١٤/ ٤/ ٢٠١١
زكريا عزمى ومبارك داخل المستشفى فى ألمانيا
يسجل التاريخ لمبارك قرارات وخطوات، وتسجل ذاكرة المصريين خطبًا ومؤتمرات ولقطات سريعة فى نشرة التاسعة، يكتب التاريخ المنتصرون، وتخضع ذاكرة الأشخاص للتأثير، وتبقى الحقائق.. حقائق، وأهمها فى حالتنا، أن التاريخ وذاكرة المصريين، ستضع لمبارك عنواناً ثابتا حصريا، وهو أنه الرئيس المصرى الوحيد الذى قاضاه القانون، بناء على رغبة الشعب، وتم حبسه على ذمة التحقيق، بقرار من وكيل نيابة وسيستتبعه قطعا قرارات أخرى وصولا إلى ردهات المحاكم وغياهب السجون.
٣ عقود، تختار ا«لمصرى اليوم» بداياتها ونهاياتها، لترسم صورة لرئيس سابق، حكم مصر لمدة ٣٠ عاما، وخرج منها فى ١٨ يوماً، رئيس دخل قصر الرئاسة وهو يرى فى نفسه «بطلاً».. وخرج منها مريضا ملاحقا بتهم الفساد المالى والسياسى.. والأهم بلقب «الرئيس المخلوع».
مبارك ١٩٨١:
بعد أيام من اغتيال دامى، وقف النائب محمد حسنى مبارك يقسم اليمين، رئيسا لجمهورية مصر العربية، ليخلف «السادات» الرئيس المؤمن، صاحب قرار الحرب والسلام، المقتول بيد «جماعة متطرفة» يوم نصره، فى درس مبكر حصل عليه «مبارك الرئيس» قبل ٨ أيام من حصوله على لقب رئيس رسميا.
بلد مشتعل، نخبته فى المعتقل، ومقطوع العلاقة بدول الوطن العربى، وتغلغلت داخله الجماعات المتطرفة بطريقة صورت لها - حسب مبارك نفسه فى تصريحه لـ«وول ستريت جورنال» «بعض المتعصبين وقد يكونون من المتعصبين المسلمين، الذين سيحاولون مجرد تقليد بعض ما حدث فى إيران.. إن موقفنا هنا فى مصر يختلف تماما عن إيران، إن أخلاق شعبنا وطبيعتنا يختلفان تماما عن إيران، فقد خططوا لاغتيال الرئيس وربما اغتيال القيادة كلها خلال احتفالات السادس من أكتوبر، ثم يعلنون بعد ذلك شيئا يشبه ما يسمى الثورة الإسلامية ولكنهم لم يتمكنوا من تحقيق مثل هذه الخطة».
مبارك المحاصر بالتطرف والعلاقات المقطوعة، والإذاعات العربية التى توجه الانتقادات يوميا إلى مصر، ومرحلة أخيرة لم تنفذ من عملية السلام مع إسرائيل، ونخبة قابعة فى المعتقل، وانفتاح وصف بـ«السداح مداح»، دلف مباشرة إلى قصر الرئاسة، حاملا كل إرث سلفه، وجرحا فى يده اليسرى.
وبأسلوب مختلف قرر مبارك التعامل مع كل قضية على حدة، فأفرج عن المعتقلين، وأعطى لـ«النيويورك تايمز» يوم ٢٠ أكتوبر ١٩٨١، خطوطا عريضة لسياسته، فقال: «سأؤيد سياسة الانفتاح أكثر وأكثر» و«سأتعامل بصرامة مع المتطرفين» و«لن نقول شيئا ضد أى دولة عربية وسوف أبلغ الصحافة بالأ تهاجم أصدقاءنا العرب وحتى ليبيا نفسها ولن نبدأ بالهجوم على أى من هذه الدول وسنعطيهم الفرصة لإعادة تقييم الموقف، وسوف نرى» و«أننى لن أرحم أحدا حتى ولو كان أخى، وحتى ولو كان أقرب الأقرباء، إن مصر ليست ضيعة لحاكمها أو لصفوتها الحاكمة أو أقربائهم».. مبارك الذى رد على سؤال على أى خطى سيسير «عبدالناصر» أم «السادات» ؟ بقوله «أسمى حسنى مبارك»، أحتفظ دائما بكامل تقدير لنفسه فرد على سؤال لمحرر «وول ستريت جورنال»: «هل يوجد أبطال فى مصر ؟» قائلاً «كنت قائدا للقوات الجوية.. هل تعلم ذلك؟!».
