بعض الطرائف التي تحدث في أنفاق التهريب!!!
كثيرا ما تحدثت وسائل الإعلام عن أنفاق التهريب في رفح، وأفردت الصحف
والمحطات الفضائية والإذاعات مساحات واسعة للحديث عنها، خاصة بعد أن أصبحت
بمثابة شريان الحياة الوحيد لقطاع غزة المحاصر.
لكن ثمة ما لم يتناوله أحد من قبل بهذا الصدد، فهناك أحداث غريبة ومثيرة
حدثت خلال حفر الأنفاق، أو أثناء تنفيذ عمليات التهريب، خاصة بعد أن بدأ
متطفلون يجهلون أصول وقواعد حفر الأنفاق والتعامل بها بالعمل في هذا
المجال.
قلة خبرة أم سوء تقدير؟
من المعروف أن لكل نفق فتحتين، واحدة في الجانب الفلسطيني وأخرى في الجانب
المصري، ويتم الاتفاق مسبقا ما بين شخصين متواجدين على طرفي الحدود على
مكان الفتحتين، ويبدأ الحفر بشكل دقيق بالاعتماد على بوصلة، وأجهزة مقياس
محددة، وحديثا على تقنية Google Earth، فنسبة الخطأ تكاد تكون معدومة إذا
ما كان يحفر النفق خبراء في هذا المجال.
لكن ما حدث مع أحد المواطنين جنوب المدينة كان غريبا، فبعد أن حددت فتحتا
النفق، وبدأ الحفر بالفعل، وحان وقت إخراج العلامة من باطن الأرض، وهي
الخطوة التي عادة ما تسبق إحداث الفتحة في الجانب المصري، اكتشف مالك
النفق أنه سار بنفقه مسافة 200 متر في اتجاه الجنوب، ثم انحرف الحفر على
شكل حذوة فرس، وعاد وتوقف على بعد 80 مترا بمحاذاة الفتحة الأولى، ليكتشف
هذا الشخص أن فتحتي النفق في الأراضي الفلسطينية، لكن معرفته بما حدث كانت
متأخرة بعد أن خسر شقاء العمر.
محطات وقود
من جهة أخرى، بدا غريبا أن تتحول بعض الأنفاق إلى محطات لتعبئة الوقود،
تصطف أمامها طوابير طويلة من المركبات بانتظار دورها للحصول على الوقود
بمختلف أنواعه، دون أن يتوقف ملاكها عن إجراء الاتصالات مع الطرف الآخر،
لحثهم على تسريع ضخ الوقود بواسطة أنابيب بلاستيكية تم تمديدها داخل النفق.
لكن الأغرب أن بعض ملاك الأنفاق بدأوا بالتفكير بصورة جدية بتهريب الغاز
المنزلي، بعد أن علموا أن أسعاره في الأراضي المصرية أقل بكثير مما هي
عليه في قطاع غزة، محاولين استغلال أزمة الغاز الخانقة التي يعيشها القطاع
لتحقيق أرباح كبيرة.
وبحسب ما أكده بعض المختصين في هذا المجال، فإن تهريب الغاز المنزلي يعتبر
أمرا غاية في الصعوبة، فهو بحاجة إلى شبكة أنابيب معدنية خاصة، وإلى آلات
ضخ وصهاريج مخصصة، لكن يرى البعض أن ما فعله المهربون من أمور كان البعض
يراها مستحيلة قد يمكنهم من إتمام العملية المذكورة بنجاح.
موقف غريب
وفي حكاية واقعية أخرى، أجرى مالك النفق الفلسطيني اتصالا مع شريكه
المصري، بعد انتهاء الحفر، واتفقا على إحداث الفتحة داخل محل تجاري مغلق،
لكن خطأ بسيطا أطال النفق عشرة أمتار عما كان مخططا، فخرج الحفارون من
الفتحة المقابلة ليجدوا أنفسهم داخل معسكر للجيش المصري، وبالطبع لاحق
الجنود المصريون الحفارين، الذين فروا إلى داخل النفق، الذي كان مصيره
التدمير، قبل أن ينجح في إتمام صفقة تهريب واحدة.
زواج مهربين
ولعل الأكثر طرافة، ولكن من دون خسائر، أن أحد ملاك الأنفاق أراد الزواج،
وبعد أن عثر على شريكة عمره بدأ بالإعداد لحفل الزفاف، الذي أراده أن يكون
كبيرا ومميزا، لكنه لم يجد كميات اللحوم اللازمة لإعداد وليمته ولا
المشروبات الغازية، وكان ينقصه الكثير من الأشياء، فهاتف شريكه المصري،
الذي جهز له كل ما يريد، ونقله بواسطة النفق، فكان حفلا مميزا، أطلق عليه
المواطنون "زواج مهربين".
أسد يستيقظ داخل نفق
أكثر ملاك الأنفاق في الآونة الأخيرة من تهريب الحيوانات المفترسة
والأليفة من خلال أنفاقهم، لتصل إلى أصحاب حدائق الحيوان المنتشرة في قطاع
غزة، ليقوموا بعرضها أمام الجمهور المتعطش لرؤية مثل هذه الحيوانات.
