October 21 2011 21:12
أكد وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف أمس، أن مقتل العقيد معمر القذافي يثير العديد من التساؤلات . وقال إن زعماء العالم الغربي تصرفوا بطريقة غير ناضجة عندما احتفلوا بمقتل القذافي . وأضاف لإذاعة صدى موسكو “قرر (المجتمع الدولي) أنه فقد شرعيته وعليه الرحيل . الطريقة التي قتل بها تثير العديد من الأسئلة، إن أفعال حلف شمال الأطلسي تهمنا من منظور القانون الدولي” .وتابع لافروف إن القذافي “م يكن يشكل تهديداً لأحد”، عندما قصفت موكبه قوات الحلف الأطلسي التي كانت مهمتها تقضي بفرض احترام الحظر الجوي . وأوضح “ليست هناك أية صلة بين الحظر الجوي ومهاجمة أهداف أرضية، بما في ذلك هذه القافلة، وخصوصا أن هذه القافلة لم تكن تهاجم أحداً
إلى ذلك، رفض البرلمان الروسي الموافقة على بيان بشأن ليبيا، يعرب عن التعازي في وفاة القذافي، بأغلبية 153 صوتاً مقابل ،98 بعدما تقدم ثلاثة أحزاب هي حزب روسيا العادلة والحزب الشيوعي والحزب الليبرالي الديمقراطي، باقتراح لإدراج إصدار بيان بشأن ليبيا على جدول أعمال مجلس الدوما (البرلمان)، ولم يشارك حزب روسيا المتحدة الحاكم، صاحب الأغلبية الساحقة، في هذه الخطوة .وقال النائب الشيوعي بوريس كاشين “أقترح مناقشة إصدار بيان يعرب عن التعازي للشعب الليبي”، وأيد فلاديمير جيرينوفسكي، زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي هذه الخطوة، ووصف مقتل القذافي بأنه عمل بربري
وقال لافروف إنه ما كان يجب قتل القذافي، لأنه يُعدّ أسير حرب ويحميه القانون الدولي . وأوضح أن “القانون الدولي يقضي بأن تطبق القواعد الإنسانية خلال النزاعات المسلحة، وهذا ما شهدناه ونشهده الآن في ليبيا، ولابد أن تطبق قواعد إنسانية دولية منصوص عليها في معاهدة جنيف في الأربعينيات من القرن الماضي” . وأضاف أن المعاهدة تنص وبدقة على أنه منذ اللحظة الأولى من أسر أي شخص خلال النزاع تتخذ بحقه إجراءات خاصة، بما فيها تقديم الإسعافات الأولية في حال إصابته، أما أن يتم قتله فهذا ممنوع حتماً قال القائد في المجلس الانتقالي الليبي عبد السلام عليوة أمس، إن العقيد معمر القذافي سيدفن وفقاً للشريعة الإسلامية خلال 24 ساعة وإن جثته بها طلقة واضحة في الرأس . وأضاف القائد في مصراتة حيث يحتفظ المقاتلون بجثة القذافي في وحدة تبريد في سوق قديمة بالمدينة، أن القذافي سيحصل على حقه كأي مسلم وأن جثته ستغسل وتعامل وفقاً لحرمة الميت
وبدت إشارات على خلاف بين المجلس والمقاتلين في مصراتة على مكان دفن القذافي . ولم يتضح إذا كان المقاتلون شعروا أنه يجب أن يكون لهم دور في القرار . وقال مسؤول في المجلس إنهم مختلفون حول مكان الدفن . وأضاف يجب دفن القذافي بسرعة وفقاً للشريعة الإسلامية، لكن المسؤولين لم يتوصلوا إلى اتفاق بعد حول دفنه في مصراتة أو سرت أو مكان آخر .وقال وزير النفط علي الترهوني إنه لم يتخذ قرار بعد بهذا الشأن . وأضاف أنه أصدر تعليمات بالإبقاء على جثة القذافي في ثلاجة الموتى لأيام قليلة حتى يعلم الجميع أنه قتل .وقال قيادي في المجلس إن أفراداً في قبيلة القذافي على اتصال لمناقشة إمكانية توليهم دفنه . وإنه إذا كانوا مستعدين للاعتراف بأن القذافي ينتسب إليهم فإن المقاتلين سيسلمونهم الجثة ويحملونهم مسؤولية دفنها في موقع سري . وأضاف إذا كان رجال القبيلة لا يرغبون في تسلم الجثة فإن مقاتلي المجلس سيدفنونها في سرية مع جثث مسلحين في حاشيته قتلوا معه قرب مسقط رأسه
