mogameh

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
mogameh

المنتدي الخيالي

التبادل الاعلاني

المتواجدون الآن ؟

ككل هناك 44 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 44 زائر

لا أحد


[ مُعاينة اللائحة بأكملها ]


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 230 بتاريخ الثلاثاء يونيو 14, 2016 7:29 pm

سبتمبر 2024

الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
      1
2345678
9101112131415
16171819202122
23242526272829
30      

اليومية اليومية


    المصري اليوم» ترصد أوجاع حدود مصر (٧-٧)

    avatar


    تاريخ التسجيل : 01/01/1970

    المصري اليوم» ترصد أوجاع حدود مصر (٧-٧)  Empty المصري اليوم» ترصد أوجاع حدود مصر (٧-٧)

    مُساهمة من طرف  الأحد مارس 18, 2012 9:20 am

    المصري اليوم» ترصد أوجاع حدود مصر (٧-٧)  Photoتصوير:أشرف جمال
    إحدى سيدات العزازمة أمام عشتها
    تحقيق أشرف جمال ١٨/ ٣/ ٢٠١٢

    تصوير:أشرف جمال
    «البيوت ليست أسراراً».. مثل جديد وجدت أنه الأدق فى وصف أحوال سكان الأطراف فى مختلف حدود مصر باتجاهاتها الثلاثة، لاسيما أن دورة حياة يومهم تتسم بتطابق يتناقض مع اختلاف عاداتهم وتقاليدهم وأعمالهم، وهو التطابق الذى خلق توحداً «لا إرادياً» فى مطالبهم.

    «المصرى اليوم» حرصت، فى الحلقات الست الماضية من هذا الملف، على رصد ما تيسر من أوجاع وآلام سكان المدن الحدودية بقراها ونجوعها مترامية الأطراف، فخلصت إلى أن الفقر والإهمال والعنصرية هى أكثر العوامل المشتركة لقاطنى الأطراف، أو بالأحرى «ضحاياها»، لكن رصدها فى الحلقة السابعة والأخيرة كان أكثر تدقيقاً ومقارناتها أضيق نطاقاً، إذ حرصت على القيام بسلسلة زيارات إنسانية لسكان آخر بيوت مصر، الملاصقة للحدود مع ليبيا وفلسطين وإسرائيل والسودان، للتعرف على المختلف فى حياتهم ومطالبهم، فكانت آلامهم متعددة بحكم الاختلافات الجوهرية فى الجغرافيا والأعراق، لكن بقى مرضهم واحداً، تشخيصه هو «الحرمان من الحياة».

    لم يكن ظنى إثماً حين توقعت أن بداخل هذه البيوت قنابل موقوتة من الظلم والقهر والفقر، فقد كان الواقع أشد قسوة، فبيت يحلم ربه بأن يجد الرزق الحلال الذى يكفيه ورعيته ليوم آت، وآخر قرأ الفاتحة ترحماً على قضية الانتماء التى أفنى نصف القرن دفاعاً عنها، لتكون جائزته أربعة جدران وباباً لبيت فى قلب الصحراء بلا أدنى خدمات، وثالث مات صاحبه على أعتابه حزناً على بوار أرضه المجاورة لنهر النيل، ومازالت زوجته، التى تجاوزت الثمانين من عمرها، تناضل من أجل قطرة ماء.

    زيارتنا الأخيرة لم تكن لبيت ولا لخيمة، بل لمجمع عشوائى من عشش الصفيح والخيش الممتدة فى قلب صحراء النقب وصولاً إلى الخط الحدودى الذى يفصلنا عن أشد الناس عداوة لنا.

    فيها وجدت العشرات يحيون عيشة الجاهلية، لا يحلمون بترف الماء النظيف والكهرباء والتعليم والصحة، لكن يبقى أملهم الوحيد فى الحصول على ما يثبت مصريتهم.

    «العزازمة».. قبيلة محرومة من الخدمات.. وسكانها «بلا أوراق رسمية»

    أكثر من ساعة قطعتها السيارة من مدينة طابا جنوب سيناء بمحازاة الشريط الحدودى بين مصر والأراضى المحتلة، إلى أن وصلت منطقة تسمى «تجمع الأوسط» بقرية بغداد التابعة لمدينة الحسنة فى وسط سيناء، حيث تعيش قبيلة «العزازمة»، بلا خدمات ولاحقوق ولا حتى جنسية.

    و«العزازمة» وفق ماقرأت عنها، هى إحدى أهم القبائل التى تسكن صحراء النقب، وكانت مساكنهم موزعة مابين الأراضى المصرية والفلسطينية، قبل أن تفصلها الحدود التى يقع جزء منها فى سيناء والآخر فى الأراضى المحتلة، والتى تم ترسيمها بعد الحرب التركية- البريطانية عام ١٩١٠، ليتوزع أبناء «العزازمة» إلى قسمين، أحدهما داخل مصر التى كانت تخضع للاحتلال البريطانى، والآخر يتبع تركيا التى كانت تسيطر فى ذلك الوقت على منطقة الشام، بما فيها فلسطين، وظل هذا الوضع حتى حرب ١٩٤٨، فخضع الجزء الفلسطينى للاحتلال الإسرائيلى، ومنذ هذا الوقت أصبحت قبيلة العزازمة منقسمة الهوية فى الجانب المحتل، ومنعدمة الهوية فى مصر. بمجرد وصولنا إلى مدخل تجمع الأوسط، طلب منى دليلى ورفيق رحلتى السائق «سالم» النزول من السيارة، لاستبدالها بأخرى نقل من النوع «الماردونا»، ذات الدفع الرباعى، كانت فى انتظارنا بناء على اتصالات أجراها «سالم» ونحن فى الطريق.