لكن ما حدث مؤخرا لم يكن متوقعا، فقد اعتاد المهربون على نقل الحيوانات
المفترسة بعد إعطائها حقنة مخدرة لضمان سلامتهم، وبينما هم منشغلون في نقل
الأسد الذكر ذي الحجم الكبير، استيقظ داخل النفق، ففر من كانوا حوله،
وسادت أجواء من الرعب، لدرجة أن بعضهم فكر بقتله بإطلاق النار عليه، لكن
كان أحدهم قد احتاط متوقعا الأسوأ، إذ كانت في جعبته حقنة مخدر احتياطية
حقن الأسد بها، فعاد الأخير لنومه العميق، وتمت العملية بنجاح ودونما
خسائر.
خراف في الأنفاق
اعتاد سكان المناطق الحدودية على سماع أصوات الآلات التي تستخدم في الحفر،
وجر العربات التي تحمل البضائع المهربة، كما دأبوا على سماع الشاحنات التي
تصل المنطقة لنقل البضائع أو الوقود، لكن ما سمعوه هذه المرة كان غريبا،
فقد استيقظ معظمهم على أصوات قطعان من الخراف، وحين خرجوا شاهدوها تخرج من
الأنفاق وتوضع في عربات نقل.
الأمر لم يعد غريبا، إذا ما علمنا أن الحصار منع المواشي من الوصول إلى
قطاع غزة، ما تسبب في ارتفاع أسعارها بصورة كبيرة، وزيادة الطلب عليها،
فما كان من ملاك الأنفاق إلا أن أدخلوا المواشي ضمن قائمة السلع التي تهرب
من مصر.
الأمر لم يقف عند هذا الحد، فبعضهم بدأ بتوسعة أنفاقه وتهيئتها، ليتمكن من
تهريب أعداد أكبر من الماشية، وربما عجول وأبقار، فلم لا وعيد الأضحى بات
على الأبواب!
علاقات تجارية ثم اجتماعية
وفي الغالب تكون العلاقة بين مالكي النفق الفلسطيني والمصري تجارية، لكن
مع كثرة التعامل تصبح هناك ألفة تتحول إلى صداقة شخصية ثم عائلية، تتوج
بتبادل الزيارات والولائم.
فبعض ملاك الأنفاق أكدوا أنهم استضافوا عائلات شركائهم في منازلهم، وأقاموا لهم ولائم، وكذلك فعل مالك النفق المصري مع شريكه.
لكن التنقل بين منزلي الصديقين لا يبدو سهلا، فالوصول إليهما يتطلب السير على أربع، وسط ال
كثيرا ما تحدثت وسائل الإعلام عن أنفاق التهريب في رفح، وأفردت الصحف
والمحطات الفضائية والإذاعات مساحات واسعة للحديث عنها، خاصة بعد أن أصبحت
بمثابة شريان الحياة الوحيد لقطاع غزة المحاصر.
لكن ثمة ما لم يتناوله أحد من قبل بهذا الصدد، فهناك أحداث غريبة ومثيرة
حدثت خلال حفر الأنفاق، أو أثناء تنفيذ عمليات التهريب، خاصة بعد أن بدأ
متطفلون يجهلون أصول وقواعد حفر الأنفاق والتعامل بها بالعمل في هذا
المجال.
قلة خبرة أم سوء تقدير؟
من المعروف أن لكل نفق فتحتين، واحدة في الجانب الفلسطيني وأخرى في الجانب
المصري، ويتم الاتفاق مسبقا ما بين شخصين متواجدين على طرفي الحدود على
مكان الفتحتين، ويبدأ الحفر بشكل دقيق بالاعتماد على بوصلة، وأجهزة مقياس
محددة، وحديثا على تقنية Google Earth، فنسبة الخطأ تكاد تكون معدومة إذا
ما كان يحفر النفق خبراء في هذا المجال.
لكن ما حدث مع أحد المواطنين جنوب المدينة كان غريبا، فبعد أن حددت فتحتا
النفق، وبدأ الحفر بالفعل، وحان وقت إخراج العلامة من باطن الأرض، وهي
الخطوة التي عادة ما تسبق إحداث الفتحة في الجانب المصري، اكتشف مالك
النفق أنه سار بنفقه مسافة 200 متر في اتجاه الجنوب، ثم انحرف الحفر على
شكل حذوة فرس، وعاد وتوقف على بعد 80 مترا بمحاذاة الفتحة الأولى، ليكتشف
هذا الشخص أن فتحتي النفق في الأراضي الفلسطينية، لكن معرفته بما حدث كانت
متأخرة بعد أن خسر شقاء العمر.
محطات وقود
من جهة أخرى، بدا غريبا أن تتحول بعض الأنفاق إلى محطات لتعبئة الوقود،
تصطف أمامها طوابير طويلة من المركبات بانتظار دورها للحصول على الوقود
بمختلف أنواعه، دون أن يتوقف ملاكها عن إجراء الاتصالات مع الطرف الآخر،
لحثهم على تسريع ضخ الوقود بواسطة أنابيب بلاستيكية تم تمديدها داخل النفق.
