السياحة في لبنان.. الجندول يعزف لحن الحياة لجميلة المدن
لبنان بلد سياحي من الطراز الأول ولديه من المقومات السياحية المتميزة ما يؤهله ليكون في مقدمة مقاصد الجذب السياحي في الوطن العربي وعلى الصعيد الدولي أيضا.
وتستند مقومات الجذب السياحي إلى طبيعة خلابة ومناخ معتدل وإرث حضاري عريق ووعي سياحي متأصل لدى المواطن اللبناني المعروف بكرمه وبشاشته وجاهزيته لاستقبال الضيوف وإكرام وفادتهم وإدخال المتعة والفرح إلى قلوبهم، ناهيك عما يتميز به وبجدارة المطبخ اللبناني الشهير بأطباقه التقليدية التراثية وبتنوعه ليقدم أيضا بامتياز كل أطباق الشرق والغرب.
ولبنان بلد سياحة الفصول الأربعة، ففي الشتاء تعتبر منطقة الأرز التي تزخر بمواقع طبيعية وتاريخية كثيرة مركزا رئيسيا لرياضات التزلج على الثلج حيث تكثر مسارب التزلج الطبيعية وتحتفظ المنطقة بثلوجها نحو خمسة أشهر.
وفي الصيف تحفل منطقة الجبل بأجمل مرابع ومنتجعات ومراكز الاصطياف الشهيرة التي تستقطب سنويا مئات الآلاف من السياح خاصة العرب، حيث يتجدد موسم الاصطياف سنويا بالمهرجانات والاحتفالات وغيرها من فعاليات الترفيه والمتعة.
كل ذلك تخدمه بنية سياحية عامرة بكل ما يلبي رغبات وأذواق السياح والمصطافين، ومن شماله إلى جنوبه تزدحم مدن وبلدات وضيع لبنان بالمواقع الطبيعية الجميلة وبالآثار التاريخية القديمة وبكل أنواع الجذب السياحي مع خدمات سياحية عريقة ومتطورة.
ويجد السائح أفخم الفنادق والمنتجعات والمطاعم والكازينوهات والمسارح ودور السينما مع خدمات مساندة متطورة كخدمات الاتصال والليموزين وخدمات النقل بالإضافة إلى توافر أحدث المرافق الرياضية والطبية والثقافية ومراكز التسوق الفاخرة والمتعددة.
المعلومات الأساسية
العاصمة: بيروت
أهم المدن: طرابس وصيدا وصور وبعلبك وزحلة وجونيه
المساحة: 10.452 كم مربع.
الحدود: يحد لبنان من الشمال والشرق الجمهورية العربية السورية على امتداد 278 كلم ومن الجنوب فلسطين على امتداد 79 كلم. أما من الجهة الغربية فيمتد ساحله مسافة 220 كلم على البحر الأبيض المتوسط.
عدد السكان: 4 ملايين ومائة ألف نسمة، وتبلغ الكثافة السكانية 392 نسمة بالكلم المربع.
اللغة الرسمية: العربية بالإضافة إلى الفرنسية والإنجليزية.
العملة الرئيسية: الليرة اللبنانية.
التيار الكهربائي: 220 فولت، 50 دورة.
الاتصالات: المفتاح الدولي للاتصالات هو (00961) .
الرمز الكودي: LE
التوقيت: غرينتش + ساعتان شتاء و3 ساعات صيفا.
التقسيم الاداري: الجمهورية اللبنانية مكونة من ست محافظات هي: البقاع والجنوب والنبطية والشمال وبيروت وجبل لبنان.
اليوم الوطني: 22 نوفمبر/ تشرين الثاني (عيد الاستقلال 1943).
الانضمام إلى جامعة الدول العربية: سنة 1944 (عضو مؤسس).
الانضمام إلى الأمم المتحدة: سنة 1945.
دوام العمل: 8.00-14.00 الاثنين إلى الخميس، ونهار الجمعة 8.00-11.00، والسبت 8.00-13.00، والقطاع الخاص 9.00-18.00 الاثنين إلى السبت، والمؤسسات المصرفية 8.30-12.30 الاثنين إلى الجمعة، ويوم السبت 8.30-12.00 ظهرا.
الموارد: تتمثل في أهم الحاصلات الزراعية مثل الحمضيات والخضراوات والزيتون
أهم الصناعات: صناعة الأغذية والمنسوجات والكيماويات والإسمنت ومنتجات الأخشاب وتصنيع المعادن والمجوهرات وتكرير النفط، وهناك موارد طبيعية أخرى مثل الحجر الجيري وخام الحديد والملح.
النظام الجمركي: البضائع الشخصية معفاة من الجمارك.
جوازات السفر والتأشيرات: على من يزور لبنان أن يكون مزودا بجواز سفر صالح وأن يحصل على تأشيرة دخول تمنحها البعثات الدبلوماسية اللبنانية في الخارج، وهناك الكثير من رعايا الدول الأوروبية والأميركية والعربية التي بإمكانها الحصول على سمات الدخول على الحدود اللبنانية.
المناخ: يتمتع لبنان بمناخ متوسطي نموذجي إذ تشرق الشمس عليه معظم أيام السنة بمعدل "300 يوم" وفي الصيف يكون الطقس معتدلا حيث تبلغ الحرارة 30 درجة مئوية في يوليو/ تموز وأغسطس/ آب وفي فصل الشتاء تنهمر الثلوج بكميات كبيرة على الجبال حيث تشتد البرودة.
ومما يذكر بشأن المناخ أن الحكومة اللبنانية أوقفت استعمال وقود الجازولين (السولار) للسيارات وتم استبداله بالبنزين من أجل خفض نسبة التلوث ولحماية البيئة والمناخ المعروفين بالنقاء.
التاريخ والجغرافيا
نبذة جغرافية
يقع لبنان على الساحل الشرقي من حوض البحر الأبيض المتوسط وبذلك تكون حدوده من الغرب، أما من الشرق والشمال فتحده سوريا، ومن الجنوب فلسطين المحتلة.
وتتكون تضاريسه من شريط ساحلي على امتداد حدوده الغربية ثم سلسلتين من الجبال بينهما وادي البقاع، وهو سهل يعتبر المنطقة الزراعية الرئيسية يخترقه نهر الليطاني المتجه إلى الجنوب الغربي حيث يصب في البحر الأبيض المتوسط، وفي لبنان أنهار أخرى مثل نهر العاصي ونهر الكلب. أما أعلى قمة جبلية فهي القرنة السوداء التي يبلغ ارتفاعها 3088 مترا فوق سطح البحر في شمال لبنان.
نبذة تاريخية
شهد لبنان تعاقب الحضارات القديمة عليه منذ القرون البعيدة قبل الميلاد، على أن الحضارة الفينيقية تمثل أحد أهم جذوره الحضارية، وأصبح لبنان جزءا من الدول العربية الإسلامية عام 635م.
وفي عام 1516 بسط الأتراك العثمانيون سيطرتهم على بلاد الشام ومنها لبنان، ودام حكمهم إلى نهاية الحرب العالمية الأولى حيث سقطت سوريا تحت الانتداب الفرنسي بموجب قرار عصبة الأمم، وقامت فرنسا بفصل لبنان عن سوريا عام 1920، ويبدأ تاريخ لبنان السياسي الحديث بإعلان استقلاله في 22 نوفمبر/ تشرين الثاني من 1943.
انضم لبنان إلى جامعة الدول العربية عضوا مؤسسا عام 1945 وشهد فترة استقرار حتى العام 1958 حيث وقعت الاضطرابات المعروفة آنذاك. وفي العام 1975 اندلعت الحرب الأهلية التي استمرت نحو 15 عاما. وقد احتل الإسرائيليون مساحة كبيرة من جنوب لبنان حتى انسحابهم بضغط المقاومة اللبنانية في مايو/ أيار 2000.
تمكن اللبنانيون بما عرف عنهم من حيوية ومبادرة من تجاوز آثار الحرب المدمرة، وأعادوا بناء لبنان سياسيا واقتصاديا واستعاد لبنان عافيته ودوره الاقتصادي والثقافي في المنطقة.
السياحة الصحية
يتمتع السائح في لبنان بالطبيعة الساحرة والمناطق الخلابة التي يقصدها الزائرون للاستشفاء، إضافة إلى أن لبنان أصبح مركزا إقليميا رائدا في قطاع السياحة الصحية في منطقة الشرق الأوسط، إذ يمتلك كل مقومات السياحة العلاجية لجهة عدد المستشفيات، هناك 161 مستشفى منها 7 مستشفيات جامعية تحتوي على 15 ألف سرير، إضافة إلى 13 ألف غرفة فندقية وعدد كبير من الشقق السكنية وبالتالي ثمة مجال لاستيعاب أعداد كبيرة من طالبي السياحة العلاجية من مختلف الدول العربية.
يمكن للبنان تقديم سلة واسعة من الاختصاصات الطبية لطالبي العلاج التي تشمل تشخيص أمراض القلب والتقنيات الجراحية والعلاجية وتقنيات التدخل الجراحي لعلاج أمراض القلب وعمليات التجميل والتنحيف والسرطان والعلاج الفيزيائي وأمراض الأطفال وغيرها.
الثقافة والتعليم
يضم لبنان اليوم عددا من الجامعات بالإضافة إلى عدد من المعاهد والمدارس المتخصصة، ومن بين هذه الجامعات جامعة القديس يوسف التي أسسها الآباء اليسوعيون منذ قرن وما يزالون يشرفون عليها، فقد أسهمت في تخريج نخبة من رجالات الفكر في لبنان والعالم العربي، أما الجامعة الأميركية في بيروت التي تأسست عام 1866م فيعود الفضل إليها في تخريج عدد كبير من القادة والعلماء والمربين الذين انتشروا في لبنان والمنطقة العربية.
أما الجامعة اللبنانية فقد تأسست عام 1953 وتضم 13 كلية، منها كليات التربية والآداب والحقوق والعلوم والهندسة والطب ومعهد للفنون الجميلة، ثم تبعتها جامعة بيروت العربية التي تضم كليات آداب وحقوق وتجارة وهندسة.
وتتجلى الثقافة في لبنان بشكل عام بانفتاحها على ثقافات الشرق والغرب، الأمر الذي يبرر توجه الكثير من الطلاب اللبنانيين إلى متابعة تحصيلهم العلمي العالي في جامعات أوروبا وأميركا وجامعات العالم العربي. أما بالنسبة الى التعليم الابتدائي والثانوي فالمدارس الحكومية والخاصة منتشرة في جميع أنحاء لبنان وهي توفر التعليم بلغتين على الأقل.
المطاعم والترفيه
تكثر في لبنان وسائل التسلية والترفيه فإذا رغب السائح بارتياد مطعم فخم على الطراز الأوروبي أو تناول الغداء في أحد المقاهي الجبلية على ضفة النهر فمثل هذه المطاعم متوافر في لبنان.
وتنتشر المطاعم المتخصصة بالمأكولات الغربية والشرقية بالإضافة إلى المطاعم التي تقدم المأكولات اللبنانية. وتكثر في لبنان أيضا المحلات المتخصصة بتقديم المأكولات السريعة الشرقية منها والغربية والسندويشات، دون أن ننسى كازينو لبنان الذي يبعد نحو 24 كلم عن بيروت والواقع في منطقة المعاملتين المطلة على خليج جونيه الرائع وقد اشتهر باستعراضاته الدولية المبهرة.
فن المطبخ اللبناني التقليدي: يجمع المطبخ اللبناني بين وفرة الخضرة والفاكهة الطازجة ما يجعل من الطعام متعة ما أحلاها، وتجمع المائدة بين 30 و40 صنفا لذيذا وتتلون في الحفلات العامرة لتضم ألف صنف وصنف.
التزلج على الثلج والماء: يعتبر لبنان من المراكز القليلة في منطقة الشرق الأوسط المجهزة لممارسة أنواع الرياضات الشتوية. ويبدأ فصل التزلج عادة في ديسمبر/ كانون الأول. وتؤمن المنتجعات الكبرى لزبائنها الإقامة في الفنادق والشاليهات الشتوية بالإضافة إلى تسهيلات كثيرة تشمل أدوات التزلج، وفي لبنان ستة مننتجعات سياحية شتوية وهي:
الأرز (2300 م) - فاريا/عيون السيمان (1890م) - اللقلوق (1740م) – كفر ذبيان (1750م) - قناة با كيش (1990م) والزعرور (1990م). أما الشاطئ اللبناني فهو على تنوعه ولطف مناخه مكان مثالي لممارسة رياضات البحر.
وتوفر معظم المنتجعات السياحية والنوادي البحرية إمكانية ممارسة السباحة والتزلج على الماء وركوب الأمواج والصيد والإبحار الشراعي والغطس تحت المياه وما إلى ذلك. ويستطيع الزائر استعارة أدوات التزلج والغطس من بعض النوادي أو شراءها من محال بيع الأدوات والتجهيزات الرياضية.
وبإمكان الزائر أن يمارس عددا من الألعاب الرياضية الأخرى ككرة المضرب والأسكواش وكرة القدم وكرة السلة، لا سيما أن في البلد عددا لا بأس به من نوادي الرياضة ونوادي اللياقة البدنية حيث يستطيع ممارسة ألعاب القوى والجودو والكاراتيه واليوغا والرياضة البدنية والغولف وركوب الدراجات، ويستطيع عشاق الطبيعة الخلابة ممارسة المشي وتسلق الجبال واستكشاف المغاور والتجذيف في الأنهر وغيرها.
