اضغط للتكبير
جانب من الثورة المصرية
لماذا لا تقومون بثورة في بلدكم؟ ... كلمات قليلات في العدد.. كبيرة في التأثير.. مهلكة في النتائج.. قالها طفل مصري لم يتعد عمره العشر سنوات.. لمدرسة الفصل الذي يدرس به بالكويت.. فكانت نهايته الفصل التام من كل مدارس التعليم العام بالدولة الخليجية..
شجاعة الرأي للطفل باسم محمد فتحي، كانت إحدى نتائج الثورة؛ التي لم يكن يتصور أحد أن تأتي بثمارها سريعًا، ولم يكن ذنبه أنه يدرس بدولة لم تعرف بعد قيمة الثورة.. فعاقبته بحرمانه من استكمال تعليمه بها، وقضت على حياته الدراسية..
فلم يدر في خلد الطالب المصري باسم محمد فتحي ابن العشر سنوات والذي يدرس في الصف الخامس الابتدائي في مدرسة الشايع انه بسؤاله الطفولي لمعلمته: «لماذا لا تعملون ثورة في بلدكم؟» قضى على حياته الدراسية في الكويت، حيث أتى الجواب قرارا بفصله نهائيا من كل مدارس التعليم العام (النظامين الصباحي والمسائي) - حسبما ذكرت صحيفة الراي الكويتية في عددها الالكتروني الصارد الجمعة-.
وقالت الصحيفة إن القرار الذي حمله الطالب ليسلمه ولي امره دون أن يعي محتواه، صعق الأب الذي يعمل مدرسا في جامعة الكويت، حيث توجه في اليوم التالي الى المدرسة، ليجابه بسلسلة من التبريرات تفيد بان الطالب باسم "يحرض"، على قيام ثورة في الكويت، وحسب كلام والد الطفل لـلصحيفة الكويتية، مؤكدا ان محاولاته لم تفلح في اقناع ادارة المدرسة بالعدول عن القرار، وأن ابنه مجرد طفل لا يفقه معنى كلمة ثورة، وهو يقلد ما يشاهده في وسائل الاعلام وموجات التظاهرات التي تعم اجزاء من الوطن العربي.
ويضيف والد باسم: إنه بعد أن فشل في اقناع ادارة المدرسة "توجهت الى منطقة العاصمة التعليمية وقابلت المدير العام رقية حسين التي أفادتني بان قرار الفصل نافذ لا رجعة فيه. ومن ثم توجهت الى وزارة التربية وتحديدا الى مكتب الوكيل المساعد منى اللوغاني التي أفادت بدورها ان القرار اتى بناء على مذكرة تفيد بان الطالب باسم يحرّض على اشعال ثورة بين أوساط الطلبة. ورغم الالتماس الذي تقدمت به خصوصا وان القرار تزامن مع نهاية العام الدراسي ما سيحرم ابني سنة دراسية كاملة بناء على تقدير خاطئ من قبل معلمته، فلم احصل على نتيجة».
وتابع "توجهت الى مكتب وزير التربية وزير التعليم العالي أحمد المليفي ولم أتلق ردا، رغم أن السفارة المصرية في الكويت تدخلت لمعالجة الموضوع لكنها لم تفلح في وجه اصرار الوزارة على قرار الفصل»، وعلق الأب آمالا على الادارة القانونية التي تنظر في الموضوع بناء على كتاب تظلم رفعه اليها، وأن يتفهم المسؤولون ظروف هذا التصرف "الطفولي".
في النهاية لك ان تتخيل عزيزي القارئ أن ذلك يحدث مع طفلك، ماذا سيكون رد فعلك وتعليقك، إضافة إلى اننا في الوقت الذي نفخر فيه بالطفل الفلسطيني في ميدان الجهاد ضد الكيان الصهيوني المحتل، فإننا نفخر بالطفل المصري بعد ثورة يناير المجيدة