الهندوسية
المطلب الأول :تعريف الهندوسية
هي ديانة وثنية يعتنقها معظم أهل الهند ، وقد تشكلت عبر مسيرة طويلة منذ القرن الخامس عشر قبل الميلاد إلى وقتنا الحاضر كما أنه لا يوجد لها مؤسس معين ، ولا يعرف لمعظم كتبها مؤلفون معينون (127) .
المطلب الثاني :نبذة تاريخية
تتحدد نقطة البداية في العقيدة الهندوسية مع بداية الخلق ، حيث تبدأ بوجود عملاق في السماء اسمه ( براهما ) يدَّعي أنه (الإله ) حين يقول : ( أنا أقوى من السماء وأعظم من الأرض وأرفع من كل هذه الأجرام والكواكب حولي.. أحتوي كل شيء وأكمن في كل شيء ،لا تدركني الحواس ، لأني أنا حقيقة الحقيقة.. أنا براهما )(128).
ولكن (براهما ) الإله كان غير سعيد لأنه وحيد . فقرر أن يصنع شيئاً( وبأطراف أنامله صنع براهما شيئاً هائلاً كبير الحجم يكاد يعدل جسمه : "عملاقاً وعملاقةً تعانقا")(129).
هكذا عقيدة الهندوس في خلق الإنسان ثم إن الهندوس لا يفوتهم تلفيق القصص الخيالية في كيفية وجود الحيوانات والحشرات ،فبعد أن تناسل من العملاقان البشر( أطلت المرأة إلى رجلها وتساءلت : كيف استطاع ذلك العملاق أن يخرج مني كل هذه الكائنات ..... إنه لشيء رهيب ، خارق ، شيء يجعلني أبتعد عنه وأختفي عن ناظريه !!).
فاختفت الزوجة فعلاً ، ولكن كيف؟( اختفت في صورة بقرة ،ولكن الزوج كان في إمكانه أن يصنع نفس الشيء .... فانقلب ثوراً وزاوجها ،وكان بازدواجهما أن توالدت الماشية(130).
ثم هربت منه وتحولت إلى فرس فكان هو الآخر تحول إلى جواد وتناسلا. ثم تحولت الزوجة إلى حمارة فحول نفسه الآخر إلى حمار وتناسلا ثم تحولت إلى نعجة ، فتحول كبشاً، لتكون الماعز والخراف ..وهكذا كلما تحولت الزوجة العملاقة إلى صنف معين من أصناف الحيوانات تحول الزوج العملاق هو الآخر إلى نفس الصنف ليتناسلا حتى بلغ وجودهما في التدرج إلى حيث النمل(131)!!،هكذا بدأت قصة الخلق كما يراها الهندوس .ومرت الهندوسية بفترات تاريخية ، كان لها الأثر في عقائد الهندوس . حددها المؤرخون بثلاث حقب زمنية تمثلت في الأدوار الآتية :
دور الآباء وتوحيد الله :وكان الهنود الأصليون منقسمين إلى عشائر وجماعات متفرقة ، وكان رب كل بيت هو القاضي والكاهن في منـزله(132) .
دور الكهنة :بعد مرور أجيال عديدة من أصحاب الدور الأول ظهر الكهنة على مسرح الحياة، فأنشأوا الطقوس وأحدثوا الديانة المؤسسة على التثليث . وتوسع نفوذ الكهنة في هذا الدور ، فقسموا المجتمع إلى طبقات وأوجدوا الاختصاصات والامتيازات (133)
دور الإصلاح :وعهده قبل المسيح u بستمائة سنة تقريباً ، حيث ظهر رجلا الإصلاح وهما(بوذا و مهافيرا ) على الأسس البرهمية .(134)
المطلب الثالث :طبقات الهندوس
تميزت الهندوسية بالنظام الطبقي فيها ، وفيما يلي بيان ذلك :
1)البراهمة : وهم الذين خلقهم الإله (براهما) من فمه فمنهم المعلم والكاهن والقاضي وهم ملجأ الجميع في حالات الزواج والوفاة ، ولا يجوز تقديم القرابين إلا في حضرتهم (132) وسموا براهمة لأنهم لا يؤمنون بالرسل إلا إبراهيم )331(u
2)الكاشتريا:وهم الذين خلقهم الإله من ذراعيه ، يتعلمون ويقدمون القرابين ويحملون السلاح للدفاع (134).
3) الويش : وخلقوا من فخذ الإله، وهم طبقة التجار والمزارعين وعلى المزارع تربية المواشي وعلى التاجر
معرفة قوانين التجارة ويجب عليهم الاعتناء بمهنتهم(135) .