المتاحف
المتحف الوطني في بيروت: افتتح 1942 ويضم مجموعة كبيرة من المكتشفات الأثرية في جميع أنحاء لبنان، ويفتح يوميا ما عدا الاثنين. رقم الهاتف: 426703/01 - 426704/01
متحف نقولا إبراهيم سرسق في بيروت: تقام فيه معارض للفنون التشكيلية بالإضافة إلى مجموعته الخاصة الدائمة. رقم الهاتف: 201892/.01
متحف الجامعة الأميركية في بيروت: يحتوي على أثريات متنوعة، يفتح يوميا من العاشرة صباحا والرابعة بعد الظهر ما عدا أيام العطل الجامعية.
قصر بيت الدين: في منطقة الشوف وفيه متحف يضم بعض مخلفات عهد الإمارة ومجموعة هامة من الفسيفساء البيزنطية. رقم الهاتف: 500078 /05
متحف جبران: القائم في إحدى أديرة بشري ويضم مجموعة كبيرة من مخطوطات الفيلسوف والشاعر والفنان اللبناني جبران خليل جبران ولوحاته. رقم الهاتف: 671137/06
متحف بعلبك: القائم في موقع بعلبك الأثري، يعطي لمحة تاريخية عن القلعة وعن تشييدها ويضم مجموعة من القطع الاثرية.
متحف الشمع في جبيل: رقم الهاتف: 540463/09
متحف الصابون في صيدا: رقم الهاتف: 733353/07
متحف ماري باز للشمع في دير القمر: رقم الهاتف: 512777/05- 756000/03
متحف كيليكيا للكاثوليك الأرمن في أنطلياس: رقم الهاتف: 523461/04
متحف ما قبل التاريخ: في جامعة القديس يوسف في بيروت.
متحف المشاهير: في جعيتا، رقم الهاتف: 225202/09
متحف العلمي للأولاد في وسط بيروت- رقم الهاتف: 980650/01
متحف الحياة البحرية والبرية: في مدينة صور، رقم الهاتف: 343017/07- 246317/03
متحف التراث اللبناني: في جونية مبنى التلفريك، رقم الهاتف: 850800/03
متحف روائع البحر: في المتن- جديدة المتن، رقم الهاتف: 891548/01
المهرجانات والمعارض
المهرجانات
يلعب لبنان دورا ثقافيا رياديا في الشرق الأوسط عبر المهرجانات التي يحافظ فيها على تقاليده العريقة من كل نوع.
وسحابة الصيف كله يستقطب لبنان مجموعة من نجوم الفن في العالم، يقدمون عروضهم في المعالم السياحية مثل هياكل بعلبك وقلعة بيبلوس وقصر بيت الدين وملعب صور الروماني، وتنظم أيضا المهرجات المحلية في المدن والقرى اللبنانية مثل جزين وريفون وبعقلين ومرجعيون ودوما وتنورين وزبدين وروم وغيرها.
المعارض
إلى جانب مشاركة لبنان على مدار السنة في عدة مؤتمرات دولية للسياحة والسفر تنظم وزارة السياحة بدورها في لبنان الملتقى والمعرض العربي الدولي للسياحة والسفر AWTTE.
وقد عهدت الوزارة مهمة تنظيم هذا الملتقى إلى مجموعة الاقتصاد والأعمال المشهود لها بتنظيم المؤتمرات والأحداث المحلية والإقليمية، يشارك في هذا الملتقى والمعرض العربي الدولي عدد من وزراء السياحة العرب، بالإضافة إلى القيادات العليا في الهيئات والمؤسسات العربية والدولية العاملة في قطاع السياحة والسفر وفي حقول المال والاستثمار.
الاقتصاد
يعتمد لبنان على المبادرة الفردية وعلى موقعه الجغرافي للتعويض عن النقص في موارده الطبيعية. وتشكل الواردات والتحويلات التي يرسلها ملايين اللبنانيين المقيمين في الخارج إلى أهلهم في الداخل نسبة لا بأس بها من الدخل القومي.
وقد أدى اعتماد الاقتصاد اللبناني على الخدمات والتجارة والقطاعين المصرفي والمالي بالإضافة إلى سوق العملات الحرة فيه إلى جعله مركزا تجاريا وسياحيا رئيسيا في المنطقة العربية قبل الحرب. واليوم ومع توطد السلام في ربوعه وانطلاق عجلة البناء وإعادة الإعمار، عاد لبنان من جديد ليلعب دوره في المنطقة كما كان عليه الأمر في السابق.
العملة والنشاط المصرفي
لا تخضع حركة إدخال العملات إلى البلاد أو إخراجها منها وكذلك جميع المعاملات التبادلية لأي قيود. ومن الممكن تبادل القطع الذهبية والفضية واستيرادها وتصديرها بحرية.
وتشكل الليرة اللبنانية الوحدة النقدية الرسمية في البلاد . أما الإصدارات المعدنية والورقية المعتمدة فهي: 50 ل.ل- 100 ل.ل- 250 ل.ل- 500 ل.ل- 1000 ل.ل- 5000 ل. ل- 10000 ل.ل- 20 ألف ل.ل. - 50 ألف ل.ل - 100 ألف ل.ل
الحرف والصناعات
تنبع الحرف طبيعيا من صميم تربة البلد، فيستخدم الحرفيون المواد المحلية ويمنحونها أشكالا بحس جمالي ناشئ عن تأثيرات تاريخية واجتماعية وبيئية، فالقصب النامي على ضفاف الأنهر في لبنان وشجر النخيل وصوف الخراف تسهم جميعها في الحرف المحلية.
وقد نشأت حرف لبنان بفعل الحاجة، فالأدوات والمنسوجات والسجاد والحصر التي حبكت باليد لم تكن تعتبر يوما مجرد زينة بل كانت تستعمل في الحياة اليومية، وكثيرا ما يقودنا البحث عن الحرف المحلية في لبنان إلى قرى جذابة ونائية، كما يقودنا إلى الحرفيين الذين يؤمنون تواصل هذا الجانب من ذاكرة لبنان الجماعية، فالتقليد المعمر قرونا لا يزال قويا في عدة مناطق لكن استمراره يعتمد على مراكز تسويق لبيع هذه الحرف التقليدية الفريدة.
ومن بين هذه الصناعات: صناعة القش والفخار والخزف والزجاج المنفوخ والنحاس والنسيج والخشب، وتنتشر أيضا في لبنان صناعة المرصبان والسكاكين وصهر الأجراس والحلي من الفضة والصابون الحرفي والتطريز.
بيروت
أقيمت بيروت على كتف الساحل الصخري في وسط لبنان، في موقع استوطنه الإنسان منذ العصور الحجرية القديمة، وفي أواسط الألف الثاني قبل الميلاد كانت بيروت مدينة ملكية ورد ذكرها في رسائل تل العمارنة الشهيرة.
غير أن دورها بقي محدودا ولم يبرز إلا بعد أفول نجم المدن الفينيقية الأخرى كصيدا وصور وجبيل، ولا سيما بعد أن أسكنها الرومان فيلقين من قدامى جنودهم وحولوها عام 15 قبل الميلاد إلى مستعمرة يتمتع أهلها بالحقوق عينها التي يتمتع بها مواطنو روما.
وما لبثت أن أصبحت مركزا لتدريس القانون، فأقيمت فيها مدرسة حقوق شهيرة أسهم أساتذتها ومشترعوها في وضع الدستور اليوستينياني الذي يعتبر في أساس الدساتير المعاصرة.
وبعد خرابها عام 551 م على أثر الزلزال العنيف الذي ضرب المنطقة في ذلك الوقت فقدت المدينة أهميتها وبقيت في حالة من الركود حتى الفتح الإسلامي، وفي العام 1109 احتلها جيوش الصليبيين الذين حولوها إلى إقطاع خاضع لمملكة القدس اللاتينية وبقيت في قبضتهم حتى العام 1219 تاريخ إخراجهم على يد المماليك ثم دخلت بعد العام 1516 في فلك الدولة العثمانية، وعرفت حقبة من الازدهار في ظل حكم الأمير فخر الدين المعني الثاني.
وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى وتفكيك الدولة العثمانية وإنشاء دولة لبنان الكبير أصبحت بيروت عاصمة لبنان الحديث السياسية والاقتصادية والثقافية وبات عدد سكانها اليوم يناهز المليون نسمة.
غير أن الحرب التي ضربت لبنان مؤخرا بين العامين 1975 و1990 دمرت قلب العاصمة الذي يخفي معالم تاريخها القديم والوسيط وحولت مراكز النشاط الاقتصادي فيها باتجاه الأحياء والمدن الأخرى في البلاد.
وتهدف خطة إعادة إعمار المدينة التي وضعت في أوائل التسعينيات إلى تحويل بيروت على مدى 25 عاما إلى مدينة حديثة تغطي مساحة مليون و600 ألف متر مربع وتضم عددا من معالمها التاريخية، كساحة الشهداء ومبنى المجلس النيابي والسراي الكبير، بالإضافة إلى المعالم الأثرية التي استطاعت أعمال التنقيب الأثري أن تكشف عنها.
البنى الرومانية والبيزنطية
مجموعة من خمسة أعمدة تقع بقرب ما كان يعرف بدرج الأربعين إلى يسار الداخل إلى كنيسة مار جرجس المارونية، تم العثور عليها وترميمها عام 1963، وقد كانت هذه الأعمدة جزءا من طريق رومانية رئيسية.
بنية نصف دائرية: تم اكتشافها عام 1963 أثناء حفر أساسات مبنى العازارية مقابل كنيسة مار جرجس المارونية، وقد نقلت أجزاؤها المتبقية ورممت بالشكل التي هي عليه الآن عند مدخل المرفأ إلى جانب جادة الرئيس شارل الحلو.
أعمدة ذات تعتيبات مزخرفة: كانت تشكل جزءا من رواق البازيليكة الرومانية التي تم تعرفها في الأربعينيات بين ساحة النجمة والجامع العمري الكبير. وقد تم نقلها من موضعها إلى حديقة الجندي المجهول تجاه المتحف الوطني.
أرضية من الفسيفساء: تقع خلف أعمدة البازيليكة تجاه المتحف الوطني، وتعود إلى بقايا كنيسة بيزنطية عثر عليها في الخمسينيات في خلدة أثناء إنشاء مطار بيروت الدولي.
البنى الصليبية والمملوكية والعثمانية
جزء من السور الذي كان يحيط ببيروت في عصري الصليبيين والمماليك، وقد تم اكتشافه أثناء الحفريات الأثرية التي أجريت على طول شارع البطريرك الحويك إلى الشمال من شارع ويغان، جزء من القلعة التي كانت تشرف على المرفأ في أيام الصليبيين وكان معظمها قد هدم عام 1860 أثناء العمل على توسيع المرفأ القديم، بيد أن الحفريات الأثرية التي أجريت عام 1995 مكنت من كشف بعض أجزائها التي تظهر بنية ضخمة أدخلت في بنائها أعمدة رومانية بمثابة مرابط.
السراي الكبير: بنى عام 1853 ليكون ثكنة عسكرية للحامية التركية، ثم أصبح في أيام الانتداب الفرنسي مقرا للمفوض السامي، إلى أن أصبح مقرا لرئاسة الوزراء في عهد الاستقلال، وقد رمم مؤخرا وأصبح مقرا لرئاسة مجلس الوزراء.
المستشفى العسكري التركي: وقد أقيم عام 1860 في مقابل السراي الكبير، ثم تحول في عهد الاستقلال وحتى الستينيات إلى قصر للعدل، ويشغله حاليا مجلس الإنماء والإعمار.
برج الساعة: بني عام 1897 على مقربة من السراي الكبير ثم جرى ترميمه عام 1994.
لبنان الشمالي
البترون
تبعد مسافة 50 كلم عن بيروت وهي بلدة صغيرة ذات تاريخ عريق، لا سيما أن اسمها ورد في رسائل تل العمارنة الشهيرة التي تعود إلى القرن الرابع عشر قبل الميلاد وتتميز البترون العتيقة بطرقاتها الضيقة ومبانيها الحجرية التي تعود إلى القرن الماضي وفيها بقايا مسرح روماني وعدد من الكنائس القديمة التي تستحق الزيارة.
ويحاذي مدينة البترون لجهة الغرب سور من الحجر الرملي الصلب، قد نحته سكان المدينة منذ ما يزيد على الألفي سنة وما بقي منه هو بطول 225 مترا وارتفاع حوالي خمسة أمتار.
بشري
تبعد مسافة 126 كلم عن بيروت، وهي مسقط رأس الفيلسوف والأديب اللبناني العالمي الذائع الصيت جبران خليل جبران الذي كان كاتبا وشاعرا ورساما، وتضم بشري بالإضافة إلى بيت جبران متحفه الذي أقيم في دير صخري على مقربة من مدفنه، وفيه مجموعة كبيرة من لوحاته الفنية ومخطوطاته.
وتقع بلدة بشري على ارتفاع 1400 م ومنها يتم الوصول إلى الأرز (140 كلم عن بيروت) حيث تنتشر مئات من أشجار الأرز الشهيرة، وهي ما تبقى من الغابات الكثيفة التي كانت تغطي جبل لبنان في العصور القديمة.
وقد استعمل القدماء أخشاب الأرز اللبناني لبناء البيوت والسفن. وتصل أعمار بعض أرزات بشري المشرفة من على ارتفاع 1950م إلى مئات السنين، بينها شجرتان يبلغ قطر كل واحدة منها حوالي 14م فيما يصل ارتفاعها إلى 35م.
أهدن
تقع على مقربة من بلدة بشري وتبعد مسافة 124 كلم عن بيروت. وتتميز هذه القرية الجبلية بصيفها العليل ومطاعمها التي أقيمت في الهواء الطلق وتضم أيضا عددا من الكنائس القديمة والبيوت التقليدية المحيطة بطرقاتها الضيقة.
