اصل وتاريخ ونسب قبيلة الفواخرية
يمثلون ثلث سكان العريش.. ولهم مواقف مشرفة مع المخابرات المصرية والجيش
روايات متعددة يحفظها الفواخرية حول سبب تسميتهم وقدومهم إلى مصر، منها أنهم أحد فروع قبيلة «الأحويطات»، رحلوا إلى سوريا ثم فلسطين عندما عم القحط الجزيرة العربية، ثم استقروا أخيرا فى مصر، وتحديدا فى محافظة شمال سيناء، وهناك رواية أخرى تقول إن سبب مجيئهم إلى مصر، هو أن «على وحمودة وعبدالرحمن أبناء فقيه العقبى» مؤسسى العائلة هاجروا إلى «غزة»، ونزلوا فى بيت رجل فلسطينى أحسن ضيافتهم، وعمل الأولاد الثلاثة فى تصنيع الفخار، فتمت تسميتهم بالفواخرية، وكان للفلسطينى ثلاثة أولاد تم طلبهم للتجنيد (فى عهد الدولة العثمانية) وعندما دخل الليل اتفق الفلسطينى مع زوجته على استبدال أبنائهما بالفواخرية لتسليمهم للتجنيد، وكان أحد الأشقاء الفواخرية مستيقظا فسمع حديثهما، فأبلغ شقيقيه، وقبل شروق الشمس كانوا قد تركوا فلسطين ورحلوا إلى سيناء، ويقال أيضا إن سبب تسميتهم يرجع إلى نزوحهم من منطقة تسمى بنى فخر القريبة من مكة المكرمة بالسعودية، ثم رحلوا إلى غزة ثم إلى العريش واستقروا فى منطقة قريبة من قلعة العريش عند بئر تسمى «عطوان».
رواية أخرى جاءت على لسان يحيى الغول الفواخرى، باحث فى التراث السيناوى، يقول: أصل الفواخرية يرجع إلى عقبة بن جزام من كهلان، كانوا ضمن قوافل حماية الحجيج فى شبه الجزيرة العربية، اختلفوا مع أمير المدينة اختلافا قبليا فتحركوا شرق الأردن، والتفوا مع قبائل وعائلات أخرى حول مكان به آبار، فتوزعت عليهم هذه الآبار، بحيث صار لكل قبيلة أو عائلة يوم تروى فيه وتملأ أوعيتها، لكن خلافا نشأ بين بنى عقبة (الفواخرية) وقبيلة أخرى تعدت على البئر فى اليوم المخصص لهم، فتفرق بنو عقبة، منهم من هاجر إلى مصر، ومنهم من ذهب إلى فلسطين، وآخرون نزحوا إلى سوريا، وهنا يتفق الغول مع الروايات التى قالت إن فرع فلسطين هو الذى قدم إلى مصر وتكونت منه «الفواخرية»، وزاد عليها قوله: بعد أن استقر المقام بالفواخرية عند بئر عطوان تزوج «على وحمودة وعبدالرحمن» من بنات البدو والحضر، وعندما سألوهم عن عملهم قالوا نعمل فى الفخار، فأطلقوا عليهم اسم «الفواخرية»، وتزوج الفواخرية أيضا من بنات قبيلتى السماعنة والعيايدة فكثر نسلهم وزاد عددهم. الروايات سالفة الذكر ترجع بالزمن إلى ما يزيد على 300 سنة، تكونت خلالها العائلة العريقة فى مدينة العريش وما حولها، والفواخرية من أكبر قبائل وعائلات سيناء عددا وتأثيرا فى الحياة السياسية، حيث يبلغ عددهم ما يقرب من خمسين ألف نسمة، يعمل أغلبهم بزراعة المحاصيل التى تشتهر بها سيناء مثل النخيل والزيتون. ولديهم 13 ألف صوت انتخابى رسمى.
