◄التصور داخل طرة بأن الجيش سيقوم بعمل انقلاب على الشعب
◄لم يتوقع قيادات الداخلية الحصول على حكم البراءة لتوقعهم بأن الحكم سياسى
رزكريا عزمى كان صامتاً ويقول دائماً "اللى وقع البلد دى هو الواد القصير اللى اسمه أحمد عز"
◄حسن عبد الرحمن قابل فوز الإخوان بالانتخابات بالابتسام وقال إنهم سيحكمون البلاد جيداً.. والسلفيون أكثر عمقاً فى الدين
استأنف رجب هلال حميدة، عضو مجلس الشعب الأسبق، والحاصل على حكم البراءة فى موقعة الجمل، كشف كواليس الحياة داخل سجن طرة، وفتح الصندوق الأسود لرجال النظام السابق الذى جمعه بهم عاماً ونصف العام داخل سجن طرة فى حواره مع الإعلامى عمرو أديب ببرنامج "القاهرة اليوم".
وكشف حميدة أن جمال مبارك أخبره بأن والده قال له، إن "المجلس العسكرى خاننى ولم ينفذ اتفاقه معى" وكان يردد هذه الجملة كثيراً، "دول خونة وخانونى ومكنشى دا الاتفاق"، فى إشارة إلى المشير طنطاوى والفريق سامى عنان، حيث منعهم من الرد على أكاذيب الصحف وكان أغلب رجال مبارك فى طرة يرون أن أداء المجلس العسكرى ضعيف ورخو فى كثير من القضايا التى توضع أمامه وكانوا يظنون أنه بهذه الطريقة ستنتهى البلد وتخرج من قبضة المعنيين بالأمر وستكون تحت قبضة الإخوان المسلمين وجمال مبارك كان يتمنى أن يفوز أحمد شفيق بالرئاسة وهشام طلعت مصطفى كان يتوقع فوز محمد مرسى.
وأضاف حميدة أن الكل كان سعيداً بعزل طنطاوى وعنان وكانوا يتوقعون وصولهما لطرة وكانوا "شمتانين فيهما" وتوقعنا أن المشير طنطاوى وعنان سيدخلان سجن طرة والكل كانوا سعداء جداً مما قام به مرسى، لافتاً إلى أن مبارك حدثت له خيانة، حيث خرجت الدبابات ومكتوب عليه يسقط مبارك، وكان عند جمال وعلاء قناعه بأنهم لم يفعلوا شيئاً.
وتابع حميدة لقد قال لى علاء مبارك وأقسم بالله على مصحف بعد الصلاة أن كل ما يمتلكه لا يتجاوز 200 مليون جنيه فقط وكل الشليهات التى يمتلكها فى شرم الشيخ بها شروخ ونحن مستعدون للحساب بشرط أن يأتى محققون بشفافية وإن صادروا كل ما نملكه لم نتكلم طالما أن التحقيقات جرت بشفافية.
وقال حميدة إن التصور داخل طرة بأن الجيش سيقوم بعمل انقلاب، لافتا إلى أن الدكتور زكريا عزمى كان لديه قناعة بأن الجيش سيقوم بانقلاب فى حين كان تصور صفوت الشريف مخالف، حيث كانت توقعاته بأن الإخوان سيحكمون مصر، موضحاً أن صفوت الشريف كشف له أنه كان عضوا فى جماعة الإخوان المسلمين ثم تركهم وذهب وانضم لحزب مصر الفتاة وانضم بعد ذلك لحركة الضباط الأحرار.
وأوضح حميدة أن زكريا عزمى كان الأكثر صمتاً داخل السجن ولا يتحدث إلا قليلاً ونظرات عينه كان يفهم منها الكثير وكان يقول دائماً "اللى وقع البلد دى هو الواد القصير اللى اسمه أحمد عز" على حد قوله، وقال أيضا زكريا عزمى إن أحمد عز كان قريباً جداً من الرئيس مبارك وكان مبارك يصدقه فيما يقول.
فيما كان الأكثر قوة فى الحديث صفوت الشريف الذى قال كانت الخطة عند أحمد عز إقصاء الإخوان المسلمين عن المشهد السياسى ومن وجهة نظرهم أن الإخوان وراء كل مصيبة تحدث فى مصر فاتفق مع وزير الداخلية لإقصاء الإخوان تماما عن المشهد السياسى فى 2010.
