الأربعاء، 12 أكتوبر 2011 - 16:49
نفى المجلس العسكرى، أن يكون أى من أفراد القوات المسلحة دهس المتظاهرين فى ماسبيرو، وقال عضو المجلس اللواء محمود حجازى رئيس جهاز التنظيم والتعبئة بالقوات المسلحة، إن فكرة دهس المركبات للمواطنين ليست من عقائد الجيش المصرى، ولم يحدث فى التاريخ أن فردا من أفراد القوات المسلحة دهس إنسانا، وأضاف: "حتى فى قتالنا مع العدو الحقيقى لا نرتكب هذه الأخطاء".
وقال حجازى فى مؤتمر صحفى دعا إليه المجلس العسكرى أمس بمقر كلية القادة والأركان لتوضيح حقائق أحداث ماسبيرو: "تخيلوا جندى مصرى تحترق المركبة به، ولا يستطيع الخروج منها، تخيلوا شعور السائق"، مشيرا إلى أن إحدى المركبات كانت تحترق والجنود بداخلها، وتحركت وقال : " لا أنكر أن يكون أثناء سير المركبة تم "خبط" بعض المتظاهرين، لكن ذلك لا يمثل سلوكا ممنهجا كما ادعى البعض"، مؤكدا أن هناك تحقيقات تجرى بشأن المشاهد التى يظهر فيها سائق يرتدى ملابس مدنية، ويقود إحدى المركبات ويندفع بشكل كبير، و"يشيل" كل من أمامه من عربات وأفراد، ويدمر مركبات القوات المسلحة، بشكل عنيف وغير حضارى.
وعرض خلال المؤتمر الصحفى مشاهد من المسيرات، تؤكد بدء الاعتداء على أفراد الجيش من قبل المتظاهرين، وتدمير عدد من السيارات المدنية.
وأكد حجازى أن جزءاً من المتظاهرين الأقباط جاءوا أمام ماسبيرو وهم يحملون أنابيب البوتاجاز وأسلحة بيضاء وزجاجات مولوتوف، وكل ذلك موثق بالفيديو، وقد تدافعت أعداد كبيرة من المتظاهرين فى اتجاه مبنى التلفزيون واستخدموا الأسلحة البيضاء وقذفوا المولوتوف نحو أفراد القوات المسلحة، مشددا فى الوقت نفسه على أن مظاهرة الأقباط بدأت بشكل سلمى فى حماية قوات الشرطة العسكرية وانتهت إلى ما وصلت إليه .
وأكد أن قوات الشرطة العسكرية أمام ماسبيرو لم تطلق النيران لأن الجيش لا يمكن أن يوجه نيرانه للشعب، لافتا إلى أن هذه القوات من الأساس غير مسلحة بذخيرة حية، وتعدادها لا يتجاوز 300 فرد، وقال: "ما يلفت فى الأحداث الأخيرة هو التحريض على اقتحام مبنى ماسبيرو، منبها إلى أن مبنى التلفزيون هو أحد أبرز الأهداف الاستراتيجية ورمز إرادة الشعب، بما يوجب أخذ مسألة التهديد باقتحامه مأخذ الجد وعدم السماح بتنفيذ هذا التهديد".
وقال حجازى إن عدم تسليح قوات الشرطة العسكرية أمام ماسبيرو بذخيرة حية يأتى إيمانا من الجيش بأنه لا يوجد على أرض مصر من يمكن أن يوجه النيران أو يعتدى على القوات المسلحة، وأن سلاح القوات المسلحة لم ولن يوجه للشعب، ولو استخدم أو تم السماح باستخدامه لحدثت نتائج كارثية، مستدركا : " لكن قد نضطر لاستخدم الحزم طبقا للقانون فى مواجهة أعداء الشعب"، وتابع: "الجيش لديه شهداء من الجنود والضباط فى أحداث ماسبيرو ولن يعلن عن عددهم، وهناك أثار طلقات على الحوائط من اتجاه كوبرى 6 أكتوبر فى اتجاه ماسبيرو تثبت وجود أسلحة نارية، وأنه فى السابعة كان قد تم حرق 8 مركبات للقوات المسلحة و4 عربات مدنية، وأن النتائج الأولية لإصابات أفراد القوات المسلحة تشير لإصابتهم بخرطوش مدنى وطلقات نارية".