قلعة المسيلحة
على مسافة 56 كلم من بيروت، وقد بناها الأمير فخر الدين الثاني عام 1624م على صخرة شاهقة تتوسط وادي نهر الجوز شرقي البترون بهدف حماية الطريق المؤدية إلى طرابلس.
السفيرة
تقع قرب منتجع سير الضنية الصيفي على بعد 33 كلم إلى الشرق من طرابلس. وهي بلدة تحتوي مجموعة ضخمة من المعابد والمذابح والمزارات التي تعود إلى العصر الروماني.
عرقا
تقع في منطقة عكار وتبعد 22 كلم عن مدينة طرابلس وتمتاز بتاريخهاالعريق، فقد ورد اسمها في رسائل تل العمارنة الشهيرة التي تعود إلى القرن الرابع عشر قبل الميلاد، يشرف على بلدة عرقا تل أثري يتألف من طبقات أثرية تمثل المراحل التاريخية التي تعاقبت فيه بشكل منقطع النظير، منذ العصر الحجري الحديث، في الألف السادس قبل الميلاد حتى نهاية عصر المماليك في بدايات القرن السادس عشر.
طرابلس
تبعد عن بيروت 82 كلم ويعود تاريخ تأسيس طرابلس إلى حوالي القرن التاسع قبل الميلاد وفي أيام الدولة الفارسية بين القرنين السادس والرابع قبل الميلاد أصبحت عاصمة الاتحاد الفينيقي، حيث كان الفينيقيون يجتمعون للتداول في شؤونهم المصيرية الخطيرة، وكان لها شأن في أيام الرومان البيزنطيين ولا سيما في أيام الأمويين عندما أصبحت مركز الأسطول الحربي العربي، وفي أيام الفاطميين عندما كانت مركزا للثقافة والمعرفة واشتهرت بمكتبة "دار العلم".
وفي أوائل القرن الثاني عشر احتلها الصليبيون حتى العام 1289 تاريخ سقوطها في يد المماليك. واستمرت تحت حكمهم حتى أوائل القرن السادس عشر عندما دخلت فلك الدولة العثمانية وأصبحت جزءا من دولة لبنان الكبير غداة الحرب العالمية الأولى.
وتعتبر طرابلس بمثابة متحف حي، إذ إنها تحتوي على أكثر من 100 معلم أثري وتاريخي من جميع العصور التي مرت بها لا سيما العصر المملوكي، ومن أبرز تلك المعالم القلعة الشهيرة باسم "قلعة صنجيل" التي تعود في أصلها إلى العصر الصليبي وفي شكلها الحاضر إلى أوائل القرن التاسع عشر. بالإضافة إلى عدد كبير من الجوامع والمدارس والحمامات والخانات التي يضم بعضها عددا من العناصر البنائية العائدة إلى العصور السابقة.
وادي قاديشا
على مقربة من بلدة بشري، وهو واد عميق تكثر فيه الينابيع وأشجار الفاكهة والكنائس الكهفية. ويتوزع على جوانب الوادي عدد من البلدات التي تحفل كل واحدة منها بتاريخ عريق وعلى الطريق القديمة بين الأرز وبشري تقع مغارة قاديشا المزدانة بالطوابق والنوازل الكلسية التي تتدفق منها المياه التي تشكل نهر قاديشا الذي يتحول في طرابلس إلى نهر "أبو علي".
ويحفل هذا الوادي بعدد من الأديرة المشيدة داخل الملاجئ الصخرية والمزينة بالرسوم الجدرانية العائدة إلى القرون الوسطى، ومن أهمها دير قنوبين الذي أصبح في القرن الخامس عشر الميلادي مقرا لبطارقة الموارنة، قبل أن ينتقل مقرهم الصيفي إلى بلدة الديمان المجاورة ومقرهم الشتوي إلى بلدة بكركي في جبل لبنان.
دوما
(37 كلم من البترون)
تشرف بلدة دوما، ببيوتها المسقوفة بالقرميد الأحمر على وادي كفر حلوا الخصب وينتصب في وسط البلدة ناووس من القرن الرابع للميلاد.
راشانا
تقع بلدة راشانا (8 كلم من البترون) على الطريق التي تصل البترون بسمار جبيل. وهي بلدة جميلة أقام فيها الإخوة "بصبوص" وهم من النحاتين اللبنانيين المشهورين محترفاتهم ومعارض أعمالهم. وترتفع منحوتات البصابصة على جانبي الطريق التي تخترق البلدة بشكل جعل منها متحفا في الهواء الطلق.
شكا
تحظى بلدة شكا (15 كلم من البترون) بمنظر طبيعي فريد يتمثل برأس الشقعة الذي أطلق عليه الأقدمون اسم "وجه الله" وحوله المسيحيون القدماء إلى "وجه الحجر". وينتشر على هذه الهضبة الصخرية عدد من القرى التي ما زالت تحتفظ ببعض بناها القديمة.
حصرون
على شفير جرف صخري يشرف على وادي قاديشا تقع بلدة حصرون (6 كلم عن بشري)، وهي واحدة من البلدات التي حافظت على نمط العمارة التقليدية اللبنانية ذات البيوت الحجرية المسقوفة بالقرميد الأحمر، وما تزال تعمر بالبساتين الغناء والكنائس القديمة.
القرنة السوداء
إنها سقف لبنان وأعلى قمة فيه، إذ يصل ارتفاعها إلى 3087 م ومنها يمتد النظر إلى البحر غربا وإلى البقاع وسلسلة الجبال الشرقية شرقا. وتقع على مسافة 12 كلم من بشري.
القموعة
تشكل منطقة القموعة (153 كلم من بيروت) جنة من الوعر والأنهر والصنوبر، ويزداد جمالها في أيام الشتاء عندما تغطي الثلوج سفوحها وقممها. يقصدها عشاق المشي والتنزه والتصوير.
البقاع
عنجر
تبعد 58 كلم عن بيروت، وهي قصر صيفي محصن من بداية القرن الثامن للميلاد أقامه الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك على الطريق القديمة التي كانت تصل سهل البقاع بغوطة دمشق. وتقوم بلدة عنجر على مقربة من موقع قلعة قديمة كانت تدعى "جّرا"، وهو اسم بقي ملتصقا بها من خلال عين الماء التي كانت ترويها، وما زالت تعرف باسم "عين جّرا" أو عنجر.
بعلبك- مدينة الآلهة
في شرق لبنان وبين سلسلتين من الجبال يمتد سهل البقاع حيث تجثم إحدى أندر الروائع الأثرية في العالم، قلعة بعلبك. وكانت في الأصل مدينة ذات جذور فينيقية، لكنها لم تعرف مجدها إلا بعد احتلال الإسكندر الكبير الذي رفعها ليجعلها (هيليوبوليس- مدينة الشمس). غير أن المدينة عرفت قمة ازدهارها على العهد الروماني، حين أصبحت مكان عبادة يضم مجموعة هياكل تتنافس هيبة وضخامة وجمالا.
تنقسم هياكل بعلبك إلى ثلاثة معابد رئيسية مختلفة الضخامة:
أولها معبد جوبيتر: وهو الأكبر لكنه الأقل حفاظا على معالمه، يمتد المعبد على مساحة بطول 88 مترا وعرض 48، وكان قائما أساسا على 54 عمودا (واحدها بعلو 22 مترا وجذع مترين)، لم يبق منها اليوم سوى ستة أعمدة لا تزال شاهدة على هذه الضخامة الفريدة في العالم.
الثاني: روعة الروعات في بعلبك معبد باخوس، ما زال محافظا على تفاصيله منذ بنائه خلال القرن الثاني الميلادي. يرقى إليه بدرج ضخم ينتهي ببوابة هائلة مزدانة بحوريات وآلهة أسطورية رائعة النحت، تؤدي إلى قاعة كبرى مذهلة العلو والمساحة والجدران، وإن باتت اليوم دون سقف.
الثالث: أبعد منه قليلا وفي حيز جانبي، إنه معبد "فينوس- إلهة الحب" المبني في نحو منتصف القرن الثالث، وهو لؤلؤة جميلة من الريازة الرومانية التي اعتمدت الشكل الدائري.
في بعلبك أيضا يزور السياح الجامع الأموي الرائع الهندسية من القرن الثامن، ونظرا لأهمية بعلبك التاريخية اختارتها اليونيسكو على لائحة التراث العالمي.
زحلة
على بعد 54 كلم من بيروت وهي عاصمة البقاع ومركز الدوائر الرسمية فيه، تمتاز بمناخ وطبيعة جعلا منها قبلة أنظار اللبنانيين والسياح الراغبين في تمضية أفضل أوقاتهم، فقد ازدحمت ضفاف نهر البردوني الذي يخترقها بالمطاعم التي تقدم أشهى المآكل المشهورة بمازاتها على أنغام خرير المياه وحفيف أوراق الأشجار. وتتوافر في زحلة الفنادق والمصارف والأسواق التجارية على اختلافها، كما تطل على طرقاتها الداخلية المنازل القديمة ذات الهندسة التقليدية الرائعة.
شتورا
محطة رئيسية على طريق الشام تقع شتورة في منتصف الطريق بين بيروت ودمشق (50 كلم من بيروت)، ويقصدها المتنقلون بين البلدين لشراء أطيب أنواع الألبان والأجبان.
الهرمل
شمالي البقاع وفيه مدفن هرمي الشكل يبلغ ارتفاعه 27 م وقد زينت جوانبه بمشاهد صيد ويمكن مشاهدته من على بعد أميال، ويبدو أن هذا المدفن المعروف باسم "قاموع الهرمل" كان قبر أمير سوري عاش في القرن الأول أو الثاني قبل الميلاد.
على مسافة بضعة كيلومترات من قاموع الهرمل يقع دير أقيم في ملجأ صخري على ثلاث طبقات يعرف باسم دير مار مارون. ويقال إنه كان ملجأ مؤقتا لأتباع مؤسس الطائفة المارونية في القرن الخامس الميلادي.
وعند سفح هذه البقايا المهيبة يتفجر أحد ينابيع نهر العاصي المعروف بـ"عين الزرقا" نسبة إلى مياهه الزرقاء الرقراقة. أما إلى الشمال فهناك شلالات الدردارة المتدفقة التي تنتشر حولها المطاعم والاستراحات.
الجنوب
صيـدا
تغوص جذور صيدا في غياهب التاريخ، إلا أن أيام عزها ترجع إلى أواخر القرن السادس قبل الميلاد في أيام الإمبراطورية الفارسية، غير أن هذا الأمر لم يمنع صيدا من الحفاظ على علاقاتها الثقافية مع المصريين والإغريق، وهذا ما دفع بكهنة إله المدينة الأعظم الذي يقع معبده على بعد نحو خمسة كيلومترات إلى الشمال منها، إلى الاستعانة بأشهر النحاتين الإغريق لتزيين معبدهم، وتعتبر المنحوتات الرخامية التي عثر عليها في المعبد من أجمل موجودات المتحف الوطني.
انحسر دور صيدا بعد ثورتها على الفرس وتدميرها عام 351 قبل الميلاد، ولم تستعد شيئا منه إلا بعد زلزال عام 551 بعد الميلاد وانتقال مدرسة الفقه من بيروت إليها، وبين العامين 1110 و1291 جعل منها الصليبيون إقطاعا تابعا لمملكة القدس وأقاموا فيها عددا من المنشآت كقلعة البحر التي كانت تحمي مرفأ المدينة وقلعة البر التي بنيت على قمة تل اصطناعي تشكل طبقاته المتعاقبة صفحات تاريخ مدينة فينيقيا المقدسة.
وتحتفظ صيدا بعدد من الأبنية التاريخية التي تعود إلى عصري المماليك والعثمانيين، ومن هذه الأبنية الجامع الكبير الذي أقيم على أنقاض كنيسة صليبية والخان الكبير المعروف بخان الفرنج الذي يعود تاريخ بنائه إلى الأمير فخر الدين الثاني.
تبعد صيدا 41 كلم عن بيروت، وهي اليوم عاصمة لبنان الجنوبي ومركز إداري وتجاري هام يستقطب المنطقة كلها.
معبد أشمون
يقع شمالي صيدا على نهر الأولي في منطقة بستان الشيخ، فقد كان أشمون إله صيدون الرئيسي واعتبر مرادفا لأسكليبيوس إله الطب عند الإغريق.
صور
كانت في العصور القديمة تتألف من قسمين:
أحدهما بري يقع على الشاطئ، والآخر بحري يقوم على جزيرة صخرية صغيرة وتوحي بعض إشارات المؤرخين القدماء وبعض الشواهد الأثرية بأن تأسيسها يعود إلى أوائل الألف الثالث قبل الميلاد، غير أن عصرها الذهبي لم يبدأ الا في القرن العاشر قبل الميلاد في ظل ملكها حيرام الذي عمر الجزيرة وأقام فيها مرفئين ومعبدا للإله ملقرت.
اشتهرت بصناعة الزجاج والصباغ الأرجواني وشهدت ازدهارا لا مثيل له على الصعيدين التجاري والثقافي، ثم ما لبثت المدينة أن تجاوزت حدودها الضيقة بفضل إقدام تجارها وبحارتها الذين جابوا المتوسط ووصلوا إلى سواحل الأطلسي، وأسسوا لهم المستعمرات والمحطات التجارية ومن بينها قرطاجة على الشاطئ التونسي.
