2011-08-29
لماذا تحتاج إمرأة لطاولة بلياردو في الحمام ؟... سؤال محير وجهته لي شقيقتي التي لا تعرف شيئا عن السياسة والإعلام مباشرة بعد جولة بصرية لها مع كاميرا الجزيرة التي خصصت عدة دقائق بث مكررة لحمام السيدة عائشة القذافي في طرابلس بعدما طهرته الثورة وطردت أصحابه.
... فعلا .. نفهم أن الإنسان الطبيعي والثري والباحث عن الفخامة يمكن ان يضع جهازا صوتيا في الحمام او باقة مجلات أو حتى أقراصا مدمجة لموسيقى.. أما بلياردو فهذه صرعة وفكرة جديدة.. عموما أحد: الأصدقاء وهو صحفي مخضرم عرض على ثوار ليبيا خدماته المجانية لمدة عام مقابل شرط واحد السماح له بالإقامة في حمام السيدة عائشة القذافي!
الصور التي رآها الرجل ويتسلى بها الإعلام العربي هذه الأيام مثيرة للدهشة خصوصا وان الرأي العام العربي كان يصدق فعلا بأن القذافي يعيش في خيمة ويجبر أم العيال على الإقامة وفقا لما تتطلبه مكرهات المعيشة في خيمة.
وما أذكره أن بلدية العاصمة عمان انشغلت ثلاثة أيام قبل سنوات بتحديد الساحة المناسبة التي تصلح لإقامة مقر استضافة القذافي وبعد اختيار المقر قرر الرجل بنفسه تغييره ووضع خيمته وجماله وحرسه النسائي في الساحة الفارغة أمام مكاتب البلدية ثم طلب الرجل طلبا غريبا بعد نصب الخيمة العملاقة: إحضروا لخيمتي 200 شاعر أردني.
.طبعا تدبر القوم بعض الشعراء من الدرجة الخامسة وحشروا في الخيمة عشرات الموهوبين وتمت الإستعانة بأشخاص كتبوا شعرا لمرة واحدة في حصة الإنشاء وهم في الخامس الإبتدائي.
.. بعد ذلك ترك القذافي خيمته الفارهة وطلب زيارة أحد مخيمات اللاجئين في عمان ثم زيارة ضاحية راقية فزار حيا راقيا يدعي {عبدون} فتراجع في اليوم التالي عن دعم مشروع الديسي المائي كما وعد الأردنيين وقال لهم: من يبني هذه القصور والفلل في عبدون ليس فقيرا.
حماة سيف الإسلام
والحقيقة الكلام عن القذافي كثير ويحتاج لأطنان من الكتب خصوصا هذه الأيام بعدما إنتهى الرجل لكني شخصيا أثارتني لقطة محددة وردت على شاشة تلفزيون 'العربية' في الليلة التي قرر فيها نجل العقيد سيف الإسلام أنه ما زال على قيد الحياة ولم يعتقل واللقطة تتعلق بإمرأة واحدة سوداء البشرة وقفت ترقص بجنون وسط عدد محدود من رجال سيف الإسلام القذافي وهي تقول بهستيريا: ألله .. معمر .. ليبيا وبس.
وسر دهشتي أن هذه المرأة كانت وحيدة تماما وسط الرجال تتقافز بفرح وهوس حتى دون أن ينتبه لها أحد فهي تظهر في زاوية الكاميرا.. لماذا تفعل ذلك خصوصا بعدما سقط النظام ؟.. وكيف تمكن نجل القذافي أو أعوانه من تجنيدها لهذه المهمة ؟... السؤال الأهم : من أين يأتي الديكتاتوريون العرب بكل هؤلاء ممن يرقصون على الجراح ويخرجون للساحات للتغني بهم؟
ومن الواضح أن أحدا لن يعتب على هذه المرأة المتقافزة أمام الكاميرا إذا لم تفعل وأغلب الظن أنها لو جلست وصمتت ولم تختلط بالرجال بهذه الطريقة الإستعراضية لما إنتبه أحد لعدم وجود إمرأة في المشهد تطبيقا لمعايير الجندر.
