواهب الموسيقية من شجرة سيد درويش .. شاهدوا مسرحية (سحلب) التى تعتبر واحدة من اعذب وارقى واهم التجارب الغنائية الموسيقية فى تاريخ المسرح المصرى , ولكن للاسف لم يكتب لها التمام والكمال وتم اغتيالها واغتيال نجاحها فى عز النهار وعلى قارعة الطريق ..
(محمد نوح ) موسيقار بدرجة مثقف ... فالمثقف هو الشخص الذى يحمل معنى تعليميا مجردا , يقترن ما يقترن هذا بالتعامل مع قضايا العصر واتخاذ موقف محدد مما يحدث حوله .. ومعنى ذلك ان اى انسان لديه القدرة على اتخاذ موقف من اعتبارات واعية يمكن ان نطلق عليه لفظة (مثقف) ..وهو ما يمكن ان نوافق عليه سارتر القائل : (ان الانسان - مهندسا او مطربا - يتحول الى مثقف له دور واع فى اللحظة التى يبدى فيها موقفا معينا مما يحدث حوله ).... لذلك اتخذ (محمد نوح) موقفا من شعراء كبار عندما صرح فى عام 2009 فى لقاء له بجريدة (اليوم السابع) قائلا: (كلهم كتبوا فى اشعارهم كده وكانوا بيلقحوا عليه , الابنودى وسيد حجاب وفؤاد نجم وابراهيم رضوان , وكان صلاح بيتأثر جدا بالكلام ده .. ولا ابالغ اذا قلت ان هذا الكلام هو الذى قتله ) ... محمد نوح بحكم صداقته القوية مع صلاح جاهين صرح ان الشعراء الكبار مثل الابنودى وسيد حجاب واحمد فؤاد نجم وابراهيم رضوان , قتلوا صلاح جاهين كمدا وحزنا بالتلقيح عليه والتعريض به فى اشعارهم واتهامهم لصلاح جاهين بأنه (باع البلد لعبد الناصر) .. واعتقد ان صلاح جاهين فتح قلبه لنوح وقال له مافى داخله بحكم الصداقة القوية والمتينة بينهم ..
(محمد نوح) لمن لايعرفه هو مطرب وملحن بدأ حياته فى المسرح الغنائى واشتهر فى مسرحية (سيد درويش1966) , ودرس فى جامعة (ستانفورد) بقسم التأليف الموسيقى , ولمع فى اغانى سيد درويش , وهو عازف ماهر للبيانو والعود والكمان والناى , لحن موشحات لنجاح سلام وعلى الحجار ومحمد الحلو ومحمد ثروت وعفاف راضى وغيرهم , وكون رباعى نوح مع اولاده (سحر نوح - استاذ فى معهد الكونسرفاتوار- هاشم نوح -طيارمدنى - مريم - استاذ مساعد بالجامعة الامريكية -) , ومحد نوح مؤلف موسيقى يشار اليه بالبنان , واستاذ صوتيات بمعهد السينما , واستاذ المسرح الغنائى بمعهد الموسيقى العربية , ومحمد نوح ألف ولحن واخرج مسرحية (سحلب), وموسيقى مسرحية (كاليجولا) على مسرح فرانسيز الكوميدى بباريس , الى جانب تلحين العديد من الاغنيات الشعبية للعديد من المطربين والمطربات , ولنوح ابحاث فى الموسيقى الفرعونية والتاريخ الفرعونى واللغة المصرية القديمة ومايخص الفلكلور الباقى للمصريين عبر التاريخ .
