السياحة في المغرب.. مكانة متقدمة ومستقبل واعد
يحتل المغرب مكانة متقدمة على خريطة السياحة العالمية، ويراهن في أفق العام 2010م على استقطاب عشرة ملايين سائح. وقليلة هي البلدان التي تحظى بمثل ما يحظى به المغرب من تنوع في المناخ الرائع الذي يمنح السائح فرص الاستجمام والمتعة والسياحة في أكثر من فضاء.
والمعروف أنه يقع على واجهتين بحريتين من حوض البحر المتوسط والمحيط الأطلسي، وشواطئه الجميلة الممتدة على طول 3500 كم توفر للزائر إمكانية ممارسة هواياته في السباحة والنزهة وصيد الأسماك.
وجبال أطلس المغربية التي يصل ارتفاع بعض قممها أكثر من 3000 متر تهيئ للسائح أيضا رؤية غابات الصنوبر والبلوط والأرز والمحطات الجبلية العليا المكسوة بالثلوج ناصعة البياض.
إضافة إلى هذا التنوع الفريد تتوافر الحمامات المعدنية العلاجية المشهورة في المغرب منذ زمن بعيد ويتربع على قمة هذه الثروة السياحية توافر الآثار في المدن العتيقة.
وهذا دليل إضافي على أصالة الحضارة المغربية، فمن خلال مناراتها وأسوارها ومساجدها وقصورها ستقف على أروع صفحات التاريخ المغربي الإسلامي كمدينة فاس التي تحتضن أول جامعة في العالم وهي جامعة القرويين، وكذلك مدينة الرباط العاصمة الإدارية للمغرب والمشهورة بمعالمها التاريخية المتنوعة منذ عهود غابرة تعكس أمجاد الحضارات الرومانية والفينيقية والإسلامية.
والمغرب عالم واسع يمتزج فيه الواقع بالأساطير، وتعيش على مشارف مدائنه وبين جدرانها العصرية عادات وتقاليد لها نكهات مميزة أكثر تميزا من رائحة الشاي المغربي المعطر بالنعناع الذي يعبق في أرجاء المملكة.
المعلومات الأساسية
الموقع: تقع في الركن الشمالي الغربي من قارة أفريقيا وتطل على البحر المتوسط شمالا والمحيط الأطلسي غربا. يفصلها عن إسبانيا مضيق جبل طارق ولها حدود مشتركة مع الجزائر وموريتانيا وهي واقعة بين خطي عرض 24 و36 شمالا وبين خطي الطول 2 و11 غربا.
العاصمة: الرباط.
المساحة: 710.850 كم مربع.
المدن الرئيسة: الدار البيضاء وفاس ومراكش ومكناس وطنجة.
اللغة: العربية (الرسمية) والبربرية والفرنسية والإسبانية.
الرمز الكودي: MA.
عدد السكان: 31.1 مليون نسمة (2002م).
يوم الاستقلال: 18 نوفمبر/ تشرين الثاني 1955.
الكهرباء: 110 /220 فولت.
اليوم الوطني: 30 يوليو/ تموز (عيد العرش).
التوقيت: GMT.
هاتف دولي: 00212.
العملة: درهم مغربي = 0.094 دولار والدرهم يساوي 100 سنتيم.
الموارد الطبيعية: الفوسفات (والمغرب هو الأول عالميا في إنتاجه) والحمضيات والأسماك والسردين والزيوت والتمر والزراعة والمواشي ومناجم الفحم والرصاص والحديد والفضة والنحاس.
المطارات: الدار البيضاء (أنفا ومحمد الخامس) والرباط وسلا وطنجة وفاس وجدة والحسيمة ومراكش وأغادير وورزازات والعيون.
متطلبات الدخول إلى البلاد: جواز سفر ساري المفعول، وضرورة الحصول على تأشيرة للدخول عن طريق السفارات والقنصليات المغربية الموجودة في جميع أنحاء العالم. إلا أن هناك بعض الدول المعينة يمكن لرعاياها الدخول إلى المغرب من دون تأشيرة مسبقة.
ساعات العمل: من الساعة 8ص- 12ظـ ومن الساعة 2.30ظـ إلى 6.30م. والعطلة الأسبوعية السبت والأحد.
المناخ: يتميز الساحل المغربي بمناخ البحر الأبيض المتوسط الدافئ ويعتدل على الساحل الشرقي، أما المناطق الداخلية فيسود فيها مناخ قاري أكثر حرارة وجفافا، وفي جنوب البلاد يسود جو حار وجاف طوال معظم أيام السنة، وأشد ما يكون الليل برودة في ديسمبر/ كانون الأول ويناير/ كانون الثاني، وتسقط الأمطار من نوفمبر/ تشرين الثاني الى مارس/ آذار في المناطق الساحلية. ويكون المناخ جافا في معظمه مع ارتفاع درجات الحرارة في الصيف، أما الجبال فيسودها مناخ أكثر برودة.
الجغرافيا والتاريخ
نبذة جغرافية
يقع المغرب في أقصى شمال أفريقيا، ويحده الجزائر من الشرق بحوالي 1600 كم، وموريتانيا بحدود طولها 1561 كم، وتستولي إسبانيا على مدينتي سبتة ومليلة القريبتين من الشاطئ الأوروبي.
ويملك المغرب خصائص جغرافية متنوعة، وفيه سلسلة جبال تنتهي بسهول محاذية للصحراء، والمغرب هو أكثر البلدان مطرا في شمال أفريقيا، وتكون جبال الأطلس مقرا حقيقيا للمياه، تتخلل سطح الجنوب أنهار عديدة أهمها: أم الربيع وبورقراق وسبو وتانسفت ودرعة، ومعظمها يصب في المحيط الأطلسي.
نبذة تاريخية
تقع المملكة المغربية في أقصى العالم القديم وتنفصل عن أوروبا بالبحر المتوسط، وعن أفريقيا بسلاسل جبال أطلس والصحراء.
والمعروف أن تاريخ المغرب موغل في القدم حيث تشير النقوش الحجرية في الصحراء إلى ما قبل التاريخ وإلى حقب تاريخية مختلفة ما يدل على انفتاح المغرب منذ القدم على الخارج، وعلى أنه ملتقى للحضارات عبر العصور.
وبدأ الفتح الإسلامي لبلاد المغرب عام 643م (22هـ)، وبعد أكثر من عقدين عين عقبة بن نافع واليا عليها فأسس مدينة القيروان وتوغل في المغرب حتى بلغ المحيط الأطلسي، وواصل المغاربة بعدئذ الدور ففتحوا الأندلس تحت قيادة طارق بن زياد، وأسسوا إمارات مستقلة حتى استتب الأمر عام 788م بتأسيس دولة الأدارسة ثم المرابطين فالموحدين فالمرينيين فالوطاسيين فالسعديين فالسلالة العلوية الحالية.
وفي العام 1906 فرضت الحماية الأجنبية على المغرب بموجب معاهدة الجزيرة الخضراء وشهد المغرب ثورة عبدالكريم الخطابي ضد المستعمرين الفرنسيين عام 1921 وفي اليوم الثاني من مارس/ آذار 1956 أعلن استقلال المغرب فيما عدا مدينتي سبتة ومليلة على ساحل المتوسط واللتين مازالتا خاضعتين للحكم الإسباني.
التركيز على السياحة العربية البينية
ويعد استقطاب السياح العرب واحدا من الأهداف التي تتركز حولها الخطة السياحية في المغرب، وتم وضع إستراتيجية عربية لتنشيط السياحة البينية العربية لزيادة أعداد السياح العرب فقد وصل حوالي 169 ألف سائح من الخليج عام 2000 منهم 50% من السعودية بما يعادل 30 ألف سائح ومن مصر 12 ألف سائح ومن الأردن وغيرها من الدول العربية.
ورغم هذا لا تتجاوز نسبة السياح العرب للمغرب 6% ويقدر عددهم بنحو 100 ألف سائح، وهو رقم لا يتماشى مع طموحات المغرب، خاصة بالنسبة للقادمين من الخليج، ما دعا لتكثيف الجهود وتنشيط الترويج للمغرب عبر المشاركة في المعارض السياحية المتخصصة التي تعقد في دول مجلس التعاون، خاصة معرض سوق السفر العربي (الملتقى) وتوجيه دعوات للصحفيين لزيارة المغرب التي تولي أهمية كبرى للسائح العربي والخليجي خاصة، فهو الأطول مكثا والأكثر إنفاقا، فهو يأتي في المرتبة الثانية عالميا بعد السائح الياباني في الإنفاق.
ومما لا شك فيه أن السياحة العربية البينية هي البديل والحل لتعويض المغرب عما لحق به من آثار 11 سبتمبر/ أيلول 2001، وتسعى فعاليات القطاع السياحي في المغرب لتركيز اهتمام المستثمرين العرب على بناء الشقق السياحية وإقامات لاستقبال الأسر العربية التي تريد قضاء فترات سياحية في المغرب، والمناخ الاستثماري الذي يوفره المغرب للستثمرين العرب من إعطاء أراض للمستثمرين بنصف السعر من قبل الدولة، إضافة للإعفاءات الجمركية من الضرائب، فضلا عن المكانة البارزة للعلاقات الأخوية والروابط المتينة التي تجمع المغرب بأشقائه العرب والإرث الديني واللغوي الثقافي والاجتماعي المشترك.
وهناك تصورات مستقبلية لدى الفاعلين في هذا القطاع مع تعزيز مندوبيات المكتب الوطني المغربي للسياحة.
