الحكم على هشام طلعت مصطفى
الحكم على هشام طلعت مصطفى
في قضية سوزان تميم : الحكم على هشام طلعت مصطفى و محسن السكري بالسجن
لا صوت يعلو فوق صوت المفاجأة.. حكم مباغت اصدرته محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار عادل عبد السلام جمعة أمس في قضية مقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم المتهم فيها ضابط الشرطة السابق محسن السكري ورجل الأعمال هشام طلعت مصطفي.
عاقبت المحكمة محسن السكري بالسجن المؤبد في تهمة القتل والمشدد ثلاث سنوات بتهمة حيازة سلاح.. و الحكم على هشام طلعت مصطفى بالسجن المشدد 15 سنة عن تهمة التحريض على القتل.. ومصادرة المليوني دولار التي ورد في الاتهامات ان السكري حصل عليها من هشام مقابل تنفيذ الجريمة.. ومصادرة السلاح والذخيرة المضبوطة.. وألزمت المحكمة المتهمين بالمصروفات الجنائية.
وتضمن الحكم على هشام طلعت مصطفى إحالة الدعوى المدنية المقامة من والد سوزان تميم وشقيقها ووالدتها الى المحكمة المدنية.. ورفض الدعوى المقامة من كل من رياض العزاوي البريطاني من اصل عراقي واللبناني عادل معتوق والذي يدعي كل منهما ان المجني عليها كانت على عصمته عند وفاتها للمطالبة بالميراث في ثروتها وأشارت المحكمة الى ان هذه الدعوى سبق الفصل فيها باحالتها الى المحكمة المدنية المختصة.. كما تضمن الحكم على هشام طلعت مصطفى رفض الدعوى المقامة من احد المحامين ضد وزير العدل حول حضور محامين أجانب في القضية.
صدر الحكم على هشام طلعت مصطفى في قضية سوزان تميم برئاسة المستشار عادل عبد السلام جمعة وعضوية المستشارين محمد حماد واسامة جامع وبحضور المستشارين مصطفى سليمان المحامي العام الأول لنيابات استئناف القاهرة ومصطفى خاطر المحامي العام الأول لنيابات شرق القاهرة وامانة سر سعيد عبد الستار ومحمد فريد.
أكد المستشار عادل جمعة رئيس المحكمة أن المحكمة تولد لديها الاطمئنان والقناعة لاصدار هذا الحكم وانها سألت الدفاع عن اي طلبات أخري.. واشار الى أن الدفاع سبق له وأن تحدث أمام المحكمة.. وردا على سؤال حول ما يثور من عدم سماع المحكمة لمرافعة الدفاع قال إن المحكمة لديها ما ترد عليه في ذلك وسيكون ذلك مفصلا في حيثيات الحكم.. وقال إن هناك وقائع مماثلة في قضايا مثل نواب القروض اصدرت فيها المحكمة مكتفية بالرجوع الى مرافعة سابقة للدفاع.
وأشار المستشار عادل جمعة الى انه سوف تودع المحكمة حيثيات الحكم في القضية ويتم تسليمها للصحفيين والاعلاميين وهيئة الدفاع يوم 27 اكتوبر القادم بمقر المحكمة.
وقد استندت المحكمة في الحكم على هشام طلعت مصطفى على وثيقة التنازل عن الدعوى المدنية التي تقدمت بها أسرة سوزان تميم ضد هشام طلعت.. حيث كانت المحكمة تسلمت هذه الوثيقة وجاء فيها أن أسرة المجني عليها تتنازل عن الدعوى المدنية المقامة ضد هشام طلعت مصطفي.. وأشارت أسرة المجني عليها في وثيقة التنازل الى أن ما سبق وأن اتهمت به هشام طلعت كان اساسه اعتقاد خاطيء تولد لدي الأسرة مما نشرته وسائل الاعلام واشارت الأسرة في تنازلها الى تقديرها لهشام طلعت.
