2011-06-16
يتردد في لندن ان نجيب سويرس الملياردير المصري المعروف بدأ اتصالاته بل وتعاقده مع بعض المذيعين والمذيعات تمهيداً لاطلاق قناة اخبارية جديدة يعكف على الاعداد لها لاطلاقها من القاهرة بعد ان بات المناخ الاعلامي ملائماً بعد نجاح الثورة المصرية في تغيير النظام.
سويرس يملك محطات تلفزيونية في مصر أبرزها 'اون تي في' التي يعتبر الزميل يسري فودة من ابرز نجومها حيث يحظى برنامجه اليومي بمشاهدة عالية، ولكنه يريد ان يوسع نشاطه بحيث يمتد الى المشاهدين العرب.
طموحات نجيب سويرس مدروسة بعناية، خاصة بعد تأسيسه حزبا ليبراليا جديدا سيكون علامة فارقة في الحياة السياسية المصرية، حسب تقديرات بعض الخبراء.
على ذكر الفضائيات الجديدة يتردد حاليا في بعض الاوساط الاعلامية في الامارات ان الشيخ محمد بن راشد المكتوم نائب رئيس الدولة رئيس الوزراء الاماراتي وحاكم دبي يفكر حاليا باطلاق قناة فضائية اخبارية طموحة تعكس تجربة دبي الليبرالية.
وما زال من غير المعروف من الذي سيتولى الاشراف عليها، وهناك من يهمس بان السيد احمد الشيخ المشرف على جميع مشاريع دبي الاعلامية والذراع اليمنى للشيخ محمد بن راشد هو المرشح الاكبر، بل ربما يكون هو صاحب الفكرة.
شهود العيان والفضائيات
رغم اننا في قمة عصر التطور الاعلامي، وبرغم التقدم التكنولوجي الذي تتفاخر به معظم القنوات العربية والدولية، الا ان شاشات الفضائيات العربية والغربية لا تنقل لنا من الثورتين السورية والليبية شيئا على الارض، بخلاف ما حدث في ثورتي مصر وتونس وما يحدث في الثورة اليمنية.
حيث تحول الفضاء العربي والغربي الى زمن المذياع والوصف عن بعد، واصبحت الشاشات تعج باصوات شهود العيان الذين يروون لنا تفاصيل لا نعلم ان كانت حقيقية ام من نسج خيالهم، او انهم يتصلون فعلا من جبهات القتال ام من عواصم اوروبية او حتى من تل ابيب، وطبعا لا نريد ان نسيء الظن هنا بالفضائيات معاذ الله، ولكن نريد ان نعرف ما مدى المهنية في نقل احداث ستغير وجه المنطقة عن شهود عيان.
ورغم ان بعض هذه الفضائيات كانت ممنوعة من الدخول الى تونس ومصر اثناء الثورتين المباركتين الا انها استطاعت نقل بعض الصور التي على الاقل اقنعتنا ان هناك مهنية وليست اجندات اعلامية لهذه الفضائيات لا علاقة لها بالاعلام.
صراع الفضائيات على المحجبات
مع انتشار القنوات الفضائية الدينية تنامى الطلب على المحجبات لتقديم برامج، سواء دينية او نشرات الاخبار، واحيانا اجراء حوارات وبرامج اجتماعية كان ابرزهن خديجة بن قنة التي لاقت استحسانا طاغيا على قناة 'الجزيرة'، ثم الاعلامية منى ابو سليمان التي تشارك في تقديم برنامج 'كلام نواعم على قناة 'أم بي سي' ما اهلها ان تختارها مجلة 'ميدل ايست' كواحدة من خمسين عربيا مؤثرا في الشرق الاوسط. وتطور هذا الامر الى صراع بين تلك القنوات يدخل فيه الاجر احيانا عنصرا حاسما بينما تفضل بعض الفنانات مساحة الحرية الاكبر التي تتيحها قناة دون غيرها على الاجر مهما كان ضخما. وبالكاد تخلو فضائية الان من هذا الاتجاه.
وتطور الامر مؤخرا بحيث دخلت الفنانات المحجبات هذا الصراع خاصة في الفضائيات الدينية وخاصة في مصر، بحيث صار هناك ما يشبه الصراع عليهن. ورغم ان معظم الفنانات المحجبات كن يقدمن برامجهن على قناة 'اقرأ' التابعة لمحطة 'راديو وتلفزيون العرب' وايضا قناة المحور المصرية. الا ان ظهور قناة 'الرسالة' الجديدة اظهر للعلن ما كان صراعا خفيا. ونجحت قناة 'الرسالة' بالفعل في الاتفاق مع اكثر من فنانة محجبة على تقديم البرامج لعل ابرزهن الفنانة المصرية صابرين، التي كانت اعتزلت العمل الفني، فيما يتعزز الان هذا المناخ في الاعلام المصري الجديد، بعد ان كان هناك قرارا بمنع المحجبات من الظهور على الشاشة الصغيرة. وحصلت المذيعات المحجبات على احكام قضائية بأن يعدن للظهور على شاشة التلفزيون وتم اختيار برامج ملائمة لهن مثل البرامج الدينية او البرامج القريبة منها'.
