السياحة في عمان.. كنوز التراث وفطرة الطبيعة
خريطة السياحة العمانية حافلة بكل المقومات الضرورية للازدهار والنجاح، فالتاريخ العماني مزدحم بكنوز التراث العريق، وكذلك الأرض العمانية بطبيعتها وسواحلها وحياتها الفطرية وبيئتها تمثل كلها ثروات غنية لعشاق السياحة.
والتراث العماني على اختلاف أطيافه يمثل جانبا ثقافيا مشرقا وملموسا يمكن مشاهدته في الصناعات والحرف التقليدية المختلفة، وكذلك في اللوحة الفلكلورية العمانية بوجه عام.
السياحة العمانية يمكن وصفها بالانتقائية، فهي تسعى لاجتذاب عشاق التاريخ والتراث والعلماء والمتأملين في بدائع المخلوقات الإلهية، كما تتجلى في الطبيعة العمانية البكر الباقية على نضارتها وطهارتها.
والنشاط السياحي العماني يسير بخطى ثابتة لضمان المحافظة على العادات والتقاليد العمانية، وإلى جانب تطوير المرافق السياحية وتوفير الخدمات اللازمة للمعالم الأثرية والطبيعية التي تزخر بها أرض السلطنة لجذب المزيد من السياح تعمل السلطنة أيضا على التعريف بثقافتها وحضارتها خارجيا عبر مختلف قنوات التواصل العصرية.
والزائر للسلطنة يجد فيها كل ما يحتاجه لإشباع رغباته ومن ضمنها المناخ الملائم والشواطئ الأكثر بهاء وروعة، والخدمات العامة في مجالات الفندقة الراقية وأجهزة الاتصال السريع والنقل المرفه والكرم العماني.
إن سلطنة عمان تزخر بالعديد من أنواع الجذب السياحي، ومن أهمها السياحة البيئية التي يسعى إليها كثير من السياح للاستمتاع بطابعها الخاص، فالسواحل العمانية الطويلة الامتداد تعتبر موئلا لكثير من الكائنات البحرية.
المعلومات الأساسية
العاصمة: مسقط
المدن الرئيسية: صلالة ونزوى وصحار وصور والرستاق وعبري وخصب.
المساحة: 309.500 كم مربع.
عدد السكان: يبلغ عدد السكان (2.331.391) نسمة، يشكل العمانيون نحو (1.779.318) مليون نسمة.
اللغة: اللغة العربية هي اللغة الرسمية للدولة، وتستخدم الإنجليزية على نطاق واسع.
العيد الوطني: 18 نوفمبر/ تشرين الثاني.
العملة: الريال العماني ويساوي ألف بيسة، والدولار الأميركي يعادل نحو 0.384 ريال.
المطارات: مطار السيب الدولي، ويقع على بعد 40 كم من مركز العاصمة مسقط، بالإضافة إلى وجود مطارات داخلية أهمها مطار صلالة، ومطار خصب.
الموانئ الرئيسية: ميناء السلطان قابوس بمطرح وميناء صحار وميناء صلالة وميناء خصب.
الموارد الطبيعية: البترول والنحاس والأسبستوس والرخام والحجر الجيري والكروم والجبس والغاز الطبيعي.
أوقات الدوام الرسمي: يبدأ الدوام الرسمي في جميع المؤسسات الحكومية من 7.30 صباحا حتى 2.30 بعد الظهر، وطوال خمسة أيام في الأسبوع، تبدأ من السبت وتنتهي بالأربعاء.
أما بالنسبة للقطاع الخاص فإن ساعات الدوام تمتد فترتين صباحية وتبدأ من الثامنة وحتى الواحدة ظهرا، ومسائية من الرابعة وحتى السابعة مساء، ويستثنى من ذلك البنوك التي تعمل لفترة واحدة فقط (صباحية).
خدمات الاتصالات: تمتلك الشركة العمانية للاتصالات شبكة حديثة للاتصالات الهاتفية المحلية والدولية السلكية واللاسلكية وخدمات الإنترنت والفاكس، وتنتشر العديد من الهواتف العمومية في الأماكن العامة وتتوافر بطاقات الهاتف العمومي بالإضافة إلى بطاقة إعادة التعبئة للهاتف النقال والمعروفة باسم بطاقة حياك المدفوعة الثمن مسبقا في العديد من المحلات التجارية ومحطات البترول.
العطلات الرسمية: تحل ذكرى العيد الوطني في يوم 18 نوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام وجرت العادة أن تمنح عطلة العيد الوطني في الأسبوع الذي يلي هذا التاريخ، أما بالنسبة للعطلات الرسمية الأخرى فهي (رأس السنة الهجرية وذكرى الإسراء والمعراج والمولد النبوي الشريف وعيد الأضحى وعيد الفطر).
التأشيرات: في ما عدا مواطني دول مجلس التعاون الخليجي يجب على جميع الجنسيات الراغبة في زيارة السلطنة أن تكون لديهم تأشيرة دخول سارية المفعول ويمكن الحصول عليها إما من الإدارة العامة للهجرة والجوازات بشرطة عمان السلطانية أو من السفارات والقنصليات العمانية في الخارج أو قسم الهجرة والجوازات بالبريمي.
المناخ: تعتبر الفترة من أكتوبر/ تشرين الأول وحتى أبريل/ نيسان أنسب الأوقات حيث يكون الجو معتدلا نسبيا، إذ تتراوح درجات الحرارة بين 16 و32 درجة مئوية، أما خلال الفترة من مايو/ أيار وحتى سبتمبر/ أيلول فإن المناخ يكون حارا رطبا، باستثناء محافظة ظفار التي تتسم بطقس جميل وخائم خلال الفترة من يوليو/ تموز إلى سبتمبر/ أيلول من كل عام.
الجغرافيا والتاريخ
نبذة جغرافية
تعد سلطنة عمان ثاني أكبر دولة في منظومة دول مجلس التعاون الخليجي بعد المملكة العربية السعودية. حيث تبلغ مساحتها 309 آلاف كم2.
تقع سلطنة عمان في الركن الجنوبي الشرقي من شبه الجزيرة العربية بين خطي عرض 16.40 و26.20 درجة شمالا، وخطي طول 51.20 و59.40 درجة شرقا.
ويحدها من الشرق بحر العرب، ومن الغرب دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومن الشمال خليج عُمان ومن الجنوب الجمهورية اليمنية.
وتطل على ساحل يمتد أكثر من 3165 كم يبدأ من بحر العرب ومدخل المحيط الهندي ويمتد إلى خليج عمان حتى مضيق هرمز عند محافظة مسندم شمالا، من هذا الموقع تسيطر سلطنة عمان على أقدم وأهم الطرق التجارية البحرية في العالم وهو الطريق البحري بين الخليج العربي والمحيط الهندي.
وتنقسم السلطنة من الناحية الجغرافية إلى ثلاث محافظات وخمس مناطق رئيسة هي: محافظة مسقط ومحافظة ظفار ومحافظة مسندم ومنطقة الباطنة ومنطقة الظاهرة والمنطقة الداخلية والمنطقة الشرقية والمنطقة الوسطى.
نبذة تاريخية
تاريخ عمان هو نوع من الحوار الدائم بين السهل الجبل والماء والصحراء، في جوهر هذا التاريخ يكمن سر الإنسان العماني الذي صنع من وعورة الجبال ومخاطر الأمواج وقساوة الصحراء تاريخا وعرا مازالت سطوره محفورة حتى اليوم.
إحدى الخطوات المهمة للحضارة بدأت من هذا المكان، حيث كانت هذه المنطقة البوابة التي عبر منها الإنسان الأول في طريق الهجرات الأولى من وسط أفريقيا إلى آسيا.
في العام 630م انضوت عمان تحت لواء الإسلام. وفي العام 751م انتخبت ابن مسعود أول إمام لها، وبقيت تحت حكم الأئمة حتى العام 1154م، وفي أوائل القرن السادس عشر سقط الساحل الشرقي بما فيه مدينة مسقط تحت سيطرة البرتغاليين، حتى طردوا من البلاد عام 1650م في عهد دولة اليعاربة.
وفي أوائل القرن التاسع عشر كانت دولة مسقط وعُمان واحدة من أهم الدول في المنطقة، إذ كانت تسيطر على الكثير من سواحل فارس وباكستان، وحكمت جزيرة زنجبار في شرق أفريقيا ولم تنفصل عنها إلا عام 1861م عن طريق وساطة بريطانية.
وفي العام 1951م حققت سلطنة عمان استقلالها التام عن بريطانيا، وتم توقيع معاهدة صداقة معها، وفي العام 1964م اكتشف البترول وأدى ذلك إلى انتقال عمان إلى دولة حديثة ومتقدمة، خاصة منذ بزوغ فجر النهضة الذي بدأ مع تولي جلالة السلطان قابوس بن سعيد مقاليد الحكم في عمان وكان ذلك في مطلع السبعينيات من القرن الماضي.
المتاحف
تلعب المتاحف كغيرها من المواقع السياحية دورا هاما في تنشيط الحركة السياحية في السلطنة، من خلال ما تمثله من أهمية كبيرة في عرض مختلف جوانب الحياة الموجودة على الأرض العمانية والتعريف بطبيعة التركيبة الجيولوجية التي مرت بها السلطنة عبر ملايين السنين إضافة إلى ما تكتنزه هذه المتاحف من بقايا أثرية نادرة تعتبر الشاهد الحي على أصالة وعراقة الحضارة العمانية.
ومن بين أهم المتاحف بعمان:
متحف التاريخ الطبيعي: يعتبر متحف التاريخ الطبيعي الموجود في مبنى وزارة التراث والثقافة بالخوير أحد أهم المتاحف العمانية حيث يضم هذا المتحف بما يحتويه من معروضات تمثل مختلف جوانب الحياة صورة متكاملة عن التسلسل الذي مرت به ظهور الحياة بأشكالها المختلفة على أرض السلطنة.
ومن الأشياء النادرة التي يعرضها هذا المتحف بقايا لشجرة متحجرة عثر عليها في منطقة الحقف ويعود تاريخها إلى ما قبل 260 مليون سنة إضافة إلى بقايا مرجان متحجر يعود تاريخه إلى حوالي 270 مليون سنة عثر عليه في وادي السحتن بولاية الرستاق وكذلك بقايا لفك أسنان يعود لأحد أنواع القردة وكذلك أسنان لحيوان الغوموثيروم وحيوان الدينوثيروم التي يعود تاريخها إلى ما بين 15 و35 مليون سنة.
كما يتناول هذا المتحف بعض جوانب الحياة لمختلف الزواحف وأنواع الفراشات بألوانها الجميلة وكذلك الكائنات الحية الأخرى التي تعيش في براري السلطنة والكثير من بقايا الأشجار والعظام المتحجرة.
ويوجد بمتحف التاريخ الطبيعي كذلك قاعة خاصة عن الحيتان حيث يقوم هذا المتحف بعرض هياكل عظمية وبعض العظام والجماجم للحيتان وأهمية هذه القاعة تكمن في إمكانية التعرف على أنواع الحيتان الموجودة في قيعان البحر وكذلك أحجامها المختلفة.
المتحف الوطني: افتتح المتحف الوطني في عام 1978 ويضم عددا من الأقسام منها القاعة الرئيسة التي تعرض أنواع من الأساور والقلائد والخواتم والأدوات النحاسية وبعض جوانب الحياة التقليدية العمانية.
ويوجد بالمتحف جانب لعرض بعض ممتلكات السيدة سالمة بنت سعيد بن سلطان وهي عبارة عن فضيات مثل القلائد والنطل، كما يوجد بهذا بالمتحف جانب لعرض نماذج لبعض أنواع السفن العمانية التقليدية إضافة إلى بعض الوثائق والطوابع البريدية لبعض السلاطين بزنجبار.
المتحف العماني: افتتح هذا المتحف تحت الرعاية السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس عام 1974م.
ويقع المتحف في مدينة الإعلام وهو يشتمل على الأقسام التالية قسم التاريخ القديم الذي يقوم بعرض الكثير من آثار الحضارات القديمة التي تتمثل في المدافن الحجرية والنقوش الصخرية وبعض بقايا الأدوات الأثرية لهذه الحضارات مثل الأدوات الزراعية القديمة وأنواع من الحجر الصابوني وبعض القلائد الحجرية الصغيرة.
كما يضم هذا المتحف جانبا يتناول الأرض والإنسان وهو يعرض نظام التقسيمات الزراعية في القرى العمانية وأساليب الري المتبعة فيها.
أما جانب الصناعات الحرفية فيضم بعض نماذج الصناعات الفخارية والنحاسية والفضية والذهبية، إضافة إلى أن هذا المتحف يقوم كذلك بعرض لبعض نماذج الأسلحة التقليدية منها السيوف والبنادق والدروع والخناجر العمانية المختلفة.
المتحف العماني الفرنسي: يقع هذا المتحف في مدينة مسقط على مقربة من قصر العلم العامر، والمتحف مقام في أحد المنازل الأثرية والذي يبلغ عمره حوالي 170 سنة وقد شيدته غالية بنت سالم وهي ابنة أخت السلطان سعيد بن سلطان.
وقد قام السلطان فيصل بن تركي بإهداء هذا البيت لأول قنصل لفرنسا في مسقط ليكون مقراً للقنصلية الفرنسية وكان ذلك في عام 1896م.