وأضاف:" لولا عناية الله لدخلت مصر فى دوامة من العنف والعنف المضاد"، مؤكدا إدراك القوات المسلحة أن هناك من يسعى إلى الصدام بين عنصرى الأمة والوقيعة بين الجيش والشعب، منتقدا سعى بعض وسائل الإعلام لنشر المعلومات المغلوطة التى تبث الفرقة، وتعمل على زعزعة استقرار البلاد، وأشار إلى تورط بعض الشخصيات فى التحريض على إثارة القوى الخارجية ضد مصر، وأن هذا الأمر سيوضع تحت يد أجهزة التحقيقات، وسيتم إعلان النتائج كاملة واتخاذ الإجراءات القانونية ضد من أخطأ فى حق الوطن، وضد كل من تسبب فيما حدث هذا اليوم، مؤكدا التزام القوات بأقصى درجات ضبط النفس، واستخدامها كل الوسائل من أجل حماية عناصر الجيش للمتظاهرين من الصدام مع الأهالى.
وحذر حجازى من أن هناك أعداء للوطن يتخذون من حالة التظاهر فرصة للاندساس وتحقيق أغراضهم، مشددا على أن عناصر الشرطة العسكرية لم تطلق النار على المتظاهرين بناء على عقيدة عدم إطلاق النار على الشعب وتعهد القوات المسلحة أن تحمى الشعب وألا تكون أداة قهر له، لافتا إلى أن تراب مصر ارتوى خلال جميع حروبها بدماء الشهداء وبينهم الأقباط، وأن مساحة التوافق بين المسلمين والأقباط فى مصر كبيرة جدا، وعناصر تأمين القوات المسلحة تنفذ مهامها دون أجندات .
وأعرب اللواء حجازى مجدداً عن أسف المجلس الأعلى للقوات المسلحة عن أحداث ماسبيرو التى راح ضحيتها عدد من شباب مصر، والتقدم بالتعازى لأسرهم، وتمنى للمصابين سرعة الشفاء.
وتابع: "نؤكد أنه تم عقد هذا المؤتمر اليوم بعد توفر قدر مناسب من المعلومات عن الأحداث تكشف عن انحراف البعض عن المسار الطبيعى للأحداث التى وقعت، وبشكل لا يخلو من سوء نية، وسوف نستعرض المعلومات والبيانات بكل دقة وشفافية ودون التعرض لما تقوم به الأجهزة القضائية"، مشددا على أن المجلس العسكرى تبنى، منذ تولى المسئولية وحتى انتهاء الفترة الانتقالية، ثوابت ومحددات وطنية فى إدارة شئون البلاد لا يمكن أن يحيد عنها مهما كانت الظروف والعقبات.
بعد ذلك تم عرض فيديو يظهر مسئول كنسى وهو يقول فى المظاهرة "المحافظ لو لم يقدم استقالته سيموت موتة شنيعة .. أقول للمشير حل المشكلة بسرعة أحسن"، وآخر يقول" عايز أقول لسيادة المشير اشمعنا قانون ترخيص بناء دور العبادة يطبق على الكنائس فقط"، وطالب آخر بكوتة للأقباط لا تقل عن 140 عضوا فى مجلس الشعب. وصرخ أحد الصحفيين الأقباط فى المؤتمر قائلاً إن هذا الأنبا الذى يتحدث مشلوح من الكنيسة، وتساءل بصوت مرتفع: "لماذا الإصرار على عرض كلامه؟ هذا توجيه للأحداث".
اللواء حجازى، أكد أن هذه المقاطع تثبت مدى التحريض على تهديد ماسبيرو، ولفت إلى أنه على الجانب الآخر تجمع 500 قبطى فى شكل حضارى، وأثنى على رجال الدين المسيحى الذين قادوا تلك التظاهرة.
وأضاف أن عدد المتظاهرين فى الساعة السادسة كان حوالى 6 آلاف فرد، وفى الإسكندرية 3500 فرد أمام المنطقة الشمالية العسكرية، وفى أسيوط تجمع 200 فرد أمام المحافظة، وفى الاقصر وقنا تجمع نحو 300 فرد.
كما ثبت أن جزءا من المتظاهرين فى ماسبيرو يحملون السيوف وأعمدة خشبية وأنابيب بوتاجاز، وهو ما يفسر الحرائق التى نشبت فى عربات ومدرعات القوات المسلحة، وقال إن هذه المظاهر لا تدل على أن المظاهرات سلمية.
ثم تم عرض فيديو لأفراد التأمين أمام مبنى ماسبيرو، يوضح عدم حملهم أسلحة نارية، مع تزايد فى الدراجات البخارية لأفراد مدنيين فى الساعة السابعة إلا ربع.
وقال حجازى إن بعض المتظاهرين تدخلوا ضد أفراد القوات المسلحة بعنف لم تشهده مصر من قبل، ولا يمكن أن يكون مصرى الذى يحدث إصابات فى مواطن مصرى آخر، حيث تم إلقاء الحجارة على المجندين المتواجدين داخل مركبات القوات المسلحة، ولو كان معهم ذخائر لم يستطع أحد الاقتراب من هذه المركبات، وحول دهس مركبات القوات المسلحة للمتظاهرين قال حجازى إن فكرة الدهس غير موجودة فى قاموس القوات المسلحة، مما أثار حفيظة صحفى قبطى موجود بالمؤتمر والذى قال بصوت عال "أنا شاهد عيان على الدهس يافندم"، فرد اللواء إسماعيل عتمان والذى كان جالسا فى الصف الأول بالقاعة وقال له: "لو سمحت متتكلمش.. بعد المؤتمر اسأل، هنا فيه انضباط".
