تطايرت من وثائق أمن الدولة التي كشفت بعد اقتحام مقرات الجهاز أن الرئيس السابق حسني مبارك تعرض لأربع محاولات اغتيال في منتهي الخطورة, ولم تذكر الوثائق تفاصيل هذه المحاولات أو كيف جرت, مجرد عناوين كبيرة..
وينشر الأهرام اليوم تفاصيلها, مع الأجواء التي أديرت بها مصر, من باب العبرة والتعلم, لنفهم ماذا جري وكيف نمنع تكراره.
مائدة عامرة أقرب إلي موائد الملوك والأباطرة يتصدرها الجمبري الجامبو الفاخر, علي رأسها جلس وزير الداخلية حبيب العادلي وكبار قيادات الدولة والحزب, وبجواره صاحب الدعوة مساعد أول الوزير ويحيط بهم كبار الضباط..
انتهي الطعام والكلمات المعسولة وووصلة النفاق التي تصاحب مثل هذه الجلسات, فنظر العادلي إلي وزير ماليته إذا جاز هذا التعبير وهو صحيح, والمقصود هو مساعده للشئون المالية وقال له: لازم نكافئ الراجل اللي رفع رأسنا.. شقة علي نيل المنصورة!
وقبل صاحب الدعوة الهدية, وباع وصلها بأكثر من مليون جنيه..
المدهش أن هذا اللواء كان أبنه طالبا في كلية الشرطة بالصف الثالث, وضبط هو وخمسة من زملائه ومعهم نصف كيلو حشيش من أجود الأنواع, وأحيلوا إلي مجلس تـأديب, فصلهم جميعا من الكلية..
لكن الأبن عاد بعد فترة بقرار من الوزير, وهو الأن ضابط مباحث.
كانت مصر تدار علي المزاج, تكية مركزية, حولها تكايا صغيرة في كل موقع..ولم يكن تصرف حبيب العادلي مع صاحب الدعوة إلا استنساخا لتصرفات الرئيس مع رجاله..
ويقال والعهدة علي الراوي, والراوي من أهل الثقة, إن الرئيس حسني مبارك لو ابتسم مصادفة وهو ينظر ناحية شخص, فأن طاقة القدر تنفتح أمام هذا المحظوظ, ولو أشاح الرئيس بيده يهش ذبابة حطت علي رأسه فجأة, تنهار الدنيا علي دماغ هذا التعيس وتبتلعه أبواب جهنم!
كانت مصر كلها تتحرك لإرضاء الرئيس وليس لإدارة حياة المصريين ومواردهم بكفاءة, فكانت الحروب والصراعات تندلع وتخمد بين كل مؤسسات الدولة والشخصيات العامة والمناصب الرفيعة لتقترب من الرئيس وتحوز علي رضاه بأي ثمن وبأي وسيلة مهما كانت دناءتها..
وكان طبيعيا أن تفسد وزارة الداخلية, فيجد حبيب العادلي نفسه مديرا لمباحث أمن الدولة, ثم وزيرا يحكم مصر من مكتبه في لاظوغلي..
وفي رأيي كثير من ضباط الداخلية الكبار أن الوزارة انقلب حالها بعد زكي بدر, ويصفونه- مهما كان رأينا فيه بأنه أخر وزير داخلية حق وحقيقي, ومن بعده راحت المعاول تضرب في أرجاء المكان, وكان سلفه شيخ العرب اللواء محمد عبد الحليم موسي رجلا طيبا, أقرب إلي شيخ الطريقة منه إلي الضابط, وشيخ الطريقة لا يعمل بالقانون وإنما بالجلسات العرفية والصلح خير وقراءة الفاتحة, أما ضابط الشرطة فدوره في المجتمع مرهون بالقانون وإجراءاته, فإذا فرط فيهما, يحل العنف والبلطجة محلهما.
