September 23 2011 18:30
عاد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الجمعة الى صنعاء بشكل مفاجئ بعد غياب استمر اكثر من ثلاثة اشهر لتلقي العلاج في السعودية فيما تدور معارك عنيفة بين معارضيه ومناصريه اوقعت اكثر من مئة قتيل منذ الاحد الماضي.وقال مصدر ملاحي لوكالة فرانس برس ان صالح وصل الى مطار صنعاء حوالى الساعة 5,00 بالتوقيت المحلي "2,00 ت.غ". وكان التلفزيون اليمني اعلن عودته المفاجئة
وكان صالح الذي يواجه حركة احتجاجات شعبية منذ كانون الثاني/يناير تتهمه بالفساد والمحاباة، توجه للعلاج في الرياض في 4 حزيران/يونيو غداة اصابته بجروح خلال هجوم في قصره في صنعاء.وفور الاعلان عن عودته، بدا مناصروه اطلاق النار ابتهاجا خصوصا في الشطر الجنوبي من العاصمة الخاضع لسيطرة الجيش.وفي الوقت ذاته، قامت الوحدات العسكرية المؤيدة للرئيس صباح الجمعة بقصف حي الحصبة شمال صنعاء، مقر الزعيم القبلي الشيخ صادق الاحمر بالقذائف والاسلحة الثقيلة، كما دارت مواجهات بين انصار الاحمر ومسلحين تابعين للشيخ صغير بن عزيز المؤيد للرئيس اليمني، وفقا لمصادر قبلية
وقال مصدر من مكتب الاحمر ان اربعة اشخاص قتلوا خلال الليل في حي الحصبة.كما اعلنت مصادر طبية مقتل شخصين في سقوط قذيفة على ساحة التغيير، معقل حركة الاحتجاجات حيث يعتصم الاف الشبان منذ شباط/فبراير الماضي.وافاد شهود عيان ان اشتباكات اندلعت في احياء اخرى من العاصمة ايضا.وبذلك، يرتفع عدد القتلى في صنعاء الى 16 منذ الخميس والى 101 منذ الاحد الماضي، بحسب مصادر طبية والطرفين المتحاربين.وفي تعز، جنوب غرب صنعاء، قتل شخص وجرح اثنان اخران في سقوطط قذيفة على ساحة الحرية واندلع حريق في احد الفنادق، وفقا للمحتجين
وتاتي اعمال العنف هذه قبيل التجمعات المتوقعة للمعارضين والمناصرين بمناسبة صلاة الجمعة.يذكر ان صالح اصيب بجروح في انفجار في مسجد القصر الرئاسي في صنعاء في الثالث من حزيران/يونيو، وظهر للمرة الاولى عبر شاشة التلفزيون اليمني في السابع من تموز/يوليو بحروق في الوجه والضمادات تغطي يديه.وقد اصيب مسؤولون كبار بينهم رئيس الوزراء في الانفجار الذي ادى الى سقوط 11 قتيلا، غالبيتهم من الحرس.وقد غادر في مطلع اب/اغسطس المستشفى العسكري في الرياض حيث تلقى العلاج وكان يمضي منذ ذلك الحين فترة نقاهة في السعودية
وصالح الذي يتعرض لضغوط قوية اقليمية ودولية يحكم اليمن منذ 33 عاما وقد رفض حتى الان التنحي او توقيع المبادرة الخليجية.وقد وضعت دول الخليج، القلقة من استمرار الازمة في اليمن منذ كانون الثاني/يناير، خطة تتضمن مشاركة المعارضة في حكومة مصالحة وطنية مقابل تخلي الرئيس عن الحكم لنائبه على ان يستقيل بعد شهر من ذلك مقابل منحه حصانة وتنظيم انتخابات رئاسية خلال مدة شهرين.وكان امين عام مجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني اعلن اثناء مغادرته اليمن قبل يومين ان الاخصام السياسيين ليسوا مستعدين بعد للتوصل الى اتفاق
واضاف "حينما تحين الظروف المناسبة ستكون كافة الاطراف مستعدة عندئذ لبذل الجهود المطلوبة للتغلب على التوتر وتحقيق الامن والاستقرار في اليمن".ويواجه صالح انتفاضة شعبية غير مسبوقة منذ كانون الثاني/يناير اسفر قمعها عن مئات القتلى، وكان فوض نائبه التفاوض مع المعارضة وتوقيع اتفاقية نقل السلطة طبقا لنص المبادرة الخليجية
يذكر ان موجة العنف الجديدة اندلعت الاحد الماضي عندما اطلقت قوات موالية للرئيس النار على متظاهرين قرروا مغادرة ساحة التغيير والسير باتجاه وسط العاصمة ما ادى الى مقتل 27 شخصا.وتدور الاشتباكات بين وحدات الحرس الجمهوري الذي يقوده ابن الرئيس احمد من جهة، وتلك التي يقودها الاحمر الذي انضم الى الاحتجاجات في آذار/مارس الماضي وتتولى فرقته حماية ساحة التغيير.وتأتي اعمال العنف الاخيرة وسط تحذيرات من ان اليمن، البلد الاكثر فقرا جنوب غرب الجزيرة العربية، بات على شفا الانهيار التام، في الوقت الذي يعاني فيه من حركة تمرد في الشمال وتهديد متنام للقاعدة في الجنوب.وقد اعتبرت المفوضة العليا لحقوق الانسان في الامم المتحدة نافي بيلاي الخميس ان اليمن يقف عند "مفترق خطير جدا وحساس".ولفتت الى ان بعثة للامم المتحدة الى اليمن في حزيران/يونيو الماضي خلصت الى ان النظام اليمني "يستخدم قوة مفرطة" لقمع التظاهرات ما يسبب "خسائر فادحة" في الارواح