السياحة في السودان.. الجمال والتاريخ في ونسة على ضفاف النيل
هي العمق الأفريقي للوطن العربي وكبرى الدول العربية مساحة، ويقطع فيها نهر النيل أطول مسافة في مجراه، وهي السلة المفترضة لغذاء العالم العربي، وفيها تنوع حضاري ثري يختصر لقاء الغابة والصحراء والبحر في منظومة سكانية وطبوغرافية جعلت للمكان سحره وللتاريخ عبقه الخاص.
والسودان يحتل موقعا جيوسياسيا إستراتيجيا، فهو أولا يمثل حلقة الوصل الكبرى بين أقطار العالم العربي و دول القارة السمراء، وله حدود مشتركة مع عشر دول هي مصر وليبيا وتشاد وأفريقيا الوسطى والكونغو وأوغندا وكينيا وإثيوبيا وأريتريا، ويتواصل مع المملكة العربية السعودية عن طريق البحر الأحمر.
ويعتبر السودان تاسع دولة في العالم من حيث المساحة ويعادل نحو 20 دولة أوروبية، وعلى امتداد أراضيه الشاسعة يعيش ائتلاف فريد من الأعراق ويتكون من قبائل عربية ونوبية وحامية وزنجية وتدين أغلبية السكان بالدين الإسلامي مع وجود للمسيحية ولأديان غير كتابية ويمتاز المجتمع السوداني بالتسامح الديني.
والسودان بمساحته الشاسعة وموارده الطبيعية الغنية يعد مقصدا هاما للاستثمارات في شتى ميادينها وعلى رأسها الاستثمار في القطاع السياحي نظرا لتوافر بيئات طبيعية تتنوع بين الغابات والأدغال والأنهار والشواطئ والصحراء ما يتيح وجود مقاصد سياحية عدة كالاستجمام ورحلات السفاري والاسستشفاء والرياضات البحرية والنهرية والصحراوية.
إلى جانب ذلك هناك مقصد السياحة الثقافية التي يجد من يبتغيها في السودان المعابد والآثار والمتاحف وشواهد الأمم والحضارات التي نشأت وشهدها تاريخ السودان كالحضارات الفرعونية والقبطية والإسلامية.
أما أبرز مقاصد السياحة السودانية فهو الإنسان السوداني نفسه الذي يعرف بأصالته وكرمه وحسن وفادته وإكرامه للضيوف وطيب معشره ومسلكه.
المعلومات الأساسية
المساحة: مليونان و505 آلاف و813 كم2
عدد السكان: 37 مليون نسمة.
أهم المدن: الأبيض وبورسودان وجوبا ودنقلا والفاشر وعطبرة وسنار وكسلا.
طول الحدود: 7687 كم
اللغة: العربية وتستخدم الإنجليزية في التجارة، وفي السودان عدة لهجات محلية مثل النوبية.
تاريخ الاستقلال: الأول من يناير/ كانون الثاني 1956
التقسيم الإداري: السودان تتكون من 26 ولاية هي: أعالي النيل والبحر الأحمر والبحيرات والجزيرة والخرطوم والقضارف والوحدة والنيل الأبيض والنيل الأزرق وغرب دارفور وغرب كردفان وجنوب دار فور وجنوب كردفان وجونقلي وكسلا ونهر النيل وشمال كردفان وشرق الاستوائية وسنار وأراب.
التوقيت: ساعتان+ غرينتش
الرمز الكودي: SU
الخط الدولي: 249.
العملة: العملة الرسمية هي الدينار السوداني، الدولار الأميركي= 260 دينارا سودانيا.
ساعات العمل الرسمية: من السبت إلى الخميس 7.30 صباحا حتى 2.30 ظهرا.
العطلة الأسبوعية: الجمعة وتعطل بعض المؤسسات يوم الأحد.
المرافئ والمطارات: أهم المرافئ بورسودان على البحر الأحمر، وسواكن وهو مرفأ للصيد، ومطار الخرطوم ويبعد 4 كم عن مركز العاصمة.
طول السواحل: 853 كم.
أهم الصناعات: حلج القطن والنسيج والإسمنت والمواد الغذائية وتكرير النفط.
الصادرات: القطن ولحوم الماشية والبترول والصمغ العربي والسمسم والفاكهة.
الواردات: منتجات البترول والأدوية والآلات والكيماويات والمواد الغذائية.
المواد الطبيعية: البترول وخام الحديد والذهب والنحاس والزنك والكروم.
المناخ: مناخ السودان متنوع ففي الشمال يسود الطقس الصحراوي الجاف وفي الجنوب المناخ الاستوائي ويتحول إلى الاعتدال شرقا على ساحل البحر الأحمر.
كما تتميز بعض مناطق الغرب السوداني بمناخ شبيه بالمناخ المتوسطي المعتدل، ويشهد وسط وشمال السودان سقوط الأمطار الموسمية من يونيو/ حزيران إلى أكتوبر/ تشرين الأول وفي مناطق الجنوب تسقط الأمطار طوال أشهر السنة تقريبا.
الجغرافيا والتاريخ
نبذة جغرافية
يقع السودان بين خطي عرض 2 و22 شمال خط الاستواء وخطي طول 22 و38 شرقا، ويحتل نحو 8% من مساحة القارة الأفريقية، وأراضيه زراعية وتتميز بأنها في معظمها سهول ممتدة، وهناك التلال التي تسمى محليا (القيزان) والجبال مثل سلسلة جبال الأماتونج في الجنوب وكسلا في الشرق وسلسلة جبال النوبة في أواسط البلاد.
والسودان أكبر دولة أفريقية ينساب فيها نهر النيل وفروعه وروافده الكبرى مثل النيل الأبيض والنيل الأزرق والسوباط وعطيرة وعشرات الأنهر الأخرى، وتغطي الغابات مساحة كبيرة من أراضيه وهي تسهم في حماية البيئة وتعتبر من المصادر الاقتصادية الهامة للبلاد.
نبذة تاريخية
تشير الأبحاث الأثرية والتاريخية إلى أن السودان عاصر البدايات الأولى للحضارة الإنسانية، فقد وجدت دلائل إعمار الأرض خلال فترات امتدت منذ العصر الحجري 8000 ق.م. إلى 6000 ق.م ثم عصر حضارة كرمة 2600 ق.م إلى 1500 ق.م ومملكة نبته 760 ق.م إلى 653 ق.م ومملكة مروى 350 ق.م.
يبدأ التاريخ الإسلامي للسودان في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان -رضي الله عنه- عندما عقد القائد عبد الله بن أبي السرح اتفاقية مع النوبة عام 31هـ، وفي القرن الخامس عشر قامت سلطنة الفونج التي انتهت عام 1821م عندما أرسل محمد علي والي مصر جيوشه إلى السودان.