الفواخرية يتركزون فى قسم إدارى كامل هو قسم ثالث مدينة العريش، وينتشرون فى الإسماعيلية والسويس، ومنهم عدد يقيم فى القاهرة بحكم التجارة والعمل. ويؤكد عبدالحميد سلمى الفواخرى عضو مجلس الشورى، أن العريش تم تقسيمها إلى قسمين بين الفواخرية وأولاد سليمان، فاختارت الأخيرة الخط الساحلى، بينما استوطن الفواخرية الظهير الصحراوى لارتباطهم بالزراعة، وقتها اعتقد أولاد سليمان أن الفواخرية ضحكوا عليهم وأسكنوهم مناطق القحط بينما انفردوا هم بخيرات النخيل والزيتون، لكن عندما تبدل الحال وصارت العريش منطقة جذب سياحى أصبح الفواخرية هم الذين يغبطون أولاد سليمان بعدما تحولت أراضيهم على ساحل البحر إلى قرى سياحية.
العائلة استطاعت الحصول على مقعدين فى مجلسى الشعب والشورى عن دوائر شمال سيناء لسببين، أولهما: القوة العددية، والثانى: الثراء الواضح لدى أغلب فروع العائلة، خاصة بعد ظهور شرائح ثرية ورجال أعمال مثل «زيد الفواخرى» حيث يمتلك الفواخرية أسطولاً كبيراً من سيارات النقل والمعدات الثقيلة. بالإضافة إلى سبب ثالث مهم هو: الميول السياسية التى تطغى على قادتهم وعواقلهم، ومن ثم فإنهم فرضوا أنفسهم بقوة على الساحة السياسية السيناوية. وفى عام 1965 ظهرت القوة العددية الحقيقية للفواخرية الذين ساندوا توفيق الشريف المرشح للانتخابات البرلمانية وحسمت وقتها لصالحه ليكون بذلك أول برلمانى فى سيناء بالانتخاب. ورغم أن الشريف من خارج الفواخرية فإنهم اختاروه لأنه كان متعلما ومثقفا، حتى إن الفواخرية أنفسهم فى ذلك الوقت حملوا الناخبين على إبلهم إلى لجان التصويت وحثوهم على اختيار الشريف لأنه الأحق بتمثيل الدائرة. وهو أول برلمانى حقيقى بالانتخاب وليس بالتعيين، منذ ذلك الوقت والفواخرية يقدرون قيمة التعليم حتى أنه من النادر أن يوجد بيت للفواخرية به ولد أو بنت لم يكملا تعليمهما.
الفواخرية حديثا بادروا بكتابة وثيقة خاصة بالتحكيم العرفى لعائلات مدينة العريش اتفق عليها مشايخ القبائل وقيادات العائلات، واستقر الرأى على اختيار بعض المحكمين الثقات، وحازت الفواخرية النصيب الأكبر فى اختيار المحكمين من رجالها. وقد تعدد القضاة والمحكمون العرفيون من الفواخرية عبر الأجيال المتعاقبة، مما أدى إلى اختيار الرئيس السادات للمحكم «صبحى مسلم الفواخرى» ليكون ضمن 1001 محكم شهدوا مع السادات توقيع اتفاقية «كامب ديفيد» بين مصر وإسرائيل. رموز الفواخرية الذين حفروا أسماءهم كثيرون، منهم العميد سرحان عيسى الفواخرى واحد من أبطال حرب أكتوبر. والمهندس سليمان راضى الفواخرى من أوائل المهندسين الذين شاركوا فى بناء السد العالى، واغتيل على يد مجهولين عندما كان يشارك فى تنفيذ مشروع مماثل فى سوريا، يقول عنه عادل راضى الفواخرى عضو مجلس الشعب: تخرج سليمان فى كلية الهندسة جامعة فؤاد الأول (القاهرة حاليا)، وعمل بوزارة الرى، وعند التفكير فى بناء السد العالى وقع عليه الاختيار ضمن 5 مهندسين مصريين، كما اختارته سوريا للإشراف على عملية بناء سد الفرات، ومنحه الرئيس عبدالناصر نوط الواجب الوطنى من الطبقة الأولى وكرمته نقابة المهندسين، ويوجد ميدان فى محافظة أسوان باسمه هو ومجموعة من بناة السد العالى. ومنهم أيضا عطية الغول الذى ساعد الأتراك بالمال والعتاد أثناء الحرب العالمية الثانية وذلك لكونه مسلما ينصر مسلمين.
