تصاعدت حدة القتال بين ثوار17 فبراير والكتائب الأمنية التابعة للزعيم الليبي معمر القذافي امس إلي ذروتها, حيث تقهقرت المعارضة باتجاه الشرق فيما حققت قوات القذافي تقدما كبيرا- بوابل من نيران الطائرات والدبابات والمدفعية والزوارق البحرية.
ليستعيد السيطرة علي مناطق رئيسية بوسط وغرب ليبيا. وبعد هجمات ضارية لكتائب القذافي أعلنت القوات الحكومية سيطرتها علي مدن الزاوية وراس لانوف والبريقة.
وأكد مراسلون غربيون أن الزاوية قد دمرت بفعل القصف علي مدي أيام, وانه لا يوجد في الشوارع سوي مجموعات من رجال القذافي يحتفلون بالنصر, مضيفا انهم مصممون علي الانتقام, ويفتشون المباني بحثا عن أي دليل علي وجود المقاتلين الذين نجحوا في صدهم بعيدا علي مدي أسبوع.
وأقر متحدث باسم قوات المعارضة بأن قوات القذافي دخلت راس لانوف, وقال لوكالة رويترز إن المعارضة تخوض قتالا شرسا لفرض سيطرتها مجددا علي المدينة.
وقالت المعارضة إن طائرات حربية وزوارق حربية للقوات الحكومية قصفت مواقع المقاتلين في راس لانوف التي تبعد نحو500 كيلومتر الي الشرق من معقل القذافي, فيما تحدث المقاتلون ايضا عن شن غارة جوية علي البريقة وهي مرفأ نفطي آخر يبعد90 كيلومترا الي الشرق.
كما ذكر شهود عيان ان القوات الموالية للزعيم الليبي شنت هجوما جويا أمس قرب بلدة العقيلة الواقعة إلي الشرق من خط مواجهة يقاتل عنده المعارضون المسلحون للسيطرة علي راس لانوف.
وقال مسئولان كبيران في المخابرات الامريكية- في السياق ذاته- ان المعارضة الليبية فقدت قوة الدفع وانها من غير المرجح ان تنجح في الاطاحة به.
وجاءت هذه التصريحات في الوقت ابتعدت فيه واشنطن اكثر عن فكرة القيام باي تحرك عسكري.
وتواصلت- علي الصعيد الدولي- الجهود الرامية لوضع حد لنزيف الدماء في ليبيا, حيث أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن بلاده ستكون مستعدة لشن غارات محددة الأهداف ضد النظام الليبي كملاذ أخير لحماية المدنيين الليبيين.
جاءت تصريحات الرئيس الفرنسي بينما كان قادة الاتحاد الأوروبي يتوافدون للمشاركة في أعمال قمة الاتحاد الأوروبي الطارئة في بروكسل, والتي اتفق رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي الـ27 علي المطالبة بتنحي القذافي فورا.
وقال ساركوزي: لقد أعربنا عن استعدادنا..لـ(شن) غارات ذات طبيعة دفاعية محضة..لكن ذلك مرهون بلجوء القذافي لاستخدام الأسلحة الكيميائية أو الاعتداء علي المتظاهرين بشكل سلمي.
وشدد ساركوزي علي أن هذه الغارات ستشن( لكن) بشرط أن تدعو الأمم المتحدة لها وأن تقبلها الجامعة العربية وتريدها سلطات( المعارضة) الليبية.وقال ساركوزي إنه ناقش الفكرة مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون, وأن بريطانيا أعلنت مشاركتها في ذلك الالتزام.
وطالبت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل القذافي بالتنحي فورا وقالت انها لا تعتبره متحدثا شرعيا باسم ليبيا.
وفيما بدا استنفارا للتحرك العربي قبل الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب اليوم قالت مسئولة الشئون الخارجية بالاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون إنه إذا قررت الجامعة العربية أن الحركة التي تقاتل للاطاحة بالزعيم الليبي شرعية فربما يعترف الاتحاد الأوروبي بها أيضا.
وقال وزير الخارجية الألماني جيدو فسترفيله إن المانيا تريد ان تستمع اوروبا لآراء جيران ليبيا وجامعة الدول العربية قبل أن تقرر ما اذا كانت ستعترف بالمعارضة المسلحة التي تقاتل للإطاحة بالقذافي.
وقال فسترفيله للصحفيين أود أولا أن أعرف كيف تنظر الدول في المنطقة والجامعة العربية( للمعارضة) قبل أن نشكل نحن في أوروبا رأينا النهائي.
ومن جانبه, أعلن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة سترسل قريبا فرق مساعدات إلي شرق ليبيا كما تستعد للمشاركة في مناقشات مع زعماء المعارضة الليبية, وذلك في الوقت الذي يتجه فيه الوضع في البلاد إلي التأزم علي نحو متنام علي ما يبدو.
وأضاف أنه سيتم إرسال فرق المساعدات بالتعاون مع زعماء المعارضة الذين يمثلون الحكومة الفعلية في شرق ليبيا, وشدد علي أن هذا التحرك لن يشمل عناصر عسكرية أو أمنية من الولايات المتحدة.
وعلي صعيد اجتماع الجامعة العربية غدا, أكدت الجامعة أ نها لن تسمح لوفد ليبيا بالمشاركة في الاجتماع, لكن ممثلي الجامعة قد يجتمعون مع المبعوثين الليبيين علي هامش الاجتماع لبحث سبل انهاء الازمة.
وفي وقت سابق قال مسئولون في مطار القاهرة والسفارة الليبية ان الوفد الذي أرسله القذافي وصل الي القاهرة أمس في مسعي لحضور الاجتماع