(محمد نوح) لانه مهموم بقضايا وطنه ومعجون عشقا ومجنون حبا بالجميلة الفاتنة مصر , له منتدى ثقافى اسمه (شلة السطوح ) يلتقى فيه ببعض اهل الثقافة من شعراء وكتاب وفنانين , يتناقشون يختلفون يتفقون ولكنهم فى النهاية مجمعون على حب (محمد نوح) .. الذى رغم ما قدم للموسيقى العربية تتجاهله وزارة الثقافة المصرية وتنساه مع سبق الاصرار والترصد لانه راهب فى محراب الموسيقى العربية , لايهمه الا محبوبته وموسيقاه ...فمتى يكرم (محمد نوح ) تكريما يليق به , ام انا التكريم اليوم اصبح مدفوع الاجر .. واليه اقول: ليست الالقاب والتكريمات والاحتفالات هى التى تكسبك مجدا .. بل الناس هم من يكسبون الالقاب والتكريمات مجدا ... والناس قد كرمتك بان وضعتك فى قلوبها واطلقت عليك لقب (هرم مصر الرابع فى الموسيقى ) الا يكفيك ذلك التكريم ياراهب الفن والموسيقى
من قلم : حمدي السعيد سالم
هذه المقدمة التى نشرتها الواشنطن بوست هى التى سيطرت على تفكيرى وانا استعد للكتابة عن موسيقار عظيم قدم للموسيقى العربية درر وتحف مزجها بكل احاسيسه الانسانية , وبكل عصب ينبض بالحياة فى جسده , قدم لبلده مصر الكثير , فهو موسيقار بدرجة مثقف , وفنان بدرجة مبدع .. ولكنه للاسف تحقق للرجل من معانى اسمه الكثير والكثير , فتحولت المصادفة العابرة الى قدر مقدور , وحكمة مدبرة فى كتاب مسطور ... الموسيقار (محمد نوح) تبدو معه هذه المصادفة قدرا مقدورا . فهى مجرد صدفة ان يكون هذا اسمه , فهو (محمد)السيرة والسريرة ومن ابرز صفاته الشفافية والرهافة والصفاء الروحى والسيرة المحمودة , لدرجة (النوح ) والبكاء على حالة التجاهل الرسمية من قبل الدولة للعظماء امثال (محمد نوح ) فالرجل وان لم يتحدث يبكى من داخله على نكران الجميل , فالدولة المصرية تقدم كل عام جوائز الدولة التقديرية والتشجيعية الى قرود على شجرة الموهبة والعبقرية , ولا يتم ترشيح( محمد نوح ) .. وتعقد المهرجانات والاحتفالات الرسمية ويتم تجاهل ونسيان( محمد نوح ) مع سبق الاصرار والترصد .. هل لان وزارة الثقافة المصرية لاتعرف تاريخ الرجل ؟ وماذا قدم لمصر وللموسيقى العربية ؟ ام لان (محمد نوح) معرض تمام الاعراض عن النفاق الرخيص لاصحاب المعالى الوزراء وغيرهم ؟ ام لانه لايجيد لغة النفاق وابجديتها فهو لايمدح اى مسئول بقوله مثلا : (شلوت من سيادتك يدفعنا للامام ) او (عرق سيادتك برفان نعطر به انفسنا).. ام لان (محمد نوح)مثقف ومهموم بحب مصر , ذلك الوطن الذى يسكن فينا ؟
هل شاهدتم (محمد نوح ) عندما غنى (مدد مدد ... شدى حيلك يابلد ) تلك الاغنية التى كانت بمثابة الوقود الذى اشعل نيران الحماس والوطنية فى الشعب المصرى أيام حرب اكتوبر 1973.. هل شاهدتم تلك الاغنية الوطنية العظيمة التى غناها (محمد نوح ) بكل عصب ينبض بالحياة فى جسده , شاهدوه وراقبوا تعبيرات وجهه الهادر بالغضب , وكأنه يريد ايصال رسالة الى الاجيال القادمة من جيل ذاق مرارة الانكسار والهزيمة فعبر من خلال كلمات الاغنية عن الامل عن النصر عن مدى حبه لمصر التى تسكن بداخله .. (محمد نوح) هو آخر عناقيد المواهب الموسيقية من شجرة سيد درويش .. شاهدوا مسرحية (سحلب) التى تعتبر واحدة من اعذب وارقى واهم التجارب الغنائية الموسيقية فى تاريخ المسرح المصرى , ولكن للاسف لم يكتب لها التمام والكمال وتم اغتيالها واغتيال نجاحها فى عز النهار وعلى قارعة الطريق ..
