موراتينوس يعلن احراز 'تقدم' في الخلاف الليبي السويسري وطرابلس تصف قرار برن بـ'الدناءة السياسية' 19/02/2010 |
مدريد ـ طرابلس ـ 'القدس العربي' ـ وكالات: اعلن وزير الخارجية الاسباني ميغيل انخيل موراتينوس احراز 'تقدم' في الخلاف الدبلوماسي 'الصعب' بين ليبيا وسويسرا الخميس خلال اجتماع وزيري خارجية البلدين في مدريد برعاية الاتحاد الاوروبي، بينما وصفت ليبيا وضع لائحة سوداء لشخصيات ليبية ممنوعة من دخول سويسرا بانه 'دناءة سياسية'. وقال موراتينوس الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي 'لقد سجل تقدم، لكني لا اخفي عنكم (وجود) صعوبات. الوضع صعب بين السلطات السويسرية والليبية'. واضاف موراتينوس للصحافيين على هامش اجتماع وزيرة خارجية سويسرا ميشلين كالمي- راي ونظيرها الليبي موسى كوسا والذي لا يزال متواصلا 'هناك رغبة من الجانبين في التوصل الى حل نهائي لهذا الخلاف'. وبدأت الازمة الدبلوماسية بين سويسرا وليبيا التي اثارها توقيف هنيبعل، نجل الزعيم الليبي معمر القذافي، وزوجته في جنيف في 2008، تتحول الى خلاف بين طرابلس ودول منطقة شنغن بسبب تضييقات متبادلة في منح التأشيرات. وبطلب من سويسرا التي مارست سياسة القبضة الحديدية مع ليبيا حيث يعتقل مواطنان سويسريان منذ تموز/يوليو 2008، رفض 270 طلب تأشيرة شنغن في 2009 لليبيين من بين 30 الف طلب تم تقديمها. وردت ليبيا باعلانها في نهاية الاسبوع الماضي قرارا بتعليق منح تأشيرات دخول لاراضيها 'لكافة مواطني فضاء شنغن' ما اثار انتقادات من دوله الاعضاء الـ25. ودافع وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني الاثنين عن ليبيا متهما الاتحاد السويسري بانه 'يرتهن كافة دول فضاء شنغن' بقراره. من جهة اخرى، وصفت ليبيا الخميس وضع لائحة سوداء لشخصيات ليبية ممنوعة من دخول سويسرا بانه 'دناءة سياسية'. الا ان برن لم تؤكد وجود مثل هذه اللائحة، لكنها اكدت مواصلة 'سياستها المتشددة في منح التأشيرات' لليبيين والتي اعتمدتها في ايلول/سبتمبر 2009 احتجاجا على رفض طرابلس السماح بمغادرة اثنين من المواطنين السويسريين ليبيا منذ تموز/يوليو 2008. وعلق موراتينوس باسم الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي 'ان هذه اللائحة وهذه القيود ينبغي ان ترفع في اسرع وقت'. وقال الوزير الاسباني ان وزيرة الخارجية السويسرية ستغادر مدريد، لكن اجتماعا جديدا سيعقد مساء بين الوفدين الليبي والسويسري. واجرى موراتينوس صباح أمس محادثات مع الوزيرين الليبي والسويسري كلّ ٍ على حدة قبل ان يُعقد اجتماع ثلاثي غادره موراتينوس للمشاركة في اختتام اجتماع للوزراء الاوروبيين حول مساعدات التنمية. ومن المفترض أن يواصل كوسا وكالمي- راي محادثاتهما في غيابه، كما اوضح موراتينوس الذي اضاف انه سينضم ولا شك الى طاولة المفاوضات مساء. الى ذلك وصفت ليبيا أمس الخميس وضع لائحة سوداء لشخصيات ليبية ممنوعة من دخول سويسرا بانه 'دناءة سياسية' وذلك على خلفية ازمة دبلوماسية بين البلدين نشأت منذ توقيف هنيبعل القذافي نجل الزعيم الليبي في جنيف في 2008. وبدأت هذه الازمة في التفاقم مع رد ليبيا بتعليق منح تأشيرات دخول الى اراضيها 'لكافة مواطني فضاء شنغن'. وقال محمد بعيو المتحدث باسم الحكومة الليبية معلقا على اللائحة السوداء السويسرية 'نحن نعتبرها قائمة فيها دناءة سياسية لصرف الاهتمام عن الاتفاق' الموقع في آب/اغسطس 2009 لتسوية الازمة التي نشأت عن توقيف نجل القذافي في جنيف. وبحسب الصحافة الليبية، فان 188 شخصية