mogameh

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
mogameh

المنتدي الخيالي

التبادل الاعلاني

المتواجدون الآن ؟

ككل هناك 274 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 274 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد


[ مُعاينة اللائحة بأكملها ]


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 318 بتاريخ الجمعة نوفمبر 15, 2024 6:45 am

نوفمبر 2024

الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
    123
45678910
11121314151617
18192021222324
252627282930 

اليومية اليومية


    المصري اليوم» ترصدأوجاع حدود مصر .. ٤-٧

    avatar


    تاريخ التسجيل : 01/01/1970

    المصري اليوم» ترصدأوجاع حدود مصر .. ٤-٧ Empty المصري اليوم» ترصدأوجاع حدود مصر .. ٤-٧

    مُساهمة من طرف  الثلاثاء مارس 06, 2012 3:07 am

    تحقيق أشرف جمال ٥/ ٣/ ٢٠١٢

    تصوير:أشرف جمال

    ٩ آلاف كيلو متر قطعتها «المصرى اليوم» ذهاباً من القاهرة وإياباً من مدن الحدود باتجاهاتها الثلاثة، فى رحلة متواصلة استغرقت نحو الشهرين، رصدت خلالها أوضاع تلك المدن بقراها ونجوعها مترامية الأطراف، وعاشت مع سكانها أوجاعهم وهمومهم التى تطابق الكثير منها رغم الاختلافات الجغرافية والديموجرافية، والعرقية.

    «الثورة لم تصل بعد».. جملة وجدتها الأكثر دقة فى وصف ما شهدته من أحوال معيشية لأبناء الأطراف، والتى شابه بعضها مجاعات الصومال، وجاوز البعض الآخر حياة عصور ما قبل الميلاد، ببدائيتها وجهلها وجاهليتها، وجميعها عوامل تنذر بانفجار جديد قد تدفع مصر ثمنه غالياً، لأن تجاهل الأطراف يعنى فتح الأبواب على مصاريعها أمام الطامعين فى بلادنا، وما أكثرهم.

    «الإهمال والفقر والعنصرية» كانت العامل المشترك لأوجاع أبناء حدودنا الشرقية والغربية والجنوبية، على حد سواء، فكثير منهم دفع حياته ثمناً للجوع والعطش، بل لرشفة دواء لم يجدها فى ذروة مرضه، وجميعهم أدخلونا دائرة التصنيف العنصرى، بعد أن سبقونا إليها بفعل الغباء الأمنى والتخاذل الإعلامى، فانقسم المصريون فى نظرهم إلى «البدوى» و«البحراوى» أو «ابن الوادى»، وهى مصطلحات توحدوا عليها دون اتفاق مسبق، لكونها خلاصة تمييز صنعته الدولة منذ عقود طويلة، ليكتووا هم بناره، ويتجرعوا مرارته دون أن يسمع بصراخهم أحد.

    رحلتنا الطويلة لم ترصد الحالة الإنسانية فحسب، وإنما دفعتها المصادفة «أحياناً» وحب المغامرة «عادة» إلى التطرق لظواهر غاية فى الغرابة، وملفات كادت تكلفنا الحياة، لتكون المحصلة رصداً صحفياً نطرحه أمام المسؤولين فى ٧ حلقات، مغلفاً بتحذير يحمل خلاصة المعايشة: «احذروا انفجار حراس مصر».

    بدو «طابا».. يرون الجنة ويعيشون فى الدرك الأسفل من النار

    «أرض لها ذهب والمسك طينتها.. والزعفران حشيش نابت فيها.. أنهارها لبن محض ومن عسل.. والخمر يجرى رحيقاً فى مجاريها».. أبيات شعر فى وصف الجنة جالت فى مخيلتى بمجرد وصولى آخر النقاط العمرانية المصرية على خليج العقبة، وتحديداً مدينة طابا، حيث الطبيعة الخلابة والبنايات المبهجة والنظافة غير المعهودة، وهى مظاهر شعرت معها بأن زيارتى لن تكون للعمل، فعمّا سأكتب وأنا أرى الحياة النموذجية التى يتمنى أن يحياها أكثر المترفين على وجه الأرض.

    فور وصولى المدينة، وبعد جولة سريعة فى شارعها الرئيسى الرابط بين السوق السياحية والفنادق والقرى شديدة الشبه بتلك التى نراها فى الأفلام الهوليوودية، راودنى قرار شد الرحال إلى طرف آخر من أطراف مصر، خاصة أن ما نعانيه جميعاً منذ اندلاع الثورة المجيدة لن أستطيع معه أن أرصد أى مظهر من مظاهر الترف، وحينما حاولت استيقاف تاكسى ليعيدنى إلى مقر إقامتى، فوجئت بسيارة ملاكى يقودها شاب فى أوائل الثلاثينيات يعرض على توصيلى إلى مبتغاى، بدعوى أننى لن أجد «تاكسى» فى هذا التوقيت، فشكرته على ذوقه، واستقللت السيارة، فإذا بالرياح تأتى بما لا تشتهيه السفن.