وفي عام 1877 بدأ حكم الاستعمار الانجليزي ثم قامت الثورة المهدية عام 1881 وتمكن المهدي من الوصول إلى الخرطوم وسيطر عليها في 26 يناير/ كانون الثاني 1885م حدثت معركة كرري حيث بدأ الحكم الثنائي المصري- الإنجليزي حتى العام 1956 عندما نال السودان استقلاله حيث تعاقبت عدة حكومات سودانية على حكمه وصولا إلى قيام ثورة الإنقاذ الوطني في يونيو/ حزيران 1989.
معلومات متنوعة
تغطي المواسم والمهرجانات والاحتفاليات كل شهور السنة، ومن أبرزها معرض الخرطوم الدولي في أكتوبر/ تشرين الأول من كل عام، ومهرجان الفروسية في غرب البلاد، ومهرجان الهجن في كل من الغرب والشرق، ومهرجان الموسيقى العالمية بالخرطوم وسباق الدراجات الدولي، والموسم المسرحي في فصل الصيف.
هذا إلى جانب الفعاليات والاحتفاليات الثقافية والأدبية والفنية والرياضية التي تتواصل بصورة يومية خاصة في ولاية الخرطوم، وكل أشهر العام تعتبر موسما لصيد الحيوانات البرية على أن أنسب الفترات للصيد هي فترة الصيف والخريف.
تنتشر في البلاد الاستراحات والقرى السياحية مثل استراحات جبل مرة واستراحات الحظائر القومية بجانب القرى السياحية مثل قرية عروس على البحر الأحمر ومعسكر الدندر داخل محمية الدندر الطبيعية.
تفتح المتاحف التي تنتشر في البلاد أبوابها طوال الأسبوع عدا يوم الاثنين، أما في يوم الجمعة فتغلق أبوابها فقط بين الساعة الثانية عشرة منتصف النهار والرابعة مساء تقوم وكالات السفر والسياحة إلى جانب عملها التقليدي بتنظيم رحلات الصيد وإقامة المعسكرات في مواقع الصيد المختلفة بعد الحصول على جميع التصاديق الرسمية.
وترتبط أجزاء البلاد بشبكة واسعة من المواصلات البرية والنهرية والجوية والحديدية كما ترتبط بعضها ببعض وبالخارج بشبكة من الاتصالات الحديثة وفق أحدث التقنيات العالمية.
مقومات سياحية وفرص
قبل حوالي 40 عاما برز اقتراح إنشاء وزارة مستقلة للسياحة بحجة أن السياحة في السودان يمكن أن تكون لها الأولوية في دعم الاقتصاد الوطني السوداني.
ومما يحمد للدولة حاليا أنها استجابت لهذا المطلب فأنشأت وزارة مستقلة للسياحة والتراث القومي قائمة بذاتها كخطوة تدل على اهتمام الدولة بالاستثمار في إمكانيات السودان السياحية الكثيرة والمتنوعة التي أجمع كل خبراء السياحة الذين زاروا السودان على أنها تفوق إمكانيات كثير من البلدان التي تعتمد بصورة أساسية على السياحة في اقتصادها الوطني.
وتعنى وزارة السياحة والتراث القومي عناية خاصة بالاستثمار السياحي المحلي والخارجي ووضعت لذلك امتيازات وتسهيلات كثيرة وجاذبة مستهدية في ذلك بقانون الاستثمار السوداني الذي شهدت بمرونته جميع الدوائر المعنية.
وفى هذا الصدد وضعت الوزارة خريطة استثمارية استعرضت فيها مجالات وفرص الاستثمار السياحي المتاحة في مختلف أرجاء السودان بعد أن قسمت البلاد إلى أقاليم جغرافية وفقا لتشابه المنتج السياحي في كل إقليم، وقد ذكرنا في الأسطر السابقة ما يلي ولاية الخرطوم في هذا الصدد وبقى أن نستعرض هذه المجالات والفرص في بقية الأقاليم.
الآثار والمتاحف
من الأحداث الجديرة بالتسجيل هنا هو اختيار عشرة مواقع أثرية في السودان وتسجيلها بواسطة الجهات العالمية المعنية كجزء من التراث الإنساني، وذلك في الآونة الأخيرة بجانب مشاركة هذه الجهات بفعالية في إنقاذ المواقع الأثرية بمنطقة الحما داب التي يجري العمل حاليا لتنفيذ سد عملاق فيها.
والسودان غني إلى حد كبير بهذه المواقع ولذلك تمثل السياحة الثقافية فيه العمود الفقري بالنسبة للمقومات الأخرى، ومن هذه المواقع مدينة النقعة التي تعتبر أحد المراكز الهامة لمملكة مروى وبها معبد الإله الأسد أبادماك ومعبد الإله آمون والكشك الروماني.
وهناك منطقة المصورات الصفراء، ومن أهم الآثار فيها السور العظيم ومعبد الإله المروي (سيبو مكر) ومجموعه من الحفائر والمحاجر هذا إلى جانب آثار الممالك المسيحية التي امتد نفوذها إلى ما بعد منطقة (سوبا) جنوب الخرطوم.
متحف السودان القومي
وتزخر العاصمة الخرطوم بمدنها الثلاث الكبرى بالعديد من المتاحف وأكبرها (متحف السودان القومي) ويحتوي على مقتنيات أثرية من مختلف أنحاء السودان يمتد تاريخها إلى عصور ما قبل التاريخ وحتى فترة الممالك الإسلامية، وتشتمل الصالات الداخلية للمتحف العديد من المقتنيات الحجرية والجلدية والبرونزية والحديدية والخشبية وغيرها في شكل منحوتات وآنية وأدوات زينة وصور حائطية وأسلحة وغيرها.
أما فناء المتحف وحديقته فعبارة عن متحف مفتوح يشتمل على العديد من المعابد والمدافن والنصب التذكارية والتماثيل بأحجام مختلفة، والتي كان قد جرى إنقاذها قبل أن تغمر مياه السد العالي مناطق تواجدها وتمت إعادة تركيبها حول حوض مائى يمثل نهر النيل حتى تبدو كأنها في موقعها الأصلي، وأهمها معابد (سمنه شرق) و(سمنه غرب) وبوهين كما اشتملت أيضا على مقبرة الأمير (حجو تو حتب) وأعمدة كاتدرائية فرس ويفتح المتحف أبوابه طوال أيام الأسبوع عدا الاثنين
متحف الإثنوغرافيا:
تم افتتاح متحف السودان القومي للإثنوغرافيا عام 1959 وأعيد ترتيبه عدة مرات بفلسفة عرض وطرق جديدة وهو يفتح أبوابه يوميا عدا الاثنين بعد أن خضع مؤخرا (2003) م إلى إعادة ترتيب جديدة وقسم إلى مناطق ثقافية.
متحف التاريخ الطبيعي
افتتح هذا المتحف عام 1929م ويحتوي على أنواع مختلفة من الطيور والزواحف والتي تعرض حية أو محنطة مع معلومات موجزة عن كل حيوان ومناطق وجوده واسمه العلمي والمحلي، ويعتبر المتحف ممثلا للبيئات الطبيعية في السودان وهو أيضا يفتح أبوابه يوميا عدا الاثنين.