وكان لها أعظم أسطول تجاري وحربي في المتوسط فكانت قبلة أطماع الفاتحين، ومن أبرزهم الإسكندر الأكبر الذي لم يتمكن من احتلال صور البحرية إلا بعد تدمير المدينة البرية وطمر المضيق الذي يفصلها عن الجزيرة.
غير أن المدينة استعادت عزها في العصر الروماني، فشهدت حركة عمرانية ناشطة تتمثل اليوم بعدد من المنشآت التي كشفت عنها أعمال التنقيب وأبرزتها أعمال الترميم ومن بين أهم تلك المعالم ميدان الخيل الذي يعتبر من أكبر ميادين العالم الروماني، وكانت في العصر البيزنطي عاصمة ولاية فينيقيا الساحلية.
ثم دخلها العرب أيام الفتح الإسلامي عام 636 ومن ثم الصليبيون عام 1124، فحولوها إلى إقطاع تابع لمملكة القدس. وبقيت على تلك الحال حتى العام 1291 تاريخ سقوطها في يد المماليك.
تبعد صور 79 كلم عن بيروت وتحتفظ المدينة العتيقة في صور بمرفئها وبيوتها القديمة، بالإضافة إلى آثارها القديمة التي دفعت بمنظمة اليونيسكو عام 1979 إلى اعتبار صور جزءا من التراث العالمي .
قــانــا
تقع على مسافة 10 كلم إلى الجنوب الشرقي من صور، وهي البلدة التي يعتقد أنها شهدت أولى عجائب السيد المسيح الذي حول الماء خمرا أثناء عرس جرى فيها. وفي خراج البلدة عدد من المنقوشات والمحفورات الصخرية. وقد رمم الموقع حديثا من قبل وزارة السياحة.
قلعـة الشقيف
وهي من بين عشرات القلاع في لبنان، غير أن ما من قلعة تماثلها حجما وموقعا. احتل الصليبيون هذا الموقع عام 1139 م وأقاموا فيه حصنا منيعا. وتقع على بعد 80 كلم من بيروت وتقوم على مرتفع صخري يشرف على نهر الليطاني ويطل على قمة حرمون.
مغدوشة
عند مدخل بلدة مغدوشة (50 كلم عن بيروت) يستقبلنا تمثال "سيدة المنطرة" القائم على تلة عالية تشرف على مدينة صيدا وبساتينها الخضراء. أما كنيسة سيدة المنطرة فهي عبارة عن مغارة طبيعية حفرت في الصخر، يقال إن العذراء مريم كانت تنتظر فيها ابنها المسيح بعد قيامه بجولات لنشر تعاليمه في المنطقة.
جزين
مدينة جزين (71 كلم عن بيروت و32 كلم عن صيدا) أهم المصايف الجنوبية، لما فيها من ماء وخضرة وطبيعة رائعة ومرافق عامة، تجعل منها بلدة سياحية من الدرجة الأولى، اقترنت باسمها شلالات هي الوحيدة بجمالها في لبنان (40 م)، وجزين مدينة قديمة عثر فيها على نواويس حجرية وعلى آثار صليبية وإسلامية (بقايا مسجد قديم). كما تشتهر البلدة بصناعات حرفية كالسكاكين والخناجر والملاعق والشوك وغير ذلك من الأدوات التي نالت شهرة عالمية بفضل جودة صنعها وجمال شكلها.
تبنين
تتميز تبنين (112 كلم عن بيروت) بغنى الحياة الاجتماعية التي يعززها وجود العديد من النوادي والمقاهي والمطاعم. لكن مصدر شهرة هذه البلدة قلعتها الصليبية القائمة فوق تلة عالية تشرف على ما حولها.
النبطية
هي المدينة الأكثر أهمية في جبل عامل، ومركز المحافظة السادسة، ومركز قضاء واسع يتمتع بمكانة اقتصادية وثقافية وعمرانية مميزة يقام فيها سوق أسبوعية (كل يوم اثنين)، ويتوافد إليها التجار والزوار من كل حدب وصوب. والمدينة التي تبعد عن بيروت 73 كم تحفل بالعديد من المصارف والمطاعم والمستشفيات والأندية المهمة، كنادي الشقيف الذي يمثل ظاهرة ثقافية وسياحية
جبل لبنان
أفقـا
تبعد 89 كلم عن بيروت، وهي المكان الذي جرت فيه أحداث أسطورة "أدونيس" التي يقال إن الإله الشاب دفن فيها، من مغارتها ينبع نهر أدونيس المعروف حاليا بنهر إبراهيم، وبمواجهة هذه المغارة آثار المعبد الذي أقيم في العصر الروماني لآلهة الحب فيينوس أو عشتروت.
قصر بيت الدين: وهو مبني على مرتفع مشرف على واد عميق، ويشكل هذا القصر الذي بناه الأمير بشير الشهابي الثاني الذي حكم لبنان بين العامين 1788 و1840 نموذجا رائعا عن فن العمارة اللبنانية، ويبعد القصر عن بيروت مسافة 43 كلم وفيه متحف يضم أسلحة وثيابا وجواهر من عصر الأمراء، بالإضافة إلى مجموعة من أرضيات الفسيفساء البيزنطية.
دير القمر: تقع على بعد 37 كلم جنوب شرق بيروت، وهي بلدة فريدة في لبنان أعيد ترميمها وأبقي على طابعها القديم، وتتميز دير القمر التي كانت مقر سكن أمراء لبنان بين القرن السادس عشر والثامن عشر ببيوتها الحجرية وسقوفها القرميدية الحمراء القائمة على المنحدرات.
فقرا: منتجع شتوي على مقربة من بلدة فاريا ومركز تزلج هام، تبعد فقرا 60 كلم عن بيروت وتتميز بكونها تشمل مجمعا أثريا يضم أكبر مجموعة من المعابد الرومانية في منطقة جبل لبنان وينساب بين فاريا وفقرا نبع اللبن تحت جسر نحتته الطبيعة يعرف بجسر الحجر يبلغ ارتفاعه 38 مترا فوق سطح النهر.
جعيتا: من أجمل المغاور الطبيعية في العالم وهي مزدانة بأشكال الطوالع والنوازل الكلسية، وتبعد مسافة 20 كلم إلى الشمال من بيروت، وكانت هذه المغارة قد اقفلت أثناء الحرب وأعيد تأهيلها وافتتاحها للزائرين في يوليو/ تموز 1995، وتتألف مغارة جعيتا من مغارتين السفلى وفيها يجري نهر ماء جوفي يشكل أحد منابع نهر الكلب وتتم زيارتها بواسطة مراكب خاصة والعليا وهي جافة وتتم زيارتها سيرا على الأقدام.
جونية
تبعد مسافة 18 كلم شمال بيروت وتقع على أحد أجمل الخلجان الممتدة على طول الشاطىء اللبناني، وقد شهدت هذه البلدة الصغيرة تحولا عمرانيا ملحوظا منذ بداية السبعينيات بحيث اكتظت بالمباني الشاهقة والفنادق والمنتجعات السياحية الكبيرة، ونظرا لموقعها المميز جعلت منها مطاعمها الممتازة ومرابعها الليلية ومتاجرها الفخمة قبلة السياح الزائرين. وفي جونيه هناك التلفريك الذي ينقلك في بضع دقائق من الساحل إلى قمة جبل حريصا على ارتفاع 600 م حيث كنيسة السيدة العذراء وتمثالها الشهير والكاتدرائية الحديثة التي تجتذب الزائرين والحجاج .
نهر الكلب
يبعد مسافة 15 كلم شمال بيروت وتشكل صخوره القائمة على ضفتيه كتاب تاريخ قائما بذاته، كتبه الغزاة والقادة العسكريون على مر العصور. وكان آخرها نصب الجلاء الذي يذكر بجلاء الجيوش الاجنبية عن لبنان في 31 ديسمبر/ كانون الأول 1946، وقد أضيف مؤخرا نصب يمثل جلاء المحتل الإسرائيلي عن جنوب لبنان في 25 مايو/ أيار 2000.
جبيل
تعود جذور هذه المدينة إلى الألف السادس قبل الميلاد، وتعتبر جبيل التي تتعاقب فيها مخلفات الإنسان منذ العصور الحجرية الحديثة إلى القرون الوسطى من أغنى المواقع الأثرية في البلاد، وقد شهدت ذروة ازدهارها في أيام السيادة الفرعونية على المنطقة، في الألفين الثالث والثاني قبل الميلاد عندما كانت تشكل مركزا تجاريا ودينيا وثقافيا مرموقا على الساحل الكنعاني- الفينيقي، وقد خلف فيها الصليبيون عددا من الأبنية التي تشكل اليوم قبلة أنظار زوارها كالقلعة وتحصينات المرفأ وكنيسة القديس يوحنا.
إن شهرة جبيل تأتيها من ناووس أحد ملوكها أحيرام الذي يشكل لؤلؤة المتحف الوطني، ويحمل أقدم كتابة فينيقية بالأبجدية النسخية التي تشكل أصل الأبجديات المعاصرة، بعد أن اعتمدها الإغريق القدماء وأورثوها إلى العالم من خلال الرومان. ويعود الفضل في شهرة جبيل أيضا إلى الاحتفالات التي كانت تجري فيها في العصور القديمة إحياء لذكرى أدونيس إله النبت الذي يموت في الشتاء ويزهر في الربيع.
تبعد جبيل 36 كلم شمالا عن بيروت، وتتمحور نشاطاتها الرئيسية حول المدينة القديمة التي يؤم السياح مقاهيها ومطاعمها ومهرجاناتها الدولية وآثارها من جميع انحاء العالم.
عجلتون وريفون وفيطرون وميروبا
اكتسبت بلدات عجلتون وريفون وفيطرون وميروبا المنثورة فوق جبال كسروان (24 إلى 50 كلم عن بيروت) منذ زمن بعيد شهرة واسعة بوصفها منتجعات اصطياف تتمتع بمناخ جيد ومناظر خلابة. وما زالت هذه البلدات تحتفظ ببعض بيوتها ذات السقوف القرميدية والأسلوب المعماري اللبناني التقليدي. وتنتشر في هذه البلدات الفنادق والمطاعم والمقاهي والمتاجر على اختلافها بحيث باتت تشكل الطابع العام الذي تمتاز به.
بكفيا
تشتهر بكفيا (25 كلم عن بيروت) ببيوتها ذات السطوح القرميدية ومناظرها الخلابة ومناخها المنعش ومياهها المعدنية، ومن أهم ينابيعها نبع النعص المعروف منذ القدم بمنافعه الشفائية، بحيث تحلق حوله عدد من الفنادق التي يقصدها من يسعى إلى معالجة المشاكل الصحية.
حمانا وفالوغا
تقع بلدة حمانا (33 كلم عن بيروت) وسط واد جميل، ويمكن التمتع بمحاسنها من أطراف بلدة صوفر المشرفة عليها، كانت البلدة في ما مضى من قرى جبل لبنان المشهورة بصناعة الحرير، وما زالت تحتفظ بعدد من دارات أثريائها في تلك الأيام وعماراتها اللبنانية التقليدية، كما تحتفظ بمصنع حرير قديم تم تحويله إلى مدرسة.
على بعد ثلاثة كيلومترات من حمانا تقع بلدة فالوغا وهي من مراكز الاصطياف المشهورة، ومن أبرز معالمها سراي من القرن التاسع عشر يمتاز ببوابة تتمازج في زخارفها التقاليد المشرقية بالتقاليد الإيطالية وتعتبر من أجمل بوابات قصور تلك الفترة.
بيت شباب
إلى جانب بيوتها ذات الأنماط القروية اللبنانية التقليدية وكنائسها المتعددة التي من بينها كنيسة سيدة الغابة المبنية عام 1761. تمتاز بلدة بيت شباب (25 كلم عن بيروت) بمحافظتها على حرفتين، إحداهما تتمثل بصناعة الخزفيات على الطريقة التقليدية، أما الأخرى فهي صناعة صب الأجراس بأسلوب قديم ذي أسرار مهنية متوارثة.
بيت مري
ترتفع بلدة بيت مري (18 كلم عن بيروت) حوالي 800 متر فوق سطح البحر، وتشرف من موقعها المميز على بيروت وضواحيها، وقد جعل هذا الموقع الفريد من بلدة بيت مري مركز اصطياف شهير له مكانته والرقص والموسيقى المحلية والعالمية.
برمانا
تجمع برمانا (20 كلم عن بيروت) بين سحر القرية اللبنانية التقليدية وفخامة ومنتجعات الاصطياف الحديثة وصخبها.
بسكنتا
تنتشر بيوت بسكنتا وحدائقها على أقدام جبل صنين الذي يبلغ ارتفاعه 2628 مترا. وما زالت بسكنتا (45 كلم عن بيروت) تعتبر من البلدات اللبنانية التي حافظت على بعض تراثها المعماري التقليدي، وهي مركز اصطياف مشهور بمناظره الخلابة وفاكهته اللذيذة و كرومه السخية.
والبلدة مشهورة أيضا بأنها موطن ميخائيل نعيمه (1889-1988) أحد عظام رجالات الفكر والأدب في لبنان ورفيق درب جبران خليل جبران.
صوفر
تشتهر صوفر (27 كلم عن بيروت) بقصورها الفخمة وتضم الفنادق والمنتزهات المميزة.
عاليه
إن عاليه (17 كلم عن بيروت) قريبة من البحر وارتفاعها معتدل، تتوافر فيها جميع أسباب الراحة والتسلية، أخذت عاليه مع مر الزمن تتحول إلى أحد أهم المنتجعات الاصطيافية وتضم حاليا معرضا دائما للمنحوتات.
بحمدون
استعادت بحمدون (23كلم عن بيروت) دورها كأبرز مصايف لبنان يقصدها المصطافون العرب.