4) الشوادر المنبوذين) : وهم الذين خلقهم الإله من قدميه ، وعملهم مقصور على خدمة الطوائف الثلاثة الأولى (136).
المطلب الرابع :عقائد الهندوس
تتمثل عقائد الهندوس في أربع عقائد أساسية هي :
( الكارما ) ( تناسخ الأرواح ) ( الانطلاق ) ( وحدة الوجود ).
الكارما : "( قانون الجزاء ) أي أن نظام الكون إلهي قائم على العدل المحض ، هذا العدل الذي سيقع لا محالة إما في الحياة الحاضرة أو في الحياة القادمة ، وجزاء حياةٍ يكون في حياةٍ أخرى ، والأرض هي دار الابتلاء كما أنها دار الجزاء والثواب "(137)
تناسخ الأرواح :
التناسخ هو رجوع الروح بعد خروجها من جسم إلى العالم الأرضي في جسم آخر(138).
فعندما يموت الإنسان تخرج الروح منه وتدخل في جسد مولود جديد ولد لتوه ، فإذا كان الإنسان صالحاً في حياته انتقلت روحه إلى مولود ولد في طائفة أعلى من طائفته أما إذا كان فاسداً في حياته فإن روحه تنتقل إلى مولود ولد في طائفة أدنى ، ثم إذا ظل فاسداً في حياته التالية يولد عليلاً ، ثم إن استمر في الدورة الثالثة فاسداً فإنه سيولد حيواناً ، وإن استمر فاسداً فسوف ينحدر في كل مرة إلى مستوى أدنى في مراتب الحيوانات حتى يولد بعوضة أو برغوثاً .
أما الذي يستمر في حياة صالحة بعد حياة صالحة،فيرتقى كل مرة إلى طائفة أعلى حتى يصل إلى طبقة (البراهمة ) بعدها إن كان صالحاً بعد أن وصل إلى هذه الطائفة ، فإن دورة الحياة تنتهي ولكن روحه تتحد مع ( براهما )
الإله ، وهذا ما يسمى بـ ( النير فانا ) وهذه أعظم سعادة يمكن أن تتمناه روح (139).
الانطلاق : وهو ما ذكرناه من امتزاج الروح مع (براهما ) واتحادها به .
وحدة الوجود: وتعني أن الحياة خلقت من الروح ، فالإنسان ليس جسمه وحواسه لإنها تموت وتبلى ، بل الإنسان هو الروح وهي أزلية أبدية مستمرة غير مخلوقة (140).
وقال (سانكرا ) في فلسفة وحدة الوجود (إن الروح الإنسانية هي جزء من الروح العالمية) (141)
عقائد أخرى :
(الإله في فكر الهندوس )
لقد أعجب الهنود بمظاهر الكون وظنوا أن لها أرواحاً تكمن فيها قوى كامنة ، بيدها أن تمنحهم ، فخلقوا لهم منها آلهة متعددة ، كل آلهة ترمز لظاهرة معينة ، فالمطر له إله وللنار إله وللسماء إله وللأرض إله ، وللعاصفة إله ، وللشمس إله ، وللنبات إله.. الخ وجسدوا لهذه الآلهة أصنام لكي يعبدوها .
وللهنود نـزعتان فيما يتعلق بالإله ، نـزعة الوحدانية ونـزعة التعدد .
فإذا دعوا إلهاً من هذه الآلهة المتعددة اثنوا عليه وتقربوا إليه ومجدوه وسموه برب الأرباب حتى يغيب عن أذهانهم بقية الآلهة (وكانوا إذا دعوا إلهاً من آلهتهم أو أثنوا عليه أو تقربوا إليه بقربان أقبلوا عليه بكل عواطفهم وجل ميولهم حتى يغيب عن أعينهم سائر الآلهة والأرباب )(142) .
الثالوث الهندوسي :
كما يعتقد الهندوس بثالوث الآلهة ، وهي نفس الفكرة لدى النصارى ، حيث اقتبسوها من الديانة الهندوسية .
والثالوث الهندوسي هو الذي يسيطر على الكون .
براهما : سيد جميع الآلهة ، فهو القوة الخالقة للطبيعة .
فشنو: إله الحب والذي كثيراً ما ينقلب إلى إنسان ليقدم العون للبشر .
شيفا : إله القسوة والتدمير وهو تجسيد للقوة الكونية التي تعمل على تخريب صورة الكون ، وهو لا يظهر عادةً
إلا في ميادين القتال والمعارك الضخمة (143).