مبارك ١٩٩١:
فى بدايات عام ١٩٩١، دشن «مبارك» فترته عقده الثانى بخطاب ألقاه فى مجلس الشعب، حذر فيه من خطورة المرحلة المقبلة «السنوات القادمة تشكل حقبة من أخطر الحقب التى ستمر بها الكنانة طوال تاريخها الحافل، ولست بحاجة إلى أن أخوض بالتفصيل فى أسباب خطورة ودقة هذه الحقبة، فتلك مسألة يدركها كل مواطن بحسة التاريخى».
ولتفصيل ما رأى الرئيس أن المواطن المصرى يدركه بحسه التاريخى وقتها، يجب العودة إلى عام ١٩٩١، عندها كانت مصر قد قاربت على التخلص من عقدة ديونها الخارجية بعد إسقاط ٥٠% منها، بسبب ما سماه الرئيس فى حواره مع جريدة الأهرام المسائى فى أكتوبر ١٩٩١ «الشبكة الواسعة من العلاقات الدولية المتميزة وإحساس المجتمع الدولى بمصداقية التوجه المصرى»، وكانت رياح الخصخصة قد بدأت تهل وهو ما شرحه «مبارك» لجريدة «ليبراسيون» الفرنسية وقال «اجتزنا أكثر مراحل هذا الإصلاح قسوة وسنبدأ عملية الخصخصة ونأمل فى أن نوفر خلال عامين مستوى معيشة أفضل كثيرا».
وبثبات كان الرئيس السابق «مبارك»، يواجه اتهامات متكررة بفساد النظام، بتصريحات قوية مثل تصريحه لـ«الأهرام المسائى»: لن أرحم أحدا يمد يده حتى ولو كان أقرب الأقرباء إلى نفسى، لأن مصر ليست ضيعة لحاكمها»، وبنفس القوة أعلن لمراسل الـ«إن بى سى»: ليس فى مرحلة حكم مبارك وجود بالمرة لأى مراكز للقوى.
مبارك ٢٠٠١:
بعد مرور عشرة أعوام بدأ مبارك شهره الأول من عقده الثالت بخطاب فى عيد الشرطة، قال فيه « إن نجاح الشرطة المصرية فى تقويض جماعات الإرهاب وضرب معظم تنظيماتها، وكشف علاقاتها وخيوطها مع قوى الخارج، يؤكد سيطرة الأمن المصرى على كل عناصر الموقف».
عناصر الموقف التى تحدث عنها مبارك، لم يكن لها علاقة وقتها بمعدل الفقر، وانخفاض معدل الانتاجية، ولا حتى القضية الفلسطينية التى جدد مبارك دعمه لها أثناء افتتاحه كوبرى السلام، فى شهر سبتمبر من نفس العام، عندما قال فى تصريحات صحفية من أعلى الكوبرى « إن قيام الدولة الفلسطينية هو الحل الوحيد لتحقيق الاستقرار فى الشرق الاوسط وتحقيق الامان للاسرائيليين والفلسطينيين» ولم ينسى أن يجدد دعمه لأمريكا المتورطة وقتها فى حرب على الارهاب « إن مصر تؤيد جميع الاجراءات التى تقوم بها الولايات المتحدة الامريكية لمقاومة الارهاب».
وولم يقطع مبارك فى نوفمبر من هذا العام عادته فى شكر مجلس الشعب وتكرار تصريحات سنوية مثل « أنجز مجلس الشعب فى دورته السابقة الكثير» و« يحسب لكم تعاونكم مع الحكومة، فى إصدار عدد من التشريعات الهامة، التى استهدفت زيادة الانتاج والارتقاء بجودته، وتيسير فرص الاستثمار وتشجيعه، والتوسع فى إيجاد فرص عمل جديدة، وزيادة موارد الدولة لمواجهة الأعباء المتزايدة».
مبارك ٢٠١١ «ولابّد من يوم معلوم»
مريض، محتجز فى أحدى مستشفيات شرم الشيخ، تحت حراسة الشرطة بعد صدور قرار بحبسه ١٥ يوم، على ذمة التحقيقات فى تضخم ثروته، ووقوفه وراء قتل المتظاهرين خلال ثورة يناير.