متحف بيت الخليفة:
يقع هذا المتحف في مدينة أم درمان في منطقة غنية بآثار حقبة الدولة المهدية، وكان في السابق مقرا لسكن الخليفة عبد الله التعايشى إبان الدولة المهدية وخليفة قائد الثورة المهدية الإمام محمد أحمد المهدي، وقد شيد المبنى عام 1887م على يد المعماري الإيطالي بيترو كما شيد الجزء الملحق به والمكون من طابقين عام 1891م وقد تحول المنزل إلى متحف تاريخي عام 1928م وهو يحتوي على العديد من المقتنيات النادرة لتلك الحقبة كما يشتمل على مقتنيات تعود إلى ما قبل الدولة المهدية.
متحف القصر الجمهوري:
افتتح رسميا عام 1999م ويستقبل زواره في أيام الجمعة والأحد والأربعاء من كل أسبوع، ويهتم المتحف بتوثيق وحفظ المقتنيات الرئاسية والنشاط الرئاسي إبان الحقب المختلفة من تاريخ السودان الحديث، ويضم العديد من المقتنيات التاريخية والرئاسية كما يضم معرضا خارجيا كجناح للسيارات الرئاسية القديمة وتوجد به مكتبة عامة.
كما يوجد العديد من المتاحف الخاصة التي يملكها أفراد، إلى جانب المتاحف الأخرى في المدن الولائية والمتحف الحربي الذي يمارس نشاطه من خلال المشاركة في المعارض العامة والخاصة بالداخل والخارج.
الحياة البرية
الحياة البرية في السودان مصدر هام من مصادر السياحة، فهو يضم العديد من المحميات الطبيعية مثل محمية الدندر التي تعتبر أكبر حظيرة للحيوانات والطيور في قارة أفريقيا شمال خط الاستواء وتبلغ مساحتها 3500 ميل مربع وتوجد بها البحيرات والبرك وملتقيات الأنهار الصغيرة والغابات.
ومنها محمية الردوم في جنوب دارفور وهى محمية بكر ذات مناظر خلابة، إضافة إلى حظيرة سنقنيب البحرية على البحر الأحمر وهي كاملة الاستدارة ويطلقون عليها صفة جنة الغواصين لثراها من الشعب المرجانية والأسماك الملونة.
الخرطوم
تتميز ولاية الخرطوم بموقعها الساحر على ضفاف النيل الأبيض والأزرق وعند ملتقاهما وسط الولاية ليشكلا نهرا واحدا هو النيل الخالد.
وتوجد بها معالم طبيعية خلابة مثل شلال السبلوقة وبحيرة جبل الأولياء وجزيرة أم دوم وغابة جبل باوزر إضافة إلى آثار كل الحقب التاريخية منذ عصور سحيقة وحتى عهد الاستعمار البريطاني.
وتتكامل في ولاية الخرطوم الخدمات بأنواعها المختلفة بما يلبي حاجة زوارها من خدمات النقل الجوي والبري وأحدث تقنيات الاتصال والخدمات المصرفية المتطورة بجانب الخدمات السياحية عبر أكثر من 300 وكالة للسفر والسياحة والصيد.
كما تتوافر بالولاية سعة إيوائية تتمثل في أكثر من 60 فندقا من مختلف الدرجات هذا إلى جانب أرقى الحدائق والمنتجعات والمطاعم والكافتيريات.
وتنتشر في الخرطوم ميادين وصالات وأحواض الألعاب الرياضية المختلفة إضافة إلى الأسواق العامة والمتخصصة.
كما تتمتع الخرطوم بالعديد من الشواطئ الرملية التي يفد إليها الناس للممارسة الرياضة والسباحة وتقضية الرحلات كما توجد بهذه الشواطئ الكثير من الأنشطة التقليدية مثل صناعة الفخار والطوب والمراكب الشراعية ومعدات الصيد.. إلخ.
الولاية الشمالية
يتمتع هذا الإقليم بمقومات الاستثمار السياحي في مجال السياحة الثقافية حيث المناطق الأثرية التي تمتد بطول جانبي نهر النيل، إضافة إلى بحيرة النوبة التي تزخر بثروة سمكية هائلة، ومن هذه المقومات أيضا نهر النيل نفسه بطبيعته الخلابة وشلالاته العديدة وحدائقه وبساتينه الممتدة الغنية بمختلف أنواع الفواكه.
أما الصحراء التي تمتد شرق وغرب النيل بالإقليم فهي تناسب هواة سياحة الصحراء، خاصة الصحراء الشرقية ذات الطبيعة الصخرية والتي تمتد من النيل إلى ساحل البحر الأحمر. وتتمثل فرص الاستثمار السياحي بالإقليم في إنشاء قرية شندى السياحية لتتوسط مناطق الآثار البجراوية والنقعة والمصورات.
بالإضافة إلى إنشاء استراحات في كل من البركل وكريمة وكرمة لتكون مراكز انطلاق لرحلات الصيد البري وكذلك إنشاء قرية سياحية بوادي حلفا، وإنشاء شركات نقل سياحي على نهر النيل وإقامة موتيلات على طريق شريان الشمال السريع وكذلك طريق التحدي السريع هذا بالإضافة إلى إنشاء مركز للعلاج الطبيعي في أماكن المياه الكبريتية بمنطقة عكاشة.
والآن بعد أن بدأ الاستقرار في مناطق الجنوب السوداني سيتيح هذا الأمر فرصا هائلة للسياحة والاستثمار السياحي، إذ إن جنوب السودان يعتبر بأكمله منطقة جذب سياحي قوى حيث تغطي أراضيه الأنهار والغابات والأدغال، وتتعدد فيه أنماط الحياة الاجتماعية والفنون الشعبية والمصنوعات اليدوية، بالإضافة إلى تنوع كبير في الحياة البرية وطقس معتدل طوال العام.
وتعنى وزارة السياحة والتراث القومي عناية خاصة بالاستثمار السياحي المحلي والخارجي، ووضعت لذلك امتيازات وتسهيلات كثيرة وجاذبة إضافة إلى ما يتيحه قانون الاستثمار السوداني من تسهيلات وامتيازات في المجال السياحي.
هذا بالإضافة إلى أن الدولة قد أفردت مساحة مقدرة للاستثمار السياحي في الإستراتيجية القومية الشاملة والإستراتيجية ربع القرنية حيث تستهدف الدولة جعل السياحة الداعم الأول للاقتصاد الوطني، لما يتمتع به السودان من مقومات سياحية عديدة ومتكاملة.
ولاية دارفور
أبرز مقومات السياحة في هذا الإقليم تتمثل في جبل مرة كأميز جاذب سياحي في الإقليم ويبلغ ارتفاعه 10 آلاف قدم فوق سطح البحر ويسود فيه مناخ البحر الأبيض المتوسط وبه تنوع نباتي كبير.