مهرجانات ومواسم
تنظم في المغرب العديد من المهرجانات والمواسم الثقافية بمختلف المدن المغربية وعلى مدار السنة، فإضافة إلى مهرجان أصيلة يوجد مهرجان الرباط الذي يستمر 40 يوما وذلك خلال شهر يونيو/ حزيران ومهرجان الموسيقى الروحية بفاس، وينظم في مايو/ أيار وموسم الخطوبة بأملشين وينظم في سبتمبر/ أيلول وموسم حب الملوك بصفرو حيث تختار ملكة جمال حب الملوك، ومهرجان عبيدة الرما بخريبكة، ومهرجان الفنون الشعبية، والمهرجان الدولي للسينما بمراكش، ومهرجان أغادير للموسيقى العربية وغيرها.
بحلول العام 2010 يسعى المغرب لاستقبال 10 ملايين سائح، وسجلت السياحة في المغرب انخفاضا في الإيرادات بلغ 43% في مطلع العام 2002 بسبب آثار أحداث 11 سبتمبر/ أيلول 2001 في الولايات المتحدة وبلغت إيرادات السياحة في الشهر الأول من ذلك العام 102 مليون دولار مقارنة بنفس الفترة من عام 2001 حيث بلغت الإيرادات نحو 179 مليون دولار.
ويعمل في صناعة السياحة المغربية نحو 620 ألف شخص، وكانت هذه الصناعة قد شهدت تطورا ملموسا في العامين اللذين سبقا 11 سبتمبر/ أيلول 2001، ففي العام 2000 زادت إيرادات السياحة 28% ووصلت إلى 8.26 مليار درهم (2.38 مليار دولار) غير أن المغرب يهدف إلى استقبال عشرة ملايين سائح سنويا بحلول العام 2010 من حوالي 2.4 مليون سائح في العام الماضي.
ويحاول المغرب تقليل الآثار السلبية التي تركتها أحداث سبتمبر/ أيلول 2001 بالاستمرار في المزيد من المشروعات، فقد بدأ العمل منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2002 تطوير مواقع لبناء 36 فندقا بها نحو 7000 غرفة في مراكش وهو استثمار يتكلف 6.44 مليار درهم إلى جانب بعض المشاريع للعديد من المستثمرين.
وقد يكون المغرب أقل ضررا من الوضع السيئ للسياحة في العالم نظرا للاعتدال الذي يميزه.
وقد شرع المكتب المغربي للسياحة في تحديد أبرز ملامح خطة الطوارئ لمواجهة الأزمة الحالية، فالمغرب يمكنه أن يجتذب ما بين 5 و6 ملايين سائح دون الأخذ في الاعتبار السياحة الحدودية، التي يمكنها أن تغير إلى حد ما تشكيلة السياحة واستقطاب ما يقدر بحوالي مليوني سائح زيادة على سياحة المغاربة الموجودين في الخارج والقيام بحملات دعاية مدروسة مع إعطاء الأولوية لجميع أصناف السياحة.
مناطق الجذب السياحي
شهد قطاع السياحة في المغرب خلال السنوات القليلة الماضية تطورا ملحوظا، وأضحى المغرب إحدى المحطات الرئيسية للاستقطاب السياحي العالمي. وإذا كان هذا القطاع قد اعتمد اعتمادا كليا على السياح الأوروبيين فقد اتجه الاهتمام بشكل لافت نحو سوق السياحة العربية.
وتنبع الأهمية المتزايدة للمغرب كوجهة سياحية مفضلة لدى الكثيرين من هواة السفر والترحال لاغتنائه بثروات طبيعية غاية في التنوع بحيث توفر للراغب في التمتع بها قاعدة عريضة من الخيارات، فإحاطته بالبحر المتوسط من الشمال والمحيط الأطلسي من الغرب خلقت فيه تنوعا طبيعيا فريدا.
ويجد المرء جبال أطلس الشاهقة والشريط الساحلي المعتدل المناخ والمناطق الصحراوية في الجنوب الشرقي جنبا إلى جنب في تناغم رائع، وقد وفر هذا الواقع لقطاع السياحة المغربي العديد من المزايا من أهمها التنوع السياحي كالسياحة الساحلية والجبلية والصحراوية والعائلية والعلاجية والثقافية وغيرها.
الرباط
ثاني أكبر مدينة في المغرب بعد الدار البيضاء، تقع على ساحل المحيط الأطلسي في سهل منبسط فسيح، وعند مصب نهر بورقراق الذي يفصل المدينة عن سلا المدينة القديمة حتى إنهما أصبحتا تشكلان مدينة واحدة.وقد شيدت إحدى القبائل البربرية المسلمة حصنا أطلقت عليه اسم الرباط ومن هنا حملت العاصمة الإدارية والسياسية للمغرب اسم الرباط منذ العام 1912.
والرباط مقر إقامة الملك ومركز السفارات والنشاط الدبلوماسي، وتمتاز بشوارعها الفسيحة وأشجارها الوارفة الظلال ومساحتها الخضراء وهوائها النقي وطقسها المعتدل وضواحيها ذات المناظر الخلابة.
وهي في الوقت نفسه مدينة عصرية بمنشآتها الحديثة وبها عدد من الجامعات والمعاهد العلمية والتقنية، وللرباط مدينتها القديمة يفضي إليها الزائر عبر شارع الحسن الثاني ثم سور الأندلس فالسوق المغطى قبل أن يدخل مباشرة إلى السوق العتيق المسمى (السويقة)، ومن هناك ينطلق الزائر بين مئات المتاجر حتى يصل الى (سوق السباط) الذي يزدحم بشتى أنواع وأشكال المنتوجات الجلدية ومنه يصل إلى "قصبة الوداية" المشهورة المطلة على المحيط الأطلسي، وفي الطريق يقف المرء على أقدم مسجد في الرباط يرجع تاريخ بنائه إلى العام 1150م وكذا معمل لصنع الزرابي الرباطية الشهيرة.
وبإمكان المرء الوقوف فوق برج القراصنة لرؤية الأمواج المتكسرة على الصخور ومشاهدة معالم مدينة سلا في الجهة الأخرى من نهر أبي رقراق. وقبل مغادرة المدينة لا بد من زيارة حدائقها الجميلة التي رتبت على شاكلة حدائق الأندلس، وبالإمكان زيارة متحف الفنون المغربية بما يحويه من كنوز وأنماط أثرية رائعة.
ويحبذ المرور بشارع محمد الخامس وهو أكبر وأجمل شارع في الرباط تتوسطه ساحة خضراء وصفوف من أشجار النخيل الباسقة وبه المتاجر العصرية والمقاهي الفخمة.
ومن الأماكن الجديرة بالزيارة في الرباط قصبة شالة وصومعة حسان، فضريح محمد الخامس الذي تجمع هندسته ونقوشه والتحف التي يشتمل عليها بين الأصالة والحداثة في مشهد واحد.
ومن روائع الصناعة المغربية تتميز الزربية الرباطية عن غيرها، وكذا الثياب والملابس المطرزة وأواني الخزف والمجوهرات والنقش على الخشب والمصنوعات الجلدية.
الدار البيضاء
هذه المدينة الجميلة الحديثة واحدة من سلسلة المدن المغربية الممتدة على شواطئ الأطلسي، فقد طورت من ميناء صغير لا يثير الانتباه في مطلع القرن العشرين إلى مدينة كبيرة تعتبر اليوم العاصمة الاقتصادية والتجارية للمملكة المغربية، وهي المدينة الأولى في المغرب، والثالثة في أفريقيا من حيث عدد السكان (بعد لاجوس والقاهرة) إذ يقطنها نحو أربعة ملايين نسمة.
وبالإضافة إلى كونها مدينة لا تنام فهي محافظة على طابعها المغربي الإنساني، ففنها المعماري ممتزج بين روعة القديم بأبنيته المنخفضة والمنتظمة الشكل والحديث بمبانيه الشاهقة والفخمة كالمركز التجاري بشركاته ومصارفه وبيوت المال والفنادق الكبرى والحدائق العامة.
في الدار البيضاء تختلط المدن، أجزاء من بغداد وأطراف من القدس وقطع من القاهرة وملامح من مرسيليا وحالات من دمشق، ميناء برازيلي ومقاه إسبانية وإيطالية، وأنت تعود في منتصف الليل يختلط رجع الناي النائح بشبق الفلامنكو وبالرقة العذبة لكمان يشق هدأة الليل.
إن الدار البيضاء التي تعرف أيضا باسم كازابلانكا و"أنفا" تشتهر بالعديد من الأماكن الجميلة التي تستحق أن يقصدها السائح ويتمتع بجمالها وبفنها، وإن توافر التسهيلات السياحية فيها من فنادق فخمة ومطاعم ومواصلات حديثة تربطها بالمدن الأخرى جعلها تتبوأ مركزا مرموقا في الصناعة السياحية.
وفي وسط المدينة توجد ساحة الأمم المتحدة، وعلى جادة الحسن الثاني نافورة ماء موسيقية ملونة يستمتع برؤيتها المواطنون والسياح، ومن أهم الأماكن السياحية التي تلفت الانتباه مسجد الحسن الثاني الذي يعتبر فلسفة معمارية حضارية، وثالث أكبر مسجد في العالم الإسلامي بعد الحرم المكي والمسجد النبوي وافتتح عام 1993م ويتسع لأكثر من 20 ألف مصلّ.
أما بالنسبة للتسوق فهو متعة في حد ذاته، خاصة في سوق باب مراكش بالمدينة القديمة في الدار البيضاء وهي سوق يباع فيها كل شيء وبأبخس الأثمان، خاصة الألبسة الجاهزة والأحذية والمصوغات والمصنوعات الجلدية.