شيوخ العائلة يذكرون واقعة تدل على شجاعة أبنائهم، فقد كان حاكم العريش «يعقوب أغا» ممثلا عن الباب العالى فى تركيا وكان له أقرباء يمارسون أفعالا مشينة، وأراد أن يطردهم من العريش، فأرسل إلى بدران الفواخرى، شيخ الفواخرية فى ذلك الوقت وكان معروفا بشجاعته وإقدامه، فقال الحاكم لبدران إنه سوف يدعو أقاربه إلى القلعة ويصنع بهم مثلما صنع محمد على بالمماليك (أى ذبحهم)، فهدد بدران الحاكم بإشارة إلى السيف إذا خان أهله، (وهو ما يعنى قتله)، فخاف الحاكم وتراجع، ثم أرسل إلى أهله فتدخل بدران لإصلاحهم وردهم عن أفعالهم المشينة تجاه أهل العريش وتجاه الحاكم. الحكايات عن الفواخرية كثيرة وتنبع من تواجدهم فى بلد حدودى وهو ما يحمل أجيالهم المتعاقبة مسئولية كبيرة تجاه الوطن فى الدفاع والذود عنه، فوجود الفواخرية فى سيناء كان بمثابة المعادل الموضوعى لتقديم خدمات وطنية لمصر، خاصة أنهم يسكنون منطقة على جانبها الشرقى «إسرائيل»، وعن ذلك يقول أحمد أبوحج الفواخرى، أخصائى اجتماعى: إن إسماعيل الفواخرى ومعه مجموعة من المواطنين كانوا يضعون أجهزة لاسلكية بجوار الآبار لمساعدة المخابرات المصرية أثناء الحرب ضد إسرائيل المواقف الوطنية المشرفة للفواخرية متعددة، فقد شاركوا أبناء سيناء فى مساعدة القوات المسلحة المصرية عقب هزيمة 1967، حيث ساعدوا فى ترحيل 100 ألف جندى بعتادهم، وهو ما كان بمثابة إنجاز تاريخى أدهش الجميع وقتها، إذ كان من الصعب خروج هذه القوات الغفيرة بهذه السهولة من صحراء سيناء الوعرة. كما ساعدوا المخابرات الحربية المصرية كثيرا، شأنهم فى ذلك شأن قبائل وعائلات سيناء، ففى أوقات الاحتلال الإسرائيلى لمصر كان من الصعب دخول أوخروج أى فرد من وإلى سيناء إلا لأصحاب البطاقات التى تحمل محل إقامة سيناء، فكان الفواخرية يقومون بتزوير البطاقات لصالح المخابرات المصرية لاختراق العدو الإسرائيلى وجمع معلومات عنه. ومن الذين عملوا لحساب المخابرات المصرية محمد القصلى الذى خدم لمدة 7سنوات، وإبراهيم عليان وصبحى مسلم وصالح مطر، وقد كرمهم الرئيس الراحل أنور السادات ومنحهم أنواط الامتياز.
محمد القصلى الفواخرى، عضو مجلس شعب سابق، يقول: دفع إبراهيم عليان ثمن وطنيته، فقد تم قتل أخويه على يد اليهود ومثلوا بجثتيهما، فعلقوهما فى طائرة هليكوبتر ومروا بهما على أهل سيناء لتخويفهم ولتوصيل رسالة مضمونها: كل من يتعاون مع المخابرات المصرية فإن مصيره سيكون مثل أخوى إبراهيم. حزن إبراهيم على ما فعله اليهود بأخويه، فانتقم منهم وفجر سيارة إسرائيلية محملة بالأسلحة فى رفح، فاعتقله الإسرائيليون، وسأله أحد ضباطهم: «إنت عملت كدة ليه؟»، فرد عليه قائلا: وإنتوا عملتوا فى إخواتى كدة ليه؟ وبعد حرب 73 تم إطلاق سراح إبراهيم وزملائه فى حركة لتبادل الأسرى بين مصر وإسرائيل. أحمد الفواخرى يتحدث عن عادات وتقاليد الفواخرية قائلا: فى حالة الزواج التى يكون طرفاها من الفواخرية، فإن أحد كبار العائلة يرعى غداء الحضور، حيث تذبح الخراف، ويقدم كل بيت من الفواخرية شاة أو أكثر، كل حسب استطاعته ومقدرته، على سبيل الهدية.
