التوقيت الصيفي.. مثير للجدل! |
تحقيق: نادية منصور 29/04/2010 |
اليوم يبدأ التوقيت الصيفي بتقديم الوقت لمدة ساعة.. ومع كل سنة تبدأ الاعتراضات حول هذا النظام حيث يعترض عليه البعض ويؤكد عدم جدواه. |
|
في حين يراه آخرون ضروريا لتخفيض معدلات استهلاك الطاقة خلال الصيف. تحقيقات الأهرام رصدت كل الآراء المختلفة حول نظام التوقيت الصيفي. الدكتور علي قطب ـ مدير عام التحاليل والتنبؤات الجوية المتحدث الرسمي باسم هيئة الأرصاد الجوية ـ يقول لا أؤيد فكرة تطبيق التوقيت الصيفي وتقديم الساعة فبالنسبة لتوقيت جرينتش الثابت يعتمد علي بعد المسافة بين كل دولة وخط جرينتش أو بمعني أدق بعد كل خط للدولة عن جرينتش يفرق أربع دقائق, فلو هناك دولة تقع قبل خط جرينتش بثلاثة خطوط فهذا يعني أن الفرق الزمني12 دقيقة وبتطبيق هذا علي مصر بيننا وبين جرينتش30 درجة خط طول أي120 دقيقة. ساعتان هما التوقيت الأساسي والصحيح وإذا طبقنا التوقيت الصيفي سوف يزيد ساعة ليصبح ثلاث ساعات وهذا وضع غير مريح, فالهدف من فروق التوقيت كما وضعتها أوروبا هو تخفيض الطاقة الكهربائية ولذلك طبقنا هذا النظام لتحقيق خفض استهلاك الطاقة فهل هذا يحدث؟ لذلك في رأيي أن نترك التوقيت الشتوي ثابتا ولا داعي لتغيير الساعة لأن هذا التوقيت هو الأساسي والصحيح. ثم أنه كيف نوفر في الطاقة في الوقت الذي لا توجد فيه مواعيد لغلق المحال والقاهرة ساهرة طوال ليالي الصيف ونشجع حركة السياحة والمحال مفتوحة وكذلك المراكز التجارية الشهيرة, أما من حيث التأثيرات الجوية التي تدعو إلي تغيير التوقيت فلا يوجد وثبات التوقيت غير مؤثر. ومع حلول شهر رمضان المبارك سوف يتم تغيير الساعة مرة أخري, ونعود للتوقيت الشتوي وهذا يعتبر تناقضا وإرباكا لنظام البلد لذلك الأفضل عدم تغيير التوقيت. علي عكس هذا الرأي يري الدكتور صلاح محمود ـ رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية ـ نحن نشغل أنفسنا بأمور كثيرة منها تغيير التوقيت فيقول: ماذا يحدث عند تقديم الساعة أو تأثيرها فالأمر لا يستدعي هذا الجدل فساعات العمل كما هي ونحن نتبع التوقيت الصيفي ونقدم الساعة لأننا نبعد عن خط الاستواء وبالتالي تكون ساعات النهار في الصيف أطول من ساعات الليل وتقديم الساعة لكي يذهب المواطنون للعمل مبكرا والعودة مبكرا قبل اشتداد الحر وهذا هو الهدف من تغيير التوقيت وتطبيق التوقيت الصيفي وليس غلق المحال وتوفير الطاقة. ومسألة تغيير التوقيت مطبقة في العديد من دول العالم ومنها مصر وبالتالي نحن لا نغير ثقافة ولا تشريع ولا نشذ عن العالم حتي يتم الاعتراض, ومعظم الدول التي تقع شمال خط الاستواء يكون ساعات النهار أطول في الصيف وتغير نظام توقيتها. لكن سوف نعود للتوقيت الشتوي في رمضان؟! نحن نقوم بذلك لإراحة الناس في الصيام فماهي المشكلة في ذلك أو ما تأثير ذلك ووجه الاعتراض ؟! * احتمالات الحوادث المرورية واردة: يقول الدكتور جمال المسيري ـ أستاذ بأحد المراكز البحثية ـ تزداد كثافة الشبورة صيفا في الساعات المبكرة من الصباح ومع تقديم الساعة تحدث حالة من الارتباك للمواطنين المسافرين والساعة السادسة صباحا بالتوقيت الصيفي تعادل الخامسة بالتوقيت الشتوي وتكون الرؤية غير واضحة علي الطرق, ومع الشبورة تزداد احتمالات وقوع الحوادث وهذا أحد عيوب التوقيت الصيفي من وجهة نظري, خاصة أيام الشبورة الشديدة. وطبعا سوف تغير الدولة مع حلول رمضان ونعود للتوقيت الشتوي وفي هذا إرباك للناس وحتي علي المستوي الاقتصادي إرباك أيضا خطوط الطيران وحركة الطائرات بين مصر ودول العالم. يعترض الدكتور عادل يحيي ـ رئيس مجلس بحوث الفضاء المصري الرئيس السابق للهيئة القومية للاستشعار عن بعد ـ علي تطبيق التوقيت الصيفي قائلا: ليس هناك داع لتغيير التوقيت ويجب عدم الربط بين رمضان وتغيير التوقيت. فالتوقيت الصيفي وضع لتقليل مستويات استهلاك الطاقة لأن نهار الصيف أطول ولذلك يتم تقديم الساعة, هذا الكلام تغير في العالم, فالطاقة التي تم توفيرها مردودها الاقتصادي أقل من الخسائر الناجمة عن تغيير التوقيت وهذا هو الجانب الاقتصادي في الموضوع التأثيرات علي خطوط الطيران والبنوك والبورصة خاصة أننا منطقة ترانزيت في التوقيت, إذن هذا يتطلب دراسة الموضوع من الجانب الاقتصادي وليس التركيز فقط علي علاقة التوقيت بالحر ووضع الشمس وتوفير الطاقة, فتوحيد التوقيت منهم علي مستوي العالم خاصة الدول التي نتعامل معها ولذلك يجب أن نرتبط بالدول فإذا كانت الغالبية تتبع التوقيت الثابت يجب أن نرتبط بها والعكس صحيح وأظن أن قلة من الدول هي التي مازالت تغيرها توقيتها مثلنا. وعن مدي صحة علاقة تغيير التوقيت وتأثيرها علي حركة البورصة المصرية والبورصات العالمية يقول هاني توفيق ـ رئيس شركة أوراق مالية ـ ليس هناك مشكلة بالنسبة للبورصة من تغيير التوقيت, فتغيير الساعة يقربنا من دول ويبعدنا عن دول لكن البورصات العالمية شغالة بصرف النظر عن تقديم الساعة أو تأخيرها لكن الخلل من وجهة نظري في تغيير المواعيد في رمضان, نحن الدولة الوحيدة في العالم التي تغير توقيتها ثلاث مرات في العام. |