ومن ثم جاء إنشاء هذا المتحف لأحياء العلاقات العمانية الفرنسية والتي يزيد عمرها لأكثر من مائة عام، وتم افتتاح المتحف في 29 يناير/ كانون الثاني 1992 وهو يعرض العلاقات التاريخية وجوانب من الحضارة والموروثات الشعبية للبلدين.
ومن القاعات التي يشتمل عليها المتحف قاعة تخلد ذكرى افتتاح المتحف وقاعة لطوابع البريد وقاعة لتخليد ذكرى زيارة جلالة السلطان لجمهورية فرنسا التي تعد أول زيارة يقوم بها سلطان عماني لفرنسا إضافة إلى قاعة الملاحة البحرية التي تضم نماذج لبعض السفن العمانية والفرنسية وقاعة الأزياء التقليدية وغيرها الكثير من التحف والصور التي تجسد الترابط الحضاري بين البلدين.
متحف قلعة صحار: افتتح متحف قلعة صحار عام 1993م وهو يتناول تاريخ مدينة صحار القديمة وعلاقتها الحضارية مع كثير من الحضارات الأخرى.
كما يتناول هذا المتحف أهمية الدور الذي لعبته تجارة النحاس في هذه المدينة وكذلك علاقتها مع مدينة كانتون بالصين، كما يقوم هذا المتحف بعرض بعض من القطع الأثرية التي عثر عليها أثناء عمل التنقيبات الأثرية داخل أجزاء القلعة.
المتحف العسكري: يقع هذا المتحف ضمن مباني وزارة الدفاع وهو يعرض كل ما يتعلق بالأسلحة والمعدات الحربية التي كانت تستخدم في عمان عبر الحقب التاريخية المختلفة.
متحف بيت الزبير: يقع متحف بيت الزبير في مدينة مسقط القديمة وقد افتتح عام 1998م، وذلك من أجل عرض الكثير من التحف والمقتنيات العمانية الأصيلة التي توارثتها عائلة الزبير، كما يضم هذا المتحف مجموعة من التحف العمانية التي تتمثل في الأسلحة التقليدية والمجوهرات والملابس والأدوات المنزلية القديمة وبعض النماذج التي مثلت البيئة العمانية الريفية والحضرية.
متحف العملات النقدية: يقع هذا المتحف ضمن مبنى البنك المركزي العماني وهو يعرض تسلسل تداول النقد في سلطنة عمان سواء كانت من العملات الورقية أو المعدنية وقد اشتمل المتحف على الكثير من العملات النقدية القديمة والجديدة بما فيها العملات الورقية والمعدنية التي تم تداولها منذ الفترات الأولى لقيام الدولة الإسلامية.
كما يعرض المتحف تطور ظهور العملة الورقية في عمان وإصداراتها المختلفة منذ بداية القرن التاسع عشر وهي العملات التي تم تداولها على أرض السلطنة نتيجة للصلات الحضارية مع كثير من الدول التي تدرجت حسب التسلسل التاريخي في العصور المختلفة.
متحف الطفل: افتتح هذا المتحف عام 1990م في ذكرى احتفالات السلطنة بالعيد الوطني العشرين المجيد وهو يعتبر وسيلة حية لتبسيط العلوم والتكنولوجيا والذي من خلاله يتيح لزائر هذا المتحف الاطلاع على الدور الحيوي الذي يلعبه العلم في مختلف جوانب الحياة.
ورغم تسمية هذا المتحف باسم الطفل فإن المعروضات التي يحتويها تناسب مختلف الأعمار وهي تعرض في صورة مبسطة لتسهيل وصول المعلومة لأجيال المستقبل.
الحرف اليدوية والصناعات التقليدية
تحتل الحرف اليدوية والصناعات التقليدية مساحة واسعة من التراث العماني، وقد استمرت هذه الحرف والصناعات حتى وقتنا الحاضر، ومن أشهر الصناعات العمانية التقليدية صناعة الحلوى العمانية التي تحظى بشهرة واسعة على مستوى منطقة الخليج العربي مكنتها من منافسة غيرها من أصناف الحلويات، وتعد رمزا للكرم والأصالة حيث يحرص العمانيون على وجودها في كل بيت، خاصة في الاحتفالات والأعياد والمناسبات السعيدة.
ويحرص السائح قبل مغادرته أرض السلطنة أن يحمل معه الحلوى العمانية كهدية لأهله وأقاربه.
أما المشغولات اليدوية التقليدية فقد برع فيها العمانيون منذ قديم الزمان وكانوا يصدرونها للخارج ويبادلونها بالسلع والبضائع الأخرى، ويحرص العمانيون حتى الآن على اقتناء المشغولات الفضية التي تحظى باهتمام كبير من قبلهم.
ويسعى السياح الأجانب بشكل خاص للحصول على بعضها على سبيل الذكرى، ومن أهم الصناعات الفضية العمانية الخنجر العماني الذي مازال كل عماني يحرص على امتلاك واحد منه أو أكثر، كما أنه يدخل في تصميم الشعار الرسمي للدولة، ويتميز عن بقية الخناجر الموجودة في بلدان العالم بنصلته الشهيرة، ويتفنن العمانيون بصنع خناجرهم المزينة بالحلي والزخارف الفضية والأحجار الكريمة، والخنجر بالنسبة للعماني يعني الشجاعة في المقام الأول، وكذا الإناقة في المقام الثاني.
وتحتل صناعة السفن العمانية مكانة بارزة بين الصناعات التقليدية العمانية، حيث برع العمانيون في هذه الصناعة من آلاف السنين ولعبت هذه السفن دورا كبيرا في وصول العمانيين لمشارق الأرض ومغاربها واتصالهم بحضارات العالم القديم، ومن أشهر السفن العمانية الغنجة والسنبوق.
وكانت مدينة صور العمانية أشهر المدن المطلة على المحيط الهندي في بناء السفن وهناك أيضا صناعة اللبان والبخور والصناعات القائمة على سعف النخيل والفخار والصناعات الخشبية كالأبواب والنوافذ والمناديس "الصناديق" والمنسوجات وغيرها من الصناعات التقليدية والحرف اليدوية.
السياحة التاريخية
تمتلك سلطنة عمان تراثا حضاريا متعدد الجوانب ومتنوع الأوجه جاء نتيجة تعاقب الحضارات في عمان على مر العصور واتصالها ببقية حضارات العالم، وقد توارثت الأجيال المتعاقبة هذا التراث وحافظت عليه.
إن سلطنة عُمان تتمسك بتراثها الحضاري الأصيل بالرغم من مظاهر المدنية والتحضر التي تظهر في مختلف جوانب الحياة والتقدم العلمي والتكنولوجي في جميع مجالات التنمية وانتشار العمران الحديث في كل مكان، إلا أن هذه الجوانب والمجالات والأماكن تحمل بصمات تراثية عمانية تضفي عليها مزيدا من الوقار والجمال والتحديث وتعكس البعد الحضاري لعمان.
القلاع والحصون
تعتبر القلاع والحصون من أعظم الآثار المعمارية في سلطنة عمان، وهناك ما يقارب من 500 قلعة وحصن وبرج لا تزال آثارها شاخصة للعيان حتى يومنا هذا وهي بشموخها تنطق بأحداث التاريخ العماني الطويل، وتوحي لزائريها بأنهم أمام متحف خلدت فيه الكثير من الأحداث والمعالم للحضارات السابقة.
قلعتا الرستاق وبهلاء: وهما أقدم قلعتين معروفتين كون أن بناء بعض أجزائها تعود لفترة الوجود الفارسي وهي الفترة التي سبقت بزوغ فجر الإسلام على عمان، وكلمة رستاق بالفارسية تعني "المنطقة الأمامية" وتعتبر هذه القلعة أعلى قلاع عمان قاطبة وتتكون من عدة أبراج، وكانت أغلب الحكومات المتعاقبة تضيف إليها أبراجاً جديدة.
وقلعة بهلا التي يعود بداية بنائها كذلك إلى فترة ما قبل الإسلام، وبهلا اليوم بلدة معروفة تقع إلى الشرق من مدينة نزوى المشهورة، وتمتاز قلعتها بأسوارها الطويلة التي تمتد لمسافة أكثر من عشرة كيلومترات، أما ارتفاعها فيبلغ 150 قدما، وتقع وسط بساتين الفاكهة ومزارع الحبوب، والأسوار الخارجية للقلعة مطلية بالجص والصاروج وهي مادة قوية تشبه الإسمنت.
قلعة نزوى: بنيت عام 1668، ويبلغ قطر برجها الدائري 27 مترا، كما يبلغ ارتفاعها 34 مترا، ولها سبعة أبواب، ويوجد في مبناها عدة فتحات خصصت لمرامي المدافع.
حصن الحزم: بني عام 1708م، ويبعد مسافة 120 كم عن العاصمة مسقط، ويمتاز بموقعه الحصين وهندسته الرائعة وبعدم وجود أي نوع من الأخشاب في سقوفه المستديرة المثبتة على أسطوانات ضخمة من الأحجار الصلبة.
وللحصن عدة أبواب كبيرة، ويوجد داخل أبراجه مدافع برتغالية وإسبانية، وفي داخل الحصن يوجد ممرات سرية تمر بجهات الحصن كلها وتوصل في النهاية إلى الخارج.
حصن جبرين: شيد في أواخر القرن السابع عشر، وهو يبعد عن مسقط بنحو 150 كم، ويحمل اليوم اسم بلدة تكثر فيها أشجار النخيل ويعتبر من أجمل المواقع التاريخية في عمان ويبلغ ارتفاعه 22 مترا.
قلعة نخل: تعد أحد المواقع التاريخية الشهيرة في السلطنة وتتميز ببنائها الواقع فوق ربوة صخرية تتوسط بساتين النخيل والتي تشكل بمعلمها بناء عند قاعدة سلسلة جبل نخل في شمال شرق الجبل الأخضر ويوجد بالقلعة متحف للأسلحة التقليدية.
وبالإضافة إلى القلاع والحصون توجد في عمان أعداد كبيرة من المساجد التاريخية القديمة التي يعود تاريخها إلى عصور الإسلام الأولى ومازالت قائمة حتى اليوم، ومن أشهرها مسجد المضمار بسمائل الذي بناه مازن بن غضوبة وهو أول من أسلم من أهل عمان وجامع البياضة بولاية الرستاق ومسجد سعال ومسجد الشواذنة ومسجد الشرجة بالمنطقة الداخلية ومسجد آل حمودة بالمنطقة الشرقية.
أماكن الترفيه والنزهة
حديقة ريام: وتقع على مقربة من مسار الطريق البحري الذي يربط ولاية مطرح بمسقط القديمة، وتتميز بموقعها الجميل على تلة مرتفعة مقابل ميناء السلطان قابوس، وتشتهر بوجود مبخرة تزينها على قمة أحد الجبال المحاذية للحديقة.
حديقة النسيم: تقع هذه الحديقة في ولاية بركاء على بعد 36 كم من مطار السيب الدولي وتوفر هذه الحديقة أماكن جميلة للترفيه والاستراحة.
وفي ولايات السلطنة الأخرى تتعدد الأماكن والمواقع التي تتناسب مع أذواق محبي التخييم والاصطياف بأي من المواقع السهلية بجانب العيون الطبيعية المنتشرة في ولايات السلطنة.
حديقة القرم الطبيعية: تقع في محافظة مسقط، وهي تجمع بين جمال البحر والمروج الخضراء، تشتهر بسهلها الجميل المنحدر من أعلى الجبل إضافة إلى بحيراتها المتعددة وما ينظم بها من جولات بحرية قصيرة داخل الحديقة من خلال القوارب الصغيرة.
التسوق
تتميز الأسواق العمانية بالتنوع والتناغم بين الأسواق القديمة المليئة بالمشغولات اليدوية كصناعة الفضة والذهب وصناعة النسيج والقطع الفنية النادرة الأخرى من الصناعات العمانية كالخناجر والأسلحة اليدوية القديمة وغيرها.
والأسواق والمجمعات التجارية الحديثة الأخرى التي تحتوي على كل ما يبحث عنه الزائر من مختلف المقتنيات والمنتجات العالمية بأفضل الأسعار.
ساعات التسوق في السلطنة
تفتح المحلات والمجمعات التجارية أبوابها من الساعة التاسعة صباحا حتى الواحدة ظهرا، ومن الرابعة عصرا حتى العاشرة مساء بالنسبة للمجمعات التجارية وحتى الحادية عشر لأغلب محلات بيع التجزئة طيلة أيام الأسبوع، ما عدا يوم الجمعة التي تفتح فيها المجمعات بعد الساعة الرابعة عصرا، بالنسبة للأسواق التقليدية في عمان فإن ساعات الصباح هي الأوقات الأنسب للتسوق ومن أشهر هذه الأسواق:
سوق مطرح: يعتبر سوق مطرح أحد الأسواق القديمة في السلطنة الذي يعد نموذجا للأسواق الشرقية التقليدية إذ يتميز بممراته الضيقة والمتعرجة والمسقوفة بالخشب أو الحجارة، وترتفع الحوانيت التي تتوزع على جانبي الأزقة عن الأرض بدرجات صغيرة، وعادة ما تكون لها أبواب خشبية.
ويعج سوق مطرح بالحركة والنشاط وتنبعث منه روائح العطور الزكية كاللبان والبخور والعطور العربية، كما تتوافر به منتجات الحرف اليدوية كالحلي الفضية والذهبية والخناجر والدلال والأواني النحاسية بالإضافة إلى المنسوجات المطرزة بالنقوش العمانية الزاهية كما تباع أيضا الحلوى العمانية والأواني الفخارية.
