الجينية
المطلب الأول :تعريف الجينية(171)
وتسمى أيضاً ( الجانستية ) وهي ديانة مشتقة عن الهندوسية ، ظهرت في القرن السادس قبل الميلاد على يد مؤسسها ( مهاويرا )(172) وما تزال إلى يومنا هذا (173).
قامت الديانة ( الجينية ) لتحرير حركة ( البراهمة ) من مساوئ نظام الطبقات ، لذلك فهي تشابه إلى حد بعيد تاريخ تطور ( البوذية ) ونشوءها . وتكادان لا تفترقان في شيء غير أن ( الجينية ) تؤمن بتناسخ الأرواح والميل إلى نوع صارم من الزهد والتقشف ، إلا إنها اضطرت بعد فشل مقاومتها ( للبراهمة ) إلى العودة لقبول نظام الطبقات بشكل ما ، فقررت الاعتراف بالبراهمة ، وبذلك استطاعت البقاء في الهند (174).
بين مهافيرا زعيم الجينيه وبوذا :
"إن قصة حياة ( مهافيرا ) لا تختلف كثيراً عن قصة حياة ( بوذا) . فقد كانا كلاهما أميراً هندوسياً . وكلاهما درس عقيدته بحماس ، وكلاهما هجر بيته ليصبح راهباً ، وكلاهما وجد عدة عيوب في تعاليم عقيدته ، وكلاهما عاد بعد عدة أيام من التفكير ليبشر بتعاليم جديدة لشعبة الكبير "(175) .
المطلب الثاني :نبذة تاريخية موجزة
بدأ ( مهافيرا ) دعوته في أسرته وأهل مدينته الذين استجابوا لدعوته ، وأخذت دعوته تنمو بين الملوك والأمراء والقواد الذين رأوا في هذه الدعوة تعبيراً عما يجول بنفوسهم من رغبة في الثورة على البرهمانيين .
وظلت دعوته تواصل نجاحها حتى قضى نحبه سنة 527 ق . م وحيداً في خلوته ، ويقال أن ( مهاويرا ) كان
آخر أربع وعشرين داع للجينيه ،يسمى كل واحد منهم ( جينا )-وأن الجينية مذهب قديم جداً (176).وقد كانت الجينية فرقة وأحده طيلة حياة ( مهافيرا ) ولم تحدث فيها إلا خلافات بسيطة ليست ذات جذور عميقة وكانت سرعان ما تسوى هذه الخلافات .وبعد وفاة ( مهافيرا ) حدث انقسام خطير شق الفرقة إلى فرقتين :
1) إحداها تسمى ( ديجاميرا ) أي أصحاب الزي السماوي . وهم الذين اتخذوا السماء كساء لهم ، يميلون على التقشف معظمهم من الكهان والرهبان .
2) الأخرى تسمى ( سوتياميرا ) أي أصحاب الزي الأبيض . وهم طبقة العامة المعتدلون ؛ إذ يفعلون كل أمر فيه خير ويبتعدون عن كل أمر فيه شر وإزهاق أرواح كل ذي حياة .
ولكل من الفرقتين الرئيسيتين آراء في ( المهافيرا ) .
وقد ظلت الطائفة الجينية قليلة العدد ، وأغلبها من طبقة الصيارفة والتجار ؛ لأن المهن الأخرى ، أو الوظائف الحكومية مما تتعارض وتعاليم الدين(177) .
المطلب الثالث :العقائد
1) الإله :
لا تعترف الجينية بآلهة الهندوس خصوصاً الثالوث ( براهما – فشنو – سيفا ) .
ولكن خُلُق المسالمة والمجاملة دفعهم على الاعتراف بالآلهة الأخرى غير الثالوث .
وترتب على عدم اعترافهم بالآلهة ، إنكار الصلاة وإلغاء القرابين ، وعدم الاعتراف بالطبقات .
"الجينية في الأصل ثورة على البراهمة ، لذا فإنهم لا يعترفون بآلهة الهندوس وبالذات الآلهة الثلاثة( براهما – فشنو – سيفا ) ومن هنا سميت حركتهم بالحركة الإلحادية(178) " .
2) النجاة :"طريق الخلاص توبة تقشفية وامتناع عن إيذاء أي كائن حي مهما كانت ضآلته.. ونبذ للاستمتاع بكل لذة خارجية.. لأن اللذة الحسية خطيئة دائمة" (179).