صور من لبنان
لبنان بلد سياحي من الطراز الأول ولديه من المقومات السياحية المتميزة ما يؤهله ليكون في مقدمة مقاصد الجذب السياحي في الوطن العربي وعلى الصعيد الدولي أيضا.
وتستند مقومات الجذب السياحي إلى طبيعة خلابة ومناخ معتدل وإرث حضاري عريق ووعي سياحي متأصل لدى المواطن اللبناني المعروف بكرمه وبشاشته وجاهزيته لاستقبال الضيوف وإكرام وفادتهم وإدخال المتعة والفرح إلى قلوبهم، ناهيك عما يتميز به وبجدارة المطبخ اللبناني الشهير بأطباقه التقليدية التراثية وبتنوعه ليقدم أيضا بامتياز كل أطباق الشرق والغرب.
ولبنان بلد سياحة الفصول الأربعة، ففي الشتاء تعتبر منطقة الأرز التي تزخر بمواقع طبيعية وتاريخية كثيرة مركزا رئيسيا لرياضات التزلج على الثلج حيث تكثر مسارب التزلج الطبيعية وتحتفظ المنطقة بثلوجها نحو خمسة أشهر.
وفي الصيف تحفل منطقة الجبل بأجمل مرابع ومنتجعات ومراكز الاصطياف الشهيرة التي تستقطب سنويا مئات الآلاف من السياح خاصة العرب، حيث يتجدد موسم الاصطياف سنويا بالمهرجانات والاحتفالات وغيرها من فعاليات الترفيه والمتعة.
كل ذلك تخدمه بنية سياحية عامرة بكل ما يلبي رغبات وأذواق السياح والمصطافين، ومن شماله إلى جنوبه تزدحم مدن وبلدات وضيع لبنان بالمواقع الطبيعية الجميلة وبالآثار التاريخية القديمة وبكل أنواع الجذب السياحي مع خدمات سياحية عريقة ومتطورة.
ويجد السائح أفخم الفنادق والمنتجعات والمطاعم والكازينوهات والمسارح ودور السينما مع خدمات مساندة متطورة كخدمات الاتصال والليموزين وخدمات النقل بالإضافة إلى توافر أحدث المرافق الرياضية والطبية والثقافية ومراكز التسوق الفاخرة والمتعددة.
المعلومات الأساسية
العاصمة: بيروت
أهم المدن: طرابس وصيدا وصور وبعلبك وزحلة وجونيه
المساحة: 10.452 كم مربع.
الحدود: يحد لبنان من الشمال والشرق الجمهورية العربية السورية على امتداد 278 كلم ومن الجنوب فلسطين على امتداد 79 كلم. أما من الجهة الغربية فيمتد ساحله مسافة 220 كلم على البحر الأبيض المتوسط.
عدد السكان: 4 ملايين ومائة ألف نسمة، وتبلغ الكثافة السكانية 392 نسمة بالكلم المربع.
اللغة الرسمية: العربية بالإضافة إلى الفرنسية والإنجليزية.
العملة الرئيسية: الليرة اللبنانية.
التيار الكهربائي: 220 فولت، 50 دورة.
الاتصالات: المفتاح الدولي للاتصالات هو (00961) .
الرمز الكودي: LE
التوقيت: غرينتش + ساعتان شتاء و3 ساعات صيفا.
التقسيم الاداري: الجمهورية اللبنانية مكونة من ست محافظات هي: البقاع والجنوب والنبطية والشمال وبيروت وجبل لبنان.
اليوم الوطني: 22 نوفمبر/ تشرين الثاني (عيد الاستقلال 1943).
الانضمام إلى جامعة الدول العربية: سنة 1944 (عضو مؤسس).
الانضمام إلى الأمم المتحدة: سنة 1945.
دوام العمل: 8.00-14.00 الاثنين إلى الخميس، ونهار الجمعة 8.00-11.00، والسبت 8.00-13.00، والقطاع الخاص 9.00-18.00 الاثنين إلى السبت، والمؤسسات المصرفية 8.30-12.30 الاثنين إلى الجمعة، ويوم السبت 8.30-12.00 ظهرا.
الموارد: تتمثل في أهم الحاصلات الزراعية مثل الحمضيات والخضراوات والزيتون
أهم الصناعات: صناعة الأغذية والمنسوجات والكيماويات والإسمنت ومنتجات الأخشاب وتصنيع المعادن والمجوهرات وتكرير النفط، وهناك موارد طبيعية أخرى مثل الحجر الجيري وخام الحديد والملح.
النظام الجمركي: البضائع الشخصية معفاة من الجمارك.
جوازات السفر والتأشيرات: على من يزور لبنان أن يكون مزودا بجواز سفر صالح وأن يحصل على تأشيرة دخول تمنحها البعثات الدبلوماسية اللبنانية في الخارج، وهناك الكثير من رعايا الدول الأوروبية والأميركية والعربية التي بإمكانها الحصول على سمات الدخول على الحدود اللبنانية.
المناخ: يتمتع لبنان بمناخ متوسطي نموذجي إذ تشرق الشمس عليه معظم أيام السنة بمعدل "300 يوم" وفي الصيف يكون الطقس معتدلا حيث تبلغ الحرارة 30 درجة مئوية في يوليو/ تموز وأغسطس/ آب وفي فصل الشتاء تنهمر الثلوج بكميات كبيرة على الجبال حيث تشتد البرودة.
ومما يذكر بشأن المناخ أن الحكومة اللبنانية أوقفت استعمال وقود الجازولين (السولار) للسيارات وتم استبداله بالبنزين من أجل خفض نسبة التلوث ولحماية البيئة والمناخ المعروفين بالنقاء.
التاريخ والجغرافيا
نبذة جغرافية
يقع لبنان على الساحل الشرقي من حوض البحر الأبيض المتوسط وبذلك تكون حدوده من الغرب، أما من الشرق والشمال فتحده سوريا، ومن الجنوب فلسطين المحتلة.
وتتكون تضاريسه من شريط ساحلي على امتداد حدوده الغربية ثم سلسلتين من الجبال بينهما وادي البقاع، وهو سهل يعتبر المنطقة الزراعية الرئيسية يخترقه نهر الليطاني المتجه إلى الجنوب الغربي حيث يصب في البحر الأبيض المتوسط، وفي لبنان أنهار أخرى مثل نهر العاصي ونهر الكلب. أما أعلى قمة جبلية فهي القرنة السوداء التي يبلغ ارتفاعها 3088 مترا فوق سطح البحر في شمال لبنان.
نبذة تاريخية
شهد لبنان تعاقب الحضارات القديمة عليه منذ القرون البعيدة قبل الميلاد، على أن الحضارة الفينيقية تمثل أحد أهم جذوره الحضارية، وأصبح لبنان جزءا من الدول العربية الإسلامية عام 635م.
وفي عام 1516 بسط الأتراك العثمانيون سيطرتهم على بلاد الشام ومنها لبنان، ودام حكمهم إلى نهاية الحرب العالمية الأولى حيث سقطت سوريا تحت الانتداب الفرنسي بموجب قرار عصبة الأمم، وقامت فرنسا بفصل لبنان عن سوريا عام 1920، ويبدأ تاريخ لبنان السياسي الحديث بإعلان استقلاله في 22 نوفمبر/ تشرين الثاني من 1943.
انضم لبنان إلى جامعة الدول العربية عضوا مؤسسا عام 1945 وشهد فترة استقرار حتى العام 1958 حيث وقعت الاضطرابات المعروفة آنذاك. وفي العام 1975 اندلعت الحرب الأهلية التي استمرت نحو 15 عاما. وقد احتل الإسرائيليون مساحة كبيرة من جنوب لبنان حتى انسحابهم بضغط المقاومة اللبنانية في مايو/ أيار 2000.
تمكن اللبنانيون بما عرف عنهم من حيوية ومبادرة من تجاوز آثار الحرب المدمرة، وأعادوا بناء لبنان سياسيا واقتصاديا واستعاد لبنان عافيته ودوره الاقتصادي والثقافي في المنطقة.
السياحة الصحية
يتمتع السائح في لبنان بالطبيعة الساحرة والمناطق الخلابة التي يقصدها الزائرون للاستشفاء، إضافة إلى أن لبنان أصبح مركزا إقليميا رائدا في قطاع السياحة الصحية في منطقة الشرق الأوسط، إذ يمتلك كل مقومات السياحة العلاجية لجهة عدد المستشفيات، هناك 161 مستشفى منها 7 مستشفيات جامعية تحتوي على 15 ألف سرير، إضافة إلى 13 ألف غرفة فندقية وعدد كبير من الشقق السكنية وبالتالي ثمة مجال لاستيعاب أعداد كبيرة من طالبي السياحة العلاجية من مختلف الدول العربية.
يمكن للبنان تقديم سلة واسعة من الاختصاصات الطبية لطالبي العلاج التي تشمل تشخيص أمراض القلب والتقنيات الجراحية والعلاجية وتقنيات التدخل الجراحي لعلاج أمراض القلب وعمليات التجميل والتنحيف والسرطان والعلاج الفيزيائي وأمراض الأطفال وغيرها.
الثقافة والتعليم
يضم لبنان اليوم عددا من الجامعات بالإضافة إلى عدد من المعاهد والمدارس المتخصصة، ومن بين هذه الجامعات جامعة القديس يوسف التي أسسها الآباء اليسوعيون منذ قرن وما يزالون يشرفون عليها، فقد أسهمت في تخريج نخبة من رجالات الفكر في لبنان والعالم العربي، أما الجامعة الأميركية في بيروت التي تأسست عام 1866م فيعود الفضل إليها في تخريج عدد كبير من القادة والعلماء والمربين الذين انتشروا في لبنان والمنطقة العربية.
أما الجامعة اللبنانية فقد تأسست عام 1953 وتضم 13 كلية، منها كليات التربية والآداب والحقوق والعلوم والهندسة والطب ومعهد للفنون الجميلة، ثم تبعتها جامعة بيروت العربية التي تضم كليات آداب وحقوق وتجارة وهندسة.
وتتجلى الثقافة في لبنان بشكل عام بانفتاحها على ثقافات الشرق والغرب، الأمر الذي يبرر توجه الكثير من الطلاب اللبنانيين إلى متابعة تحصيلهم العلمي العالي في جامعات أوروبا وأميركا وجامعات العالم العربي. أما بالنسبة الى التعليم الابتدائي والثانوي فالمدارس الحكومية والخاصة منتشرة في جميع أنحاء لبنان وهي توفر التعليم بلغتين على الأقل.
المطاعم والترفيه
تكثر في لبنان وسائل التسلية والترفيه فإذا رغب السائح بارتياد مطعم فخم على الطراز الأوروبي أو تناول الغداء في أحد المقاهي الجبلية على ضفة النهر فمثل هذه المطاعم متوافر في لبنان.
وتنتشر المطاعم المتخصصة بالمأكولات الغربية والشرقية بالإضافة إلى المطاعم التي تقدم المأكولات اللبنانية. وتكثر في لبنان أيضا المحلات المتخصصة بتقديم المأكولات السريعة الشرقية منها والغربية والسندويشات، دون أن ننسى كازينو لبنان الذي يبعد نحو 24 كلم عن بيروت والواقع في منطقة المعاملتين المطلة على خليج جونيه الرائع وقد اشتهر باستعراضاته الدولية المبهرة.
فن المطبخ اللبناني التقليدي: يجمع المطبخ اللبناني بين وفرة الخضرة والفاكهة الطازجة ما يجعل من الطعام متعة ما أحلاها، وتجمع المائدة بين 30 و40 صنفا لذيذا وتتلون في الحفلات العامرة لتضم ألف صنف وصنف.
التزلج على الثلج والماء: يعتبر لبنان من المراكز القليلة في منطقة الشرق الأوسط المجهزة لممارسة أنواع الرياضات الشتوية. ويبدأ فصل التزلج عادة في ديسمبر/ كانون الأول. وتؤمن المنتجعات الكبرى لزبائنها الإقامة في الفنادق والشاليهات الشتوية بالإضافة إلى تسهيلات كثيرة تشمل أدوات التزلج، وفي لبنان ستة مننتجعات سياحية شتوية وهي:
الأرز (2300 م) - فاريا/عيون السيمان (1890م) - اللقلوق (1740م) – كفر ذبيان (1750م) - قناة با كيش (1990م) والزعرور (1990م). أما الشاطئ اللبناني فهو على تنوعه ولطف مناخه مكان مثالي لممارسة رياضات البحر.
وتوفر معظم المنتجعات السياحية والنوادي البحرية إمكانية ممارسة السباحة والتزلج على الماء وركوب الأمواج والصيد والإبحار الشراعي والغطس تحت المياه وما إلى ذلك. ويستطيع الزائر استعارة أدوات التزلج والغطس من بعض النوادي أو شراءها من محال بيع الأدوات والتجهيزات الرياضية.
وبإمكان الزائر أن يمارس عددا من الألعاب الرياضية الأخرى ككرة المضرب والأسكواش وكرة القدم وكرة السلة، لا سيما أن في البلد عددا لا بأس به من نوادي الرياضة ونوادي اللياقة البدنية حيث يستطيع ممارسة ألعاب القوى والجودو والكاراتيه واليوغا والرياضة البدنية والغولف وركوب الدراجات، ويستطيع عشاق الطبيعة الخلابة ممارسة المشي وتسلق الجبال واستكشاف المغاور والتجذيف في الأنهر وغيرها.
