mogameh

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
mogameh

المنتدي الخيالي

التبادل الاعلاني

المتواجدون الآن ؟

ككل هناك 60 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 60 زائر

لا أحد


[ مُعاينة اللائحة بأكملها ]


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 230 بتاريخ الثلاثاء يونيو 14, 2016 7:29 pm

سبتمبر 2024

الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
      1
2345678
9101112131415
16171819202122
23242526272829
30      

اليومية اليومية


    لا أحد يسهر فى الإسكندرية بسبب البلطجية

    avatar


    تاريخ التسجيل : 01/01/1970

    لا أحد يسهر فى الإسكندرية بسبب البلطجية Empty لا أحد يسهر فى الإسكندرية بسبب البلطجية

    مُساهمة من طرف  السبت يوليو 30, 2011 7:34 am

    ٢٩/ ٧/ ٢٠١١


    «دبابة» و«مدفع» و «علم» قماش جديد يحمل ألوان علم مصر، كلها أساليب لجأ إليها «رضا السيد»، مدير بلاج «سيدى بشر٢» للدعاية لشاطئه، الذى يشهد ولأول مرة منذ إنشائه هذا الركود من المصيفين، مقارنة بالعام الماضى، فى نفس هذا التوقيت المتزامن مع منتصف موسم الصيف.

    الخوف من الانفلات الأمنى، والظروف الاقتصادية الصعبة، ودخول شهر رمضان، كلها أسباب أدت إلى تراجع الناس عن قضاء المصيف فى الإسكندرية. ويضيف رضا: «مين اللى هيسيب شقته فى الفوضى دى تتسرق ولا يقتحمها بلطجية علشان خاطر يقضى أسبوع مصيف»، وهو السبب نفسه الذى يفسر قدوم أغلب زائرى شاطئه فى رحلات ليوم واحد.

    ويقول: «كنت الأول بأنزل ٢٠٠ كرسى فى اليوم، ودلوقتى ما بين ٥٠ و٧٠، رغم أن عدد العمالة على الشاطئ لم يقل، لأنى ما ينفعش أقطع عيش الناس، ودى ظروف بتمر بيها البلد، ومنهم اللى شغال معايا منذ أكثر من ٢٠ سنة».

    البعد الإنسانى ليس وحده الذى دفع «رضا» للاحتفاظ بجميع العاملين معه فى الشاطئ، وإنما هناك هدف آخر لا يقل أهمية وهو تأمين الشاطئ وزائريه من أى محاولة للهجوم عليهم من قبل البلطجية، الذين يتجولون فى الشوارع وعلى الشواطئ ليل نهار، وقال: «على العكس تماماً مما فعله أصحاب الأعمال بتسريحهم للموظفين قمت بزيادة عدد العاملين فى الشاطئ، وأغلبهم من أهلى وأقاربى، كى أضمن إخلاصهم فى تأمين الشاطئ، وزائريه.

    ورغم بدء أول موسم للصيف بعد انتهاء أحداث الثورة بقرابة ٤ أشهر، فإن العاملين على الشواطئ كغيرهم من مجالات الاستثمار تأثروا بشدة بسبب تلك الأحداث وما تبعها من خسائر، ويروى «رضا» أن مستأجرى الشواطئ حاولوا أكثر من مرة التفاوض مع المحافظة لتأجيل موعد مزايدة الشواطئ، شهرين أو أكثر، كوسيلة للتعويض العينى على حالة الركود، لكن المحافظة لم تقبل هذا العرض.

    لحظات من الصمت مرت على «رضا» قبل أن يقول: «الثورة جميلة، ولكن الثورة المضادة هى اللى بتعود علينا بنتائج عكسية، كلنا قلنا نبدأ صفحة جديدة وعلشان كده علقت العلم على الشاطئ لأول مرة، وصممت ألعاب خاصة للأطفال زى (السست) الملونة من الخارج بنفس ألوان العلم، رغم أن اختيار الألوان دى بالتحديد رفع سعرها من ١٧٠٠ جنيه إلى ٤٠٠٠، وكمان عملنا أسطوانة خاصة عليها كل أغانى الثورة، التى يحبها الشباب ويفضلون الرقص على بعضها، خاصة الأغنية الشعبية لمطرب يدعى (حلبسه)، وتتحدث عن خطاب تنحى الرئيس المخلوع».

    وعن أساليب الدعاية التى قامت بها المحافظة لتنشيط السياحة قال: «المحافظة ألغت رسم دخول الشاطئ، وقدره ٢ جنيه للفرد، (رغم أن الموضوع ده كان بيفرق معانا كتير)، كما أن المحافظة زادت من عدد الشواطئ المجانية، أما أصحاب الشواطئ أنفسهم فخفضوا مابين ٣٠ و٢٥%، وقبل بدء موسم الصيف نشروا دعاية لشواطئهم فى بعض الجرائد».