الحيوانات المقدسة عند الهندوس :
فكما جعلوا من الظواهر الطبيعية آلهة كذلك جعلوا لبعض الحيوانات قداسة مثل الفيلة والقردة والأفاعي ، أما البقرة فهي أكثر الحيوانات قداسة مما ترتب عليه من إعطائها الحرية المطلقة في التجوال عبر الطرقات كيف شاءت ومتى شاءت ولا يجوز للهندوسي مهما كانت الظروف أن يأكل لحمها ،وقد جعلوا لها تماثيل في كل معبد ومنـزل وميدان هذا كله لاعتقادهم أن هذه الحيوانات مصادر قوة ضخمة ترمز جيداً إلى القوة الكبرى التي تسيطر على هذا العالم الكبير (144).
المطلب الخامس :أهم كتب الهندوس
لهم أعداد كبيرة من الكتب ، ولكنها صعبة الفهم غريبة اللغة مما ألجأهم لتأليف كتب كثيرة لشرحها . ومن أهم كتبهم :
الويدا : وهو يتألف من أربعة كتب ، كل كتاب يختص بشيء .
قوانين (منو ) : عبارة عن شرح للويدات ، بينت معالم الهندوسية ومبادئها وأسسها(145).
وهناك كتب اخرى أقل مرتبة مما سبق :
مهابهارتا : ملحمة هندية وهي تصف حرباً بين أمراء من الأسر المالكة (146).
كيتا : تصف حرباً بين أمراء من أسرة ملكية واحدة (146)
يوجا واسستها : تحتوي على أربعة وستين ألف بيت بيد مجموعة من الناس ، فيها أمور فلسفية ولاهوتية (146)
رامايانا : يعتني هذا الكتاب بالأفكار السياسية والدستورية وفيه خطب لملك اسمه (راما) (146)
والديانة الهندوسية هي اليوم أكثر الديانات انتشاراً في الهند وقد اختفت كثير من الطقوس القديمة ماعدا طقوس الزواج والوفاة والحج إلى نهر الجنجز ليتطهروا من الذنوب والآثام .
أما الطوائف بين الهندوس فقد زاد عددها إلى تسع عشرة ألف طائفة ، وكذلك زاد عدد الآلهة من ثلاثة وثلاثين إله إلى مئات الآلهة (147).
المطلب الأول :تعريف الهندوسية
هي ديانة وثنية يعتنقها معظم أهل الهند ، وقد تشكلت عبر مسيرة طويلة منذ القرن الخامس عشر قبل الميلاد إلى وقتنا الحاضر كما أنه لا يوجد لها مؤسس معين ، ولا يعرف لمعظم كتبها مؤلفون معينون (127) .
المطلب الثاني :نبذة تاريخية
تتحدد نقطة البداية في العقيدة الهندوسية مع بداية الخلق ، حيث تبدأ بوجود عملاق في السماء اسمه ( براهما ) يدَّعي أنه (الإله ) حين يقول : ( أنا أقوى من السماء وأعظم من الأرض وأرفع من كل هذه الأجرام والكواكب حولي.. أحتوي كل شيء وأكمن في كل شيء ،لا تدركني الحواس ، لأني أنا حقيقة الحقيقة.. أنا براهما )(128).
ولكن (براهما ) الإله كان غير سعيد لأنه وحيد . فقرر أن يصنع شيئاً( وبأطراف أنامله صنع براهما شيئاً هائلاً كبير الحجم يكاد يعدل جسمه : "عملاقاً وعملاقةً تعانقا")(129).
هكذا عقيدة الهندوس في خلق الإنسان ثم إن الهندوس لا يفوتهم تلفيق القصص الخيالية في كيفية وجود الحيوانات والحشرات ،فبعد أن تناسل من العملاقان البشر( أطلت المرأة إلى رجلها وتساءلت : كيف استطاع ذلك العملاق أن يخرج مني كل هذه الكائنات ..... إنه لشيء رهيب ، خارق ، شيء يجعلني أبتعد عنه وأختفي عن ناظريه !!).
فاختفت الزوجة فعلاً ، ولكن كيف؟( اختفت في صورة بقرة ،ولكن الزوج كان في إمكانه أن يصنع نفس الشيء .... فانقلب ثوراً وزاوجها ،وكان بازدواجهما أن توالدت الماشية(130).