ولفت حميدة إلى وضع حسن عبد الرحمن، رئيس مباحث أمن الدولة السابق كان قليل الكلام، وعندما علم بنبأ فوز الرئيس مرسى، قابل فوز الإخوان بالانتخابات بالابتسام وقال نهم سيحكمون البلاد جيداً وذلك لأن هدفهم منذ 80 عاماً حكم مصر، وقال عبد الرحمن عن السلفيين إنهم أكثر عمقاً فى الدين، مؤكدا على أن اللواء حسن عبد الرحمن قال له إن من فتح السجون فى جمعة الغضب أنهم كتائب عز الدين القسام وحماس وعناصر خارجية وكنا نعلم ذلك، مضيفاً أن المخابرات كان عندها فكرة من قبل لما حدث فى جمعة الغضب، مضيفا أن حسن عبد الرحمن اطلعنى على مذكرة كتبها بهذا الخصوص.
وأبدى حميدة انزعاجه من أنس الفقى وأحمد عز قائلا: كنت أتضايق منهما لبعدهما عن الله بالرغم من المحنة التى يمرون بها فكان أنس الفقى يأتى للمسجد يوم الجمعة متأخراً وعندما تحدثت معه أبديت تعجبى كيف تولى هذا الرجل وزارة الإعلام بخلاف صفوت الشريف كان أكثر منه فهماً للأمور.
وفيما يتعلق بتوقعاته عن فوز أى من مرشحى الرئاسة بالانتخابات قال حميدة توقعت فى محبسى أن الدكتور محمد مرسى هو الذى سوف يفوز بالانتخابات الرئاسية، لأن وراءه تنظيم قادر على الحشد لصالحه وقد توقعت فوز الرئيس مرسى وإذا كنت خارج السجن سأنتخب إما الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح أو الدكتور محمد مرسى، لافتاً إلى أنه اجتمع بالرئيس مرسى أكثر من مرة، وقابله فى اجتماع شفيق وعمر سليمان بالقوى السياسية أثناء الثورة وكان للرئيس مرسى موقف وقتئذ، وقال فى الاجتماع إن التحرير له مطالب معينة ومنها تعديل عدد من مواد الدستور ولم يطلب مطلقاً رحيل مبارك حتى تسير المركبة ولم يقول أحد من النشطاء السياسيين الموجودين على قيد الحياة برحيل مبارك ومنهم الدكتور رفعت السعيد والدكتور السيد البدوى والدكتور عصام العريان والدكتور محمد مرسى ولم يتحدث أحد منهم عن رحيل مبارك وذلك لأنه لم يتوقع أحد أن هذا النظام سيسقط بهذه السهولة وهذا الكلام مسجل بمجلس الوزراء وقد اقترحت فى الاجتماع بأن يخرج كل وزير ويشرح للثوار الأوضاع حتى تهدأ الأوضاع.
ووجه حميدة رسالة للرئيس مرسى قائلا: أقول للدكتور مرسى الرجل الذى أحبه وأحترمه وأقدره وقد عاشرته وأتمنى أن يوفقه الله فى قيادة البلاد ولن يحدث ذلك إلا إذا ابتعدنا عن الإقصاء وأن نبدأ بالمصالحة وإسقاط الأيديولوجيات وأريد أن أعرف رأيه وحكمه هو والمرشد العام للإخوان فى تلفيق قضايا ضدى من جانب أحد أعضاء حزبكم وهو جمال تاج الدين.
وفيما يخص توقعات رجال مبارك بفوز أى من مرشحى الرئاسة قال حميدة كانت الآراء تنحصر فى الدكتور محمد مرسى والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح وحمدين صباحى والدكتور محمد سليم العوا وعمرو موسى، لافتا إلى أن الجميع يتخوف من الدكتور أبو الفتوح وكانوا يتمنون جميعا أن يفوز الفريق أحمد شفيق فى الانتخابات وصفوت الشريف الوحيد الذى لم يبدِ رأيه فى مرشحى الرئاسة سواء بتأييده أو رفضه، ووصف الشريف الدكتور مرسى بأنه رجل خلوق وكان هشام طلعت مصطفى متفق معى فى تضامنه مع الدكتور محمد مرسى وكان يريد أن يكون رئيساً لمصر.