لكن الأغرب أن بعض ملاك الأنفاق بدأوا بالتفكير بصورة جدية بتهريب الغاز
المنزلي، بعد أن علموا أن أسعاره في الأراضي المصرية أقل بكثير مما هي
عليه في قطاع غزة، محاولين استغلال أزمة الغاز الخانقة التي يعيشها القطاع
لتحقيق أرباح كبيرة.
وبحسب ما أكده بعض المختصين في هذا المجال، فإن تهريب الغاز المنزلي يعتبر
أمرا غاية في الصعوبة، فهو بحاجة إلى شبكة أنابيب معدنية خاصة، وإلى آلات
ضخ وصهاريج مخصصة، لكن يرى البعض أن ما فعله المهربون من أمور كان البعض
يراها مستحيلة قد يمكنهم من إتمام العملية المذكورة بنجاح.
موقف غريب
وفي حكاية واقعية أخرى، أجرى مالك النفق الفلسطيني اتصالا مع شريكه
المصري، بعد انتهاء الحفر، واتفقا على إحداث الفتحة داخل محل تجاري مغلق،
لكن خطأ بسيطا أطال النفق عشرة أمتار عما كان مخططا، فخرج الحفارون من
الفتحة المقابلة ليجدوا أنفسهم داخل معسكر للجيش المصري، وبالطبع لاحق
الجنود المصريون الحفارين، الذين فروا إلى داخل النفق، الذي كان مصيره
التدمير، قبل أن ينجح في إتمام صفقة تهريب واحدة.
زواج مهربين
ولعل الأكثر طرافة، ولكن من دون خسائر، أن أحد ملاك الأنفاق أراد الزواج،
وبعد أن عثر على شريكة عمره بدأ بالإعداد لحفل الزفاف، الذي أراده أن يكون
كبيرا ومميزا، لكنه لم يجد كميات اللحوم اللازمة لإعداد وليمته ولا
المشروبات الغازية، وكان ينقصه الكثير من الأشياء، فهاتف شريكه المصري،
الذي جهز له كل ما يريد، ونقله بواسطة النفق، فكان حفلا مميزا، أطلق عليه
المواطنون "زواج مهربين".
أسد يستيقظ داخل نفق
أكثر ملاك الأنفاق في الآونة الأخيرة من تهريب الحيوانات المفترسة
والأليفة من خلال أنفاقهم، لتصل إلى أصحاب حدائق الحيوان المنتشرة في قطاع
غزة، ليقوموا بعرضها أمام الجمهور المتعطش لرؤية مثل هذه الحيوانات.
لكن ما حدث مؤخرا لم يكن متوقعا، فقد اعتاد المهربون على نقل الحيوانات
المفترسة بعد إعطائها حقنة مخدرة لضمان سلامتهم، وبينما هم منشغلون في نقل
الأسد الذكر ذي الحجم الكبير، استيقظ داخل النفق، ففر من كانوا حوله،
وسادت أجواء من الرعب، لدرجة أن بعضهم فكر بقتله بإطلاق النار عليه، لكن
كان أحدهم قد احتاط متوقعا الأسوأ، إذ كانت في جعبته حقنة مخدر احتياطية
حقن الأسد بها، فعاد الأخير لنومه العميق، وتمت العملية بنجاح ودونما
خسائر.
خراف في الأنفاق
اعتاد سكان المناطق الحدودية على سماع أصوات الآلات التي تستخدم في الحفر،
وجر العربات التي تحمل البضائع المهربة، كما دأبوا على سماع الشاحنات التي
تصل المنطقة لنقل البضائع أو الوقود، لكن ما سمعوه هذه المرة كان غريبا،
فقد استيقظ معظمهم على أصوات قطعان من الخراف، وحين خرجوا شاهدوها تخرج من
الأنفاق وتوضع في عربات نقل.
الأمر لم يعد غريبا، إذا ما علمنا أن الحصار منع المواشي من الوصول إلى
قطاع غزة، ما تسبب في ارتفاع أسعارها بصورة كبيرة، وزيادة الطلب عليها،
فما كان من ملاك الأنفاق إلا أن أدخلوا المواشي ضمن قائمة السلع التي تهرب
من مصر.
الأمر لم يقف عند هذا الحد، فبعضهم بدأ بتوسعة أنفاقه وتهيئتها، ليتمكن من
تهريب أعداد أكبر من الماشية، وربما عجول وأبقار، فلم لا وعيد الأضحى بات
على الأبواب!
علاقات تجارية ثم اجتماعية
وفي الغالب تكون العلاقة بين مالكي النفق الفلسطيني والمصري تجارية، لكن
مع كثرة التعامل تصبح هناك ألفة تتحول إلى صداقة شخصية ثم عائلية، تتوج
بتبادل الزيارات والولائم.
فبعض ملاك الأنفاق أكدوا أنهم استضافوا عائلات شركائهم في منازلهم، وأقاموا لهم ولائم، وكذلك فعل مالك النفق المصري مع شريكه.
لكن التنقل بين منزلي الصديقين لا يبدو سهلا، فالوصول إليهما يتطلب السير على أربع، وسط ال