برنامج قابل للنقاش
برنامج 'قابل للنقاش' الذي تقدمه المذيعة التونسية الناجحة نوفر عفلي التي كانت احدى المذيعات الخمس المستقيلات من قناة 'الجزيرة' الفضائية، بدأ يلفت الانظار لما يتمتع به من سقف عال للحرية، والتطرق الى مواضيع سياسية على درجة كبيرة من الاهمية، مثل موضوع مستقبل الجامعة العربية، وبرنامج امس الذي تناول الاوضاع الحالية في سورية في ظل الانتفاضة الشعبية وتصدي اجهزة الامن لها.
ما يتميز به البرنامج هو 'التوازن' في وقت اصبحت فيه معظم الفضائيات العربية 'احادية' النظرة، وتميل الى التحريض اكثر من المناقشة العاقلة التحليلية العلمية. ففي الحلقة عن سورية كان لافتا ان جميع وجهات النظر ممثلة دون انحياز، وقد ادارت المذيعة عفلي الحوار باقتدار كبير، والشيء نفسه في الحلقات السابقة.
في حديث صحافي لها قالت نوفر عفلي ان ادارة المحطة لا تتدخل مطلقا في اختيار ضيوفها او مواضيعها، وتترك لها حرية الاختيار. الامر الذي يجعلها تشعر بالارتياح.
رواتب عالية
قناة سكاي نيوز ابوظبي التي من المتوقع ان تبدأ البث ربيع العام المقبل بدأت تتعاقد مع كوادر التحرير الرئيسية، وتوقع عقودا مع كفاءات اعلامية من عدة قنوات منافسة مثل 'الجزيرة' و'العربية' والبي بي سي الناطقة باللغة العربية، وتردد انها تدفع رواتب خيالية. احد محرري الاخبار في قناة بي بي سي قال انه وقع عقداً براتب مقداره 11 الف جنيه استرليني شهرياً علاوة على بدل السكن، ويعلم الله كم هي رواتب المسؤولين الكبار ناهيك عن المذيعات النجمات. ومن هنا فليس غريباً ان العديد من مذيعات ومذيعي القنوات الاخرى يتنسمن اخبار هذه المحطة.
ممثلات متضررات
يبدو ان تقديم البرامج الحوارية اصبح يمثل اغراء ماديا ومصدر نفوذ كبير في مصر الثورة، فبعد الممثلات المتضررات من ركود الحال في السينما والدراما التلفزيونية، اصبح التقديم التلفزيوني يجذب دعاة اسلاميين، وباحثين وسياسيين ناهيك عن لاعبي الكرة والاطباء واناسا ينطبق عليهم قوله تعالى (ويخلق مالاتعلمون).
(من لايصدق هذا الكلام عليه ان يبحث عن قناة اسمها الفراعين ( مديرها ومذيعها الاول عضو حزب وطني سابق له تسجيل على اليوتيوب يقبل يد صفوت الشريف) وهو يقول (ان الله بعثه لينقي الثورة المصرية من الدنس) اي والله.
اما بعض الدعاة المذيعين فاصبحوا يسخرون الايات القرانية والاحاديث الشريفة للترويج لاتجاه سياسي بعينه، وهو بالمصادفة الاتجاه الذي يتبناه المجلس العسكري الحاكم، كما يحدث في برنامج الداعية عمرو خالد بالقناة المصرية.
وطبعا فان هذا يخدم الاستراتيجية الرسمية لتلفزيون الدولة التي لاتتغير بتغير الرؤساء ولا العهود ويلخصها المثل الشعبي القديم( اللي يجوز امي اقول له ياعمي)، واذا عاد مبارك الى الحكم غدا بقدرة قادر لايجب ان يندهش احد اذا وجدنا هذا التلفزيون يمدحه بنفس الوجوه والبرامج.
ام الباحثون (عن لقمة عيش) فتركوا المراجع والابحاث ومحاريب العلم ليعملوا في مجالس حكومية بالنهار، ويظهروا في (كام برنامج بعد الظهر) قبل ان يقدموا برامجهم في المساء، وطبعا (كلها ثورة والرزق يحب الخفية).