وأضاف حميدة لم أرغب أن يكون عمرو موسى رئيساً لأنه لا يصلح لحكم البلاد لأنه كان مسئولاً فى الدولة وفجأة انقلب عن النظام وتملص من الملفات التى كانت موكله إليه، فيما لقى اللواء عمر سليمان إقبال كبير لديهم جميعا لكن توقعاتهم بأنه لم يستمر وسيتم عرقلة مسيرته لأن فرصته أكبر من الفريق أحمد شفيق.
ووصف حميدة الحياة داخل سجن طرة وقت إعلان النتيجة بعد إعادة الانتخابات قائلا فى إعادة انتخابات الرئاسة بين الرئيس مرسى والفريق أحمد شفيق جاءت تعليمات بغلق الزنازين فى الساعة الواحدة ظهراً وسط الحرارة الحارقة وكنت مريضاً فى ذلك الوقت وجلسنا أمام التليفزيون وعندما سألنا الضباط قالوا لنا إن الفريق شفيق فاز وأبلغه الفريق سامى عنان بأن شفيق فاز بنسبة 52.6% وخشينا عليكم من أى هجوم.
وعن حالة رجال النظام السابق الذين يرفقون مبارك فى محاكمة قتل المتظاهرين، يترقبون الحكم عن كثب ولم يكن يتوقع أحد من قيادات الداخلية الحصول على حكم البراءة، لأنهم كانوا متوقعين أن الحكم سوف يكون حكماً سياسياً وعندما كانت تذاع جلسات الحكم على الهواء كنت أجلس بجوار صفوت الشريف وأثناء قراءة القاضى لمقدمة الحكم فظننت أن المحبوسين سيأخذون إعدام وبعد الحكم ببراءة عدلى فايد فى قتل المتظاهرين قام عقب الصلاة وخطب فى المساجين وقال إننى كنت مقصراً فى عملى وأخذ يسب فى الشرطة.
وتابع حميدة أن مستشفى سجن طرة كان فيها إمكانيات جيدة وكنت أتردد عليها لعمل جلسات علاج طبيعى وعندما علمت أن مبارك سيدخل المستشفى حزنت، لأننى أحسست أننى لن أتمكن من الدخول إليها بعد وصوله إليها وبالفعل تم التضييق علينا فى بداية دول مبارك سجن طرة، مشيراً إلى أنه تم تطوير المستشفى بشكل كبير قبل دخله المستشفى، لافتا إلى أنه وجد أن الأكثر ضيقاً من دخول مبارك سجن طرة هما فتحى سرور وصفوت الشريف بحجة أنهم "مش عايزين وجع قلب".
وعن المشهد الذى دخل فيه مبارك لسجن طرة، قال حميدة دخلت الطائرة التى تنقل مبارك إلى السجن ولم يستطع أحد الصعود للطائرة التى كانت تنقل مبارك من المحكمة إلى سجن طرة لإقناعه بالنزول والذى تفاوض معه للنزول منها الطاقم الطبى المرافق له، ودخل نجلى الرئيس للطائرة وامتلئ السجن بعدد كبير من الضباط وأفراد الحرس لحمايته لحين دخوله المستشفى وتم منعى من دخول مستشفى السجن لمدة أربعة أيام بعد دخول مبارك مستشفى سجن طرة وبعدها عملت مشكلة للحصول على علاجى داخل المستشفى.
وأضاف حميدة فقد وصل الرئيس ولم أراه وقلت لجمال مبارك،" الوالد صحته عامله أيه فقال لى الوالد تعبان شوية وادعيه يا شيخ رجب"، وعندما سأل مبارك نجله جمال عن نزلاء طرة من الرجال السابق وعلم أننى معهم فقال لهم مش دا الراجل أبو دقن بتاع المعارضة طب أيه اللى جابه هنا فردوا عليه بسبب موقعة الجمل، فرددت على جمال مبارك كنت تقول له إننى هنا بسبب قرار العلاج على نفقة الدولة الذى وقعت عليه يا ريس وياريتنى ما تعالجت على نفقة الدولة، مشيرا إلى أن حمدين صباحى عاد من رحلة علاجية على نفقة الدولة ووقف فى مجلس الشعب يقول أشكر الرئيس مبارك الذى لم يفرق بين مؤيد ومعارض.
