فمرحبا بك في محمية سانت كاترين بما تمتاز به من جبال لعل أشهرها جبل المناجاة الذي كلم الله موسى من على قمته، وجبل سانت كاترين الذي يعد أعلى جبل في مصر ويبلغ ارتفاعه 2641 متر.
أهم ما تقدمه لك تلك البقعة الرائعة من العالم هو رياضة تسلق الجبال وبخاصة أن صخور جبال المنطقة تعود الى ما يزيد عن 850 مليون سنة ومنها صخور النيس والشيست والجرانيت الرمادي والوردي. ولتسلق الجبال في هذه المنطقة طقوس تبدأ بتحديد موعد الصعود الذي يبدأ بعد منتصف الليل وينتهي عند شروق الشمس. ويتم تقسيم راغبي التسلق إلى مجموعات تلتقي كل منها بالمرشد أو الدليل الخاص بها فمن الممنوع صعود الجبال دون الدليل حتى ولو لمسافة قصيرة وهو في الغالب من بدو سيناء ويجيد عدداً من اللغات منها الروسية والإيطالية بجانب الإنجليزية.
يبدأ المرشد المغامرة بشرح لتاريخ المنطقة وخطوات الرحلة. يبدأ بعدها في إختيار إسم يطلقه على مجموعته لينادي به عليهم خلال رحلة الصعود والهبوط للتأكد من أن أحداً لن يضل الطريق. ولا تخرج هذه الأسماء عن نطاق البيئة التي تخرج منها مثل «سمسم»، «سانتا»، «علي بابا»، «سلامة»، وغيرها من الأسماء التي تضفي على الرحلة جو المغامرة. قبل الصعود يتسلم كل فرد كشاف كهربي ليساعده في الاهتداء إلى طريقه بين الصخور ويبدأ الجميع في الانطلاق على وعد باللقاء على القمة لتصوير الشروق. هي تجربة لا تصفها الكلمات التي تقف عاجزة عن شرح تفاصيلها وما يكتنفه من أحاسيس. فلا تملك وأنت تسير بين الجبال في ظلام الليل وأنوار النجوم المتلألئة في صفحة السماء، ولا يحيطك إلا الصمت الخالي من ضجيج المدن والبشر، إلا أن تستسلم لهيبة الجبال الشامخة التي تشعرك بضآلتك وضعفك لكونك مخلوقا ضعيفا.
وبعد فترة من الصعود يقابلك مبنى رائع أشبه بالقلاع والحصون تضيئه مصابيح خافتة يأخذك إلى أجواء القرن الرابع الميلادي ليذكرك بعصور الأباطرة. يتوقف المرشد ليخبرك انك أمام دير سانت كاترين ويسرد بعض المعلومات عنه لكنه يتركك في شوق حتى لحظة زيارته بعد الانتهاء من صعود وهبوط الجبل حيث يقع الدير عند سفح جبل موسى. وتعاود المجموعات مسيرتها لتفاجأ بعدها بالأعداد الهائلة من المجموعات التي تصعد الجبل الذي يرتاده ما يقرب من 800 سائح يومياً، وتتنافس كل مجموعة لتكون أول من وصل إلى القمة لتحجز مكانها أمام الشمس.
