الأربعاء - 3 أغسطس - 2011 4:07:50 مساء
التسجيل الكامل لمحاكمة مبارك
الأسبوع أونلاين
في سابقة لم تشهدها مصر والعالم بأسره, دخل الرئيس المخلوع حسني مبارك الي قفص الاتهام منقولا علي سرير مرتديا زيا أبيضا وهو الزي المخصص للمحبوسين احتياطيا علي ذمة قضايا ليحاكم كأول رئيس مصري سابق يجبره الشعب المصري علي ترك الحكم إثر ثورة شعبية بيضاء.
كما حضر نجلاه الجلسة بزي مماثل فيما ارتدي وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي الزي الأزرق عقب إدانته وصدور حكم قضائي ضده بالسجن حيث كان أول من دخل الي قفص الاتهام.
بدأت أولي جلسات محاكمة الرئيس السابق محمد حسني مبارك ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي و6 من مساعديه ورجل الأعمال الهارب حسين سالم صباح الأربعاء في القاعة التي تم تجهيزها لهذا الغرض بمقر أكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة.
ويواجه المتهمون اتهامات بقتل المتظاهرين خلال أحداث ثورة 25 يناير, والتربح والإضرار العمدي بالمال العام, وتصدير الغاز لإسرائيل.
حظيت المحكمة بحضور مكثف من الصحفيون ورجال الإعلام وسط تواجد أمني ملحوظ في كافة جنبات القاعة، بالإضافة إلي أكثر من 3 آلاف جندي من قوات الأمن المركزي والأمن العام إلي جانب عدد من رجال القوات المسلحة والعربات المدرعة لحماية المحكمة من الداخل والخارج.
وباشرت المحكمة أولي جلساتها لمحاكمة 11 متهما في القضية داخل القاعة رقم '1' بأكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة.. وتقتصر الاتهامات المتعلقة بالاتفاق والتحريض علي قتل المتظاهرين 'والتي تمثل اشتراكا في ارتكاب جريمة القتل العمد مع سبق الإصرار' وإلحاق الضرر بأموال ومصالح جهة عملهم, علي المتهمين محمد حسني مبارك 'الرئيس السابق' وحبيب العادلي 'وزير الداخلية الأسبق' وأحمد رمزي مساعد وزير الداخلية, رئيس قوات الأمن المركزي السابق, وعدلي فايد مساعد أول وزير الداخلية للأمن ومدير مصلحة الأمن العام السابق, وحسن عبد الرحمن مساعد أول وزير الداخلية رئيس جهاز مباحث أمن الدولة السابق, وإسماعيل الشاعر مدير أمن القاهرة السابق, وأسامة المراسي مدير أمن الجيزة السابق وحاليا مساعد وزير الداخلية لشئون التدريب, وعمر فرماوي مدير أمن 6 أكتوبر.
ويحاكم مبارك ونجلاه علاء وجمال وحسين سالم عن وقائع تتعلق بقبول وتقديم رشاوي وفساد مالي والإضرار العمدي بالمال العام واستغلال النفوذ الرئاسي بغية تربيح الغير 'حسين سالم' دون وجه حق في شأن صفقة تصدير الغاز المصري إلي إسرائيل والحصول علي مساحات شاسعة من الأراضي بالمناطق الأكثر تميزا بمدينة شرم الشيخ.
وفور دخول المتهمين الي قفص الاتهام دخلت هيئة المحكمة قاعة المحاكمة برئاسة المستشار أحمد رفعت.
وكانت هيئة الدفاع عن المتهمين قد اتخذت مكانها المحدد لها في قاعة المحكمة.. فيما اتخذ المحامون من المدعين بالحقوق المدنية عن أسر الشهداء والمصابين في أحداث الثورة مواقع أخري بمعزل عن دفاع المتهمين.
وبدأ رئيس المحكمة المستشار أحمد رفعت وقائع الجلسة بتلاوة كلمة قصيرة نبه فيها أن من حق رئيس المحكمة أن يأمر بإخراج كل من يتسبب في إحداث بلبلة في قاعة المحكمة أو أن يقرر حبس من يتمادي في ذلك لمدة 24 ساعة بتهمة الاخلال بنظام الجلسة.
وجاء ذلك بعدما أقدم بعض الحضور علي ترديد هتافات معادية ضد الرئيس السابق حسني مبارك لدي دخوله قفص الاتهام.
وناشد المستشار رفعت الحضور التزام الهدوء حتي تتمكن هيئة المحكمة من أداء رسالتها وطلب رئيس المحكمة من المحامين عن المتهمين أن يقدموا للمحكمة طلباتهم والتي سيتم التعامل معها باعتبارها جزءا لايتجزء من محضر الجلسة حتي يتسني لهيئة المحكمة فحصها وإبداء الرأي فيها في تمام الحق والعدل وحسن سير العدالة.
وتقدم فريد الديب المحامي عن المتهم الأول في قضية قتل المتظاهرين وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي بطلب إلي المحكمة لاعادة الدعوي إلي الدائرة الرابعة بمحكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار عادل عبد السلام جمعه معتبرا ان قرار المحكمة الأولي بضم القضية إلي الدائرة الخامسة بمحكمة الجنايات جاء مخالفا لصحيح حكم القانون.
كما طلب أن يسمح لهم بتقديم طلباتهم شفاهة دون ان يقتصر تقديم تلك الطلبات علي المذكرات المكتوبة, معتبرا أن من شأن ذلك الإجراء أن يوضح بشكل علني عدم صلة حبيب العادلي وإسماعيل الشاعر بعمليات إطلاق النيران صوب المتظاهرين.. علي حد قوله.