ويبدو ان هؤلاء لايعترفون بالصحافة كمهنة لها اصولها وقواعدها، ولا بالصحافيين الذين هم اصحاب هذه المهنة وادرى بشعابها واقدر على الحوار الوطني الحقيقي الذي هو المفتاح الضروري لهذا (السيرك السياسي).
وحيث ان كل شئ مباح في الحرب الاعلامية كما في الحب، فقد سلط الله على برامج التوك شو من هم من صنفهم، فظهر 'التوك شوز' او (كلام الاحذية) ولامؤاخذة ليجمع لقطات عبقرية من البرامج الحوارية.
ويا ايها التقديم التلفزيوني ( ومعك الحرية والثورة المصرية) كم من الجرائم ترتكب باسمك!.
دنيا.. تزداد شعبية
قناة دنيا الفضائية السورية الخاصة تزداد شعبيتها هذه الايام بسبب انتقاداتها الشرسة لمعارضي النظام السوري، وتصديها للفضائيات المعادية على حد قول احد مذيعيها البارزين. القناة التي تستضيف اعلاميين لبنانيين من مؤيدي النظام السوري للتصدي لاعداء النظام، وخاصة من ضيوف قناة 'الجزيرة' تحظى بمشاهدة عالية سواء من قبل محبيها، ومحبي اسلوبها القاسي في التهجم، او معارضيها الذين يريدون قياس توجهات النظام السوري والتعرف على هوية اصدقائه واعدائه معا.
من المؤكد ان قناة دنيا تشعر باليتم بعد نجاح وزراء الاعلام العرب بطرد قناة الجماهيرية الليبية من القمر العربي 'عرب سات'. حيث افتقد الكثيرون يوسف شاكير 'المفكر' الموسوعي لهذه القناة وتحليلاته وربطات عنقه المتميزة.
السؤال الذي يطرح نفسه هو عن اسباب اقدام وزراء الاعلام على طرد القناة الفضائية الليبية وعدم فعلهم الشيء نفسه مع القنوات الفضائية السورية؟
الجواب هو الخوف من سورية، وتيقنهم من ان نظامها سيخرج من هذه الازمة واقفا وقد ينتقم بطرقه الخاصة من خصومه في المستقبل والله اعلم!
يتردد في لندن ان نجيب سويرس الملياردير المصري المعروف بدأ اتصالاته بل وتعاقده مع بعض المذيعين والمذيعات تمهيداً لاطلاق قناة اخبارية جديدة يعكف على الاعداد لها لاطلاقها من القاهرة بعد ان بات المناخ الاعلامي ملائماً بعد نجاح الثورة المصرية في تغيير النظام.
سويرس يملك محطات تلفزيونية في مصر أبرزها 'اون تي في' التي يعتبر الزميل يسري فودة من ابرز نجومها حيث يحظى برنامجه اليومي بمشاهدة عالية، ولكنه يريد ان يوسع نشاطه بحيث يمتد الى المشاهدين العرب.
طموحات نجيب سويرس مدروسة بعناية، خاصة بعد تأسيسه حزبا ليبراليا جديدا سيكون علامة فارقة في الحياة السياسية المصرية، حسب تقديرات بعض الخبراء.
على ذكر الفضائيات الجديدة يتردد حاليا في بعض الاوساط الاعلامية في الامارات ان الشيخ محمد بن راشد المكتوم نائب رئيس الدولة رئيس الوزراء الاماراتي وحاكم دبي يفكر حاليا باطلاق قناة فضائية اخبارية طموحة تعكس تجربة دبي الليبرالية.
وما زال من غير المعروف من الذي سيتولى الاشراف عليها، وهناك من يهمس بان السيد احمد الشيخ المشرف على جميع مشاريع دبي الاعلامية والذراع اليمنى للشيخ محمد بن راشد هو المرشح الاكبر، بل ربما يكون هو صاحب الفكرة.
شهود العيان والفضائيات
رغم اننا في قمة عصر التطور الاعلامي، وبرغم التقدم التكنولوجي الذي تتفاخر به معظم القنوات العربية والدولية، الا ان شاشات الفضائيات العربية والغربية لا تنقل لنا من الثورتين السورية والليبية شيئا على الارض، بخلاف ما حدث في ثورتي مصر وتونس وما يحدث في الثورة اليمنية.