وتوجد بالإقليم منطقة قلول ذات الغابات الكثيفة والشلالات الدائمة إلى جانب منطقة مرتجلو وبها أيضا شلال جذاب وتكثر فيه أنواع من القرود والحيوانات البرية الأخرى ومنطقة سوني المرتفعة التي توجد بها استراحة عريقة إضافة إلى منطقة ضريبة وهي تمثل الفوهة البركانية للجبل وتوجد بها بحيرتان.
وبالإقليم أيضا حظيرة الردوم القومية وتتميز بوفرة الحيوانات البرية والطيور فيها، إذ إن الحركة السياحية لم تطرقها بصورة مكثفة، كما توجد بالإقليم بحيرة كندى التي تمثل واحدا من أكبر تجمعات تكاثر الطيور المتوطنة والمهاجرة بالسودان ويوجد بها بشكل كثيف الإوز والبط والحبارى وكثير من أنواع اللقالق.
وهنالك محمية وادي هور التي تزخر بأنواع كثيرة من الحيوانات البرية بجانب الآثار القديمة وبها المياه الكبريتية في عين فرح وكذلك مناطق وادي أزوم التي تصلح لهواة التصوير وهواة المغامرات والطبيعة الوعرة.
وتتمثل فرص الاستثمار في زيادة الطاقة الإيوائية وتأهيل وتحديث القرى السياحية بجبل مرة وإقامة معسكر سياحي دائم بالردوم وإنشاء مركز رياضي بجبل مرة لممارسة رياضة تسلق الجبال إضافة إلى إقامة فنادق علاجية في مناطق المياه الكبريتية وكذلك إقامة مركز سياحي على بحيرة كندى لهواة صيد الطيور ليكون في الوقت نفسه مركزا لدارسي ومتابعي حركة الطيور المهاجرة هذا بالإضافة إلى إنشاء وتأهيل حدائق للحيوان ومتنزهات هامة ومشاريع ترفيهية.
كردفان
أبرز المعالم السياحية في هذا الإقليم منطقة الرشاد وهي ترتفع فوق سطح البحر بحوالي 885 قدما وتتمتع بمناخ معتدل طوال أيام السنة بجانب طبيعة خلابة وتكثر فيها بساتين الفواكه وكذلك المواقع الأثرية، بالإضافة إلى جبال النوبة التي تزخر بتنوع طبيعى وإثني فريد، إلى جانب بحيرة كيلك التي تعتبر منتجعا لهواة المناظر الطبيعية وصيد الطيور.
وتتمثل فرص الاستثمار في هذا الإقليم في إنشاء الفنادق وإقامة المجمعات السياحية وكذلك الموتيلات على طرق المرور السريع وإنشاء معسكر سياحي للصيد في كل من لقاوة وبحيرة كيلك.
الولايات الوسطى
وتتمثل مقومات الاستثمار السياحي بهذا الإقليم في حظيرة الدندر التي تضم أعدادا هائلة من الحيوانات البرية والطيور، وقد أعلنت محلية الدندر مؤخرا عن وضع خطة لجذب الاستثمار المحلي والأجنبي للقطاع السياحي بمحلية الدندر.
كما يضم الإقليم غابة أم بارونة قرب مدينة ودمدنى التي تضم أنواعا عديدة ومتنوعة من الحيوانات البرية كما أنها تعتبر منتجعا لأنواع كثيرة من الطيور النادرة فضلا عن موقعها الخلاب على ضفة النيل الأزرق.
من ناحية أخرى تعتبر ضفاف النيل الأزرق بانحداره الشديد من الهضبة الأثيوبية مجالا رحبا لممارسة أنواع مختلفة من الرياضة المائية بجانب ضفاف النيل الأبيض بتياره البطيء وتعرجاته الكثيرة ومستنقعاته المغطاة بالأعشاب والغابات، أشهر منطقة لصيد الطيور في السودان.
إلى جانب أن الإقليم يتمتع بشبكة طرق داخلية وبه أكبر المشاريع الزراعية في المنطقة العربية والأفريقية ومصانع السكر العملاقة ومحطات توليد الكهرباء الكبرى في البلاد بالإضافة إلى المجمعات الصناعية الحديثة والفنادق والمطارات وأحدث ما توصل إليه العالم في مجال الاتصالات.
وتتعدد فرص الاستثمار المتاحة بالإقليم في مجال السياحة مثل إقامة المعسكرات السياحية الدائمة بحظيرة الدندر وإقامة المنتجعات السياحية بغابة أم بارونة وكذلك الموتيلات عبر طرق المرور السريع والمعسكرات المتكاملة لهواة صيد الطيور بمدينة الدويم والصيد النهري من بحيرة خزان الروصيرص .. إلخ.
مدن سودانية
ينقسم السودان من الناحية الإدارية إلى 26 ولاية تضم عددا كبيرا من المدن المتعددة ومتنوعة الخصائص في جميع المجالات وكبراها الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري وتمثل العاصمة ولاية قائمة بذاتها.
الأبيض: عاصمة ولاية شمال كردفان وهي مركز تجاري هام وتقع في قلب منطقة زراعية واسعة وتعتبر أكبر سوق للصمغ العربي في العالم.
بورسودان: ميناء السودان الرئيسي على ساحل البحر الأحمر ونافذته على العالم وترتبط مع بقية أجزاء البلاد بطرق برية وجوية وحديدية.
جوبا: عاصمة الجنوب السوداني وبها عدد من الصناعات وسوق زراعية هامة وتتميز بمناخها المعتدل وطبيعتها السياحية الجميلة.
دنقلة: من أبرز المدن السودانية ولها حضور تاريخي قوي وتقع في أقصى شمال السودان وجاء ذكرها في الكثير من المراجع التاريخية والعربية والإسلامية.
سنار: عاصمة السودان القديمة عندما كان السودان من الناحية السياسية عبارة عن سلطنات ومشيخات قبلية شبه مستقلة إلا أنها تتبع إداريا وفي غالب الأحيان اسميا للسلطنة الزرقاء التي لا تزال آثارها باقية إلى اليوم في سنار القديمة .
الفاشر: ويسمونها على سبيل التدليل فاشر أبو زكريا، وهي أعرق من الخرطوم وتضم إلى جانب مدينة نيالا تراث أقدم الممالك الإسلامية في السودان الغربي بالمعنى الكبير للسودان كما جاء في كتابات الرحالة العرب القدامى ومن بينها تشحيذ الأذهان وتضم المدينة الكثير من آثار أقدم الممالك الإسلامية في غربي أفريقيا .
هذا إلى جانب مدن تعد من كبريات المدن السودانية وتتميز بإمكانيات سياحية جاذبة في جميع المجالات السياحية مثل وادى حلفا وكريمة ومروى والحصاحيصا والكاملين والمناقل ورفاعة .. إلخ في وسط البلاد، وكوستى والدويم والقطينة والجبلين والرنك وودكونة.. إلخ كمدخل للجنوب، بالإضافة إلى ملكال وواو وياي ومريدي.. إلخ في الجنوب، وزائدا بارا وأبو زبد والنهود.. إلخ في الشمال الأوسط والفاشر والجنينة ونيالا.. إلخ في الغرب.