وقد وصل الحال بإهمال القانون أيام عبد الحليم موسي في أوائل التسعينيات من القرن الماضي إلي حد مخيف, فكان مدير أمن المنيا مثلا يرسل سيارته بسائقه إلي الدكتور بشير تجئ به من بيته, فيدخل عليه بجلبابه وسلاحه الألي علي كتفه, وبشير واحد من قيادات العنف في الصعيد, وكان مطلوبا علي ذمة قضايا قتل!
وارتبطت أسباب الزيارات المباركة إما بحادث طائفي هنا أو هناك, أو خبر عن عملية قبل وقوعها, أو تحركات في قرية تثير قلقا وتوترا وقد يسمعون بها في القاهرة.
وبالرغم من هذا لم تتوقف مذابح الصعيد وقتها..
فقرر الرئيس تغيير وزير الداخلية..وطلب من معاونيه ترشيح أسما بديلا..
وجاء حسن الالفي من نفس المكان الذي جاء منه زكي بدر وعبد الحليم موسي محافظ اسيوط, والألفي كان له تاريخ جيد في مباحث الأموال العامة, وأخذ موقفا حازما وقتها من عبد الخالق المحجوب وكيل وزارة الاقتصاد شقيق رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب السابق الذي أغتيل في أكتوبر1990, ولم يجامله, وقدمه للمحاكمة في قضية رشوة فحبس ثلاث سنوات.
لكن حسن الألفي الوزير كان شيئا مغايرا تماما, قصص لا تحكي في جريدة مثل الأهرام لها تقاليد في حفظ أسرار الناس الخاصة, فأولاد الحرام في الداخلية أشطر من الشيطان أحيانا, مثلا عند تشكيل حكومة كمال الجنزوري الأولي في يناير عام1996, سافر حسن الألفي علي رأس وفد إلي تونس لحضور مؤتمر وزراء الداخلية العرب, وكان معه أحمد العادلي رئيس مباحث أمن الدولة قبل أن يترك منصبه بأسابيع, واللواء إبراهيم حماد, واللواء طارق سليم, واللواء علاء عباس من مكتب الوزير وعدد من كبار الضباط..
كان الوفد المصري جالسا في بهو الفندق بالعاصمة التونسية, مرت امراة في غاية الحسن والجمال في ثياب تكشف أكثر مما تغطي, لم يكتف الوزير بالنظرة الأولي, فهمس له واحد من ضباطه: هل تحب أجئ بها لك؟!
لم ينطق الوزير..فأسرع الضابط وراءها, وأوقفها وتحدث معها بضع دقائق..ثم عاد قائلا: ياباشا..هي مذيعة في قناة لبنانية وتحب تعمل معك لقاء تليفزيونيا..
وحدث فعلا في البهو!
كان أحمد العادلي جالسا يكاد غيظه ينفجر فيمن حوله, فاكتسي وجهه بغضب شديد, ولم يستطع السيطرة علي نفسه, فقال للضابط إياه: اللي دخلك كلية الشرطة ظلمك..أنت كنت تنفع جدا في حاجات تانية!
وكان طبيعيا أن تظهر في ذلك الوقت أول مجموعات يمكن أن نطلق عليها ضباط البيزنس, ضباط لا يهمهم الأمن بقدر ما يهمهم البيزنس, فـزي الشرطة بكل ما يمثله من سلطة ونفوذ بالنسبة لهم مجرد شركة استثمارية في كل شئ وأي شئ..
****
كان أحمد العادلي في ذلك الوقت طرفا في صراعات عنيفة قاسية, صراعا مع الألفي وشلته علي النفوذ والسلطة والاقتراب من الرئيس, وصراعا مع السيد عمر سليمان مدير المخابرات العامة علي حماية الرئيس من محاولات الاغتيال..وكان عمر سليمان يشكوه دائما للرئيس: يا ريس أنه يحشر أنفه في أشياء خارج سلطاته وأفسد علينا قضايا كثيرة كنا نتابعها ونعرف تفاصيلها.
وفي أحداث كثيرة اختلطت الصراعات مع بعضها البعض..
