٢٤/ ٦/ ٢٠١١
وسط حالة من الحزن، شيع الآلاف من أهالى قرى سنفا وميت غمر وطنطا، مساء أمس الأول، جثمان شهيد الشرطة النقيب محمد إبراهيم الخولى، الذى لقى مصرعه، فجر أمس الأول، على أيدى بلطجية أثناء أداء واجبه فى حراسة منطقة البنوك فى العريش، تقدم المشيعون قيادات وزارة الداخلية وأسرة وزملاء الشهيد.
تعيش أسرة الشهيد فى مدينة طنطا وأصر والده العميد السابق فى القوات المسلحة على دفن ابنه فى مقابر الأسرة فى قرية «سنفا»، بينما لم تعلم والدته باستشهاده إلا قبيل دفنه بساعات قليلة، وأكد أحد جيرانهم فى طنطا أنه تم إخفاء الخبر عنها لأنه ابنها الوحيد وهى كانت تنتظره لقضاء يومى الخميس والجمعة معها وزوجته الحامل وطفله إبراهيم الذى لم يتعد عمره العامين. وقال عمه حسن إبراهيم: «الشهيد محمد كان يتمتع بخلق دمث، ورفض اصطحاب زوجته وطفله معه خلال عمله فى العريش حتى يعود أسبوعياً لقضاء الراحة مع أسرته، وهو الولد الوحيد على ثلاث شقيقات أصغر منه» وكان حريصاً على التواصل مع جميع أفراد عائلته ويحب عمله بشدة ويتفانى فى أداء واجبه».
أضاف: «والده كان ضابطاً فى القوات المسلحة، علمه الالتزام والتفانى فى العمل وتحمل المسؤولية منذ صغره، كان سعيدا بالثورة لأنها ستقضى على الفساد، لكنه كان حزيناً لأن جهاز الشرطة والضباط هم الذين دفعوا الثمن من سمعتهم وتاريخهم».
وقالت والدته قبل علمها بالحادث: أنا فى انتظار محمد ابنى لأنه كلمنى بالليل وقال هايتغدى معانا النهارده ومن الصبح وأنا قاعدة فى المطبخ أجهز له كل الأكل اللى بيحبه».
أضافت: «محمد بيتصل كل يوم علشان يطمئن على أخته أسماء لأنها فى ثانوية عامة ووعدها بهدية كبيرة لما تنجح وتجيب مجموع كبير». وقالت: «والله الضباط غلابة وابنى كان ضابط كويس ومتربى وكنت دايماً أنبه عليه يحترم الناس وما يضربش حد وكان بيقول دايما إنه بيعامل الناس بما يرضى الله».
وقام والده وشقيقته الكبرى هناء بإخبار الأم فى البداية أن محمد أصيب فى حادث ثم أخبروها بخبر وفاته الذى لم تصدقه وسقطت مغشياً عليها وهى تردد «لا أبنى عايش ده لسه مكلمنى فى التليفون وقال إنه جاى». وانتقل جميع أفراد الأسرة والجيران والمئات من أهالى طنطا إلى قرية «سنفا» فى الدقهلية، للمشاركة فى تشييع الجثمان.
وفى قرية «سنفا» غطى السواد كل شبر، ووقف الرجال على مدخل القرية فى انتظار وصول الجثمان منذ الصباح الباكر وحتى العاشرة مساء، وفور وصوله التف المئات حول سيارة الإسعاف التى أحضرت جثمان الشهيد فى حالة بكاء هيستيرى واستقبلته النساء بالزغاريد الممزوجة بالدموع وهن يردد إلى الجنة ياشهيد.
ووقف عشرات الجنود من مديرية أمن الدقهلية، حاملين علم مصر وساروا أمام الجنازة فى خطوة عسكرية من مدخل القرية، حتى المسجد الكبير فى القرية، وشارك فى الجنازة اللواء محسن حفظى، محافظ الدقهلية، واللواء محمد عمر، مدير الأمن واللواء سعيد عمارة، مدير مباحث المديرية، وعدد من الضباط من مديريتى أمن الدقهلية وشمال سيناء، وانخرط بعضهم فى بكاء مستمر طوال الجنازة. وأثناء صلاة الجنازة فى مسجد الرحمة، انخرط والده وعمه حسن فى بكاء هستيرى وقبّل والده الجثة وهو يردد «حسبى الله ونعم الوكيل».