حيث تحول الفضاء العربي والغربي الى زمن المذياع والوصف عن بعد، واصبحت الشاشات تعج باصوات شهود العيان الذين يروون لنا تفاصيل لا نعلم ان كانت حقيقية ام من نسج خيالهم، او انهم يتصلون فعلا من جبهات القتال ام من عواصم اوروبية او حتى من تل ابيب، وطبعا لا نريد ان نسيء الظن هنا بالفضائيات معاذ الله، ولكن نريد ان نعرف ما مدى المهنية في نقل احداث ستغير وجه المنطقة عن شهود عيان.
ورغم ان بعض هذه الفضائيات كانت ممنوعة من الدخول الى تونس ومصر اثناء الثورتين المباركتين الا انها استطاعت نقل بعض الصور التي على الاقل اقنعتنا ان هناك مهنية وليست اجندات اعلامية لهذه الفضائيات لا علاقة لها بالاعلام.
صراع الفضائيات على المحجبات
مع انتشار القنوات الفضائية الدينية تنامى الطلب على المحجبات لتقديم برامج، سواء دينية او نشرات الاخبار، واحيانا اجراء حوارات وبرامج اجتماعية كان ابرزهن خديجة بن قنة التي لاقت استحسانا طاغيا على قناة 'الجزيرة'، ثم الاعلامية منى ابو سليمان التي تشارك في تقديم برنامج 'كلام نواعم على قناة 'أم بي سي' ما اهلها ان تختارها مجلة 'ميدل ايست' كواحدة من خمسين عربيا مؤثرا في الشرق الاوسط. وتطور هذا الامر الى صراع بين تلك القنوات يدخل فيه الاجر احيانا عنصرا حاسما بينما تفضل بعض الفنانات مساحة الحرية الاكبر التي تتيحها قناة دون غيرها على الاجر مهما كان ضخما. وبالكاد تخلو فضائية الان من هذا الاتجاه.
وتطور الامر مؤخرا بحيث دخلت الفنانات المحجبات هذا الصراع خاصة في الفضائيات الدينية وخاصة في مصر، بحيث صار هناك ما يشبه الصراع عليهن. ورغم ان معظم الفنانات المحجبات كن يقدمن برامجهن على قناة 'اقرأ' التابعة لمحطة 'راديو وتلفزيون العرب' وايضا قناة المحور المصرية. الا ان ظهور قناة 'الرسالة' الجديدة اظهر للعلن ما كان صراعا خفيا. ونجحت قناة 'الرسالة' بالفعل في الاتفاق مع اكثر من فنانة محجبة على تقديم البرامج لعل ابرزهن الفنانة المصرية صابرين، التي كانت اعتزلت العمل الفني، فيما يتعزز الان هذا المناخ في الاعلام المصري الجديد، بعد ان كان هناك قرارا بمنع المحجبات من الظهور على الشاشة الصغيرة. وحصلت المذيعات المحجبات على احكام قضائية بأن يعدن للظهور على شاشة التلفزيون وتم اختيار برامج ملائمة لهن مثل البرامج الدينية او البرامج القريبة منها'.
برنامج قابل للنقاش
برنامج 'قابل للنقاش' الذي تقدمه المذيعة التونسية الناجحة نوفر عفلي التي كانت احدى المذيعات الخمس المستقيلات من قناة 'الجزيرة' الفضائية، بدأ يلفت الانظار لما يتمتع به من سقف عال للحرية، والتطرق الى مواضيع سياسية على درجة كبيرة من الاهمية، مثل موضوع مستقبل الجامعة العربية، وبرنامج امس الذي تناول الاوضاع الحالية في سورية في ظل الانتفاضة الشعبية وتصدي اجهزة الامن لها.
ما يتميز به البرنامج هو 'التوازن' في وقت اصبحت فيه معظم الفضائيات العربية 'احادية' النظرة، وتميل الى التحريض اكثر من المناقشة العاقلة التحليلية العلمية. ففي الحلقة عن سورية كان لافتا ان جميع وجهات النظر ممثلة دون انحياز، وقد ادارت المذيعة عفلي الحوار باقتدار كبير، والشيء نفسه في الحلقات السابقة.
في حديث صحافي لها قالت نوفر عفلي ان ادارة المحطة لا تتدخل مطلقا في اختيار ضيوفها او مواضيعها، وتترك لها حرية الاختيار. الامر الذي يجعلها تشعر بالارتياح.