ثم تم عرض فيديو يقوم فيه متظاهرون بإلقاء الحجارة على الجنود وإشعال النيران فى معدات القوات المسلحة، وعلق حجازى بقوله: "هذه اللقطة لم تسجل فى التاريخ حتى فى حروبنا مع العدو"، ثم تم عرض لقطات لاعتداء المتظاهرين على أحد المجندين الذى سقط أرضا وهو يجرى هربا من الاعتداءات، وقال حجازى "ماذا لو كان هذا الجندى مسلحا بالذخيرة الحية".
من جانبه طالب اللواء عتمان الإعلام بإبراز الحقائق كاملة دون تجزئة، وتغليب المصلحة العامة للوطن على المصلحة الشخصية، فيما أبدى عدد من الإعلاميين اعتراضهم على إشادة اللواء عتمان بتغطية التليفزيون المصرى لأحداث ماسبيرو .
أما اللواء عادل عمارة، فقال: "أتحدث عن الثوابت التى تحدد تصرف القوات المسلحة، أولها أن الشعب المصرى بالنسبة لنا هو كل إنسان يعيش على الأرض المصرية أيا كان دينه أو لونه أو جنسه له كل الحقوق وعليه كل الواجبات، والثابت الثانى أن أقباط مصر ليسوا فئة طارئة على المجتمع لكنهم جزء من نسيج المجتمع ويؤكده التاريخ ولا ينكر هذا أحد.. الثابت الثالث أن جميع المصريين هم مواطنون عليهم نفس الحقوق والواجبات أيا كان اللون والدين والجنس".
وتابع : "الثابت الرابع أن شعب مصر ومصر قوتهما فى توحدها والمقصود هو توحد جميع عناصر وأطياف المجتمع بكل جوانبه، والعكس صحيح فمصر لم تكن فى يوم من الأيام أحوج لجهود رجالها وتوحدها أكثر مما هى فيه الآن، كما أن القوات المسلحة هى ملك للشعب بجميع أطيافه مسلميه ومسيحييه وكل أجناسه، وأن نسيج القوات المسلحة من نسيج الشعب بمسلميه ومسيحييه، تراب مصر ارتوى بدماء الشهداء من القوات المسلحة ومنهم الاقباط، وأقدم شهيد وأولهم فى حرب 73 الشهيد شفيق مترى. كما أن ثورة 25 يناير قدمت نموذجا فى هذا المجال، وأذكركم بالمسلمين الذين صلوا فى حراسة المسيحيين والشاب المسلم الذى كان يتوضأ وتصب عليه ماء الوضوء فتاة مسيحية والمسيحيين يقيمون قداسهم فى ميدان التحرير فى حماية المسلمين".
وواصل عمارة: "أتساءل: أين هؤلاء الشباب الذين قاموا بعمل نموذج للتوحد فى العالم كله؟ مؤكدا أن الثورة لها أعداء يعملون على إجهاضها، نحن لا نعتقد فى نظريات المؤامرة لكن التاريخ أثبت وجود متآمرين، والثورة لها أعداء بالفعل ومحاور عملهم: إما التشكيك فى قيادات الفترة الانتقالية أو تأجيج الفتنة الطائفية أو تشييع الفوضى من خلال انفلات أمنى، أو تحدث وقيعة بين الشعب وقواته المسلحة أو فئات المجتمع، ونحن مدركون لهذا ونحذر منه.
وأضاف أن مساحة التوافق بين المسلمين والمسيحيين كبيرة جدا ويعلم ذلك جيدا كل رجال الدين من الطائفتين، كما أن عناصر تأمين القوات المسلحة لها مهام واجبة التنفيذ وهذه العناصر تنفذ مهمتها وليس لها أى أجندات غير تحقيق التأمين ويجب أن يكون هذا محل احترام الجميع.
وقال إن أفراد القوات المسلحة الشرفاء الآن يؤمنون الحدود والأهداف الحيوية، وهم جاهزون للتضحية بالنفس من أجل هذا البلد، وليس من المعقول أن يقابل هذا العطاء بالجحود أو التعدى على أفراد القوات المسلحة، كما أن القوات المسلحة تعى المخاطر ومخططات أعداء الثورة، لكنها ماضية قدمها فى تحقيق أهداف الثورة فى إقامة انتخابات برلمانية شفافة لأول مرة فى تاريخ مصر وعمل دستور يليق بمصر، وأن تأتى برئيس جمهورية ينتخبه الشعب انتخابا حرا ونزيها.