وخرج الجثمان ملفوفاً فى علم مصر وتسابق شباب القرية وزملاؤه على حمل الجثة إلى المقابر وسط الآلاف من الأهالى. وأصرت نساء القرية على المشاركة فى تشييع الجثمان حتى المقابر رغم رفض الأهالى، وسقطت جدته «٧٠ سنة» على الأرض وهى تصرخ باكية «حبيب ستك يامحمد هاتسيبنا، حسبى الله ونعم الوكيل»، وسقطت زوجته مغشيا عليها مرتين أثناء تشييع الجثمان وهى تردد «حسبى الله ونعم الوكيل، ابنتك ستولد يتيمة يا محمد منهم لله الظلمة». وقالت فى ذهول للمحيطين بها «محمد كان بيدعى ربنا إنه يرزقه ببنت».
وتعلقت أمه وشقيقاته الثلاث هناء وأسماء وإيناس وزوجته بالنعش قبل دخوله المقابر ورفضن دخوله القبر وقالت والدته «أنا عايزة ابنى هاتخدوه فين، خدونى معاه، أنا مليش غيره حرام عليكم» وألقت بجسدها فوق الجثمان وهى تقبله. وقالت شقيقاته: «ادفنونا كلنا معاه مش هانقدر نعيش من غيره، إحنا مبقلناش حد فى الدنيا»، فانخرط الجميع فى بكاء هستيرى، بصوت مرتفع. وقام والده وأعمامه وأخواله بإبعادهن عن النعش بعد إلحاح شديد وأصر والده على تقبيله للمرة الثانية قبل دخوله القبر وسقطت والدته وزوجته مغشيا عليهما فور الانتهاء من مراسم الدفن، وتم نقلهما إلى المستشفى للعلاج.
ووعد اللواء محسن حفظى، محافظ الدقهلية، بإطلاق اسم الشهيد على إحدى مدارس القرية ليكون قدوة للأجيال القادمة فى حب الوطن والتفانى فى أداء الواجب.
وسط حالة من الحزن، شيع الآلاف من أهالى قرى سنفا وميت غمر وطنطا، مساء أمس الأول، جثمان شهيد الشرطة النقيب محمد إبراهيم الخولى، الذى لقى مصرعه، فجر أمس الأول، على أيدى بلطجية أثناء أداء واجبه فى حراسة منطقة البنوك فى العريش، تقدم المشيعون قيادات وزارة الداخلية وأسرة وزملاء الشهيد.
تعيش أسرة الشهيد فى مدينة طنطا وأصر والده العميد السابق فى القوات المسلحة على دفن ابنه فى مقابر الأسرة فى قرية «سنفا»، بينما لم تعلم والدته باستشهاده إلا قبيل دفنه بساعات قليلة، وأكد أحد جيرانهم فى طنطا أنه تم إخفاء الخبر عنها لأنه ابنها الوحيد وهى كانت تنتظره لقضاء يومى الخميس والجمعة معها وزوجته الحامل وطفله إبراهيم الذى لم يتعد عمره العامين. وقال عمه حسن إبراهيم: «الشهيد محمد كان يتمتع بخلق دمث، ورفض اصطحاب زوجته وطفله معه خلال عمله فى العريش حتى يعود أسبوعياً لقضاء الراحة مع أسرته، وهو الولد الوحيد على ثلاث شقيقات أصغر منه» وكان حريصاً على التواصل مع جميع أفراد عائلته ويحب عمله بشدة ويتفانى فى أداء واجبه».
أضاف: «والده كان ضابطاً فى القوات المسلحة، علمه الالتزام والتفانى فى العمل وتحمل المسؤولية منذ صغره، كان سعيدا بالثورة لأنها ستقضى على الفساد، لكنه كان حزيناً لأن جهاز الشرطة والضباط هم الذين دفعوا الثمن من سمعتهم وتاريخهم».
وقالت والدته قبل علمها بالحادث: أنا فى انتظار محمد ابنى لأنه كلمنى بالليل وقال هايتغدى معانا النهارده ومن الصبح وأنا قاعدة فى المطبخ أجهز له كل الأكل اللى بيحبه».
