March 25 2011 23:37
نقلت وكالات أنباء عن شهود عيان أن صدامات وقعت بين متظاهرين وقوات أمنية في دمشق ومدن وبلدات سورية أخرى، أدت إلى مقتل وجرح العشرات، في حين خرجت مظاهرات مؤيدة للرئيس السوري بشار الأسد . وقال سكان إن قوات الأمن السورية قتلت ثلاثة أشخاص في المعضمية إحدى ضواحي دمشق بعدما واجه حشد موكب سيارات لمؤيدي الرئيس السوري بشار الأسد . وقال أحد السكان “دخلت السيارات المعضمية بعد احتجاج للسكان لإدانة عمليات القتل في درعا
كان نحو ألفي شخص تجمعوا في الحي عقب صلاة الجمعة وقاموا بتكسير حافلة حكومية وسيارة للقوات الأمنية، ورشقوا مبنى البلدية بالحجارة، وهم يهتفون “سلمية سلمية” و”حرية حرية” و”الحرية لأهل درعا” . وانسحبت بداية قوات الأمن التي قدمت إلى المكان لعدم الاشتباك مع المتظاهرين، إلا أن أعداداً كبيرة منهم عادت لاحقاً واصطدمت مع المتظاهرين .وانطلقت مظاهرات في دمشق، بينها مؤيد للرئيس السوري وأخرى معارضة . وقدر عدد المشاركين في تظاهرة في ساحة الأمويين بنحو 15 ألف مشارك، وخرج نحو 1000 شخص من ساحة المسكية قرب الجامع الأموي، مرددين “بالروح بالدم نفديك يا بشار” و”الله سورية بشار وبس” . ونقل شهود عيان أن عناصر أمنية دخلت إلى مسجد المحطة في بلدة الزبداني، 50 كم شمال غرب دمشق، “بينما سمعت أصوات تردد هتافات من داخل المسجد” . وخرجت مظاهرات في كل من مدينة دوما والتل وكذلك الرقة وحماه، وهي مظاهرات مؤيدة للأسد
وفي مدينة حمص نشب اشتباك بين متظاهرين مؤيدين للأسد، وآخرين مطالبين بالحرية وتأييداً لدرعا . وقال شهود إن نحو خمسة آلاف شخص خرجوا في مسيرة تأييد للأسد وهم يهتفون “الله سورية بشار وبس”، بينما ردد نحو ألف متظاهر شعارات مطالبة بالحرية وتغيير المحافظ الذين يتهمونة بالفساد ومناصرة مدينة درعا . وأفاد شهود عن وقوع قتلى وجرحى في اشتباكات حمص، إلا أنه لم يتم تحديد العدد .وفي حلب، شمال سوريا، خرج المئات من الجامع الكبير “الأموي” وهم يرددون شعارات مطالبة بالحرية ومناصرة مدينة درعا . كما قال شهود إن مظاهرات انطلقت في كل من مدينة القامشلي ودير الزور، حيث أفيد باعتقال عدد من المتظاهرين
ونقلت التقارير عن شهود أن اشتباكات اندلعت بين المتظاهرين وقوات الأمن في بلدة الصنمين، التي تبعد 40 كيلومتراً جنوب دمشق، أدت إلى مقتل 15 شخصاً، ولم يتسن التأكد من هذه الحصيلة من مصادر مستقلة أو رسمية . ونقل عن شاهد أن متظاهرين، كانوا يهتفون “حرية حرية”، و”بالروح نفديك يا درعا”، أقدموا على حرق مبنى الفرقة الحزبية والمخفر في الصنمين . وأضاف أن قوات الأمن اصطدموا مع المتظاهرين وردوا بإطلاق النار، ما أدى إلى مقتل 15 و جرح 40 .ونقلت “فرانس برس” عن ناشط حقوقي مصرع 17 متظاهراً نتيجة إطلاق النار عليهم فيما كانوا يتوجهون إلى درعا قادمين من القرى المجاورة لها . وأكد الناشط الذي رفض الكشف عن اسمه “لقي 17 متظاهراً مصرعهم عندما تم إطلاق النار عليهم بينما كانوا متوجهين من الصنمين (40 كلم شمال درعا) إلى درعا” . ولم تتمكن الوكالة من تأكيد الخبر من مصدر محايد أو من مصادر طبية
وقال شاهد عيان تظاهر أكثر من 10 آلاف شخص في ساحة درعا، حيث قام أحد المتظاهرين بتمزيق صورة للرئيس السوري كما قام اثنان من المتظاهرين بمحاولة تحطيم وحرق تمثال للرئيس السابق حافظ الأسد” . وأضاف “قام رجال الأمن وبعض العناصر الذين كانوا في مقر حزب البعث الحاكم بإطلاق النار على المتظاهرين وأردوا أحدهم” . وأضاف الشاهد “اضطررت إلى الفرار للاحتماء، إلا أن شهودا أكدوا لي وقوع المزيد من القتلى” . وأضافت مراسلة “فرانس برس” أنه في “منطقة أزرع المتاخمة لدرعا انتشرت قوات كبيرة للجيش وتموضعت باصات عسكرية على مفارق القرى المؤدية إلى درعا .وفي منطقة داعل (شمال درعا) ذكرت مراسلة ثانية أن “نحو 300 متظاهر تتقدمهم عشرات الدراجات النارية خرجوا إلى الشارع وهم يهتفون “داعل ودرعا ما بتنهان”، بينما كان أطفال يلوحون بالكوفيات . وأفادت المراسلة بأن “العشرات تجمعوا في قرية الشيخ مسكين وركبوا السيارات وانطلقوا باتجاه درعا
