سائق سيارة الترحيلات فى أول تصريحاته الإعلامية: عشت 30 دقيقة فى صراع مع الموت.. والحادث جعلنى فخورا بنفسى وكبيرا فى نظر أولادى وأتمنى الشهادة
الجمعة، 2 يوليو 2010 - 20:41
سائق سيارة الترحيلات خالد سيد عيسوى
var addthis_pub="tonyawad";
شاب لا يتخطى الأربعين من عمره إلا أن ملامح الأسى والحزن المرسومة على وجهه تجعلك تصنفه ضمن أبناء العقد السادس، نحيف الجسد طويل القامة عيناه لا تكف عن الدموع، إنه "خالد سيد عيسوى" سائق سيارة الترحيلات الذى كان له الدور البطولى فى حادث تعدى مجموعة من المتهمين على سيارة الترحيلات أثناء خروجها من نيابة جنوب الجيزة فى طريقها إلى قسم شرطة العياط.
اليوم السابع التقت بالسائق الذى سرد تفاصيل يوم الحادث وقص 30 دقيقة فى رحلته مع الموت بقرية اللبيدة بالعياط أثناء تعدى المتهمين على السيارة المكلف بقيادتها.
أخذ التعليمات بالتحرك من أمام نيابة جنوب الجيزة إلى قسم شرطة العياط بعدما أمرت النيابة بتجديد حبس المتهمين 15 يوما.. قاد السيارة التى يستقلها 10 محبسوين و 4 من رجال الشرطة ولم يدر أنه سيصل إلى القسم بدون أحد أفراد الشرطة الذى استشهد فى الطريق.
أضاف السائق أنه بعد دقائق من تحرك السيارة وبالقرب من قرية اللبيدة، قلل من سرعة السيارة بسبب "مطب" وما إن لمست العجلتين الأماميتين المطب حتى فوجئ بشخصين يخرجان عليه ويشهران فى وجهه بلطة محاولين استيقافه، لكنه أصر على مواصلة السير وضرب أحدهما بمقدمة السيارة ليقع أرضا.. بعدها بثوان معدودات راحت أصوات الأعيرة النارية تنطلق من كل حدب وصوب، يلتقط السائق أنفاسه، ويتابع "حاول المتهمون أن يوقفوا السيارة بأية طريقة إلا أننى واصلت الاستمرار فى السير ، فبدأت الطلقات تتجه نحو الإطارات الأمامية من خلال متهمين يستقلون سيارة نقل.
حاولت الهروب إلا أن المتهمين نجحوا فى كسر "المرايا" فبدأت حالة من الارتباك تنتابنى، واكتشفت أن رجال الشرطة الأربعة أصيبوا بالعديد من الطلقات النارية التى كانت فى طريقها إلينا من كل اتجاه.
صراخ رجال الشرطة وهم يرددون "الله أكبر" كان يزيد من حماسى.. حاولت إنقاذ أرواحهم بأى ثمن إلا أن الموت كان الأقوى، حيث لفظ أحدهم أنفاسه متأثرا بجراحه".
قال: "الموت والحياة" مصطلحين لم نعرف سواهما على مدى 30 دقيقة عشناها تحت طلقات النيران التى حاصرتنا من كل اتجاه، يصوبها نحونا مجهولين لم نعرف عددهم .. تمالكت نفسى لبعض الثوانى وتذكرت أننى أمتلك هاتفا محمولا، إلا أن رعشات أصابع يدى لم تخدمنى، فتمالكت أعصابى وبدأت أبحث عن رقم نائب مأمور قسم شرطة العياط، وبالفعل تمكنت من ذلك وأبلغته بالواقعة فحضر بقوة كبيرة على الفور ونقلوا الشهيد وثلاثة من زملائه المصابين إلى المستشفى على الفور.
"أنا فخور بنفسى وكبرت فى نظر أولادى"، كان هذا هو تعليقه على العمل البطولى الذى قام به، موضحا أن لديه أربع أولاد بنتين 7 و5 سنوات وولدين 4 أشهر وسنتين، ويعيش فى كفر عمار بالعياط برفقة والده بالمعاش ووالدته.
استطرد "كان نفسى أودى أبويا وأمى الحج بس الحمد لله قدمت لهما دورا بطوليا يشرفهما مدى حياتهما"، مشيرا إلى تقاضيه راتبا غير كبير لا يكفى احتياجات والديه أو مصروفات أولاده، الأمر الذى جعله يستغل أيام أجازته للعمل كسائق على ميكروباص.
