April 24 2011 07:51
كشفت صحيفة "الأهرام" على موقعها الالكتروني الأحد ان طرودا تعود للملياردير الهارب حسين سالم الذي يعتبر أحد ابرز رجال الرئيس المخلوع حسني مبارك ضبطت في مطار القاهرة أثناء محاولة إرسالها الى عنوان نجل رئيس المخابرات السعودية الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود.وذكر الموقع ان السلطات الجمركية بقرية البضائع في المطار تمكنت بالتنسيق مع مباحث القرية مساء السبت من ضبط محاولة تهريب 100 طرد ضمن إرسالية متعلقات شخصية تعود لسالم مرسلة باسم الأميرة السعودية لمياء إلى شقيقها الأمير منصور بن مقرن بن عبد العزيز آل سعود
ويأتي الكشف عن محاولة التهريب عشية زيارة كان من المقرر ان يقوم بها رئيس الوزراء المصري عصام شرف الى السعودية وسط أنباء متضاربة بشأن تأجيلها أو إلغائها.وأشارت الصحيفة الى ان شكوك رجال الجمارك أدى بهم الى فتح الطرود حيث تبين أنها تحتوي على متعلقات شخصية وتحف وتماثيل وأواني مطلية بالذهب تخص سالم وزنها حوالى 3 أطنان.وأضافت الصحيفة ان الإرسالية كانت تحتوي على أنتيكات وسجاد من ماركات عالمية وأواني طعام مطلية بالذهب وقطع آثار ممنوع تداولها طبقا لقانون الآثار
ويعتبر سالم الذي عمل ضابطا في المخابرات المصرية قبل تحوله الى رجل أعمال من أبرز المقربين الى مبارك وعائلته كما ان التحقيقات الجارية بشأن الفساد في عهد الرئيس المخلوع تشير الى تورطه في علاقات شراكة مريبة مع أسرة مبارك.ومنذ سقوط مبارك أشارت تقارير إعلامية الى قيامه بتهريب ملايين الدولارات من مصر أثناء عملية هروبه وعائلته الى أحد البلدان العربية.وكان النائب العام أمر السبت بإحالة سالم الذي يمتلك شركة غاز مصرية الى المحكمة بتهم تتعلق بصفقة الغاز الطبيعي الى إسرائيل والتي تجري فيها تحقيقات مع مبارك نفسه بتهم تسهيل عملية البيع بأسعار متدنية أضرت بالاقتصاد المصري
وكان رئيس الوزراء المصري عصام شرف قد قال لجريدة سعودية صدرت اليوم "نحن نتطلع بكل اهتمام للقاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي نعتبره الأخ الأكبر لمصر، وللعرب جميعا،وسنحرص خلال لقائنا مع الملك عبدالله، للتأكيد على المناخ الجميل والإيجابي من التعاون والمصالح المشتركة وتعزيز العلاقة بين البلدين في جميع الميادين، والتأكيد أيضا على أننا نتطلع إلى دعم المملكة في هذه المرحلة التي نمر بها".وأضاف: "سنطمئن السعوديين على مناخ الاستثمار في مصر، والذي سيتجه نحو الأفضل بكثير، وإن شاء الله ستستمر العلاقات التجارية والاسثتمارية إلى مزيد من التعاون. ونؤكد على أن العلاقات ستكون أفضل من المرحلة الماضية".وعن الزيارة التي سيقوم بها الى السعودية أجاب شرف بالقول إن "زيارة أي مسئول مصري للرياض، هو أمر طبيعي على ضوء ما يربط بين مصر والسعودية من علاقات أخوة، وشراكة وتعاون. فالبلدان يعرف كل منهما قدر الآخر، وهناك حرص دائم من البلدين على التنسيق فيما بينهما فيما يخص الكثير من القضايا ذات الاهتمام المشترك".وقال: وفي الحقيقة إن زيارتي للمملكة، لا تنفصل عن الرغبة في تأكيد التعاون واستمرار التنسيق المصري السعودي، من خلال التواصل مع القيادة السعودية، والتي نقدر لها حرصها الدائم على أمن واستقرار المنطقة