المتاحف
المتحف الوطني في بيروت: افتتح 1942 ويضم مجموعة كبيرة من المكتشفات الأثرية في جميع أنحاء لبنان، ويفتح يوميا ما عدا الاثنين. رقم الهاتف: 426703/01 - 426704/01
متحف نقولا إبراهيم سرسق في بيروت: تقام فيه معارض للفنون التشكيلية بالإضافة إلى مجموعته الخاصة الدائمة. رقم الهاتف: 201892/.01
متحف الجامعة الأميركية في بيروت: يحتوي على أثريات متنوعة، يفتح يوميا من العاشرة صباحا والرابعة بعد الظهر ما عدا أيام العطل الجامعية.
قصر بيت الدين: في منطقة الشوف وفيه متحف يضم بعض مخلفات عهد الإمارة ومجموعة هامة من الفسيفساء البيزنطية. رقم الهاتف: 500078 /05
متحف جبران: القائم في إحدى أديرة بشري ويضم مجموعة كبيرة من مخطوطات الفيلسوف والشاعر والفنان اللبناني جبران خليل جبران ولوحاته. رقم الهاتف: 671137/06
متحف بعلبك: القائم في موقع بعلبك الأثري، يعطي لمحة تاريخية عن القلعة وعن تشييدها ويضم مجموعة من القطع الاثرية.
متحف الشمع في جبيل: رقم الهاتف: 540463/09
متحف الصابون في صيدا: رقم الهاتف: 733353/07
متحف ماري باز للشمع في دير القمر: رقم الهاتف: 512777/05- 756000/03
متحف كيليكيا للكاثوليك الأرمن في أنطلياس: رقم الهاتف: 523461/04
متحف ما قبل التاريخ: في جامعة القديس يوسف في بيروت.
متحف المشاهير: في جعيتا، رقم الهاتف: 225202/09
متحف العلمي للأولاد في وسط بيروت- رقم الهاتف: 980650/01
متحف الحياة البحرية والبرية: في مدينة صور، رقم الهاتف: 343017/07- 246317/03
متحف التراث اللبناني: في جونية مبنى التلفريك، رقم الهاتف: 850800/03
متحف روائع البحر: في المتن- جديدة المتن، رقم الهاتف: 891548/01
المهرجانات والمعارض
المهرجانات
يلعب لبنان دورا ثقافيا رياديا في الشرق الأوسط عبر المهرجانات التي يحافظ فيها على تقاليده العريقة من كل نوع.
وسحابة الصيف كله يستقطب لبنان مجموعة من نجوم الفن في العالم، يقدمون عروضهم في المعالم السياحية مثل هياكل بعلبك وقلعة بيبلوس وقصر بيت الدين وملعب صور الروماني، وتنظم أيضا المهرجات المحلية في المدن والقرى اللبنانية مثل جزين وريفون وبعقلين ومرجعيون ودوما وتنورين وزبدين وروم وغيرها.
المعارض
إلى جانب مشاركة لبنان على مدار السنة في عدة مؤتمرات دولية للسياحة والسفر تنظم وزارة السياحة بدورها في لبنان الملتقى والمعرض العربي الدولي للسياحة والسفر AWTTE.
وقد عهدت الوزارة مهمة تنظيم هذا الملتقى إلى مجموعة الاقتصاد والأعمال المشهود لها بتنظيم المؤتمرات والأحداث المحلية والإقليمية، يشارك في هذا الملتقى والمعرض العربي الدولي عدد من وزراء السياحة العرب، بالإضافة إلى القيادات العليا في الهيئات والمؤسسات العربية والدولية العاملة في قطاع السياحة والسفر وفي حقول المال والاستثمار.
الاقتصاد
يعتمد لبنان على المبادرة الفردية وعلى موقعه الجغرافي للتعويض عن النقص في موارده الطبيعية. وتشكل الواردات والتحويلات التي يرسلها ملايين اللبنانيين المقيمين في الخارج إلى أهلهم في الداخل نسبة لا بأس بها من الدخل القومي.
وقد أدى اعتماد الاقتصاد اللبناني على الخدمات والتجارة والقطاعين المصرفي والمالي بالإضافة إلى سوق العملات الحرة فيه إلى جعله مركزا تجاريا وسياحيا رئيسيا في المنطقة العربية قبل الحرب. واليوم ومع توطد السلام في ربوعه وانطلاق عجلة البناء وإعادة الإعمار، عاد لبنان من جديد ليلعب دوره في المنطقة كما كان عليه الأمر في السابق.
العملة والنشاط المصرفي
لا تخضع حركة إدخال العملات إلى البلاد أو إخراجها منها وكذلك جميع المعاملات التبادلية لأي قيود. ومن الممكن تبادل القطع الذهبية والفضية واستيرادها وتصديرها بحرية.
وتشكل الليرة اللبنانية الوحدة النقدية الرسمية في البلاد . أما الإصدارات المعدنية والورقية المعتمدة فهي: 50 ل.ل- 100 ل.ل- 250 ل.ل- 500 ل.ل- 1000 ل.ل- 5000 ل. ل- 10000 ل.ل- 20 ألف ل.ل. - 50 ألف ل.ل - 100 ألف ل.ل
الحرف والصناعات
تنبع الحرف طبيعيا من صميم تربة البلد، فيستخدم الحرفيون المواد المحلية ويمنحونها أشكالا بحس جمالي ناشئ عن تأثيرات تاريخية واجتماعية وبيئية، فالقصب النامي على ضفاف الأنهر في لبنان وشجر النخيل وصوف الخراف تسهم جميعها في الحرف المحلية.
وقد نشأت حرف لبنان بفعل الحاجة، فالأدوات والمنسوجات والسجاد والحصر التي حبكت باليد لم تكن تعتبر يوما مجرد زينة بل كانت تستعمل في الحياة اليومية، وكثيرا ما يقودنا البحث عن الحرف المحلية في لبنان إلى قرى جذابة ونائية، كما يقودنا إلى الحرفيين الذين يؤمنون تواصل هذا الجانب من ذاكرة لبنان الجماعية، فالتقليد المعمر قرونا لا يزال قويا في عدة مناطق لكن استمراره يعتمد على مراكز تسويق لبيع هذه الحرف التقليدية الفريدة.
ومن بين هذه الصناعات: صناعة القش والفخار والخزف والزجاج المنفوخ والنحاس والنسيج والخشب، وتنتشر أيضا في لبنان صناعة المرصبان والسكاكين وصهر الأجراس والحلي من الفضة والصابون الحرفي والتطريز.
بيروت
أقيمت بيروت على كتف الساحل الصخري في وسط لبنان، في موقع استوطنه الإنسان منذ العصور الحجرية القديمة، وفي أواسط الألف الثاني قبل الميلاد كانت بيروت مدينة ملكية ورد ذكرها في رسائل تل العمارنة الشهيرة.
غير أن دورها بقي محدودا ولم يبرز إلا بعد أفول نجم المدن الفينيقية الأخرى كصيدا وصور وجبيل، ولا سيما بعد أن أسكنها الرومان فيلقين من قدامى جنودهم وحولوها عام 15 قبل الميلاد إلى مستعمرة يتمتع أهلها بالحقوق عينها التي يتمتع بها مواطنو روما.
وما لبثت أن أصبحت مركزا لتدريس القانون، فأقيمت فيها مدرسة حقوق شهيرة أسهم أساتذتها ومشترعوها في وضع الدستور اليوستينياني الذي يعتبر في أساس الدساتير المعاصرة.
وبعد خرابها عام 551 م على أثر الزلزال العنيف الذي ضرب المنطقة في ذلك الوقت فقدت المدينة أهميتها وبقيت في حالة من الركود حتى الفتح الإسلامي، وفي العام 1109 احتلها جيوش الصليبيين الذين حولوها إلى إقطاع خاضع لمملكة القدس اللاتينية وبقيت في قبضتهم حتى العام 1219 تاريخ إخراجهم على يد المماليك ثم دخلت بعد العام 1516 في فلك الدولة العثمانية، وعرفت حقبة من الازدهار في ظل حكم الأمير فخر الدين المعني الثاني.
وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى وتفكيك الدولة العثمانية وإنشاء دولة لبنان الكبير أصبحت بيروت عاصمة لبنان الحديث السياسية والاقتصادية والثقافية وبات عدد سكانها اليوم يناهز المليون نسمة.
غير أن الحرب التي ضربت لبنان مؤخرا بين العامين 1975 و1990 دمرت قلب العاصمة الذي يخفي معالم تاريخها القديم والوسيط وحولت مراكز النشاط الاقتصادي فيها باتجاه الأحياء والمدن الأخرى في البلاد.
وتهدف خطة إعادة إعمار المدينة التي وضعت في أوائل التسعينيات إلى تحويل بيروت على مدى 25 عاما إلى مدينة حديثة تغطي مساحة مليون و600 ألف متر مربع وتضم عددا من معالمها التاريخية، كساحة الشهداء ومبنى المجلس النيابي والسراي الكبير، بالإضافة إلى المعالم الأثرية التي استطاعت أعمال التنقيب الأثري أن تكشف عنها.
البنى الرومانية والبيزنطية
مجموعة من خمسة أعمدة تقع بقرب ما كان يعرف بدرج الأربعين إلى يسار الداخل إلى كنيسة مار جرجس المارونية، تم العثور عليها وترميمها عام 1963، وقد كانت هذه الأعمدة جزءا من طريق رومانية رئيسية.
بنية نصف دائرية: تم اكتشافها عام 1963 أثناء حفر أساسات مبنى العازارية مقابل كنيسة مار جرجس المارونية، وقد نقلت أجزاؤها المتبقية ورممت بالشكل التي هي عليه الآن عند مدخل المرفأ إلى جانب جادة الرئيس شارل الحلو.
أعمدة ذات تعتيبات مزخرفة: كانت تشكل جزءا من رواق البازيليكة الرومانية التي تم تعرفها في الأربعينيات بين ساحة النجمة والجامع العمري الكبير. وقد تم نقلها من موضعها إلى حديقة الجندي المجهول تجاه المتحف الوطني.
أرضية من الفسيفساء: تقع خلف أعمدة البازيليكة تجاه المتحف الوطني، وتعود إلى بقايا كنيسة بيزنطية عثر عليها في الخمسينيات في خلدة أثناء إنشاء مطار بيروت الدولي.
البنى الصليبية والمملوكية والعثمانية
جزء من السور الذي كان يحيط ببيروت في عصري الصليبيين والمماليك، وقد تم اكتشافه أثناء الحفريات الأثرية التي أجريت على طول شارع البطريرك الحويك إلى الشمال من شارع ويغان، جزء من القلعة التي كانت تشرف على المرفأ في أيام الصليبيين وكان معظمها قد هدم عام 1860 أثناء العمل على توسيع المرفأ القديم، بيد أن الحفريات الأثرية التي أجريت عام 1995 مكنت من كشف بعض أجزائها التي تظهر بنية ضخمة أدخلت في بنائها أعمدة رومانية بمثابة مرابط.
السراي الكبير: بنى عام 1853 ليكون ثكنة عسكرية للحامية التركية، ثم أصبح في أيام الانتداب الفرنسي مقرا للمفوض السامي، إلى أن أصبح مقرا لرئاسة الوزراء في عهد الاستقلال، وقد رمم مؤخرا وأصبح مقرا لرئاسة مجلس الوزراء.
المستشفى العسكري التركي: وقد أقيم عام 1860 في مقابل السراي الكبير، ثم تحول في عهد الاستقلال وحتى الستينيات إلى قصر للعدل، ويشغله حاليا مجلس الإنماء والإعمار.
برج الساعة: بني عام 1897 على مقربة من السراي الكبير ثم جرى ترميمه عام 1994.
لبنان الشمالي
البترون
تبعد مسافة 50 كلم عن بيروت وهي بلدة صغيرة ذات تاريخ عريق، لا سيما أن اسمها ورد في رسائل تل العمارنة الشهيرة التي تعود إلى القرن الرابع عشر قبل الميلاد وتتميز البترون العتيقة بطرقاتها الضيقة ومبانيها الحجرية التي تعود إلى القرن الماضي وفيها بقايا مسرح روماني وعدد من الكنائس القديمة التي تستحق الزيارة.
ويحاذي مدينة البترون لجهة الغرب سور من الحجر الرملي الصلب، قد نحته سكان المدينة منذ ما يزيد على الألفي سنة وما بقي منه هو بطول 225 مترا وارتفاع حوالي خمسة أمتار.
بشري
تبعد مسافة 126 كلم عن بيروت، وهي مسقط رأس الفيلسوف والأديب اللبناني العالمي الذائع الصيت جبران خليل جبران الذي كان كاتبا وشاعرا ورساما، وتضم بشري بالإضافة إلى بيت جبران متحفه الذي أقيم في دير صخري على مقربة من مدفنه، وفيه مجموعة كبيرة من لوحاته الفنية ومخطوطاته.
وتقع بلدة بشري على ارتفاع 1400 م ومنها يتم الوصول إلى الأرز (140 كلم عن بيروت) حيث تنتشر مئات من أشجار الأرز الشهيرة، وهي ما تبقى من الغابات الكثيفة التي كانت تغطي جبل لبنان في العصور القديمة.
وقد استعمل القدماء أخشاب الأرز اللبناني لبناء البيوت والسفن. وتصل أعمار بعض أرزات بشري المشرفة من على ارتفاع 1950م إلى مئات السنين، بينها شجرتان يبلغ قطر كل واحدة منها حوالي 14م فيما يصل ارتفاعها إلى 35م.
أهدن
تقع على مقربة من بلدة بشري وتبعد مسافة 124 كلم عن بيروت. وتتميز هذه القرية الجبلية بصيفها العليل ومطاعمها التي أقيمت في الهواء الطلق وتضم أيضا عددا من الكنائس القديمة والبيوت التقليدية المحيطة بطرقاتها الضيقة.