أضافت: «محمد بيتصل كل يوم علشان يطمئن على أخته أسماء لأنها فى ثانوية عامة ووعدها بهدية كبيرة لما تنجح وتجيب مجموع كبير». وقالت: «والله الضباط غلابة وابنى كان ضابط كويس ومتربى وكنت دايماً أنبه عليه يحترم الناس وما يضربش حد وكان بيقول دايما إنه بيعامل الناس بما يرضى الله».
وقام والده وشقيقته الكبرى هناء بإخبار الأم فى البداية أن محمد أصيب فى حادث ثم أخبروها بخبر وفاته الذى لم تصدقه وسقطت مغشياً عليها وهى تردد «لا أبنى عايش ده لسه مكلمنى فى التليفون وقال إنه جاى». وانتقل جميع أفراد الأسرة والجيران والمئات من أهالى طنطا إلى قرية «سنفا» فى الدقهلية، للمشاركة فى تشييع الجثمان.
وفى قرية «سنفا» غطى السواد كل شبر، ووقف الرجال على مدخل القرية فى انتظار وصول الجثمان منذ الصباح الباكر وحتى العاشرة مساء، وفور وصوله التف المئات حول سيارة الإسعاف التى أحضرت جثمان الشهيد فى حالة بكاء هيستيرى واستقبلته النساء بالزغاريد الممزوجة بالدموع وهن يردد إلى الجنة ياشهيد.
ووقف عشرات الجنود من مديرية أمن الدقهلية، حاملين علم مصر وساروا أمام الجنازة فى خطوة عسكرية من مدخل القرية، حتى المسجد الكبير فى القرية، وشارك فى الجنازة اللواء محسن حفظى، محافظ الدقهلية، واللواء محمد عمر، مدير الأمن واللواء سعيد عمارة، مدير مباحث المديرية، وعدد من الضباط من مديريتى أمن الدقهلية وشمال سيناء، وانخرط بعضهم فى بكاء مستمر طوال الجنازة. وأثناء صلاة الجنازة فى مسجد الرحمة، انخرط والده وعمه حسن فى بكاء هستيرى وقبّل والده الجثة وهو يردد «حسبى الله ونعم الوكيل».
وخرج الجثمان ملفوفاً فى علم مصر وتسابق شباب القرية وزملاؤه على حمل الجثة إلى المقابر وسط الآلاف من الأهالى. وأصرت نساء القرية على المشاركة فى تشييع الجثمان حتى المقابر رغم رفض الأهالى، وسقطت جدته «٧٠ سنة» على الأرض وهى تصرخ باكية «حبيب ستك يامحمد هاتسيبنا، حسبى الله ونعم الوكيل»، وسقطت زوجته مغشيا عليها مرتين أثناء تشييع الجثمان وهى تردد «حسبى الله ونعم الوكيل، ابنتك ستولد يتيمة يا محمد منهم لله الظلمة». وقالت فى ذهول للمحيطين بها «محمد كان بيدعى ربنا إنه يرزقه ببنت».
وتعلقت أمه وشقيقاته الثلاث هناء وأسماء وإيناس وزوجته بالنعش قبل دخوله المقابر ورفضن دخوله القبر وقالت والدته «أنا عايزة ابنى هاتخدوه فين، خدونى معاه، أنا مليش غيره حرام عليكم» وألقت بجسدها فوق الجثمان وهى تقبله. وقالت شقيقاته: «ادفنونا كلنا معاه مش هانقدر نعيش من غيره، إحنا مبقلناش حد فى الدنيا»، فانخرط الجميع فى بكاء هستيرى، بصوت مرتفع. وقام والده وأعمامه وأخواله بإبعادهن عن النعش بعد إلحاح شديد وأصر والده على تقبيله للمرة الثانية قبل دخوله القبر وسقطت والدته وزوجته مغشيا عليهما فور الانتهاء من مراسم الدفن، وتم نقلهما إلى المستشفى للعلاج.
ووعد اللواء محسن حفظى، محافظ الدقهلية، بإطلاق اسم الشهيد على إحدى مدارس القرية ليكون قدوة للأجيال القادمة فى حب الوطن والتفانى فى أداء الواجب.