    «اللى بتدور عليه مش هتلاقيه هنا.. انزل طابا هايتس وصحراء النقب».. كلمات عقّب بها حسين محمود، الموظف بأحد الفنادق، أثناء حديثى «الساخر» فى سيارته عن أسباب مجيئى إلى طابا لرصد مشاكل ومعاناة سكانها، فجاء وقع كلماته كالسحر، خاصة حين قال: «أنا هنا منذ أكثر من ٦ سنوات، وعاشرت الكثير من بدو هذه المدينة، ورأيت كيف يعيشون بلا أى خدمات أو بنية، وكأنهم مطاريد فى الجبال». فقررت ونحن فى الطريق نقل مقر إقامتى إلى طابا هايتس لمجاورة من كنت أبحث عنهم.

    طابا مدينة ذات أهمية استراتيجية وسياحية كبيرة، استمدتها من التاريخ المصرى الحديث، وتحديداً منذ عام ١٩٠٦ عندما نشب خلاف بين مصر والدولة العثمانية حول تعيين الحدود بين مصر وفلسطين، التى كانت تابعة للدولة العثمانية، وانتهى الأمر باتفاق على رسم الحدود من طابا إلى رفح، وتم تعيين علامات الحدود، إلى أن احتلت إسرائيل سيناء، ثم حررتها مصر، وقتها نشبت مشكلة أخرى عند تطبيق معاهدة السلام المصرية- الإسرائيلية، بسبب تعيين مكان بعض علامات الحدود التى تلاشت، وحاول الإسرائيليون تحريك بعض هذه العلامات داخل الأرض المصرية للاستيلاء على طابا، فاتفق الطرفان مصر وإسرائيل على مبدأ التحكيم، وفى ٢٩ سبتمبر ١٩٨٨ أصدرت هيئة التحكيم التى انعقدت فى جنيف حكمها لصالح الموقع المصرى لتعيين موقع علامة الحدود، وفى ١٥ مارس ١٩٨٩ تسلمت مصر منطقة طابا وعادت إلى سيادتها، لتشهد نشاطاً عمرانياً وسياحياً مكثفا لاستغلال الإمكانات السياحية بها، والمناطق التى حولها ذات التضاريس المتميزة.

    كما أصبحت طابا منفذاً برياً مهماً على الحدود المصرية، وتم ربطها بشبكة واسعة من المرافق كالطرق الرئيسية ومصادر المياه والكهرباء، وتم تطوير مطار طابا بالقرب منها ليصبح مطاراً دوليا، لتصير المدينة لناظريها إحدى جنان الله على الأرض.

    لكن ماذا عن طابا التى لا يراها أحد؟. فى طابا هايتس البعيدة عن طابا بحوالى ١٥ كيلومتراً، رأيت تناقضات يعجز عن تخيلها أبرز أدباء العالم، فإذا استطعت أن تقسم بصرك لترى شيئين فى اتجاهين مختلفين، سترى فى طابا الجنة عن يمينك بمحاذاة البحر، والنار عن يسارك أسفل الجبل الفاصل بين مصر والأراضى المحتلة!

    «نحن لا نحتاج فلوس من أحد.. لكن ما ينقصنا هو الشعور بأننا مصريون لنا حقوق وعلينا واجبات».. جملة جسد بها الشيخ عليان فراج، شيخ قبيلة الحيوات التى تسكن بقرية «الحميرات»، المتاخمة للحدود المصرية- الإسرائيلية، أوجاع بدو طابا، مشدداً على خطورة الاستمرار فى تجاهلهم وإهمالهم.

    وقال «فراج»: «البدو محرومون من العمل فى السياحة، التى تعد شريان الحياة الوحيد هنا، لأن الشركات والفنادق تستولى على كل شىء، بل للأسف الشديد تقوم بتحذير السياح من التعامل معنا خوفاً على حياتهم، وبالتالى أصبحنا محرومين من العمل فى سياحة السفارى والصحراء، بل لا نستطيع العمل فى أى فندق، لأن الجميع ينظر إلينا نظرة دونية، فأصبحت مهنتنا الوحيدة هى العمل فى قيادة السيارات أو الحراسة الليلية».

    وأضاف: «حتى مهنة السواقة نعمل بها خلسة، لأنهم يرفضون إعطاءنا تراخيص للعمل فى النقل السياحى، ويمكن بعد الثورة بدأنا نعمل إلى حد ما، لكن مازالت هناك مضايقات».

    وعن الأوضاع الخدمية داخل القبيلة قال صالح عليان، سائق: «نحتاج للاحترام والتعليم قبل أى خدمات، لأننى مادام كنت جاهلاً يستطيع أى شخص تشكيلى كما شاء، ومن السهل أن ننجر للانحراف، لكننا لا نريد أن نكون عالة على الدولة».