وغير بعيد عن الوسط نجد منطقة عين الذيب التي تمتد على طول الشاطئ وهي واجهة بحرية تضم سلسلة مسابح وفنادق ومقاه وملاه ليلية راقية شرقية وغربية ومطاعم من الدرجة الأولى. ويتمتع السائح فيها بكل ما يطلبه من شمس ورمال وشواطئ وكل ما يشتهيه من المناظر الطبيعية التي أبدعتها عظمة الخالق -سبحانه وتعالى-.
فاس
الكبرياء والبساطة يمتزجان في مدينة فاس الأثرية القديمة، وحيثما تطلعت إليها تقع عيناك على مآذن المسجد الذي يمثل أقدم جامعة عربية إسلامية، ولرؤية فاس لا يمكن إلا أن تغوص فيها برحلة داخلية، فبصمات الحنين ماتزال مطبوعة هنا وهناك على هذه البوابة المزخرفة أو تلك السجادة الملونة أو تلك القبة الخضراء، وعندما تقوم بهذه المهمة الوجدانية ستبوح فاس لك بكل أسرارها التاريخية والإنسانية والجمالية.
إنها أول عاصمة للمغرب ومهد الاسلام، ويعود الفضل في تأسيسها إلى مولاي إدريس الثاني عام 808م. وبعد مرور السنوات أصبحت موطنا للأندلسيين الذين نزحوا من غرناطة إثر سقوطها.
وجامعة القرويين هي من أقدم الجامعات في العالم وقد استقطبت الكثير من أهل العلم والأدب على مر العصور، وقد أسستها إحدى فضليات النساء الثريات اللاتي جئن من مدينة القيروان عام 859م.
ولعبت فاس عبر العصور المتعاقبة دور المدينة المحورية في المغرب، ابن عربي شيخ المتصوفة الذي توفي في دمشق وابن خلدون الذي توفي في القاهرة وابن ماجة الذي توفي في مراكش، وعلماء وكتاب جاؤوا من كل مكان ليقيموا في فاس ويجعلوا منها رحلة كتابة.
فالاهتمام بفاس ليس جديدا بل يعود إلى الأيام الأولى لتأسيسها، ودورها التاريخي لم يتوقف قط على مر السنين، وحين اكتشفها الأوروبيون أصبحت فاس نقطة لانطلاق الإرساليات الأجنبية وكذلك نقطة جذبت الكتاب والفنانين الغربيين.
تقع فاس في الوسط الشمالي للمملكة المغربية، وبذلك تربط شمال المغرب بشرقه وغربه وجنوبه، وفاس ذات موقع جغرافي متميز فشرقها يوجد نهر وادي فاس أو وادي الجواهر ويقسم فاس إلى قسمين، هما عدوة الأندلس وعدوة القرويين، وتمتد فاس بقديمها وجديدها على مسافة 180 كم وتحتضن أكثر من 2.5 مليون نسمة.
عندما ينزل السائح في أزقة فاس القديمة سوف يشعر وكأنه يسبح في أمواج من البشر، إنه التقاء بعالم آخر يغص بجمهور غفير وأصوات لا تنقطع، ومن بين مئات الحوانيت تنبثق الحركات الحية لأرباب الصناعة اليدوية والحديثة، فهذه روائح خشب الأرز أو الجلد توقظ الحواس وتعلن قرب الوصول إلى حي الدباغين ذي المنظر المدهش الزاهي الألوان، ولكن المشاهد الرائعة لا يمكن أن تنسيك طابعها العتيق الذي تستمده من تاريخها العريق كعاصمة لأول دولة مغربية وكعاصمة للعلم والثقافة.
ويمكن للسائح أن يزور المدارس العتيقة كالبوعنانية ذات الساعة الشمسية التي أنشئت عام 1357م، ومدرسة الصفارين التي ما زالت تشعر بحيويتها باعتبارها شاهدا حيا على روعة الهندسة المعمارية الأندلسية المغربية.
ويمكن للسائح أن يلقي نظرة على بائعي الشموع الزاهية الألوان التي تباع بالحوانيت المحيطة بضريح مولاي إدريس الأصغر، وكذلك على المصاحف المزخرفة بماء الذهب والمعروضة بمتحف البطحاء.
ويستطيع السائح بعد الانتهاء من جولته في فاس القديمة أن يزور فاس الجديدة، حيث يتجول عبر ساحة العلويين ويمتع نظره برؤية مدخل القصر الملكي، ومن هناك ينطلق إلى باب السمارين ذي الهيئة الشامخة والأقواس السامقة.
وفي نهاية الجولة يمكنك أن تقصد أحد المطاعم الراقية التي تشتهر بها فاس وتتعرف على أنواع الطعام، فبعد أن تغسل يديك بماء الورد ستتلذذ بطواجن الدواجن والبصطيلة (الحمام المهيأ برقائق هشة) والكسكسي واللحم المشوي ثم الشاي المنعنع المنعش.
وفي طريق عودتك إلى بلادك يمكنك أن تحمل في جعبتك بعض الهدايا من الأواني والجلابيب والحلويات بالعسل والكباب واللوز المحمص.
مكناس
للإلمام بالتاريخ غالبا ما يدرج السياح المتعطشون مدينتي فاس ومكناس في الجولة التي يقومون بها عبر عواصم المغرب العتيقة التي تتكون من هاتين المدينتين إضافة إلى مدينتي الرباط ومراكش، خاصة أن مكناس تقع غرب فاس وتبعد عنها مسافة 60 كم.
وقد شيد هذه المدينة العاهل العلوي المولى إسماعيل في نهاية القرن 17 لتكون عاصمة لملكه، وتفنن في بنائها وإبداعها، فجلب إليها الأيدي الفنية العاملة التي شيدت الأبواب الهائلة وكأنها تنبثق من الأرض، وكذلك الأسوار غير المتناهية المحيطة بالإصطبلات والمخازن العظيمة، وقد رسم المولى إسماعيل بنفسه الخطوط الرئيسة للقصور والحدائق والأحواض ويذهب بعيدا في تحقيق أمانيه الشاسعة التي طالما كانت تفوق الأحلام.
ومكناس هي إحدى العواصم التاريخية الأربع للمملكة المغربية، ومن أعظم آثارها التي تدهش السياح باب المنصور الضخم المشهور بنقوشه الفسيفسائية وبالقصر الملكي بأسواره العتيقة وضريح مولاي إسماعيل ومسجد بريمة وسيدي عثمان والقصر الجامعي الذي يعد متحفا للفن المغربي.
وتتميز مكناس بمناخ معتدل ونواح جبلية رائعة أهمها إفران التي يلقبها السياح بسويسرا القارة الأفريقية، بسبب فيلاتها الجميلة ومناظرها الشبيهة بجبال الألب بثلوجها وأشجارها الباسقة، كما تحتوي على مركز تزلج في جبل مشليفن (2000 متر) وهيري (1.600 متر)، إضافة إلى مدينتي آزرو وخنيفرة المشهورتين بصناعتهما التقليدية العريقة وكونهما مركزين للصيد والقنص وبمناخهما الجبلي الصحي.
وتوجد بالمنطقة أيضا مدينة وليلي التاريخية التي أسسها الرومان، ومدينة المولى إدريس مؤسس دولة الأدارسة أول دولة اسلامية بالمغرب
أصيلة
على بعد 40 كم جنوب طنجة يصل السائح إلى مدينة أصيلة التي ينحدر أصل تسميتها إلى كلمة أصيل العربية وهي تعلو فوق المدينة القرطاجنية العتيقة زيلي أو زيليس.
وشهرة أصيلة ذات شقين، أولهما جمالها الناطق بكل اللغات، وثانيهما تعلق أهلها بالأدب والشعر بنفس القدر الذي يتعلقون فيه بالصيد والتجارة.
لكن يظل عشق الأدب والشعر قاسما مشتركا بين كل من يسكنها أو يمر بها، إن الترادف بين اسم أصيلة وكلمة الثقافة بات أمرا معروفا منذ موسمها الثقافي الأول الذي أقيم عام 1978 حتى الآن، إذ بات وجهة يتجه إليها المبدعون والنقاد والمثقفون وأهل الفن وقادة الفكر في كل صنوف المعرفة.
على جدران المدينة رسمت لوحات لفنانين عالميين وعلقت في أزقتها أروع اللوحات على القماش. ومن القريقية يمكنك الاستمتاع بغروب الشمس حيث تلتقي أشعتها الحمراء في انسجام رائع مع مياه الأطلسي، وبالقرب من شاطئ أصيلة الجذاب تنظم اللقاءات لمناقشة قضايا الموسيقى وأصول الأنغام والإيقاعات ودور العرب في هذا الميدان، أي أن الثقافة لم تعد ترفا مع أصيلة إذ تحولت لتكون كالماء والهواء في متناول الجميع، وبقدر ما يسعد أهل أصيلة بالشعر والفن يسعدون باحتضان زوارهم من السياح العرب والأجانب وكل من يطرق باب مدينتهم العربية الأصيلة.
طنجة
بوابة المغرب، تقع على ربوة عالية مطلة على مضيق جبل طارق بمواجهة الشاطئ الإسباني، بين البحر الأبيض والمحيط الأطلسي، أغدق عليها الخالق -سبحانه وتعالى- بسخاء ودون حساب، وأضفى عليها عبق التاريخ نكهة خاصة بأساطيره المثيرة الممتعة.
