نائماً على فراشه في مستشفى شرم الشيخ ، ظل يتقلب ويتقلب ، الصبغة قد أٌزيلت من على شعره ، لحيته طويلة ، لا يسمع بأذنه اليسرى ، زادت تجاعيد وجهه ..
ثم صرخ بصوت عال ..
- أنا الرئيس محمد حسني مبارك .. أنا الرئيس محمد حسني مبارك .. حد يجيلي دلوقتي ..
دخل عليه قائد الحرس ، قائلاً :
- خير ؟؟
- يا بني .. انني حزين كل الحزن ، مما أتعرض له من تدهور في صحتي ، فبعد ثلاثين عاماً في خدمة الوطن يحدث معي كل هذا ؟؟ .. بعد أن حاربت من أجل هذه الأرض .. أنا صاحب الضربة الجوية الأولى .. أنا من حافظ على أرض واستقرار هذا الوطن .. لذا فإنني أطلب منكم أن أذهب لزيارة قبر حفيدي .. محمد علاء مبارك .
وفي اليوم التالي ..
مانشيت : مبارك يطلب زيارة قبر حفيده .
لدهشة الضابط .. وافقت السلطات العليا ، رغم أن زيارته هذه غير قانونية ، لكنه بدعوى ” الإنسانية ” وافقت على ذهابه ، وقرر أن يذهب معه .
وعلى المقابر .. بدأ يتذكر حفيده الأكبر ، حين كان يلعب معه ، ويداعبه .. رن في أذنه صوت حفيده وهو يقول ” جدو ” .. وأغرورقت عيناه بالدموع ، وظل يبكي ..
ثم قال له قائد الحرس :
- أتعرف يا سيادة الرئيس .. انها ليست مقبرة حفيدك محمد علاء حسني مبارك ، بل انها مقابر بديلة ، فهذه هي مقابر من قبرته أنت .
ثم واصل مسرعا : هنا أموات الفشل الكلوي ، هنا أموات المواد المسرطنة ، أما هنا .. هنا أموات عبارة السلام ، وهنا أهالي أموات عبارة السلام .. فقد ماتوا حسرةً عليهم .
هنا مقابر المحروقين في قصر ثقافة بني سويف ، هنا المهاجرون غير الشرعيين الباحثين عن حياة كريمة بعيداً عن هذه البلد ماتوا غرقاً وبؤساً ، هنا الذين قتلوا في طوابير العيش والبوتاجاز ، هنا مقابر المنتحرين يأساً من إدراك حياة كريمة ، هنا مقابر الجنود المصريين الذين قتلوا على الحدود الإسرائيلية دون أن يرمش لك جفن .
” هنا مقبرة سليمان خاطر .. أتتذكر سليمان خاطر ؟؟ ”
أما هذه فمقابر شهداء الثورة ، هذه للشهيد أحمد بسيوني ، وهذه للشهيد كريم بنونة ، أما هذا القبر المغطى بالورود فهو للشهيدة سالي زهران ، هذه المقبرة للشهيد مصطفى الصاوي .
الآن .. ترحم على حفيدك كما شئت
ثم صرخ بصوت عال ..
- أنا الرئيس محمد حسني مبارك .. أنا الرئيس محمد حسني مبارك .. حد يجيلي دلوقتي ..
دخل عليه قائد الحرس ، قائلاً :
- خير ؟؟
- يا بني .. انني حزين كل الحزن ، مما أتعرض له من تدهور في صحتي ، فبعد ثلاثين عاماً في خدمة الوطن يحدث معي كل هذا ؟؟ .. بعد أن حاربت من أجل هذه الأرض .. أنا صاحب الضربة الجوية الأولى .. أنا من حافظ على أرض واستقرار هذا الوطن .. لذا فإنني أطلب منكم أن أذهب لزيارة قبر حفيدي .. محمد علاء مبارك .
وفي اليوم التالي ..
مانشيت : مبارك يطلب زيارة قبر حفيده .
لدهشة الضابط .. وافقت السلطات العليا ، رغم أن زيارته هذه غير قانونية ، لكنه بدعوى ” الإنسانية ” وافقت على ذهابه ، وقرر أن يذهب معه .
وعلى المقابر .. بدأ يتذكر حفيده الأكبر ، حين كان يلعب معه ، ويداعبه .. رن في أذنه صوت حفيده وهو يقول ” جدو ” .. وأغرورقت عيناه بالدموع ، وظل يبكي ..
ثم قال له قائد الحرس :
- أتعرف يا سيادة الرئيس .. انها ليست مقبرة حفيدك محمد علاء حسني مبارك ، بل انها مقابر بديلة ، فهذه هي مقابر من قبرته أنت .
ثم واصل مسرعا : هنا أموات الفشل الكلوي ، هنا أموات المواد المسرطنة ، أما هنا .. هنا أموات عبارة السلام ، وهنا أهالي أموات عبارة السلام .. فقد ماتوا حسرةً عليهم .
هنا مقابر المحروقين في قصر ثقافة بني سويف ، هنا المهاجرون غير الشرعيين الباحثين عن حياة كريمة بعيداً عن هذه البلد ماتوا غرقاً وبؤساً ، هنا الذين قتلوا في طوابير العيش والبوتاجاز ، هنا مقابر المنتحرين يأساً من إدراك حياة كريمة ، هنا مقابر الجنود المصريين الذين قتلوا على الحدود الإسرائيلية دون أن يرمش لك جفن .
” هنا مقبرة سليمان خاطر .. أتتذكر سليمان خاطر ؟؟ ”
أما هذه فمقابر شهداء الثورة ، هذه للشهيد أحمد بسيوني ، وهذه للشهيد كريم بنونة ، أما هذا القبر المغطى بالورود فهو للشهيدة سالي زهران ، هذه المقبرة للشهيد مصطفى الصاوي .
الآن .. ترحم على حفيدك كما شئت