وأكد المحامي محمد عبد الفتاح عن حبيب العادلي وإسماعيل الشاعر حرص هيئة الدفاع علي سرعة الفصل في القضية وطلب إلي المحكمة ان تنتقل بكامل هيئتها إلي مقار المتحف المصري والجامعة الأمريكية ووزارة الداخلية ومبني مصلحة الأدلة الجنائية وسنترال باب اللوق وفندق رمسيس هيلتون لإجراء معاينة تلك الأماكن التي ذكر الشهود في أقوالهم أنها كانت مكان اطلاق النيران تجاه المتظاهرين.
وأوضح المحامي أن من شأن ذلك أن ينفي الفعل المكون لجريمة التحريض علي قتل المتظاهرين مشيرا إلي استحالة حدوث الواقعة بالشكل الذي صورته النيابة العامة وطلب مناقشة شهود الإثبات الواردة أسماؤهم في قائمة أدلة الثبوت المقدمة من النيابة العامة.
كما طالب الدفاع سماع أقوال مجموعة من الضباط بجهاز مباحث أمن الدولة والمباحث والنجدة والاتصالات ومديرية أمن القاهرة لمناقشتهم فيما أوردوه من أقوال ضد موكليهم.. وهو الطلب الذي عقب عليه رئيس المحكمة طالبا من هيئة الدفاع إعداد مذكرة بالأسماء المطلوب استدعائها من الضباط المعنيين لمناقشتهم من جانب المحكمة والدفاع والمدعين بالحق المدني.
وفي المقابل أبدي محامو المدعين بالحق المدني اعتراضهم علي طلب هذا الأجل لمدة شهر قائلين إن أجلا لمدة أسبوع واحد يكفي في ضوء أن هذه ليست هي الجلسة الأولي لنظر القضية, حيث سبق لدفاع المتهمين الإطلاع علي القضية أثناء عرضها علي الدائرة الرابعة بمحكمة جنايات القاهرة.
وأشار المدعون بالحقوق المدنية إلي عدم قانونية المطلب الخاص بهيئة الدفاع برفض قرار ضم القضيتين معا, موضحين أن ضم القضيتين سيساعد في سرعة تحقيق العدالة والفصل في القضية, وتسهيل الأمر علي هيئة الدفاع عن المتهمين.
وقف جمال وعلاء مبارك نجلا الرئيس طوال فترة المحاكمة في الجلسة الأولي ممسكان بالمصحف، ولم يجلسا طوال المحاكمة، وحاول جمال الوقوف أمام سرير والده في محاولة منه لمنع تصويره وظهروه علي شاشات التليفزيون وشاشات العرض الموجودة خارج قاعة المحاكمة، وظهر ذلك بشدة وسط محادثات بينه وبين والده بشكل مستمر، في حين ظهر علاء بعيدا عن والده ودار الحديث بشكل كامل مع جمال طوال الفترة الأولي للجلسة.
وفي جملة واحدة ردد كل من الرئيس السابق محمد حسني مبارك وابنيه علاء وجمال عبارة "أنكرها كلها تماماً" علي اتهامات النيابة العامة لهم بالقتل العمدي للمتظاهرين مع سبق الإصرار والترصد، والتربح من رجل الأعمال حسين سالم، والإضرار العمدي بالمال العام.
وبعد أن انتهت المحكمة من الاستماع إلي أمر الإحالة الصادر من النيابة العامة بحق مبارك ورجل الأعمال الهارب حسين سالم وكذلك علاء وجمال حسني مبارك, قرر المستشار أحمد رفعت تأجيل نظر قضية مبارك ونجليه لجلسة 15 أغسطس ونقله الي مستشفي المركز الطبي العالميي بطريق الاسماعيلية و استئناف محاكمة العادلي ومعاونيه غدا الخميس.
كما أثبتت المحكمة طلبات هيئة الدفاع عن المدعين بالحقوق المدنية في القضية من أسر الضحايا والمصابين في ثورة 25 يناير وبعض المنظمات الحقوقية وكذلك الدفاع عن المتهمين.
من جهة أخري سادت حالة من الفرحة بين المتظاهرين المتواجدين أمام أكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة، لدي ظهور كل من الرئيس السابق محمد حسني مبارك وابنيه علاء وجمال، وحبيب العادلي وعلي الجانب الآخر سادت حالة من البكاء الشديد والفزع والهلع والإغماءات بين مؤيدي مبارك.
وقد تجددت الاشتباكات بين مؤيدي الرئيس ومعارضيه أمام أكاديمية الشرطة بالأيدي، وتراشق الطرفين بالحجارة وتقوم قوات الشرطة والأمن المركزي بالتصدي بحزم لكل من يحاول اقتحام الحواجز الأمنية التي شكلها رجال الأمن أمام أكاديمية الشرطة، بالقاهرة الجديدة وأسفرت الاشتباكات عن إصابة عدد من جنود الأمن المركزي وتكسير شاشة العرض المتواجدة أمام الأكاديمية.
علي صعيد أخر شهد ميدان التحرير تواجدا أمنيا مكثفا، حيث انتشرت قوات الأمن المركزي بجميع مداخل ومخارج الميدان.
وشهد مدخل عبد المنعم رياض وجود دبابتين، بالإضافة إلي دبابة علي مدخل شارع طلعت حرب، وأخري علي مدخل القصر العيني، كما يشهد الميدان تواجدا لقوات الشرطة العسكرية، والتي منعت أي شخص من التواجد في أماكن التي كان يسيطر عليها المعتصمون.
وإليكم التسجيل الكامل لأولي جلسات محاكمة الرئيس المخلوع أمام محكمة جنايات القاهرة بأكاديمية الشرطة.