(محمد نوح ) موسيقار بدرجة مثقف ... فالمثقف هو الشخص الذى يحمل معنى تعليميا مجردا , يقترن ما يقترن هذا بالتعامل مع قضايا العصر واتخاذ موقف محدد مما يحدث حوله .. ومعنى ذلك ان اى انسان لديه القدرة على اتخاذ موقف من اعتبارات واعية يمكن ان نطلق عليه لفظة (مثقف) ..وهو ما يمكن ان نوافق عليه سارتر القائل : (ان الانسان - مهندسا او مطربا - يتحول الى مثقف له دور واع فى اللحظة التى يبدى فيها موقفا معينا مما يحدث حوله ).... لذلك اتخذ (محمد نوح) موقفا من شعراء كبار عندما صرح فى عام 2009 فى لقاء له بجريدة (اليوم السابع) قائلا: (كلهم كتبوا فى اشعارهم كده وكانوا بيلقحوا عليه , الابنودى وسيد حجاب وفؤاد نجم وابراهيم رضوان , وكان صلاح بيتأثر جدا بالكلام ده .. ولا ابالغ اذا قلت ان هذا الكلام هو الذى قتله ) ... محمد نوح بحكم صداقته القوية مع صلاح جاهين صرح ان الشعراء الكبار مثل الابنودى وسيد حجاب واحمد فؤاد نجم وابراهيم رضوان , قتلوا صلاح جاهين كمدا وحزنا بالتلقيح عليه والتعريض به فى اشعارهم واتهامهم لصلاح جاهين بأنه (باع البلد لعبد الناصر) .. واعتقد ان صلاح جاهين فتح قلبه لنوح وقال له مافى داخله بحكم الصداقة القوية والمتينة بينهم ..
(محمد نوح) لمن لايعرفه هو مطرب وملحن بدأ حياته فى المسرح الغنائى واشتهر فى مسرحية (سيد درويش1966) , ودرس فى جامعة (ستانفورد) بقسم التأليف الموسيقى , ولمع فى اغانى سيد درويش , وهو عازف ماهر للبيانو والعود والكمان والناى , لحن موشحات لنجاح سلام وعلى الحجار ومحمد الحلو ومحمد ثروت وعفاف راضى وغيرهم , وكون رباعى نوح مع اولاده (سحر نوح - استاذ فى معهد الكونسرفاتوار- هاشم نوح -طيارمدنى - مريم - استاذ مساعد بالجامعة الامريكية -) , ومحد نوح مؤلف موسيقى يشار اليه بالبنان , واستاذ صوتيات بمعهد السينما , واستاذ المسرح الغنائى بمعهد الموسيقى العربية , ومحمد نوح ألف ولحن واخرج مسرحية (سحلب), وموسيقى مسرحية (كاليجولا) على مسرح فرانسيز الكوميدى بباريس , الى جانب تلحين العديد من الاغنيات الشعبية للعديد من المطربين والمطربات , ولنوح ابحاث فى الموسيقى الفرعونية والتاريخ الفرعونى واللغة المصرية القديمة ومايخص الفلكلور الباقى للمصريين عبر التاريخ .
(محمد نوح) لانه مهموم بقضايا وطنه ومعجون عشقا ومجنون حبا بالجميلة الفاتنة مصر , له منتدى ثقافى اسمه (شلة السطوح ) يلتقى فيه ببعض اهل الثقافة من شعراء وكتاب وفنانين , يتناقشون يختلفون يتفقون ولكنهم فى النهاية مجمعون على حب (محمد نوح) .. الذى رغم ما قدم للموسيقى العربية تتجاهله وزارة الثقافة المصرية وتنساه مع سبق الاصرار والترصد لانه راهب فى محراب الموسيقى العربية , لايهمه الا محبوبته وموسيقاه ...فمتى يكرم (محمد نوح ) تكريما يليق به , ام انا التكريم اليوم اصبح مدفوع الاجر .. واليه اقول: ليست الالقاب والتكريمات والاحتفالات هى التى تكسبك مجدا .. بل الناس هم من يكسبون الالقاب والتكريمات مجدا ... والناس قد كرمتك بان وضعتك فى قلوبها واطلقت عليك لقب (هرم مصر الرابع فى الموسيقى ) الا يكفيك ذلك التكريم ياراهب الفن والموسيقى
من قلم : حمدي السعيد سالم