٨/ ٢/ ١٨٨٢ إقرار دستور جديد لمصر كان يوم الجمعة التاسع من سبتمبر ١٨٨١ هو يوم «جمعة الغضب» للزعيم أحمد عرابى وصحبه، إذ قاد مظاهرته العسكرية حتى بلغ ميدان عابدين فى مواجهة سراى عابدين، وكان عرابى قد حدد– بشكل مسبق- مطالبه التى أراد رفعها إلى الخديو توفيق، وسجلها فى خطاب رسمى بعث به إلى وزير الحربية، كما أرسل عرابى لقناصل الدول الأجنبية يطمئنهم على استتباب الأمن، وأن المظاهرة تنظم لتسوية شأن داخلى، وأراد الحكم (الخديو توفيق) إجهاض مشروع المظاهرة، وكان الميدان يغص بالجموع الحاشدة من الأهالى الذين جاءوا لمشاهدة المظاهرة، واستبد الفزع بالخديو الذى خرج محتميا بقناصل الدول الأجنبية والوزراء ونصحه نائب القنصل البريطانى بأن يخرج إلى الميدان لتحدث هيبته أثرها فى الجنود، فنزل الخديو وصاح فى عرابى أن يغمد سيفه ويترجل عن فرسه، ففعل،
ثم سأله الخديو عن بغيته فقالها عرابى وكانت هذه المطالب هى إسقاط الوزارة المستبدة وتأليف مجلس نواب جديد وزيادة عدد الجيش إلى العدد الذى يقضى به الفرمان السلطانى، فرد عليه توفيق بقوله: «هذه الطلبات لا حق لكم فيها وأنا ورثت حكم هذه البلاد عن آبائى وأجدادى، وما أنتم إلا عبيد إحساناتنا، فرد عرابى عليه قائلا: لقد خلقنا الله أحرارا ولم يخلقنا تراثا وعقارا ولن نورث أو نستعبد بعد اليوم»، وكانت نتيجة هذه المظاهرة أن نزل الخديو على بعض مطالبها، مع حرصه على كسب الوقت بغرض التحايل على هذه المطالب، وأقال وزارة رياض باشا وكلف شريف باشا بتأليف الوزارة، وحاول الخديو فى ذات الوقت الاستقواء بالباب العالى، لكنه عدل عن هذه المحاولة خوفا من مغبتها فى الداخل، وقام شريف باشا بالإفراج عن المعتقلين السياسيين،
وأرسل السلطان العثمانى لمصر لجنة للتحقيق فيما حدث فى مصر من تمرد عسكرى وفى أكتوبر من نفس العام ١٨٨١ رفع شريف باشا إلى الخديو توفيق تقريرا بإجابة مطالب الأمة لإقامة النظام الدستورى بإجراء انتخابات لمجلس نواب جديد على أساس اللائحة القديمة لمجلس شورى النواب وفى الثامن من يناير عام ١٨٨٢ حضر شريف باشا إلى مجلس النواب، الجديد ليقدم الدستور الجديد إلى المجلس، وألقى خطابا تاريخياً، غير أن إنجلترا وفرنسا حاولا الحيلولة دون وجود حياة برلمانية سليمة وحياة ديمقراطية فى مصر دون جدوى،
إلى أن قدم شريف باشا استقالته فكلف الخديو توفيق محمود سامى البارودى بتأليف وزارة جديدة فرحت بها البلاد، وفى مثل هذا اليوم ٨ فبراير ١٨٨٢ اجتمع مجلس النواب الجديد وحضره البارودى وقدم الدستور الجديد الذى أقره المجلس وصدق عليه الخديو، وألقى البارودى خطابا تاريخيا رائعا حول الديمقراطية وضرورة تعميقها وتأصيلها.
2011تواصلت المظاهرات الحاشدة في ميدان التحرير والاسكندرية ومدن مصرية اخري في ثاني مليونية بأسبوع الصمود حيث عطل المتظاهرون في القاهرة المؤسسات الحكومية أمام مجلسي الشعب والشورى، ومقر رئاسة الوزراء. وتم احراق مبنى محافظة بورسعيد. كما ظهرت بعض الإضرابات والاعتصامات الفئوية بعدد من المؤسسات منها روزاليوسف والعاملين بالتلفزيون المصري. وعلي الصعيد الرسمي تم تشكيل لجنة لتعديل الدستور. بينما اعلنت منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الانسان ان عدد القتلى بلغ 232 في القاهرة و52 في الاسكندرية و13 في السويس.