إن بقايا عمائر ومباني طنجة القديمة بأشكالها الرومانية والأندلسية والأوروبية مازالت خير شاهد على تاريخ الموجات البشرية المتتالية التي مرت بها، فقد سمعت طرقات المدينة وقع حوافر خيول الفينيقيين والقرطاجيين والرومان والوندال والعرب.. كلهم جاؤوها وتركوا بصماتهم فيها.
ثم كان الفتح الإسلامي عام 707م على يد موسى بن نصير الذي ولى عليها القائد طارق بن زياد فانطلق من طنجة على رأس الجيش الإسلامي عابرا المضيق الذي أخذ اسمه ليفتح الأندلس عام 711م، ومنذ ذلك اليوم عظم شأن طنجة وأصبح اسمها يطلق على المغرب الأقصى كله بعد أن تحولت إلى مركز وجسر تعبر منه قوافل الجيوش والعلماء والأدباء وكل من يود التوجه إلى الأندلس.
وكان ابن بطوطة أشهر رحالة العرب وهو من مواليد طنجة عام 1304م خير داعية لمدينته أثناء رحلاته الثلاث التي استغرقت 29 عاما زار خلالها مختلف أرجاء العالم الذي كان معروفا آنذاك.
وبعد نكبة العرب الكبرى في الأندلس احتضنت طنجة المهاجرين الأندلسيين فأقاموا فيها وصبغوا حياتها بالصبغة الأندلسية المرهفة.
ثم دخلت طنجة حلبة الصراع العالمي فسقطت في قبضة البرتغاليين الذين قدموها عام 1662 هدية زواج الملك شارل الثاني ملك إنجلترا من كاترين أميرة البرتغال، وقد جعل موقع طنجة عند مجمع البحرين بحر الروم (الأبيض المتوسط) وبحر الظلمات (المحيط الأطلسي) منها جنة السياح وقبلتهم من شتى بقاع العالم، فهي تجمع بين السهل والجبل، إلى جانب شاطئ رملي من أجمل شواطئ العالم، أقيمت عليه قرى اصطياف دولية متكاملة، يقضي فيها السياح معظم أوقاتهم، ولا يغادرونها إلا للقيام بزيارات لأسواق طنجة ومعالمها.
ويتميز الشاطئ المطل على المحيط الأطلسي بمخيماته الخاصة ومشاريعه السياحية المتناثرة فوق رماله الذهبية والمجهزة بكل الأدوات الترفيهية والرياضية.
لقد جذب جمال طنجة مجموعات من أشهر الفنانين العالميين ورجال الفكر والأدب فاتخذوها مكانا ملائما لإبداعاتهم، على أن بعضهم استقر بها بمجرد أن لمست قدماه ترابها، وإضافة إلى روعة جمالها فطنجة غنية بمعالمها الأثرية، وأهمها مغارة هرقل وهي عبارة عن كهوف كلسية تتكسر عليها أمواج البحر عند كل مدّ، وكانت مساكن لإنسان ما قبل التاريخ.
وضمن المعالم التاريخية نجد حديقة المندوبية التي كانت مقرا للمندوب السامي الإسباني، ويحيط بهذه الحديقة 30 مدفعا من البرونز وهي من بقايا الأسطولين الإسباني والفرنسي.
وبزيارة رأس ملاباطا على بعد عشرة كيلومترات شرق طنجة حيث تتعانق مياه الأبيض المتوسط بمياه المحيط الأطلسي، ومن خلال شرفة بمنارة قصر ملاباطا يمكن للسائح مشاهدة خليج طنجة ومضيق جبل طارق وسواحل الأندلس بالعين المجردة حين يكون الجو صحوا.
ولا يمكن الحديث عن طنجة دون ذكر حي مرشان التاريخي ببناياته التاريخية، ويعتبر السوق الكبير بمثابة المركز الرئيسي لطنجة وتدب فيه الحياة ليلا ونهارا حيث المقاهي التقليدية التي تجمع السكان والسياح معا، كذلك في المطاعم التي تفوح منها رائحة المأكولات الشهية والمتنوعة من المطبخ المغربي الشهي.
مراكش
مراكش هي عاصمة الجنوب المغربي وهي خالدة بمعالمها متوغلة في التاريخ، تنازع في شأنها عظماء الملوك وتعاقبت عليها السلالات الحاكمة، وشيد بها العلماء والصناع التقليديون والمهندسون المعماريون والرسامون النحاتون عبر العصور أفخم القصور والمساجد والحدائق والمدارس.
وهي المدينة التي أعارت اسمها للمغرب لفترة من فترات التاريخ، التقى بها الرحل وسكان الجبال، وتوفرت فيها كل السلع، وازدهرت بها الصناعة التقليدية، وشيدت بها فنادق فخمة ومطاعم وملاعب الغولف والكازينوهات.
تستيقظ مراكش على عادتها كل صباح منذ 800 سنة على الأذان من علو 70 مترا بصومعة الكتبية، المنارة الروحية لمراكش.
وتشرق الشمس على مراكش في شرائح مختلفة من الناس تكتسح الأزقة الملتوية للمدينة العتيقة، ورجال يسرعون في اتجاه مسجد ابن يوسف الملتصق بالمدرسة، أحد أبرز المآثر التاريخية بمراكش، مدرسة قرآنية رحبة ورائعة أسسها السلطان المريني ابو الحسن (1331-1349).
تقع مدينة مراكش عند سفوح جبال أطلس على بعد 30 كم منها حيث يبلغ ارتفاعها 450 مترا عن سطح البحر، كما تبعد 4 كم جنوب الضفة اليسرى لنهر تنسيفت، وبحكم موقعها الجغرافي تنوعت درجات حرارتها ما أسهم في وجود بيئات نباتية تتسم بالغزارة والتنوع.
ويعود فضل تأسيس المدينة إلى الملك الشهير يوسف بن تاشفين زعيم المرابطين عام 1062. وكان يطلق على هذه المنطقة اسم مراكش، وهي كلمة بربرية تعني "مر بسرعة"، إذ كانت محطة يتوقف عندها اللصوص وقطاع الطرق للإغارة على القوافل.
وفي العام 1147 اقتحمت جيوش الموحدين بوابات مراكش، وعندئذ دخلت المدينة عصرا جديدا من العظمة والمهابة، وباتت حاضرة المغرب العربي الإسلامية دون منازع.
وقد خلف الموحدون كما هائلا من الآثار الخالدة، ولعل الأثر الأكبر والأعظم الذي يميز هذه الفترة جامع الكتبية بمنارته الشهيرة الذي يعد أجمل وأشهر أثر في المغرب العربي قاطبة.
المساجد القديمة كالقصبة مثلا تستقطب السياح والدارسين للمعالم الأثرية من جميع أنحاء العالم مثل قصور المدينة التي من أشهرها قصر البديع وقصر الباهية ودار السي سعيد، إضافة إلى البيوت القديمة المسماة بالرياض، التي تجد اهتماما من قبل فنانين عالميين.
وتعتبر الحدائق مثل حدائق المنارة وأكدال وقبور السعديين وسوق السمارين وآثار ساقية "اشرب وشوف" أساسا حيويا للبنية السياحية للمدينة. وقد راعت الاستثمارات السياحية الحفاظ على طابع المدينة وعدم تشويه صورتها التاريخية.
فانتقال السائح من وسط المدينة إلى أحياء حديثة مثل حي الداوديات لا يخلق لديه انطباعا بأن هوة تفصل بين المنطقتين، وإن كان سيشعر بأن وسائل البناء هي التي تطورت، أما الطرز المعمارية والزخارف والرسوم والنقوش فقد ظلت كما هي ويبدو ذلك واضحا في قصر المؤتمرات حيث لا يختلف عن المعمار المرابطي أو الموحدي أو المريني.
وأحدثت هذه الاستمرارية المعمارية في الاستثمارات العصرية، سواء في الفنادق الفخمة والمخيمات السياحية والتجهيزات الترفيهية أو في مراكز الجذب السياحي خارج المدينة مثل مناطق التزلج على الجليد في أوكيمدن وأوريكا ومراكز إسني والويدان والبرج وغيرها، تكاملا سياحيا يدعمه سوق رائج للصناعة التقليدية والمطاعم والمقاهي والمتنزهات ووكالات السفر والسياحة ووسائل النقل السياحي والمدارس الفندقية والسياحية ومدارس تكوين المرشدين السياحيين.
ويعمل أكثر من ثلث سكان مراكش في أنشطة لها علاقة بالسياحة فمنهم سائق الكوتشي الحنطور وتجار وعاملون في البازار وأصحاب المقاهي والمطاعم والمستخدمون والمرشدون السياحيون، وصناع المنتوجات التقليدية من زرابي وأوان فضية ونحاسية وجلود وغيرها.
ولا بد في نهاية المطاف من أن يتجول السائح في ساحة جامع الفنا وهي أشهر الساحات في المغرب وكانت تعلق فيها رؤوس المجرمين ومدبري الفتن، وصارت موسما دائما وعيدا يوميا للتراث الشفوي المغربي.
في كل صباح يستوطن فيها الحكواتي ومدعية العلم بالغيب وطبيب الأعشاب البرية والكاتب العمومي وحاوي الأفاعي والبهلوان وغيرهم ممن يبسطون زربياتهم، وكأن الكل في مسرح مفتوح كبير يؤدي فيه أدوارا عديدة من عنترة بن شداد حتى يوسف بن تاشفين سيد الملثمين وباني المدينة.