وكشف حميدة عن مفاجأة وهى أنه لم يطلب أحد من رجال مبارك زيارته داخل المستشفى ولم يجرؤ أحد من النظام السابق أن يقابل مبارك فى سجن طرة بخلاف نجلاه لأنه إذا أراد أحد مقابلة مبارك لابد أن يوافق مبارك على زيارته أولا.
وأردف حميدة قوله إن كل من يتهم رجال النظام السابق بأنهم الذين يدبرون الأحداث فى مصر فهم "كاذبون" لأن رجال مبارك داخل السجن مقهورون، كاشفا عن أن عددا من رجال النظام السابق لديهم موبايلات وتم القبض عليها وتحرير محاضر بذلك، موضحاً أنه ضبط ثلاث مرات وهو يتحدث فى الهاتف وأيضا للاطمئنان على أولادى وأنس الفقى وأمين أباظة.
وتابع حميدة، أطالب الرئيس مرسى وأقول له أنا نمت فى المكان الذى نمت فيه بسجن طرة وعليه أن ينظر إلى المظلومين داخل سجن طرة ويجب عمل كبائن اتصال داخل السجون كى يطمأن السجين على أهله ويكون ذلك تحت رقابة من إدارة السجن.
واختتم حميدة حواره مع الإعلامى عمرو أديب قائلا: أنا متخوف على مستقبل هذا البلد بعد التفرق الذى أصبحت فيه القوى السياسية ويجب أن يكون الدستور القادم معبراً عن كل المصريين والكل يشارك فى صياغته دون إقصاء لأحد وأخشى أن نتحول من دولة غاشمة وبوليسية والله قادر على إسقاطكم أن حولتمونا إليها ومصر أكبر من فرض السيطرة الفكرية على الشعب، مضيفا مصر مقبله على ثورات أخرى أن يخرج دستور لا يعبر عن كل الفصائل والمهم أن يتوحد الجميع.
وعرض حميدة صوراً تجمعه بعدد من قيادات الإخوان الذين يتصدرون المشهد السياسى فى الوقت الحالى أثناء مناصرتهم لمشكلات القضاة ومنهم الدكتور سعد الكتاتنى والدكتور حمدى حسن وغيرهم.
رجب هلال حميدة
الأربعاء، 17 أكتوبر 2012 -
◄لم يتوقع قيادات الداخلية الحصول على حكم البراءة لتوقعهم بأن الحكم سياسى
رزكريا عزمى كان صامتاً ويقول دائماً "اللى وقع البلد دى هو الواد القصير اللى اسمه أحمد عز"
◄حسن عبد الرحمن قابل فوز الإخوان بالانتخابات بالابتسام وقال إنهم سيحكمون البلاد جيداً.. والسلفيون أكثر عمقاً فى الدين
استأنف رجب هلال حميدة، عضو مجلس الشعب الأسبق، والحاصل على حكم البراءة فى موقعة الجمل، كشف كواليس الحياة داخل سجن طرة، وفتح الصندوق الأسود لرجال النظام السابق الذى جمعه بهم عاماً ونصف العام داخل سجن طرة فى حواره مع الإعلامى عمرو أديب ببرنامج "القاهرة اليوم".
وكشف حميدة أن جمال مبارك أخبره بأن والده قال له، إن "المجلس العسكرى خاننى ولم ينفذ اتفاقه معى" وكان يردد هذه الجملة كثيراً، "دول خونة وخانونى ومكنشى دا الاتفاق"، فى إشارة إلى المشير طنطاوى والفريق سامى عنان، حيث منعهم من الرد على أكاذيب الصحف وكان أغلب رجال مبارك فى طرة يرون أن أداء المجلس العسكرى ضعيف ورخو فى كثير من القضايا التى توضع أمامه وكانوا يظنون أنه بهذه الطريقة ستنتهى البلد وتخرج من قبضة المعنيين بالأمر وستكون تحت قبضة الإخوان المسلمين وجمال مبارك كان يتمنى أن يفوز أحمد شفيق بالرئاسة وهشام طلعت مصطفى كان يتوقع فوز محمد مرسى.
وأضاف حميدة أن الكل كان سعيداً بعزل طنطاوى وعنان وكانوا يتوقعون وصولهما لطرة وكانوا "شمتانين فيهما" وتوقعنا أن المشير طنطاوى وعنان سيدخلان سجن طرة والكل كانوا سعداء جداً مما قام به مرسى، لافتاً إلى أن مبارك حدثت له خيانة، حيث خرجت الدبابات ومكتوب عليه يسقط مبارك، وكان عند جمال وعلاء قناعه بأنهم لم يفعلوا شيئاً.