سوق نزوى: على مقربة من أسوار القلعة الشهباء الشهيرة (قلعة نزوى) يتفرع سوق نزوى بما يحتضنه من تراث وبناء معماري تقليدي تتناسق فيه التقسيمات القديمة مع ملامح البناء الحديث.
وقد ظل هذا السوق على مدى مئات السنين سوقا مميزا يحتضن في تفرعاته وتقاسيمه الكثير من تفاصيل البيع والشراء المتبعة في الأسواق التقليدية، فهو يعد أحد أشهر الأسواق القديمة في السلطنة وأجملها من حيث البناء والتنظيم.
وقد ساعد موقعه القريب من القلعة في كثرة مرتادية من السياح وكونه واجهة الولاية الحضارية مما جعله مقصدا لمعظم زوار الولاية ويشتهر بالصناعات الحرفية كصناعة الخناجر والفضيات والمنسوجات إضافة إلى الصناعات السعفية.
سوق الرستاق القديم: هو أحد أهم الأسواق الشعبية في السلطنة، حيث يعتبر هذا السوق المركز التجاري لمنطقة الباطنة، وذلك نتيجة لما يشهده من حركة تجارية مميزة منذ الصباح الباكر.
ويحتضن هذا السوق معظم السلع منها الصناعات والحرف التقليدية مثل صناعة الفضيات والحدادة والخوصيات والأدوية الشعبية ومختلف المحاصيل الزراعية، كما يوجد بالسوق عرصة (موقع خاص لبيع الأغنام) مشهورة لبيع مختلف المواشي التي يقصدها المواطنون من مختلف ولايات منطقة الباطنة
مناطق سياحية بعمان
مسقط
الخريطة السياحية في سلطنة عمان تبدأ من العاصمة مسقط لمن يريد أن يصل بالطائرة، حيث تتوافر فيها العديد من الأماكن التاريخية والسياحية والتجارية، وتعد مسقط أهم وأجمل مدن السلطنة، حيث تتميز بطابعها الحضاري والعمراني الخاص.
وهي مدينة عريقة اشتهرت قديما كأحد أهم الموانئ العربية في شبه الجزيرة العربية، وقد ارتبط تاريخها بالبحر منذ نشأتها في الزمن القديم ولعبت دورا مهما كمحطة تجارية، وظلت في طليعة المدن التي تمثل أهمية تجارية وسياسية من بين مدن المنطقة.
وتمتد مسقط بألوانها المتناسقة الجميلة على مساحة تزيد على 50 كيلومترا بين المدينة القديمة مرورا بمطرح حتى ولاية السيب، وإلى جانب المساكن الفخمة ذات الأطرزة الإسلامية الرائعة، تقع مدينة السلطان قابوس في وسط العاصمة وكان من ضمن أهداف بنائها منع زحف البناء التجاري على مدينة مسقط القديمة والاحتفاظ بطابعها الشرقي الإسلامي الأصيل.
ويوجد بالمحافظة عدد من المنشآت الحكومية والمؤسسات التجارية كالشركات والبنوك والأسواق الحديثة والفنادق إضافة إلى المراكز التجارية، هذا إلى جانب سوق مطرح الذي يعد نموذجا للأسواق الشرقية التقليدية.
وبإمكان السائح أن يستمتع بالمناظر الجميلة في الحدائق والمنتزهات والأماكن السياحية مثل نادي الغوص وبندر الروضة ومنتجع بر الجصة السياحي إضافة إلى الشواطئ الهادئة برمالها الناعمة وأهمها شاطئ القرم وشاطئ العذيبة وشاطئ الجصة وشاطئ فندق قصر البستان.
ومن عناصر الجذب السياحي اللافتة للانتباه المعالم التاريخية وأهمها قلعتا الجلالي والميراني، اللتان شيدتا على قمة جبلية لحراسة خليج مسقط، وقام بالإشراف على بنائها المهندس الإيطالي س.ب.كيراث عام 1588م في فترة الاحتلال البرتغالي لسواحل عمان التي دامت أكثر من قرن ونصف القرن.
بالإضافة إلى هاتين القلعتين يوجد بمحافظة مسقط كذلك قلعة مطرح وبيت المقحم وحصن قريات كما يوجد بها عددا من المتاحف وهي متحف التاريخ الطبيعي والمتحف الوطني والمتحف العماني والمتحف العماني الفرنسي ومتحف بيت الزبير والمتحف العسكري ومتحف الطفل.
أما بالنسبة للمواقع الطبيعية فيوجد بها كل من وادي ضيقة بولاية قريات والعيون الحارة وأهمها عين الأنصب التي تصل درجة حرارة مائها إلى 68ْ وعين غلا التي تبلغ حرارتها 45ْ
محافظة مسندم
تقع في أقصى شمال البلاد وتفصل بينها وبين بقية مناطق السلطنة دولة الإمارات العربية المتحدة، ويمكن الوصول إليها جوا عن طريق الرحلات الداخلية للطيران العماني إضافة إلى الرحلات التي يتم تسييرها عن طريق (دبي خصب) أو برا عبر أراضي دولة الإمارات العربية المتحدة بعد الحصول على إذن عبور بالنسبة لغير العمانيين ومواطني دول مجلس التعاون الخليجي.
ومحافظة مسندم عبارة عن شبه جزيرة ترتفع جبالها إلى حوالي 2100م فوق سطح البحر وتكثر في ساحلها الأزقة البحرية التي تكتنفها الصخور والمداخل الملتوية، ويمتاز ساحلها بامتداده إلى داخل مضيق هرمز وبمنظره الرائع الأخاذ الذي تتخلله العديد من الأخوار العميقة ويعرف هذا الجزء باسم رأس مسندم، وتتكون هذه المحافظة من أربع ولايات هي خصب وبخا ودبا البيعة ومدحا.
ولاية خصب: تعتبر ولاية خصب المركز التجاري لمحافظة مسندم وهي تقع في أقصى الشمال تتوسط من خلال موقعها كلا من ولاية دبا البيعة وبخا، بينما يحدها من جهة الشرق خليج عمان ومن جهة الشمال الغربي الخليج العربي.
ويوجد في ولاية خصب العديد من المواقع السياحية منها القرى القديمة في أعالي القمم الجبلية والسواحل الجميلة والجزر والقرى الواقعة على مشارف البحر ومن أهم المواقع السياحية حصن خضب، والخالدية وقرية السئ وقرية ليما وخور نجد والجزر وجبل حارم، كما يوجد بالمحافظة مواقع جيدة لممارسة هواية الغوص وتسلق الجبال.
حصن خصب: بنى العمانيون حصن خصب الحالي على أنقاض الحصن القديم الذي شيده البرتغاليون في القرن الحادي عشر الهجري القرن السابع عشر الميلادي حيث لا تزال بعض أجزاء الحصن القديم واضحة للعيان من خلال البرج الدائري الذي يتوسط ساحة الحصن، وللحصن الحالي أربعة معاقل وقد كان محاطا بخندق كما جاء في وصف (أس. بي. مايلز).
وقد أعيد ترميم هذا الحصن عام 1989م، أما بالنسبة للمواقع السياحية الأخرى في محافظة مسندم نذكر أهمها: قرية ليما وخور نجد وجزيرة التلغراف وجبل حارم، إضافة إلى ذلك يوجد بهذه المحافظة مواقع جيدة لممارسة هواية الغوص وتسلق الجبال، وتعتبر الرحلات البحرية في هذه المحافظة أمتع ما تخلده ذاكرتك لهذه الزيارة، وقد ساعد وجود الفنادق بمستوياتها العادية والممتازة على تنشيط الحركة السياحية إلى هذه المحافظة.
ظفار
تشغل محافظة ظفار مساحة تقدّر بثلث مساحة سلطنة عمان الكلية وتشكل الناحية الجنوبية منها، وتعتبر صلالة العاصمة الإقليمية للمحافظة وتتميز بطبيعتها الجغرافية الفريدة، فقد حباها الله تعالى بمزايا قلما تتوافر في الأقطار العربية، فالجبال التي تبدو على شكل هلال خصيب يبلغ ارتفاعها 1500 متر فوق مستوى السهل الساحلي وهي تأخذ في الانحدار لتجاوز سهلا فسيحا.
وهذا السهل المنبسط يعانق بدوره شواطئ رملية فضية ممتدة لمئات الكيلومترات، وتزدان هذه المناطق بالخضرة اليانعة والبساتين الغناء خاصة عند سقوط أمطار الصيف التي تهطل على المنطقة طوال أشهر الصيف (يوليو/ تموز وسبتمبر/ أيلول) حيث تلبس الجبال حلة خضراء وتزدهر الأعشاب في السهول والوديان وتزداد جمالا من خلال قطعان الماشية والإبل والأغنام وتغاريد الرعاة الفرحين بمواسم الماء والخضرة وروعة الطقس.
وللمرء أن يتصور روعة هذه المحافظة عندما تشهد معظم مناطق شبه الجزيرة العربية ارتفاعا في درجة الحرارة التي تصل إلى معدل 45 درجة مئوية في فصل الصيف، بينما لا تزيد في صلالة على 30 درجة مئوية.
ويستطيع السائح الانطلاق من مسقط جواً فيصل إلى صلالة في غضون الساعة وربع الساعة، ويتم كذلك تسيير رحلة من دبي إلى صلالة مباشرة إضافة إلى تسيير رحلات مباشرة من معظم عواصم دول مجلس التعاون الخليجي إلى مطار صلالة، ولمن أراد السفر برا فذلك متاح بسهولة أيضا وهناك استراحات وأماكن نزهة على طريق مسقط صلالة الذي يمتد مسافة 1000 كم، كما أن هناك طريقا آخر يربط بين دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان عبر منطقة الظاهرة مرورا بالمنطقة الداخلية ومنها إلى صلالة، حيث توجد كذلك جميع الخدمات على هذا الطريق.
مدينة صلالة
(اسم صلالة مشتق من الأرض الصلة أي اليابسة) هي درة ظفار (اشتقاق ظفار من الظفار وهو ضرب من العطر كأنه ظفر منقطع من أصله) المكنونة بخضرة بساتين النارجيل (جوز الهند) وأشجار الموز والفافاي.
في ظفار تتاح لك فرصة التعرّف على شجرة اللبان التي تنمو طبيعيا كونها لا تزرع ولا تسقى ويتم استخراج اللبان من خلال جرح لحاء الشجرة معينة في الساق، وبعد أيام يتم جني المحصول الذي يتجمع حول الجرح، وهكذا تجدد عملية الجني مرات عدة في أكثر من موسم خلال العام، وكان اللبان المصدر الرئيسي لتجارة ظفار منذ آلاف السنين.
مرباط
وإلى الشرق من مدينة صلالة تقع مدينة "مرباط" الساحلية التاريخية التي اشتهرت قديما بوفرة الخيول التي كانت تصدر للخارج، وهي ميناء قديم مشهور، وتوقف فيها كثير من الرحالة،
ومن أشهر معالمها السياحية حصن مرباط الذي بني في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، وهو يمثل أحد المعالم التاريخية البارزة في الولاية، وقد كان يستخدم مركزا لإدارة المدينة ومقرا للعديد من الولاة والمسؤولين في عهد السلطان فيصل بن تركي ومن ثم في عهد السلطان سعيد بن تيمور ومن ثم أعيد ترميمه في عام 1993م.
طاقة:
ثالثة كبرى مدن محافظة ظفار وتبعد نحو 30 كم شرق صلالة، وهي من المدن التاريخية المهمة، ويعتبر حصن طاقة أبرز المعالم التاريخية والسياحية في الولاية ويعود تاريخ بنائه إلى أواخر القرن التاسع عشر الميلادي حيث لعب هذا الحصن دورا حيويا في إدارة شؤون الولاية من خلال ما يعقد فيه ما يعرف (بالبرزة) التي يتم فيها فض المنازعات وإدارة شؤون أهالي الولاية.
وقد أعيد ترميم هذا الحصن في عام 1991م. ومن ولايات محافظة ظفار الأخرى (ثمريت وسدح وضلكوت ورخيوت ومقشن).
يوم ممتع في المحافظة:
هناك خيارات يومية متعددة من أجل قضاء يوم ممتع في محافظة ظفار، الرحلات والنزهات اليومية إلى مرتفعات جبال ظفار عبر شبكة من الطرق المعبّدة الحديثة التي تمتد بامتداد مدينة صلالة والمدن الساحلية.
حيث يمكن التمتع بقيادة السيارات عبر التلال والمروج الخضراء، قطعان الماشية في المراعي الخضراء وعودة الإبل من المراعي في سهل صلالة مناظر أكثر من رائعة تستقطب الكثير من السيّاح وهواة التصوير والمحترفين.
سهل أتين:
يعتبر المكان المفضل لدى الكثير من السياح حيث يقع فيه مركز البلدية الترفيهي كما أن منافذ التسوق والمطاعم على امتداد الشارع توفر الكثير من الخدمات للزوار إضافة إلى العروض الفنية التي تقدمها فرق الفنون الشعبية في ساحة مركز البلدية الترفيهي أثناء إقامة مهرجان خريف صلالة، التجول في مدينة صلالة متعة لا تضاهى كما أن أكشاك بيع النارجيل والمنتجات الزراعية المحلية.
تستقطب الكثير من زوار ظفار بعد جولة حرّة داخل أحياء مدينة صلالة ويعتبر شارع المنتزه الذي يمر بين مزارع النارجيل فرصة للتوقف والتمتع بشرب مياه النارجيل ذات الطعم اللذيذ وتوفر المتنزهات والمطاعم الشعبية فرصة لعشاق الوجبات الشعبية التي تشتهر بها محافظة ظفار ومناطق شبه الجزيرة العربية.