ثم هربت منه وتحولت إلى فرس فكان هو الآخر تحول إلى جواد وتناسلا. ثم تحولت الزوجة إلى حمارة فحول نفسه الآخر إلى حمار وتناسلا ثم تحولت إلى نعجة ، فتحول كبشاً، لتكون الماعز والخراف ..وهكذا كلما تحولت الزوجة العملاقة إلى صنف معين من أصناف الحيوانات تحول الزوج العملاق هو الآخر إلى نفس الصنف ليتناسلا حتى بلغ وجودهما في التدرج إلى حيث النمل(131)!!،هكذا بدأت قصة الخلق كما يراها الهندوس .ومرت الهندوسية بفترات تاريخية ، كان لها الأثر في عقائد الهندوس . حددها المؤرخون بثلاث حقب زمنية تمثلت في الأدوار الآتية :
دور الآباء وتوحيد الله :وكان الهنود الأصليون منقسمين إلى عشائر وجماعات متفرقة ، وكان رب كل بيت هو القاضي والكاهن في منـزله(132) .
دور الكهنة :بعد مرور أجيال عديدة من أصحاب الدور الأول ظهر الكهنة على مسرح الحياة، فأنشأوا الطقوس وأحدثوا الديانة المؤسسة على التثليث . وتوسع نفوذ الكهنة في هذا الدور ، فقسموا المجتمع إلى طبقات وأوجدوا الاختصاصات والامتيازات (133)
دور الإصلاح :وعهده قبل المسيح u بستمائة سنة تقريباً ، حيث ظهر رجلا الإصلاح وهما(بوذا و مهافيرا ) على الأسس البرهمية .(134)
المطلب الثالث :طبقات الهندوس
تميزت الهندوسية بالنظام الطبقي فيها ، وفيما يلي بيان ذلك :
1)البراهمة : وهم الذين خلقهم الإله (براهما) من فمه فمنهم المعلم والكاهن والقاضي وهم ملجأ الجميع في حالات الزواج والوفاة ، ولا يجوز تقديم القرابين إلا في حضرتهم (132) وسموا براهمة لأنهم لا يؤمنون بالرسل إلا إبراهيم )331(u
2)الكاشتريا:وهم الذين خلقهم الإله من ذراعيه ، يتعلمون ويقدمون القرابين ويحملون السلاح للدفاع (134).
3) الويش : وخلقوا من فخذ الإله، وهم طبقة التجار والمزارعين وعلى المزارع تربية المواشي وعلى التاجر
معرفة قوانين التجارة ويجب عليهم الاعتناء بمهنتهم(135) .
4) الشوادر المنبوذين) : وهم الذين خلقهم الإله من قدميه ، وعملهم مقصور على خدمة الطوائف الثلاثة الأولى (136).
المطلب الرابع :عقائد الهندوس
تتمثل عقائد الهندوس في أربع عقائد أساسية هي :
( الكارما ) ( تناسخ الأرواح ) ( الانطلاق ) ( وحدة الوجود ).
الكارما : "( قانون الجزاء ) أي أن نظام الكون إلهي قائم على العدل المحض ، هذا العدل الذي سيقع لا محالة إما في الحياة الحاضرة أو في الحياة القادمة ، وجزاء حياةٍ يكون في حياةٍ أخرى ، والأرض هي دار الابتلاء كما أنها دار الجزاء والثواب "(137)
تناسخ الأرواح :
التناسخ هو رجوع الروح بعد خروجها من جسم إلى العالم الأرضي في جسم آخر(138).
فعندما يموت الإنسان تخرج الروح منه وتدخل في جسد مولود جديد ولد لتوه ، فإذا كان الإنسان صالحاً في حياته انتقلت روحه إلى مولود ولد في طائفة أعلى من طائفته أما إذا كان فاسداً في حياته فإن روحه تنتقل إلى مولود ولد في طائفة أدنى ، ثم إذا ظل فاسداً في حياته التالية يولد عليلاً ، ثم إن استمر في الدورة الثالثة فاسداً فإنه سيولد حيواناً ، وإن استمر فاسداً فسوف ينحدر في كل مرة إلى مستوى أدنى في مراتب الحيوانات حتى يولد بعوضة أو برغوثاً .
أما الذي يستمر في حياة صالحة بعد حياة صالحة،فيرتقى كل مرة إلى طائفة أعلى حتى يصل إلى طبقة (البراهمة ) بعدها إن كان صالحاً بعد أن وصل إلى هذه الطائفة ، فإن دورة الحياة تنتهي ولكن روحه تتحد مع ( براهما )
الإله ، وهذا ما يسمى بـ ( النير فانا ) وهذه أعظم سعادة يمكن أن تتمناه روح (139).
الانطلاق : وهو ما ذكرناه من امتزاج الروح مع (براهما ) واتحادها به .
