March 02 2011 09:22
قال الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة السابق، إنه فوجئ بوجود 14 وزيراً قديماً من ذوى السمعة السيئة، وعلى رأسهم أنس الفقى وزير الإعلام السابق فى الوزارة، عندما وافق على تولى منصب وزير الثقافة، ووجد نفسه بين خيارين، إما أن يعود إلى منزله، وذلك كان مستحيلاً، لأنه على وشك حلف اليمين، أو يبقى فذهب إلى حلف اليمين وكله توتر حسب قوله.أضاف عصفور فى حوار مع جريدة الاتحاد الإماراتية، لقد ذهبت يوم 7 فبراير، إلى مجلس الوزراء وأنا متوتر، فأعطى لنا السيد أحمد شفيق الفرصة للكلام خلال الجلسة، فبادرت فوراً للحديث فى ثلاث نقاط. النقطة الأولى هى شكر الجيش الذى آخى الشعب وحمى الشبان فى هذه الثورة المجيدة. النقطة الثانية طالبت بالتحقيق فوراً مع الذين ارتكبوا جرائم اغتيال الشهداء، أيا كانوا ومن كان وراءهم. والنقطة الثالثة قلت: أرجو أن أكون مطمئنا لأننى أنا مستقل، ولست من الحزب الوطنى، ووجودى كمستقل فى هذه الوزارة يمكن أن يكون بداية لحكومة ائتلاف وطنى، لأنه لا حل للأزمة الحالية إلا بحكومة ائتلاف وطنى تمثل كل القوى الوطنية، وغير هذا ستكون عملية ترقيع
وخلال حديثى كنت أقاطع بالقول إننى أتحدث فى أمور خارجة عن جدول الأعمال، وكان يتولى هذه المقاطعة الوزير مفيد شهاب، ثم بعد انتهيت صدرت تعليقات عديدة، مثل: هؤلاء ليسوا ثواراً، وليسوا ضمير مصر، هؤلاء بلطجية وكانت التعليقات صادرة من وزير البترول، ووزير العدل، ووزير الخارجية. فاعترضت وقلت: يا إخوان هؤلاء الشباب هم ضمير مصر النابض
إلى أن جاء الدور على أنس الفقى الذى خبط على الطاولة بطريقة تسلطية وقال: أى ائتلاف وطنى، هذه وزارة حزب وطنى، وإذا كنا نستعين بأحد من خارج الحزب الوطنى، فذلك لأنه يمكن أن يفيد، لكننا سوف نجبره على أن يكون من الحزب الوطنى وكان يقصدنى طبعا لأنه لا يوجد مستقل غيرى. ثم بدا يظهر وكأننى قد ارتكبت جريمة. لحسن الحظ فإن الوزيرة الدكتورة مشيرة خطاب، همست فى أذنى وهى خائفة من هذا الإرهاب، وقالت لى أنت معك حق فى كل ما تقول وأنا سوف أدعمك. وبعد قليل تفضلت مشيرة خطاب بأن تقول ما قلته، ولكن بشكل مهذب وأكثر دبلوماسية، ولكنه ليس صريحاً وحاداً كما فعلت
وعن موقف الدكتور زاهى حواس، وزير الدولة لشئون الآثار، فى هذه الجلسة قال كان صامتا صمت القبور، بل بالعكس عاتبنى عندما خرجنا بأننى عنيف وصريح، وصراحتى وعنفى لا لزوم لهما الآن، وأن ليس هذا وقت أن نقول هذا، وأنه هو شخصيا ليس فى الحزب الوطنى، وكانت تلك المعلومة مفاجأة لى. فقلت له ما معناه أنت حر، لكن موقفى ينبغى أن يكون واضحاً. المهم، انتهت الجلسة، فخرجت وأنا مصمم على الاستقالة
وأشار لقد تدخل الفريق أحمد شفيق مرة واحدة لمصلحتى، عندما قلت إن عدد الشهداء هو 300 شهيد، فاعترض وزير الداخلية قائلاً لماذا أنت تتكلم عن الشباب فقط، لماذا لا تتكلم عن الجيش وعن الشرطة، فقال له الفريق أحمد شفيق، للأمانة، يا سيدى هو لا يتحدث عن شهداء من هذا الجانب أو ذاك، هو يتحدث رقم عام.عندما انتهى الفريق شفيق من تهدئة وزير الداخلية، انبرى فوراً وزير الصحة وهو عضو لجنة السياسات وكان عميدا لكلية الطب، وقال إن المعلومة التى يعطيها الدكتور جابر عن عدد الشهداء خاطئة، وأن عدد الشهداء أقل من مائة، ونحن لم نحصر بعد، بينما كنت أعلم من زملائى فى كلية الطب أن هناك ما لا يقل عن 200 جثة موجودة فى مشرحة القصر العينى، طبعا رددت عليه، لكن كان واضحاً أنه يدافع عن الحزب الوطنى، وأصبحت أنا عدو الحزب الوطنى، ويشرفنى أن أكون عدواً له
مؤكداً أن استقالته لم تكن لأسباب صحية، كما أشيع، حيث عرض أسبابه على النحو الآتى: أولا، إنه لا يمكن النظر إلى هذا الشباب على هذا النحو، وثانياً: إنه لا يمكن أن تصلح الوزارة لأداء عملها وتحتفظ بنصف الوجوه القديمة، وثالثا: إنه لا أمل إلا بتشكيل وزارة تقوم على الائتلاف الوطنى