March 24 2011 20:00
إلى بيروت. عواصف. أمطار غزيرة. البحر يزحف فوق الميناء الصغير قرب منزلي.اجتماع مع صديق مقرب من أحد أبناء القذافي. قال :"يريد معركة يا حبيبي هو يريد معركة. يريد أن يكون بطل حرب عصابات كبيرا، الرجل الكبير الذي يحارب الأميركان. يريد أن يكون البطل الليبي الذي يتغلب على المستعمرين. سيوفر له اوباما وكاميرون الفرصة. سيعطونه لقب البطل. سيفعلون ما يريده".كان هناك دخان سيجار كثيف في الغرفة. كثير جدا. بالنسبة لمخيم لاجئين في مار إلياس. رجل نجا من مذبحة صبرا وشاتيلا عام ١٩٨٢، شعره أبيض الآن، في مثل عمري، يهز رأسه من أ؟جل قضية شعبه في ليبيا. قال :"أنت تعلم أن لدينا ٣٠ ألف فلسطيني هناك يا روبرت؟ القذافي نفاهم قبل ١٠ سنوات. معظمهم من غزة. ذهبوا إلى هناك ولم يسمح لهم المصريون بالعبور ولما يسمح لهم الاسرائيليون بالعودة إلى غزة، ولذلك عادوا وهم الآن مقيمون في ليبيا ويأملون بالأفضل من هذا الرجل
هؤلاء الفلسطينيون المساكين. كان علي أن أخمن أن شيئا ما كان يحدث في القدس العام الماضي عندما سألني صحفي اسرائيلي عن وكالة الغوث الدولية . وتابع :"أنا متأكد أن لديهم ارتباطا ما بالإرهاب، وأنهم يلعبون دورا في استمرارية الإرهاب. ما الذي يفعلونه فعليا في لبنان؟ في ذلك الوقت اعتقدت أن ذلك غريب. فإذا عملت وكالة دولية بشكل جيد، فهي وكالة الغوث التي ترتب للطعام والتعليم والصحة والاحتياجات الأخرى لملايين الفلسطينيينالذين فقدوا- او فقد آباؤهم أو أجدادهم ديارهم عامي ١٩٤٨ و١٩٤٩، في ما يعرف الآن بإسرائيل
زيارة لتراب صبرا وشاتيلا ومخيمها فيبيروتأو عين الحلوة في صيدا، كافية ليعرف أي انسان أن وسط هذا الركام من البؤس واليأس تمثل الونروا التعاطف العالمي الجماعي ضئيل التمويل والكوادر مهما بلغ من ضآلته. ومع ذلك فالوكالة كلها حاليا تستهدفها الأجنجة اليمينية الاسرائيلية ومؤيدوها بادعاء أنها تنشر الظلام وتفقد الشرعية وشبكة من الدعم للفلسطينيين يجب تدميرها حتى لا يدمن أفقر الفقراء وبينهم اولئك الذين يعيشون ببؤس في غزة على خدماتها الاجتماعية. الأونروا- واعتقد أن ذلك صعب التصديق بأنه اقتباس عن زميل بحث في جامعة أميركية رئيسة، لكنه كذلك- أوجدت أرضية إنتاج للإرهاب الدولي
افترض أن علينا أن نضحك ونبكي في وقت واحد، لكن ذلكك يأتي في مقال قاس وشرير بالفعل ظهر في مجلة "اميركان كومنتري" قبل بضعة أسابيع، كتبه مايكل بيرنستام، وهو زميل بحث في مؤسسة هوفر بجامعة ستانفورد. اخترته ليس لأنه ليس نموذجا، وإنما بسبب أنه يمثل نزعة حاقدة ومتصاعدة في فكر اليمين الاسرائيليمن ذلك النوع الذي يفترض أن قسوته في خداع الذات ستقنعنا بأن مصير أفقر فقراء الفلسطينيين هو فيتدمير مخيماتهم. في مقال بيرنستام يدعي أنه "طيلة ٦٠ عاما ظلت الأونروا تدفع لأربعة أجيال من الفلسطينيين ليبقوا لاجئين. ويلدوا لاجئين يعيشون في مخيمات للاجئين في حين أنه وبالفعلسينتج عن ذلك دورة من العنف وسفك الدماء والحرب الأبدية ضد اسرائيل" هل فهمتم؟ الأمم المتحدة هي الآن منبع كل الإرهاب.كان هناك وقت يمكن فيه تجاهل هذا النوع من السخف لكنه الآن جزد من رواية يتزايد خطرها يتحول فيها الإحسان إلى شر، وفيها ييتم استهداف مؤسسة تقدم العون لحوالي ٩٥٪ من الخمسة ملايين فلسطيني اللاجـئين. وحيث أن الأونروا في غزة ظهر أنها مستهدفة في حمام الدم عامي ٢٠٠٨و ٢٠٠٩ فهذه مادة مرعبة بالفعل