صور من السودان
هي العمق الأفريقي للوطن العربي وكبرى الدول العربية مساحة، ويقطع فيها نهر النيل أطول مسافة في مجراه، وهي السلة المفترضة لغذاء العالم العربي، وفيها تنوع حضاري ثري يختصر لقاء الغابة والصحراء والبحر في منظومة سكانية وطبوغرافية جعلت للمكان سحره وللتاريخ عبقه الخاص.
والسودان يحتل موقعا جيوسياسيا إستراتيجيا، فهو أولا يمثل حلقة الوصل الكبرى بين أقطار العالم العربي و دول القارة السمراء، وله حدود مشتركة مع عشر دول هي مصر وليبيا وتشاد وأفريقيا الوسطى والكونغو وأوغندا وكينيا وإثيوبيا وأريتريا، ويتواصل مع المملكة العربية السعودية عن طريق البحر الأحمر.
ويعتبر السودان تاسع دولة في العالم من حيث المساحة ويعادل نحو 20 دولة أوروبية، وعلى امتداد أراضيه الشاسعة يعيش ائتلاف فريد من الأعراق ويتكون من قبائل عربية ونوبية وحامية وزنجية وتدين أغلبية السكان بالدين الإسلامي مع وجود للمسيحية ولأديان غير كتابية ويمتاز المجتمع السوداني بالتسامح الديني.
والسودان بمساحته الشاسعة وموارده الطبيعية الغنية يعد مقصدا هاما للاستثمارات في شتى ميادينها وعلى رأسها الاستثمار في القطاع السياحي نظرا لتوافر بيئات طبيعية تتنوع بين الغابات والأدغال والأنهار والشواطئ والصحراء ما يتيح وجود مقاصد سياحية عدة كالاستجمام ورحلات السفاري والاسستشفاء والرياضات البحرية والنهرية والصحراوية.
إلى جانب ذلك هناك مقصد السياحة الثقافية التي يجد من يبتغيها في السودان المعابد والآثار والمتاحف وشواهد الأمم والحضارات التي نشأت وشهدها تاريخ السودان كالحضارات الفرعونية والقبطية والإسلامية.
أما أبرز مقاصد السياحة السودانية فهو الإنسان السوداني نفسه الذي يعرف بأصالته وكرمه وحسن وفادته وإكرامه للضيوف وطيب معشره ومسلكه.
المعلومات الأساسية
المساحة: مليونان و505 آلاف و813 كم2
عدد السكان: 37 مليون نسمة.
أهم المدن: الأبيض وبورسودان وجوبا ودنقلا والفاشر وعطبرة وسنار وكسلا.
طول الحدود: 7687 كم
اللغة: العربية وتستخدم الإنجليزية في التجارة، وفي السودان عدة لهجات محلية مثل النوبية.
تاريخ الاستقلال: الأول من يناير/ كانون الثاني 1956
التقسيم الإداري: السودان تتكون من 26 ولاية هي: أعالي النيل والبحر الأحمر والبحيرات والجزيرة والخرطوم والقضارف والوحدة والنيل الأبيض والنيل الأزرق وغرب دارفور وغرب كردفان وجنوب دار فور وجنوب كردفان وجونقلي وكسلا ونهر النيل وشمال كردفان وشرق الاستوائية وسنار وأراب.
التوقيت: ساعتان+ غرينتش
الرمز الكودي: SU
الخط الدولي: 249.
العملة: العملة الرسمية هي الدينار السوداني، الدولار الأميركي= 260 دينارا سودانيا.
ساعات العمل الرسمية: من السبت إلى الخميس 7.30 صباحا حتى 2.30 ظهرا.
العطلة الأسبوعية: الجمعة وتعطل بعض المؤسسات يوم الأحد.
المرافئ والمطارات: أهم المرافئ بورسودان على البحر الأحمر، وسواكن وهو مرفأ للصيد، ومطار الخرطوم ويبعد 4 كم عن مركز العاصمة.
طول السواحل: 853 كم.
أهم الصناعات: حلج القطن والنسيج والإسمنت والمواد الغذائية وتكرير النفط.
الصادرات: القطن ولحوم الماشية والبترول والصمغ العربي والسمسم والفاكهة.
الواردات: منتجات البترول والأدوية والآلات والكيماويات والمواد الغذائية.
المواد الطبيعية: البترول وخام الحديد والذهب والنحاس والزنك والكروم.
المناخ: مناخ السودان متنوع ففي الشمال يسود الطقس الصحراوي الجاف وفي الجنوب المناخ الاستوائي ويتحول إلى الاعتدال شرقا على ساحل البحر الأحمر.
كما تتميز بعض مناطق الغرب السوداني بمناخ شبيه بالمناخ المتوسطي المعتدل، ويشهد وسط وشمال السودان سقوط الأمطار الموسمية من يونيو/ حزيران إلى أكتوبر/ تشرين الأول وفي مناطق الجنوب تسقط الأمطار طوال أشهر السنة تقريبا.
الجغرافيا والتاريخ
نبذة جغرافية
يقع السودان بين خطي عرض 2 و22 شمال خط الاستواء وخطي طول 22 و38 شرقا، ويحتل نحو 8% من مساحة القارة الأفريقية، وأراضيه زراعية وتتميز بأنها في معظمها سهول ممتدة، وهناك التلال التي تسمى محليا (القيزان) والجبال مثل سلسلة جبال الأماتونج في الجنوب وكسلا في الشرق وسلسلة جبال النوبة في أواسط البلاد.
والسودان أكبر دولة أفريقية ينساب فيها نهر النيل وفروعه وروافده الكبرى مثل النيل الأبيض والنيل الأزرق والسوباط وعطيرة وعشرات الأنهر الأخرى، وتغطي الغابات مساحة كبيرة من أراضيه وهي تسهم في حماية البيئة وتعتبر من المصادر الاقتصادية الهامة للبلاد.
نبذة تاريخية
تشير الأبحاث الأثرية والتاريخية إلى أن السودان عاصر البدايات الأولى للحضارة الإنسانية، فقد وجدت دلائل إعمار الأرض خلال فترات امتدت منذ العصر الحجري 8000 ق.م. إلى 6000 ق.م ثم عصر حضارة كرمة 2600 ق.م إلى 1500 ق.م ومملكة نبته 760 ق.م إلى 653 ق.م ومملكة مروى 350 ق.م.
يبدأ التاريخ الإسلامي للسودان في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان -رضي الله عنه- عندما عقد القائد عبد الله بن أبي السرح اتفاقية مع النوبة عام 31هـ، وفي القرن الخامس عشر قامت سلطنة الفونج التي انتهت عام 1821م عندما أرسل محمد علي والي مصر جيوشه إلى السودان.