وخلال رحلة الصعود ينتظر بدو المنطقة بالجمال، فمن يغلبه التعب يعرضون عليه مواصلة الرحلة راكبا الجمل مقابل مبلغ زهيد. حيث يتطلب الوصول الى القمة السير لمسافة تبلغ 7 كيلومترات ونصف، وصعود ما يزيد عن 750 درجة سلم صخري. الطريف أن الجميع يبدأ الطريق في منتهى النشاط والحيوية وبعد نصف ساعة فقط من السير على الأقدام تبدأ علامات الإرهاق واللهاث والرغبة في الاستسلام والعودة مرة أخرى الى البداية. ووسط المجموعات قد تتخلف بعض الشيء عن مجموعتك الا أنك تستطيع ان تتبع صوت الدليل الذي يظل ينادي باسم المجموعة ليطمئن على الجميع، وبعد ساعة تقريبا تجد الإستراحة البدوية الأولى في انتظارك حيث يقدم البدو من خلالها المشروبات الساخنة والباردة والمأكولات لمن هم في حاجة اليها. يمكنك خلال تلك الاستراحة التزود بالماء والاسترخاء للحظات حيث سرعان ما تجد المرشد ينادي عليك لمواصلة الرحلة التي تستمر بنوع من الألفة والاطمئنان حيث المكان آمن فلا وجود لحيوانات ضالة أو ذئاب. ويساهم المكان والرحلة في إذابة الفروق والحواجز بين أفراد المجموعة التي تبدأ في تجاذب أطراف الحديث مع بعضها البعض مسلمين ومسيحيين ويهود، الجميع يصعدون جنبا الى جنب بدون فوارق أو حساسية لا يقطع حديثهم سوى الوصول الى استراحة من الاستراحات الخمس المنتشرة على الجبل التي غالبا ما تكون كطوق النجاة لأفراد المجموعة. وفي الاستراحة الخامسة التي تقع قبل السلالم الصخرية تستطيع التزود بالأغطية الصوفية والبطانيات للتدثر بها اذا كان الطقس باردا حيث تتكون طبقة من الجليد على القمة، كما يستعين بها البعض لأخذ قسط من النوم على القمة في انتظار الشمس وقبل مواصلة رحلة العودة. وقد يظن الكثيرون كما فعلت أن صعود السلالم الصخرية سيكون أهون من السير، ولكن بمجرد صعود عدد من السلالم ستجد نفسك راغبا في التشبث بشخص ما فالارتفاع الشديد والصخور المتعرجة مهمة ليست سهلة ولا سبيل للتراجع. وحين تظن أنك لن تصل أبدا إلى القمة تجد نفسك أمام كنيسة صغيرة حيث تمنحك الفرصة رؤية مشهد قلما تمنحه لك الحياة. في أحد جوانبه ترى قسيساً يصلي بعدد من المسيحيين الذين يقومون بتوزيع قطع من البسكويت على كل من يمر عليهم. بجوارهم ترى بعض اليهود يلتفون حول حاخام ينشدون معه تراتيلهم ويكتمل المشهد برؤية مسلمين يصلون الفجر ويبتهلون إلى الله ويسترسلون في الدعاء.
وفي النهاية يتجمع كل هؤلاء على قمة الجبل يفترشون قمته لمشاهدة سلاسل بديعة من الجبال الجرانيتية الشاهقة بألوانها المتعددة والوديان الصخرية المنحوتة بعناية شديدة والتي لو اجتمع فنانو العالم لما استطاعوا إبداع مثلها أبدا. وتحين اللحظة المرتقبة لينهمر الضياء المنبعث من قرص الشمس لحظة إطلالتها على العالم، فيكسو اللون الأحمر قمم الجبال المحيطة بك وكأنها وجوه تخجل من الشمس لحظة شروقها والتي تمنحك أنت الأخر إحساس الميلاد بمجرد سطوعها عليك وهو ما يجعلك تتمني أن تظل في موقعك هذا الى الابد. ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه فبعد التقاط الصور الفوتوغرافية، يصحبك المرشد في رحلة الهبوط التي غالبا ما تكون أسهل، حيث يتسنى لك ملاحظة أشياء لم تتمكن من رؤيتها في رحلة الصعود منها منازل في أحضان الجبال يسكنها البدو وأبناء القبائل التي هاجرت من الاسكندرية لتسكن حول الدير منذ القرن الخامس الميلادي وأشهرهم قبيلة الجبالية وهم أصغر وأضعف قبائل جنوب سيناء السبع يصاحب رحلة الهبوط فرصة دخول أقدم دير في العالم، حيث يفتح دير سانت كاترين أبوابه للزوار مع شروق الشمس من كل صباح. ويشترط لدخول الدير ارتداء غطاء للرأس وعدم ارتداء الملابس القصيرة. وللدير سور عظيم يحيط بعدة أبنية داخلية تخترقها ممرات ضيقة، وبه أبراج تعلو أركانه ويبلغ ارتفاع أسواره نحو 15 متراً. بالطبع ستستمع لقصة القديسة كاترين لدى دخولك الدير