وعند غروب الشمس بمراكش تحتضنك حدائق النخيل الباسقة حول المدينة لتتمتع بالشمس وهي تتسربل بحمرة الشفق وتنهار أمامك رويدا رويدا لتغيب خلف غابات النخيل
يحتل المغرب مكانة متقدمة على خريطة السياحة العالمية، ويراهن في أفق العام 2010م على استقطاب عشرة ملايين سائح. وقليلة هي البلدان التي تحظى بمثل ما يحظى به المغرب من تنوع في المناخ الرائع الذي يمنح السائح فرص الاستجمام والمتعة والسياحة في أكثر من فضاء.
والمعروف أنه يقع على واجهتين بحريتين من حوض البحر المتوسط والمحيط الأطلسي، وشواطئه الجميلة الممتدة على طول 3500 كم توفر للزائر إمكانية ممارسة هواياته في السباحة والنزهة وصيد الأسماك.
وجبال أطلس المغربية التي يصل ارتفاع بعض قممها أكثر من 3000 متر تهيئ للسائح أيضا رؤية غابات الصنوبر والبلوط والأرز والمحطات الجبلية العليا المكسوة بالثلوج ناصعة البياض.
إضافة إلى هذا التنوع الفريد تتوافر الحمامات المعدنية العلاجية المشهورة في المغرب منذ زمن بعيد ويتربع على قمة هذه الثروة السياحية توافر الآثار في المدن العتيقة.
وهذا دليل إضافي على أصالة الحضارة المغربية، فمن خلال مناراتها وأسوارها ومساجدها وقصورها ستقف على أروع صفحات التاريخ المغربي الإسلامي كمدينة فاس التي تحتضن أول جامعة في العالم وهي جامعة القرويين، وكذلك مدينة الرباط العاصمة الإدارية للمغرب والمشهورة بمعالمها التاريخية المتنوعة منذ عهود غابرة تعكس أمجاد الحضارات الرومانية والفينيقية والإسلامية.
والمغرب عالم واسع يمتزج فيه الواقع بالأساطير، وتعيش على مشارف مدائنه وبين جدرانها العصرية عادات وتقاليد لها نكهات مميزة أكثر تميزا من رائحة الشاي المغربي المعطر بالنعناع الذي يعبق في أرجاء المملكة.
المعلومات الأساسية
الموقع: تقع في الركن الشمالي الغربي من قارة أفريقيا وتطل على البحر المتوسط شمالا والمحيط الأطلسي غربا. يفصلها عن إسبانيا مضيق جبل طارق ولها حدود مشتركة مع الجزائر وموريتانيا وهي واقعة بين خطي عرض 24 و36 شمالا وبين خطي الطول 2 و11 غربا.
العاصمة: الرباط.
المساحة: 710.850 كم مربع.
المدن الرئيسة: الدار البيضاء وفاس ومراكش ومكناس وطنجة.
اللغة: العربية (الرسمية) والبربرية والفرنسية والإسبانية.
الرمز الكودي: MA.
عدد السكان: 31.1 مليون نسمة (2002م).
يوم الاستقلال: 18 نوفمبر/ تشرين الثاني 1955.
الكهرباء: 110 /220 فولت.
اليوم الوطني: 30 يوليو/ تموز (عيد العرش).
التوقيت: GMT.
هاتف دولي: 00212.
العملة: درهم مغربي = 0.094 دولار والدرهم يساوي 100 سنتيم.
الموارد الطبيعية: الفوسفات (والمغرب هو الأول عالميا في إنتاجه) والحمضيات والأسماك والسردين والزيوت والتمر والزراعة والمواشي ومناجم الفحم والرصاص والحديد والفضة والنحاس.
المطارات: الدار البيضاء (أنفا ومحمد الخامس) والرباط وسلا وطنجة وفاس وجدة والحسيمة ومراكش وأغادير وورزازات والعيون.
متطلبات الدخول إلى البلاد: جواز سفر ساري المفعول، وضرورة الحصول على تأشيرة للدخول عن طريق السفارات والقنصليات المغربية الموجودة في جميع أنحاء العالم. إلا أن هناك بعض الدول المعينة يمكن لرعاياها الدخول إلى المغرب من دون تأشيرة مسبقة.
ساعات العمل: من الساعة 8ص- 12ظـ ومن الساعة 2.30ظـ إلى 6.30م. والعطلة الأسبوعية السبت والأحد.
المناخ: يتميز الساحل المغربي بمناخ البحر الأبيض المتوسط الدافئ ويعتدل على الساحل الشرقي، أما المناطق الداخلية فيسود فيها مناخ قاري أكثر حرارة وجفافا، وفي جنوب البلاد يسود جو حار وجاف طوال معظم أيام السنة، وأشد ما يكون الليل برودة في ديسمبر/ كانون الأول ويناير/ كانون الثاني، وتسقط الأمطار من نوفمبر/ تشرين الثاني الى مارس/ آذار في المناطق الساحلية. ويكون المناخ جافا في معظمه مع ارتفاع درجات الحرارة في الصيف، أما الجبال فيسودها مناخ أكثر برودة.
الجغرافيا والتاريخ
نبذة جغرافية
يقع المغرب في أقصى شمال أفريقيا، ويحده الجزائر من الشرق بحوالي 1600 كم، وموريتانيا بحدود طولها 1561 كم، وتستولي إسبانيا على مدينتي سبتة ومليلة القريبتين من الشاطئ الأوروبي.
ويملك المغرب خصائص جغرافية متنوعة، وفيه سلسلة جبال تنتهي بسهول محاذية للصحراء، والمغرب هو أكثر البلدان مطرا في شمال أفريقيا، وتكون جبال الأطلس مقرا حقيقيا للمياه، تتخلل سطح الجنوب أنهار عديدة أهمها: أم الربيع وبورقراق وسبو وتانسفت ودرعة، ومعظمها يصب في المحيط الأطلسي.
نبذة تاريخية
تقع المملكة المغربية في أقصى العالم القديم وتنفصل عن أوروبا بالبحر المتوسط، وعن أفريقيا بسلاسل جبال أطلس والصحراء.
والمعروف أن تاريخ المغرب موغل في القدم حيث تشير النقوش الحجرية في الصحراء إلى ما قبل التاريخ وإلى حقب تاريخية مختلفة ما يدل على انفتاح المغرب منذ القدم على الخارج، وعلى أنه ملتقى للحضارات عبر العصور.
وبدأ الفتح الإسلامي لبلاد المغرب عام 643م (22هـ)، وبعد أكثر من عقدين عين عقبة بن نافع واليا عليها فأسس مدينة القيروان وتوغل في المغرب حتى بلغ المحيط الأطلسي، وواصل المغاربة بعدئذ الدور ففتحوا الأندلس تحت قيادة طارق بن زياد، وأسسوا إمارات مستقلة حتى استتب الأمر عام 788م بتأسيس دولة الأدارسة ثم المرابطين فالموحدين فالمرينيين فالوطاسيين فالسعديين فالسلالة العلوية الحالية.
وفي العام 1906 فرضت الحماية الأجنبية على المغرب بموجب معاهدة الجزيرة الخضراء وشهد المغرب ثورة عبدالكريم الخطابي ضد المستعمرين الفرنسيين عام 1921 وفي اليوم الثاني من مارس/ آذار 1956 أعلن استقلال المغرب فيما عدا مدينتي سبتة ومليلة على ساحل المتوسط واللتين مازالتا خاضعتين للحكم الإسباني.
التركيز على السياحة العربية البينية
ويعد استقطاب السياح العرب واحدا من الأهداف التي تتركز حولها الخطة السياحية في المغرب، وتم وضع إستراتيجية عربية لتنشيط السياحة البينية العربية لزيادة أعداد السياح العرب فقد وصل حوالي 169 ألف سائح من الخليج عام 2000 منهم 50% من السعودية بما يعادل 30 ألف سائح ومن مصر 12 ألف سائح ومن الأردن وغيرها من الدول العربية.
ورغم هذا لا تتجاوز نسبة السياح العرب للمغرب 6% ويقدر عددهم بنحو 100 ألف سائح، وهو رقم لا يتماشى مع طموحات المغرب، خاصة بالنسبة للقادمين من الخليج، ما دعا لتكثيف الجهود وتنشيط الترويج للمغرب عبر المشاركة في المعارض السياحية المتخصصة التي تعقد في دول مجلس التعاون، خاصة معرض سوق السفر العربي (الملتقى) وتوجيه دعوات للصحفيين لزيارة المغرب التي تولي أهمية كبرى للسائح العربي والخليجي خاصة، فهو الأطول مكثا والأكثر إنفاقا، فهو يأتي في المرتبة الثانية عالميا بعد السائح الياباني في الإنفاق.
ومما لا شك فيه أن السياحة العربية البينية هي البديل والحل لتعويض المغرب عما لحق به من آثار 11 سبتمبر/ أيلول 2001، وتسعى فعاليات القطاع السياحي في المغرب لتركيز اهتمام المستثمرين العرب على بناء الشقق السياحية وإقامات لاستقبال الأسر العربية التي تريد قضاء فترات سياحية في المغرب، والمناخ الاستثماري الذي يوفره المغرب للستثمرين العرب من إعطاء أراض للمستثمرين بنصف السعر من قبل الدولة، إضافة للإعفاءات الجمركية من الضرائب، فضلا عن المكانة البارزة للعلاقات الأخوية والروابط المتينة التي تجمع المغرب بأشقائه العرب والإرث الديني واللغوي الثقافي والاجتماعي المشترك.
وهناك تصورات مستقبلية لدى الفاعلين في هذا القطاع مع تعزيز مندوبيات المكتب الوطني المغربي للسياحة.