كان أحمد العادلي في زيارة خارجية, مصاحبا للرئيس, وانتظره في العاصمة الإيطالية روما محطة وصوله النهائية, ولم يكن حسن الألفي يرتاح إلي مثل هذه الرحلات, فأصدر قرارا بأن يصاحبه اللواء رءوف المناوي مدير العلاقات العامة والإعلام الأمني ليكون رقيبا عليه..
في تلك الأثناء اكتشف الوزير حسن الألفي أن أحمد العادلي يراقب تليفوناته هو والشلة..
في مصر توجد ست غرف مراقبة بأجهزة حديثة..ثلاث في الداخلية وثلاث خارج الداخلية.. في الداخلية..غرفة لمباحث أمن الدولة, وغرفة للأمن العام التي يخرج لها إذون النيابة بالتنصت..وغرفة لمباحث القاهرة, ظلت مغلقة وفي عهدة مباحث أمن الدولة منذ نشأتها.
انتهزت شلة الألفي وجود أحمد العادلي خارج البلاد, واوعزت إلي الوزير بتسليم الغرفة لمباحث القاهرة, وفعلا اقتحموا الغرفة..وأغراهم الفضول في البحث داخلها, فاكتشفوا أن جميع تليفوناتهم مركوبة حسب التعبير الفني الذي يستخدمه ضباط الداخلية..وأدركوا أن أحمد العادلي يعرف عنهم كل شئ, يما فيها الأسرار والأملاك والصفقات والجولات الليلة للوزير ومن يصاحبهم فيها..
فكان قرار التخلص من أحمد العادلي واجبا..
قبلها حاولت الشرطة رشوة حبيب العادلي رشوة مشروعة, علي طريقة خيانة مشروعة للمخرج خالد يوسف..
كان أحمد العادلي في مكتبه, حين زاره لواء بالداخلية..
بالمناسبة مكتب مدير مباحث أمن الدولة هو مكتب مصطفي باشا النحاس زعيم الأمة, وكان قد أهداه إلي فؤاد باشا سراج الدين حينما شغل منصب وزير الداخلية في أول الخمسينيات من القرن الماضي قبل قيام ثورة يوليو..
مكتب فخم عريض, جهزته المباحث بوسائل تسجيل صوت وصورة لمن يجلس أمام المدير دون أن يدري, يكفي أن يحرك المدير الكرسي الجالس عليه إلي الأمام, ضاغطا علي ذر أسفل السطح, فتدور الأجهزة..
جلس اللواء وتحدث بهدوء عن مشروعات إنشائية كثيرة في وزارة الداخلية تولتها شركة شهيرة تابعة للدولة حققت فيها ما يقرب من400 مليون جنيه مكاسب, وأن الشركة قررت منح الداخلية وضباطها مكافأة80 مليون جنيه, فكيف يمكن أن يوزع هذا المبلغ؟!
فرد أحمد العادلي بصوت عال: يعني الركن المادي للرشوة موجود..لم ينطق اللواء..فانهال عليه أحمد العادلي بالسباب والكلام الجارح القبيح, الذي أنهاه بقوله: أمشي أطلع بره..
ومن يومها وأحمد العادلي يسجل لوزارة الداخلية وبعض كبار ضباطها..
****
لم يكن التخلص من أحمد العادلي سهلا..فالرجل أنقذ الرئيس من أربع محاولات اغتيال كما أشارت إليها دون تفاصيل وثائق أمن الدولة المستولي عليها مؤخرا..
الأولي: محاولة سيدي براني..رسمها واشرف علي تنفيذها أحمد حسن عبد الجليل, واحمد حسن واحد من أخطر قيادات الجماعات الدينية, يسمونه الأستاذ والدكتور والمهندس, وهو من الرعيل الأول الذي سافر للجهاد في أفغانستان, وتدرب علي يد الأمريكان في المعكسر الذي كان يعرف وقتها باسم القاعدة, واستطاع أحمد أن يجند ضابطا احتياطيا مهندسا في قاعدة سيدي براني الجوية الطحاوي, وكان هذا الضابط يعمل في محطة الكهرباء..