٨ فبراير ٢٠٠٨، وفاة الناقد والمفكر رجاء النقاش
قدم رجاء النقاش للمشهد الشعرى العربى واحداً من أهم الشعراء العرب المعاصرين، وهو الشاعر محمود درويش فى كتاب بعنوان «شاعر الأرض المحتلة»، و«النقاش» ناقد أدبى وصحفى مصرى مولود فى الدقهلية فى ٣ سبتمبر ١٩٣٤، وتخرج فى جامعة القاهرة - قسم اللغة العربية فى ١٩٥٦، وكان قد بدأ مسيرته النقدية وهو طالب جامعى، وكان ينشر مقالاته آنذاك فى مجلة «الآداب» البيروتية، وعمل بعدها محرراً فى مجلة «روزاليوسف» بين ١٩٥٩ و١٩٦١، ثم «أخبار اليوم» من ١٩٦١ حتى ١٩٦٤،
كما كان رئيساً لتحرير عدد من المجلات المعروفة، منها مجلة «الدوحة» القطرية، ومجلة «الكواكب»، ومجلة «الهلال»، كما تولى منصب رئيس تحرير ورئيس مجلس إدارة مجلة «الإذاعة والتليفزيون» فى ١٩٧١ فجعل منها مطبوعة ذات محتوى فكرى وثقافى مع الفن، ونشر رواية «المرايا» لنجيب محفوظ مسلسلة قبل صدورها فى كتاب،
وفى مطلع ثمانينيات القرن الماضى انتقل إلى قطر مديراً لتحرير جريدة «الراية»، وأسس مجلة «الدوحة»، وعاد إلى مصر كاتباً بمجلة «المصور»، ثم رئيساً لتحرير «الكواكب»، ثم كاتبا متفرغاً بـ«الأهرام»، ومثلما قدم «درويش» قدم الروائى السودانى الطيب صالح، حين أعاد اكتشاف روايته «موسم الهجرة إلى الشمال»، وكان «النقاش» قد حصل على جائزة الدولة التقديرية، إلى أن توفى فى مثل هذا اليوم ٨ فبراير ٢٠٠٨، وينتمى «النقاش» لأسرة ضمت مثقفين، فكان أخوه «وحيد» مترجماً وناقداً، وأخوه «فكرى» مؤلفاً مسرحياً، وشقيقته «فريدة» رئيسة تحرير مجلة «أدب ونقد»
ثم سأله الخديو عن بغيته فقالها عرابى وكانت هذه المطالب هى إسقاط الوزارة المستبدة وتأليف مجلس نواب جديد وزيادة عدد الجيش إلى العدد الذى يقضى به الفرمان السلطانى، فرد عليه توفيق بقوله: «هذه الطلبات لا حق لكم فيها وأنا ورثت حكم هذه البلاد عن آبائى وأجدادى، وما أنتم إلا عبيد إحساناتنا، فرد عرابى عليه قائلا: لقد خلقنا الله أحرارا ولم يخلقنا تراثا وعقارا ولن نورث أو نستعبد بعد اليوم»، وكانت نتيجة هذه المظاهرة أن نزل الخديو على بعض مطالبها، مع حرصه على كسب الوقت بغرض التحايل على هذه المطالب، وأقال وزارة رياض باشا وكلف شريف باشا بتأليف الوزارة، وحاول الخديو فى ذات الوقت الاستقواء بالباب العالى، لكنه عدل عن هذه المحاولة خوفا من مغبتها فى الداخل، وقام شريف باشا بالإفراج عن المعتقلين السياسيين،
وأرسل السلطان العثمانى لمصر لجنة للتحقيق فيما حدث فى مصر من تمرد عسكرى وفى أكتوبر من نفس العام ١٨٨١ رفع شريف باشا إلى الخديو توفيق تقريرا بإجابة مطالب الأمة لإقامة النظام الدستورى بإجراء انتخابات لمجلس نواب جديد على أساس اللائحة القديمة لمجلس شورى النواب وفى الثامن من يناير عام ١٨٨٢ حضر شريف باشا إلى مجلس النواب، الجديد ليقدم الدستور الجديد إلى المجلس، وألقى خطابا تاريخياً، غير أن إنجلترا وفرنسا حاولا الحيلولة دون وجود حياة برلمانية سليمة وحياة ديمقراطية فى مصر دون جدوى،
إلى أن قدم شريف باشا استقالته فكلف الخديو توفيق محمود سامى البارودى بتأليف وزارة جديدة فرحت بها البلاد، وفى مثل هذا اليوم ٨ فبراير ١٨٨٢ اجتمع مجلس النواب الجديد وحضره البارودى وقدم الدستور الجديد الذى أقره المجلس وصدق عليه الخديو، وألقى البارودى خطابا تاريخيا رائعا حول الديمقراطية وضرورة تعميقها وتأصيلها.