مهرجانات ومواسم
تنظم في المغرب العديد من المهرجانات والمواسم الثقافية بمختلف المدن المغربية وعلى مدار السنة، فإضافة إلى مهرجان أصيلة يوجد مهرجان الرباط الذي يستمر 40 يوما وذلك خلال شهر يونيو/ حزيران ومهرجان الموسيقى الروحية بفاس، وينظم في مايو/ أيار وموسم الخطوبة بأملشين وينظم في سبتمبر/ أيلول وموسم حب الملوك بصفرو حيث تختار ملكة جمال حب الملوك، ومهرجان عبيدة الرما بخريبكة، ومهرجان الفنون الشعبية، والمهرجان الدولي للسينما بمراكش، ومهرجان أغادير للموسيقى العربية وغيرها.
بحلول العام 2010 يسعى المغرب لاستقبال 10 ملايين سائح، وسجلت السياحة في المغرب انخفاضا في الإيرادات بلغ 43% في مطلع العام 2002 بسبب آثار أحداث 11 سبتمبر/ أيلول 2001 في الولايات المتحدة وبلغت إيرادات السياحة في الشهر الأول من ذلك العام 102 مليون دولار مقارنة بنفس الفترة من عام 2001 حيث بلغت الإيرادات نحو 179 مليون دولار.
ويعمل في صناعة السياحة المغربية نحو 620 ألف شخص، وكانت هذه الصناعة قد شهدت تطورا ملموسا في العامين اللذين سبقا 11 سبتمبر/ أيلول 2001، ففي العام 2000 زادت إيرادات السياحة 28% ووصلت إلى 8.26 مليار درهم (2.38 مليار دولار) غير أن المغرب يهدف إلى استقبال عشرة ملايين سائح سنويا بحلول العام 2010 من حوالي 2.4 مليون سائح في العام الماضي.
ويحاول المغرب تقليل الآثار السلبية التي تركتها أحداث سبتمبر/ أيلول 2001 بالاستمرار في المزيد من المشروعات، فقد بدأ العمل منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2002 تطوير مواقع لبناء 36 فندقا بها نحو 7000 غرفة في مراكش وهو استثمار يتكلف 6.44 مليار درهم إلى جانب بعض المشاريع للعديد من المستثمرين.
وقد يكون المغرب أقل ضررا من الوضع السيئ للسياحة في العالم نظرا للاعتدال الذي يميزه.
وقد شرع المكتب المغربي للسياحة في تحديد أبرز ملامح خطة الطوارئ لمواجهة الأزمة الحالية، فالمغرب يمكنه أن يجتذب ما بين 5 و6 ملايين سائح دون الأخذ في الاعتبار السياحة الحدودية، التي يمكنها أن تغير إلى حد ما تشكيلة السياحة واستقطاب ما يقدر بحوالي مليوني سائح زيادة على سياحة المغاربة الموجودين في الخارج والقيام بحملات دعاية مدروسة مع إعطاء الأولوية لجميع أصناف السياحة.
مناطق الجذب السياحي
شهد قطاع السياحة في المغرب خلال السنوات القليلة الماضية تطورا ملحوظا، وأضحى المغرب إحدى المحطات الرئيسية للاستقطاب السياحي العالمي. وإذا كان هذا القطاع قد اعتمد اعتمادا كليا على السياح الأوروبيين فقد اتجه الاهتمام بشكل لافت نحو سوق السياحة العربية.
وتنبع الأهمية المتزايدة للمغرب كوجهة سياحية مفضلة لدى الكثيرين من هواة السفر والترحال لاغتنائه بثروات طبيعية غاية في التنوع بحيث توفر للراغب في التمتع بها قاعدة عريضة من الخيارات، فإحاطته بالبحر المتوسط من الشمال والمحيط الأطلسي من الغرب خلقت فيه تنوعا طبيعيا فريدا.
ويجد المرء جبال أطلس الشاهقة والشريط الساحلي المعتدل المناخ والمناطق الصحراوية في الجنوب الشرقي جنبا إلى جنب في تناغم رائع، وقد وفر هذا الواقع لقطاع السياحة المغربي العديد من المزايا من أهمها التنوع السياحي كالسياحة الساحلية والجبلية والصحراوية والعائلية والعلاجية والثقافية وغيرها.
الرباط
ثاني أكبر مدينة في المغرب بعد الدار البيضاء، تقع على ساحل المحيط الأطلسي في سهل منبسط فسيح، وعند مصب نهر بورقراق الذي يفصل المدينة عن سلا المدينة القديمة حتى إنهما أصبحتا تشكلان مدينة واحدة.وقد شيدت إحدى القبائل البربرية المسلمة حصنا أطلقت عليه اسم الرباط ومن هنا حملت العاصمة الإدارية والسياسية للمغرب اسم الرباط منذ العام 1912.
والرباط مقر إقامة الملك ومركز السفارات والنشاط الدبلوماسي، وتمتاز بشوارعها الفسيحة وأشجارها الوارفة الظلال ومساحتها الخضراء وهوائها النقي وطقسها المعتدل وضواحيها ذات المناظر الخلابة.
وهي في الوقت نفسه مدينة عصرية بمنشآتها الحديثة وبها عدد من الجامعات والمعاهد العلمية والتقنية، وللرباط مدينتها القديمة يفضي إليها الزائر عبر شارع الحسن الثاني ثم سور الأندلس فالسوق المغطى قبل أن يدخل مباشرة إلى السوق العتيق المسمى (السويقة)، ومن هناك ينطلق الزائر بين مئات المتاجر حتى يصل الى (سوق السباط) الذي يزدحم بشتى أنواع وأشكال المنتوجات الجلدية ومنه يصل إلى "قصبة الوداية" المشهورة المطلة على المحيط الأطلسي، وفي الطريق يقف المرء على أقدم مسجد في الرباط يرجع تاريخ بنائه إلى العام 1150م وكذا معمل لصنع الزرابي الرباطية الشهيرة.
وبإمكان المرء الوقوف فوق برج القراصنة لرؤية الأمواج المتكسرة على الصخور ومشاهدة معالم مدينة سلا في الجهة الأخرى من نهر أبي رقراق. وقبل مغادرة المدينة لا بد من زيارة حدائقها الجميلة التي رتبت على شاكلة حدائق الأندلس، وبالإمكان زيارة متحف الفنون المغربية بما يحويه من كنوز وأنماط أثرية رائعة.
ويحبذ المرور بشارع محمد الخامس وهو أكبر وأجمل شارع في الرباط تتوسطه ساحة خضراء وصفوف من أشجار النخيل الباسقة وبه المتاجر العصرية والمقاهي الفخمة.
ومن الأماكن الجديرة بالزيارة في الرباط قصبة شالة وصومعة حسان، فضريح محمد الخامس الذي تجمع هندسته ونقوشه والتحف التي يشتمل عليها بين الأصالة والحداثة في مشهد واحد.
ومن روائع الصناعة المغربية تتميز الزربية الرباطية عن غيرها، وكذا الثياب والملابس المطرزة وأواني الخزف والمجوهرات والنقش على الخشب والمصنوعات الجلدية.
الدار البيضاء
هذه المدينة الجميلة الحديثة واحدة من سلسلة المدن المغربية الممتدة على شواطئ الأطلسي، فقد طورت من ميناء صغير لا يثير الانتباه في مطلع القرن العشرين إلى مدينة كبيرة تعتبر اليوم العاصمة الاقتصادية والتجارية للمملكة المغربية، وهي المدينة الأولى في المغرب، والثالثة في أفريقيا من حيث عدد السكان (بعد لاجوس والقاهرة) إذ يقطنها نحو أربعة ملايين نسمة.
وبالإضافة إلى كونها مدينة لا تنام فهي محافظة على طابعها المغربي الإنساني، ففنها المعماري ممتزج بين روعة القديم بأبنيته المنخفضة والمنتظمة الشكل والحديث بمبانيه الشاهقة والفخمة كالمركز التجاري بشركاته ومصارفه وبيوت المال والفنادق الكبرى والحدائق العامة.
في الدار البيضاء تختلط المدن، أجزاء من بغداد وأطراف من القدس وقطع من القاهرة وملامح من مرسيليا وحالات من دمشق، ميناء برازيلي ومقاه إسبانية وإيطالية، وأنت تعود في منتصف الليل يختلط رجع الناي النائح بشبق الفلامنكو وبالرقة العذبة لكمان يشق هدأة الليل.
إن الدار البيضاء التي تعرف أيضا باسم كازابلانكا و"أنفا" تشتهر بالعديد من الأماكن الجميلة التي تستحق أن يقصدها السائح ويتمتع بجمالها وبفنها، وإن توافر التسهيلات السياحية فيها من فنادق فخمة ومطاعم ومواصلات حديثة تربطها بالمدن الأخرى جعلها تتبوأ مركزا مرموقا في الصناعة السياحية.
وفي وسط المدينة توجد ساحة الأمم المتحدة، وعلى جادة الحسن الثاني نافورة ماء موسيقية ملونة يستمتع برؤيتها المواطنون والسياح، ومن أهم الأماكن السياحية التي تلفت الانتباه مسجد الحسن الثاني الذي يعتبر فلسفة معمارية حضارية، وثالث أكبر مسجد في العالم الإسلامي بعد الحرم المكي والمسجد النبوي وافتتح عام 1993م ويتسع لأكثر من 20 ألف مصلّ.
أما بالنسبة للتسوق فهو متعة في حد ذاته، خاصة في سوق باب مراكش بالمدينة القديمة في الدار البيضاء وهي سوق يباع فيها كل شيء وبأبخس الأثمان، خاصة الألبسة الجاهزة والأحذية والمصوغات والمصنوعات الجلدية.