زكريا عزمى ومبارك داخل المستشفى فى ألمانيا
يسجل التاريخ لمبارك قرارات وخطوات، وتسجل ذاكرة المصريين خطبًا ومؤتمرات ولقطات سريعة فى نشرة التاسعة، يكتب التاريخ المنتصرون، وتخضع ذاكرة الأشخاص للتأثير، وتبقى الحقائق.. حقائق، وأهمها فى حالتنا، أن التاريخ وذاكرة المصريين، ستضع لمبارك عنواناً ثابتا حصريا، وهو أنه الرئيس المصرى الوحيد الذى قاضاه القانون، بناء على رغبة الشعب، وتم حبسه على ذمة التحقيق، بقرار من وكيل نيابة وسيستتبعه قطعا قرارات أخرى وصولا إلى ردهات المحاكم وغياهب السجون.
٣ عقود، تختار ا«لمصرى اليوم» بداياتها ونهاياتها، لترسم صورة لرئيس سابق، حكم مصر لمدة ٣٠ عاما، وخرج منها فى ١٨ يوماً، رئيس دخل قصر الرئاسة وهو يرى فى نفسه «بطلاً».. وخرج منها مريضا ملاحقا بتهم الفساد المالى والسياسى.. والأهم بلقب «الرئيس المخلوع».
مبارك ١٩٨١:
بعد أيام من اغتيال دامى، وقف النائب محمد حسنى مبارك يقسم اليمين، رئيسا لجمهورية مصر العربية، ليخلف «السادات» الرئيس المؤمن، صاحب قرار الحرب والسلام، المقتول بيد «جماعة متطرفة» يوم نصره، فى درس مبكر حصل عليه «مبارك الرئيس» قبل ٨ أيام من حصوله على لقب رئيس رسميا.
بلد مشتعل، نخبته فى المعتقل، ومقطوع العلاقة بدول الوطن العربى، وتغلغلت داخله الجماعات المتطرفة بطريقة صورت لها - حسب مبارك نفسه فى تصريحه لـ«وول ستريت جورنال» «بعض المتعصبين وقد يكونون من المتعصبين المسلمين، الذين سيحاولون مجرد تقليد بعض ما حدث فى إيران.. إن موقفنا هنا فى مصر يختلف تماما عن إيران، إن أخلاق شعبنا وطبيعتنا يختلفان تماما عن إيران، فقد خططوا لاغتيال الرئيس وربما اغتيال القيادة كلها خلال احتفالات السادس من أكتوبر، ثم يعلنون بعد ذلك شيئا يشبه ما يسمى الثورة الإسلامية ولكنهم لم يتمكنوا من تحقيق مثل هذه الخطة».
مبارك المحاصر بالتطرف والعلاقات المقطوعة، والإذاعات العربية التى توجه الانتقادات يوميا إلى مصر، ومرحلة أخيرة لم تنفذ من عملية السلام مع إسرائيل، ونخبة قابعة فى المعتقل، وانفتاح وصف بـ«السداح مداح»، دلف مباشرة إلى قصر الرئاسة، حاملا كل إرث سلفه، وجرحا فى يده اليسرى.
وبأسلوب مختلف قرر مبارك التعامل مع كل قضية على حدة، فأفرج عن المعتقلين، وأعطى لـ«النيويورك تايمز» يوم ٢٠ أكتوبر ١٩٨١، خطوطا عريضة لسياسته، فقال: «سأؤيد سياسة الانفتاح أكثر وأكثر» و«سأتعامل بصرامة مع المتطرفين» و«لن نقول شيئا ضد أى دولة عربية وسوف أبلغ الصحافة بالأ تهاجم أصدقاءنا العرب وحتى ليبيا نفسها ولن نبدأ بالهجوم على أى من هذه الدول وسنعطيهم الفرصة لإعادة تقييم الموقف، وسوف نرى» و«أننى لن أرحم أحدا حتى ولو كان أخى، وحتى ولو كان أقرب الأقرباء، إن مصر ليست ضيعة لحاكمها أو لصفوتها الحاكمة أو أقربائهم».. مبارك الذى رد على سؤال على أى خطى سيسير «عبدالناصر» أم «السادات» ؟ بقوله «أسمى حسنى مبارك»، أحتفظ دائما بكامل تقدير لنفسه فرد على سؤال لمحرر «وول ستريت جورنال»: «هل يوجد أبطال فى مصر ؟» قائلاً «كنت قائدا للقوات الجوية.. هل تعلم ذلك؟!».