في سرت، أكد مقاتل يدعى محمد الهويب شعبان أنه كان حاضراً عند أسر القذافي وانتزع منه سلاحه وهو مسدس من ذهب . وأضاف أن القذافي كان يزحف في أنبوب إسمنتي .وعند المدخل الغربي للمدينة قاد مقاتلون مصوراً من فرانس برس إلى قنوات إسمنتية تحت الطريق، قالوا إن القذافي أسر فيها . وأكد محمد ليث أحد القادة في مصراتة أنه توفي متأثراً بجروح أصيب بها عند اعتقاله . وقال إن “القذافي كان في سيارة جيب أطلق النار عليها . خرج منها وحاول الفرار ولجأ إلى أنبوب لتصريف المياه . أطلق الثوار النار من جديد فخرج حاملاً رشاشاً بيد ومسدساً باليد الأخرى” . وتابع انه “تلفت يمنة ويسرة وسأل ماذا يجري؟ فأطلق المقاتلون النار من جديد ما أدى إلى جرحه في الكتف والساق وتوفي بعد ذلك” .وقال طبيب فحص جثة القذافي إنه أصيب بجروح مميتة برصاصة في أحشائه بعد اعتقاله . وأضاف إبراهيم تيكا أثناء القبض على القذافي كان حياً لكن تم قتله لاحقاً وهذا سبب وفاته الأولية، رصاصة اخترقت الأحشاء ثم أخرى دخلت وخرجت من رأسه
وتابع تيكا الذي فحص جثة المعتصم بن القذافي، إن النتائج تظهر أن المعتصم قتل بعد والده . وأضاف “المعتصم، كانت هناك إصابة، فتحة كبيرة أعلى منطقة الصدر تحت الرقبة مباشرة وكانت فيه ثلاث إصابات من الخلف وفي الظهر وفي الرجل من الخلف وكانت فيه شظية لكن قديمة عمرها يتراوح أياماً كانت في الساق وحالة الدم تثبت وتفيد أنه قتل بعد القذافي نفسه” .وطالبت صفية أرملة القذافي الأمم المتحدة بالتحقيق في ظروف مقتله بعد إلقاء القبض عليه، حسب ما نقلت عنها قناة الرأي الفضائية . وقالت “أفتخر ببسالة زوجي المجاهد معمر القذافي وأولادي الذين تصدوا لعدوان 40 دولة وعملائها على مدار ستة أشهر” .وأشار مصور إلى أنه رأى جثة القذافي في منزل في مصراتة، حيث تمكن من التقاط صورة تظهره عاري الصدر وبطنه مغطى بالدم، كما يبدو محاطاً بمتفرجين كانوا يلتقطون صوراً بواسطة هواتفهم النقالة . كما أن مصوراً آخر شاهد في المنزل جثة المعتصم
وكان رئيس المكتب التنفيذي للمجلس الانتقالي محمود جبريل أكد أن القذافي قتل برصاصة في الرأس . وقال “عندما وجدوه كان في صحة جيدة ومسلحاً، لكن “عندما تحركت الآلية علق في تبادل لإطلاق النار بين المقاتلين الموالين للقذافي وثوار وقتل برصاصة في الرأس”، مؤكداً أنه كان على قيد الحياة حتى وصوله إلى المستشفى
من جهته، نفى حلف شمال الأطلسي (ناتو) أن تكون قواته تعمدت استهداف موكب القذافي، غير أنه أقر بأنه قصف الموكب . وقال في بيان أصدره في نابولي حيث مقر عملياته في ليبيا “لم يكن الحلف يعرف وقت تنفيذ الهجمة الجوية أن القذافي كان ضمن ركابه، وكان تدخل الحلف، فحسب، لتخفيف حدة التهديد الذي يتعرض له المدنيون” . وأضاف “إن السياسة التي ينتهجها حلف الأطلسي تقضي بعدم استهداف أفراد، علمنا في وقت لاحق من مصادر عامة ومعلومات موثقة أن القذافي كان في الموكب وأن الغارة أسهمت في القبض عليه” .وقال مسؤول في الحلف إن طائرة أمريكية بلا طيار شاركت في هجمات في ليبيا الخميس، لكن لم يتضح هل النيران الأمريكية أم الفرنسية هي التي أصابت قافلة القذافي
وأكد حلف شمال الأطلسي أنه لم يكن على علم بوجود القذافي في القافلة التي أغارت عليها طائراته قرب سرت الخميس، وأنه لم يعرف إلا في وقت لاحق أنه بذلك “أسهم على الأرجح” في اعتقاله . وقال في بيان تضمن بالتفصيل الوقائع التي أدت إلى اغتيال القذافي، “حوالي الساعة 30 .8 (30 .6 ت غ) الخميس”، أغار طيران حلف شمال الأطلسي على إحدى عشرة آلية عسكرية موالية للقذافي كانت في عداد قافلة تضم حوالي 75 آلية تسير في ضاحية سرت” . وأضاف أن “هذه الآليات المسلحة كانت تغادر سرت بسرعة كبيرة، كانت تنقل كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر التي كانت تشكل تهديداً جدياً للسكان المحليين” .وجاء في البيان أن طيران الحلف دمر في البداية “آلية واحدة فقط” ما أعاق سير القافلة، وأدى إلى تفرق الآليات “التي سلكت اتجاهات مختلفة” . وأوضح أن “مجموعة من عشرين آلية توجهت نحو الجنوب بسرعة كبيرة”، وكانت “تشكل تهديداً كبيراً” . وأضاف أن “الحلف استهدف هذه الآليات” وأن عشراً من الآليات الموالية للقذافي قد دمرت أو لحقت بها إضرار