وتابع عضو المجلس العسكرى "كل هذه الوقائع محل تحقيق أمام المحاكم"، وقال: "نحن أمام حقائق، فهناك مواطنون فقدوا حياتهم وعناصر للشرطة العسكرية لم تطلق النيران اتساقا مع عقائدها التى غرزها فيهم قادة القوات المسلحة، وهى أنه لا يمكن توجيه النيران للشعب ولا يوجد ما يبرر هذا وأن الأوامر التى صدرت صريحة بأن تلتزم عناصر الجيش أقصى درجات ضبط النفس، كما أن عناصر التأمين غير مسلحة بذخائر، وذلك ليقيننا أنه لا يوجد على أرض مصر كلها من يمكن أن يوجه النيران أو يعتدى على أفراد القوات المسلحة".
وواصل: "نحن نعى أننا أمام موقف يمكن توصيفه بأنه مرحلة ينتفض فيها الشعب من نظام رفضه إلى نظام يطلبه، وقد تعهدت القوات المسلحة بحماية الشعب ونجاح مهمة القوات المسلحة هى فى حماية الشعب وليس فى قتله ولكنها قد تضطر إلى استخدام الحزم وتطبيق صحيح القانون فى مواجهة أعداء هذا الشعب، كما أن سلاح القوات المسلحة يختلف عن غيره من التسليح، حيث يستخدم للقتل وليس للتأمين، ولو تم استخدام هذا السلاح أو سمحنا باستخدامه لكانت العواقب كارثية لكن ذلك لم ولن يحدث، وتم ذلك من خلال ضبط وربط عالى والقدرة على ضبط المشاعر ولا يجب أن يساء الفهم أو يشجع هذا أفرادا أو جماعات ضآلة على أن تعبث بأمن البلاد".
وأكد أن هناك شهداء ومصابين بين القوات المسلحة نتيجة لأحداث ماسبيرو الأخيرة ولكن فى الوقت نفسه القوات المسلحة حريصة على عدم ذكرهم، حرصا على الروح المعنوية داخلها وحتى لا نثير فى جموع القوات نوع من الحساسية.
وأضاف أن هناك مبدأ منذ بداية أحداث 25 يناير هو عدم الإعلان عن خسائر القوات المسلحة من أفراد ومعدات، حرصا من القوات المسلحة على عدم التأجيج بين الشعب والجيش، قائلا :"دائما لا نلجأ لهذا وهذا مبدأ داخل القوات المسلحة ولم نذكر حجم الخسائر حتى الآن".
وأوضح عمارة أنه بالنسبة للانتخابات فإن المجلس العسكرى "يطمئننا على إجرائها فى جو أمنى، وستكون انتخابات غير مسبوقة بدعم الشعب وجميع أطيافه"
وعاد حجازى للحديث مؤكداً أن عملية استدراج القوات المسلحة هى مسألة موجودة وهدف لكل العاملين لإحداث فوضى وإجهاض الثورة، "نحن أعلنا أن التظاهر حق ولم ولن نستخدم النيران، أعداء الثورة يعلمون أن الفرق بين النجاح والفشل هو استدراك القوات المسلحة لاستخدام العنف، ولكن هذا لايوجد فى قاموسنا ونأمل أن يعى الشعب ذلك".
وقال حجازى حول ما أثير عن ادعاء البعض بأن القوات المسلحة وراء هذه الأحداث: إنه لا يجب إعطاء الحق أو الاهتمام أو التفكير فى ذلك، حق الشعب أن يعرف من وراء هذه الأحداث، ولكن اطمنئكم أن الأجهزة المعنية تعمل ليل ونهار لتوثيق كل المصادر، ثم سيعلن ذلك للجميع، فهذه الجهات التى تريد إحباط هذه الثورة تلجأ لتحقيق أهدافها من خلال مشروعات مقبولة للجميع ولكن وراءها أشياء أخرى.
وأكد حجازى أنه "سيتم اتخاذ كل الاجراءات القانونية بكل حزم، والناس التى تتجرأ وتخالف القانون من حق الشعب على القوات المسلحة أن تكون هناك إجراءات قانونية ضد الخارجين حتى لا يفسدوا المرحلة الجميلة التى تشهد نهضة جديدة، ولن تسمح القوات المسلحة بأن يتم تعطيل هذه المسيرة".
وشهد أحد الصحفيين ويدعى صمويل العشاى، بأن أول من دافع عن الأقباط فى شبرا كانوا من المسلمين والذين هتفوا "مسلم ومسيحى إيد واحدة"، ثم فجأة شاهدوا عناصر غريبة اعتلوا أسطح العمارات ويشتبه فى أنهم قناصة وأطلقوا رصاص محرم دوليا على المتظاهرين.