والتي تشير إلى هروبها من الإسكندرية من اضطهاد الإمبراطور الروماني لها بعد أن أصدر أمرا بقطع رأسها لاعتناقها المسيحية ومجادلتها له، لتعيش في هذه المنطقة الجبلية التي سميت باسمها عابدة ناسكة حتى يعلم الامبراطور بمكانها فيصل اليها ويأمر بقتلها. يشتمل الدير على الكنيسة الرئيسية والتي أنشأها الإمبراطور «جوستنيان» في القرن السادس الميلادي وقد بنيت على الطراز المملوكي ذي الثلاثة أقسام، وتتألف من قدس الأقداس والهيكل والرواق. ويوجد فوق قوس الهيكل المقدس فسيفساء تعتبر أجمل وأقدم فيسفساء في الكنيسة الشرقية الأرثوذكسية حيث أن جزيئاتها مطلية بالذهب وهي لا تقدر بثمن، والمنظر الرئيسي فيها يمثل السيد المسيح في الوسط وعلى يمينه السيدة العذراء وعلى يساره موسى عليه السلام، بينما بطرس تراه مستلقيا عند قدميه وعلى الجدار يوجد منظران يمثل أحدهما موسى يتلقى الشريعة فوق جبال سيناء، والثاني يمثل موسى وقد ركع أمام الشجرة. وتحت سقف هذه القبة يوجد التابوت الذي وضعت داخله بقايا جثة القديسة كاترين داخل صندوقين من الفضة. يوجد في أحدهما جمجمة القديسة. كما يحتوي الدير على مكتبة تضم آلاف المخطوطات الأثرية الفضية باللغات اليونانية والسريانية والعربية، وتعتبر مكتبة الدير هي الثانية من ناحية الاهمية فى العالم بعد مكتبة الفاتيكان من حيث العدد وقيمة المخطوطات النادرة حيث تضم نحو 3500 مخطوطة بمختلف اللغات. إلى جانب متحف يحتوي على أعظم وأندر مجموعة من الأيقونات الموجودة في العالم ويبلغ عددها 2000 أيقونة، وهي عبارة عن صور زيتية تعبر عن الأحداث في العهد القديم والحديث ويرجع تاريخها إلى القرن الثامن الميلادي، منها ما هو تم تقديمه إلى الدير والآخر مرسوم على الجدران ومنفذ بالدير. كما تحفظ بالمتحف الهدايا التي أرسلها ملوك العالم المسيحي من صلبان وكؤوس وتيجان ذهبية مرصعة بالأحجار الكريمة.
الامر البالغ التأثير هو احتضان الكنيسة لمسجد الحاكم بأمر الله، الذي يوجد أمام الكنيسة الكبرى وقد بني بحجر الجرانيت في العصر الفاطمي في القرن الحادي عشر الميلادي. ومن التحف الخشبية التي يضمها المسجد منبر المسجد الفاطمي المصنوع من الأرابيسك المزخرف بالاضافة إلى كرسي شمعدان المسجد الفاطمي ويعود إلي نهاية الدولة الفاطمية وعليه كتابات بالكوفية.
أهم ما تقدمه لك تلك البقعة الرائعة من العالم هو رياضة تسلق الجبال وبخاصة أن صخور جبال المنطقة تعود الى ما يزيد عن 850 مليون سنة ومنها صخور النيس والشيست والجرانيت الرمادي والوردي. ولتسلق الجبال في هذه المنطقة طقوس تبدأ بتحديد موعد الصعود الذي يبدأ بعد منتصف الليل وينتهي عند شروق الشمس. ويتم تقسيم راغبي التسلق إلى مجموعات تلتقي كل منها بالمرشد أو الدليل الخاص بها فمن الممنوع صعود الجبال دون الدليل حتى ولو لمسافة قصيرة وهو في الغالب من بدو سيناء ويجيد عدداً من اللغات منها الروسية والإيطالية بجانب الإنجليزية.
يبدأ المرشد المغامرة بشرح لتاريخ المنطقة وخطوات الرحلة. يبدأ بعدها في إختيار إسم يطلقه على مجموعته لينادي به عليهم خلال رحلة الصعود والهبوط للتأكد من أن أحداً لن يضل الطريق. ولا تخرج هذه الأسماء عن نطاق البيئة التي تخرج منها مثل «سمسم»، «سانتا»، «علي بابا»، «سلامة»، وغيرها من الأسماء التي تضفي على الرحلة جو المغامرة. قبل الصعود يتسلم كل فرد كشاف كهربي ليساعده في الاهتداء إلى طريقه بين الصخور ويبدأ الجميع في الانطلاق على وعد باللقاء على القمة لتصوير الشروق. هي تجربة لا تصفها الكلمات التي تقف عاجزة عن شرح تفاصيلها وما يكتنفه من أحاسيس. فلا تملك وأنت تسير بين الجبال في ظلام الليل وأنوار النجوم المتلألئة في صفحة السماء، ولا يحيطك إلا الصمت الخالي من ضجيج المدن والبشر، إلا أن تستسلم لهيبة الجبال الشامخة التي تشعرك بضآلتك وضعفك لكونك مخلوقا ضعيفا.