وأكد البيان “لدى إطلاق النار، لم يكن الحلف الأطلسي يعرف أن القذافي موجود في القافلة . وكان الهدف من تدخل الحلف التقليل من التهديد الذي يتعرض له السكان المدنيون فقط، كما نص على ذلك تفويضنا من الأمم المتحدة، الحلف الأطلسي لا يستهدف أفراداً” . وأضاف “علمنا في وقت لاحق، من مصادر رسمية ومن الاستخبارات الحليفة أن القذافي كان موجوداً في القافلة وأن الغارة أسهمت على الأرجح في أسره”، موضحاً أنه لا يعطي معلومات عن جنسية الطائرات
على صعيد اخر أظهرت لقطات مصورة بثت على الإنترنت العقيد معمر القذافي يتوسل طلباً للرحمة بعد إلقاء القبض عليه في مدينة سرت مسقط رأسه .وصرخ القذافي بصوت عالٍ، وهو مضرج بدمائه في شريط فيديو رديء التصوير تم بثه على الإنترنت “ارحموني، ارحموني، ألا تعرفون معنى الرحمة؟” .كما أظهرت اللقطات المقاتلين المناهضين للقذافي يصيحون في فرحة “الله أكبر”، بينما سمعت أصوات طقطقة بندقية آلية
في نيويورك طلبت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة أمس، تشكيل لجنة للتحقيق في ملابسات مقتل العقيد معمر القذافي في مسقط رأسه سرت الخميس .وقال المتحدث باسم المفوضية روبرت كولفيل للصحافيين إنه “في ما يتعلق بمقتل القذافي فإن الملابسات لا تزال غير واضحة . نعتبر أن إجراء تحقيق أمر ضروري”، وأضاف “لا بد من إجراء تحقيق بالنظر إلى ما شاهدناه” . وأكد أن “شريطي الفيديو” اللذين تم بثهما ويصوران القذافي بعد القبض عليه “مقلقان للغاية” .لكن المتحدث لم يوضح من هي الجهة التي يتعين عليها إجراء هذا التحقيق، مذكراً بأن مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة كلف هذا العام لجنة خبراء التحقيق في أعمال العنف في ليبيا .واعتبر كولفيل أن مقتل القذافي “يضع حداً لثمانية أشهر من العنف الشديد والمعاناة بالنسبة إلى الشعب الليبي” . وأضاف أن “عهداً جديداً يبدأ في ليبيا، عهد يجب أن يلبي تطلعات الشعب” ولا سيما في مجال حقوق الإنسان
كما دعت منظمة العفو الدولية السلطات الليبية الجديدة أمس، إلى ضمان فتح تحقيق كامل ومستقل وحيادي حول كيفية مقتل العقيد معمر القذافي .وقالت المنظمة “إذا كان القذافي قُتل عمداً في الأسر فإن ذلك من شأنه أن يشكل جريمة حرب، وفتح تحقيق سيساعد على توضيح العديد من التقارير المتضاربة حول مصيره بعد وقوع مدينة سرت تحت سيطرة المجلس الانتقالي” . وأضافت “في حال لم يتمكن المجلس الانتقالي من ضمان فتح تحقيق مستقل ونزيه، ينبغي إجراء التحقيق من هيئات دولية مثل المحكمة الجنائية الدولية أو آلية تابعة للأمم المتحدة، مثل المفوض السامي لحقوق الإنسان” .وقال كلاوديو كوردوني المدير المسؤول في منظمة العفو “إذا كان القذافي قُتل بعد اعتقاله، فإن ذلك يشكل جريمة حرب ويجب تقديم المسؤولين عنها إلى العدالة، ويتعين على المجلس الانتقالي تطبيق المعايير نفسها على الجميع، وضمان تطبيق العدالة حتى على الذين حرموها بشكل قاطع” .وأضاف كوردوني أن تقديم القذافي للمحاكمة كان من شأنه أن يزود العديد من ضحاياه بإجابات عن أسباب استهدافهم ويقدم فرصة لتحقيق العدالة والتعويضات
وفي موسكو، قال مفوض حقوق الإنسان في روسيا فلاديمير لوكين، أمس، في تعليقه على مقتل العقيد معمر القذافي، إنه يستنكر أي جريمة قتل، مشيراً إلى أنه وجد المشهد الذي رآه على شاشة التلفزة فظيعاً، وأن القذافي قد يتحوّل بفعل ذلك إلى “شهيد” .ونقلت وكالة أنباء “نوفوستي” الروسية عن “لوكين” قوله إن “الحرب الأهلية لا تعترف بأي قانون دولي بشأن الحروب، ولكن لا بد من الإشارة إلى أن طريق الحرب الأهلية سار عليه القذافي بنفسه، اقترحوا عليه أن يرحل ولكنه اختار أن يتبع طريق الحرب الأهلية” . وأضاف أنه كان يحبذ محاكمة القذافي أمام المحكمة الدولية، أما الآن، وبعد أن قتل في “ظروف قاسية”، فقد يتحول في نظر بعض الناس من كونه “ديكتاتورا متهوراً” إلى شهيد