فقراء.. والبلد غني! |
شمال سيناء ـ من أحمد سليم |
سيناء لم تبح بأسرارها فهي تحوي كنوزا وخيرات لا تعد ولا تحصي من المنجنيز, والذهب, والفيروز, والرخام, والجرانيت, والرمال البيضاء, والفوسفات, والنحاس. |
|
ورغم ذلك لا يوجد سوي مستثمر واحد أقام صناعات علي خامة واحدة وهي الأسمنت وبالأمس القريب تم إنشاء مصنع آخر للأسمنت.. وبالرغم من جودة الخامات إلا إنها مازالت مهملة فكل يوم نسمع عن الفقراء والباحثين عن عمل ومصادر الرزق وفيرة, ولكنها لم تستغل فمصر مليئة بالخيرات فنحن في بلد غني ولكننا فقراء!!! الأهرام رصدت خامات سيناء والتي تتجاوز16 خامة معدنية ومعظمها متواجد بمنطقة وسط سيناء وهي المنطقة التي صدر لها القرار الجمهوري رقم84 لسنة1974 قام بتقسيم سيناء إلي محافظتين( شمال وجنوب) إلا أن وسط سيناء التي تنتمي إلي محافظة الشمال كان لها طبيعة خاصة حيث تبلغ مساحتها21665 ألف كيلو متر مربع من إجمالي27572 ألف كيلو متر مربع وهو ما يعني أن الوسط يمثل78% من شمال سيناء كلها حيث يقع ضمن نطاق حوض وادي العريش الذي تبلغ مساحته19 ألف كيلو متر مربع, وتعود أهمية الوسط إلي أنها تعتبر أكبر المناطق التي تحتوي علي خامات طبيعية في مساحتها الجغرافية الهائلة. ويقول المهندس حسام شاهين عضو مجلس الشعب بشمال سيناء إن هذه المنطقة ينتشر بها الرخام بنسبة كبيرة في جبلي لبني والمنشرح ومنطقتي الختمية والمغارة ويوجد600 مليون طن من الحجر الجيري في جبل لبني ويكثر تواجده في ريسان عنيزة وأم شيحان في حين يتوفر خام الطفلة الذي يستخدم في صناعة الأسمنت بنسبة25 مليون طن في وادي البروك والحسنة وجبل الحلال والمغارة ويوجد1.6 مليون طن من الجبس في منطقة الروضة و2 مليون طن في مصفق, علاوة علي انتشار الفحم بنسب تصل وفق التقديرات الجيولوجية. إلي80 مليون طن في منطقة المغارة. أما المهندس عبدالحميد سامي عضو مجلس الشوري وأحد كبار المستثمرين فيقول ماذا ينتظر المستثمرون لاستغلال هذه الثروات الضائعة خاصة بعدما أثبتت التحاليل الكيميائية والبحثية وجود خام الزير كون في الرواسب الوديانية بمنطقة وادي دجلة والخروم بنسبة عالية مع ضخامة الرواسب الوديانية الحاملة للخام. وخام الألمينيت الذي ثبت وجوده بمختلف المناطق الجبلية ويدخل في صناعة الورق والبويات والأقمشة والبلاستيك وتكسية الارضيات وتزجيج السيراميك للحصول علي الألوان المطلوبة, وتلوين الزجاج وانتاج كربيد التيتانيوم لعمل أدوات القطع, وتغطية قضبان اللحام كما يستخدم رابع كلوريد التيتانيوم لعمل سحب الدخان لإخفاء تحركات السفن والفيالق العسكرية أثناء الحروب. وما يزيد الأمر صعوبة علي حد قول المهندس عبدالله الحجاوي رئيس مجلس إدارة جمعية حماية البيئة بسيناء أن رمال الزجاج والمتواجدة بكثرة في جبال سيناء ومن أنقي أنواع الرمال يتم تصديرها بصورة خام إلي بعض الدول الأجنبية ونعود ونستوردها بصورة مصنعة في شكل زجاج بأضعاف الثمن, فهل هذا يعقل فإقامة مصنع علي هذه الخامة سيوفر العديد من فرص العمل فضلا عن تصدير الزجاج بأسعار عالية بدلا من تصدير الخامة واستيراد الزجاج!! وبعد كل هذه الثروات والكنوز التعدينية هل تظل الثروات التعدينية بشمال سيناء.. كنوزا ضائعة.. ولا يستغل منها إلا1% فقط في حين استغلالها سيوفر الآلاف من فرص العمل بالإضافة إلي زيادة الدخل الاقتصادي لمصر؟! أسئلة عديدة تطرح نفسها تؤكد أننا لسنا فقراء و لكن الفقر الحقيقي في عدم استغلال هذه الثروات الضائعة!! |