وغير بعيد عن الوسط نجد منطقة عين الذيب التي تمتد على طول الشاطئ وهي واجهة بحرية تضم سلسلة مسابح وفنادق ومقاه وملاه ليلية راقية شرقية وغربية ومطاعم من الدرجة الأولى. ويتمتع السائح فيها بكل ما يطلبه من شمس ورمال وشواطئ وكل ما يشتهيه من المناظر الطبيعية التي أبدعتها عظمة الخالق -سبحانه وتعالى-.
فاس
الكبرياء والبساطة يمتزجان في مدينة فاس الأثرية القديمة، وحيثما تطلعت إليها تقع عيناك على مآذن المسجد الذي يمثل أقدم جامعة عربية إسلامية، ولرؤية فاس لا يمكن إلا أن تغوص فيها برحلة داخلية، فبصمات الحنين ماتزال مطبوعة هنا وهناك على هذه البوابة المزخرفة أو تلك السجادة الملونة أو تلك القبة الخضراء، وعندما تقوم بهذه المهمة الوجدانية ستبوح فاس لك بكل أسرارها التاريخية والإنسانية والجمالية.
إنها أول عاصمة للمغرب ومهد الاسلام، ويعود الفضل في تأسيسها إلى مولاي إدريس الثاني عام 808م. وبعد مرور السنوات أصبحت موطنا للأندلسيين الذين نزحوا من غرناطة إثر سقوطها.
وجامعة القرويين هي من أقدم الجامعات في العالم وقد استقطبت الكثير من أهل العلم والأدب على مر العصور، وقد أسستها إحدى فضليات النساء الثريات اللاتي جئن من مدينة القيروان عام 859م.
ولعبت فاس عبر العصور المتعاقبة دور المدينة المحورية في المغرب، ابن عربي شيخ المتصوفة الذي توفي في دمشق وابن خلدون الذي توفي في القاهرة وابن ماجة الذي توفي في مراكش، وعلماء وكتاب جاؤوا من كل مكان ليقيموا في فاس ويجعلوا منها رحلة كتابة.
فالاهتمام بفاس ليس جديدا بل يعود إلى الأيام الأولى لتأسيسها، ودورها التاريخي لم يتوقف قط على مر السنين، وحين اكتشفها الأوروبيون أصبحت فاس نقطة لانطلاق الإرساليات الأجنبية وكذلك نقطة جذبت الكتاب والفنانين الغربيين.
تقع فاس في الوسط الشمالي للمملكة المغربية، وبذلك تربط شمال المغرب بشرقه وغربه وجنوبه، وفاس ذات موقع جغرافي متميز فشرقها يوجد نهر وادي فاس أو وادي الجواهر ويقسم فاس إلى قسمين، هما عدوة الأندلس وعدوة القرويين، وتمتد فاس بقديمها وجديدها على مسافة 180 كم وتحتضن أكثر من 2.5 مليون نسمة.
عندما ينزل السائح في أزقة فاس القديمة سوف يشعر وكأنه يسبح في أمواج من البشر، إنه التقاء بعالم آخر يغص بجمهور غفير وأصوات لا تنقطع، ومن بين مئات الحوانيت تنبثق الحركات الحية لأرباب الصناعة اليدوية والحديثة، فهذه روائح خشب الأرز أو الجلد توقظ الحواس وتعلن قرب الوصول إلى حي الدباغين ذي المنظر المدهش الزاهي الألوان، ولكن المشاهد الرائعة لا يمكن أن تنسيك طابعها العتيق الذي تستمده من تاريخها العريق كعاصمة لأول دولة مغربية وكعاصمة للعلم والثقافة.
ويمكن للسائح أن يزور المدارس العتيقة كالبوعنانية ذات الساعة الشمسية التي أنشئت عام 1357م، ومدرسة الصفارين التي ما زالت تشعر بحيويتها باعتبارها شاهدا حيا على روعة الهندسة المعمارية الأندلسية المغربية.
ويمكن للسائح أن يلقي نظرة على بائعي الشموع الزاهية الألوان التي تباع بالحوانيت المحيطة بضريح مولاي إدريس الأصغر، وكذلك على المصاحف المزخرفة بماء الذهب والمعروضة بمتحف البطحاء.
ويستطيع السائح بعد الانتهاء من جولته في فاس القديمة أن يزور فاس الجديدة، حيث يتجول عبر ساحة العلويين ويمتع نظره برؤية مدخل القصر الملكي، ومن هناك ينطلق إلى باب السمارين ذي الهيئة الشامخة والأقواس السامقة.
وفي نهاية الجولة يمكنك أن تقصد أحد المطاعم الراقية التي تشتهر بها فاس وتتعرف على أنواع الطعام، فبعد أن تغسل يديك بماء الورد ستتلذذ بطواجن الدواجن والبصطيلة (الحمام المهيأ برقائق هشة) والكسكسي واللحم المشوي ثم الشاي المنعنع المنعش.
وفي طريق عودتك إلى بلادك يمكنك أن تحمل في جعبتك بعض الهدايا من الأواني والجلابيب والحلويات بالعسل والكباب واللوز المحمص.
مكناس
للإلمام بالتاريخ غالبا ما يدرج السياح المتعطشون مدينتي فاس ومكناس في الجولة التي يقومون بها عبر عواصم المغرب العتيقة التي تتكون من هاتين المدينتين إضافة إلى مدينتي الرباط ومراكش، خاصة أن مكناس تقع غرب فاس وتبعد عنها مسافة 60 كم.
وقد شيد هذه المدينة العاهل العلوي المولى إسماعيل في نهاية القرن 17 لتكون عاصمة لملكه، وتفنن في بنائها وإبداعها، فجلب إليها الأيدي الفنية العاملة التي شيدت الأبواب الهائلة وكأنها تنبثق من الأرض، وكذلك الأسوار غير المتناهية المحيطة بالإصطبلات والمخازن العظيمة، وقد رسم المولى إسماعيل بنفسه الخطوط الرئيسة للقصور والحدائق والأحواض ويذهب بعيدا في تحقيق أمانيه الشاسعة التي طالما كانت تفوق الأحلام.
ومكناس هي إحدى العواصم التاريخية الأربع للمملكة المغربية، ومن أعظم آثارها التي تدهش السياح باب المنصور الضخم المشهور بنقوشه الفسيفسائية وبالقصر الملكي بأسواره العتيقة وضريح مولاي إسماعيل ومسجد بريمة وسيدي عثمان والقصر الجامعي الذي يعد متحفا للفن المغربي.
وتتميز مكناس بمناخ معتدل ونواح جبلية رائعة أهمها إفران التي يلقبها السياح بسويسرا القارة الأفريقية، بسبب فيلاتها الجميلة ومناظرها الشبيهة بجبال الألب بثلوجها وأشجارها الباسقة، كما تحتوي على مركز تزلج في جبل مشليفن (2000 متر) وهيري (1.600 متر)، إضافة إلى مدينتي آزرو وخنيفرة المشهورتين بصناعتهما التقليدية العريقة وكونهما مركزين للصيد والقنص وبمناخهما الجبلي الصحي.
وتوجد بالمنطقة أيضا مدينة وليلي التاريخية التي أسسها الرومان، ومدينة المولى إدريس مؤسس دولة الأدارسة أول دولة اسلامية بالمغرب
أصيلة
على بعد 40 كم جنوب طنجة يصل السائح إلى مدينة أصيلة التي ينحدر أصل تسميتها إلى كلمة أصيل العربية وهي تعلو فوق المدينة القرطاجنية العتيقة زيلي أو زيليس.
وشهرة أصيلة ذات شقين، أولهما جمالها الناطق بكل اللغات، وثانيهما تعلق أهلها بالأدب والشعر بنفس القدر الذي يتعلقون فيه بالصيد والتجارة.
لكن يظل عشق الأدب والشعر قاسما مشتركا بين كل من يسكنها أو يمر بها، إن الترادف بين اسم أصيلة وكلمة الثقافة بات أمرا معروفا منذ موسمها الثقافي الأول الذي أقيم عام 1978 حتى الآن، إذ بات وجهة يتجه إليها المبدعون والنقاد والمثقفون وأهل الفن وقادة الفكر في كل صنوف المعرفة.
على جدران المدينة رسمت لوحات لفنانين عالميين وعلقت في أزقتها أروع اللوحات على القماش. ومن القريقية يمكنك الاستمتاع بغروب الشمس حيث تلتقي أشعتها الحمراء في انسجام رائع مع مياه الأطلسي، وبالقرب من شاطئ أصيلة الجذاب تنظم اللقاءات لمناقشة قضايا الموسيقى وأصول الأنغام والإيقاعات ودور العرب في هذا الميدان، أي أن الثقافة لم تعد ترفا مع أصيلة إذ تحولت لتكون كالماء والهواء في متناول الجميع، وبقدر ما يسعد أهل أصيلة بالشعر والفن يسعدون باحتضان زوارهم من السياح العرب والأجانب وكل من يطرق باب مدينتهم العربية الأصيلة.
طنجة
بوابة المغرب، تقع على ربوة عالية مطلة على مضيق جبل طارق بمواجهة الشاطئ الإسباني، بين البحر الأبيض والمحيط الأطلسي، أغدق عليها الخالق -سبحانه وتعالى- بسخاء ودون حساب، وأضفى عليها عبق التاريخ نكهة خاصة بأساطيره المثيرة الممتعة.