رواتب عالية
قناة سكاي نيوز ابوظبي التي من المتوقع ان تبدأ البث ربيع العام المقبل بدأت تتعاقد مع كوادر التحرير الرئيسية، وتوقع عقودا مع كفاءات اعلامية من عدة قنوات منافسة مثل 'الجزيرة' و'العربية' والبي بي سي الناطقة باللغة العربية، وتردد انها تدفع رواتب خيالية. احد محرري الاخبار في قناة بي بي سي قال انه وقع عقداً براتب مقداره 11 الف جنيه استرليني شهرياً علاوة على بدل السكن، ويعلم الله كم هي رواتب المسؤولين الكبار ناهيك عن المذيعات النجمات. ومن هنا فليس غريباً ان العديد من مذيعات ومذيعي القنوات الاخرى يتنسمن اخبار هذه المحطة.
ممثلات متضررات
يبدو ان تقديم البرامج الحوارية اصبح يمثل اغراء ماديا ومصدر نفوذ كبير في مصر الثورة، فبعد الممثلات المتضررات من ركود الحال في السينما والدراما التلفزيونية، اصبح التقديم التلفزيوني يجذب دعاة اسلاميين، وباحثين وسياسيين ناهيك عن لاعبي الكرة والاطباء واناسا ينطبق عليهم قوله تعالى (ويخلق مالاتعلمون).
(من لايصدق هذا الكلام عليه ان يبحث عن قناة اسمها الفراعين ( مديرها ومذيعها الاول عضو حزب وطني سابق له تسجيل على اليوتيوب يقبل يد صفوت الشريف) وهو يقول (ان الله بعثه لينقي الثورة المصرية من الدنس) اي والله.
اما بعض الدعاة المذيعين فاصبحوا يسخرون الايات القرانية والاحاديث الشريفة للترويج لاتجاه سياسي بعينه، وهو بالمصادفة الاتجاه الذي يتبناه المجلس العسكري الحاكم، كما يحدث في برنامج الداعية عمرو خالد بالقناة المصرية.
وطبعا فان هذا يخدم الاستراتيجية الرسمية لتلفزيون الدولة التي لاتتغير بتغير الرؤساء ولا العهود ويلخصها المثل الشعبي القديم( اللي يجوز امي اقول له ياعمي)، واذا عاد مبارك الى الحكم غدا بقدرة قادر لايجب ان يندهش احد اذا وجدنا هذا التلفزيون يمدحه بنفس الوجوه والبرامج.
ام الباحثون (عن لقمة عيش) فتركوا المراجع والابحاث ومحاريب العلم ليعملوا في مجالس حكومية بالنهار، ويظهروا في (كام برنامج بعد الظهر) قبل ان يقدموا برامجهم في المساء، وطبعا (كلها ثورة والرزق يحب الخفية).
ويبدو ان هؤلاء لايعترفون بالصحافة كمهنة لها اصولها وقواعدها، ولا بالصحافيين الذين هم اصحاب هذه المهنة وادرى بشعابها واقدر على الحوار الوطني الحقيقي الذي هو المفتاح الضروري لهذا (السيرك السياسي).
وحيث ان كل شئ مباح في الحرب الاعلامية كما في الحب، فقد سلط الله على برامج التوك شو من هم من صنفهم، فظهر 'التوك شوز' او (كلام الاحذية) ولامؤاخذة ليجمع لقطات عبقرية من البرامج الحوارية.
ويا ايها التقديم التلفزيوني ( ومعك الحرية والثورة المصرية) كم من الجرائم ترتكب باسمك!.
دنيا.. تزداد شعبية
قناة دنيا الفضائية السورية الخاصة تزداد شعبيتها هذه الايام بسبب انتقاداتها الشرسة لمعارضي النظام السوري، وتصديها للفضائيات المعادية على حد قول احد مذيعيها البارزين. القناة التي تستضيف اعلاميين لبنانيين من مؤيدي النظام السوري للتصدي لاعداء النظام، وخاصة من ضيوف قناة 'الجزيرة' تحظى بمشاهدة عالية سواء من قبل محبيها، ومحبي اسلوبها القاسي في التهجم، او معارضيها الذين يريدون قياس توجهات النظام السوري والتعرف على هوية اصدقائه واعدائه معا.
من المؤكد ان قناة دنيا تشعر باليتم بعد نجاح وزراء الاعلام العرب بطرد قناة الجماهيرية الليبية من القمر العربي 'عرب سات'. حيث افتقد الكثيرون يوسف شاكير 'المفكر' الموسوعي لهذه القناة وتحليلاته وربطات عنقه المتميزة.
السؤال الذي يطرح نفسه هو عن اسباب اقدام وزراء الاعلام على طرد القناة الفضائية الليبية وعدم فعلهم الشيء نفسه مع القنوات الفضائية السورية؟
الجواب هو الخوف من سورية، وتيقنهم من ان نظامها سيخرج من هذه الازمة واقفا وقد ينتقم بطرقه الخاصة من خصومه في المستقبل والله اعلم!