March 02 2011 04:24
افادت صحيفة ديلي تليغراف الصادرة الاربعاء أن القوات الخاصة البريطانية تستعد لاستيلاء على مخازن غاز الخردل وغيرها من الأسلحة الكيماوية التي خزّنها نظام العقيد معمر القذافي في الصحراء الليبية.وقالت الصحيفة إن مصادر اميركية رجّحت امكانية تكليف القوات الخاصة البريطانية بتأمين ما يصل إلى 10 أطنان من غاز الخردل والسارين يُعتقد أن نظام القذافي خزّنها في ثلاثة مواقع منفصلة في ليبيا، حيث تتواجد وحدات منها منذ عشرة أيام ولعبت دوراً قيادياً في انقاذ المئات من عمال النفط
واضافت أن هناك قلقاً دولياً متزايداً بشأن مخزونات الأسلحة الكيماوية التي يُعتقد أن القذافي ما زال يحتفظ بها بعد اعلانه التخلي عن برنامج أسلحة الدمار الشامل، وسط مخاوف من اقدامه على استخدامها لمهاجمة المتظاهرين أو احتمال أن تنتقل إلى الارهابيين.واشارت إلى أن مصادر بريطانية قالت إن لندن لم تتلق حتى الآن طلباً محدداً من الولايات المتحدة لتكليف قواتها الخاصة في أي عملية لتأمين مواقع الأسلحة في ليبيا، غير أن مسؤولين بريطانيين أكدوا أن خططاً يجري وضعها لكافة الاحتمالات
ونسبت إلى رئيس الوزراء البريطاني الأسبق جون ميجور قوله "إن استخدام القذافي أسلحة كيماوية يمكن أن يؤدي إلى أزمة عسكرية".وكانت تقارير صحيفة أوردت أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وزعماء غربيين آخرين اقتربوا من اصدار أوامر باستخدام القوة العسكرية ضد العقيد القذافي وسط مخاوف من احتمال أن يستخدم أسلحة كيماوية ضد شعبه.وقالت إن هذا التطور يأتي بعد الكشف عن أن ليبيا تحتفظ بنحو 14 ألف طن من المواد الكيماوية اللازمة لانتاج غاز الخردل رغم تعهد نظامها عام 2003 بالتخلي عن أسلحة الدمار الشامل
على صعيد اخر أكد مسؤول بقناة السويس إن سفينتي انزال هجوميتين أمريكيتين هما كيرسارج وبونس دخلتا قناة السويس الأربعاء في طريقهما إلى البحر المتوسط، للاقتراب من الساحل الليبي، في وقت أيد مجلس الشيوخ قرارا بفرض حظر جوي على ليبي.وقال المسؤول أن السفينتين موجودتان عند المدخل الجنوبي للقناة مشيرا إلى أنه من المتوقع أن تعبرا بحلول الساعة 3:30 عصرا أو الرابعة عصرا بالتوقيت المحلي.وكانت الولايات المتحدة قالت يوم الإثنين إنها ستحرك سفنا وطائرات لتقترب من ليبيا التي تشهد انتفاضة شعبية ضد حكم العقيد الليبي معمر القذافي
ولا بعرف إن كانت الولايات المتحدة قد اتخذت قرارا من جانب واحد، للقيام بخطوة ما تجاه الأحداث الجارية في ليبيا رغم أن جميع الليبيين وبعضا من الدول النافذة في مجلس الأمن ترفض أي خطوة منفردة قد تزيد الأمور في المنطقة خطورة.وتبنى مجلس الشيوخ الأميركي قراراً يطالب العقيد الليبي معمر القذافي بالتنحّي إضافة إلى خطوات أخرى جديدة ضده بينها إقامة منطقة حظر جوي فوق ليبيا.ويدعو القرار الذافي إلى "الامتناع عن المزيد من العنف والاعتراف بحق المطلب الشعبي بالتغيير الديمقراطي والاستقالة من منصبه والسماح بانتقال سلمي إلى الديمقراطية تقوم على احترام حقوق الإنسان والحقوق المدنية وحق الشعب في اختيار حكومته في انتخابات حرة وعادلة".ويدين القرار العنف الأخير ضد المدنيين في ليبيا ويتبنى إحالة مجلس الأمن ملف الوضع في ليبيا إلى محكمة الجنايات الدولية
وحيّا القرار "شجاعة الشعب الليبي في وقوفه ضد الديكتاتورية الوحشية لمعمر القذافي ومطالبته بالإصلاحات الديمقراطية والحكم الشفاف واحترام حقوق الإنسان والحقوق المدنية".يشار الى ان ليبيا تشهد منذ 17 فبراير الماضي تظاهرات تطالب باسقاط نظام القذافي، سقط خلالها مئات القتلى والجرحى وأسفرت حتى الآن عن سيطرة المحتجين على معظم المناطق الشرقية في البلاد