وحدة الوجود: وتعني أن الحياة خلقت من الروح ، فالإنسان ليس جسمه وحواسه لإنها تموت وتبلى ، بل الإنسان هو الروح وهي أزلية أبدية مستمرة غير مخلوقة (140).
وقال (سانكرا ) في فلسفة وحدة الوجود (إن الروح الإنسانية هي جزء من الروح العالمية) (141)
عقائد أخرى :
(الإله في فكر الهندوس )
لقد أعجب الهنود بمظاهر الكون وظنوا أن لها أرواحاً تكمن فيها قوى كامنة ، بيدها أن تمنحهم ، فخلقوا لهم منها آلهة متعددة ، كل آلهة ترمز لظاهرة معينة ، فالمطر له إله وللنار إله وللسماء إله وللأرض إله ، وللعاصفة إله ، وللشمس إله ، وللنبات إله.. الخ وجسدوا لهذه الآلهة أصنام لكي يعبدوها .
وللهنود نـزعتان فيما يتعلق بالإله ، نـزعة الوحدانية ونـزعة التعدد .
فإذا دعوا إلهاً من هذه الآلهة المتعددة اثنوا عليه وتقربوا إليه ومجدوه وسموه برب الأرباب حتى يغيب عن أذهانهم بقية الآلهة (وكانوا إذا دعوا إلهاً من آلهتهم أو أثنوا عليه أو تقربوا إليه بقربان أقبلوا عليه بكل عواطفهم وجل ميولهم حتى يغيب عن أعينهم سائر الآلهة والأرباب )(142) .
الثالوث الهندوسي :
كما يعتقد الهندوس بثالوث الآلهة ، وهي نفس الفكرة لدى النصارى ، حيث اقتبسوها من الديانة الهندوسية .
والثالوث الهندوسي هو الذي يسيطر على الكون .
براهما : سيد جميع الآلهة ، فهو القوة الخالقة للطبيعة .
فشنو: إله الحب والذي كثيراً ما ينقلب إلى إنسان ليقدم العون للبشر .
شيفا : إله القسوة والتدمير وهو تجسيد للقوة الكونية التي تعمل على تخريب صورة الكون ، وهو لا يظهر عادةً
إلا في ميادين القتال والمعارك الضخمة (143).
الحيوانات المقدسة عند الهندوس :
فكما جعلوا من الظواهر الطبيعية آلهة كذلك جعلوا لبعض الحيوانات قداسة مثل الفيلة والقردة والأفاعي ، أما البقرة فهي أكثر الحيوانات قداسة مما ترتب عليه من إعطائها الحرية المطلقة في التجوال عبر الطرقات كيف شاءت ومتى شاءت ولا يجوز للهندوسي مهما كانت الظروف أن يأكل لحمها ،وقد جعلوا لها تماثيل في كل معبد ومنـزل وميدان هذا كله لاعتقادهم أن هذه الحيوانات مصادر قوة ضخمة ترمز جيداً إلى القوة الكبرى التي تسيطر على هذا العالم الكبير (144).
المطلب الخامس :أهم كتب الهندوس
لهم أعداد كبيرة من الكتب ، ولكنها صعبة الفهم غريبة اللغة مما ألجأهم لتأليف كتب كثيرة لشرحها . ومن أهم كتبهم :
الويدا : وهو يتألف من أربعة كتب ، كل كتاب يختص بشيء .
قوانين (منو ) : عبارة عن شرح للويدات ، بينت معالم الهندوسية ومبادئها وأسسها(145).
وهناك كتب اخرى أقل مرتبة مما سبق :
مهابهارتا : ملحمة هندية وهي تصف حرباً بين أمراء من الأسر المالكة (146).
كيتا : تصف حرباً بين أمراء من أسرة ملكية واحدة (146)
يوجا واسستها : تحتوي على أربعة وستين ألف بيت بيد مجموعة من الناس ، فيها أمور فلسفية ولاهوتية (146)
رامايانا : يعتني هذا الكتاب بالأفكار السياسية والدستورية وفيه خطب لملك اسمه (راما) (146)
والديانة الهندوسية هي اليوم أكثر الديانات انتشاراً في الهند وقد اختفت كثير من الطقوس القديمة ماعدا طقوس الزواج والوفاة والحج إلى نهر الجنجز ليتطهروا من الذنوب والآثام .
أما الطوائف بين الهندوس فقد زاد عددها إلى تسع عشرة ألف طائفة ، وكذلك زاد عدد الآلهة من ثلاثة وثلاثين إله إلى مئات الآلهة (147).