أبدى خالد سعادته بالعمل فى جهاز الشرطة حيث يرى أنه من أفضل الأجهزة فى البلد قاطبة لكونهم يقع على عاتقهم الحفاظ على أرواح المواطنين وتحمل المصاعب من أجل ذلك وربما وصل الأمر إلى التضحية بالروح، فهم الذين يسرقون سويعات نوم فى مكاتبهم ويفضلون السهر من أجل حماية أرواح الملايين.
وتابع أنه يتخيل الآن الشهيد وهو يطير فى الجنان مع الصديقين والنبيين والشهداء وحسن أولئك رفيقا، متمنيا أن يموت شهيدا حتى ينعم بجنة الرحمن مثله.
اقتنصت اليوم السابع هذا الحوار مع السائق بعدما كرمه اللواء أسامة المراسى مساعد وزير الداخلية ومدير أمن 6 أكتوبر على دوره البطولى، الذى أكد أن الداخلية لا تتوانى عن تكريم أبنائها الجادين الذين يقدمون أرواحهم رخيصة من أجل الوطن.
كان اللواء أسامة المراسى مساعد وزير الداخلية ومدير أمن 6 أكتوبر، تلقى إخطاراً من قسم شرطة العياط يفيد أنه أثناء سير سيارة الترحيلات التابعة لمركز العياط 87/198559 شرطة قيادة "خالد سيد" فى طريق العودة عقب الانتهاء من مأمورية عرض 10 متهمين على نيابة جنوب الجيزة تعرضت لإطلاق أعيرة نارية من مجهولين بطريق أسيوط الزراعى أمام قرية اللبيدة، إلا أن قائدها لم يتوقف وتخطى المنطقة رغم تعرض إطارات السيارة للتلف.
أفادت التحريات التى قادها اللواء أحمد عبد العال مدير مباحث 6 أكتوبر، أن السيارة كان يستقلها 10 متهمين، هم "عبد العزيز.ح" المحبوس على ذمة القضية رقم 3560/2010 جنايات العياط "مخدرات" و"عاطف.م" المخلى سبيله فى القضية رقم 3183/2007 جنايات العياط "سلاح"، والذى أصيب بطلق نارى بالكتف الأيسر وآخر بالساق الأيسر وتم تحويله إلى مستشفى قصر العينى، و"محمود.ع" المخلى سبيله فى القصتين 16688 و16761 لسنة 2009 جنح العياط "تبديد" والمصاب فى الحادث بطلق نارى بالفخذ الأيمن، و"سناء.م" المخلى سبيلها فى القضية 23386 لسنة 2010 جنح العياط "تبديد" ومصابة بطلق نارى بالفخذين، و"إبراهيم.ق" المخلى سبيله فى القضية 10766 لسنة 2010 جنح العياط تبديد، و"محمد.ع" المخلى سبيله فى القضية رقم 737 لسنة 2010 جنح العياط تبديد، و"تامر.ا" المخلى سبيله فى القضيتين 11508 و11509 لسنة 2009 جنح العياط تبديد، و"أيمن.س" المخلى سبيله فى القضية رقم 12283 لسنة 2009 جنح العياط "تبديد"، و"محمود.م" والمحبوس على ذمة القضية رقم 13205 لسنة 2009 جنح العياط تبديد، و"محمود.ن" المفرج عنه فى القضية رقم 14569 لسنة 2002 جنح العياط "قتل خطأ".
وأضافت التحريات ذاتها، أنه كان يوجد بالسيارة أربعة من أفراد الأمن وهم محمد خليفة "شرطى" استشهد فى الحادث مخلفاً وراءه ثلاثة بنات، ومنصور محمد "رقيب شرطة" مصاب بطلق نارى وكسر بالساق اليمنى، وسيد جبريل "رقيب شرطة" مصاب بطلق نارى أسفل العمود الفقرى والحوض، وتم نقله إلى مستشفى الشرطة بالعجوزة، وشعبان عبد التواب "عريف" لا توجد به أية إصابات.
وكشفت التحريات أن والد وشقيق المتهم الأول واثنين من أقاربه استهدفوا السيارة أثناء عودتها وأطلقوا عليها النيران من أسلحة كانت بحوزتهم لتهريبه إلا أنهم فشلوا، فتم جمع التحريات عن أماكن تواجد المتهمين والقبض عليهم وبمواجهتهم بالواقعة اعترفوا بارتكابهم لها، ليتم تحرير المحضر رقم 2525 لسنة 2010 بالواقعة وأخطرت النيابة التى أمرت بحبسهم.