ويمكن للسياح أن يشهدوا مهرجانا ثقافيا سياحيا يمتد 48 يوما يجسد تناغم الاحتفاء بالخريف وضيوفه، ويشتمل المهرجان الذي تنظمه بلدية ظفار بالتعاون مع المديرية العامة للسياحة على أنشطة متنوعة في جميع المجالات الترفيهية والثقافية، كما توجد بالمنطقة محميات طبيعية مثل "خيران ظفار" وهي بيئة متميزة وملاذ آمن للكثير من الأحياء المائية والطيور.
عيون الماء في محافظة ظفار:
تعتبر عيون الماء أو الينابيع كما هو متعارف عليه أحد مصادر الثروة المائية الأساسية لكل دولة، وفي سلطنة عمان تتفاوت أهمية هذه العيون حسب نوعية مياهها متأثرة كغيرها من مصادر المياه بكميات الأمطار التي تهطل على البلاد، فهي تتراوح بين الحارة والباردة والعذبة والصالحة للشرب والضاربة إلى الملوحة والقلوية المخلوطة بمياه الأودية التي تصلح للزراعة، وهناك نوع آخر من العيون التي تحتوي على نسب متفاوتة من الأملاح المعدنية تصلح للتداوي والاستشفاء.
وفي محافظة ظفار عدّة مجار لعيون الماء تسحر العيون بجمالها الطبيعي، حيث يوجد حوالي 260 عين ماء موزعة على الشريط الجبلي، وعلى حواف الجبال المتاخمة للسهل الساحلي، بينما تنتشر أعداد قليلة منها في منطقة النجد وهي معظمها دائمة الجريان، ومن أشهر عيون المحافظة عين جرزير وعين أرزات وعين صحلنوت وعين حمران وعين دربات، وهنا نلقي الضوء على بعض هذه العيون.
عين أرزات:
تعتبر من أجمل العيون الموجودة في المحافظة، وهي أكثر غزارة وتدفقا للمياه، حيث توفر ما يقرب من 5.52 ملايين متر مكعب من المياه سنويا، ويحرص جميع الزوار في فصل الخريف على زيارة هذا الموقع السياحي الطبيعي للتمتع بجريان المياه النقية في سواقيها والاستجمام لبعض الوقت على مقربة من موقعها الخلاب، والمميز في العين وجود كهف جميل أمامها يستهوي الزوار، حيث يلتقطون الصور التذكارية بجانبه والجلوس بداخله لإلقاء نظرة بانورامية على الموقع.
عين حمران:
إحدى عيون المياه وارفة الظل والتي تنتشر بها كثير من الأشجار المختلفة، مثل أشجار الكنار وأشجار النارجيل وأشجار التين، كما يرتادها الزوار طوال السنة لاسيما في الخريف.
عين جرزيز:
أكثر العيون المائية استقطابا لأعداد كبيرة من الزوار والسياح، وذلك لقربها من سهل أتين، بمعنى أنها أقرب إلى مركز البلدية الترفيهي الذي تقام عليه فعاليات مهرجان خريف صلالة، كما توجد في نفس المنطقة تجمعات المخيمات العائلية وردهات وأكشاك المطاعم والشواء.
إلا أن عين جرزيز أقل العيون المائية مقارنة مع عين أرزات وعين حمران في منسوب المياه، حيث تتفجر ويزداد منسوب جريانها في فصل الخريف نتيجة تشبع الأرض بمياه الأمطار الموسمية.
وتبعد عين جرزيز عن مدينة صلالة من تقاطع سهل أتين حوالي 7 كيلومترات، والجميل والمميز فيها انتشار غابة من أشجار الظل تحت الجبال المحيطة بها، وبذلك تكون مكانا مناسبا لاستجمام العائلات وزوار المنطقة.
عين دربات:
وتقع في شرق طاقة على الطريق الرئيسي المؤدي إلى مرباط، في منحدر جبلي جميل وهادئ باتجاه الشمال، ويمكن للزائر والسائح رؤية شلالات دربات من الطريق الرئيسي في حالة جريانه، وعند ارتفاع منسوب المياه في وادي دربات تتفجر العين، خاصة عند هطول الأمطار الغزيرة.
ولكن في بعض الأحيان يكون من الصعب الوصول إلى الوادي لمشاهدة جريان مياه العين بسبب وعورة الطريق حيث تحتاج إلى سيارة ذات دفع رباعي نتيجة لصعوبة الوصول إليها بالسيارات العادية، أما ما يميز عين دربات فمنظرها الخلاب وطبيعتها البكر وغابات من الأشجار الكبيرة وأشجار الصبار والكنار، وهناك على سفح الجبل مزرعة من أشجار النارجيل تطل بجمالها عند بداية نزولك إلى هذا الوادي.
وادي ضيقة
يمثل وادي ضيقة موقع جذب سياحي كونه يعد من الأودية التي يسهل الوصول إليها نتيجة سهولة الطريق المؤدي إليه وقربه من العاصمة مسقط فهو يبعد عنها بحوالي 90 كم.
وتتجمع المياه وسط مجرى الوادي في أحواض مائية كبيرة تحيط بها التكوينات الصخرية التي تكمل من جمالية الموقع كما يحاذي الأحواض المائية بعض التكوينات الصخرية التي تتمثل في الجبال والتلال الصغيرة.
ويعد هذا الوادي أحد أشهر الأودية في محافظة مسقط. وتنقسم محافظة مسقط إلى 6 ولايات هي مسقط ومطرح والسيب وبوشر وقريات والعامرات.
منطقة الباطنة
تشتهر بتنوعها الطبيعي الذي يجمع الجبل والسهل والساحل، وتتميز المنطقة بسهولها الخضراء وشواطئها الجميلة التي تمتد لأكثر من 300 كم، وتضم منطقة الباطنة 12 ولاية هي صحار الرستاق ونخل وبركاء والسويق وصحم والخابورة والعوابي والمصنعة ووادي المعاول ولوى وشناص.
ولاية صحار: كانت هذه الولاية من أهم الموانئ الإسلامية وبمثابة المركز الإداري لمنطقة شمال الباطنة، وتشتهر صحار بقلعتها الأثرية التي بنيت عام 1624م وحولت حاليا إلى متحف يضم الكثير من القطع الأثرية النادرة ونماذج من الأسلحة التقليدية.
يذكر أن لصحار شهرة تاريخية وتجارية نتيجة لموقعها الإستراتيجي الهام الذي جعل منها في السابق أحد أهم المراكز التجارية في المنطقة.
ووصفها المقدسي في القرن الرابع الهجري العاشر الميلادي، ومما جاء في وصفه لمدينة صحار "ذكر بأنها مدينة مزدهرة يقطنها عدد كبير من السكان، كما أنها كانت جميلة ومريحة للعيش، وكانت أحياؤها السكنية الباهرة تمتد على طول شواطئ البحر، وكانت بناياتها شامخة ورائعة ومشيدة بالآجر وخشب الساج كما كان المسجد مطلا على البحر فيه مأذنة رائعة ومرتفعة بشكل بارز، وكان ما يميز المدينة أسواقها المزدهرة العامرة التي كانت تلفت نظر مرتاديها وإعجابهم".
كما يوجد بولاية صحار كذلك العديد من المزارات السياحية الأخرى أهمها سوق الحرفيين وشاطئ صحار ووادي حيبي.
ولاية الرستاق: ولاية الرستاق هي العاصمة القديمة لعمان، وتحتضن العديد من المواقع السياحية الجميلة التي تتمثل في الأودية والعيون المائية والمواقع التاريخية إضافة إلى وجود العديد من الصناعات والحرف التقليدية الشهيرة التي يمارسها أهالي الولاية.
ومن أهم معالمها التاريخية والطبيعية قلعة الرستاق وحصن الحزم وعين الكسفة ووادي الحوقين وقرية بلد سيت إضافة إلى سوقها الشعبي التقليدي الذي يعتبر أكبر أسواق منطقة الباطنة وأحد أهم الأسواق العمانية القديمة.
عين الكسفة: هي إحدى العيون المائية الدائمة الجريان وتتميز بمياهها الحارة التي تصل لحوالي 45ْ وهي تنبع من باطن الأرض ويقصدها الكثير من السياح للاستشفاء من بعض الأمراض الجلدية كون أن مياهها تحتوي على بعض من المواد الذائبة والغازات.
قرية بلد سيت: تنفرد قرية بلد سيت بموقعها المتميز الذي تتوسط من خلاله جبال منطقتي الداخلية والباطنة فهي إحدى قرى وادي بني عوف الذي يتبع ولاية الرستاق وتبعد هذه القرية عن ولاية الرستاق بحوالي 40 كم كما تبعد بنفس المسافة عن ولاية الحمراء التابعة للمنطقة الداخلية. وتكمن روعة الزيارة لهذه القرية في الإطلاع على المدرجات الزراعية المتبعة فيها، والقرية بموقعها الجبلي وطرقاتها الوعرة تستهوي الكثير من محبي سياحة المغامرات.
وادي الحوقين: هو أحد أودية ولاية الرستاق يبعد عن مركز الولاية بحوالي 40 كم وعن محافظة مسقط بحوالي 150 كم، ويتميز هذا الوادي بجريان مياهه على مدار العام إضافة إلى تميز مجراه بوجود الشلالات الجميلة وكذلك العيون المائية الدائمة الجريان.
أما بالنسبة للمواقع السياحية الأخرى في منطقة الباطنة فأهمها:
وادي الأبيض: أحد أودية ولاية نخل بمنطقة جنوب الباطنة، يبعد هذا الوادي عن خط سير الطريق الرئيسي مسقط صحار بحوالي 30 كيلومترا، ويعتبر وادي الأبيض من الأودية الجميلة التي تحتضنها منطقة جنوب الباطنة.
عين الثوارة: تقع عين الثوارة في ولاية نخل وهي من العيون الحارة حيث تصل درجة حرارة مياهها 41ْ ويتدفق ماؤها من فتحات أرضية ينساب بعدها في مجرى واسع، حيث يجد السائح في هذا المكان موقعا للترفيه وقضاء بعض الوقت بين أحضان الطبيعة التي تجمع بين الظل الوارف والمياه المتدفقة طوال العام.
منطقة الظاهرة
منطقة الظاهرة من المناطق الغنية بإمكانياتها الزراعية والسياحية والتاريخية، وقد حققت تطورا كبيرا وملموسا خلال سنوات النهضة العمانية الحديثة.
ومنطقة الظاهرة عبارة عن سهل شبه صحراوي ينحدر من السفوح الجنوبية لجبال الحجر الغربي في اتجاه صحراء الربع الخالي، وتفصله جبال الكور عن داخلية عمان من ناحية الشرق، كما تتصل بصحراء الربع الخالي من ناحية الغرب وبالمنطقة الوسطى من ناحية الجنوب.
وعرفت هذه المنطقة قديما باسم (توام) و(الجو)، وتضم منطقة الظاهرة خمس ولايات هي البريمي وعبري ومحضة وينقل وضنك، وتتميز بالنشاط الزراعي وبموقعها الذي يتصل بالمناطق الأخرى في شبه الجزيرة العربية عبر طرق القوافل الممتدة منذ قرون.
ومن أهم وأشهر المزارات السياحية بها:
حصن عبري: يقع هذا الحصن في مركز ولاية عبري، وهو عبارة عن حصن كبير مستطيل الشكل يتكون من عدد من المرافق وبرجين بالإضافة إلى المسجد الذي لا تزال تقام فيه الشعائر الدينية ليومنا هذا، وقد أعيد ترميم الحصن في عام 1995م.
حصن الحلة: يقع هذا الحصن بحارة السوق بولاية البريمي، ويوجد به ثلاثة مداخل وثلاثة أبراج وكذلك عدد من المرافق الأخرى، وينفرد هذا الحصن برسوماته وزخارفه المصنوعة من الجص التي تميزه عن المواقع التاريخية في المنطقة، وقد أعيد ترميمه عام 1996م.
حصن الخندق: يقع حصن الخندق في ولاية البريمي ويعتبر أشهر مثال للمعقل المطوق بخندق، حيث جاءت تسميته بهذا الاسم كونه كان يحيط به خندق بعرض 7.5 أمتار وعمق 3 أمتار، والحصن عبارة عن مبنى مربع الشكل يحتوي على 12 غرفة و4 أبراج، وقد أعيد ترميمه في عام 1994م.
موقع بات الأثري: هو أحد المواقع الأثرية التي ضمت إلى قائمة التراث العالمي ويشتمل على مقابر يعود تاريخها إلى 3000 سنة قبل الميلاد ويعد أحد أهم المواقع الأثرية في السلطنة، وتأخذ هذه المقابر في طريقة بنائها شكل خلية النحل، ونتيجة لأهمية الموقع يعد قبلة السائح الزائر لمنطقة الظاهرة باعتباره من المعالم التي لا تزال تحكي قصة حضارة ولدت على هذه الأرض في حوالي الألف الثالث قبل الميلاد.
وادي فدى: يعتبر وادي فدى أحد أشهر أودية منطقة الظاهرة ويقع في ولاية ضنك، وهو بموقعه المتميز الذي يتوسط كلا من ولايات عبري وينقل والبريمي جعل منه منتزها طبيعيا يقصده أهالي المنطقة وعدد كبير من الزوار من مختلف مناطق السلطنة خاصة في موسم تساقط الأمطار.