قلعة المسيلحة
على مسافة 56 كلم من بيروت، وقد بناها الأمير فخر الدين الثاني عام 1624م على صخرة شاهقة تتوسط وادي نهر الجوز شرقي البترون بهدف حماية الطريق المؤدية إلى طرابلس.
السفيرة
تقع قرب منتجع سير الضنية الصيفي على بعد 33 كلم إلى الشرق من طرابلس. وهي بلدة تحتوي مجموعة ضخمة من المعابد والمذابح والمزارات التي تعود إلى العصر الروماني.
عرقا
تقع في منطقة عكار وتبعد 22 كلم عن مدينة طرابلس وتمتاز بتاريخهاالعريق، فقد ورد اسمها في رسائل تل العمارنة الشهيرة التي تعود إلى القرن الرابع عشر قبل الميلاد، يشرف على بلدة عرقا تل أثري يتألف من طبقات أثرية تمثل المراحل التاريخية التي تعاقبت فيه بشكل منقطع النظير، منذ العصر الحجري الحديث، في الألف السادس قبل الميلاد حتى نهاية عصر المماليك في بدايات القرن السادس عشر.
طرابلس
تبعد عن بيروت 82 كلم ويعود تاريخ تأسيس طرابلس إلى حوالي القرن التاسع قبل الميلاد وفي أيام الدولة الفارسية بين القرنين السادس والرابع قبل الميلاد أصبحت عاصمة الاتحاد الفينيقي، حيث كان الفينيقيون يجتمعون للتداول في شؤونهم المصيرية الخطيرة، وكان لها شأن في أيام الرومان البيزنطيين ولا سيما في أيام الأمويين عندما أصبحت مركز الأسطول الحربي العربي، وفي أيام الفاطميين عندما كانت مركزا للثقافة والمعرفة واشتهرت بمكتبة "دار العلم".
وفي أوائل القرن الثاني عشر احتلها الصليبيون حتى العام 1289 تاريخ سقوطها في يد المماليك. واستمرت تحت حكمهم حتى أوائل القرن السادس عشر عندما دخلت فلك الدولة العثمانية وأصبحت جزءا من دولة لبنان الكبير غداة الحرب العالمية الأولى.
وتعتبر طرابلس بمثابة متحف حي، إذ إنها تحتوي على أكثر من 100 معلم أثري وتاريخي من جميع العصور التي مرت بها لا سيما العصر المملوكي، ومن أبرز تلك المعالم القلعة الشهيرة باسم "قلعة صنجيل" التي تعود في أصلها إلى العصر الصليبي وفي شكلها الحاضر إلى أوائل القرن التاسع عشر. بالإضافة إلى عدد كبير من الجوامع والمدارس والحمامات والخانات التي يضم بعضها عددا من العناصر البنائية العائدة إلى العصور السابقة.
وادي قاديشا
على مقربة من بلدة بشري، وهو واد عميق تكثر فيه الينابيع وأشجار الفاكهة والكنائس الكهفية. ويتوزع على جوانب الوادي عدد من البلدات التي تحفل كل واحدة منها بتاريخ عريق وعلى الطريق القديمة بين الأرز وبشري تقع مغارة قاديشا المزدانة بالطوابق والنوازل الكلسية التي تتدفق منها المياه التي تشكل نهر قاديشا الذي يتحول في طرابلس إلى نهر "أبو علي".
ويحفل هذا الوادي بعدد من الأديرة المشيدة داخل الملاجئ الصخرية والمزينة بالرسوم الجدرانية العائدة إلى القرون الوسطى، ومن أهمها دير قنوبين الذي أصبح في القرن الخامس عشر الميلادي مقرا لبطارقة الموارنة، قبل أن ينتقل مقرهم الصيفي إلى بلدة الديمان المجاورة ومقرهم الشتوي إلى بلدة بكركي في جبل لبنان.
دوما
(37 كلم من البترون)
تشرف بلدة دوما، ببيوتها المسقوفة بالقرميد الأحمر على وادي كفر حلوا الخصب وينتصب في وسط البلدة ناووس من القرن الرابع للميلاد.
راشانا
تقع بلدة راشانا (8 كلم من البترون) على الطريق التي تصل البترون بسمار جبيل. وهي بلدة جميلة أقام فيها الإخوة "بصبوص" وهم من النحاتين اللبنانيين المشهورين محترفاتهم ومعارض أعمالهم. وترتفع منحوتات البصابصة على جانبي الطريق التي تخترق البلدة بشكل جعل منها متحفا في الهواء الطلق.
شكا
تحظى بلدة شكا (15 كلم من البترون) بمنظر طبيعي فريد يتمثل برأس الشقعة الذي أطلق عليه الأقدمون اسم "وجه الله" وحوله المسيحيون القدماء إلى "وجه الحجر". وينتشر على هذه الهضبة الصخرية عدد من القرى التي ما زالت تحتفظ ببعض بناها القديمة.
حصرون
على شفير جرف صخري يشرف على وادي قاديشا تقع بلدة حصرون (6 كلم عن بشري)، وهي واحدة من البلدات التي حافظت على نمط العمارة التقليدية اللبنانية ذات البيوت الحجرية المسقوفة بالقرميد الأحمر، وما تزال تعمر بالبساتين الغناء والكنائس القديمة.
القرنة السوداء
إنها سقف لبنان وأعلى قمة فيه، إذ يصل ارتفاعها إلى 3087 م ومنها يمتد النظر إلى البحر غربا وإلى البقاع وسلسلة الجبال الشرقية شرقا. وتقع على مسافة 12 كلم من بشري.
القموعة
تشكل منطقة القموعة (153 كلم من بيروت) جنة من الوعر والأنهر والصنوبر، ويزداد جمالها في أيام الشتاء عندما تغطي الثلوج سفوحها وقممها. يقصدها عشاق المشي والتنزه والتصوير.
البقاع
عنجر
تبعد 58 كلم عن بيروت، وهي قصر صيفي محصن من بداية القرن الثامن للميلاد أقامه الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك على الطريق القديمة التي كانت تصل سهل البقاع بغوطة دمشق. وتقوم بلدة عنجر على مقربة من موقع قلعة قديمة كانت تدعى "جّرا"، وهو اسم بقي ملتصقا بها من خلال عين الماء التي كانت ترويها، وما زالت تعرف باسم "عين جّرا" أو عنجر.
بعلبك- مدينة الآلهة
في شرق لبنان وبين سلسلتين من الجبال يمتد سهل البقاع حيث تجثم إحدى أندر الروائع الأثرية في العالم، قلعة بعلبك. وكانت في الأصل مدينة ذات جذور فينيقية، لكنها لم تعرف مجدها إلا بعد احتلال الإسكندر الكبير الذي رفعها ليجعلها (هيليوبوليس- مدينة الشمس). غير أن المدينة عرفت قمة ازدهارها على العهد الروماني، حين أصبحت مكان عبادة يضم مجموعة هياكل تتنافس هيبة وضخامة وجمالا.
تنقسم هياكل بعلبك إلى ثلاثة معابد رئيسية مختلفة الضخامة:
أولها معبد جوبيتر: وهو الأكبر لكنه الأقل حفاظا على معالمه، يمتد المعبد على مساحة بطول 88 مترا وعرض 48، وكان قائما أساسا على 54 عمودا (واحدها بعلو 22 مترا وجذع مترين)، لم يبق منها اليوم سوى ستة أعمدة لا تزال شاهدة على هذه الضخامة الفريدة في العالم.
الثاني: روعة الروعات في بعلبك معبد باخوس، ما زال محافظا على تفاصيله منذ بنائه خلال القرن الثاني الميلادي. يرقى إليه بدرج ضخم ينتهي ببوابة هائلة مزدانة بحوريات وآلهة أسطورية رائعة النحت، تؤدي إلى قاعة كبرى مذهلة العلو والمساحة والجدران، وإن باتت اليوم دون سقف.
الثالث: أبعد منه قليلا وفي حيز جانبي، إنه معبد "فينوس- إلهة الحب" المبني في نحو منتصف القرن الثالث، وهو لؤلؤة جميلة من الريازة الرومانية التي اعتمدت الشكل الدائري.
في بعلبك أيضا يزور السياح الجامع الأموي الرائع الهندسية من القرن الثامن، ونظرا لأهمية بعلبك التاريخية اختارتها اليونيسكو على لائحة التراث العالمي.
زحلة
على بعد 54 كلم من بيروت وهي عاصمة البقاع ومركز الدوائر الرسمية فيه، تمتاز بمناخ وطبيعة جعلا منها قبلة أنظار اللبنانيين والسياح الراغبين في تمضية أفضل أوقاتهم، فقد ازدحمت ضفاف نهر البردوني الذي يخترقها بالمطاعم التي تقدم أشهى المآكل المشهورة بمازاتها على أنغام خرير المياه وحفيف أوراق الأشجار. وتتوافر في زحلة الفنادق والمصارف والأسواق التجارية على اختلافها، كما تطل على طرقاتها الداخلية المنازل القديمة ذات الهندسة التقليدية الرائعة.
شتورا
محطة رئيسية على طريق الشام تقع شتورة في منتصف الطريق بين بيروت ودمشق (50 كلم من بيروت)، ويقصدها المتنقلون بين البلدين لشراء أطيب أنواع الألبان والأجبان.
الهرمل
شمالي البقاع وفيه مدفن هرمي الشكل يبلغ ارتفاعه 27 م وقد زينت جوانبه بمشاهد صيد ويمكن مشاهدته من على بعد أميال، ويبدو أن هذا المدفن المعروف باسم "قاموع الهرمل" كان قبر أمير سوري عاش في القرن الأول أو الثاني قبل الميلاد.
على مسافة بضعة كيلومترات من قاموع الهرمل يقع دير أقيم في ملجأ صخري على ثلاث طبقات يعرف باسم دير مار مارون. ويقال إنه كان ملجأ مؤقتا لأتباع مؤسس الطائفة المارونية في القرن الخامس الميلادي.
وعند سفح هذه البقايا المهيبة يتفجر أحد ينابيع نهر العاصي المعروف بـ"عين الزرقا" نسبة إلى مياهه الزرقاء الرقراقة. أما إلى الشمال فهناك شلالات الدردارة المتدفقة التي تنتشر حولها المطاعم والاستراحات.
الجنوب
صيـدا
تغوص جذور صيدا في غياهب التاريخ، إلا أن أيام عزها ترجع إلى أواخر القرن السادس قبل الميلاد في أيام الإمبراطورية الفارسية، غير أن هذا الأمر لم يمنع صيدا من الحفاظ على علاقاتها الثقافية مع المصريين والإغريق، وهذا ما دفع بكهنة إله المدينة الأعظم الذي يقع معبده على بعد نحو خمسة كيلومترات إلى الشمال منها، إلى الاستعانة بأشهر النحاتين الإغريق لتزيين معبدهم، وتعتبر المنحوتات الرخامية التي عثر عليها في المعبد من أجمل موجودات المتحف الوطني.
انحسر دور صيدا بعد ثورتها على الفرس وتدميرها عام 351 قبل الميلاد، ولم تستعد شيئا منه إلا بعد زلزال عام 551 بعد الميلاد وانتقال مدرسة الفقه من بيروت إليها، وبين العامين 1110 و1291 جعل منها الصليبيون إقطاعا تابعا لمملكة القدس وأقاموا فيها عددا من المنشآت كقلعة البحر التي كانت تحمي مرفأ المدينة وقلعة البر التي بنيت على قمة تل اصطناعي تشكل طبقاته المتعاقبة صفحات تاريخ مدينة فينيقيا المقدسة.
وتحتفظ صيدا بعدد من الأبنية التاريخية التي تعود إلى عصري المماليك والعثمانيين، ومن هذه الأبنية الجامع الكبير الذي أقيم على أنقاض كنيسة صليبية والخان الكبير المعروف بخان الفرنج الذي يعود تاريخ بنائه إلى الأمير فخر الدين الثاني.
تبعد صيدا 41 كلم عن بيروت، وهي اليوم عاصمة لبنان الجنوبي ومركز إداري وتجاري هام يستقطب المنطقة كلها.
معبد أشمون
يقع شمالي صيدا على نهر الأولي في منطقة بستان الشيخ، فقد كان أشمون إله صيدون الرئيسي واعتبر مرادفا لأسكليبيوس إله الطب عند الإغريق.
صور
كانت في العصور القديمة تتألف من قسمين:
أحدهما بري يقع على الشاطئ، والآخر بحري يقوم على جزيرة صخرية صغيرة وتوحي بعض إشارات المؤرخين القدماء وبعض الشواهد الأثرية بأن تأسيسها يعود إلى أوائل الألف الثالث قبل الميلاد، غير أن عصرها الذهبي لم يبدأ الا في القرن العاشر قبل الميلاد في ظل ملكها حيرام الذي عمر الجزيرة وأقام فيها مرفئين ومعبدا للإله ملقرت.
اشتهرت بصناعة الزجاج والصباغ الأرجواني وشهدت ازدهارا لا مثيل له على الصعيدين التجاري والثقافي، ثم ما لبثت المدينة أن تجاوزت حدودها الضيقة بفضل إقدام تجارها وبحارتها الذين جابوا المتوسط ووصلوا إلى سواحل الأطلسي، وأسسوا لهم المستعمرات والمحطات التجارية ومن بينها قرطاجة على الشاطئ التونسي.
وكان لها أعظم أسطول تجاري وحربي في المتوسط فكانت قبلة أطماع الفاتحين، ومن أبرزهم الإسكندر الأكبر الذي لم يتمكن من احتلال صور البحرية إلا بعد تدمير المدينة البرية وطمر المضيق الذي يفصلها عن الجزيرة.
