مبارك في قفص الاتهام في احدى جلسات محاكمته 1/1/2012
بخطوات سريعة متلاحقة لاهثة، مر العام المنصرم، تاركا بصمات واضحة وغير مسبوقة في تاريخ مصر، وشعبها، ولعل أبرز ما كان على الإطلاق هو ثورة الشعب على الرئيس السابق حسني مبارك ونظامه في يناير وصولا إلى تقديم مبارك ونجليه ''جمال وعلاء''، وعدد من أعوانهم للمحاكمة مطلع أغسطس.
3 أغسطس: ''رئيس في القفص وشعب لا يصدق''
كانت أول المشاهد التاريخية في محاكمة مبارك ونجليه ووزير داخليته الأسبق حبيب العادلي و6 من كبار مساعديه، والمعروفة إعلاميا بـ'' محاكمة القرن''، تلك التي خطفت اهتمام كل المصريين وكثير من شعوب العالم، عندما ظهر مبارك ممدا على سرير طبي وبجواره نجليه.
مبارك ينكر الاتهاماتوبدأت جلسة المحاكمة التاريخية قرابة الساعة العاشرة صباحاً بالتوقيت المحلي، بحضور مبارك الذي مثل في قفص الاتهام على سرير طبي نقال، غير أنه بدا في كامل وعيه، ووقف إلى جواره نجلاه علاء وجمال، كما تواجد داخل القفص وزير الداخلية الأسبق العادلي و 6 من معاونيه.
وكانت هذه المرة الأولى التي يلتقي فيها مبارك نجليه منذ وضعهم جميعا قيد الحبس الاحتياطي في إبريل 2011، ووجه ممثل النيابة العامة إلى مبارك اتهامات بـ''القتل العمد'' و''الفساد'' المالي، بينما اتهم نجليه بالفساد فقط. ونفى مبارك، الذي حكم مصر ثلاثين عاماً، الاتهامات الموجهة إليه، وقال: ''أنكر كل الاتهامات تماماً''، وكذلك فعل نجلاه
15أغسطس: ''ترينج مبارك الأزرق.. ومناوشات المدعين''
وفي 15 أغسطس كان المصريون على موعد جديد من مشاهدة مبارك ونجليه والعادلي و6 من كبار مساعديه داخل القفص وعلى الهواء مباشرة، وشهدت الجلسة ضم قضيتي قتل المتظاهرين المتهم فيها مبارك والعادلي لتصبحان قضية واحدة، كما شهدت مشادات واشتباكات وقعت داخل قاعة المحاكمة بين المدعين بالحق المدني وبعضهم بسبب اختلافهما على من سيلقى كلمة البداية في المحاكمة، وأيضا مشاداتهم مع بعض المتطوعين للدفاع عن مبارك حول المقاعد ورغبة المدعين بعدم جلوس محامو مبارك بجوارهم ووصفهم بأنهم خونة، كما أن محامية من بين المتطوعين تعدت بالسب على الصحفيين الأجانب ووصفتهم بأنهم ''خونة''. كما حاول علاء مبارك خلال خروجه
من الجلسة منع الكاميرا من تصويره. 5 سبتمبر.. '' الشهود وحقائق تتكشف''
شهدت الجلسة الثالثة اشتباكات بين ذوي ضحايا ثورة 25 يناير ومحاميِّي المدعين بالحق المدني من جهة والدفاع عن المتهمين وأنصار الرئيس المخلوع من جهة أخرى.
ووقعت الاشتباكات داخل قاعة المحاكمة التي تُجرَى بقاعة أكاديمية الشرطة، عندما رفع أنصار مبارك صورة له، وأخذوا يهتفون باسمه، في حين رشقهم أهالي الشهداء بزجاجات المياه، ووصفوا المتهمين وأنصارهم بالخونة والحرامية ورددوا ''يا مبارك.. يا مبارك.. الإعدام في انتظارك''، كما اشتبك عدد من المحامين المدعين بالحق المدني مع محامين آخرين أثناء جلسة الاستراحة.