نفى المجلس العسكرى، أن يكون أى من أفراد القوات المسلحة دهس المتظاهرين فى ماسبيرو، وقال عضو المجلس اللواء محمود حجازى رئيس جهاز التنظيم والتعبئة بالقوات المسلحة، إن فكرة دهس المركبات للمواطنين ليست من عقائد الجيش المصرى، ولم يحدث فى التاريخ أن فردا من أفراد القوات المسلحة دهس إنسانا، وأضاف: "حتى فى قتالنا مع العدو الحقيقى لا نرتكب هذه الأخطاء".
وقال حجازى فى مؤتمر صحفى دعا إليه المجلس العسكرى أمس بمقر كلية القادة والأركان لتوضيح حقائق أحداث ماسبيرو: "تخيلوا جندى مصرى تحترق المركبة به، ولا يستطيع الخروج منها، تخيلوا شعور السائق"، مشيرا إلى أن إحدى المركبات كانت تحترق والجنود بداخلها، وتحركت وقال : " لا أنكر أن يكون أثناء سير المركبة تم "خبط" بعض المتظاهرين، لكن ذلك لا يمثل سلوكا ممنهجا كما ادعى البعض"، مؤكدا أن هناك تحقيقات تجرى بشأن المشاهد التى يظهر فيها سائق يرتدى ملابس مدنية، ويقود إحدى المركبات ويندفع بشكل كبير، و"يشيل" كل من أمامه من عربات وأفراد، ويدمر مركبات القوات المسلحة، بشكل عنيف وغير حضارى.
وعرض خلال المؤتمر الصحفى مشاهد من المسيرات، تؤكد بدء الاعتداء على أفراد الجيش من قبل المتظاهرين، وتدمير عدد من السيارات المدنية.
وأكد حجازى أن جزءاً من المتظاهرين الأقباط جاءوا أمام ماسبيرو وهم يحملون أنابيب البوتاجاز وأسلحة بيضاء وزجاجات مولوتوف، وكل ذلك موثق بالفيديو، وقد تدافعت أعداد كبيرة من المتظاهرين فى اتجاه مبنى التلفزيون واستخدموا الأسلحة البيضاء وقذفوا المولوتوف نحو أفراد القوات المسلحة، مشددا فى الوقت نفسه على أن مظاهرة الأقباط بدأت بشكل سلمى فى حماية قوات الشرطة العسكرية وانتهت إلى ما وصلت إليه .
وأكد أن قوات الشرطة العسكرية أمام ماسبيرو لم تطلق النيران لأن الجيش لا يمكن أن يوجه نيرانه للشعب، لافتا إلى أن هذه القوات من الأساس غير مسلحة بذخيرة حية، وتعدادها لا يتجاوز 300 فرد، وقال: "ما يلفت فى الأحداث الأخيرة هو التحريض على اقتحام مبنى ماسبيرو، منبها إلى أن مبنى التلفزيون هو أحد أبرز الأهداف الاستراتيجية ورمز إرادة الشعب، بما يوجب أخذ مسألة التهديد باقتحامه مأخذ الجد وعدم السماح بتنفيذ هذا التهديد".
وقال حجازى إن عدم تسليح قوات الشرطة العسكرية أمام ماسبيرو بذخيرة حية يأتى إيمانا من الجيش بأنه لا يوجد على أرض مصر من يمكن أن يوجه النيران أو يعتدى على القوات المسلحة، وأن سلاح القوات المسلحة لم ولن يوجه للشعب، ولو استخدم أو تم السماح باستخدامه لحدثت نتائج كارثية، مستدركا : " لكن قد نضطر لاستخدم الحزم طبقا للقانون فى مواجهة أعداء الشعب"، وتابع: "الجيش لديه شهداء من الجنود والضباط فى أحداث ماسبيرو ولن يعلن عن عددهم، وهناك أثار طلقات على الحوائط من اتجاه كوبرى 6 أكتوبر فى اتجاه ماسبيرو تثبت وجود أسلحة نارية، وأنه فى السابعة كان قد تم حرق 8 مركبات للقوات المسلحة و4 عربات مدنية، وأن النتائج الأولية لإصابات أفراد القوات المسلحة تشير لإصابتهم بخرطوش مدنى وطلقات نارية".
وأضاف:" لولا عناية الله لدخلت مصر فى دوامة من العنف والعنف المضاد"، مؤكدا إدراك القوات المسلحة أن هناك من يسعى إلى الصدام بين عنصرى الأمة والوقيعة بين الجيش والشعب، منتقدا سعى بعض وسائل الإعلام لنشر المعلومات المغلوطة التى تبث الفرقة، وتعمل على زعزعة استقرار البلاد، وأشار إلى تورط بعض الشخصيات فى التحريض على إثارة القوى الخارجية ضد مصر، وأن هذا الأمر سيوضع تحت يد أجهزة التحقيقات، وسيتم إعلان النتائج كاملة واتخاذ الإجراءات القانونية ضد من أخطأ فى حق الوطن، وضد كل من تسبب فيما حدث هذا اليوم، مؤكدا التزام القوات بأقصى درجات ضبط النفس، واستخدامها كل الوسائل من أجل حماية عناصر الجيش للمتظاهرين من الصدام مع الأهالى.