منقول
جريدة اليوم السابع
يمثلون ثلث سكان العريش.. ولهم مواقف مشرفة مع المخابرات المصرية والجيش
روايات متعددة يحفظها الفواخرية حول سبب تسميتهم وقدومهم إلى مصر، منها أنهم أحد فروع قبيلة «الأحويطات»، رحلوا إلى سوريا ثم فلسطين عندما عم القحط الجزيرة العربية، ثم استقروا أخيرا فى مصر، وتحديدا فى محافظة شمال سيناء، وهناك رواية أخرى تقول إن سبب مجيئهم إلى مصر، هو أن «على وحمودة وعبدالرحمن أبناء فقيه العقبى» مؤسسى العائلة هاجروا إلى «غزة»، ونزلوا فى بيت رجل فلسطينى أحسن ضيافتهم، وعمل الأولاد الثلاثة فى تصنيع الفخار، فتمت تسميتهم بالفواخرية، وكان للفلسطينى ثلاثة أولاد تم طلبهم للتجنيد (فى عهد الدولة العثمانية) وعندما دخل الليل اتفق الفلسطينى مع زوجته على استبدال أبنائهما بالفواخرية لتسليمهم للتجنيد، وكان أحد الأشقاء الفواخرية مستيقظا فسمع حديثهما، فأبلغ شقيقيه، وقبل شروق الشمس كانوا قد تركوا فلسطين ورحلوا إلى سيناء، ويقال أيضا إن سبب تسميتهم يرجع إلى نزوحهم من منطقة تسمى بنى فخر القريبة من مكة المكرمة بالسعودية، ثم رحلوا إلى غزة ثم إلى العريش واستقروا فى منطقة قريبة من قلعة العريش عند بئر تسمى «عطوان».
رواية أخرى جاءت على لسان يحيى الغول الفواخرى، باحث فى التراث السيناوى، يقول: أصل الفواخرية يرجع إلى عقبة بن جزام من كهلان، كانوا ضمن قوافل حماية الحجيج فى شبه الجزيرة العربية، اختلفوا مع أمير المدينة اختلافا قبليا فتحركوا شرق الأردن، والتفوا مع قبائل وعائلات أخرى حول مكان به آبار، فتوزعت عليهم هذه الآبار، بحيث صار لكل قبيلة أو عائلة يوم تروى فيه وتملأ أوعيتها، لكن خلافا نشأ بين بنى عقبة (الفواخرية) وقبيلة أخرى تعدت على البئر فى اليوم المخصص لهم، فتفرق بنو عقبة، منهم من هاجر إلى مصر، ومنهم من ذهب إلى فلسطين، وآخرون نزحوا إلى سوريا، وهنا يتفق الغول مع الروايات التى قالت إن فرع فلسطين هو الذى قدم إلى مصر وتكونت منه «الفواخرية»، وزاد عليها قوله: بعد أن استقر المقام بالفواخرية عند بئر عطوان تزوج «على وحمودة وعبدالرحمن» من بنات البدو والحضر، وعندما سألوهم عن عملهم قالوا نعمل فى الفخار، فأطلقوا عليهم اسم «الفواخرية»، وتزوج الفواخرية أيضا من بنات قبيلتى السماعنة والعيايدة فكثر نسلهم وزاد عددهم. الروايات سالفة الذكر ترجع بالزمن إلى ما يزيد على 300 سنة، تكونت خلالها العائلة العريقة فى مدينة العريش وما حولها، والفواخرية من أكبر قبائل وعائلات سيناء عددا وتأثيرا فى الحياة السياسية، حيث يبلغ عددهم ما يقرب من خمسين ألف نسمة، يعمل أغلبهم بزراعة المحاصيل التى تشتهر بها سيناء مثل النخيل والزيتون. ولديهم 13 ألف صوت انتخابى رسمى.