وتابع حميدة لقد قال لى علاء مبارك وأقسم بالله على مصحف بعد الصلاة أن كل ما يمتلكه لا يتجاوز 200 مليون جنيه فقط وكل الشليهات التى يمتلكها فى شرم الشيخ بها شروخ ونحن مستعدون للحساب بشرط أن يأتى محققون بشفافية وإن صادروا كل ما نملكه لم نتكلم طالما أن التحقيقات جرت بشفافية.
وقال حميدة إن التصور داخل طرة بأن الجيش سيقوم بعمل انقلاب، لافتا إلى أن الدكتور زكريا عزمى كان لديه قناعة بأن الجيش سيقوم بانقلاب فى حين كان تصور صفوت الشريف مخالف، حيث كانت توقعاته بأن الإخوان سيحكمون مصر، موضحاً أن صفوت الشريف كشف له أنه كان عضوا فى جماعة الإخوان المسلمين ثم تركهم وذهب وانضم لحزب مصر الفتاة وانضم بعد ذلك لحركة الضباط الأحرار.
وأوضح حميدة أن زكريا عزمى كان الأكثر صمتاً داخل السجن ولا يتحدث إلا قليلاً ونظرات عينه كان يفهم منها الكثير وكان يقول دائماً "اللى وقع البلد دى هو الواد القصير اللى اسمه أحمد عز" على حد قوله، وقال أيضا زكريا عزمى إن أحمد عز كان قريباً جداً من الرئيس مبارك وكان مبارك يصدقه فيما يقول.
فيما كان الأكثر قوة فى الحديث صفوت الشريف الذى قال كانت الخطة عند أحمد عز إقصاء الإخوان المسلمين عن المشهد السياسى ومن وجهة نظرهم أن الإخوان وراء كل مصيبة تحدث فى مصر فاتفق مع وزير الداخلية لإقصاء الإخوان تماما عن المشهد السياسى فى 2010.
ولفت حميدة إلى وضع حسن عبد الرحمن، رئيس مباحث أمن الدولة السابق كان قليل الكلام، وعندما علم بنبأ فوز الرئيس مرسى، قابل فوز الإخوان بالانتخابات بالابتسام وقال نهم سيحكمون البلاد جيداً وذلك لأن هدفهم منذ 80 عاماً حكم مصر، وقال عبد الرحمن عن السلفيين إنهم أكثر عمقاً فى الدين، مؤكدا على أن اللواء حسن عبد الرحمن قال له إن من فتح السجون فى جمعة الغضب أنهم كتائب عز الدين القسام وحماس وعناصر خارجية وكنا نعلم ذلك، مضيفاً أن المخابرات كان عندها فكرة من قبل لما حدث فى جمعة الغضب، مضيفا أن حسن عبد الرحمن اطلعنى على مذكرة كتبها بهذا الخصوص.
وأبدى حميدة انزعاجه من أنس الفقى وأحمد عز قائلا: كنت أتضايق منهما لبعدهما عن الله بالرغم من المحنة التى يمرون بها فكان أنس الفقى يأتى للمسجد يوم الجمعة متأخراً وعندما تحدثت معه أبديت تعجبى كيف تولى هذا الرجل وزارة الإعلام بخلاف صفوت الشريف كان أكثر منه فهماً للأمور.
وفيما يتعلق بتوقعاته عن فوز أى من مرشحى الرئاسة بالانتخابات قال حميدة توقعت فى محبسى أن الدكتور محمد مرسى هو الذى سوف يفوز بالانتخابات الرئاسية، لأن وراءه تنظيم قادر على الحشد لصالحه وقد توقعت فوز الرئيس مرسى وإذا كنت خارج السجن سأنتخب إما الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح أو الدكتور محمد مرسى، لافتاً إلى أنه اجتمع بالرئيس مرسى أكثر من مرة، وقابله فى اجتماع شفيق وعمر سليمان بالقوى السياسية أثناء الثورة وكان للرئيس مرسى موقف وقتئذ، وقال فى الاجتماع إن التحرير له مطالب معينة ومنها تعديل عدد من مواد الدستور ولم يطلب مطلقاً رحيل مبارك حتى تسير المركبة ولم يقول أحد من النشطاء السياسيين الموجودين على قيد الحياة برحيل مبارك ومنهم الدكتور رفعت السعيد والدكتور السيد البدوى والدكتور عصام العريان والدكتور محمد مرسى ولم يتحدث أحد منهم عن رحيل مبارك وذلك لأنه لم يتوقع أحد أن هذا النظام سيسقط بهذه السهولة وهذا الكلام مسجل بمجلس الوزراء وقد اقترحت فى الاجتماع بأن يخرج كل وزير ويشرح للثوار الأوضاع حتى تهدأ الأوضاع.