على صعيد اخر حذّرت مجموعة الأزمات الدولية من أن القمع يؤدي إلى تبديد الرصيد السياسي للرئيس السوري بشار الأسد ويزيد المطالب الشعبية، وحثته على إظهار قيادة واضحة لأن رصيده أقل اعتماداً على نجاحاته السابقة في السياسة الخارجية من قدرته على الارتقاء إلى مستوى التوقعات الشعبية في أوقات الأزمات الداخلية الخطرة . وكتبت المجموعة في تحليل خاص حول الأحداث الأخيرة في سوريا نشرته أمس على موقعها الإلكتروني، إن شيئاً واحداً ممكن أن يغير الأمر بسرعة كبيرة وفعالة نحو الأحسن، وهو موقف الرئيس نفسه
ورأت أن الأسد “لديه أرصدة مهمة وهو يمتلك رصيداً سياسياً مميزاً وفقاً للمعايير الإقليمية، والآن جاء الوقت لإنفاقه . وفي كل يوم يمر، يؤدي القمع إلى تبديد هذا الرصيد وزيادة المطالب الشعبية، ما يجعل أي عمل بنّاء أكثر صعوبة” .وأكدت أن “الجلوس وانتظار مرور العاصفة قد يكون خدم النظام بشكل جيد في الماضي . ولكن الآن، يجب على النظام أن يكافح هذه الغرائز إذا أراد أن يحافظ على إمكانية التوصل إلى حل سلمي . واعتبرت أن على الأسد أن يظهر قيادة واضحة الآن” .وقالت إن “إفساح المجال للأجهزة لتتصرف سوف يرسل رسالة خاطئة إلى شريحة من الشعب التي لن تنتظر النظام طويلاً حتى يعمل على طرح رؤية شاملة وذات مصداقية”، مشيرة إلى أن القمع الذي تم ارتكابه تحت مسؤوليتهكلفه ثمناً باهظاً . وشددت على أن الأسد هو الوحيد الذي يستطيع أن يبرهن على أن التغيير ممكن وجار العمل به الآن ويعيد بعض الشعور بالوضوح والتوجيه لأجهزة السلطة وطرح أطر عمل تفصيلية من أجل التغيير الهيكلي
وأوضحت أن هذا يجب أن يشمل خطوات عدة منها أن يتكلّم الأسد بصورة صريحة ومباشرة مع شعبه، ويحدد التحديات ويؤكد عدم قبول وجدوى القمع، ويقدم التعازي لأسر الضحايا، ويأمر بإجراء تحقيق جدي وشفاف حول العنف في درعا، واقتراح آلية شاملة لمناقشة المزيد من الإصلاحات بعيدة المدى .وأضافت إن عليه أيضاً أن يعلن التدابير الفورية التالية: إطلاق سراح جميع السجناء السياسيين ورفع قانون الطوارئ والسماح بالمظاهرات السلمية، وفتح قنوات جديدة للتعبير عن الشكاوى، وتقليل منح الثقة للمسؤولين المحليين، واتخاذ إجراءات ضد الفساد والتي تم جمع حالات منها بالفعل من الأجهزة الأمنية ولكن لم يتخذ أي إجراء فيها بسبب المحاباة .ودعت إلى تأجيل الانتخابات البرلمانية المقبلة انتظاراً للاستفتاء حول التعديلات الدستورية الجوهرية التي ينبغي مناقشتها مع شريحة واسعة وشاملة من السوريين، مشددة على أن التغييرات الأعمق تتطلب إجراء مشاورات واسعة النطاق والتي لا يمكن تنفيذها عشوائياً
وقالت إن شريحة كبيرة من السوريين ينتظرونه بفارغ الصبر ليأخذ زمام المبادرة، قبل فوات الأوان، معتبرة أنه “على الرغم من إجرائه مشاورات عديدة وإرساله إشارات لإجراء إصلاحات وشيكة من خلال وسائل الإعلام الأجنبية ومسؤولين آخرين، فإنه لا يزال عليه أن يتصرف بأسلوب قيادي ملموس وواضح” .وأكدت أن أياً من أعداء النظام لا يملك ما يكفي من الدعم أو التأثير في سوريا ليشكل تهديداً حرجاً، “وفي أحسن الأحوال، قد يحاولون استغلال الغضب الشعبي الواسع لمصلحتهم . ولكن من خلال التركيز على “الأعداء، فإن النظام يمنحهم مجالاً أوسع بينما يعمق الاستياء الشعبي