وحذر حجازى من أن هناك أعداء للوطن يتخذون من حالة التظاهر فرصة للاندساس وتحقيق أغراضهم، مشددا على أن عناصر الشرطة العسكرية لم تطلق النار على المتظاهرين بناء على عقيدة عدم إطلاق النار على الشعب وتعهد القوات المسلحة أن تحمى الشعب وألا تكون أداة قهر له، لافتا إلى أن تراب مصر ارتوى خلال جميع حروبها بدماء الشهداء وبينهم الأقباط، وأن مساحة التوافق بين المسلمين والأقباط فى مصر كبيرة جدا، وعناصر تأمين القوات المسلحة تنفذ مهامها دون أجندات .
وأعرب اللواء حجازى مجدداً عن أسف المجلس الأعلى للقوات المسلحة عن أحداث ماسبيرو التى راح ضحيتها عدد من شباب مصر، والتقدم بالتعازى لأسرهم، وتمنى للمصابين سرعة الشفاء.
وتابع: "نؤكد أنه تم عقد هذا المؤتمر اليوم بعد توفر قدر مناسب من المعلومات عن الأحداث تكشف عن انحراف البعض عن المسار الطبيعى للأحداث التى وقعت، وبشكل لا يخلو من سوء نية، وسوف نستعرض المعلومات والبيانات بكل دقة وشفافية ودون التعرض لما تقوم به الأجهزة القضائية"، مشددا على أن المجلس العسكرى تبنى، منذ تولى المسئولية وحتى انتهاء الفترة الانتقالية، ثوابت ومحددات وطنية فى إدارة شئون البلاد لا يمكن أن يحيد عنها مهما كانت الظروف والعقبات.
بعد ذلك تم عرض فيديو يظهر مسئول كنسى وهو يقول فى المظاهرة "المحافظ لو لم يقدم استقالته سيموت موتة شنيعة .. أقول للمشير حل المشكلة بسرعة أحسن"، وآخر يقول" عايز أقول لسيادة المشير اشمعنا قانون ترخيص بناء دور العبادة يطبق على الكنائس فقط"، وطالب آخر بكوتة للأقباط لا تقل عن 140 عضوا فى مجلس الشعب. وصرخ أحد الصحفيين الأقباط فى المؤتمر قائلاً إن هذا الأنبا الذى يتحدث مشلوح من الكنيسة، وتساءل بصوت مرتفع: "لماذا الإصرار على عرض كلامه؟ هذا توجيه للأحداث".
اللواء حجازى، أكد أن هذه المقاطع تثبت مدى التحريض على تهديد ماسبيرو، ولفت إلى أنه على الجانب الآخر تجمع 500 قبطى فى شكل حضارى، وأثنى على رجال الدين المسيحى الذين قادوا تلك التظاهرة.
وأضاف أن عدد المتظاهرين فى الساعة السادسة كان حوالى 6 آلاف فرد، وفى الإسكندرية 3500 فرد أمام المنطقة الشمالية العسكرية، وفى أسيوط تجمع 200 فرد أمام المحافظة، وفى الاقصر وقنا تجمع نحو 300 فرد.
كما ثبت أن جزءا من المتظاهرين فى ماسبيرو يحملون السيوف وأعمدة خشبية وأنابيب بوتاجاز، وهو ما يفسر الحرائق التى نشبت فى عربات ومدرعات القوات المسلحة، وقال إن هذه المظاهر لا تدل على أن المظاهرات سلمية.
ثم تم عرض فيديو لأفراد التأمين أمام مبنى ماسبيرو، يوضح عدم حملهم أسلحة نارية، مع تزايد فى الدراجات البخارية لأفراد مدنيين فى الساعة السابعة إلا ربع.
وقال حجازى إن بعض المتظاهرين تدخلوا ضد أفراد القوات المسلحة بعنف لم تشهده مصر من قبل، ولا يمكن أن يكون مصرى الذى يحدث إصابات فى مواطن مصرى آخر، حيث تم إلقاء الحجارة على المجندين المتواجدين داخل مركبات القوات المسلحة، ولو كان معهم ذخائر لم يستطع أحد الاقتراب من هذه المركبات، وحول دهس مركبات القوات المسلحة للمتظاهرين قال حجازى إن فكرة الدهس غير موجودة فى قاموس القوات المسلحة، مما أثار حفيظة صحفى قبطى موجود بالمؤتمر والذى قال بصوت عال "أنا شاهد عيان على الدهس يافندم"، فرد اللواء إسماعيل عتمان والذى كان جالسا فى الصف الأول بالقاعة وقال له: "لو سمحت متتكلمش.. بعد المؤتمر اسأل، هنا فيه انضباط".