2011تواصلت المظاهرات الحاشدة في ميدان التحرير والاسكندرية ومدن مصرية اخري في ثاني مليونية بأسبوع الصمود حيث عطل المتظاهرون في القاهرة المؤسسات الحكومية أمام مجلسي الشعب والشورى، ومقر رئاسة الوزراء. وتم احراق مبنى محافظة بورسعيد. كما ظهرت بعض الإضرابات والاعتصامات الفئوية بعدد من المؤسسات منها روزاليوسف والعاملين بالتلفزيون المصري. وعلي الصعيد الرسمي تم تشكيل لجنة لتعديل الدستور. بينما اعلنت منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الانسان ان عدد القتلى بلغ 232 في القاهرة و52 في الاسكندرية و13 في السويس.
٨ فبراير ٢٠٠٨، وفاة الناقد والمفكر رجاء النقاش
قدم رجاء النقاش للمشهد الشعرى العربى واحداً من أهم الشعراء العرب المعاصرين، وهو الشاعر محمود درويش فى كتاب بعنوان «شاعر الأرض المحتلة»، و«النقاش» ناقد أدبى وصحفى مصرى مولود فى الدقهلية فى ٣ سبتمبر ١٩٣٤، وتخرج فى جامعة القاهرة - قسم اللغة العربية فى ١٩٥٦، وكان قد بدأ مسيرته النقدية وهو طالب جامعى، وكان ينشر مقالاته آنذاك فى مجلة «الآداب» البيروتية، وعمل بعدها محرراً فى مجلة «روزاليوسف» بين ١٩٥٩ و١٩٦١، ثم «أخبار اليوم» من ١٩٦١ حتى ١٩٦٤،
كما كان رئيساً لتحرير عدد من المجلات المعروفة، منها مجلة «الدوحة» القطرية، ومجلة «الكواكب»، ومجلة «الهلال»، كما تولى منصب رئيس تحرير ورئيس مجلس إدارة مجلة «الإذاعة والتليفزيون» فى ١٩٧١ فجعل منها مطبوعة ذات محتوى فكرى وثقافى مع الفن، ونشر رواية «المرايا» لنجيب محفوظ مسلسلة قبل صدورها فى كتاب،
وفى مطلع ثمانينيات القرن الماضى انتقل إلى قطر مديراً لتحرير جريدة «الراية»، وأسس مجلة «الدوحة»، وعاد إلى مصر كاتباً بمجلة «المصور»، ثم رئيساً لتحرير «الكواكب»، ثم كاتبا متفرغاً بـ«الأهرام»، ومثلما قدم «درويش» قدم الروائى السودانى الطيب صالح، حين أعاد اكتشاف روايته «موسم الهجرة إلى الشمال»، وكان «النقاش» قد حصل على جائزة الدولة التقديرية، إلى أن توفى فى مثل هذا اليوم ٨ فبراير ٢٠٠٨، وينتمى «النقاش» لأسرة ضمت مثقفين، فكان أخوه «وحيد» مترجماً وناقداً، وأخوه «فكرى» مؤلفاً مسرحياً، وشقيقته «فريدة» رئيسة تحرير مجلة «أدب ونقد»