    وأضاف: «لقد عانينا تجاهلاً جعلنا نكفر بالدولة، خصوصاً أننا نواجه مغريات لا يمكن حصرها من قبل اليهود، ويكفى أننا لم ننتقل من الخيام المصنوعة من الخيش والصفيح، إلا مؤخراً بعد أن قامت شركة أوراسكوم بإنشاء بيوت لنا أمام القرية السياحية التابعة لها، لكى نحميها، ولا نعكر صفو المشروع السياحى، وحتى المدرسة التى بنتها الشركة لنا لا يوجد بها مدرسون حتى الآن رغم اقتراب العام الدراسى على نهايته، وأقرب مدرسة أخرى منا ستجدها فى نويبع على بعد ٦٠ كيلومتراً، وهى مدارس غير جيدة، وهنا فى طابا هايتس توجد مدرسة خاصة، لكن غالية جداً، وحينما طلبنا من مديرها منحنا تخفيضات ليلتحق أبناؤنا بها رفض أيضاً حتى لا نختلط بالأجانب العاملين فى القرية والسائحين».

    «لماذا لم تجددوا مطالبكم بعد الثورة؟».. سؤال طرحته خلال نقاشى مع أبناء قبيلة الحيوات، فجاءت الإجابة على لسان على عيد، من قيادات القبيلة، قائلاً: «ماذا نفعل هم يرفضون إعطاءنا تراخيص، وحينما أنشأنا مكاناً يصلح لسياحة السفارى أشبه بكامب سياحى متكامل، لم يفد إلينا سائح واحد بسبب تحذيرات وتخويف شركات السياحة من التعامل معنا، فنحن نريد العمل فى السياحة، لكن الجميع يرفض، ويكفى أن الشركات حينما تنظم حفلات بدوية تستعين بشباب من القاهرة والإسكندرية، فتجدهم يرتدون لباسنا بشكل مضحك».

    هنا تدخل سليمان فرج، سائق، مقاطعاً: «هم دائما ينظرون إلينا كأننا إرهابيين، بدليل أن الفنادق عندما بدأت العمل فى هذه المنطقة كان الأجانب يحبون البدو جداً، لكن بعد تخويف الشركات منا، أصبحوا يخشون حتى الحديث معنا».

    على بعد خطوات أمام شريط الفنادق والقرى السياحية المحاذى لخليج العقبة، يعيشون بلا أدنى وسائل أو حقوق الحياة، فالأرض صخرية صلبة، والحرارة مرتفعة فى أبرد فصول السنة، ولا مصدر للمياه ولا متجر للطعام، ولا حتى بناية للتستر بها.. إنهم بدو قريتى «المحاش ومرجانة»، الذين أجمعوا على أنهم يعيشون فى الدرك الأسفل من نار الحياة الدنيا، رافضين جميعاً التحدث عن حياتهم إلاّ بعد أن يأتى كبير لهذا البلد، لأن الكلام «لن يجدى نفعاً»، لدرجة أن أحدهم حدثنى بعنف وغلظة عن أحوالهم الصحية، قائلاً: «ابنى أصيب بمرض شديد، وحينما توجهت به إلى المستشفى، وجدته مجهزاً بأحدث الأجهزة، لكن أطباءه غير مؤهلين إطلاقاً، فاضطررت لجمع المال من قبيلتى لأذهب به إلى أقرب مستشفى فى شرم الشيخ».

    «نحن لا نعانى نقصاً فى كل أشكال الحياة فحسب، وإنما معاناتنا امتدت لهويتنا وسمعتنا نفسها».. كلمات أجمع عليها شيوخ وقيادات قبائل «النقب» المصرية، الذين التقيتهم فى أحد تجمعاتهم المتناثرة فى قلب الصحراء، مؤكدين أن البدو خير من واجهوا إسرائيل، لكن سمعتهم بين أبناء مصر أنهم «خونة»، رغم أن الجيش والمخابرات يعرفان الدور الحقيقى لهم «حسبما قالوا».

    سلامة جمعة غيث، أحد بدو النقب، يقول بمرارة: «نحن وقفنا مع الدولة فى كل شىء، لكنها لم تخدمنا فى أى شىء، ومع ذلك سنظل مع بلدنا نحميه وننتمى إلى ترابه، رغم كل المغريات التى تأتينا من إسرائيل لننتقل للعيش بها».



    ويضيف «غيث»: «نحن دائماً فى دائرة الاتهامات، إما بالخيانة والعمالة، أو بتهريب البشر والمخدرات، بخلاف ما نلاقيه من غلظة وقسوة فى التعامل الأمنى إذا ما تجرأنا وأردنا زيارة القاهرة أو حتى عبور الضفة الغربية من سيناء، ويكفى أن تعلم أن بيننا الكثير من معدومى الهوية، الذين لا يحملون أى وثائق تثبت مصريتهم، أما الباقون، فحائرون لكونهم جميعاً يحملون بطاقات شخصية من محافظة شمال سيناء رغم أنهم يعيشون فى جنوبها، مما يفقدهم الحصول على أى ميزات».


    المصري اليوم» ترصدأوجاع حدود مصر .. ٤-٧ Photoالفنادق فى طابا
    المصري اليوم» ترصدأوجاع حدود مصر .. ٤-٧ Photoو عشش صفيح على بعد خطوات منها

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 15, 2024 11:37 am