ليبية بينها الزعيم الليبي معمر القذافي وافراد اسرته، ادرجت على 'اللائحة السوداء' السويسرية. وندد المتحدث باسم الحكومة الليبية بهذه اللائحة التي قال ان 'فيها طفلا لا يتجاوز عمره ثلاث سنوات'، (هو نجل هنيبعل القذافي)، مضيفا 'القائمة السويسرية جريمة'. ولم تؤكد سويسرا وجود مثل هذه اللائحة بيد انها اكدت مواصلة 'سياستها المتشددة في منح التأشيرات' لليبيين والتي اعتمدتها في ايلول/سبتمبر 2009 احتجاجا على رفض طرابلس السماح بمغادرة اثنين من المواطنين السويسريين ليبيا منذ تموز/يوليو 2008. واكد بعيو ان 'سويسرا كدولة تستطيع حل الازمة في ظرف ايام بتنفيذ اتفاق (20 آب/اغسطس) بطرابلس الذي وقعه الرئيس السويسري ورفضه كانتون جنيف، ويشمل الاعتذار والتعويض ومحاكمة' المسؤولين عن توقيف نجل القذافي في جنيف. وبطلب من سويسرا، رفض 270 طلب تأشيرة شنغن في 2009 لليبيين من بين 30 الف طلب تم تقديمها. وردت ليبيا بتعليق منح تأشيرات دخول لاراضيها 'لكافة مواطني فضاء شنغن' ما اثار انتقادات من دوله الاعضاء الـ25. واعتبر بعيو انه 'يجب على الاتحاد الاوروبي ان يتخذ آلية ليحمي مصالحه من حماقات دولة صغيرة'، في اشارة الى سويسرا. فرنسا تريد توضيحات من جهتها اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الخميس ان باريس 'طلبت توضيحات' من ليبيا واعربت لها عن 'قلقها' وذلك بعد وقف منح تأشيرات دخول لرعايا دول فضاء شنغن بسبب الخلاف الدبلوماسي بين ليبيا وسويسرا. وقال المتحدث باسم الوزارة برنار فاليرو ردا على سؤال خلال لقاء مع الصحافيين عما اذا كانت فرنسا معنية بهذا الاجراء، 'على حد علمنا تمت اعادة سبعة فرنسيين لدى وصولهم الى ليبيا'. واضاف 'لقد اعربنا عن قلقنا للاجراءات التي اعلنتها السلطات الليبية'. واوضح ان 'السفير الليبي في باريس استقبل في وزارة الخارجية حيث طلبنا منه توضيحات بشأن هذه الاجراءات'. وكان وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير حث الثلاثاء سويسرا وليبيا على التوصل الى تسوية حتى 'لا ترتهن' حرية حركة الاوروبيين المعنيين بمجال شنغن. ونصحت فرنسا وايطاليا رعاياهما بعدم التوجه الى ليبيا قبل وقف تطبيق هذه الاجراءات. سويسرا تدافع عن نفسها في السياق نفسه نفت وزيرة الخارجية السويسرية اتهامات إيطاليا بأنها خرقت قواعد منطقة شنغن من خلال فرض قيود على إصدار تأشيرات لمسؤولين ليبيين وقالت إن طرابلس هي السبب في تحويل النزاع إلى مشكلة عمت أوروبا كلها. وفي مقابلة مع صحيفة 'لاريبوبليكا' الايطالية نشرت أمس الخميس قالت وزيرة الخارجية ميشلين كالمي راي إن سويسرا سعت جاهدة للتوصل إلى حل دبلوماسي لخلاف مستمر منذ فترة طويلة مع طرابلس نتيجة احتجاز هنيبعل القذافي نجل الزعيم الليبي معمر القذافي لفترة قصيرة في جنيف عام 2008. ودافعت إيطاليا التي عززت علاقاتها مع ليبيا الغنية بالنفط - في الوقت الذي كثفت فيه شركات إيطالية مثل ايني الاستثمار هناك - عن طرابلس يوم الثلاثاء متهمة سويسرا باستغلال اتفاق شنغن لممارسة الضغوط في نزاع ثنائي. لكن كالمي راي قالت إن القيود التي فرضتها سويسرا على التأشيرات طبقت في الخريف الماضي عقب إلقاء القبض على اثنين من رجال الأعمال السويسريين في ليبيا وانها لم تنتهك قواعد شينغن. وقالت للصحيفة 'أخطرت سويسرا الدول الأعضاء الاخرى في منطقة شنغن بهذا الإجراء. سياستنا في فرض قيود تتوافق مع أحكام شنغن.' وأضافت 'حاولت سويسرا دوما التوصل إلى حل دبلوماسي للنزاع مع ليبيا. بالنسبة لنا المشكلة قائمة في طرابلس