غير أن المدينة استعادت عزها في العصر الروماني، فشهدت حركة عمرانية ناشطة تتمثل اليوم بعدد من المنشآت التي كشفت عنها أعمال التنقيب وأبرزتها أعمال الترميم ومن بين أهم تلك المعالم ميدان الخيل الذي يعتبر من أكبر ميادين العالم الروماني، وكانت في العصر البيزنطي عاصمة ولاية فينيقيا الساحلية.
ثم دخلها العرب أيام الفتح الإسلامي عام 636 ومن ثم الصليبيون عام 1124، فحولوها إلى إقطاع تابع لمملكة القدس. وبقيت على تلك الحال حتى العام 1291 تاريخ سقوطها في يد المماليك.
تبعد صور 79 كلم عن بيروت وتحتفظ المدينة العتيقة في صور بمرفئها وبيوتها القديمة، بالإضافة إلى آثارها القديمة التي دفعت بمنظمة اليونيسكو عام 1979 إلى اعتبار صور جزءا من التراث العالمي .
قــانــا
تقع على مسافة 10 كلم إلى الجنوب الشرقي من صور، وهي البلدة التي يعتقد أنها شهدت أولى عجائب السيد المسيح الذي حول الماء خمرا أثناء عرس جرى فيها. وفي خراج البلدة عدد من المنقوشات والمحفورات الصخرية. وقد رمم الموقع حديثا من قبل وزارة السياحة.
قلعـة الشقيف
وهي من بين عشرات القلاع في لبنان، غير أن ما من قلعة تماثلها حجما وموقعا. احتل الصليبيون هذا الموقع عام 1139 م وأقاموا فيه حصنا منيعا. وتقع على بعد 80 كلم من بيروت وتقوم على مرتفع صخري يشرف على نهر الليطاني ويطل على قمة حرمون.
مغدوشة
عند مدخل بلدة مغدوشة (50 كلم عن بيروت) يستقبلنا تمثال "سيدة المنطرة" القائم على تلة عالية تشرف على مدينة صيدا وبساتينها الخضراء. أما كنيسة سيدة المنطرة فهي عبارة عن مغارة طبيعية حفرت في الصخر، يقال إن العذراء مريم كانت تنتظر فيها ابنها المسيح بعد قيامه بجولات لنشر تعاليمه في المنطقة.
جزين
مدينة جزين (71 كلم عن بيروت و32 كلم عن صيدا) أهم المصايف الجنوبية، لما فيها من ماء وخضرة وطبيعة رائعة ومرافق عامة، تجعل منها بلدة سياحية من الدرجة الأولى، اقترنت باسمها شلالات هي الوحيدة بجمالها في لبنان (40 م)، وجزين مدينة قديمة عثر فيها على نواويس حجرية وعلى آثار صليبية وإسلامية (بقايا مسجد قديم). كما تشتهر البلدة بصناعات حرفية كالسكاكين والخناجر والملاعق والشوك وغير ذلك من الأدوات التي نالت شهرة عالمية بفضل جودة صنعها وجمال شكلها.
تبنين
تتميز تبنين (112 كلم عن بيروت) بغنى الحياة الاجتماعية التي يعززها وجود العديد من النوادي والمقاهي والمطاعم. لكن مصدر شهرة هذه البلدة قلعتها الصليبية القائمة فوق تلة عالية تشرف على ما حولها.
النبطية
هي المدينة الأكثر أهمية في جبل عامل، ومركز المحافظة السادسة، ومركز قضاء واسع يتمتع بمكانة اقتصادية وثقافية وعمرانية مميزة يقام فيها سوق أسبوعية (كل يوم اثنين)، ويتوافد إليها التجار والزوار من كل حدب وصوب. والمدينة التي تبعد عن بيروت 73 كم تحفل بالعديد من المصارف والمطاعم والمستشفيات والأندية المهمة، كنادي الشقيف الذي يمثل ظاهرة ثقافية وسياحية
جبل لبنان
أفقـا
تبعد 89 كلم عن بيروت، وهي المكان الذي جرت فيه أحداث أسطورة "أدونيس" التي يقال إن الإله الشاب دفن فيها، من مغارتها ينبع نهر أدونيس المعروف حاليا بنهر إبراهيم، وبمواجهة هذه المغارة آثار المعبد الذي أقيم في العصر الروماني لآلهة الحب فيينوس أو عشتروت.
قصر بيت الدين: وهو مبني على مرتفع مشرف على واد عميق، ويشكل هذا القصر الذي بناه الأمير بشير الشهابي الثاني الذي حكم لبنان بين العامين 1788 و1840 نموذجا رائعا عن فن العمارة اللبنانية، ويبعد القصر عن بيروت مسافة 43 كلم وفيه متحف يضم أسلحة وثيابا وجواهر من عصر الأمراء، بالإضافة إلى مجموعة من أرضيات الفسيفساء البيزنطية.
دير القمر: تقع على بعد 37 كلم جنوب شرق بيروت، وهي بلدة فريدة في لبنان أعيد ترميمها وأبقي على طابعها القديم، وتتميز دير القمر التي كانت مقر سكن أمراء لبنان بين القرن السادس عشر والثامن عشر ببيوتها الحجرية وسقوفها القرميدية الحمراء القائمة على المنحدرات.
فقرا: منتجع شتوي على مقربة من بلدة فاريا ومركز تزلج هام، تبعد فقرا 60 كلم عن بيروت وتتميز بكونها تشمل مجمعا أثريا يضم أكبر مجموعة من المعابد الرومانية في منطقة جبل لبنان وينساب بين فاريا وفقرا نبع اللبن تحت جسر نحتته الطبيعة يعرف بجسر الحجر يبلغ ارتفاعه 38 مترا فوق سطح النهر.
جعيتا: من أجمل المغاور الطبيعية في العالم وهي مزدانة بأشكال الطوالع والنوازل الكلسية، وتبعد مسافة 20 كلم إلى الشمال من بيروت، وكانت هذه المغارة قد اقفلت أثناء الحرب وأعيد تأهيلها وافتتاحها للزائرين في يوليو/ تموز 1995، وتتألف مغارة جعيتا من مغارتين السفلى وفيها يجري نهر ماء جوفي يشكل أحد منابع نهر الكلب وتتم زيارتها بواسطة مراكب خاصة والعليا وهي جافة وتتم زيارتها سيرا على الأقدام.
جونية
تبعد مسافة 18 كلم شمال بيروت وتقع على أحد أجمل الخلجان الممتدة على طول الشاطىء اللبناني، وقد شهدت هذه البلدة الصغيرة تحولا عمرانيا ملحوظا منذ بداية السبعينيات بحيث اكتظت بالمباني الشاهقة والفنادق والمنتجعات السياحية الكبيرة، ونظرا لموقعها المميز جعلت منها مطاعمها الممتازة ومرابعها الليلية ومتاجرها الفخمة قبلة السياح الزائرين. وفي جونيه هناك التلفريك الذي ينقلك في بضع دقائق من الساحل إلى قمة جبل حريصا على ارتفاع 600 م حيث كنيسة السيدة العذراء وتمثالها الشهير والكاتدرائية الحديثة التي تجتذب الزائرين والحجاج .
نهر الكلب
يبعد مسافة 15 كلم شمال بيروت وتشكل صخوره القائمة على ضفتيه كتاب تاريخ قائما بذاته، كتبه الغزاة والقادة العسكريون على مر العصور. وكان آخرها نصب الجلاء الذي يذكر بجلاء الجيوش الاجنبية عن لبنان في 31 ديسمبر/ كانون الأول 1946، وقد أضيف مؤخرا نصب يمثل جلاء المحتل الإسرائيلي عن جنوب لبنان في 25 مايو/ أيار 2000.
جبيل
تعود جذور هذه المدينة إلى الألف السادس قبل الميلاد، وتعتبر جبيل التي تتعاقب فيها مخلفات الإنسان منذ العصور الحجرية الحديثة إلى القرون الوسطى من أغنى المواقع الأثرية في البلاد، وقد شهدت ذروة ازدهارها في أيام السيادة الفرعونية على المنطقة، في الألفين الثالث والثاني قبل الميلاد عندما كانت تشكل مركزا تجاريا ودينيا وثقافيا مرموقا على الساحل الكنعاني- الفينيقي، وقد خلف فيها الصليبيون عددا من الأبنية التي تشكل اليوم قبلة أنظار زوارها كالقلعة وتحصينات المرفأ وكنيسة القديس يوحنا.
إن شهرة جبيل تأتيها من ناووس أحد ملوكها أحيرام الذي يشكل لؤلؤة المتحف الوطني، ويحمل أقدم كتابة فينيقية بالأبجدية النسخية التي تشكل أصل الأبجديات المعاصرة، بعد أن اعتمدها الإغريق القدماء وأورثوها إلى العالم من خلال الرومان. ويعود الفضل في شهرة جبيل أيضا إلى الاحتفالات التي كانت تجري فيها في العصور القديمة إحياء لذكرى أدونيس إله النبت الذي يموت في الشتاء ويزهر في الربيع.
تبعد جبيل 36 كلم شمالا عن بيروت، وتتمحور نشاطاتها الرئيسية حول المدينة القديمة التي يؤم السياح مقاهيها ومطاعمها ومهرجاناتها الدولية وآثارها من جميع انحاء العالم.
عجلتون وريفون وفيطرون وميروبا
اكتسبت بلدات عجلتون وريفون وفيطرون وميروبا المنثورة فوق جبال كسروان (24 إلى 50 كلم عن بيروت) منذ زمن بعيد شهرة واسعة بوصفها منتجعات اصطياف تتمتع بمناخ جيد ومناظر خلابة. وما زالت هذه البلدات تحتفظ ببعض بيوتها ذات السقوف القرميدية والأسلوب المعماري اللبناني التقليدي. وتنتشر في هذه البلدات الفنادق والمطاعم والمقاهي والمتاجر على اختلافها بحيث باتت تشكل الطابع العام الذي تمتاز به.
بكفيا
تشتهر بكفيا (25 كلم عن بيروت) ببيوتها ذات السطوح القرميدية ومناظرها الخلابة ومناخها المنعش ومياهها المعدنية، ومن أهم ينابيعها نبع النعص المعروف منذ القدم بمنافعه الشفائية، بحيث تحلق حوله عدد من الفنادق التي يقصدها من يسعى إلى معالجة المشاكل الصحية.
حمانا وفالوغا
تقع بلدة حمانا (33 كلم عن بيروت) وسط واد جميل، ويمكن التمتع بمحاسنها من أطراف بلدة صوفر المشرفة عليها، كانت البلدة في ما مضى من قرى جبل لبنان المشهورة بصناعة الحرير، وما زالت تحتفظ بعدد من دارات أثريائها في تلك الأيام وعماراتها اللبنانية التقليدية، كما تحتفظ بمصنع حرير قديم تم تحويله إلى مدرسة.
على بعد ثلاثة كيلومترات من حمانا تقع بلدة فالوغا وهي من مراكز الاصطياف المشهورة، ومن أبرز معالمها سراي من القرن التاسع عشر يمتاز ببوابة تتمازج في زخارفها التقاليد المشرقية بالتقاليد الإيطالية وتعتبر من أجمل بوابات قصور تلك الفترة.
بيت شباب
إلى جانب بيوتها ذات الأنماط القروية اللبنانية التقليدية وكنائسها المتعددة التي من بينها كنيسة سيدة الغابة المبنية عام 1761. تمتاز بلدة بيت شباب (25 كلم عن بيروت) بمحافظتها على حرفتين، إحداهما تتمثل بصناعة الخزفيات على الطريقة التقليدية، أما الأخرى فهي صناعة صب الأجراس بأسلوب قديم ذي أسرار مهنية متوارثة.
بيت مري
ترتفع بلدة بيت مري (18 كلم عن بيروت) حوالي 800 متر فوق سطح البحر، وتشرف من موقعها المميز على بيروت وضواحيها، وقد جعل هذا الموقع الفريد من بلدة بيت مري مركز اصطياف شهير له مكانته والرقص والموسيقى المحلية والعالمية.
برمانا
تجمع برمانا (20 كلم عن بيروت) بين سحر القرية اللبنانية التقليدية وفخامة ومنتجعات الاصطياف الحديثة وصخبها.
بسكنتا
تنتشر بيوت بسكنتا وحدائقها على أقدام جبل صنين الذي يبلغ ارتفاعه 2628 مترا. وما زالت بسكنتا (45 كلم عن بيروت) تعتبر من البلدات اللبنانية التي حافظت على بعض تراثها المعماري التقليدي، وهي مركز اصطياف مشهور بمناظره الخلابة وفاكهته اللذيذة و كرومه السخية.
والبلدة مشهورة أيضا بأنها موطن ميخائيل نعيمه (1889-1988) أحد عظام رجالات الفكر والأدب في لبنان ورفيق درب جبران خليل جبران.
صوفر
تشتهر صوفر (27 كلم عن بيروت) بقصورها الفخمة وتضم الفنادق والمنتزهات المميزة.
عاليه
إن عاليه (17 كلم عن بيروت) قريبة من البحر وارتفاعها معتدل، تتوافر فيها جميع أسباب الراحة والتسلية، أخذت عاليه مع مر الزمن تتحول إلى أحد أهم المنتجعات الاصطيافية وتضم حاليا معرضا دائما للمنحوتات.
بحمدون
استعادت بحمدون (23كلم عن بيروت) دورها كأبرز مصايف لبنان يقصدها المصطافون العرب.
صور من لبنان