فلا يزرعون الأرض ؛ لأن فيها تمزيق للتربة وسحق الديدان ، ولا يجوز لهم أن يقوموا بغلي الماء حتى لا تقتل الحشرات الموجودة بداخله والتي لا ترى بالعين ، كذلك لا يأكلون العسل لأنه حياة النحل ، ولا يأكلون اللحم فهم يحرمون على أنفسهم كل ما به أذى لأي كائن حي مهما كان صغيراً .
3) الانتحار نعمة : ابرز ما يميز الجينية هو ظاهرة العري والجوع حتى الموت .
" الانتحار مرتبة لا يصل إليها إلا خواص منهم الرهبان الجينيين ، وهم يعملون ذلك رغبة في الخلود والنجاة ، ولا يصلون إلى هذه المرحلة إلا بعد أن يقضوا ثلاثة عشر عاماً في مبادئ الجينية وتعاليمها القاسية (180)"
المطلب الرابع : كتبهم
تعتبر خطب ( مهافيرا ) ووصاياه هي المصادر المقدسة لدى الجينيين ، وقد أنتقل هذا التراث من جيل إلى جيل عن طريق المشافهة ، إلى أن جمع في 46 كتاباً في القرن الرابع قبل الميلاد صارت فيما بعد الكتب الجينية المقدسة .
ومن أهم هذه الكتب : كتاب ( الاثني عشر انكا ) .
وكتاب ( سوترا - كابت - انكا ) الذي يهدف إلى تحصين الرهبان والأحداث . وترسيخ المعتقدات في نفوسهم(181) .
أماكن تواجدها :
واجهت ( الجينية ) صعوبات في انتشارها ؛ بسبب التقشف الشديد الذي تسلكه ، فلم تتجاوز حدود الهند .ويعتبر اتباع الجانتية من أثرياء الهند لأنهم يعملون في التجارة ولا يعملون في الزراعة ؛ لان ذلك إيذاء للأرض ولهم معابد تعد من عجائب الدنيا زينةً وزخرفة منها معبد ( آبو) (182)
المطلب الأول :تعريف الجينية(171)
وتسمى أيضاً ( الجانستية ) وهي ديانة مشتقة عن الهندوسية ، ظهرت في القرن السادس قبل الميلاد على يد مؤسسها ( مهاويرا )(172) وما تزال إلى يومنا هذا (173).
قامت الديانة ( الجينية ) لتحرير حركة ( البراهمة ) من مساوئ نظام الطبقات ، لذلك فهي تشابه إلى حد بعيد تاريخ تطور ( البوذية ) ونشوءها . وتكادان لا تفترقان في شيء غير أن ( الجينية ) تؤمن بتناسخ الأرواح والميل إلى نوع صارم من الزهد والتقشف ، إلا إنها اضطرت بعد فشل مقاومتها ( للبراهمة ) إلى العودة لقبول نظام الطبقات بشكل ما ، فقررت الاعتراف بالبراهمة ، وبذلك استطاعت البقاء في الهند (174).
بين مهافيرا زعيم الجينيه وبوذا :
"إن قصة حياة ( مهافيرا ) لا تختلف كثيراً عن قصة حياة ( بوذا) . فقد كانا كلاهما أميراً هندوسياً . وكلاهما درس عقيدته بحماس ، وكلاهما هجر بيته ليصبح راهباً ، وكلاهما وجد عدة عيوب في تعاليم عقيدته ، وكلاهما عاد بعد عدة أيام من التفكير ليبشر بتعاليم جديدة لشعبة الكبير "(175) .
المطلب الثاني :نبذة تاريخية موجزة
بدأ ( مهافيرا ) دعوته في أسرته وأهل مدينته الذين استجابوا لدعوته ، وأخذت دعوته تنمو بين الملوك والأمراء والقواد الذين رأوا في هذه الدعوة تعبيراً عما يجول بنفوسهم من رغبة في الثورة على البرهمانيين .