ولكن ابقوا معنا. فالمقال يمضي للقول :"تفويض الأونروا أوجد ... دولة ضمان اجتماعي فوق قومية دائمة أزال فيها وضع معظم الفلسطينيين على المعونة الدولية الحوافز للعمل والاستثمار ... وخلق أرضية لإنتاج الإرهاب الدولي. هذا الوضع ذو النهاية المفتوحة للاجئين هو الذي يضع الخبز على مائدة بيت بدن أجرة ومعه مجموعة من الخدمات المجانية ويسمح للفلسطينيي - لاحظوا هذه الكلمات- بلجود دائم... أو حرب يغذيها الإدعاء بحق العودة- وهي الحجة بأن يعطى الفلسطينيون الأحقية بالأرض التي احتلوها قبل قيام اسرائيل
لاحظوا كلمة "احتلوها". فهم "احتلوا" الأرض وليس امتلكوها! كان لهم حق "خاص" بادعاء "حق العودة". وانتظروا الفقرة التالية :"ادعاء الفلسطينيين حق العودة القصد منه هو شتات تاريخي عرقي لسلالات اللاجئين الأشرار لإعادة السكن في دولة قومية لشعب آخر، اسرائيل. هذا ليس حق العودة لوطن، وانما حق إعادة دولة وإعادة احتلالها بعد خسارة حرب، ادعاء بالحق في الاستعادة".وهكذا يستمر المقال... الأونروا يجب إلغاؤها "مما سينهي دعم الهيئة الدولية لاستمرار المعاناة الفلسطينية...اسرائيل من الواضح أنها غير مناسبة كبلد لإعادة استيعابهم لأن ذلك غير ممكن التحقيق... وبدلا من تخليد الهدف لنهائي بأن دولة الضمان الاجتماعي الدوليةللفلسطينيين ، وإنهاء حكم مرعب للأونروا استمر ستة عقوديجب العمل فورا على ايجاد الظروف لعملية سلام مخلصة وذات معنى وبدء هذه العملية في الشرق الأوسط
وهنا نفهم المقصود.يجب على بيرنستام مقابلة القذافي. فهناك قواسم مشتركة بينهما. ومنها الاحتقار التام للفلسطينيين. والاضطهاد الكامل لشعب فقد مستقبله وحياته. الاضطهاد الكامل للجميع عدا عن قبيلتيهما. أليس القذافي هو الذي ابتدع كلمة اسراطين
إلى بيروت. عواصف. أمطار غزيرة. البحر يزحف فوق الميناء الصغير قرب منزلي.اجتماع مع صديق مقرب من أحد أبناء القذافي. قال :"يريد معركة يا حبيبي هو يريد معركة. يريد أن يكون بطل حرب عصابات كبيرا، الرجل الكبير الذي يحارب الأميركان. يريد أن يكون البطل الليبي الذي يتغلب على المستعمرين. سيوفر له اوباما وكاميرون الفرصة. سيعطونه لقب البطل. سيفعلون ما يريده".كان هناك دخان سيجار كثيف في الغرفة. كثير جدا. بالنسبة لمخيم لاجئين في مار إلياس. رجل نجا من مذبحة صبرا وشاتيلا عام ١٩٨٢، شعره أبيض الآن، في مثل عمري، يهز رأسه من أ؟جل قضية شعبه في ليبيا. قال :"أنت تعلم أن لدينا ٣٠ ألف فلسطيني هناك يا روبرت؟ القذافي نفاهم قبل ١٠ سنوات. معظمهم من غزة. ذهبوا إلى هناك ولم يسمح لهم المصريون بالعبور ولما يسمح لهم الاسرائيليون بالعودة إلى غزة، ولذلك عادوا وهم الآن مقيمون في ليبيا ويأملون بالأفضل من هذا الرجل
هؤلاء الفلسطينيون المساكين. كان علي أن أخمن أن شيئا ما كان يحدث في القدس العام الماضي عندما سألني صحفي اسرائيلي عن وكالة الغوث الدولية . وتابع :"أنا متأكد أن لديهم ارتباطا ما بالإرهاب، وأنهم يلعبون دورا في استمرارية الإرهاب. ما الذي يفعلونه فعليا في لبنان؟ في ذلك الوقت اعتقدت أن ذلك غريب. فإذا عملت وكالة دولية بشكل جيد، فهي وكالة الغوث التي ترتب للطعام والتعليم والصحة والاحتياجات الأخرى لملايين الفلسطينيينالذين فقدوا- او فقد آباؤهم أو أجدادهم ديارهم عامي ١٩٤٨ و١٩٤٩، في ما يعرف الآن بإسرائيل