وبعد فترة من الصعود يقابلك مبنى رائع أشبه بالقلاع والحصون تضيئه مصابيح خافتة يأخذك إلى أجواء القرن الرابع الميلادي ليذكرك بعصور الأباطرة. يتوقف المرشد ليخبرك انك أمام دير سانت كاترين ويسرد بعض المعلومات عنه لكنه يتركك في شوق حتى لحظة زيارته بعد الانتهاء من صعود وهبوط الجبل حيث يقع الدير عند سفح جبل موسى. وتعاود المجموعات مسيرتها لتفاجأ بعدها بالأعداد الهائلة من المجموعات التي تصعد الجبل الذي يرتاده ما يقرب من 800 سائح يومياً، وتتنافس كل مجموعة لتكون أول من وصل إلى القمة لتحجز مكانها أمام الشمس.
وخلال رحلة الصعود ينتظر بدو المنطقة بالجمال، فمن يغلبه التعب يعرضون عليه مواصلة الرحلة راكبا الجمل مقابل مبلغ زهيد. حيث يتطلب الوصول الى القمة السير لمسافة تبلغ 7 كيلومترات ونصف، وصعود ما يزيد عن 750 درجة سلم صخري. الطريف أن الجميع يبدأ الطريق في منتهى النشاط والحيوية وبعد نصف ساعة فقط من السير على الأقدام تبدأ علامات الإرهاق واللهاث والرغبة في الاستسلام والعودة مرة أخرى الى البداية. ووسط المجموعات قد تتخلف بعض الشيء عن مجموعتك الا أنك تستطيع ان تتبع صوت الدليل الذي يظل ينادي باسم المجموعة ليطمئن على الجميع، وبعد ساعة تقريبا تجد الإستراحة البدوية الأولى في انتظارك حيث يقدم البدو من خلالها المشروبات الساخنة والباردة والمأكولات لمن هم في حاجة اليها. يمكنك خلال تلك الاستراحة التزود بالماء والاسترخاء للحظات حيث سرعان ما تجد المرشد ينادي عليك لمواصلة الرحلة التي تستمر بنوع من الألفة والاطمئنان حيث المكان آمن فلا وجود لحيوانات ضالة أو ذئاب. ويساهم المكان والرحلة في إذابة الفروق والحواجز بين أفراد المجموعة التي تبدأ في تجاذب أطراف الحديث مع بعضها البعض مسلمين ومسيحيين ويهود، الجميع يصعدون جنبا الى جنب بدون فوارق أو حساسية لا يقطع حديثهم سوى الوصول الى استراحة من الاستراحات الخمس المنتشرة على الجبل التي غالبا ما تكون كطوق النجاة لأفراد المجموعة. وفي الاستراحة الخامسة التي تقع قبل السلالم الصخرية تستطيع التزود بالأغطية الصوفية والبطانيات للتدثر بها اذا كان الطقس باردا حيث تتكون طبقة من الجليد على القمة، كما يستعين بها البعض لأخذ قسط من النوم على القمة في انتظار الشمس وقبل مواصلة رحلة العودة. وقد يظن الكثيرون كما فعلت أن صعود السلالم الصخرية سيكون أهون من السير، ولكن بمجرد صعود عدد من السلالم ستجد نفسك راغبا في التشبث بشخص ما فالارتفاع الشديد والصخور المتعرجة مهمة ليست سهلة ولا سبيل للتراجع. وحين تظن أنك لن تصل أبدا إلى القمة تجد نفسك أمام كنيسة صغيرة حيث تمنحك الفرصة رؤية مشهد قلما تمنحه لك الحياة. في أحد جوانبه ترى قسيساً يصلي بعدد من المسيحيين الذين يقومون بتوزيع قطع من البسكويت على كل من يمر عليهم. بجوارهم ترى بعض اليهود يلتفون حول حاخام ينشدون معه تراتيلهم ويكتمل المشهد برؤية مسلمين يصلون الفجر ويبتهلون إلى الله ويسترسلون في الدعاء.