و
خريطة السياحة العمانية حافلة بكل المقومات الضرورية للازدهار والنجاح، فالتاريخ العماني مزدحم بكنوز التراث العريق، وكذلك الأرض العمانية بطبيعتها وسواحلها وحياتها الفطرية وبيئتها تمثل كلها ثروات غنية لعشاق السياحة.
والتراث العماني على اختلاف أطيافه يمثل جانبا ثقافيا مشرقا وملموسا يمكن مشاهدته في الصناعات والحرف التقليدية المختلفة، وكذلك في اللوحة الفلكلورية العمانية بوجه عام.
السياحة العمانية يمكن وصفها بالانتقائية، فهي تسعى لاجتذاب عشاق التاريخ والتراث والعلماء والمتأملين في بدائع المخلوقات الإلهية، كما تتجلى في الطبيعة العمانية البكر الباقية على نضارتها وطهارتها.
والنشاط السياحي العماني يسير بخطى ثابتة لضمان المحافظة على العادات والتقاليد العمانية، وإلى جانب تطوير المرافق السياحية وتوفير الخدمات اللازمة للمعالم الأثرية والطبيعية التي تزخر بها أرض السلطنة لجذب المزيد من السياح تعمل السلطنة أيضا على التعريف بثقافتها وحضارتها خارجيا عبر مختلف قنوات التواصل العصرية.
والزائر للسلطنة يجد فيها كل ما يحتاجه لإشباع رغباته ومن ضمنها المناخ الملائم والشواطئ الأكثر بهاء وروعة، والخدمات العامة في مجالات الفندقة الراقية وأجهزة الاتصال السريع والنقل المرفه والكرم العماني.
إن سلطنة عمان تزخر بالعديد من أنواع الجذب السياحي، ومن أهمها السياحة البيئية التي يسعى إليها كثير من السياح للاستمتاع بطابعها الخاص، فالسواحل العمانية الطويلة الامتداد تعتبر موئلا لكثير من الكائنات البحرية.
المعلومات الأساسية
العاصمة: مسقط
المدن الرئيسية: صلالة ونزوى وصحار وصور والرستاق وعبري وخصب.
المساحة: 309.500 كم مربع.
عدد السكان: يبلغ عدد السكان (2.331.391) نسمة، يشكل العمانيون نحو (1.779.318) مليون نسمة.
اللغة: اللغة العربية هي اللغة الرسمية للدولة، وتستخدم الإنجليزية على نطاق واسع.
العيد الوطني: 18 نوفمبر/ تشرين الثاني.
العملة: الريال العماني ويساوي ألف بيسة، والدولار الأميركي يعادل نحو 0.384 ريال.
المطارات: مطار السيب الدولي، ويقع على بعد 40 كم من مركز العاصمة مسقط، بالإضافة إلى وجود مطارات داخلية أهمها مطار صلالة، ومطار خصب.
الموانئ الرئيسية: ميناء السلطان قابوس بمطرح وميناء صحار وميناء صلالة وميناء خصب.
الموارد الطبيعية: البترول والنحاس والأسبستوس والرخام والحجر الجيري والكروم والجبس والغاز الطبيعي.
أوقات الدوام الرسمي: يبدأ الدوام الرسمي في جميع المؤسسات الحكومية من 7.30 صباحا حتى 2.30 بعد الظهر، وطوال خمسة أيام في الأسبوع، تبدأ من السبت وتنتهي بالأربعاء.
أما بالنسبة للقطاع الخاص فإن ساعات الدوام تمتد فترتين صباحية وتبدأ من الثامنة وحتى الواحدة ظهرا، ومسائية من الرابعة وحتى السابعة مساء، ويستثنى من ذلك البنوك التي تعمل لفترة واحدة فقط (صباحية).
خدمات الاتصالات: تمتلك الشركة العمانية للاتصالات شبكة حديثة للاتصالات الهاتفية المحلية والدولية السلكية واللاسلكية وخدمات الإنترنت والفاكس، وتنتشر العديد من الهواتف العمومية في الأماكن العامة وتتوافر بطاقات الهاتف العمومي بالإضافة إلى بطاقة إعادة التعبئة للهاتف النقال والمعروفة باسم بطاقة حياك المدفوعة الثمن مسبقا في العديد من المحلات التجارية ومحطات البترول.
العطلات الرسمية: تحل ذكرى العيد الوطني في يوم 18 نوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام وجرت العادة أن تمنح عطلة العيد الوطني في الأسبوع الذي يلي هذا التاريخ، أما بالنسبة للعطلات الرسمية الأخرى فهي (رأس السنة الهجرية وذكرى الإسراء والمعراج والمولد النبوي الشريف وعيد الأضحى وعيد الفطر).
التأشيرات: في ما عدا مواطني دول مجلس التعاون الخليجي يجب على جميع الجنسيات الراغبة في زيارة السلطنة أن تكون لديهم تأشيرة دخول سارية المفعول ويمكن الحصول عليها إما من الإدارة العامة للهجرة والجوازات بشرطة عمان السلطانية أو من السفارات والقنصليات العمانية في الخارج أو قسم الهجرة والجوازات بالبريمي.
المناخ: تعتبر الفترة من أكتوبر/ تشرين الأول وحتى أبريل/ نيسان أنسب الأوقات حيث يكون الجو معتدلا نسبيا، إذ تتراوح درجات الحرارة بين 16 و32 درجة مئوية، أما خلال الفترة من مايو/ أيار وحتى سبتمبر/ أيلول فإن المناخ يكون حارا رطبا، باستثناء محافظة ظفار التي تتسم بطقس جميل وخائم خلال الفترة من يوليو/ تموز إلى سبتمبر/ أيلول من كل عام.
الجغرافيا والتاريخ
نبذة جغرافية
تعد سلطنة عمان ثاني أكبر دولة في منظومة دول مجلس التعاون الخليجي بعد المملكة العربية السعودية. حيث تبلغ مساحتها 309 آلاف كم2.
تقع سلطنة عمان في الركن الجنوبي الشرقي من شبه الجزيرة العربية بين خطي عرض 16.40 و26.20 درجة شمالا، وخطي طول 51.20 و59.40 درجة شرقا.
ويحدها من الشرق بحر العرب، ومن الغرب دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومن الشمال خليج عُمان ومن الجنوب الجمهورية اليمنية.
وتطل على ساحل يمتد أكثر من 3165 كم يبدأ من بحر العرب ومدخل المحيط الهندي ويمتد إلى خليج عمان حتى مضيق هرمز عند محافظة مسندم شمالا، من هذا الموقع تسيطر سلطنة عمان على أقدم وأهم الطرق التجارية البحرية في العالم وهو الطريق البحري بين الخليج العربي والمحيط الهندي.
وتنقسم السلطنة من الناحية الجغرافية إلى ثلاث محافظات وخمس مناطق رئيسة هي: محافظة مسقط ومحافظة ظفار ومحافظة مسندم ومنطقة الباطنة ومنطقة الظاهرة والمنطقة الداخلية والمنطقة الشرقية والمنطقة الوسطى.
نبذة تاريخية
تاريخ عمان هو نوع من الحوار الدائم بين السهل الجبل والماء والصحراء، في جوهر هذا التاريخ يكمن سر الإنسان العماني الذي صنع من وعورة الجبال ومخاطر الأمواج وقساوة الصحراء تاريخا وعرا مازالت سطوره محفورة حتى اليوم.
إحدى الخطوات المهمة للحضارة بدأت من هذا المكان، حيث كانت هذه المنطقة البوابة التي عبر منها الإنسان الأول في طريق الهجرات الأولى من وسط أفريقيا إلى آسيا.
في العام 630م انضوت عمان تحت لواء الإسلام. وفي العام 751م انتخبت ابن مسعود أول إمام لها، وبقيت تحت حكم الأئمة حتى العام 1154م، وفي أوائل القرن السادس عشر سقط الساحل الشرقي بما فيه مدينة مسقط تحت سيطرة البرتغاليين، حتى طردوا من البلاد عام 1650م في عهد دولة اليعاربة.
وفي أوائل القرن التاسع عشر كانت دولة مسقط وعُمان واحدة من أهم الدول في المنطقة، إذ كانت تسيطر على الكثير من سواحل فارس وباكستان، وحكمت جزيرة زنجبار في شرق أفريقيا ولم تنفصل عنها إلا عام 1861م عن طريق وساطة بريطانية.
وفي العام 1951م حققت سلطنة عمان استقلالها التام عن بريطانيا، وتم توقيع معاهدة صداقة معها، وفي العام 1964م اكتشف البترول وأدى ذلك إلى انتقال عمان إلى دولة حديثة ومتقدمة، خاصة منذ بزوغ فجر النهضة الذي بدأ مع تولي جلالة السلطان قابوس بن سعيد مقاليد الحكم في عمان وكان ذلك في مطلع السبعينيات من القرن الماضي.
المتاحف
تلعب المتاحف كغيرها من المواقع السياحية دورا هاما في تنشيط الحركة السياحية في السلطنة، من خلال ما تمثله من أهمية كبيرة في عرض مختلف جوانب الحياة الموجودة على الأرض العمانية والتعريف بطبيعة التركيبة الجيولوجية التي مرت بها السلطنة عبر ملايين السنين إضافة إلى ما تكتنزه هذه المتاحف من بقايا أثرية نادرة تعتبر الشاهد الحي على أصالة وعراقة الحضارة العمانية.
ومن بين أهم المتاحف بعمان:
متحف التاريخ الطبيعي: يعتبر متحف التاريخ الطبيعي الموجود في مبنى وزارة التراث والثقافة بالخوير أحد أهم المتاحف العمانية حيث يضم هذا المتحف بما يحتويه من معروضات تمثل مختلف جوانب الحياة صورة متكاملة عن التسلسل الذي مرت به ظهور الحياة بأشكالها المختلفة على أرض السلطنة.
ومن الأشياء النادرة التي يعرضها هذا المتحف بقايا لشجرة متحجرة عثر عليها في منطقة الحقف ويعود تاريخها إلى ما قبل 260 مليون سنة إضافة إلى بقايا مرجان متحجر يعود تاريخه إلى حوالي 270 مليون سنة عثر عليه في وادي السحتن بولاية الرستاق وكذلك بقايا لفك أسنان يعود لأحد أنواع القردة وكذلك أسنان لحيوان الغوموثيروم وحيوان الدينوثيروم التي يعود تاريخها إلى ما بين 15 و35 مليون سنة.
كما يتناول هذا المتحف بعض جوانب الحياة لمختلف الزواحف وأنواع الفراشات بألوانها الجميلة وكذلك الكائنات الحية الأخرى التي تعيش في براري السلطنة والكثير من بقايا الأشجار والعظام المتحجرة.
ويوجد بمتحف التاريخ الطبيعي كذلك قاعة خاصة عن الحيتان حيث يقوم هذا المتحف بعرض هياكل عظمية وبعض العظام والجماجم للحيتان وأهمية هذه القاعة تكمن في إمكانية التعرف على أنواع الحيتان الموجودة في قيعان البحر وكذلك أحجامها المختلفة.
المتحف الوطني: افتتح المتحف الوطني في عام 1978 ويضم عددا من الأقسام منها القاعة الرئيسة التي تعرض أنواع من الأساور والقلائد والخواتم والأدوات النحاسية وبعض جوانب الحياة التقليدية العمانية.
ويوجد بالمتحف جانب لعرض بعض ممتلكات السيدة سالمة بنت سعيد بن سلطان وهي عبارة عن فضيات مثل القلائد والنطل، كما يوجد بهذا بالمتحف جانب لعرض نماذج لبعض أنواع السفن العمانية التقليدية إضافة إلى بعض الوثائق والطوابع البريدية لبعض السلاطين بزنجبار.
المتحف العماني: افتتح هذا المتحف تحت الرعاية السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس عام 1974م.
ويقع المتحف في مدينة الإعلام وهو يشتمل على الأقسام التالية قسم التاريخ القديم الذي يقوم بعرض الكثير من آثار الحضارات القديمة التي تتمثل في المدافن الحجرية والنقوش الصخرية وبعض بقايا الأدوات الأثرية لهذه الحضارات مثل الأدوات الزراعية القديمة وأنواع من الحجر الصابوني وبعض القلائد الحجرية الصغيرة.
كما يضم هذا المتحف جانبا يتناول الأرض والإنسان وهو يعرض نظام التقسيمات الزراعية في القرى العمانية وأساليب الري المتبعة فيها.
أما جانب الصناعات الحرفية فيضم بعض نماذج الصناعات الفخارية والنحاسية والفضية والذهبية، إضافة إلى أن هذا المتحف يقوم كذلك بعرض لبعض نماذج الأسلحة التقليدية منها السيوف والبنادق والدروع والخناجر العمانية المختلفة.
المتحف العماني الفرنسي: يقع هذا المتحف في مدينة مسقط على مقربة من قصر العلم العامر، والمتحف مقام في أحد المنازل الأثرية والذي يبلغ عمره حوالي 170 سنة وقد شيدته غالية بنت سالم وهي ابنة أخت السلطان سعيد بن سلطان.
وقد قام السلطان فيصل بن تركي بإهداء هذا البيت لأول قنصل لفرنسا في مسقط ليكون مقراً للقنصلية الفرنسية وكان ذلك في عام 1896م.
ومن ثم جاء إنشاء هذا المتحف لأحياء العلاقات العمانية الفرنسية والتي يزيد عمرها لأكثر من مائة عام، وتم افتتاح المتحف في 29 يناير/ كانون الثاني 1992 وهو يعرض العلاقات التاريخية وجوانب من الحضارة والموروثات الشعبية للبلدين.