ثم تم عرض فيديو يقوم فيه متظاهرون بإلقاء الحجارة على الجنود وإشعال النيران فى معدات القوات المسلحة، وعلق حجازى بقوله: "هذه اللقطة لم تسجل فى التاريخ حتى فى حروبنا مع العدو"، ثم تم عرض لقطات لاعتداء المتظاهرين على أحد المجندين الذى سقط أرضا وهو يجرى هربا من الاعتداءات، وقال حجازى "ماذا لو كان هذا الجندى مسلحا بالذخيرة الحية".
من جانبه طالب اللواء عتمان الإعلام بإبراز الحقائق كاملة دون تجزئة، وتغليب المصلحة العامة للوطن على المصلحة الشخصية، فيما أبدى عدد من الإعلاميين اعتراضهم على إشادة اللواء عتمان بتغطية التليفزيون المصرى لأحداث ماسبيرو .
أما اللواء عادل عمارة، فقال: "أتحدث عن الثوابت التى تحدد تصرف القوات المسلحة، أولها أن الشعب المصرى بالنسبة لنا هو كل إنسان يعيش على الأرض المصرية أيا كان دينه أو لونه أو جنسه له كل الحقوق وعليه كل الواجبات، والثابت الثانى أن أقباط مصر ليسوا فئة طارئة على المجتمع لكنهم جزء من نسيج المجتمع ويؤكده التاريخ ولا ينكر هذا أحد.. الثابت الثالث أن جميع المصريين هم مواطنون عليهم نفس الحقوق والواجبات أيا كان اللون والدين والجنس".
وتابع : "الثابت الرابع أن شعب مصر ومصر قوتهما فى توحدها والمقصود هو توحد جميع عناصر وأطياف المجتمع بكل جوانبه، والعكس صحيح فمصر لم تكن فى يوم من الأيام أحوج لجهود رجالها وتوحدها أكثر مما هى فيه الآن، كما أن القوات المسلحة هى ملك للشعب بجميع أطيافه مسلميه ومسيحييه وكل أجناسه، وأن نسيج القوات المسلحة من نسيج الشعب بمسلميه ومسيحييه، تراب مصر ارتوى بدماء الشهداء من القوات المسلحة ومنهم الاقباط، وأقدم شهيد وأولهم فى حرب 73 الشهيد شفيق مترى. كما أن ثورة 25 يناير قدمت نموذجا فى هذا المجال، وأذكركم بالمسلمين الذين صلوا فى حراسة المسيحيين والشاب المسلم الذى كان يتوضأ وتصب عليه ماء الوضوء فتاة مسيحية والمسيحيين يقيمون قداسهم فى ميدان التحرير فى حماية المسلمين".
وواصل عمارة: "أتساءل: أين هؤلاء الشباب الذين قاموا بعمل نموذج للتوحد فى العالم كله؟ مؤكدا أن الثورة لها أعداء يعملون على إجهاضها، نحن لا نعتقد فى نظريات المؤامرة لكن التاريخ أثبت وجود متآمرين، والثورة لها أعداء بالفعل ومحاور عملهم: إما التشكيك فى قيادات الفترة الانتقالية أو تأجيج الفتنة الطائفية أو تشييع الفوضى من خلال انفلات أمنى، أو تحدث وقيعة بين الشعب وقواته المسلحة أو فئات المجتمع، ونحن مدركون لهذا ونحذر منه.
وأضاف أن مساحة التوافق بين المسلمين والمسيحيين كبيرة جدا ويعلم ذلك جيدا كل رجال الدين من الطائفتين، كما أن عناصر تأمين القوات المسلحة لها مهام واجبة التنفيذ وهذه العناصر تنفذ مهمتها وليس لها أى أجندات غير تحقيق التأمين ويجب أن يكون هذا محل احترام الجميع.
وقال إن أفراد القوات المسلحة الشرفاء الآن يؤمنون الحدود والأهداف الحيوية، وهم جاهزون للتضحية بالنفس من أجل هذا البلد، وليس من المعقول أن يقابل هذا العطاء بالجحود أو التعدى على أفراد القوات المسلحة، كما أن القوات المسلحة تعى المخاطر ومخططات أعداء الثورة، لكنها ماضية قدمها فى تحقيق أهداف الثورة فى إقامة انتخابات برلمانية شفافة لأول مرة فى تاريخ مصر وعمل دستور يليق بمصر، وأن تأتى برئيس جمهورية ينتخبه الشعب انتخابا حرا ونزيها.