ووجه حميدة رسالة للرئيس مرسى قائلا: أقول للدكتور مرسى الرجل الذى أحبه وأحترمه وأقدره وقد عاشرته وأتمنى أن يوفقه الله فى قيادة البلاد ولن يحدث ذلك إلا إذا ابتعدنا عن الإقصاء وأن نبدأ بالمصالحة وإسقاط الأيديولوجيات وأريد أن أعرف رأيه وحكمه هو والمرشد العام للإخوان فى تلفيق قضايا ضدى من جانب أحد أعضاء حزبكم وهو جمال تاج الدين.
وفيما يخص توقعات رجال مبارك بفوز أى من مرشحى الرئاسة قال حميدة كانت الآراء تنحصر فى الدكتور محمد مرسى والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح وحمدين صباحى والدكتور محمد سليم العوا وعمرو موسى، لافتا إلى أن الجميع يتخوف من الدكتور أبو الفتوح وكانوا يتمنون جميعا أن يفوز الفريق أحمد شفيق فى الانتخابات وصفوت الشريف الوحيد الذى لم يبدِ رأيه فى مرشحى الرئاسة سواء بتأييده أو رفضه، ووصف الشريف الدكتور مرسى بأنه رجل خلوق وكان هشام طلعت مصطفى متفق معى فى تضامنه مع الدكتور محمد مرسى وكان يريد أن يكون رئيساً لمصر.
وأضاف حميدة لم أرغب أن يكون عمرو موسى رئيساً لأنه لا يصلح لحكم البلاد لأنه كان مسئولاً فى الدولة وفجأة انقلب عن النظام وتملص من الملفات التى كانت موكله إليه، فيما لقى اللواء عمر سليمان إقبال كبير لديهم جميعا لكن توقعاتهم بأنه لم يستمر وسيتم عرقلة مسيرته لأن فرصته أكبر من الفريق أحمد شفيق.
ووصف حميدة الحياة داخل سجن طرة وقت إعلان النتيجة بعد إعادة الانتخابات قائلا فى إعادة انتخابات الرئاسة بين الرئيس مرسى والفريق أحمد شفيق جاءت تعليمات بغلق الزنازين فى الساعة الواحدة ظهراً وسط الحرارة الحارقة وكنت مريضاً فى ذلك الوقت وجلسنا أمام التليفزيون وعندما سألنا الضباط قالوا لنا إن الفريق شفيق فاز وأبلغه الفريق سامى عنان بأن شفيق فاز بنسبة 52.6% وخشينا عليكم من أى هجوم.
وعن حالة رجال النظام السابق الذين يرفقون مبارك فى محاكمة قتل المتظاهرين، يترقبون الحكم عن كثب ولم يكن يتوقع أحد من قيادات الداخلية الحصول على حكم البراءة، لأنهم كانوا متوقعين أن الحكم سوف يكون حكماً سياسياً وعندما كانت تذاع جلسات الحكم على الهواء كنت أجلس بجوار صفوت الشريف وأثناء قراءة القاضى لمقدمة الحكم فظننت أن المحبوسين سيأخذون إعدام وبعد الحكم ببراءة عدلى فايد فى قتل المتظاهرين قام عقب الصلاة وخطب فى المساجين وقال إننى كنت مقصراً فى عملى وأخذ يسب فى الشرطة.
