أعجبني كثيرا المقال الذي قرأت في صحيفة الغد الأردنية والمنقول عن قناة العربية، ولكن لم تعجبني بعض التعليقات التي نادت بالكراهية تجاه نادي برشلونة لقيام مدربه غوارديولا ولاعبه بيكيه بزيارة إلى الكيان الإسرائيلي العام الماضي.
المقال يتحدث عن فتاة مغربية غاية في الجمال تذهب كل عطلة أسبوع إلى معقل النادي الكتالوني (إن كانت هناك مباراة) ليس من أجل عرض ملابسها القصيرة أو اصطياد شاب عازب، أو حتى لفت انتباه عدسات المصورين بألوان الوجه والمكياج، وإنما من أجل قضية واحدة ومكررة.
ففي كل مباراة يخوضها فريق برشلونة الإسباني على ملعبه الشهير "كامب نو"، تحرص الشابة المغربية سعاد الفاني على التواجد في المدرجات حاملةً علم فلسطين وشعارات مؤيدة للقضية الفلسطينية من بينها لافتة تدعو لإنقاذ المسجد الأقصى، وهو أمر أثار انتباه المشجعين الأسبان على نحو متزايد.
هذا ما ورد في المقال قبل أن نقرأ في الأسفل أحد التعليقات الغريبة والذي يقول صاحبه "أكيد أي موطن عربي أو مسلم كل همه فلسطين والأقصى ولا علاقة لذلك ببرشلونة بل موضوع متفرج عربي خاصة وأن غوارديولا وروسيل وغيرهم دائما في إسرائيل متواجدين وداعمين مهمين للصهاينة".
ولو أن صاحب هذا التعليق تعمق كثيرا في المقال لعلم تماما أن برشلونة بمنحه المجال لهذه الفتاة لترفع الشعار الذي تريد، هو ينتهج مبدأ الحياد والعدالة، سيما وأن هناك مشاهد مضادة لمشجعين مناصرين للكيان العبري، في حين أن كثير من الملاعب العربية لا تسمح إدارتها لأصحاب قضايا وطنية بالتعبير عن أنفسهم.
ويكفي ما تقوله سعاد نفسها، حيث أنها تؤكد أنها لم تتعرض لأي مضايقات، بل إن كثير من مشجعي برشلونة أبدوا دعمهم لها، بعدما أصبحت وجهاً مألوفاً في مدرجات "كامب نو"، مؤكدة أن ستعمل على أن تكون المبادرات جماعية في الفترة القادمة بالنظر إلى وجود مئات من الشباب العرب القاطنين في مدينة برشلونة.
وتقول الفاني إنها تحرص على حضور معظم مباريات برشلونة في "كامب نو" كونها تقطن على بعد أمتار فقط من الملعب البيتي للفريق الكاتلوني الشهير، وتشجع كما معظم سكان المدينة الفريق المهيمن على لقب الدوري الاسباني خلال المواسم الثلاثة الأخيرة.
وعن سر إحضارها أعلام فلسطين واللافتات المؤيدة للقضية الفلسطينية تؤكد الشابة المغربية المنحدرة من مدينة وزّان، إن حبها لهذا البلد يدفعها إلى السعي للفت أنظار العالم لقضيته، من خلال مبادرة بسيطة لا تكلفها سوى بعض القماش والأقلام.
ورغم أن سعاد تعترف بأن فعلها هذا قد لا يكون له نتائج عملية على أرض الواقع، فإنها تعتقد أن رفع أعلام فلسطين وكتابة اليافطات التي تدعو العالم للانتباه لقضية هذا البلد المحتل، وإنقاذ المسجد الأقصى من خطر التهويد، قد تحرّك ضمائر البعض، كون مباريات برشلونة تحظى بمتابعة مئات الملايين عبر العالم.
وتشدد سعاد التي تعمل في ممرضة في مدينة برشلونة، على أنها ستواصل العمل على حشد التأييد لقضية فلسطين على طريقتها الخاصة، وستحرص على كشف حقيقة الاحتلال الإسرائيلي الذي لا يعرف كثير من الأسبان حجم المعاناة التي يسببها للشعب الفلسطيني.