وكان قد اثير ان اسرة المجني عليها تنازلت مقابل مبلغ مالى كبير إلا أن ذلك نفاه دفاع هشام ووالد سوزان.
فاجأ الحكم على هشام طلعت مصطفىالجميع.. الدفاع.. والمتهمين.. والصحفيين والإعلاميين الذين حضروا الجلسة.. ربما فاجأ النيابة نفسها.
الحكم على هشام طلعت مصطفى 2010 صدر في جلسة كانت مليئة بالمفاجآت من بدايتها.. فقد قدم دفاع هشام طلعت مذكرة للمحكمة تتنازل فيها عن بعض الطلبات التي تقدم بها في الجلسة السابقة.. وعلل ذلك بأنه رغبة منهم لعدم اطالة أمر الدعوي.. واعترض دفاع السكري على ذلك وتصور البعض ان هذا بداية انشقاق في وحدة الصف بين هيئتي الدفاع عن المتهمين.. في حين تصور آخرون أنها خطة متفق عليها من جانب هيئتي الدفاع واعلن دفاع السكري أمام المحكمة تمسكه بكافة الطلبات وعدم التنازل عن أي طلب.
مفاجأة أخرى خلال الجلسة.. ما ذكرته خبيرة الطب الشرعي هبة العراقي في شهادتها أمام المحكمة.. عندما سألها السكري من قفص الاتهام: هل عثرت على عينات بيولوجية لي في الملابس التي قيلت انها لي فقالت الشاهدة انها لم تحلل بيولوجيا وإنما قامت بأخذ عينة من التلوثات الدموية.. ولم تجد بصمة مختلطة .. وقد اختلفت وجهات النظر في الإجابة حيث رأي فريق من المتابعين ان ما ذكرته الشاهدة من عدم وجود بصمة مختلطة تتناقض مع ما ذكرته من قبل من وجود بصمة مختلطة.. في حين ذكري الفريق الآخر أن الشاهدة لم تقصد نفي وجود البصمة المختلطة وتم الاتفاق على التأكد مما قالته من هيئة المحكمة عقب رفع الجلسة.. إلا أن صدور الحكم أنسي الجميع سؤال المحكمة حول هذه النقطة .
حالة من الذهول ملأت قاعة المحكمة مجرد أن نطق رئيس المحكمة: حكمت المحكمة.. لم يصدق أحد أن يكون الحكم بهذه السرعة ومرافعة الدفاع لم تتم بعد وهناك شهود سيتم الاستماع إليهم.. اشرأبت الاعناق والآذان.. لتستمع الى الحكم.. المتهمان.. الدفاع والحضور أصابتهم المفاجأة.. وبدأ رئيس المحكمة في النطق بالحكم الذي جاء في ستة بنود.
بمجرد ان نطق رئيس المحكمة الفقرة الخاصة بالسجن المؤبد للسكري.. لم ينتظر الكثير من الحاضرين لسماع بقية البنود فلقد نجا السكري من الإعدام وبالتالى فان الفقرة التالية من الحكم عندما نطقت المحكمة بالسجن المشدد خمسة عشر سنة على هشام طلعت ازداد ثقل المفاجأة.. فرحة مكتومة لدي المتهمين وأقاربهما وهيئة الدفاع.
دخلت هيئة المحكمة الى غرفة المداولة عقب النطق بـ الحكم على هشام طلعت مصطفى وانقلبت القاعة رأسا على عقب.. طار السكري فرحا من نجاته من حكم الاعدام السابق صدوره عليه في المحاكمة الأولي وبدت عليه علامات الفرح وهو داخل قفص الاتهام.. وأخذ يردد أنا مظلوم.. ما قتلتش سوزان تميم .
أما هشام طلعت ظل صامتا عقب الحكم وسرعان ما قام رجال الأمن باخراجه هو ثم السكري من قفص الاتهام لاعادتهما لمحبسهما.
حاول الصحفيون والاعلاميون الوصول الى هشام والسكري بكل الطرق إلا أن الأمن سيطروا على الموقف بهدوء وعلى الحالة التي اصابت الجميع