    ومن داخل الشاطئ يتجول البائع محمود إسماعيل، ذهاباً وإياباً وبين مقاعد المصيفين، لعرض بضاعته، وهى عبارة عن ملابس صيفية.

    «محمود» الذى جاوز الـ٥٥ عاماً كان يسرع الخطى فوق الرمال لأى زبون يشير له بأصبعه، حاملاً بعض أجولة بضاعته فوق ظهره النحيل، والبقية فوق يده. ويقول محمود: «من ٣٠ سنة وأنا بياع على البحر، اللى من خيره ربيت ٣ أولاد وبنت، ولأول مرة فى حياتى أعجز عن سداد رخصة البيع للمحافظة، واللى اضطريت أقسطها على قسطين، السنة دى، بسبب الظروف اللى بتمر بيها البلد، وربنا يخلف علينا».

    هدوء الإسكندرية غير المعتاد جعل «يحيى»، أحد المصيفين، يستمتع بها لأقصى درجة- كما يقول- وإن كان انتشار البلطجية على الكورنيش فى ظل غياب الأمن، هو أكثر ما أرقه عليه فى الإجازة، وقال: «لأول مرة فى حياتى أشاهد أفراداً يرقصون بمطاوى وأسلحة بيضاء على الكورنيش والشواطئ العامة، ومن يشاهد بالطبع هذا المشهد، عليه أن يتوقع الهجوم، أو اختطاف أحد أفراد أسرته، فى الوقت الذى كان ينبغى علينا فيه الاجتهاد لتحويل مصر إلى بلد يشهد له العالم، مثلما فعلنا وقت الثورة».

    مصطفى على، سائق تاكسى، وصف حال زملائه بـ«التعبان قوى»، فأغلب المترددين على المصايف من البسطاء القادمين من القرى والنجوع، كما يقول، يومية «مصطفى»، كانت تتجاوز الـ١٥٠ جنيها، الآن لم يعد بمقدوره جمع ١٠٠ جنيه يومياً، لأن «الزبائن بتفاصل فى الأجرة»- على حد تعبيره، كما أن اضطراب أحوال الأمن جعله يعمل حتى الواحدة مساء فى أقصى الأحوال، بعد أن كان يواصل عمله حتى الصباح، وقال: «أعمل كسائق سياحى منذ ١٤ عاماً، لم أر فى حياتى نظرة الخوف فى وجوه الناس من ركوب التاكسى مثل هذه الأيام، بسبب ما تعانيه شوارعنا من انفلات، وهو الانفلات ذاته الذى تسبب فى سرقة سيارتى وقت الثورة، حتى تمكنت من إعادتها بصعوبة.

    فيما تعجب هشام إبراهيم، زائر، من تراجع مستوى الأمن، الذى سمح لبعض الخارجين عن القانون من السيطرة على الشواطئ المجانية، وقال: «هناك شواطئ مجانية معروفة فى الإسكندرية منذ القدم، وعندما قمنا بزيارتها هذا العام وجدنا بلطجية يسيطرون عليها، واستعانوا ببعض الكراسى البلاستيك والشماسى من أقمشة قديمة وبالية لتأجيرها إجبارياً لكل من يدخل الشاطئ، وكانوا يحملون الفرد نفس تكلفة دخوله الشواطئ الرسمية، كما انتشرت عليها تجارة الحشيش، وتحولت لملجأ للحرامية».

    وعند مدخل شاطئ المندرة المتميز وقف على عثمان، مدير الشاطئ، على إحدى البوابات يراقب شاطئه ويطمئن على زائريه قائلاً: «هذا الموسم لم نستقبل أعداداً كبيرة من المصيفين، كما كان يحدث فى الأعوام السابقة، وتبدو الشواطئ مزدحمة بعض الشىء يوم الجمعة فقط، لقدوم رحلات اليوم الواحد، لبعض الأسر أو العاملين فى الشركات، حيث تراجع عدد المترددين على الشاطئ بنسبة ٤٠%».

    وقال: «كلنا استقبلنا هذا الموسم ونحن واضعون أيدينا على قلوبنا، فرغم تراجع أعداد المصيفين واختفاء السياحة العربية، فإننا مازلنا ملتزمين بسداد رواتب العاملين معنا، ودفع تكلفة مناقصة تأجير الشاطئ من المحافظة، وتصل تكلفتها إلى ٥٥٠ ألف جنيه كل عام، ويكفى أن الشواطئ ولأول مرة ينتهى فيها العمل بحلول الساعة الحادية عشرة مساء، بسبب رغبة المصيفين فى العودة لمنازلهم مبكراً، فى ظل غياب دوريات الشرطة والعساكر، بعد أن كان يظل الهواة يمارسون السباحة والترفيه على الشاطئ على مدار اليوم، وفى محاولة لاهثة منا لتجميع الناس على السهر أمام البحر قمنا لأول مرة بإنشاء ملعب تنس ومسرح فى قلب الشاطئ».



      الوقت/التاريخ الآن هو السبت سبتمبر 21, 2024 6:39 am