وفي عام 1877 بدأ حكم الاستعمار الانجليزي ثم قامت الثورة المهدية عام 1881 وتمكن المهدي من الوصول إلى الخرطوم وسيطر عليها في 26 يناير/ كانون الثاني 1885م حدثت معركة كرري حيث بدأ الحكم الثنائي المصري- الإنجليزي حتى العام 1956 عندما نال السودان استقلاله حيث تعاقبت عدة حكومات سودانية على حكمه وصولا إلى قيام ثورة الإنقاذ الوطني في يونيو/ حزيران 1989.
معلومات متنوعة
تغطي المواسم والمهرجانات والاحتفاليات كل شهور السنة، ومن أبرزها معرض الخرطوم الدولي في أكتوبر/ تشرين الأول من كل عام، ومهرجان الفروسية في غرب البلاد، ومهرجان الهجن في كل من الغرب والشرق، ومهرجان الموسيقى العالمية بالخرطوم وسباق الدراجات الدولي، والموسم المسرحي في فصل الصيف.
هذا إلى جانب الفعاليات والاحتفاليات الثقافية والأدبية والفنية والرياضية التي تتواصل بصورة يومية خاصة في ولاية الخرطوم، وكل أشهر العام تعتبر موسما لصيد الحيوانات البرية على أن أنسب الفترات للصيد هي فترة الصيف والخريف.
تنتشر في البلاد الاستراحات والقرى السياحية مثل استراحات جبل مرة واستراحات الحظائر القومية بجانب القرى السياحية مثل قرية عروس على البحر الأحمر ومعسكر الدندر داخل محمية الدندر الطبيعية.
تفتح المتاحف التي تنتشر في البلاد أبوابها طوال الأسبوع عدا يوم الاثنين، أما في يوم الجمعة فتغلق أبوابها فقط بين الساعة الثانية عشرة منتصف النهار والرابعة مساء تقوم وكالات السفر والسياحة إلى جانب عملها التقليدي بتنظيم رحلات الصيد وإقامة المعسكرات في مواقع الصيد المختلفة بعد الحصول على جميع التصاديق الرسمية.
وترتبط أجزاء البلاد بشبكة واسعة من المواصلات البرية والنهرية والجوية والحديدية كما ترتبط بعضها ببعض وبالخارج بشبكة من الاتصالات الحديثة وفق أحدث التقنيات العالمية.
مقومات سياحية وفرص
قبل حوالي 40 عاما برز اقتراح إنشاء وزارة مستقلة للسياحة بحجة أن السياحة في السودان يمكن أن تكون لها الأولوية في دعم الاقتصاد الوطني السوداني.
ومما يحمد للدولة حاليا أنها استجابت لهذا المطلب فأنشأت وزارة مستقلة للسياحة والتراث القومي قائمة بذاتها كخطوة تدل على اهتمام الدولة بالاستثمار في إمكانيات السودان السياحية الكثيرة والمتنوعة التي أجمع كل خبراء السياحة الذين زاروا السودان على أنها تفوق إمكانيات كثير من البلدان التي تعتمد بصورة أساسية على السياحة في اقتصادها الوطني.
وتعنى وزارة السياحة والتراث القومي عناية خاصة بالاستثمار السياحي المحلي والخارجي ووضعت لذلك امتيازات وتسهيلات كثيرة وجاذبة مستهدية في ذلك بقانون الاستثمار السوداني الذي شهدت بمرونته جميع الدوائر المعنية.
وفى هذا الصدد وضعت الوزارة خريطة استثمارية استعرضت فيها مجالات وفرص الاستثمار السياحي المتاحة في مختلف أرجاء السودان بعد أن قسمت البلاد إلى أقاليم جغرافية وفقا لتشابه المنتج السياحي في كل إقليم، وقد ذكرنا في الأسطر السابقة ما يلي ولاية الخرطوم في هذا الصدد وبقى أن نستعرض هذه المجالات والفرص في بقية الأقاليم.
الآثار والمتاحف
من الأحداث الجديرة بالتسجيل هنا هو اختيار عشرة مواقع أثرية في السودان وتسجيلها بواسطة الجهات العالمية المعنية كجزء من التراث الإنساني، وذلك في الآونة الأخيرة بجانب مشاركة هذه الجهات بفعالية في إنقاذ المواقع الأثرية بمنطقة الحما داب التي يجري العمل حاليا لتنفيذ سد عملاق فيها.
والسودان غني إلى حد كبير بهذه المواقع ولذلك تمثل السياحة الثقافية فيه العمود الفقري بالنسبة للمقومات الأخرى، ومن هذه المواقع مدينة النقعة التي تعتبر أحد المراكز الهامة لمملكة مروى وبها معبد الإله الأسد أبادماك ومعبد الإله آمون والكشك الروماني.
وهناك منطقة المصورات الصفراء، ومن أهم الآثار فيها السور العظيم ومعبد الإله المروي (سيبو مكر) ومجموعه من الحفائر والمحاجر هذا إلى جانب آثار الممالك المسيحية التي امتد نفوذها إلى ما بعد منطقة (سوبا) جنوب الخرطوم.
متحف السودان القومي
وتزخر العاصمة الخرطوم بمدنها الثلاث الكبرى بالعديد من المتاحف وأكبرها (متحف السودان القومي) ويحتوي على مقتنيات أثرية من مختلف أنحاء السودان يمتد تاريخها إلى عصور ما قبل التاريخ وحتى فترة الممالك الإسلامية، وتشتمل الصالات الداخلية للمتحف العديد من المقتنيات الحجرية والجلدية والبرونزية والحديدية والخشبية وغيرها في شكل منحوتات وآنية وأدوات زينة وصور حائطية وأسلحة وغيرها.
أما فناء المتحف وحديقته فعبارة عن متحف مفتوح يشتمل على العديد من المعابد والمدافن والنصب التذكارية والتماثيل بأحجام مختلفة، والتي كان قد جرى إنقاذها قبل أن تغمر مياه السد العالي مناطق تواجدها وتمت إعادة تركيبها حول حوض مائى يمثل نهر النيل حتى تبدو كأنها في موقعها الأصلي، وأهمها معابد (سمنه شرق) و(سمنه غرب) وبوهين كما اشتملت أيضا على مقبرة الأمير (حجو تو حتب) وأعمدة كاتدرائية فرس ويفتح المتحف أبوابه طوال أيام الأسبوع عدا الاثنين
متحف الإثنوغرافيا:
تم افتتاح متحف السودان القومي للإثنوغرافيا عام 1959 وأعيد ترتيبه عدة مرات بفلسفة عرض وطرق جديدة وهو يفتح أبوابه يوميا عدا الاثنين بعد أن خضع مؤخرا (2003) م إلى إعادة ترتيب جديدة وقسم إلى مناطق ثقافية.
متحف التاريخ الطبيعي
افتتح هذا المتحف عام 1929م ويحتوي على أنواع مختلفة من الطيور والزواحف والتي تعرض حية أو محنطة مع معلومات موجزة عن كل حيوان ومناطق وجوده واسمه العلمي والمحلي، ويعتبر المتحف ممثلا للبيئات الطبيعية في السودان وهو أيضا يفتح أبوابه يوميا عدا الاثنين.