لا في برن.' وتضم منطقة شنغن، وهي منطقة لا يحتاج أعضاؤها الى تأشيرات لدخول أراضي الدول الاخرى الاعضاء، 22 دولة من الاتحاد الأوروبي إلى جانب سويسرا والنرويج وآيسلندا. واجتمعت دول الاتحاد الأوروبي إلى جانب باقي الشركاء من منطقة شنغن في بروكسل أمس الخميس لبحث هذه المشكلة وسيتناولها وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين. وقال وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني الأربعاء إن سويسرا وليبيا تقتربان من التوصل إلى 'اتفاق حاسم'. وذكر فراتيني بعد محادثات مع نظيريه الليبي والمالطي أن طرابلس ستوافق على الإفراج عن رجلي الأعمال السويسريين بشرط أن تلغي سويسرا قيود التأشيرات إلى جانب شرط آخر. وتريد ليبيا من السلطات السويسرية التحقيق في كيفية تسريب صور نجل القذافي وهو محتجز لدى الشرطة بعد إلقاء القبض عليه ومعه زوجته الحامل لاتهامات بإساءة معاملة اثنين من الخدم. ما هي اتفاقية شنغن؟ - دفع قرار سويسرا فرض حظر على السفر على مسؤولين ليبيين طرابلس إلى الرد بفرض قيود على تأشيرات الدخول لجميع القادمين من منطقة شنغن وهي منطقة تسري فيها حرية التنقل بلا قيود تضم 25 دولة بينها سويسرا. وفيما يلي بعض التفاصيل بشأن اتفاقية شنغن: - منطقة شنغن هي منطقة تضم 25 دولة 22 منها اعضاء بالاتحاد الاوروبي إضافة إلى سويسرا وايسلندا والنرويج ويسمح فيها للاشخاص بالسفر بحرية. - اوجدت الاتفاقية حدا خارجيا واحدا حيث تتم عمليات الفحص الخاصة بالهجرة إلى منطقة شنغن وفقا لإجراءات موحدة. - شمل هذا تحسين التعاون والتنسيق بين الشرطة والسلطة القضائية لحماية الامن الداخلي ومكافحة الجريمة المنظمة. - انشىء نظام معلومات شنغن لهذا الغرض. وتستخدم قاعدة البيانات من جانب الدول الاعضاء لتبادل المعلومات بشأن فئات معينة من الاشخاص والبضائع. - القواعد الاساسية للاتفاقية: - ازالة عمليات التحقق من الهويات على الحدود الداخلية. - مجموعة مشتركة من القواعد تطبق على الاشخاص العابرين للحدود الخارجية للدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي. - توافق شروط الدخول والقواعد على التأشيرات للزيارات القصيرة. - تعاون افضل بين الشرطة (بما في ذلك حقوق المراقبة عبر الحدود والمطاردة). - تعاون قضائي اقوى من خلال نظام تسليم اسرع للمجرمين ونقل لتنفيذ الاحكام القضائية. - إنشاء نظام معلومات شينغن. - الاصول والاعضاء: - سميت المنطقة باسم شنغن وهي قرية في لوكسمبورغ وقعت فيها اتفاقية لخفض عمليات التحقق من الهوية عام 1985 بين هولندا وبلجيكا ولوكسمبورغ وألمانيا وفرنسا. - دخلت الاتفاقية حيز التنفيذ عام 1995 لتنهي عمليات الفحص على الحدود الداخلية للدول الاعضاء وهي فرنسا وألمانيا وبلجيكا ولوكسمبورغ وهولندا واسبانيا والبرتغال. - في عام 2007 ألغى الاتحاد الاوروبي عمليات التحقق من الهوية مع تسع من الدول الاعضاء فيه وهي جمهورية التشيك واستونيا والمجر ولتوانيا ولاتفيا ومالطا وبولندا وسلوفاكيا وسلوفينيا وانضمت هذه الدول إلى منظمة شنغن في 21 كانون الأول/ديسمبر من ذلك العام. - بلغاريا وقبرص ورومانيا ليست اعضاء بشكل كامل ويحتفظ بالضوابط على حدودها مع منطقة شينغن حتى يقرر مجلس الاتحاد الاوروبي أن شروط ازالة هذه الضوابط قد تم الوفاء بها. - اختارت بريطانيا وايرلندا العضوان بالاتحاد الاوروبي عدم الانضمام. - لسويسرا التي انضمت في كانون الأول/ديسمبر 2008 وضع منتسب مثل النرويج وايسلندا. وقعت ليختنشتاين بروتوكولا في شباط/فبراير 2008. |