وتابع عضو المجلس العسكرى "كل هذه الوقائع محل تحقيق أمام المحاكم"، وقال: "نحن أمام حقائق، فهناك مواطنون فقدوا حياتهم وعناصر للشرطة العسكرية لم تطلق النيران اتساقا مع عقائدها التى غرزها فيهم قادة القوات المسلحة، وهى أنه لا يمكن توجيه النيران للشعب ولا يوجد ما يبرر هذا وأن الأوامر التى صدرت صريحة بأن تلتزم عناصر الجيش أقصى درجات ضبط النفس، كما أن عناصر التأمين غير مسلحة بذخائر، وذلك ليقيننا أنه لا يوجد على أرض مصر كلها من يمكن أن يوجه النيران أو يعتدى على أفراد القوات المسلحة".
وواصل: "نحن نعى أننا أمام موقف يمكن توصيفه بأنه مرحلة ينتفض فيها الشعب من نظام رفضه إلى نظام يطلبه، وقد تعهدت القوات المسلحة بحماية الشعب ونجاح مهمة القوات المسلحة هى فى حماية الشعب وليس فى قتله ولكنها قد تضطر إلى استخدام الحزم وتطبيق صحيح القانون فى مواجهة أعداء هذا الشعب، كما أن سلاح القوات المسلحة يختلف عن غيره من التسليح، حيث يستخدم للقتل وليس للتأمين، ولو تم استخدام هذا السلاح أو سمحنا باستخدامه لكانت العواقب كارثية لكن ذلك لم ولن يحدث، وتم ذلك من خلال ضبط وربط عالى والقدرة على ضبط المشاعر ولا يجب أن يساء الفهم أو يشجع هذا أفرادا أو جماعات ضآلة على أن تعبث بأمن البلاد".
وأكد أن هناك شهداء ومصابين بين القوات المسلحة نتيجة لأحداث ماسبيرو الأخيرة ولكن فى الوقت نفسه القوات المسلحة حريصة على عدم ذكرهم، حرصا على الروح المعنوية داخلها وحتى لا نثير فى جموع القوات نوع من الحساسية.
وأضاف أن هناك مبدأ منذ بداية أحداث 25 يناير هو عدم الإعلان عن خسائر القوات المسلحة من أفراد ومعدات، حرصا من القوات المسلحة على عدم التأجيج بين الشعب والجيش، قائلا :"دائما لا نلجأ لهذا وهذا مبدأ داخل القوات المسلحة ولم نذكر حجم الخسائر حتى الآن".
وأوضح عمارة أنه بالنسبة للانتخابات فإن المجلس العسكرى "يطمئننا على إجرائها فى جو أمنى، وستكون انتخابات غير مسبوقة بدعم الشعب وجميع أطيافه"
وعاد حجازى للحديث مؤكداً أن عملية استدراج القوات المسلحة هى مسألة موجودة وهدف لكل العاملين لإحداث فوضى وإجهاض الثورة، "نحن أعلنا أن التظاهر حق ولم ولن نستخدم النيران، أعداء الثورة يعلمون أن الفرق بين النجاح والفشل هو استدراك القوات المسلحة لاستخدام العنف، ولكن هذا لايوجد فى قاموسنا ونأمل أن يعى الشعب ذلك".
وقال حجازى حول ما أثير عن ادعاء البعض بأن القوات المسلحة وراء هذه الأحداث: إنه لا يجب إعطاء الحق أو الاهتمام أو التفكير فى ذلك، حق الشعب أن يعرف من وراء هذه الأحداث، ولكن اطمنئكم أن الأجهزة المعنية تعمل ليل ونهار لتوثيق كل المصادر، ثم سيعلن ذلك للجميع، فهذه الجهات التى تريد إحباط هذه الثورة تلجأ لتحقيق أهدافها من خلال مشروعات مقبولة للجميع ولكن وراءها أشياء أخرى.
وأكد حجازى أنه "سيتم اتخاذ كل الاجراءات القانونية بكل حزم، والناس التى تتجرأ وتخالف القانون من حق الشعب على القوات المسلحة أن تكون هناك إجراءات قانونية ضد الخارجين حتى لا يفسدوا المرحلة الجميلة التى تشهد نهضة جديدة، ولن تسمح القوات المسلحة بأن يتم تعطيل هذه المسيرة".
وشهد أحد الصحفيين ويدعى صمويل العشاى، بأن أول من دافع عن الأقباط فى شبرا كانوا من المسلمين والذين هتفوا "مسلم ومسيحى إيد واحدة"، ثم فجأة شاهدوا عناصر غريبة اعتلوا أسطح العمارات ويشتبه فى أنهم قناصة وأطلقوا رصاص محرم دوليا على المتظاهرين.