وعن العلاقة المصرية الخليجية، على ضوء التوترات التي تشهدها مع إيران أوضح شرف: "ما من شك في أن العلاقات المصرية الخليجية هي علاقات تتسم بدرجة عالية من التميز والاستمرارية، فهي تقوم على أسس راسخة قوامها قناعة مصر بأن أمن الخليج خط أحمر، خاصة أن منطقة الخليج العربي تمثل عمقا استراتيجيا أساسيا للأمن القومي المصري".وتابع: "ويعد الحفاظ على استقرار الخليج التزاما قوميا وضرورة لتحقيق استقرار المنطقة، وكثيرا ما ساندت مصر أشقاءها الخليجيين في عملية البناء، وفي مواجهة كثير من الأزمات. كما أن هناك تقديرا مصريا لدول الخليج ودورها الريادي".وأعرب شرف عن اعتقاده أن تجاوز حالة عدم الاستقرار الحالية التي تمر بها المنطقة لن يتم إلا بتعاون مصر والسعودية، فهما الأقدر على حشد الدول العربية في اتجاه تحقيق طموحات شعوبها، كما أنهما بما لهما من تأثير على الصعيد الدولي الأكثر قدرة على نقل وجهة النظر العربية فيما يخص العديد من القضايا القومية المصيرية، وهو ما ينطبق على القضية الفلسطينية التي لم نتوان يوما عن تقديم التأييد والمساندة لها، من أجل تحقيق طموح الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف
وعن امكانية الاعفاء عن مبارك لو طرح الموضوع خلال الزيارة، أجاب شرف: "هذا الموضوع يحدده القانون، ولست أنا من يحدد ذلك، ولا نستطيع الحديث بالنيابة عن القانون أو أي إجراءات قانونية".ونفى شرف أن تكون ثورة الشباب تقود البلاد بعقلية الانتقام. وقال إن محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه لا تعني التشفي.وأضاف إن "شباب الثورة ضد الانتقام ومحاكمة مبارك ونجليه "علاء وجمال" لا تعني التشفي"، مؤكدا أن "مصر بعد ثورة 25 يناير، تسير في الاتجاه الأفضل، ولقد عاهدنا أنفسنا كمصريين أن نجعل عهد الثورة، بداية الانطلاقة الكبرى نحو مستقبل تنعم فيه مصر بالحرية والديمقراطية. والعدالة الاجتماعية".وتابع بالقول: ولهذا أعتقد أن مصر، وإن كانت تمر بمرحلة حرجة، إلا أننا نتوقع مستقبلا باهرا جدا، من خلال تعاوننا مع العالم أجمع، وخاصة مع دول مجلس التعاون الخليجي، التي نتمتع معها بعلاقات خاصة وحميمية جدا
واعترف شرف بان التركة ثقيلة قائلا: "أنا لا أنكر، بل أعترف أن التركة ثقيلة، وهذا ما دفعنا في الحقيقة إلى العمل بأسرع ما يمكن، وبفاعلية أكبر لمواجهة كثير من المشكلات والملفات، التي طفت على السطح بعد الثورة، كمشكلات الفساد، والانفلات الأمني، والمطالب الفئوية التي ظهرت بكثرة، كنتيجة لسياسات استمرت عقودا وتسببت في كثير من المشكلات".واشار شرف الى أن نجاح الحكومة في مهمتها مرهون بمساندة الشعب لها، وهو ما أثق في تحققه، والمهم أن تمنح الحكومة الوقت الكافي لتعمل وتنجز ما وعدت به.وقال "هو قول لا يعكس الحقيقة، ولايعني تقديم الرئيس السابق ونجليه إلى المحاكمة من قبيل التشفي والانتقام، ففترة حكم مبارك التي امتدت إلى ثلاثة عقود، كانت تشوبها الكثير من المخالفات والانتهاكات، وصور الفساد على مختلف الأصعدة السياسية، والاقتصادية، والحقوقية، ومن حق الشعب بعد الثورة أن يحاسب رموز النظام السابق، ويسائلهم عن هذه المخالفات والانتهاكات باعتبار أن رأس الدولة هو المسؤول الأول أمام الشعب