ومن القاعات التي يشتمل عليها المتحف قاعة تخلد ذكرى افتتاح المتحف وقاعة لطوابع البريد وقاعة لتخليد ذكرى زيارة جلالة السلطان لجمهورية فرنسا التي تعد أول زيارة يقوم بها سلطان عماني لفرنسا إضافة إلى قاعة الملاحة البحرية التي تضم نماذج لبعض السفن العمانية والفرنسية وقاعة الأزياء التقليدية وغيرها الكثير من التحف والصور التي تجسد الترابط الحضاري بين البلدين.
متحف قلعة صحار: افتتح متحف قلعة صحار عام 1993م وهو يتناول تاريخ مدينة صحار القديمة وعلاقتها الحضارية مع كثير من الحضارات الأخرى.
كما يتناول هذا المتحف أهمية الدور الذي لعبته تجارة النحاس في هذه المدينة وكذلك علاقتها مع مدينة كانتون بالصين، كما يقوم هذا المتحف بعرض بعض من القطع الأثرية التي عثر عليها أثناء عمل التنقيبات الأثرية داخل أجزاء القلعة.
المتحف العسكري: يقع هذا المتحف ضمن مباني وزارة الدفاع وهو يعرض كل ما يتعلق بالأسلحة والمعدات الحربية التي كانت تستخدم في عمان عبر الحقب التاريخية المختلفة.
متحف بيت الزبير: يقع متحف بيت الزبير في مدينة مسقط القديمة وقد افتتح عام 1998م، وذلك من أجل عرض الكثير من التحف والمقتنيات العمانية الأصيلة التي توارثتها عائلة الزبير، كما يضم هذا المتحف مجموعة من التحف العمانية التي تتمثل في الأسلحة التقليدية والمجوهرات والملابس والأدوات المنزلية القديمة وبعض النماذج التي مثلت البيئة العمانية الريفية والحضرية.
متحف العملات النقدية: يقع هذا المتحف ضمن مبنى البنك المركزي العماني وهو يعرض تسلسل تداول النقد في سلطنة عمان سواء كانت من العملات الورقية أو المعدنية وقد اشتمل المتحف على الكثير من العملات النقدية القديمة والجديدة بما فيها العملات الورقية والمعدنية التي تم تداولها منذ الفترات الأولى لقيام الدولة الإسلامية.
كما يعرض المتحف تطور ظهور العملة الورقية في عمان وإصداراتها المختلفة منذ بداية القرن التاسع عشر وهي العملات التي تم تداولها على أرض السلطنة نتيجة للصلات الحضارية مع كثير من الدول التي تدرجت حسب التسلسل التاريخي في العصور المختلفة.
متحف الطفل: افتتح هذا المتحف عام 1990م في ذكرى احتفالات السلطنة بالعيد الوطني العشرين المجيد وهو يعتبر وسيلة حية لتبسيط العلوم والتكنولوجيا والذي من خلاله يتيح لزائر هذا المتحف الاطلاع على الدور الحيوي الذي يلعبه العلم في مختلف جوانب الحياة.
ورغم تسمية هذا المتحف باسم الطفل فإن المعروضات التي يحتويها تناسب مختلف الأعمار وهي تعرض في صورة مبسطة لتسهيل وصول المعلومة لأجيال المستقبل.
الحرف اليدوية والصناعات التقليدية
تحتل الحرف اليدوية والصناعات التقليدية مساحة واسعة من التراث العماني، وقد استمرت هذه الحرف والصناعات حتى وقتنا الحاضر، ومن أشهر الصناعات العمانية التقليدية صناعة الحلوى العمانية التي تحظى بشهرة واسعة على مستوى منطقة الخليج العربي مكنتها من منافسة غيرها من أصناف الحلويات، وتعد رمزا للكرم والأصالة حيث يحرص العمانيون على وجودها في كل بيت، خاصة في الاحتفالات والأعياد والمناسبات السعيدة.
ويحرص السائح قبل مغادرته أرض السلطنة أن يحمل معه الحلوى العمانية كهدية لأهله وأقاربه.
أما المشغولات اليدوية التقليدية فقد برع فيها العمانيون منذ قديم الزمان وكانوا يصدرونها للخارج ويبادلونها بالسلع والبضائع الأخرى، ويحرص العمانيون حتى الآن على اقتناء المشغولات الفضية التي تحظى باهتمام كبير من قبلهم.
ويسعى السياح الأجانب بشكل خاص للحصول على بعضها على سبيل الذكرى، ومن أهم الصناعات الفضية العمانية الخنجر العماني الذي مازال كل عماني يحرص على امتلاك واحد منه أو أكثر، كما أنه يدخل في تصميم الشعار الرسمي للدولة، ويتميز عن بقية الخناجر الموجودة في بلدان العالم بنصلته الشهيرة، ويتفنن العمانيون بصنع خناجرهم المزينة بالحلي والزخارف الفضية والأحجار الكريمة، والخنجر بالنسبة للعماني يعني الشجاعة في المقام الأول، وكذا الإناقة في المقام الثاني.
وتحتل صناعة السفن العمانية مكانة بارزة بين الصناعات التقليدية العمانية، حيث برع العمانيون في هذه الصناعة من آلاف السنين ولعبت هذه السفن دورا كبيرا في وصول العمانيين لمشارق الأرض ومغاربها واتصالهم بحضارات العالم القديم، ومن أشهر السفن العمانية الغنجة والسنبوق.
وكانت مدينة صور العمانية أشهر المدن المطلة على المحيط الهندي في بناء السفن وهناك أيضا صناعة اللبان والبخور والصناعات القائمة على سعف النخيل والفخار والصناعات الخشبية كالأبواب والنوافذ والمناديس "الصناديق" والمنسوجات وغيرها من الصناعات التقليدية والحرف اليدوية.
السياحة التاريخية
تمتلك سلطنة عمان تراثا حضاريا متعدد الجوانب ومتنوع الأوجه جاء نتيجة تعاقب الحضارات في عمان على مر العصور واتصالها ببقية حضارات العالم، وقد توارثت الأجيال المتعاقبة هذا التراث وحافظت عليه.
إن سلطنة عُمان تتمسك بتراثها الحضاري الأصيل بالرغم من مظاهر المدنية والتحضر التي تظهر في مختلف جوانب الحياة والتقدم العلمي والتكنولوجي في جميع مجالات التنمية وانتشار العمران الحديث في كل مكان، إلا أن هذه الجوانب والمجالات والأماكن تحمل بصمات تراثية عمانية تضفي عليها مزيدا من الوقار والجمال والتحديث وتعكس البعد الحضاري لعمان.
القلاع والحصون
تعتبر القلاع والحصون من أعظم الآثار المعمارية في سلطنة عمان، وهناك ما يقارب من 500 قلعة وحصن وبرج لا تزال آثارها شاخصة للعيان حتى يومنا هذا وهي بشموخها تنطق بأحداث التاريخ العماني الطويل، وتوحي لزائريها بأنهم أمام متحف خلدت فيه الكثير من الأحداث والمعالم للحضارات السابقة.
قلعتا الرستاق وبهلاء: وهما أقدم قلعتين معروفتين كون أن بناء بعض أجزائها تعود لفترة الوجود الفارسي وهي الفترة التي سبقت بزوغ فجر الإسلام على عمان، وكلمة رستاق بالفارسية تعني "المنطقة الأمامية" وتعتبر هذه القلعة أعلى قلاع عمان قاطبة وتتكون من عدة أبراج، وكانت أغلب الحكومات المتعاقبة تضيف إليها أبراجاً جديدة.
وقلعة بهلا التي يعود بداية بنائها كذلك إلى فترة ما قبل الإسلام، وبهلا اليوم بلدة معروفة تقع إلى الشرق من مدينة نزوى المشهورة، وتمتاز قلعتها بأسوارها الطويلة التي تمتد لمسافة أكثر من عشرة كيلومترات، أما ارتفاعها فيبلغ 150 قدما، وتقع وسط بساتين الفاكهة ومزارع الحبوب، والأسوار الخارجية للقلعة مطلية بالجص والصاروج وهي مادة قوية تشبه الإسمنت.
قلعة نزوى: بنيت عام 1668، ويبلغ قطر برجها الدائري 27 مترا، كما يبلغ ارتفاعها 34 مترا، ولها سبعة أبواب، ويوجد في مبناها عدة فتحات خصصت لمرامي المدافع.
حصن الحزم: بني عام 1708م، ويبعد مسافة 120 كم عن العاصمة مسقط، ويمتاز بموقعه الحصين وهندسته الرائعة وبعدم وجود أي نوع من الأخشاب في سقوفه المستديرة المثبتة على أسطوانات ضخمة من الأحجار الصلبة.
وللحصن عدة أبواب كبيرة، ويوجد داخل أبراجه مدافع برتغالية وإسبانية، وفي داخل الحصن يوجد ممرات سرية تمر بجهات الحصن كلها وتوصل في النهاية إلى الخارج.
حصن جبرين: شيد في أواخر القرن السابع عشر، وهو يبعد عن مسقط بنحو 150 كم، ويحمل اليوم اسم بلدة تكثر فيها أشجار النخيل ويعتبر من أجمل المواقع التاريخية في عمان ويبلغ ارتفاعه 22 مترا.
قلعة نخل: تعد أحد المواقع التاريخية الشهيرة في السلطنة وتتميز ببنائها الواقع فوق ربوة صخرية تتوسط بساتين النخيل والتي تشكل بمعلمها بناء عند قاعدة سلسلة جبل نخل في شمال شرق الجبل الأخضر ويوجد بالقلعة متحف للأسلحة التقليدية.
وبالإضافة إلى القلاع والحصون توجد في عمان أعداد كبيرة من المساجد التاريخية القديمة التي يعود تاريخها إلى عصور الإسلام الأولى ومازالت قائمة حتى اليوم، ومن أشهرها مسجد المضمار بسمائل الذي بناه مازن بن غضوبة وهو أول من أسلم من أهل عمان وجامع البياضة بولاية الرستاق ومسجد سعال ومسجد الشواذنة ومسجد الشرجة بالمنطقة الداخلية ومسجد آل حمودة بالمنطقة الشرقية.
أماكن الترفيه والنزهة
حديقة ريام: وتقع على مقربة من مسار الطريق البحري الذي يربط ولاية مطرح بمسقط القديمة، وتتميز بموقعها الجميل على تلة مرتفعة مقابل ميناء السلطان قابوس، وتشتهر بوجود مبخرة تزينها على قمة أحد الجبال المحاذية للحديقة.
حديقة النسيم: تقع هذه الحديقة في ولاية بركاء على بعد 36 كم من مطار السيب الدولي وتوفر هذه الحديقة أماكن جميلة للترفيه والاستراحة.
وفي ولايات السلطنة الأخرى تتعدد الأماكن والمواقع التي تتناسب مع أذواق محبي التخييم والاصطياف بأي من المواقع السهلية بجانب العيون الطبيعية المنتشرة في ولايات السلطنة.
حديقة القرم الطبيعية: تقع في محافظة مسقط، وهي تجمع بين جمال البحر والمروج الخضراء، تشتهر بسهلها الجميل المنحدر من أعلى الجبل إضافة إلى بحيراتها المتعددة وما ينظم بها من جولات بحرية قصيرة داخل الحديقة من خلال القوارب الصغيرة.
التسوق
تتميز الأسواق العمانية بالتنوع والتناغم بين الأسواق القديمة المليئة بالمشغولات اليدوية كصناعة الفضة والذهب وصناعة النسيج والقطع الفنية النادرة الأخرى من الصناعات العمانية كالخناجر والأسلحة اليدوية القديمة وغيرها.
والأسواق والمجمعات التجارية الحديثة الأخرى التي تحتوي على كل ما يبحث عنه الزائر من مختلف المقتنيات والمنتجات العالمية بأفضل الأسعار.
ساعات التسوق في السلطنة
تفتح المحلات والمجمعات التجارية أبوابها من الساعة التاسعة صباحا حتى الواحدة ظهرا، ومن الرابعة عصرا حتى العاشرة مساء بالنسبة للمجمعات التجارية وحتى الحادية عشر لأغلب محلات بيع التجزئة طيلة أيام الأسبوع، ما عدا يوم الجمعة التي تفتح فيها المجمعات بعد الساعة الرابعة عصرا، بالنسبة للأسواق التقليدية في عمان فإن ساعات الصباح هي الأوقات الأنسب للتسوق ومن أشهر هذه الأسواق:
سوق مطرح: يعتبر سوق مطرح أحد الأسواق القديمة في السلطنة الذي يعد نموذجا للأسواق الشرقية التقليدية إذ يتميز بممراته الضيقة والمتعرجة والمسقوفة بالخشب أو الحجارة، وترتفع الحوانيت التي تتوزع على جانبي الأزقة عن الأرض بدرجات صغيرة، وعادة ما تكون لها أبواب خشبية.
ويعج سوق مطرح بالحركة والنشاط وتنبعث منه روائح العطور الزكية كاللبان والبخور والعطور العربية، كما تتوافر به منتجات الحرف اليدوية كالحلي الفضية والذهبية والخناجر والدلال والأواني النحاسية بالإضافة إلى المنسوجات المطرزة بالنقوش العمانية الزاهية كما تباع أيضا الحلوى العمانية والأواني الفخارية.