وأقل ما يفترضه المرء عن مشاهدة لقطة من هذا النوع هو أن هذه المرأة هي خالة القذافي أو حماة سيف الإسلام بمعنى أنها من {عظام الرقبة} ولها مصلحة بترديد الشعار البائس الذي {يؤله} القذاقي او يضعه بمرتبة تالية بعد ألله وليبيا الوطن لكن سحنة المرأة 'وكشة' شعرها وملابسها الفوضوية توحي بأنها ليست من العائلة الكريمة.
ونفس السحنة تدلنا على أنها ليست مستثمرة إفريقية عملاقة لها مصلحة ببقاء القذافي.. لماذا إذا تكرر المشهد الأبله الذي فرضته علينا الفضائيات العربية وتحديدا فضائية اليمن منذ سقط نظام بن علي حيث يتقافز أشخاص بحماس زائف وواضح على كادر الشاشة أمام الكاميرا؟.
هؤلاء وأمثالهم للأسف يضعون الزعيم دوما بعد ألله مباشرة في هتافاتهم وقبل الوطن وهي خصلة تميز فقط زعاماتنا العربية ولا يحظى بها مثلا ساركوزي ولا أوباما المتحدر من اصول افريقية حيث تكتفي شعوب العالم المتحضر برفع علم او لافتة صغيرة والوقوف بصمت لتأييد حملة إنتخابية عامة بينما تجتاح الهستيريا شوارعنا وينفلق البعض في الشارع وهم يتراكضون ويصرخون لتذكير المشاهد بالمصيبة القائمة أقصد الزعيم-.
ويمكن أن نضيف لهؤلاء المتحمسين الأوغاد، على حد تعبير راحلنا الساخر محمد طمليه، جحافل البلطجية والشبيحة وحشود تأليه الزعيم .. فعلا وقولا من أين يأتي زعماؤنا بكل هؤلاء؟.
لماذا تحتاج إمرأة لطاولة بلياردو في الحمام ؟... سؤال محير وجهته لي شقيقتي التي لا تعرف شيئا عن السياسة والإعلام مباشرة بعد جولة بصرية لها مع كاميرا الجزيرة التي خصصت عدة دقائق بث مكررة لحمام السيدة عائشة القذافي في طرابلس بعدما طهرته الثورة وطردت أصحابه.
... فعلا .. نفهم أن الإنسان الطبيعي والثري والباحث عن الفخامة يمكن ان يضع جهازا صوتيا في الحمام او باقة مجلات أو حتى أقراصا مدمجة لموسيقى.. أما بلياردو فهذه صرعة وفكرة جديدة.. عموما أحد: الأصدقاء وهو صحفي مخضرم عرض على ثوار ليبيا خدماته المجانية لمدة عام مقابل شرط واحد السماح له بالإقامة في حمام السيدة عائشة القذافي!
الصور التي رآها الرجل ويتسلى بها الإعلام العربي هذه الأيام مثيرة للدهشة خصوصا وان الرأي العام العربي كان يصدق فعلا بأن القذافي يعيش في خيمة ويجبر أم العيال على الإقامة وفقا لما تتطلبه مكرهات المعيشة في خيمة.
وما أذكره أن بلدية العاصمة عمان انشغلت ثلاثة أيام قبل سنوات بتحديد الساحة المناسبة التي تصلح لإقامة مقر استضافة القذافي وبعد اختيار المقر قرر الرجل بنفسه تغييره ووضع خيمته وجماله وحرسه النسائي في الساحة الفارغة أمام مكاتب البلدية ثم طلب الرجل طلبا غريبا بعد نصب الخيمة العملاقة: إحضروا لخيمتي 200 شاعر أردني.
.طبعا تدبر القوم بعض الشعراء من الدرجة الخامسة وحشروا في الخيمة عشرات الموهوبين وتمت الإستعانة بأشخاص كتبوا شعرا لمرة واحدة في حصة الإنشاء وهم في الخامس الإبتدائي.
