| المهاجرون بإيطاليا ينظمون إضرابا شاملا ويفتحون نقاشا حول وزن الهجرة في أوروبا حسين مجدوبي 3/3/2010  |
| مدريد ـ 'القدس العربي': أسس المهاجرون في إيطاليا لتقليد جديد في دول الاتحاد الأوروبي قد يتخذ أبعادا كبيرة في المدى القريب والمتوسط، يتجلى في 'إضراب عام للمهاجرين' بهدف إبراز دور المهاجر في بناء اقتصاد الدول المستقبلة له والتركيز على ضرورة التمتع بالحقوق والتنديد بسياسات التهميش والقبضة البوليسية. ومن الممكن تعميم هذه المبادرة نحو دول مثل اسبانيا وبلجيكا وهولندا. في هذا الصدد، كانت مختلف مدن إيطاليا، روما، ميلانو، نابولي بريشا وباليرمو يوم الاثنين الماضي مع موعد مع أول إضراب حقيقي يخوضه عشرات الآلاف من المهاجرين لمدة 24 ساعة للإعراب عن موقفهم الرافض بشأن النقاش الدائر وسط المؤسسات الإيطالية من طرف اليمين والذي يهدف إلى تجريم الهجرة من طرف حكومة سيلفيو بيرلوسكوني وتحويلها إلى ورقة انتخابية. وينتمي المهاجرون إلى مختلف الجنسيات، وكانت بعض الجنسيات العربية حاضرة بقوة خاصة المصرية والمغربية. ورفع المهاجرون الذين يحظون بتأييد من طرف جمعيات حقوقية وأحزاب يسارية شعارات تدين العنصرية والتهميش. وتعتبر أوساط المهاجرين أن الإضراب حقق نجاحا حقيقيا لأنه شهد مشاركة الآلاف، علما بأنها المرة الأولى التي تتم فيها الدعوة لإضراب من هذا النوع ولم يكن الوقت كافيا للتعبئة. وكانت بعض مدن فرنسا وخاصة باريس بدورها قد شهدت الاثنين الماضي إضرابا للمهاجرين وإن كان رمزيا وأقل تأثيرا مما شاهدته إيطاليا. وتعيش إيطاليا منذ أسابيع نقاشا حادا حول مستقبل الهجرة وخاصة السرية بعدما تبنى البرلمان خلال تموز/يوليو الماضي قانونا يضع الهجرة السرية في مصاف الإجرام المنظم ويحد من حقوق المهاجرين القانونيين. وفي الوقت ذاته صرح بيرلوسكوني الأسبوع الماضي أن 'اليسار يريد فتح الأبواب أمام الأجانب، أي غزوها بالمهاجرين، فهم يعتقدون أنه بفضل المهاجرين يمكنهم تغيير ميزان التصويت لصالحهم'. وكان برلوسكوني المثير للجدل يرد على الأحزاب اليسارية التي تطالب بمنح مزيد من الحقوق السياسية للمهاجرين مثل حق التصويت في الانتخابات البلدية. وتفيد التعليقات في منتديات الهجرة في مختلف دول أوروبا بالإشادة بهذه المبادرة وضرورة تكرارها في مختلف المدن الأوروبية مستقبلا كوسيلة للدفاع عن حقوق فئة مهمة بنت جزءاً من الاقتصاد الأوروبي وتتعرض الآن للتهميش. وكانت أول تجربة للإضراب العام للمهاجرين قد شهدتها مدينة إيليخيدو جنوب شرق اسبانيا في شباط/فبراير 2000 عندما تعرض آلاف المغاربة لاعتداءات عنصرية خطيرة، فشنوا إضرابا مفتوحا حتى تفاوضت معهم السلطات حول مطالبهم. وقال مصطفى آيت القرشي وهو من منظمي إضراب 2000 في المدينة المذكورة، ان الإضراب العام للمهاجرين في إيطاليا 'عمل رائع للغاية'، مضيفا 'يجب نقل هذه التجربة للمناطق الأوروبية التي تعيش ممارسات عنصرية مثل بعض مناطق اسبانيا وبلجيكا وهولندا'. |