سوق نزوى: على مقربة من أسوار القلعة الشهباء الشهيرة (قلعة نزوى) يتفرع سوق نزوى بما يحتضنه من تراث وبناء معماري تقليدي تتناسق فيه التقسيمات القديمة مع ملامح البناء الحديث.
وقد ظل هذا السوق على مدى مئات السنين سوقا مميزا يحتضن في تفرعاته وتقاسيمه الكثير من تفاصيل البيع والشراء المتبعة في الأسواق التقليدية، فهو يعد أحد أشهر الأسواق القديمة في السلطنة وأجملها من حيث البناء والتنظيم.
وقد ساعد موقعه القريب من القلعة في كثرة مرتادية من السياح وكونه واجهة الولاية الحضارية مما جعله مقصدا لمعظم زوار الولاية ويشتهر بالصناعات الحرفية كصناعة الخناجر والفضيات والمنسوجات إضافة إلى الصناعات السعفية.
سوق الرستاق القديم: هو أحد أهم الأسواق الشعبية في السلطنة، حيث يعتبر هذا السوق المركز التجاري لمنطقة الباطنة، وذلك نتيجة لما يشهده من حركة تجارية مميزة منذ الصباح الباكر.
ويحتضن هذا السوق معظم السلع منها الصناعات والحرف التقليدية مثل صناعة الفضيات والحدادة والخوصيات والأدوية الشعبية ومختلف المحاصيل الزراعية، كما يوجد بالسوق عرصة (موقع خاص لبيع الأغنام) مشهورة لبيع مختلف المواشي التي يقصدها المواطنون من مختلف ولايات منطقة الباطنة
مناطق سياحية بعمان
مسقط
الخريطة السياحية في سلطنة عمان تبدأ من العاصمة مسقط لمن يريد أن يصل بالطائرة، حيث تتوافر فيها العديد من الأماكن التاريخية والسياحية والتجارية، وتعد مسقط أهم وأجمل مدن السلطنة، حيث تتميز بطابعها الحضاري والعمراني الخاص.
وهي مدينة عريقة اشتهرت قديما كأحد أهم الموانئ العربية في شبه الجزيرة العربية، وقد ارتبط تاريخها بالبحر منذ نشأتها في الزمن القديم ولعبت دورا مهما كمحطة تجارية، وظلت في طليعة المدن التي تمثل أهمية تجارية وسياسية من بين مدن المنطقة.
وتمتد مسقط بألوانها المتناسقة الجميلة على مساحة تزيد على 50 كيلومترا بين المدينة القديمة مرورا بمطرح حتى ولاية السيب، وإلى جانب المساكن الفخمة ذات الأطرزة الإسلامية الرائعة، تقع مدينة السلطان قابوس في وسط العاصمة وكان من ضمن أهداف بنائها منع زحف البناء التجاري على مدينة مسقط القديمة والاحتفاظ بطابعها الشرقي الإسلامي الأصيل.
ويوجد بالمحافظة عدد من المنشآت الحكومية والمؤسسات التجارية كالشركات والبنوك والأسواق الحديثة والفنادق إضافة إلى المراكز التجارية، هذا إلى جانب سوق مطرح الذي يعد نموذجا للأسواق الشرقية التقليدية.
وبإمكان السائح أن يستمتع بالمناظر الجميلة في الحدائق والمنتزهات والأماكن السياحية مثل نادي الغوص وبندر الروضة ومنتجع بر الجصة السياحي إضافة إلى الشواطئ الهادئة برمالها الناعمة وأهمها شاطئ القرم وشاطئ العذيبة وشاطئ الجصة وشاطئ فندق قصر البستان.
ومن عناصر الجذب السياحي اللافتة للانتباه المعالم التاريخية وأهمها قلعتا الجلالي والميراني، اللتان شيدتا على قمة جبلية لحراسة خليج مسقط، وقام بالإشراف على بنائها المهندس الإيطالي س.ب.كيراث عام 1588م في فترة الاحتلال البرتغالي لسواحل عمان التي دامت أكثر من قرن ونصف القرن.
بالإضافة إلى هاتين القلعتين يوجد بمحافظة مسقط كذلك قلعة مطرح وبيت المقحم وحصن قريات كما يوجد بها عددا من المتاحف وهي متحف التاريخ الطبيعي والمتحف الوطني والمتحف العماني والمتحف العماني الفرنسي ومتحف بيت الزبير والمتحف العسكري ومتحف الطفل.
أما بالنسبة للمواقع الطبيعية فيوجد بها كل من وادي ضيقة بولاية قريات والعيون الحارة وأهمها عين الأنصب التي تصل درجة حرارة مائها إلى 68ْ وعين غلا التي تبلغ حرارتها 45ْ
محافظة مسندم
تقع في أقصى شمال البلاد وتفصل بينها وبين بقية مناطق السلطنة دولة الإمارات العربية المتحدة، ويمكن الوصول إليها جوا عن طريق الرحلات الداخلية للطيران العماني إضافة إلى الرحلات التي يتم تسييرها عن طريق (دبي خصب) أو برا عبر أراضي دولة الإمارات العربية المتحدة بعد الحصول على إذن عبور بالنسبة لغير العمانيين ومواطني دول مجلس التعاون الخليجي.
ومحافظة مسندم عبارة عن شبه جزيرة ترتفع جبالها إلى حوالي 2100م فوق سطح البحر وتكثر في ساحلها الأزقة البحرية التي تكتنفها الصخور والمداخل الملتوية، ويمتاز ساحلها بامتداده إلى داخل مضيق هرمز وبمنظره الرائع الأخاذ الذي تتخلله العديد من الأخوار العميقة ويعرف هذا الجزء باسم رأس مسندم، وتتكون هذه المحافظة من أربع ولايات هي خصب وبخا ودبا البيعة ومدحا.
ولاية خصب: تعتبر ولاية خصب المركز التجاري لمحافظة مسندم وهي تقع في أقصى الشمال تتوسط من خلال موقعها كلا من ولاية دبا البيعة وبخا، بينما يحدها من جهة الشرق خليج عمان ومن جهة الشمال الغربي الخليج العربي.
ويوجد في ولاية خصب العديد من المواقع السياحية منها القرى القديمة في أعالي القمم الجبلية والسواحل الجميلة والجزر والقرى الواقعة على مشارف البحر ومن أهم المواقع السياحية حصن خضب، والخالدية وقرية السئ وقرية ليما وخور نجد والجزر وجبل حارم، كما يوجد بالمحافظة مواقع جيدة لممارسة هواية الغوص وتسلق الجبال.
حصن خصب: بنى العمانيون حصن خصب الحالي على أنقاض الحصن القديم الذي شيده البرتغاليون في القرن الحادي عشر الهجري القرن السابع عشر الميلادي حيث لا تزال بعض أجزاء الحصن القديم واضحة للعيان من خلال البرج الدائري الذي يتوسط ساحة الحصن، وللحصن الحالي أربعة معاقل وقد كان محاطا بخندق كما جاء في وصف (أس. بي. مايلز).
وقد أعيد ترميم هذا الحصن عام 1989م، أما بالنسبة للمواقع السياحية الأخرى في محافظة مسندم نذكر أهمها: قرية ليما وخور نجد وجزيرة التلغراف وجبل حارم، إضافة إلى ذلك يوجد بهذه المحافظة مواقع جيدة لممارسة هواية الغوص وتسلق الجبال، وتعتبر الرحلات البحرية في هذه المحافظة أمتع ما تخلده ذاكرتك لهذه الزيارة، وقد ساعد وجود الفنادق بمستوياتها العادية والممتازة على تنشيط الحركة السياحية إلى هذه المحافظة.
ظفار
تشغل محافظة ظفار مساحة تقدّر بثلث مساحة سلطنة عمان الكلية وتشكل الناحية الجنوبية منها، وتعتبر صلالة العاصمة الإقليمية للمحافظة وتتميز بطبيعتها الجغرافية الفريدة، فقد حباها الله تعالى بمزايا قلما تتوافر في الأقطار العربية، فالجبال التي تبدو على شكل هلال خصيب يبلغ ارتفاعها 1500 متر فوق مستوى السهل الساحلي وهي تأخذ في الانحدار لتجاوز سهلا فسيحا.
وهذا السهل المنبسط يعانق بدوره شواطئ رملية فضية ممتدة لمئات الكيلومترات، وتزدان هذه المناطق بالخضرة اليانعة والبساتين الغناء خاصة عند سقوط أمطار الصيف التي تهطل على المنطقة طوال أشهر الصيف (يوليو/ تموز وسبتمبر/ أيلول) حيث تلبس الجبال حلة خضراء وتزدهر الأعشاب في السهول والوديان وتزداد جمالا من خلال قطعان الماشية والإبل والأغنام وتغاريد الرعاة الفرحين بمواسم الماء والخضرة وروعة الطقس.
وللمرء أن يتصور روعة هذه المحافظة عندما تشهد معظم مناطق شبه الجزيرة العربية ارتفاعا في درجة الحرارة التي تصل إلى معدل 45 درجة مئوية في فصل الصيف، بينما لا تزيد في صلالة على 30 درجة مئوية.
ويستطيع السائح الانطلاق من مسقط جواً فيصل إلى صلالة في غضون الساعة وربع الساعة، ويتم كذلك تسيير رحلة من دبي إلى صلالة مباشرة إضافة إلى تسيير رحلات مباشرة من معظم عواصم دول مجلس التعاون الخليجي إلى مطار صلالة، ولمن أراد السفر برا فذلك متاح بسهولة أيضا وهناك استراحات وأماكن نزهة على طريق مسقط صلالة الذي يمتد مسافة 1000 كم، كما أن هناك طريقا آخر يربط بين دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان عبر منطقة الظاهرة مرورا بالمنطقة الداخلية ومنها إلى صلالة، حيث توجد كذلك جميع الخدمات على هذا الطريق.
مدينة صلالة
(اسم صلالة مشتق من الأرض الصلة أي اليابسة) هي درة ظفار (اشتقاق ظفار من الظفار وهو ضرب من العطر كأنه ظفر منقطع من أصله) المكنونة بخضرة بساتين النارجيل (جوز الهند) وأشجار الموز والفافاي.
في ظفار تتاح لك فرصة التعرّف على شجرة اللبان التي تنمو طبيعيا كونها لا تزرع ولا تسقى ويتم استخراج اللبان من خلال جرح لحاء الشجرة معينة في الساق، وبعد أيام يتم جني المحصول الذي يتجمع حول الجرح، وهكذا تجدد عملية الجني مرات عدة في أكثر من موسم خلال العام، وكان اللبان المصدر الرئيسي لتجارة ظفار منذ آلاف السنين.
مرباط
وإلى الشرق من مدينة صلالة تقع مدينة "مرباط" الساحلية التاريخية التي اشتهرت قديما بوفرة الخيول التي كانت تصدر للخارج، وهي ميناء قديم مشهور، وتوقف فيها كثير من الرحالة،
ومن أشهر معالمها السياحية حصن مرباط الذي بني في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، وهو يمثل أحد المعالم التاريخية البارزة في الولاية، وقد كان يستخدم مركزا لإدارة المدينة ومقرا للعديد من الولاة والمسؤولين في عهد السلطان فيصل بن تركي ومن ثم في عهد السلطان سعيد بن تيمور ومن ثم أعيد ترميمه في عام 1993م.
طاقة:
ثالثة كبرى مدن محافظة ظفار وتبعد نحو 30 كم شرق صلالة، وهي من المدن التاريخية المهمة، ويعتبر حصن طاقة أبرز المعالم التاريخية والسياحية في الولاية ويعود تاريخ بنائه إلى أواخر القرن التاسع عشر الميلادي حيث لعب هذا الحصن دورا حيويا في إدارة شؤون الولاية من خلال ما يعقد فيه ما يعرف (بالبرزة) التي يتم فيها فض المنازعات وإدارة شؤون أهالي الولاية.
وقد أعيد ترميم هذا الحصن في عام 1991م. ومن ولايات محافظة ظفار الأخرى (ثمريت وسدح وضلكوت ورخيوت ومقشن).
يوم ممتع في المحافظة:
هناك خيارات يومية متعددة من أجل قضاء يوم ممتع في محافظة ظفار، الرحلات والنزهات اليومية إلى مرتفعات جبال ظفار عبر شبكة من الطرق المعبّدة الحديثة التي تمتد بامتداد مدينة صلالة والمدن الساحلية.
حيث يمكن التمتع بقيادة السيارات عبر التلال والمروج الخضراء، قطعان الماشية في المراعي الخضراء وعودة الإبل من المراعي في سهل صلالة مناظر أكثر من رائعة تستقطب الكثير من السيّاح وهواة التصوير والمحترفين.
سهل أتين:
يعتبر المكان المفضل لدى الكثير من السياح حيث يقع فيه مركز البلدية الترفيهي كما أن منافذ التسوق والمطاعم على امتداد الشارع توفر الكثير من الخدمات للزوار إضافة إلى العروض الفنية التي تقدمها فرق الفنون الشعبية في ساحة مركز البلدية الترفيهي أثناء إقامة مهرجان خريف صلالة، التجول في مدينة صلالة متعة لا تضاهى كما أن أكشاك بيع النارجيل والمنتجات الزراعية المحلية.
تستقطب الكثير من زوار ظفار بعد جولة حرّة داخل أحياء مدينة صلالة ويعتبر شارع المنتزه الذي يمر بين مزارع النارجيل فرصة للتوقف والتمتع بشرب مياه النارجيل ذات الطعم اللذيذ وتوفر المتنزهات والمطاعم الشعبية فرصة لعشاق الوجبات الشعبية التي تشتهر بها محافظة ظفار ومناطق شبه الجزيرة العربية.