.. بعد ذلك ترك القذافي خيمته الفارهة وطلب زيارة أحد مخيمات اللاجئين في عمان ثم زيارة ضاحية راقية فزار حيا راقيا يدعي {عبدون} فتراجع في اليوم التالي عن دعم مشروع الديسي المائي كما وعد الأردنيين وقال لهم: من يبني هذه القصور والفلل في عبدون ليس فقيرا.
حماة سيف الإسلام
والحقيقة الكلام عن القذافي كثير ويحتاج لأطنان من الكتب خصوصا هذه الأيام بعدما إنتهى الرجل لكني شخصيا أثارتني لقطة محددة وردت على شاشة تلفزيون 'العربية' في الليلة التي قرر فيها نجل العقيد سيف الإسلام أنه ما زال على قيد الحياة ولم يعتقل واللقطة تتعلق بإمرأة واحدة سوداء البشرة وقفت ترقص بجنون وسط عدد محدود من رجال سيف الإسلام القذافي وهي تقول بهستيريا: ألله .. معمر .. ليبيا وبس.
وسر دهشتي أن هذه المرأة كانت وحيدة تماما وسط الرجال تتقافز بفرح وهوس حتى دون أن ينتبه لها أحد فهي تظهر في زاوية الكاميرا.. لماذا تفعل ذلك خصوصا بعدما سقط النظام ؟.. وكيف تمكن نجل القذافي أو أعوانه من تجنيدها لهذه المهمة ؟... السؤال الأهم : من أين يأتي الديكتاتوريون العرب بكل هؤلاء ممن يرقصون على الجراح ويخرجون للساحات للتغني بهم؟
ومن الواضح أن أحدا لن يعتب على هذه المرأة المتقافزة أمام الكاميرا إذا لم تفعل وأغلب الظن أنها لو جلست وصمتت ولم تختلط بالرجال بهذه الطريقة الإستعراضية لما إنتبه أحد لعدم وجود إمرأة في المشهد تطبيقا لمعايير الجندر.
وأقل ما يفترضه المرء عن مشاهدة لقطة من هذا النوع هو أن هذه المرأة هي خالة القذافي أو حماة سيف الإسلام بمعنى أنها من {عظام الرقبة} ولها مصلحة بترديد الشعار البائس الذي {يؤله} القذاقي او يضعه بمرتبة تالية بعد ألله وليبيا الوطن لكن سحنة المرأة 'وكشة' شعرها وملابسها الفوضوية توحي بأنها ليست من العائلة الكريمة.
ونفس السحنة تدلنا على أنها ليست مستثمرة إفريقية عملاقة لها مصلحة ببقاء القذافي.. لماذا إذا تكرر المشهد الأبله الذي فرضته علينا الفضائيات العربية وتحديدا فضائية اليمن منذ سقط نظام بن علي حيث يتقافز أشخاص بحماس زائف وواضح على كادر الشاشة أمام الكاميرا؟.
هؤلاء وأمثالهم للأسف يضعون الزعيم دوما بعد ألله مباشرة في هتافاتهم وقبل الوطن وهي خصلة تميز فقط زعاماتنا العربية ولا يحظى بها مثلا ساركوزي ولا أوباما المتحدر من اصول افريقية حيث تكتفي شعوب العالم المتحضر برفع علم او لافتة صغيرة والوقوف بصمت لتأييد حملة إنتخابية عامة بينما تجتاح الهستيريا شوارعنا وينفلق البعض في الشارع وهم يتراكضون ويصرخون لتذكير المشاهد بالمصيبة القائمة أقصد الزعيم-.
ويمكن أن نضيف لهؤلاء المتحمسين الأوغاد، على حد تعبير راحلنا الساخر محمد طمليه، جحافل البلطجية والشبيحة وحشود تأليه الزعيم .. فعلا وقولا من أين يأتي زعماؤنا بكل هؤلاء؟.