وفيما يتعلق بتوجه مصري بالاقتراب أكثر تجاه إيران أجاب شرف بالقول: "دعونا نتفق أن العلاقات المصرية الإيرانية، شهدت الكثير من المشكلات خلال العقود الثلاثة الماضية، ومصر بعد الثورة ترغب في تحسين علاقاتها مع جميع دول العالم، والانفتاح على الجميع، وتدعيم العلاقات مع طهران بشرط عدم التدخل في الشؤون الداخلية المصرية أو في شؤون دول المنطقة".واكد شرف أن القضية الفلسطينية ستظل دائما في صميم اهتمامات الشعب المصري، لأننا نعتبر هذه القضية مرتبطة بأمن مصر القومي
وقال "ونحن لا ننكر أن جهود حل القضية واجهت ومازالت تواجه الكثير من العراقيل بسبب مواقف وسياسات مختلف الأطراف المعنية، وإذا كانت إسرائيل تتحمل الجانب الأكبر من المسئولية عن عرقلة تلك الجهود، فإن الفلسطينيين يتحملون أيضا جانبا مهما من المسؤولية، فالتناحر بين الفصائل الفلسطينية أضعف الموقف الفلسطيني".وشدد على أن المسارعة بالمصالحة بين الفصائل الفلسطينية، وإعادة الوحدة إلى الصف الفلسطيني هي أولى الخطوات نحو استعادة الفلسطينيين لحقوقهم، وهو أمر تسعى الحكومة المصرية الحالية إلى إنجازه وتحقيقه في الفترة الحالية، حيث التقيت مؤخرا الرئيس الفلسطيني محمود عباس وهناك اتصالات مع قيادات حركة حماس من أجل إنجاز هذه الخطوة المهمة وهناك خطوات إيجابية كثيرة سيعلن عنها في حينها وعن توجهات السياسية المصرية، حيال التعامل مع إسرائيل، أكد شرف الالتزام بكافة المعاهدات والاتفاقيات التي عقدتها مصر في المرحلة السابقة.مسؤول سعودي: اعتداءات "البلطجية" على استثماراتنا لا تشكل ظاهرة
على صعيد اخر كشف رئيس مجلس الأعمال السعودي - المصري عبد الله دحلان، عن اعتداءات محدودة على استثمارات وأملاك سعودية في مصر من قبل من وصفهم ب"البلطجية"، لكنه اعتبرها حالات فردية، ولا ترقى إلى مستوى الظاهرة التي تقلق المستثمرين السعوديين.وقال دحلان لصحيفة "الحياة" السعودية اليوم الأحد، إن ذلك لا يعني "أننا لا نتوقع أن تكون هناك اعتداءات، ونتطلع لأن تقوم الحكومة المصرية بتكثيف عمليات الحماية والأمن للاستثمارات الأجنبية عموماً والاستثمارات السعودية خصوصاً، لأن ذلك يعيد الثقة للمستثمرين السعوديين في مصر، وضمان استمرارهم في مشاريعهم".وشدد على أن أي ضرر يقع على الاستثمارات الأجنبية في مصر سيكون له تأثيره السلبي في نفسيات كل المستثمرين العاملين في مصر، وليس على المستثمرين السعوديين فقط
واعتبر أن وجود بعض الاعتداءات على المشاريع السعودية في مصر يمثل خطراً على المشاريع المصرية أولاً قبل الاستثمارات الأجنبية والسعودية، مطالباً بـ"تكثيف وجود الأمن لحماية الممتلكات المصرية والسعودية، لأن هناك قلقاً من الناحية الأمنية وبخاصة حماية الأشخاص".رغم ذلك قال دحلان أن الاستثمارات السعودية في مصر في مأمن، و"تحرص الحكومة المصرية على تأمين هذه الاستثمارات وعدم التعدي عليها، وحصلنا على رسائل عدة من مسؤولين مصريين تؤكد حرصهم على هذه الاستثمارات، وتأكـيدهم أنها في مأمن عن أي أيادٍ تسهم في تخريبها".وتقدر الاستثمارات السعودية في مصر بنحو 30 مليار جنيه مصري "20 مليار ريال"، وهو ما يجعل السعودية أحد أكبر الشركاء التجاريين لمصر