زيارة لتراب صبرا وشاتيلا ومخيمها فيبيروتأو عين الحلوة في صيدا، كافية ليعرف أي انسان أن وسط هذا الركام من البؤس واليأس تمثل الونروا التعاطف العالمي الجماعي ضئيل التمويل والكوادر مهما بلغ من ضآلته. ومع ذلك فالوكالة كلها حاليا تستهدفها الأجنجة اليمينية الاسرائيلية ومؤيدوها بادعاء أنها تنشر الظلام وتفقد الشرعية وشبكة من الدعم للفلسطينيين يجب تدميرها حتى لا يدمن أفقر الفقراء وبينهم اولئك الذين يعيشون ببؤس في غزة على خدماتها الاجتماعية. الأونروا- واعتقد أن ذلك صعب التصديق بأنه اقتباس عن زميل بحث في جامعة أميركية رئيسة، لكنه كذلك- أوجدت أرضية إنتاج للإرهاب الدولي
افترض أن علينا أن نضحك ونبكي في وقت واحد، لكن ذلكك يأتي في مقال قاس وشرير بالفعل ظهر في مجلة "اميركان كومنتري" قبل بضعة أسابيع، كتبه مايكل بيرنستام، وهو زميل بحث في مؤسسة هوفر بجامعة ستانفورد. اخترته ليس لأنه ليس نموذجا، وإنما بسبب أنه يمثل نزعة حاقدة ومتصاعدة في فكر اليمين الاسرائيليمن ذلك النوع الذي يفترض أن قسوته في خداع الذات ستقنعنا بأن مصير أفقر فقراء الفلسطينيين هو فيتدمير مخيماتهم. في مقال بيرنستام يدعي أنه "طيلة ٦٠ عاما ظلت الأونروا تدفع لأربعة أجيال من الفلسطينيين ليبقوا لاجئين. ويلدوا لاجئين يعيشون في مخيمات للاجئين في حين أنه وبالفعلسينتج عن ذلك دورة من العنف وسفك الدماء والحرب الأبدية ضد اسرائيل" هل فهمتم؟ الأمم المتحدة هي الآن منبع كل الإرهاب.كان هناك وقت يمكن فيه تجاهل هذا النوع من السخف لكنه الآن جزد من رواية يتزايد خطرها يتحول فيها الإحسان إلى شر، وفيها ييتم استهداف مؤسسة تقدم العون لحوالي ٩٥٪ من الخمسة ملايين فلسطيني اللاجـئين. وحيث أن الأونروا في غزة ظهر أنها مستهدفة في حمام الدم عامي ٢٠٠٨و ٢٠٠٩ فهذه مادة مرعبة بالفعل
ولكن ابقوا معنا. فالمقال يمضي للقول :"تفويض الأونروا أوجد ... دولة ضمان اجتماعي فوق قومية دائمة أزال فيها وضع معظم الفلسطينيين على المعونة الدولية الحوافز للعمل والاستثمار ... وخلق أرضية لإنتاج الإرهاب الدولي. هذا الوضع ذو النهاية المفتوحة للاجئين هو الذي يضع الخبز على مائدة بيت بدن أجرة ومعه مجموعة من الخدمات المجانية ويسمح للفلسطينيي - لاحظوا هذه الكلمات- بلجود دائم... أو حرب يغذيها الإدعاء بحق العودة- وهي الحجة بأن يعطى الفلسطينيون الأحقية بالأرض التي احتلوها قبل قيام اسرائيل
لاحظوا كلمة "احتلوها". فهم "احتلوا" الأرض وليس امتلكوها! كان لهم حق "خاص" بادعاء "حق العودة". وانتظروا الفقرة التالية :"ادعاء الفلسطينيين حق العودة القصد منه هو شتات تاريخي عرقي لسلالات اللاجئين الأشرار لإعادة السكن في دولة قومية لشعب آخر، اسرائيل. هذا ليس حق العودة لوطن، وانما حق إعادة دولة وإعادة احتلالها بعد خسارة حرب، ادعاء بالحق في الاستعادة".وهكذا يستمر المقال... الأونروا يجب إلغاؤها "مما سينهي دعم الهيئة الدولية لاستمرار المعاناة الفلسطينية...اسرائيل من الواضح أنها غير مناسبة كبلد لإعادة استيعابهم لأن ذلك غير ممكن التحقيق... وبدلا من تخليد الهدف لنهائي بأن دولة الضمان الاجتماعي الدوليةللفلسطينيين ، وإنهاء حكم مرعب للأونروا استمر ستة عقوديجب العمل فورا على ايجاد الظروف لعملية سلام مخلصة وذات معنى وبدء هذه العملية في الشرق الأوسط
وهنا نفهم المقصود.يجب على بيرنستام مقابلة القذافي. فهناك قواسم مشتركة بينهما. ومنها الاحتقار التام للفلسطينيين. والاضطهاد الكامل لشعب فقد مستقبله وحياته. الاضطهاد الكامل للجميع عدا عن قبيلتيهما. أليس القذافي هو الذي ابتدع كلمة اسراطين