الفواخرية يتركزون فى قسم إدارى كامل هو قسم ثالث مدينة العريش، وينتشرون فى الإسماعيلية والسويس، ومنهم عدد يقيم فى القاهرة بحكم التجارة والعمل. ويؤكد عبدالحميد سلمى الفواخرى عضو مجلس الشورى، أن العريش تم تقسيمها إلى قسمين بين الفواخرية وأولاد سليمان، فاختارت الأخيرة الخط الساحلى، بينما استوطن الفواخرية الظهير الصحراوى لارتباطهم بالزراعة، وقتها اعتقد أولاد سليمان أن الفواخرية ضحكوا عليهم وأسكنوهم مناطق القحط بينما انفردوا هم بخيرات النخيل والزيتون، لكن عندما تبدل الحال وصارت العريش منطقة جذب سياحى أصبح الفواخرية هم الذين يغبطون أولاد سليمان بعدما تحولت أراضيهم على ساحل البحر إلى قرى سياحية.
العائلة استطاعت الحصول على مقعدين فى مجلسى الشعب والشورى عن دوائر شمال سيناء لسببين، أولهما: القوة العددية، والثانى: الثراء الواضح لدى أغلب فروع العائلة، خاصة بعد ظهور شرائح ثرية ورجال أعمال مثل «زيد الفواخرى» حيث يمتلك الفواخرية أسطولاً كبيراً من سيارات النقل والمعدات الثقيلة. بالإضافة إلى سبب ثالث مهم هو: الميول السياسية التى تطغى على قادتهم وعواقلهم، ومن ثم فإنهم فرضوا أنفسهم بقوة على الساحة السياسية السيناوية. وفى عام 1965 ظهرت القوة العددية الحقيقية للفواخرية الذين ساندوا توفيق الشريف المرشح للانتخابات البرلمانية وحسمت وقتها لصالحه ليكون بذلك أول برلمانى فى سيناء بالانتخاب. ورغم أن الشريف من خارج الفواخرية فإنهم اختاروه لأنه كان متعلما ومثقفا، حتى إن الفواخرية أنفسهم فى ذلك الوقت حملوا الناخبين على إبلهم إلى لجان التصويت وحثوهم على اختيار الشريف لأنه الأحق بتمثيل الدائرة. وهو أول برلمانى حقيقى بالانتخاب وليس بالتعيين، منذ ذلك الوقت والفواخرية يقدرون قيمة التعليم حتى أنه من النادر أن يوجد بيت للفواخرية به ولد أو بنت لم يكملا تعليمهما.
الفواخرية حديثا بادروا بكتابة وثيقة خاصة بالتحكيم العرفى لعائلات مدينة العريش اتفق عليها مشايخ القبائل وقيادات العائلات، واستقر الرأى على اختيار بعض المحكمين الثقات، وحازت الفواخرية النصيب الأكبر فى اختيار المحكمين من رجالها. وقد تعدد القضاة والمحكمون العرفيون من الفواخرية عبر الأجيال المتعاقبة، مما أدى إلى اختيار الرئيس السادات للمحكم «صبحى مسلم الفواخرى» ليكون ضمن 1001 محكم شهدوا مع السادات توقيع اتفاقية «كامب ديفيد» بين مصر وإسرائيل. رموز الفواخرية الذين حفروا أسماءهم كثيرون، منهم العميد سرحان عيسى الفواخرى واحد من أبطال حرب أكتوبر. والمهندس سليمان راضى الفواخرى من أوائل المهندسين الذين شاركوا فى بناء السد العالى، واغتيل على يد مجهولين عندما كان يشارك فى تنفيذ مشروع مماثل فى سوريا، يقول عنه عادل راضى الفواخرى عضو مجلس الشعب: تخرج سليمان فى كلية الهندسة جامعة فؤاد الأول (القاهرة حاليا)، وعمل بوزارة الرى، وعند التفكير فى بناء السد العالى وقع عليه الاختيار ضمن 5 مهندسين مصريين، كما اختارته سوريا للإشراف على عملية بناء سد الفرات، ومنحه الرئيس عبدالناصر نوط الواجب الوطنى من الطبقة الأولى وكرمته نقابة المهندسين، ويوجد ميدان فى محافظة أسوان باسمه هو ومجموعة من بناة السد العالى. ومنهم أيضا عطية الغول الذى ساعد الأتراك بالمال والعتاد أثناء الحرب العالمية الثانية وذلك لكونه مسلما ينصر مسلمين.