وظلت دعوته تواصل نجاحها حتى قضى نحبه سنة 527 ق . م وحيداً في خلوته ، ويقال أن ( مهاويرا ) كان
آخر أربع وعشرين داع للجينيه ،يسمى كل واحد منهم ( جينا )-وأن الجينية مذهب قديم جداً (176).وقد كانت الجينية فرقة وأحده طيلة حياة ( مهافيرا ) ولم تحدث فيها إلا خلافات بسيطة ليست ذات جذور عميقة وكانت سرعان ما تسوى هذه الخلافات .وبعد وفاة ( مهافيرا ) حدث انقسام خطير شق الفرقة إلى فرقتين :
1) إحداها تسمى ( ديجاميرا ) أي أصحاب الزي السماوي . وهم الذين اتخذوا السماء كساء لهم ، يميلون على التقشف معظمهم من الكهان والرهبان .
2) الأخرى تسمى ( سوتياميرا ) أي أصحاب الزي الأبيض . وهم طبقة العامة المعتدلون ؛ إذ يفعلون كل أمر فيه خير ويبتعدون عن كل أمر فيه شر وإزهاق أرواح كل ذي حياة .
ولكل من الفرقتين الرئيسيتين آراء في ( المهافيرا ) .
وقد ظلت الطائفة الجينية قليلة العدد ، وأغلبها من طبقة الصيارفة والتجار ؛ لأن المهن الأخرى ، أو الوظائف الحكومية مما تتعارض وتعاليم الدين(177) .
المطلب الثالث :العقائد
1) الإله :
لا تعترف الجينية بآلهة الهندوس خصوصاً الثالوث ( براهما – فشنو – سيفا ) .
ولكن خُلُق المسالمة والمجاملة دفعهم على الاعتراف بالآلهة الأخرى غير الثالوث .
وترتب على عدم اعترافهم بالآلهة ، إنكار الصلاة وإلغاء القرابين ، وعدم الاعتراف بالطبقات .
"الجينية في الأصل ثورة على البراهمة ، لذا فإنهم لا يعترفون بآلهة الهندوس وبالذات الآلهة الثلاثة( براهما – فشنو – سيفا ) ومن هنا سميت حركتهم بالحركة الإلحادية(178) " .
2) النجاة :"طريق الخلاص توبة تقشفية وامتناع عن إيذاء أي كائن حي مهما كانت ضآلته.. ونبذ للاستمتاع بكل لذة خارجية.. لأن اللذة الحسية خطيئة دائمة" (179).
فلا يزرعون الأرض ؛ لأن فيها تمزيق للتربة وسحق الديدان ، ولا يجوز لهم أن يقوموا بغلي الماء حتى لا تقتل الحشرات الموجودة بداخله والتي لا ترى بالعين ، كذلك لا يأكلون العسل لأنه حياة النحل ، ولا يأكلون اللحم فهم يحرمون على أنفسهم كل ما به أذى لأي كائن حي مهما كان صغيراً .
3) الانتحار نعمة : ابرز ما يميز الجينية هو ظاهرة العري والجوع حتى الموت .
" الانتحار مرتبة لا يصل إليها إلا خواص منهم الرهبان الجينيين ، وهم يعملون ذلك رغبة في الخلود والنجاة ، ولا يصلون إلى هذه المرحلة إلا بعد أن يقضوا ثلاثة عشر عاماً في مبادئ الجينية وتعاليمها القاسية (180)"
المطلب الرابع : كتبهم
تعتبر خطب ( مهافيرا ) ووصاياه هي المصادر المقدسة لدى الجينيين ، وقد أنتقل هذا التراث من جيل إلى جيل عن طريق المشافهة ، إلى أن جمع في 46 كتاباً في القرن الرابع قبل الميلاد صارت فيما بعد الكتب الجينية المقدسة .
ومن أهم هذه الكتب : كتاب ( الاثني عشر انكا ) .
وكتاب ( سوترا - كابت - انكا ) الذي يهدف إلى تحصين الرهبان والأحداث . وترسيخ المعتقدات في نفوسهم(181) .
أماكن تواجدها :
واجهت ( الجينية ) صعوبات في انتشارها ؛ بسبب التقشف الشديد الذي تسلكه ، فلم تتجاوز حدود الهند .ويعتبر اتباع الجانتية من أثرياء الهند لأنهم يعملون في التجارة ولا يعملون في الزراعة ؛ لان ذلك إيذاء للأرض ولهم معابد تعد من عجائب الدنيا زينةً وزخرفة منها معبد ( آبو) (182)