متحف بيت الخليفة:
يقع هذا المتحف في مدينة أم درمان في منطقة غنية بآثار حقبة الدولة المهدية، وكان في السابق مقرا لسكن الخليفة عبد الله التعايشى إبان الدولة المهدية وخليفة قائد الثورة المهدية الإمام محمد أحمد المهدي، وقد شيد المبنى عام 1887م على يد المعماري الإيطالي بيترو كما شيد الجزء الملحق به والمكون من طابقين عام 1891م وقد تحول المنزل إلى متحف تاريخي عام 1928م وهو يحتوي على العديد من المقتنيات النادرة لتلك الحقبة كما يشتمل على مقتنيات تعود إلى ما قبل الدولة المهدية.
متحف القصر الجمهوري:
افتتح رسميا عام 1999م ويستقبل زواره في أيام الجمعة والأحد والأربعاء من كل أسبوع، ويهتم المتحف بتوثيق وحفظ المقتنيات الرئاسية والنشاط الرئاسي إبان الحقب المختلفة من تاريخ السودان الحديث، ويضم العديد من المقتنيات التاريخية والرئاسية كما يضم معرضا خارجيا كجناح للسيارات الرئاسية القديمة وتوجد به مكتبة عامة.
كما يوجد العديد من المتاحف الخاصة التي يملكها أفراد، إلى جانب المتاحف الأخرى في المدن الولائية والمتحف الحربي الذي يمارس نشاطه من خلال المشاركة في المعارض العامة والخاصة بالداخل والخارج.
الحياة البرية
الحياة البرية في السودان مصدر هام من مصادر السياحة، فهو يضم العديد من المحميات الطبيعية مثل محمية الدندر التي تعتبر أكبر حظيرة للحيوانات والطيور في قارة أفريقيا شمال خط الاستواء وتبلغ مساحتها 3500 ميل مربع وتوجد بها البحيرات والبرك وملتقيات الأنهار الصغيرة والغابات.
ومنها محمية الردوم في جنوب دارفور وهى محمية بكر ذات مناظر خلابة، إضافة إلى حظيرة سنقنيب البحرية على البحر الأحمر وهي كاملة الاستدارة ويطلقون عليها صفة جنة الغواصين لثراها من الشعب المرجانية والأسماك الملونة.
الخرطوم
تتميز ولاية الخرطوم بموقعها الساحر على ضفاف النيل الأبيض والأزرق وعند ملتقاهما وسط الولاية ليشكلا نهرا واحدا هو النيل الخالد.
وتوجد بها معالم طبيعية خلابة مثل شلال السبلوقة وبحيرة جبل الأولياء وجزيرة أم دوم وغابة جبل باوزر إضافة إلى آثار كل الحقب التاريخية منذ عصور سحيقة وحتى عهد الاستعمار البريطاني.
وتتكامل في ولاية الخرطوم الخدمات بأنواعها المختلفة بما يلبي حاجة زوارها من خدمات النقل الجوي والبري وأحدث تقنيات الاتصال والخدمات المصرفية المتطورة بجانب الخدمات السياحية عبر أكثر من 300 وكالة للسفر والسياحة والصيد.
كما تتوافر بالولاية سعة إيوائية تتمثل في أكثر من 60 فندقا من مختلف الدرجات هذا إلى جانب أرقى الحدائق والمنتجعات والمطاعم والكافتيريات.
وتنتشر في الخرطوم ميادين وصالات وأحواض الألعاب الرياضية المختلفة إضافة إلى الأسواق العامة والمتخصصة.
كما تتمتع الخرطوم بالعديد من الشواطئ الرملية التي يفد إليها الناس للممارسة الرياضة والسباحة وتقضية الرحلات كما توجد بهذه الشواطئ الكثير من الأنشطة التقليدية مثل صناعة الفخار والطوب والمراكب الشراعية ومعدات الصيد.. إلخ.
الولاية الشمالية
يتمتع هذا الإقليم بمقومات الاستثمار السياحي في مجال السياحة الثقافية حيث المناطق الأثرية التي تمتد بطول جانبي نهر النيل، إضافة إلى بحيرة النوبة التي تزخر بثروة سمكية هائلة، ومن هذه المقومات أيضا نهر النيل نفسه بطبيعته الخلابة وشلالاته العديدة وحدائقه وبساتينه الممتدة الغنية بمختلف أنواع الفواكه.
أما الصحراء التي تمتد شرق وغرب النيل بالإقليم فهي تناسب هواة سياحة الصحراء، خاصة الصحراء الشرقية ذات الطبيعة الصخرية والتي تمتد من النيل إلى ساحل البحر الأحمر. وتتمثل فرص الاستثمار السياحي بالإقليم في إنشاء قرية شندى السياحية لتتوسط مناطق الآثار البجراوية والنقعة والمصورات.
بالإضافة إلى إنشاء استراحات في كل من البركل وكريمة وكرمة لتكون مراكز انطلاق لرحلات الصيد البري وكذلك إنشاء قرية سياحية بوادي حلفا، وإنشاء شركات نقل سياحي على نهر النيل وإقامة موتيلات على طريق شريان الشمال السريع وكذلك طريق التحدي السريع هذا بالإضافة إلى إنشاء مركز للعلاج الطبيعي في أماكن المياه الكبريتية بمنطقة عكاشة.
والآن بعد أن بدأ الاستقرار في مناطق الجنوب السوداني سيتيح هذا الأمر فرصا هائلة للسياحة والاستثمار السياحي، إذ إن جنوب السودان يعتبر بأكمله منطقة جذب سياحي قوى حيث تغطي أراضيه الأنهار والغابات والأدغال، وتتعدد فيه أنماط الحياة الاجتماعية والفنون الشعبية والمصنوعات اليدوية، بالإضافة إلى تنوع كبير في الحياة البرية وطقس معتدل طوال العام.
وتعنى وزارة السياحة والتراث القومي عناية خاصة بالاستثمار السياحي المحلي والخارجي، ووضعت لذلك امتيازات وتسهيلات كثيرة وجاذبة إضافة إلى ما يتيحه قانون الاستثمار السوداني من تسهيلات وامتيازات في المجال السياحي.
هذا بالإضافة إلى أن الدولة قد أفردت مساحة مقدرة للاستثمار السياحي في الإستراتيجية القومية الشاملة والإستراتيجية ربع القرنية حيث تستهدف الدولة جعل السياحة الداعم الأول للاقتصاد الوطني، لما يتمتع به السودان من مقومات سياحية عديدة ومتكاملة.
ولاية دارفور
أبرز مقومات السياحة في هذا الإقليم تتمثل في جبل مرة كأميز جاذب سياحي في الإقليم ويبلغ ارتفاعه 10 آلاف قدم فوق سطح البحر ويسود فيه مناخ البحر الأبيض المتوسط وبه تنوع نباتي كبير.