كان الرئيس مبارك منذ فرض الحظر الجوي علي ليبيا في15 إبريل1992 بسبب إدانتها في نسف طائرة لوكربي يسافر إلي طرابس لمقابلة العقيد معمر القذافي برا من سيدي براني علي الحدود المصرية الليبية, فكانت طائرته تحط في القاعدة الجوية, ثم يستقل السيارة..إلي هناك ويعود بنفس الطريقة.
وفكر الإرهابيون في تلغيم مدرج الإقلاع والهبوط, علي أساس تفجير الطائرة عند هبوطها بكل ما فيها وتمكن الضابط الاحتياط من إدخال مجموعة في ثياب طيارين, ونفذوا المهمة..
أغلب المعلومات التي تصل إلي أجهزة البحث لها طريقان: الاستجواب والمراقبات..
ورصدت مباحث أمن الدولة معلومة عن الطحاوي تشي بشئ خفي لاأكثر ولا أقل دون تفاصيل نقلتها إلي الأجهزة الأخري المسئولة, فدارت عجلة الاستجوابات بسرعة فائقة.. في الأول أنكر الطحاوي, وتعامل مع الموضوع بهدوء شديد, لكن دائرة الاستجواب توسعت فاعترف تفصيليا, وأرشدهم إلي شقة في مرسي مطروح عثروا فيها علي خمس شنط تحمل ما يزيد علي500 كيلو جرام من مادة تي أن تي علي شكل قوالب, وديناميت.
عرف الرئيس مبارك بأمر الشقة ومحتوياتها, فأمر بتشكيل لجنة خاصة من شخصيات ذات حيثيات في مراكزها, كان منهم علي سبيل المثال الفريق أحمد شفيق قائد القوات الجوية, وسافروا بطائرتين إلي سيدي براني, وأخرجوا23 قالبا مزروعا في المدرج, وكملوا عملهم بعد أن أخرجوا مندوب مباحث أمن الدولة في اللجنة وكان وقتها الضابط أحمد رأفت, الذي أصبح نائب رئيس الجهاز وتوفي في العام الماضي.
وجرت وقتها محاكمات وإحالة إلي المعاش لمن اتهموا بالتقصير.
الثانية: محاولة كوبري الفردوس..ووضع الإرهابيون لغما مضادا للدبابات أسفل كوبري الفردوس لتفجيره في قيادة الحرس الخاص لرئيس الجمهورية خلال مرور موكب الرئيس عليه..ووضعوا الخطة علي احتمالين..
1-إذا كان الرئيس قادما من صلاح سالم متجها إلي القلعة, فيفجرون الكوبري, فينحرف موكب الرئيس إلي اليمين الإجباري حيث تقع مدينة البعوث, هناك تقف سيارة ملغمة بـ100 كيلو من المواد الناسفة, متصلة بسلك يمتد مائة متر إلي المدينة وينتهي بجهاز التفجير.
2-وإذا كان عائدا من الاتجاه العكسي إلي مصر الجديدة, ينحرف إلي المقابر التي تقع يمين الطريق وتنتظره سيارة ثانية محملة أيضا بـ100 كيلو من المواد الناسفة وتنفجر بنفس الطريقة من داخل المقابر.
الثالثة: محاولة كوبري أكتوبر في ميدان رمسيس وأيضا بسيارة ملغومة, ولم يقبل المنفذ أن يقوم بها في اللحظات الأخيرة, لأن الميدان واسع والسيارة كانت ستوضع في مكان ينتج عنها سقوط ضحايا أكثر من اللازم, فسلم نفسه واعترف بالعملية. وطبعا المحاولة الرابعة هي التي حدثت في إديس أبابا, وأحمد العادلي هو الذي أصر علي سفر سيارة الرئيس المصفحة والحرس الخاص بالسلاح الشخصي..وكانت معلومة قد وصلت إلي مباحث أمن الدولة من السودان, أن الجماعات تتدرب في السودان علي عملية كبيرة في أديس أبابا..ولكن الرئاسة تشككت, واتصل رئيس الحرس الجمهوري بأحمد العادلي وقال له: المصادر الأخري لا ترجح هذا الرأي..أنت ليه متأكد قوي
فرد العادلي: المعلومات صحيحة.