محاكمة مباركوكان أبرز ما في جلسة المحاكمة الثالثة هو اعترف اللواء حسين سعيد محمد موسى مدير جهاز الاتصالات بقطاع الأمن المركزي الشاهد الأول في قضية قتل المتظاهرين الاثنين لدى إدلائه بشهادته أمام المحكمة بأنه أتلف أحرازًا هي عبارة عن تسجيلات مهمة بين قيادات الداخلية أثناء ثورة 25 يناير.
الجلسة الرابعة: ''استدعاء المشير وعنان وحظر النشر''
شهدت الجلسة الرابعة العديد من المفاجآت المتمثلة في استدعاء كل من المشير طنطاوى، القائد العام للقوات المسلحة ورئيس المجلس العسكري والفريق سامى عنان رئيس الأركان ونائب رئيس المجلس العسكري، ونائب رئيس الجمهورية السابق عمر سليمان ووزير الداخلية السابق منصور عيسوي والسابق محمود وجدى، مع منع حضور الإعلاميين خلال جلسات الاستماع إلى أقوالهم وحظر النشر.
23 سبتمبر:'' المشير والرئيس السابق وجها لوجه''
وكان من أبرز لقطات محاكمة مبارك ما حدث في جلسة 23 سبتمبر والتي أدلى فيها المشير محمد حسين طنطاوي بشهادته أمام محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار أحمد رفعت. ووصل المشير في سرية تامة إلى مقر أكاديمية الشرطة بالتجمع الخامس.
وقالت مصادر إنه جاء في سيارة عادية. ولم يحضر في طائرة، مثلما كان متوقعا. ودخل إلى قاعة المحكمة في وسط حراسة أمنية مشددة وغير مسبوقة من الشرطة والجيش. وحضر جميع المتهمين وتم إيداعهم داخل قفص الاتهام.
ناقشت المحكمة المشير طنطاوي حول شهادته، ووجه له دفاع المتهمين 10 أسئلة جوهرية. وذكرت مصادر أنه تمت عرقلة دخول المدعين بالحق المدني حتى الربع ساعة الأخيرة من شهادة المشير التي لم تستغرق سوى ساعة ونصف الساعة، ثم قررت محكمة جنايات شمال القاهرة برئاسة المستشار أحمد رفعت في 24 سبتمبر وقف نظر جلسات محاكمة مبارك لحين الفصل في طلب رد هيئة المحكمة.
آخر جلسات العام: ''جاكوزي العادلي''
وفي 24 ديسمبر كانت آخر جلسات محاكمة مبارك في 2011 حيث قررت محكمة جنايات القاهرة، تأجيل محاكمة الرئيس السابق حسنى مبارك ونجليه علاء وجمال ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي وستة من كبار مساعديه من قيادات وزارة الداخلية ورجل الأعمال الهارب حسين سالم إلى جلسة 2 يناير.
وجاء ''قرار التأجيل جاء لتكليف النيابة العامة بمخاطبة اتحاد الإذاعة والتليفزيون للوقوف من خبرائه المختصين عما إذا كان يمكن استعادة ما قد تم محوه بالشرائط التي تتضمن لقطات مصورة ضمن أحراز القضية.
وجاء استئناف جلسات محاكمة مبارك، بعد أسبوعين من رفض محكمة استئناف القاهرة الدعوى القضائية التي أقامها أحد المحامين المدعين بالحقوق المدنية في القضية التي اختصم فيها المستشار أحمد رفعت، رئيس محكمة جنايات القاهرة التي تباشر محاكمة الرئيس السابق والمستشار عبد المعز إبراهيم رئيس محكمة استئناف القاهرة .ولعل أبرز لقطات آخر جلسات محاكمة مبارك في 2011 ما ظهر عليه اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق مرتديا '' جاكيت، ونظارة سوداء''، كما مارس علاء مبارك هوايته في مناوشة الكاميرات ومنعها من التصوير.
مبارك ونجليه ينكرون جميع الاتهامات الموجهة اليهم