وتوجد بالإقليم منطقة قلول ذات الغابات الكثيفة والشلالات الدائمة إلى جانب منطقة مرتجلو وبها أيضا شلال جذاب وتكثر فيه أنواع من القرود والحيوانات البرية الأخرى ومنطقة سوني المرتفعة التي توجد بها استراحة عريقة إضافة إلى منطقة ضريبة وهي تمثل الفوهة البركانية للجبل وتوجد بها بحيرتان.
وبالإقليم أيضا حظيرة الردوم القومية وتتميز بوفرة الحيوانات البرية والطيور فيها، إذ إن الحركة السياحية لم تطرقها بصورة مكثفة، كما توجد بالإقليم بحيرة كندى التي تمثل واحدا من أكبر تجمعات تكاثر الطيور المتوطنة والمهاجرة بالسودان ويوجد بها بشكل كثيف الإوز والبط والحبارى وكثير من أنواع اللقالق.
وهنالك محمية وادي هور التي تزخر بأنواع كثيرة من الحيوانات البرية بجانب الآثار القديمة وبها المياه الكبريتية في عين فرح وكذلك مناطق وادي أزوم التي تصلح لهواة التصوير وهواة المغامرات والطبيعة الوعرة.
وتتمثل فرص الاستثمار في زيادة الطاقة الإيوائية وتأهيل وتحديث القرى السياحية بجبل مرة وإقامة معسكر سياحي دائم بالردوم وإنشاء مركز رياضي بجبل مرة لممارسة رياضة تسلق الجبال إضافة إلى إقامة فنادق علاجية في مناطق المياه الكبريتية وكذلك إقامة مركز سياحي على بحيرة كندى لهواة صيد الطيور ليكون في الوقت نفسه مركزا لدارسي ومتابعي حركة الطيور المهاجرة هذا بالإضافة إلى إنشاء وتأهيل حدائق للحيوان ومتنزهات هامة ومشاريع ترفيهية.
كردفان
أبرز المعالم السياحية في هذا الإقليم منطقة الرشاد وهي ترتفع فوق سطح البحر بحوالي 885 قدما وتتمتع بمناخ معتدل طوال أيام السنة بجانب طبيعة خلابة وتكثر فيها بساتين الفواكه وكذلك المواقع الأثرية، بالإضافة إلى جبال النوبة التي تزخر بتنوع طبيعى وإثني فريد، إلى جانب بحيرة كيلك التي تعتبر منتجعا لهواة المناظر الطبيعية وصيد الطيور.
وتتمثل فرص الاستثمار في هذا الإقليم في إنشاء الفنادق وإقامة المجمعات السياحية وكذلك الموتيلات على طرق المرور السريع وإنشاء معسكر سياحي للصيد في كل من لقاوة وبحيرة كيلك.
الولايات الوسطى
وتتمثل مقومات الاستثمار السياحي بهذا الإقليم في حظيرة الدندر التي تضم أعدادا هائلة من الحيوانات البرية والطيور، وقد أعلنت محلية الدندر مؤخرا عن وضع خطة لجذب الاستثمار المحلي والأجنبي للقطاع السياحي بمحلية الدندر.
كما يضم الإقليم غابة أم بارونة قرب مدينة ودمدنى التي تضم أنواعا عديدة ومتنوعة من الحيوانات البرية كما أنها تعتبر منتجعا لأنواع كثيرة من الطيور النادرة فضلا عن موقعها الخلاب على ضفة النيل الأزرق.
من ناحية أخرى تعتبر ضفاف النيل الأزرق بانحداره الشديد من الهضبة الأثيوبية مجالا رحبا لممارسة أنواع مختلفة من الرياضة المائية بجانب ضفاف النيل الأبيض بتياره البطيء وتعرجاته الكثيرة ومستنقعاته المغطاة بالأعشاب والغابات، أشهر منطقة لصيد الطيور في السودان.
إلى جانب أن الإقليم يتمتع بشبكة طرق داخلية وبه أكبر المشاريع الزراعية في المنطقة العربية والأفريقية ومصانع السكر العملاقة ومحطات توليد الكهرباء الكبرى في البلاد بالإضافة إلى المجمعات الصناعية الحديثة والفنادق والمطارات وأحدث ما توصل إليه العالم في مجال الاتصالات.
وتتعدد فرص الاستثمار المتاحة بالإقليم في مجال السياحة مثل إقامة المعسكرات السياحية الدائمة بحظيرة الدندر وإقامة المنتجعات السياحية بغابة أم بارونة وكذلك الموتيلات عبر طرق المرور السريع والمعسكرات المتكاملة لهواة صيد الطيور بمدينة الدويم والصيد النهري من بحيرة خزان الروصيرص .. إلخ.
مدن سودانية
ينقسم السودان من الناحية الإدارية إلى 26 ولاية تضم عددا كبيرا من المدن المتعددة ومتنوعة الخصائص في جميع المجالات وكبراها الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري وتمثل العاصمة ولاية قائمة بذاتها.
الأبيض: عاصمة ولاية شمال كردفان وهي مركز تجاري هام وتقع في قلب منطقة زراعية واسعة وتعتبر أكبر سوق للصمغ العربي في العالم.
بورسودان: ميناء السودان الرئيسي على ساحل البحر الأحمر ونافذته على العالم وترتبط مع بقية أجزاء البلاد بطرق برية وجوية وحديدية.
جوبا: عاصمة الجنوب السوداني وبها عدد من الصناعات وسوق زراعية هامة وتتميز بمناخها المعتدل وطبيعتها السياحية الجميلة.
دنقلة: من أبرز المدن السودانية ولها حضور تاريخي قوي وتقع في أقصى شمال السودان وجاء ذكرها في الكثير من المراجع التاريخية والعربية والإسلامية.
سنار: عاصمة السودان القديمة عندما كان السودان من الناحية السياسية عبارة عن سلطنات ومشيخات قبلية شبه مستقلة إلا أنها تتبع إداريا وفي غالب الأحيان اسميا للسلطنة الزرقاء التي لا تزال آثارها باقية إلى اليوم في سنار القديمة .
الفاشر: ويسمونها على سبيل التدليل فاشر أبو زكريا، وهي أعرق من الخرطوم وتضم إلى جانب مدينة نيالا تراث أقدم الممالك الإسلامية في السودان الغربي بالمعنى الكبير للسودان كما جاء في كتابات الرحالة العرب القدامى ومن بينها تشحيذ الأذهان وتضم المدينة الكثير من آثار أقدم الممالك الإسلامية في غربي أفريقيا .
هذا إلى جانب مدن تعد من كبريات المدن السودانية وتتميز بإمكانيات سياحية جاذبة في جميع المجالات السياحية مثل وادى حلفا وكريمة ومروى والحصاحيصا والكاملين والمناقل ورفاعة .. إلخ في وسط البلاد، وكوستى والدويم والقطينة والجبلين والرنك وودكونة.. إلخ كمدخل للجنوب، بالإضافة إلى ملكال وواو وياي ومريدي.. إلخ في الجنوب، وزائدا بارا وأبو زبد والنهود.. إلخ في الشمال الأوسط والفاشر والجنينة ونيالا.. إلخ في الغرب.
صور من السودان