وفي النهاية يتجمع كل هؤلاء على قمة الجبل يفترشون قمته لمشاهدة سلاسل بديعة من الجبال الجرانيتية الشاهقة بألوانها المتعددة والوديان الصخرية المنحوتة بعناية شديدة والتي لو اجتمع فنانو العالم لما استطاعوا إبداع مثلها أبدا. وتحين اللحظة المرتقبة لينهمر الضياء المنبعث من قرص الشمس لحظة إطلالتها على العالم، فيكسو اللون الأحمر قمم الجبال المحيطة بك وكأنها وجوه تخجل من الشمس لحظة شروقها والتي تمنحك أنت الأخر إحساس الميلاد بمجرد سطوعها عليك وهو ما يجعلك تتمني أن تظل في موقعك هذا الى الابد. ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه فبعد التقاط الصور الفوتوغرافية، يصحبك المرشد في رحلة الهبوط التي غالبا ما تكون أسهل، حيث يتسنى لك ملاحظة أشياء لم تتمكن من رؤيتها في رحلة الصعود منها منازل في أحضان الجبال يسكنها البدو وأبناء القبائل التي هاجرت من الاسكندرية لتسكن حول الدير منذ القرن الخامس الميلادي وأشهرهم قبيلة الجبالية وهم أصغر وأضعف قبائل جنوب سيناء السبع يصاحب رحلة الهبوط فرصة دخول أقدم دير في العالم، حيث يفتح دير سانت كاترين أبوابه للزوار مع شروق الشمس من كل صباح. ويشترط لدخول الدير ارتداء غطاء للرأس وعدم ارتداء الملابس القصيرة. وللدير سور عظيم يحيط بعدة أبنية داخلية تخترقها ممرات ضيقة، وبه أبراج تعلو أركانه ويبلغ ارتفاع أسواره نحو 15 متراً. بالطبع ستستمع لقصة القديسة كاترين لدى دخولك الدير والتي تشير إلى هروبها من الإسكندرية من اضطهاد الإمبراطور الروماني لها بعد أن أصدر أمرا بقطع رأسها لاعتناقها المسيحية ومجادلتها له، لتعيش في هذه المنطقة الجبلية التي سميت باسمها عابدة ناسكة حتى يعلم الامبراطور بمكانها فيصل اليها ويأمر بقتلها. يشتمل الدير على الكنيسة الرئيسية والتي أنشأها الإمبراطور «جوستنيان» في القرن السادس الميلادي وقد بنيت على الطراز المملوكي ذي الثلاثة أقسام، وتتألف من قدس الأقداس والهيكل والرواق. ويوجد فوق قوس الهيكل المقدس فسيفساء تعتبر أجمل وأقدم فيسفساء في الكنيسة الشرقية الأرثوذكسية حيث أن جزيئاتها مطلية بالذهب وهي لا تقدر بثمن، والمنظر الرئيسي فيها يمثل السيد المسيح في الوسط وعلى يمينه السيدة العذراء وعلى يساره موسى عليه السلام، بينما بطرس تراه مستلقيا عند قدميه وعلى الجدار يوجد منظران يمثل أحدهما موسى يتلقى الشريعة فوق جبال سيناء، والثاني يمثل موسى وقد ركع أمام الشجرة. وتحت سقف هذه القبة يوجد التابوت الذي وضعت داخله بقايا جثة القديسة كاترين داخل صندوقين من الفضة. يوجد في أحدهما جمجمة القديسة. كما يحتوي الدير على مكتبة تضم آلاف المخطوطات الأثرية الفضية باللغات اليونانية والسريانية والعربية، وتعتبر مكتبة الدير هي الثانية من ناحية الاهمية فى العالم بعد مكتبة الفاتيكان من حيث العدد وقيمة المخطوطات النادرة حيث تضم نحو 3500 مخطوطة بمختلف اللغات. إلى جانب متحف يحتوي على أعظم وأندر مجموعة من الأيقونات الموجودة في العالم ويبلغ عددها 2000 أيقونة، وهي عبارة عن صور زيتية تعبر عن الأحداث في العهد القديم والحديث ويرجع تاريخها إلى القرن الثامن الميلادي، منها ما هو تم تقديمه إلى الدير والآخر مرسوم على الجدران ومنفذ بالدير. كما تحفظ بالمتحف الهدايا التي أرسلها ملوك العالم المسيحي من صلبان وكؤوس وتيجان ذهبية مرصعة بالأحجار الكريمة.
الامر البالغ التأثير هو احتضان الكنيسة لمسجد الحاكم بأمر الله، الذي يوجد أمام الكنيسة الكبرى وقد بني بحجر الجرانيت في العصر الفاطمي في القرن الحادي عشر الميلادي. ومن التحف الخشبية التي يضمها المسجد منبر المسجد الفاطمي المصنوع من الأرابيسك المزخرف بالاضافة إلى كرسي شمعدان المسجد الفاطمي ويعود إلي نهاية الدولة الفاطمية وعليه كتابات بالكوفية.