تحت شعار "من النهارده مفيش حكومة إحنا الحكومة" عاد أولاد عزت حنفي الذي كان يلقب بـ"خُط الصعيد" إلى قلب الأحداث بعد فرارهم من السجن أثناء ثورة يناير، عادوا لعهد الإجرام والتهديد والإرهاب لأهالي مركز أبوتيج بمحافظة أسيوط مرة أخرى.
الأهالي بدورهم أرسلوا مئات الاستغاثات والشكاوى إلى القوات المسلحة بعد تلقيهم تهديدات من مطاريد عائلة حنفي بترك أراضيهم وبيوتهم وإلا واجهوا الموت والخراب.
وفي حديث لـ"بوابة الوفد" قال الحاج محمد (مزارع) :"يطلبون منا أن نترك أراضينا وندفع الإتاوات، أو يتم قتلنا نحن وأبناؤنا في وضح النهار، ويذكروننا بعودة سواد الماضي، أرسلنا العديد من الاستغاثات لحمايتنا من هؤلاء الجبابرة المسلحين، الذين يستغلون ما تمر به البلاد من ظروف لفرض سيطرتهم على الأهالي، ولكن لا أحد يجيب".
يذكر أن عزت حنفي عاش في عهد الرئيس المخلوع مبارك مستغلا أجواء الفساد التي طالت العديد من أجهزة الدولة ضاربا بالقوانين عرض الحائط، فقد كان يسير هو وأعوانه وهم يحملون أحكاما بالسجن تصل إلي مئات السنين في قضايا مختلفة أغلبها القتل بدم بارد والاستيلاء على الأراضي بالقوة والاغتصاب وتجارة المخدرات وزراعتها.
وظلت امبراطورية حنفي قرابة ربع قرن يزرع ويجني ويبيع المخدرات في جزيرته دون أن يواجهه أحد، متسلحا بقدرته على تصريف أموره بالرشاوى والفساد، في ظل نظام ساعده على ذلك.
اغتر حنفي بقوته وحاول تهديد أمن البلاد وقطع طريق مصر أسوان الزراعي، وهدد باستهداف قطار أسوان السياحي واحتجاز المواطنين العزل كرهائن وهنا تدخلت الدولة، ولكن بعد أن فات الأوان في مواجهة تاريخية استخدمت فيها المدرعات والكوماندوز والطائرات لاقتحام جزيرة الشيطان.
اشتركت فى عملية تدمير تلك البؤرة بشكل أساسى قوات الأمن المركزى (الدعم-المجموعات القتالية -العمليات الخاصة ) مدعومة بـ 50 مدرعة و مصلحة الأمن العام ومباحث أمن الدولة وكانت فرحة الأهالى كبيرة جدا بعد إنهاء سيطرة عائلة حنفى على مئات الأفدنة التى تم تطهيرها جميعا من المخدرات ومن بلطجية عزت حنفى.
واستخدم الأمن فى مواجهة عائلة حنفي كافة أنواع الأسلحة . فمن جهتها قامت الداخلية باستخدام المدرعات وقذائف الهاون وصواريخ الأربى جى والجرينوف وذخائر الخارق الحارق واستخدم بلطجية حنفى الرشاشات الخفيفة والجرينوف وقاموا بتلغيم المنازل بأنابيب البوتاجاز، وقبض على حنفي وتم تنفيذ حكم الإعدام فى عام 2006 بسجن برج العرب بالإسكندرية.
ظن الجميع أن المسلسل انتهى بقطع رأس الأفعى بالإعدام والأحكام المؤبدة لبقية أفراد العصابة، لكن يبدو أن الأمور تسير في عكس الاتجاه الآن. فقد فروا جميعا من السجون في أحداث الانفلات الأمني التي مرت بها مصر وعادوا لترويع الأهالي وأخذ الإتاوات والاستيلاء على الأراضي والممتلكات دون خوف من رادع أو وازع من ضمير، فهل سيتركون هكذا؟ تساؤل واستغاثة من أهالي قرية النخيلة وجزيرتها للمجلس الأعلى للقوات المسلحة ورئاسة الوزراء.