٣/ ٥/ ٢٠١١
منذ نشأته فى ثمانينيات القرن الماضى، لم يفصح أى من قيادات تنظيم «القاعدة» عن طبيعة عمله الهيكلى، أو عدد أعضائه أو حتى ترتيب قياداته، التى تبدأ بأمير الجماعة، أسامة بن لادن، وهو رئيس هيئة العمليات، يعاونه «مجلس شورى» مؤلف من كبار قيادات التنظيم، يصل عددهم بحسب تقديرات استخباراتية غربية إلى ٣٠ شخصا.
وعدا معلومات أجهزة الاستخبارات الغربية، وأخرى صحفية مشكوك فى مصدرها، «جمال فضل»، الذى قدم نفسه عام ٢٠٠١ لوسائل الإعلام كعضو مؤسس فى التنظيم - لا تتوافر أى بيانات مؤكدة عن الهيكل التنظيمى لـ«القاعدة»، الذى كان أبومصعب الزرقاوى أحد أبرز قياداته، قبل أن يلقى حتفه عام ٢٠٠٦ فى غارة شنتها قوات الاحتلال الأمريكية فى العراق.
ويحتل الطبيب المصرى أيمن الظواهرى منصب «الرجل الثانى»، نائب رئيس عمليات التنظيم، يشاركه فى ذلك أبو أيوب المصرى. ويلى المجلس والنواب «لجنة عسكرية»، تتولى مهمة التدريب وجلب الأسلحة، والتخطيط للهجمات.
هنا يبرز دور التمويل المادى لعمليات التدريب والتسليح، والذى تتولاه «لجنة المال». وتؤكد التقارير أن هناك لجنة لـ«الشريعة»، معنية بمطابقة عمل التنظيم، وفقا لقراءتها للشريعة الإسلامية، فضلا عن لجنة أخرى لـ«الدراسات الإسلامية»، الخاصة بإصدار الفتاوى، أشهرها تلك التى صدرت عام ١٩٩٨، تحرض فيها مسلمى العالم على قتل الأمريكيين. وقبل تأسيس بيت الإنتاج الإعلامى «سحاب» عام ٢٠٠٥ على شبكة الإنترنت، تشكلت لجنة لـ«الإعلام» فى أواخر التسعينيات، وهى اللجنة المعنية بالعلاقات العامة.
وعلى المستوى الميدانى، يرى الخبراء أن «القاعدة» تحولت من تنظيم «هرمى» إلى «شبكات محلية»، يجرى عبرها بث التوجيهات الإعلامية بالتحرك. وأن «بن لادن» و«الظواهرى»، رغم كونهما محور التنظيم، فإنهما فى حقيقة الأمر أصبحا، منذ سنوات، قيادايين لمجموعة «مفككة»، مولها «بن لادن». دون أن يكون قائدها.
ويعزز هذه الرؤية ما سبق وقاله مفوض شرطة لندن حول احتمال ضلوع «القاعدة» فى تفجيرات ٢٠٠٥، إذ أكد أنه من الناحية الأمنية فإن «القاعدة ليست منظمة.. القاعدة هى طريقة للعمل.. لديها القدرة على توفير التدريب والخبرة.. وهذا هو ما حدث هنا». بهذا يتضح أن مقتل «بن لادن» الآن، بحد ذاته، يحمل أهمية «رمزية» للتنظيم أكثر منها أهمية «عملية»، خاصة وأن شعبيته كانت قد تدهورت بالفعل قبل سنوات.
فعلى مدار الأعوام الماضية، وحتى قبل الإعلان عن مقتل «بن لادن»، يواجه التنظيم ضعفا داخليا، يهدد مستقبل قياداته. واعتبر خبير الحركات الإسلامية محمد أبورمان أن أولى التداعيات المباشرة لمقتل المطلوب رقم ١ دوليا، والذى امتلك كاريزما تفتقدها سائر القيادات الحالية، على حد قوله، هو «أزمة قيادة». وأضاف أن الظواهرى «ليس موضع إجماع»، بسبب خلافاته الشخصية مع باقى القيادات.
فى المقابل، رأى الخبير فى ملف «الجهادية السلفية» حسن أبوهنية أن «غياب «بن لادن» لن يترك تأثيرا كبيرا على جماعات السلفية الجهادية، لأنه لم يعد يسيطر على الفروع منذ عام ٢٠٠١». وعن مستقبل عمل التنظيم، «توقع أبوهنية أن تستغل القيادات الجديدة أحداث الثورات العربية، بما يؤدى إلى إعادة بروز السلفية الجهادية».
وفى حين بدأ التنظيم، فى السنوات الأولى، بعناصر كانت توصف غالبيتهم بأنهم «عرب»، تغيرت الصورة بعد أعوام لتؤكد العمليات الأمنية، التى جرى خلالها اعتقال الكثير من أعضاء القاعدة فى مختلف أنحاء العالم، انتماء الكثير منهم لجنسيات أخرى غالبيتها من الباكستانيين ومن منطقة القوقاز.
الولايات المتحدة الأمريكية كانت أكثر المتضررين من عمليات القاعدة، التى جسدت ١١ سبتمبر أكبرها حجما وأخطرها أثرا، فإن التنظيم يعرف بأنه «اختراع أمريكى الصنع»، نشأ عام ١٩٨٧، كتطوير تنظيمى لجماعة «المجاهدين الأفغان»، الذين تشكلوا بدعم المخابرات الأمريكية «سى آى إيه»، لمحاربة الوجود السوفيتى فى أفغانستان، خلال حقبة الثمانينيات، فى خضم صراع النفوذ الأمريكى- السوفيتى فى المنطقة.