إن بقايا عمائر ومباني طنجة القديمة بأشكالها الرومانية والأندلسية والأوروبية مازالت خير شاهد على تاريخ الموجات البشرية المتتالية التي مرت بها، فقد سمعت طرقات المدينة وقع حوافر خيول الفينيقيين والقرطاجيين والرومان والوندال والعرب.. كلهم جاؤوها وتركوا بصماتهم فيها.
ثم كان الفتح الإسلامي عام 707م على يد موسى بن نصير الذي ولى عليها القائد طارق بن زياد فانطلق من طنجة على رأس الجيش الإسلامي عابرا المضيق الذي أخذ اسمه ليفتح الأندلس عام 711م، ومنذ ذلك اليوم عظم شأن طنجة وأصبح اسمها يطلق على المغرب الأقصى كله بعد أن تحولت إلى مركز وجسر تعبر منه قوافل الجيوش والعلماء والأدباء وكل من يود التوجه إلى الأندلس.
وكان ابن بطوطة أشهر رحالة العرب وهو من مواليد طنجة عام 1304م خير داعية لمدينته أثناء رحلاته الثلاث التي استغرقت 29 عاما زار خلالها مختلف أرجاء العالم الذي كان معروفا آنذاك.
وبعد نكبة العرب الكبرى في الأندلس احتضنت طنجة المهاجرين الأندلسيين فأقاموا فيها وصبغوا حياتها بالصبغة الأندلسية المرهفة.
ثم دخلت طنجة حلبة الصراع العالمي فسقطت في قبضة البرتغاليين الذين قدموها عام 1662 هدية زواج الملك شارل الثاني ملك إنجلترا من كاترين أميرة البرتغال، وقد جعل موقع طنجة عند مجمع البحرين بحر الروم (الأبيض المتوسط) وبحر الظلمات (المحيط الأطلسي) منها جنة السياح وقبلتهم من شتى بقاع العالم، فهي تجمع بين السهل والجبل، إلى جانب شاطئ رملي من أجمل شواطئ العالم، أقيمت عليه قرى اصطياف دولية متكاملة، يقضي فيها السياح معظم أوقاتهم، ولا يغادرونها إلا للقيام بزيارات لأسواق طنجة ومعالمها.
ويتميز الشاطئ المطل على المحيط الأطلسي بمخيماته الخاصة ومشاريعه السياحية المتناثرة فوق رماله الذهبية والمجهزة بكل الأدوات الترفيهية والرياضية.
لقد جذب جمال طنجة مجموعات من أشهر الفنانين العالميين ورجال الفكر والأدب فاتخذوها مكانا ملائما لإبداعاتهم، على أن بعضهم استقر بها بمجرد أن لمست قدماه ترابها، وإضافة إلى روعة جمالها فطنجة غنية بمعالمها الأثرية، وأهمها مغارة هرقل وهي عبارة عن كهوف كلسية تتكسر عليها أمواج البحر عند كل مدّ، وكانت مساكن لإنسان ما قبل التاريخ.
وضمن المعالم التاريخية نجد حديقة المندوبية التي كانت مقرا للمندوب السامي الإسباني، ويحيط بهذه الحديقة 30 مدفعا من البرونز وهي من بقايا الأسطولين الإسباني والفرنسي.
وبزيارة رأس ملاباطا على بعد عشرة كيلومترات شرق طنجة حيث تتعانق مياه الأبيض المتوسط بمياه المحيط الأطلسي، ومن خلال شرفة بمنارة قصر ملاباطا يمكن للسائح مشاهدة خليج طنجة ومضيق جبل طارق وسواحل الأندلس بالعين المجردة حين يكون الجو صحوا.
ولا يمكن الحديث عن طنجة دون ذكر حي مرشان التاريخي ببناياته التاريخية، ويعتبر السوق الكبير بمثابة المركز الرئيسي لطنجة وتدب فيه الحياة ليلا ونهارا حيث المقاهي التقليدية التي تجمع السكان والسياح معا، كذلك في المطاعم التي تفوح منها رائحة المأكولات الشهية والمتنوعة من المطبخ المغربي الشهي.
مراكش
مراكش هي عاصمة الجنوب المغربي وهي خالدة بمعالمها متوغلة في التاريخ، تنازع في شأنها عظماء الملوك وتعاقبت عليها السلالات الحاكمة، وشيد بها العلماء والصناع التقليديون والمهندسون المعماريون والرسامون النحاتون عبر العصور أفخم القصور والمساجد والحدائق والمدارس.
وهي المدينة التي أعارت اسمها للمغرب لفترة من فترات التاريخ، التقى بها الرحل وسكان الجبال، وتوفرت فيها كل السلع، وازدهرت بها الصناعة التقليدية، وشيدت بها فنادق فخمة ومطاعم وملاعب الغولف والكازينوهات.
تستيقظ مراكش على عادتها كل صباح منذ 800 سنة على الأذان من علو 70 مترا بصومعة الكتبية، المنارة الروحية لمراكش.
وتشرق الشمس على مراكش في شرائح مختلفة من الناس تكتسح الأزقة الملتوية للمدينة العتيقة، ورجال يسرعون في اتجاه مسجد ابن يوسف الملتصق بالمدرسة، أحد أبرز المآثر التاريخية بمراكش، مدرسة قرآنية رحبة ورائعة أسسها السلطان المريني ابو الحسن (1331-1349).
تقع مدينة مراكش عند سفوح جبال أطلس على بعد 30 كم منها حيث يبلغ ارتفاعها 450 مترا عن سطح البحر، كما تبعد 4 كم جنوب الضفة اليسرى لنهر تنسيفت، وبحكم موقعها الجغرافي تنوعت درجات حرارتها ما أسهم في وجود بيئات نباتية تتسم بالغزارة والتنوع.
ويعود فضل تأسيس المدينة إلى الملك الشهير يوسف بن تاشفين زعيم المرابطين عام 1062. وكان يطلق على هذه المنطقة اسم مراكش، وهي كلمة بربرية تعني "مر بسرعة"، إذ كانت محطة يتوقف عندها اللصوص وقطاع الطرق للإغارة على القوافل.
وفي العام 1147 اقتحمت جيوش الموحدين بوابات مراكش، وعندئذ دخلت المدينة عصرا جديدا من العظمة والمهابة، وباتت حاضرة المغرب العربي الإسلامية دون منازع.
وقد خلف الموحدون كما هائلا من الآثار الخالدة، ولعل الأثر الأكبر والأعظم الذي يميز هذه الفترة جامع الكتبية بمنارته الشهيرة الذي يعد أجمل وأشهر أثر في المغرب العربي قاطبة.
المساجد القديمة كالقصبة مثلا تستقطب السياح والدارسين للمعالم الأثرية من جميع أنحاء العالم مثل قصور المدينة التي من أشهرها قصر البديع وقصر الباهية ودار السي سعيد، إضافة إلى البيوت القديمة المسماة بالرياض، التي تجد اهتماما من قبل فنانين عالميين.
وتعتبر الحدائق مثل حدائق المنارة وأكدال وقبور السعديين وسوق السمارين وآثار ساقية "اشرب وشوف" أساسا حيويا للبنية السياحية للمدينة. وقد راعت الاستثمارات السياحية الحفاظ على طابع المدينة وعدم تشويه صورتها التاريخية.
فانتقال السائح من وسط المدينة إلى أحياء حديثة مثل حي الداوديات لا يخلق لديه انطباعا بأن هوة تفصل بين المنطقتين، وإن كان سيشعر بأن وسائل البناء هي التي تطورت، أما الطرز المعمارية والزخارف والرسوم والنقوش فقد ظلت كما هي ويبدو ذلك واضحا في قصر المؤتمرات حيث لا يختلف عن المعمار المرابطي أو الموحدي أو المريني.
وأحدثت هذه الاستمرارية المعمارية في الاستثمارات العصرية، سواء في الفنادق الفخمة والمخيمات السياحية والتجهيزات الترفيهية أو في مراكز الجذب السياحي خارج المدينة مثل مناطق التزلج على الجليد في أوكيمدن وأوريكا ومراكز إسني والويدان والبرج وغيرها، تكاملا سياحيا يدعمه سوق رائج للصناعة التقليدية والمطاعم والمقاهي والمتنزهات ووكالات السفر والسياحة ووسائل النقل السياحي والمدارس الفندقية والسياحية ومدارس تكوين المرشدين السياحيين.
ويعمل أكثر من ثلث سكان مراكش في أنشطة لها علاقة بالسياحة فمنهم سائق الكوتشي الحنطور وتجار وعاملون في البازار وأصحاب المقاهي والمطاعم والمستخدمون والمرشدون السياحيون، وصناع المنتوجات التقليدية من زرابي وأوان فضية ونحاسية وجلود وغيرها.
ولا بد في نهاية المطاف من أن يتجول السائح في ساحة جامع الفنا وهي أشهر الساحات في المغرب وكانت تعلق فيها رؤوس المجرمين ومدبري الفتن، وصارت موسما دائما وعيدا يوميا للتراث الشفوي المغربي.
في كل صباح يستوطن فيها الحكواتي ومدعية العلم بالغيب وطبيب الأعشاب البرية والكاتب العمومي وحاوي الأفاعي والبهلوان وغيرهم ممن يبسطون زربياتهم، وكأن الكل في مسرح مفتوح كبير يؤدي فيه أدوارا عديدة من عنترة بن شداد حتى يوسف بن تاشفين سيد الملثمين وباني المدينة.
وعند غروب الشمس بمراكش تحتضنك حدائق النخيل الباسقة حول المدينة لتتمتع بالشمس وهي تتسربل بحمرة الشفق وتنهار أمامك رويدا رويدا لتغيب خلف غابات النخيل