شيوخ العائلة يذكرون واقعة تدل على شجاعة أبنائهم، فقد كان حاكم العريش «يعقوب أغا» ممثلا عن الباب العالى فى تركيا وكان له أقرباء يمارسون أفعالا مشينة، وأراد أن يطردهم من العريش، فأرسل إلى بدران الفواخرى، شيخ الفواخرية فى ذلك الوقت وكان معروفا بشجاعته وإقدامه، فقال الحاكم لبدران إنه سوف يدعو أقاربه إلى القلعة ويصنع بهم مثلما صنع محمد على بالمماليك (أى ذبحهم)، فهدد بدران الحاكم بإشارة إلى السيف إذا خان أهله، (وهو ما يعنى قتله)، فخاف الحاكم وتراجع، ثم أرسل إلى أهله فتدخل بدران لإصلاحهم وردهم عن أفعالهم المشينة تجاه أهل العريش وتجاه الحاكم. الحكايات عن الفواخرية كثيرة وتنبع من تواجدهم فى بلد حدودى وهو ما يحمل أجيالهم المتعاقبة مسئولية كبيرة تجاه الوطن فى الدفاع والذود عنه، فوجود الفواخرية فى سيناء كان بمثابة المعادل الموضوعى لتقديم خدمات وطنية لمصر، خاصة أنهم يسكنون منطقة على جانبها الشرقى «إسرائيل»، وعن ذلك يقول أحمد أبوحج الفواخرى، أخصائى اجتماعى: إن إسماعيل الفواخرى ومعه مجموعة من المواطنين كانوا يضعون أجهزة لاسلكية بجوار الآبار لمساعدة المخابرات المصرية أثناء الحرب ضد إسرائيل المواقف الوطنية المشرفة للفواخرية متعددة، فقد شاركوا أبناء سيناء فى مساعدة القوات المسلحة المصرية عقب هزيمة 1967، حيث ساعدوا فى ترحيل 100 ألف جندى بعتادهم، وهو ما كان بمثابة إنجاز تاريخى أدهش الجميع وقتها، إذ كان من الصعب خروج هذه القوات الغفيرة بهذه السهولة من صحراء سيناء الوعرة. كما ساعدوا المخابرات الحربية المصرية كثيرا، شأنهم فى ذلك شأن قبائل وعائلات سيناء، ففى أوقات الاحتلال الإسرائيلى لمصر كان من الصعب دخول أوخروج أى فرد من وإلى سيناء إلا لأصحاب البطاقات التى تحمل محل إقامة سيناء، فكان الفواخرية يقومون بتزوير البطاقات لصالح المخابرات المصرية لاختراق العدو الإسرائيلى وجمع معلومات عنه. ومن الذين عملوا لحساب المخابرات المصرية محمد القصلى الذى خدم لمدة 7سنوات، وإبراهيم عليان وصبحى مسلم وصالح مطر، وقد كرمهم الرئيس الراحل أنور السادات ومنحهم أنواط الامتياز.
محمد القصلى الفواخرى، عضو مجلس شعب سابق، يقول: دفع إبراهيم عليان ثمن وطنيته، فقد تم قتل أخويه على يد اليهود ومثلوا بجثتيهما، فعلقوهما فى طائرة هليكوبتر ومروا بهما على أهل سيناء لتخويفهم ولتوصيل رسالة مضمونها: كل من يتعاون مع المخابرات المصرية فإن مصيره سيكون مثل أخوى إبراهيم. حزن إبراهيم على ما فعله اليهود بأخويه، فانتقم منهم وفجر سيارة إسرائيلية محملة بالأسلحة فى رفح، فاعتقله الإسرائيليون، وسأله أحد ضباطهم: «إنت عملت كدة ليه؟»، فرد عليه قائلا: وإنتوا عملتوا فى إخواتى كدة ليه؟ وبعد حرب 73 تم إطلاق سراح إبراهيم وزملائه فى حركة لتبادل الأسرى بين مصر وإسرائيل. أحمد الفواخرى يتحدث عن عادات وتقاليد الفواخرية قائلا: فى حالة الزواج التى يكون طرفاها من الفواخرية، فإن أحد كبار العائلة يرعى غداء الحضور، حيث تذبح الخراف، ويقدم كل بيت من الفواخرية شاة أو أكثر، كل حسب استطاعته ومقدرته، على سبيل الهدية.
منقول
جريدة اليوم السابع