مبارك ١٩٩١:
فى بدايات عام ١٩٩١، دشن «مبارك» فترته عقده الثانى بخطاب ألقاه فى مجلس الشعب، حذر فيه من خطورة المرحلة المقبلة «السنوات القادمة تشكل حقبة من أخطر الحقب التى ستمر بها الكنانة طوال تاريخها الحافل، ولست بحاجة إلى أن أخوض بالتفصيل فى أسباب خطورة ودقة هذه الحقبة، فتلك مسألة يدركها كل مواطن بحسة التاريخى».
ولتفصيل ما رأى الرئيس أن المواطن المصرى يدركه بحسه التاريخى وقتها، يجب العودة إلى عام ١٩٩١، عندها كانت مصر قد قاربت على التخلص من عقدة ديونها الخارجية بعد إسقاط ٥٠% منها، بسبب ما سماه الرئيس فى حواره مع جريدة الأهرام المسائى فى أكتوبر ١٩٩١ «الشبكة الواسعة من العلاقات الدولية المتميزة وإحساس المجتمع الدولى بمصداقية التوجه المصرى»، وكانت رياح الخصخصة قد بدأت تهل وهو ما شرحه «مبارك» لجريدة «ليبراسيون» الفرنسية وقال «اجتزنا أكثر مراحل هذا الإصلاح قسوة وسنبدأ عملية الخصخصة ونأمل فى أن نوفر خلال عامين مستوى معيشة أفضل كثيرا».
وبثبات كان الرئيس السابق «مبارك»، يواجه اتهامات متكررة بفساد النظام، بتصريحات قوية مثل تصريحه لـ«الأهرام المسائى»: لن أرحم أحدا يمد يده حتى ولو كان أقرب الأقرباء إلى نفسى، لأن مصر ليست ضيعة لحاكمها»، وبنفس القوة أعلن لمراسل الـ«إن بى سى»: ليس فى مرحلة حكم مبارك وجود بالمرة لأى مراكز للقوى.
مبارك ٢٠٠١:
بعد مرور عشرة أعوام بدأ مبارك شهره الأول من عقده الثالت بخطاب فى عيد الشرطة، قال فيه « إن نجاح الشرطة المصرية فى تقويض جماعات الإرهاب وضرب معظم تنظيماتها، وكشف علاقاتها وخيوطها مع قوى الخارج، يؤكد سيطرة الأمن المصرى على كل عناصر الموقف».
عناصر الموقف التى تحدث عنها مبارك، لم يكن لها علاقة وقتها بمعدل الفقر، وانخفاض معدل الانتاجية، ولا حتى القضية الفلسطينية التى جدد مبارك دعمه لها أثناء افتتاحه كوبرى السلام، فى شهر سبتمبر من نفس العام، عندما قال فى تصريحات صحفية من أعلى الكوبرى « إن قيام الدولة الفلسطينية هو الحل الوحيد لتحقيق الاستقرار فى الشرق الاوسط وتحقيق الامان للاسرائيليين والفلسطينيين» ولم ينسى أن يجدد دعمه لأمريكا المتورطة وقتها فى حرب على الارهاب « إن مصر تؤيد جميع الاجراءات التى تقوم بها الولايات المتحدة الامريكية لمقاومة الارهاب».
وولم يقطع مبارك فى نوفمبر من هذا العام عادته فى شكر مجلس الشعب وتكرار تصريحات سنوية مثل « أنجز مجلس الشعب فى دورته السابقة الكثير» و« يحسب لكم تعاونكم مع الحكومة، فى إصدار عدد من التشريعات الهامة، التى استهدفت زيادة الانتاج والارتقاء بجودته، وتيسير فرص الاستثمار وتشجيعه، والتوسع فى إيجاد فرص عمل جديدة، وزيادة موارد الدولة لمواجهة الأعباء المتزايدة».
مبارك ٢٠١١ «ولابّد من يوم معلوم»
مريض، محتجز فى أحدى مستشفيات شرم الشيخ، تحت حراسة الشرطة بعد صدور قرار بحبسه ١٥ يوم، على ذمة التحقيقات فى تضخم ثروته، ووقوفه وراء قتل المتظاهرين خلال ثورة يناير.