وكانت قوات القذافي قد بدأت حملة مركزة لاستعادة المدن التي سقطت في أيدي الثوار غرب ليبيا. وبينما تصدى أهل مدينة الزاوية لهجوم عسكري، ذكرت مصادر من المدينة ان خميس (نجل القذافي) يرابط على مشارف المدينة استعدادا لشن هجوم آخر، في وقت قال سكان في بلدة نالوت غرب طرابلس ان القوات الموالية للنظام احتشدت في محيطها ضمن خطة لمحاولة استعادتها، بينما كشفت مصادر عسكرية من الثوار أن خطة «تحرير طرابلس» من بنغازي تقضي بالسير إليها عبر الصحراء لجمع المعارضين للقذافي وقال شهود إن خصوم الحكومة في مدينة الزاوية التي يسيطر عليه المحتجون صدت أمس محاولة القوات الموالية لمعمر القذافي استعادة السيطرة على أقرب مدينة من العاصمة الليبية
وقال أحد الشهود : «لن نتخلى عن الزاوية بأي ثمن... نعرف أنها مهمة من الناحية الاستراتيجية. سيقاتلون لاستعادتها، لكننا لن نستسلم. تمكنا من هزيمتهم لأن معنوياتنا مرتفعة بينما معنوياتهم في الحضيض». وتبعد الزاوية حوالي 50 كيلومترا إلى الغرب من طرابلس.وأضاف الشهود إن شبابا من الزاوية متمركزون على أسطح المباني المرتفعة في المدينة لمراقبة تحركات القوات الموالية للقذافي ويصدرون إنذارات في حال اعتقدوا أن هجوما بات وشيكا. كما تحدثوا أيضا عن عروض مالية سخية من قبل النظام للثوار كي يعيدوا السيطرة على المدينة مرة أخرى إلى السلطات. وأبلغ ساكن في الزاوية يدعى ابراهيم لوكالة «رويترز» ان كتائب يقودها خميس ابن القذافي وصلت الي مشارف البلدة وتبدو مستعدة للهجوم
يذكر أن الثوار الذين ضموا عناصر منشقة من القوات المسلحة، يمتلكون دبابات ومدافع آلية ومدافع مضادة للطائرات. وتمكنوا من صد القوات الموالية للقذافي التي تمتلك نفس الأسلحة وشنت هجومها من ستة اتجاهات.إلى ذلك، قال سكان في بلدة نالوت الغربية ان القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي احتشدت في غرب البلاد. ويخشى السكان ان تستعد القوات الموالية للقذافي لشن هجوم لاستعادة السيطرة على بلدة نالوت الواقعة على بعد 60 كيلومترا من الحدود التونسية في غرب ليبيا من المحتجين الذين يسعون الى انهاء حكم القذافي
وقال ساكن في نالوت اسمه سامي لـ«رويترز» ان القوات الموالية للقذافي :«تحيط بالمنطقة القريبة من الحدود التونسية.. انها جاءت برشاشات ثقيلة على سيارات رباعية الدفع وعشرات من المسلحين المجهزين بأسلحة خفيفة». وقال: «هم قالوا انهم جاءوا لملاحقة البلطجية. لكن سكان نالوت لا يصدقون هذا. الجميع في حالة تأهب لهجوم محتمل من نفس القوات لاستعادة المدينة». وقال ساكن اخر في نالوت رفض نشر اسمه انه سمع جنودا ليبيين تحركوا صوب الحدود مع تونس. واضاف قائلا :«لا يوجد قتال في نالوت. هم مروا بها وتقدموا الى الحدود حول منطقة وازن. الناس لا يعرفون ماذا سيحدث هنا». وتنامت الشكوك في ان الزعيم الليبي لا يفهم حجم القوة المحتشدة الآن ضده والتي انهت سيطرته على شرق ليبيا
وقال صحافيون في الجانب التونسي من الحدود ان وحدات من الجيش الليبي ظهرت قبل غروب شمس أول أمس الاثنين واعلنت ان الحدود مغلقة الان. وشاهدوا عربات للجيش الليبي وجنودا يحملون بنادق كلاشنيكوف. وفي اليوم السابق لم يكن هناك وجود امني عند المعبر الحدودي. وتقع ذهيبة على بعد نحو 60 كيلومترا من بلدة نالوت.وفي سياق حملة القمع التي تشنها السلطات، أطلقت قوات موالية للقذافي الليلة قبل الماضية النار على المارة في مصراته (شرق طرابلس) ما أدى الى مقتل شخصين على الأقل وإصابة آخر بجروح بالغة، على ما افاد شاهد في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس
وقال هذا الشاهد طالبا عدم كشف اسمه ان «رجالا مسلحين مؤيدين للقذافي اطلقوا النار على المارة من سيارتهم. وتم نقل شهيدين وجريح بحال الخطر الى مجمع العيادات في مصراتة» على بعد 150 كيلومتر شرق طرابلس. واضاف «انهم لا يزالون يطلقون النار على الناس». وكان دوي الرصاص مسموعا خلال الاتصال الهاتفي. وتابع القول إن «السكان لا يزالون يسيطرون على المدينة. إلا أنهم ليسوا مسلحين ونحن مطوقون من جانب قوات القذافي». وذكر ان مدينتي زلتين غرب مصراتة وسرت مسقط رأس القذافي في الشرق لا تزالان تحت سيطرة النظام.وقال ايضا إن «السكان يطلقون نداء الى المجتمع الدولي كي يتمكن مراقبون وصحافيون من الدخول الى المدينة ويخبرون عن الفظاعات التي يرتكبها النظام». وبحسب شهادات مختلفة فان معارك دامية شهدتها مصراتة في الايام الماضية بين انصار للنظام «مدعومين من مرتزقة افارقة» ومتظاهرين
في غضون ذلك، قال قادة الثوار في الشرق إنهم يحاولون تشكيل قوة من قوات الجيش والمتطوعين الذين يتمتعون بتدريب عسكري أساسي، وبأنهم يملكون الآن أكثر من خمسة آلاف متطوع. وأوضحوا أن الخطة تقضي بالسير إلى طرابلس عبر الصحراء لجمع الموالين لهم من المدن والبلدات الواقعة على طول الطريق مثل سرت، والحصول على المعلومات من طرابلس حول أسهل طرق الدخول الى المدينة.وقال العضو البارز في مجلس مدينة البيضاء الواقعة شرقي ليبيا علي إدريس: «طلبنا من كافة العسكريين العودة إلى أعمالهم». وأردف :«إن المشكلة تكمن في الدفاعات الكبيرة التي تحيط بطرابلس ونحن نحاول الاتصال بالمواطنين هناك لمعرفة السبيل الأمثل لدخول طرابلس».وفي إحدى قاعدتين عسكريتين تقعان في البيضاء والشحات قال ضابط بالجيش الليبي إن هناك مساعي لجمع كافة قطع السلاح الممكنة في القاعدة وفي الشوارع لاستعمالها في الدفاع عن المنطقة التي سقطت في أيدي الثوار
من جهة اخرى، حض جيش الثوار في شرق ليبيا الشبان الذين يتوقون للاندفاع غربا للاشتباك مع قوات الزعيم معمر القذافي على التريث ليمكن تحويلهم الى قوة مقاتلة فعالة.وقال سكان لـ«رويترز» ان مئات من سكان مدينة بنغازي في شرق ليبيا يخرجون يوميا لعبور الصحراء الى العاصمة حاملين سكاكين وبنادق هجومية. لكن ضباطا يقولون ان كثيرين آخرين انتظروا ليتجمعوا في معسكرات مؤقتة للتدريب داخل مدارس وثكنات عسكرية محترقة.وقال ضابط برتبة عقيد في الـ50 من عمره يدعى مرعي العجيلي ان الضباط المنشقين يستطيعون تدريب الشبان على الهجوم وعلى الدفاع عن المواقع وانهم يجب أن يعرفوا أنهم يدافعون عن ثورة الشبابوقال الرائد أشرف علي جعفر البالغ من العمر 41 عاما ان الجميع يريد الذهاب الى طرابلس بطبيعة الحال لكن الشبان يحتاجون للالتحاق بوحدات للتدريب على الدفاع عن بنغازي. وأضاف أن الزحف على طرابلس سيبدأ بمجرد الانتهاء من تلك المهمة
وفي بنغازي قال ضباط الجيش من الثوار ان الكتائب المرهوبة الجانب لاكثر ولاء للقذافي احتكرت أثقل الاسلحة وأكثرها تقدما وتركت الجيش لنظامي سيىء التجهيز. وقال ضابط يدعى رأفت مفضلا أن يذكر اسمه الاول فقط :«عندما دخلنا ثكناتهم كانت ترسانة السلاح هناك ضخمة. أخذنا نحو 1000 سلاح ثقيل من المدفعية».يأتي ذلك في وقت انضم آمر المدرعات والمشاة في بنغازي إلى الثوار ، معلنا في بيان أنه إلى جانب الشعب في المطالبة بإسقاط النظام