وتابع حميدة أن مستشفى سجن طرة كان فيها إمكانيات جيدة وكنت أتردد عليها لعمل جلسات علاج طبيعى وعندما علمت أن مبارك سيدخل المستشفى حزنت، لأننى أحسست أننى لن أتمكن من الدخول إليها بعد وصوله إليها وبالفعل تم التضييق علينا فى بداية دول مبارك سجن طرة، مشيراً إلى أنه تم تطوير المستشفى بشكل كبير قبل دخله المستشفى، لافتا إلى أنه وجد أن الأكثر ضيقاً من دخول مبارك سجن طرة هما فتحى سرور وصفوت الشريف بحجة أنهم "مش عايزين وجع قلب".
وعن المشهد الذى دخل فيه مبارك لسجن طرة، قال حميدة دخلت الطائرة التى تنقل مبارك إلى السجن ولم يستطع أحد الصعود للطائرة التى كانت تنقل مبارك من المحكمة إلى سجن طرة لإقناعه بالنزول والذى تفاوض معه للنزول منها الطاقم الطبى المرافق له، ودخل نجلى الرئيس للطائرة وامتلئ السجن بعدد كبير من الضباط وأفراد الحرس لحمايته لحين دخوله المستشفى وتم منعى من دخول مستشفى السجن لمدة أربعة أيام بعد دخول مبارك مستشفى سجن طرة وبعدها عملت مشكلة للحصول على علاجى داخل المستشفى.
وأضاف حميدة فقد وصل الرئيس ولم أراه وقلت لجمال مبارك،" الوالد صحته عامله أيه فقال لى الوالد تعبان شوية وادعيه يا شيخ رجب"، وعندما سأل مبارك نجله جمال عن نزلاء طرة من الرجال السابق وعلم أننى معهم فقال لهم مش دا الراجل أبو دقن بتاع المعارضة طب أيه اللى جابه هنا فردوا عليه بسبب موقعة الجمل، فرددت على جمال مبارك كنت تقول له إننى هنا بسبب قرار العلاج على نفقة الدولة الذى وقعت عليه يا ريس وياريتنى ما تعالجت على نفقة الدولة، مشيرا إلى أن حمدين صباحى عاد من رحلة علاجية على نفقة الدولة ووقف فى مجلس الشعب يقول أشكر الرئيس مبارك الذى لم يفرق بين مؤيد ومعارض.
وكشف حميدة عن مفاجأة وهى أنه لم يطلب أحد من رجال مبارك زيارته داخل المستشفى ولم يجرؤ أحد من النظام السابق أن يقابل مبارك فى سجن طرة بخلاف نجلاه لأنه إذا أراد أحد مقابلة مبارك لابد أن يوافق مبارك على زيارته أولا.
وأردف حميدة قوله إن كل من يتهم رجال النظام السابق بأنهم الذين يدبرون الأحداث فى مصر فهم "كاذبون" لأن رجال مبارك داخل السجن مقهورون، كاشفا عن أن عددا من رجال النظام السابق لديهم موبايلات وتم القبض عليها وتحرير محاضر بذلك، موضحاً أنه ضبط ثلاث مرات وهو يتحدث فى الهاتف وأيضا للاطمئنان على أولادى وأنس الفقى وأمين أباظة.
وتابع حميدة، أطالب الرئيس مرسى وأقول له أنا نمت فى المكان الذى نمت فيه بسجن طرة وعليه أن ينظر إلى المظلومين داخل سجن طرة ويجب عمل كبائن اتصال داخل السجون كى يطمأن السجين على أهله ويكون ذلك تحت رقابة من إدارة السجن.
واختتم حميدة حواره مع الإعلامى عمرو أديب قائلا: أنا متخوف على مستقبل هذا البلد بعد التفرق الذى أصبحت فيه القوى السياسية ويجب أن يكون الدستور القادم معبراً عن كل المصريين والكل يشارك فى صياغته دون إقصاء لأحد وأخشى أن نتحول من دولة غاشمة وبوليسية والله قادر على إسقاطكم أن حولتمونا إليها ومصر أكبر من فرض السيطرة الفكرية على الشعب، مضيفا مصر مقبله على ثورات أخرى أن يخرج دستور لا يعبر عن كل الفصائل والمهم أن يتوحد الجميع.
وعرض حميدة صوراً تجمعه بعدد من قيادات الإخوان الذين يتصدرون المشهد السياسى فى الوقت الحالى أثناء مناصرتهم لمشكلات القضاة ومنهم الدكتور سعد الكتاتنى والدكتور حمدى حسن وغيرهم.
رجب هلال حميدة
الأربعاء، 17 أكتوبر 2012 -