فرد رئيس الحرس: محضر التنسيق مع الجانب الأثيوبي لا يسمح لنا بحمل سلاح..
رد العادلي: مسألة يمكن حلها عند وصول الرئيس إلي هناك!
******
أخرجت الصراعات أحمد العادلي من مباحث أمن الدولة, وقرر الألفي أو شلته إهانته, فاصطنعت سيارة فيات بها مجموعة من الرجال الأشداء صداما مع سيارة أبن احمد العادلي في مدنية نصر بعد ثلاثة أيام فقط من خروجه, ونزلوا في الأبن ضربا عنيفا وقاسيا أقرب إلي علقة موت..وهمسوا في أذنه قبل أن يغادروا المكان: قول لابوك ما تتكلمش عن أسيادك.
وعندما وصلت الرسالة إلي أحمد العادلي, سحب مسدسه من مكمنه, وحشاه بست طلقات, وقرر النزول إلي حسن الألفي وزير الداخلية في مكتبه, لكن بعض ضباط أمن الدولة المقربين منه منعوه بالقوة وكانوا عنده في البيت..فرفع سماعة التليفون وضرب رقم مكتب الرئيس الخاص وابلغه بالواقعة, فاتصل الرئيس بحسن الألفي وقال له: أمن أحمد وعائلته مسئوليتك الشخصية.
*** لم تتوقف الصراعات بين رئيس مباحث أمن الدولة ووزير الداخلية أبدا, لكن أكثر الصراعات تأثيرا علي جهاز أمن الدولة كان بين حبيب العادلي وصلاح سلامة.. في فترة حبيب العادلي الأولي وثق علاقته بالسيد عمر سليمان فكان يسانده ويعضده, ثم انقلب حبيب العادلي علي السيد عمر سليمان ليقف في صف جمال مبارك الوريث والسيدة والدته, فوفروا له الحماية ليعيش في الداخلية أطول فترة في تاريخها..
كان الرئيس مبارك قد أصدر قرارا لم ير النور قبل عشر سنوات, بتعيين عمر سليمان نائبا للرئيس, لكن السيدة سوزان تدخلت ومنعت إعلانه.
وكان صلاح سلامة مدعوما من الرئيس والسيد عمر سليمان, ودار صراع شرس إلي درجة أن كلا منهما سجل للأخر وأخضع حياته وتليفوناته تحت المراقبة..
وكان العادلي يتعقب ضباط جهاز أمن الدولة لو شم او سمع أو وشي بهم أي واش أنهم يقفون في صف سلامة, فيخرجهم من الجهاز ويبعدهم إلي أماكن لا تحتاج إلي مثل هذه المهارات.
وهو أيضا ما كان يفعله صلاح سلامة مع الضباط الذين يتورطون في اتصالات مع الوزير دون أن يبلغوه بها وبأسبابها وبما قيل فيها.
فحدث نوع من التحلل والتفكك في الجهاز بخروج قيادات ذات كفاءة وحرفية.. مع عمليات التجريف التي مارسها حبيب العادلي مع قيادات الأمن العام الأكفاء..لم تعد وزارة الداخلية تؤدي دورها لا في الأمن العام ولا في أمن الدولة..
لقد كسب ضباط البيزنس, خاصة أن الكبار جدا كان لا يعتمدون إلا علي الضباط الذين يعملون عندهم لحسابهم الخاص: عقارات, أراض شركات مقاولات, شركات سياحة, فصار لمصر ضباط داخلية لديهم ثروات بالملايين وربما بالمليارات, فكان طبيعيا أن يحدث ما حدث مع ليلة الجمعة28 يناير وهو الانفلات الأمني..فالبوادر كانت تعلن عن نفسها منذ وقت طويل.