طوكيو ـ وكالات: توقعت وسائل إعلام محلية أن يتجاوز عدد قتلى موجات مد عاتية نتجت عن أقوى زلزال مسجل في اليابان، ألف شخص على طول سواحل شمال شرق البلاد، الجمعة بعدما جرفت امواج المياه كل شيء في طريقها.
وجرى إجلاء الآلاف من المنطقة المحيطة بمحطة نووية بعد ارتفاع مستوى الاشعاع في المفاعل، لكن لم ترد أنباء بشأن ما إذا كان قد حدث تسرب بالفعل.
وفيما يسلط الضوء على المخاوف بشأن محطة فوكوشيما النووية، التي تبعد نحو 240 كيلومترا إلى الشمال من طوكيو، قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إن القوات الجوية الأمريكية نقلت مواد تبريد لتجنب ارتفاع درجة حرارة القضبان النووية بالمنشأة.
وعرضت عشرات الدول المساعدة بعد الكارثة التي تتكشف ابعادها رويدا رويدا في أعقاب الزلزال الذي بلغت شدته 8.9 درجة وموجات المد التي ارتفعت إلى عشرة أمتار.
وقالت الصين إن فرق الانقاذ على استعداد للمساعدة في جهود الاغاثة، في حين أبلغ الرئيس الأمريكي باراك أوباما رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان أن الولايات المتحدة مستعدة لتقديم أي مساعدة تحتاجها بلاده.
وأظهرت لقطات تلفزيونية سيلا موحلا يحمل السيارات ويحطم منازل بسرعة عالية، في منطقة زراعية قرب مدينة سينداي الساحلية التي يقطنها مليون شخص، والتي تبعد 300 كيلومتر إلى الشمال الشرقي من طوكيو. وقذفت الموجات سفنا إلى رصيف الميناء.
وسعى سياسيون يابانيون إلى إصدار ميزانية طارئة لتمويل جهود الإغاثة، بعدما طلب منهم رئيس الوزراء 'إنقاذ البلد' وفق ما ذكرته وكالة كيودو للأنباء.
واليابان بالفعل أكثر الدول المتقدمة ديونا، مما يعني أن أسواق المال ستراقب عن كثب أي جهود تمويل.
وقالت وسائل إعلام محلية إن من المتوقع أن تتجاوز حصيلة القتلى ألف شخص، أغلبهم لقوا حتفهم غرقا على ما يبدو. ويشير حجم الدمار على طول الشريط الساحلي الطويل إلى أن العدد قد يرتفع كثيرا.
وصدرت تحذيرات من موجات مد عاتية على طول سواحل المحيط الهادي، إلا أن التحذير ألغي في وقت لاحق بالنسبة لبعض أكثر الدول سكانا في المنطقة، ومنها استراليا وتايوان ونيوزيلندا. وكان الدمار صادما حتى في بلد اعتاد الزلازل.
وقالت ري سوجيموتو مراسلة التلفزيون الياباني في سينداي 'غمرت المياه منطقة كبيرة في سينداي قرب الساحل. نسمع أن الناس الذين تم إجلاؤهم محاصرون.
'هرع نحو 140 شخصا بينهم أطفال إلى مدرسة ابتدائية وهم يحتمون بسطح المدرسة، لكن المياه تحاصرهم ولا يمكنهم الذهاب إلى أي مكان آخر'.
وتفخر اليابان بنظام للإنذار المبكر من موجات المد العاتية جرى تطويره عدة مرات منذ بدء العمل به في 1952، إحداها بعد زلزال بقوة 7.8 درجة أثار موجات مد بارتفاع 30 مترا قبل أن يصدر التحذير.
وبنت الدولة عددا كبيرا من حواجز الموج والسدود لحماية الموانئ والمناطق الساحلية، رغم أن خبراء يقولون إنها ربما لم تكن تكفي لمنع كوارث مثل التي حدثت اليوم. ودعا كبير أمناء مجلس الوزراء يوكيو ايدانو المواطنين إلى البقاء في أماكن آمنة.
وفي طوكيو اكتظت الطرق بالسكان الذين فروا في وقت سابق، مع محاولتهم العودة إلى بيوتهم بعد تعطل جانب كبير من وسائل المواصلات في المدينة.
واستأنف كثير من الأنفاق في طوكيو العمل في وقت لاحق، لكن القطارات لم تعمل. ونام من لم يقرروا العودة إلى منازلهم في مبان إدارية.
وقالت وكالة كيودو للانباء إن الزلزال وهو الأشد قوة منذ بدأت اليابان الاحتفاظ بسجلات قبل نحو 140 عاما، أشعل ما لا يقل عن 80 حريقا في مدن وبلدات على طول الساحل.
وجرى إغلاق محطات طاقة نووية ومصاف نفطية واشتعلت النار في مصفاة. وأظهرت لقطات تلفزيونية حريقا هائلا في منطقة ساحلية قرب سينداي.
وأغلقت مصانع للسيارات والالكترونيات ومصاف ولحقت اضرار كبيرة بالعديد من الطرق. وانقطعت الكهرباء عن ملايين المنازل والشركات. وأغلقت عدة مطارات بينها مطار ناريتا في طوكيو، وتوقفت خدمات السكك الحديدية. وأغلقت جميع الموانئ.
وقال البنك المركزي إنه سيقلص مدة مراجعة للسياسة مقررة الاسبوع القادم من يومين إلى يوم واحد هو الاثنين، ووعد ببذل قصارى جهده لضمان استقرار السوق المالية.
وكان الزلزال خامس أشد زلزال يشهده العالم في المئة عام الماضية. وتتجاوز شدته زلزال جريت كانتو في أول ايلول/ سبتمبر 1923 الذي بلغت قوته 7.9 درجة وأسفر عن مقتل أكثر من 140 ألفا في منطقة طوكيو.