ويمكن للسياح أن يشهدوا مهرجانا ثقافيا سياحيا يمتد 48 يوما يجسد تناغم الاحتفاء بالخريف وضيوفه، ويشتمل المهرجان الذي تنظمه بلدية ظفار بالتعاون مع المديرية العامة للسياحة على أنشطة متنوعة في جميع المجالات الترفيهية والثقافية، كما توجد بالمنطقة محميات طبيعية مثل "خيران ظفار" وهي بيئة متميزة وملاذ آمن للكثير من الأحياء المائية والطيور.
عيون الماء في محافظة ظفار:
تعتبر عيون الماء أو الينابيع كما هو متعارف عليه أحد مصادر الثروة المائية الأساسية لكل دولة، وفي سلطنة عمان تتفاوت أهمية هذه العيون حسب نوعية مياهها متأثرة كغيرها من مصادر المياه بكميات الأمطار التي تهطل على البلاد، فهي تتراوح بين الحارة والباردة والعذبة والصالحة للشرب والضاربة إلى الملوحة والقلوية المخلوطة بمياه الأودية التي تصلح للزراعة، وهناك نوع آخر من العيون التي تحتوي على نسب متفاوتة من الأملاح المعدنية تصلح للتداوي والاستشفاء.
وفي محافظة ظفار عدّة مجار لعيون الماء تسحر العيون بجمالها الطبيعي، حيث يوجد حوالي 260 عين ماء موزعة على الشريط الجبلي، وعلى حواف الجبال المتاخمة للسهل الساحلي، بينما تنتشر أعداد قليلة منها في منطقة النجد وهي معظمها دائمة الجريان، ومن أشهر عيون المحافظة عين جرزير وعين أرزات وعين صحلنوت وعين حمران وعين دربات، وهنا نلقي الضوء على بعض هذه العيون.
عين أرزات:
تعتبر من أجمل العيون الموجودة في المحافظة، وهي أكثر غزارة وتدفقا للمياه، حيث توفر ما يقرب من 5.52 ملايين متر مكعب من المياه سنويا، ويحرص جميع الزوار في فصل الخريف على زيارة هذا الموقع السياحي الطبيعي للتمتع بجريان المياه النقية في سواقيها والاستجمام لبعض الوقت على مقربة من موقعها الخلاب، والمميز في العين وجود كهف جميل أمامها يستهوي الزوار، حيث يلتقطون الصور التذكارية بجانبه والجلوس بداخله لإلقاء نظرة بانورامية على الموقع.
عين حمران:
إحدى عيون المياه وارفة الظل والتي تنتشر بها كثير من الأشجار المختلفة، مثل أشجار الكنار وأشجار النارجيل وأشجار التين، كما يرتادها الزوار طوال السنة لاسيما في الخريف.
عين جرزيز:
أكثر العيون المائية استقطابا لأعداد كبيرة من الزوار والسياح، وذلك لقربها من سهل أتين، بمعنى أنها أقرب إلى مركز البلدية الترفيهي الذي تقام عليه فعاليات مهرجان خريف صلالة، كما توجد في نفس المنطقة تجمعات المخيمات العائلية وردهات وأكشاك المطاعم والشواء.
إلا أن عين جرزيز أقل العيون المائية مقارنة مع عين أرزات وعين حمران في منسوب المياه، حيث تتفجر ويزداد منسوب جريانها في فصل الخريف نتيجة تشبع الأرض بمياه الأمطار الموسمية.
وتبعد عين جرزيز عن مدينة صلالة من تقاطع سهل أتين حوالي 7 كيلومترات، والجميل والمميز فيها انتشار غابة من أشجار الظل تحت الجبال المحيطة بها، وبذلك تكون مكانا مناسبا لاستجمام العائلات وزوار المنطقة.
عين دربات:
وتقع في شرق طاقة على الطريق الرئيسي المؤدي إلى مرباط، في منحدر جبلي جميل وهادئ باتجاه الشمال، ويمكن للزائر والسائح رؤية شلالات دربات من الطريق الرئيسي في حالة جريانه، وعند ارتفاع منسوب المياه في وادي دربات تتفجر العين، خاصة عند هطول الأمطار الغزيرة.
ولكن في بعض الأحيان يكون من الصعب الوصول إلى الوادي لمشاهدة جريان مياه العين بسبب وعورة الطريق حيث تحتاج إلى سيارة ذات دفع رباعي نتيجة لصعوبة الوصول إليها بالسيارات العادية، أما ما يميز عين دربات فمنظرها الخلاب وطبيعتها البكر وغابات من الأشجار الكبيرة وأشجار الصبار والكنار، وهناك على سفح الجبل مزرعة من أشجار النارجيل تطل بجمالها عند بداية نزولك إلى هذا الوادي.
وادي ضيقة
يمثل وادي ضيقة موقع جذب سياحي كونه يعد من الأودية التي يسهل الوصول إليها نتيجة سهولة الطريق المؤدي إليه وقربه من العاصمة مسقط فهو يبعد عنها بحوالي 90 كم.
وتتجمع المياه وسط مجرى الوادي في أحواض مائية كبيرة تحيط بها التكوينات الصخرية التي تكمل من جمالية الموقع كما يحاذي الأحواض المائية بعض التكوينات الصخرية التي تتمثل في الجبال والتلال الصغيرة.
ويعد هذا الوادي أحد أشهر الأودية في محافظة مسقط. وتنقسم محافظة مسقط إلى 6 ولايات هي مسقط ومطرح والسيب وبوشر وقريات والعامرات.
منطقة الباطنة
تشتهر بتنوعها الطبيعي الذي يجمع الجبل والسهل والساحل، وتتميز المنطقة بسهولها الخضراء وشواطئها الجميلة التي تمتد لأكثر من 300 كم، وتضم منطقة الباطنة 12 ولاية هي صحار الرستاق ونخل وبركاء والسويق وصحم والخابورة والعوابي والمصنعة ووادي المعاول ولوى وشناص.
ولاية صحار: كانت هذه الولاية من أهم الموانئ الإسلامية وبمثابة المركز الإداري لمنطقة شمال الباطنة، وتشتهر صحار بقلعتها الأثرية التي بنيت عام 1624م وحولت حاليا إلى متحف يضم الكثير من القطع الأثرية النادرة ونماذج من الأسلحة التقليدية.
يذكر أن لصحار شهرة تاريخية وتجارية نتيجة لموقعها الإستراتيجي الهام الذي جعل منها في السابق أحد أهم المراكز التجارية في المنطقة.
ووصفها المقدسي في القرن الرابع الهجري العاشر الميلادي، ومما جاء في وصفه لمدينة صحار "ذكر بأنها مدينة مزدهرة يقطنها عدد كبير من السكان، كما أنها كانت جميلة ومريحة للعيش، وكانت أحياؤها السكنية الباهرة تمتد على طول شواطئ البحر، وكانت بناياتها شامخة ورائعة ومشيدة بالآجر وخشب الساج كما كان المسجد مطلا على البحر فيه مأذنة رائعة ومرتفعة بشكل بارز، وكان ما يميز المدينة أسواقها المزدهرة العامرة التي كانت تلفت نظر مرتاديها وإعجابهم".
كما يوجد بولاية صحار كذلك العديد من المزارات السياحية الأخرى أهمها سوق الحرفيين وشاطئ صحار ووادي حيبي.
ولاية الرستاق: ولاية الرستاق هي العاصمة القديمة لعمان، وتحتضن العديد من المواقع السياحية الجميلة التي تتمثل في الأودية والعيون المائية والمواقع التاريخية إضافة إلى وجود العديد من الصناعات والحرف التقليدية الشهيرة التي يمارسها أهالي الولاية.
ومن أهم معالمها التاريخية والطبيعية قلعة الرستاق وحصن الحزم وعين الكسفة ووادي الحوقين وقرية بلد سيت إضافة إلى سوقها الشعبي التقليدي الذي يعتبر أكبر أسواق منطقة الباطنة وأحد أهم الأسواق العمانية القديمة.
عين الكسفة: هي إحدى العيون المائية الدائمة الجريان وتتميز بمياهها الحارة التي تصل لحوالي 45ْ وهي تنبع من باطن الأرض ويقصدها الكثير من السياح للاستشفاء من بعض الأمراض الجلدية كون أن مياهها تحتوي على بعض من المواد الذائبة والغازات.
قرية بلد سيت: تنفرد قرية بلد سيت بموقعها المتميز الذي تتوسط من خلاله جبال منطقتي الداخلية والباطنة فهي إحدى قرى وادي بني عوف الذي يتبع ولاية الرستاق وتبعد هذه القرية عن ولاية الرستاق بحوالي 40 كم كما تبعد بنفس المسافة عن ولاية الحمراء التابعة للمنطقة الداخلية. وتكمن روعة الزيارة لهذه القرية في الإطلاع على المدرجات الزراعية المتبعة فيها، والقرية بموقعها الجبلي وطرقاتها الوعرة تستهوي الكثير من محبي سياحة المغامرات.
وادي الحوقين: هو أحد أودية ولاية الرستاق يبعد عن مركز الولاية بحوالي 40 كم وعن محافظة مسقط بحوالي 150 كم، ويتميز هذا الوادي بجريان مياهه على مدار العام إضافة إلى تميز مجراه بوجود الشلالات الجميلة وكذلك العيون المائية الدائمة الجريان.
أما بالنسبة للمواقع السياحية الأخرى في منطقة الباطنة فأهمها:
وادي الأبيض: أحد أودية ولاية نخل بمنطقة جنوب الباطنة، يبعد هذا الوادي عن خط سير الطريق الرئيسي مسقط صحار بحوالي 30 كيلومترا، ويعتبر وادي الأبيض من الأودية الجميلة التي تحتضنها منطقة جنوب الباطنة.
عين الثوارة: تقع عين الثوارة في ولاية نخل وهي من العيون الحارة حيث تصل درجة حرارة مياهها 41ْ ويتدفق ماؤها من فتحات أرضية ينساب بعدها في مجرى واسع، حيث يجد السائح في هذا المكان موقعا للترفيه وقضاء بعض الوقت بين أحضان الطبيعة التي تجمع بين الظل الوارف والمياه المتدفقة طوال العام.
منطقة الظاهرة
منطقة الظاهرة من المناطق الغنية بإمكانياتها الزراعية والسياحية والتاريخية، وقد حققت تطورا كبيرا وملموسا خلال سنوات النهضة العمانية الحديثة.
ومنطقة الظاهرة عبارة عن سهل شبه صحراوي ينحدر من السفوح الجنوبية لجبال الحجر الغربي في اتجاه صحراء الربع الخالي، وتفصله جبال الكور عن داخلية عمان من ناحية الشرق، كما تتصل بصحراء الربع الخالي من ناحية الغرب وبالمنطقة الوسطى من ناحية الجنوب.
وعرفت هذه المنطقة قديما باسم (توام) و(الجو)، وتضم منطقة الظاهرة خمس ولايات هي البريمي وعبري ومحضة وينقل وضنك، وتتميز بالنشاط الزراعي وبموقعها الذي يتصل بالمناطق الأخرى في شبه الجزيرة العربية عبر طرق القوافل الممتدة منذ قرون.
ومن أهم وأشهر المزارات السياحية بها:
حصن عبري: يقع هذا الحصن في مركز ولاية عبري، وهو عبارة عن حصن كبير مستطيل الشكل يتكون من عدد من المرافق وبرجين بالإضافة إلى المسجد الذي لا تزال تقام فيه الشعائر الدينية ليومنا هذا، وقد أعيد ترميم الحصن في عام 1995م.
حصن الحلة: يقع هذا الحصن بحارة السوق بولاية البريمي، ويوجد به ثلاثة مداخل وثلاثة أبراج وكذلك عدد من المرافق الأخرى، وينفرد هذا الحصن برسوماته وزخارفه المصنوعة من الجص التي تميزه عن المواقع التاريخية في المنطقة، وقد أعيد ترميمه عام 1996م.
حصن الخندق: يقع حصن الخندق في ولاية البريمي ويعتبر أشهر مثال للمعقل المطوق بخندق، حيث جاءت تسميته بهذا الاسم كونه كان يحيط به خندق بعرض 7.5 أمتار وعمق 3 أمتار، والحصن عبارة عن مبنى مربع الشكل يحتوي على 12 غرفة و4 أبراج، وقد أعيد ترميمه في عام 1994م.
موقع بات الأثري: هو أحد المواقع الأثرية التي ضمت إلى قائمة التراث العالمي ويشتمل على مقابر يعود تاريخها إلى 3000 سنة قبل الميلاد ويعد أحد أهم المواقع الأثرية في السلطنة، وتأخذ هذه المقابر في طريقة بنائها شكل خلية النحل، ونتيجة لأهمية الموقع يعد قبلة السائح الزائر لمنطقة الظاهرة باعتباره من المعالم التي لا تزال تحكي قصة حضارة ولدت على هذه الأرض في حوالي الألف الثالث قبل الميلاد.
وادي فدى: يعتبر وادي فدى أحد أشهر أودية منطقة الظاهرة ويقع في ولاية ضنك، وهو بموقعه المتميز الذي يتوسط كلا من ولايات عبري وينقل والبريمي جعل منه منتزها طبيعيا يقصده أهالي المنطقة وعدد كبير من الزوار من مختلف مناطق السلطنة خاصة في موسم تساقط الأمطار.
و