منذ نشأته فى ثمانينيات القرن الماضى، لم يفصح أى من قيادات تنظيم «القاعدة» عن طبيعة عمله الهيكلى، أو عدد أعضائه أو حتى ترتيب قياداته، التى تبدأ بأمير الجماعة، أسامة بن لادن، وهو رئيس هيئة العمليات، يعاونه «مجلس شورى» مؤلف من كبار قيادات التنظيم، يصل عددهم بحسب تقديرات استخباراتية غربية إلى ٣٠ شخصا.
وعدا معلومات أجهزة الاستخبارات الغربية، وأخرى صحفية مشكوك فى مصدرها، «جمال فضل»، الذى قدم نفسه عام ٢٠٠١ لوسائل الإعلام كعضو مؤسس فى التنظيم - لا تتوافر أى بيانات مؤكدة عن الهيكل التنظيمى لـ«القاعدة»، الذى كان أبومصعب الزرقاوى أحد أبرز قياداته، قبل أن يلقى حتفه عام ٢٠٠٦ فى غارة شنتها قوات الاحتلال الأمريكية فى العراق.
ويحتل الطبيب المصرى أيمن الظواهرى منصب «الرجل الثانى»، نائب رئيس عمليات التنظيم، يشاركه فى ذلك أبو أيوب المصرى. ويلى المجلس والنواب «لجنة عسكرية»، تتولى مهمة التدريب وجلب الأسلحة، والتخطيط للهجمات.
هنا يبرز دور التمويل المادى لعمليات التدريب والتسليح، والذى تتولاه «لجنة المال». وتؤكد التقارير أن هناك لجنة لـ«الشريعة»، معنية بمطابقة عمل التنظيم، وفقا لقراءتها للشريعة الإسلامية، فضلا عن لجنة أخرى لـ«الدراسات الإسلامية»، الخاصة بإصدار الفتاوى، أشهرها تلك التى صدرت عام ١٩٩٨، تحرض فيها مسلمى العالم على قتل الأمريكيين. وقبل تأسيس بيت الإنتاج الإعلامى «سحاب» عام ٢٠٠٥ على شبكة الإنترنت، تشكلت لجنة لـ«الإعلام» فى أواخر التسعينيات، وهى اللجنة المعنية بالعلاقات العامة.
وعلى المستوى الميدانى، يرى الخبراء أن «القاعدة» تحولت من تنظيم «هرمى» إلى «شبكات محلية»، يجرى عبرها بث التوجيهات الإعلامية بالتحرك. وأن «بن لادن» و«الظواهرى»، رغم كونهما محور التنظيم، فإنهما فى حقيقة الأمر أصبحا، منذ سنوات، قيادايين لمجموعة «مفككة»، مولها «بن لادن». دون أن يكون قائدها.
ويعزز هذه الرؤية ما سبق وقاله مفوض شرطة لندن حول احتمال ضلوع «القاعدة» فى تفجيرات ٢٠٠٥، إذ أكد أنه من الناحية الأمنية فإن «القاعدة ليست منظمة.. القاعدة هى طريقة للعمل.. لديها القدرة على توفير التدريب والخبرة.. وهذا هو ما حدث هنا». بهذا يتضح أن مقتل «بن لادن» الآن، بحد ذاته، يحمل أهمية «رمزية» للتنظيم أكثر منها أهمية «عملية»، خاصة وأن شعبيته كانت قد تدهورت بالفعل قبل سنوات.
فعلى مدار الأعوام الماضية، وحتى قبل الإعلان عن مقتل «بن لادن»، يواجه التنظيم ضعفا داخليا، يهدد مستقبل قياداته. واعتبر خبير الحركات الإسلامية محمد أبورمان أن أولى التداعيات المباشرة لمقتل المطلوب رقم ١ دوليا، والذى امتلك كاريزما تفتقدها سائر القيادات الحالية، على حد قوله، هو «أزمة قيادة». وأضاف أن الظواهرى «ليس موضع إجماع»، بسبب خلافاته الشخصية مع باقى القيادات.
فى المقابل، رأى الخبير فى ملف «الجهادية السلفية» حسن أبوهنية أن «غياب «بن لادن» لن يترك تأثيرا كبيرا على جماعات السلفية الجهادية، لأنه لم يعد يسيطر على الفروع منذ عام ٢٠٠١». وعن مستقبل عمل التنظيم، «توقع أبوهنية أن تستغل القيادات الجديدة أحداث الثورات العربية، بما يؤدى إلى إعادة بروز السلفية الجهادية».
وفى حين بدأ التنظيم، فى السنوات الأولى، بعناصر كانت توصف غالبيتهم بأنهم «عرب»، تغيرت الصورة بعد أعوام لتؤكد العمليات الأمنية، التى جرى خلالها اعتقال الكثير من أعضاء القاعدة فى مختلف أنحاء العالم، انتماء الكثير منهم لجنسيات أخرى غالبيتها من الباكستانيين ومن منطقة القوقاز.
الولايات المتحدة الأمريكية كانت أكثر المتضررين من عمليات القاعدة، التى جسدت ١١ سبتمبر أكبرها حجما وأخطرها أثرا، فإن التنظيم يعرف بأنه «اختراع أمريكى الصنع»، نشأ عام ١٩٨٧، كتطوير تنظيمى لجماعة «المجاهدين الأفغان»، الذين تشكلوا بدعم المخابرات الأمريكية «سى آى إيه»، لمحاربة الوجود السوفيتى فى أفغانستان، خلال حقبة الثمانينيات، فى خضم صراع النفوذ الأمريكى- السوفيتى فى المنطقة.