    كان من البديهى أن أسأل دليلى عن أسباب الانتقال لسيارة أخرى، لكنى لم أفعل، بعد أن شاهدت بشائر باقى الطريق المؤدية منطقة «القسيمة» التى تسكنها القبيلة المنشودة، فكان عبارة عن «مدق» شديد الوعورة، ملىء بالمنحدرات والحفر الطبيعية التى صنعها السيول، لكننا سلكناه بحرفية يحسد عليها السائق، الذى رفض السماح لى بتصويره أو ذكر اسمه لـ»مشاكل مع الأمن» حسب قوله، إلى أن وصلنا لمبتغانا، بعد رحلة معاناة تجاوزت نصف الساعة.

    «هنا وادى الجايفة حيث تقيم قبيلة العزازمة».. كلمات جاءت مصحوبة بإشارة من «سالم» لأرض سهلة شاسعة المساحة فى صحراء النقب، تضم خياماً متناثرة من الصفيح والقماش والخوص، وتنتهى بسور طبيعى من الجبال شاهقة الارتفاع والوعورة، يعلوها سياج من أسلاك وأكشاك، عرفت أنها نقاط حدودية. بمجرد الاقتراب من موطن العزازمة توقف السائق واصطحب «سالم» إلى منزل كان هو الأكثر فخامة بين «العشش» الموجودة، وظلا يتناقشان على مدخله مع رجل كهل بدت على وجهه علامات الغضب، حتى انتهى الكلام بعودة الرجل إلى بيته، فأيقنت أنه رفض الحديث معى، وهو ما نقله لى «سالم» الذى قال: «الشيخ سالم أبو جنب، هو شيخ القبيلة، ويرفض التعامل مع الإعلام بسبب تجارب سابقة لم تؤت بثمارها، لكننا ضغطنا عليه فدعاك لتأخذ واجب الضيافة». «البدون أم المشاكل التى نعيشها».. يقول الشيخ «سالم أبوجنب» إن مشكلة عدم تجنيس الكثير بين أبناء العزازمة هى المشكلة الأهم التى تعترض حياة أكثر من ٥ آلاف عزازمى (هو تعداد سكان القبيلة)، لذا نطالب الحكومة المصرية بسرعة تجنيس العزازمة بالجنسية المصرية، حيث إننا الآن بلا جنسية وممنوعون من السفر خارج مصر بل لا نستطيع الخروج من سيناء، ومَن يسافر منا تتم إعادته مرة أخرى».

    وبمرارة شديدة يضيف «أبوجنب»: أغلبنا إن لم نكن كلنا متهمون بالخيانة وعدم الانتماء للوطن الذى عشنا وسنموت فيه، رغم كل المغريات التى نتلقاها من إسرائيل التى تقبع على مقربة منا، لكننا فضلنا نار مصر على جنة الصهاينة».

    بعد جلسة لم تتخط نصف الساعة اصطحبنى الشيخ سالم أبوجنب فى جولة بين بيوت العزازمة، حيث العيش العجاف والعودة إلى العصور الوسطى، وأمام إحدى الخيام وقفنا لنلتقى أحد حكماء القبيلة ويدعى سالم العزامى، الذى استقبلنى بحدة أربكتنى بعض الشىء، متمتماً بكلمات تحمل نقداً لاذعاً للدولة والصحف والصحفيين».

    وقال موجهاً كلامه لى: «أنت لن تستطيع فعل شىء لا قبل الثورة ولا بعدها، فمنذ شهور قريبة زارنا أحد الصحفيين ورصد أحوالنا ووعد بمساندتنا والوصول إلى المسؤولين لانتشالنا مما نحن فيه، وانتظرنا الفرج لكنه لم يأت بعد»، وفاجأنى بسؤال مفاده ماذا تريدون منا، وهل ستسير على نفس درب سلفك؟

    الغريب أنه واصل حديثه دون أن ينتظر منى رد، فقال: «نحن لا نستطيع إثبات أننا نعيش، فجميعنا بلا أوراق رسمية تثبت وجودنا، وتزوجنا بدون قسيمة زواج، وأولادنا يولدون دون أن تحرر لهم شهادات ميلاد، وبالتالى فهم محرومون من الالتحاق بالمدارس ويعانون من الجهل والبطالة والانعزال.

    «لا ماء ولا كهرباء ولا مخبز ولا صحة».. بهذه الكلمات لخص عياد سليمان، أحد أبناء العزازمة، واقع الخدمات فى «وادى الجايفة والكونتِلاّ والقٌسيّمة»، وهى المناطق التى تقطنها «العزازمة»، موضحاً أن لديهم وحدة صحية وحيدة فى وادى الجايفة، لكنها بلا أطباء أو ممرضات، ومن ثم فإن الأهالى يلجأون- حسب قوله- إلى أساليب العلاج البدائية، وأهمها العلاج بالكى والعسل والأعشاب.

    وقال: «انظر إلى بيوتنا ستجدها من الصفيح والخيش، فنحن لا نستطيع البناء، لأن المحافظة ترفض منحنا تصاريح البناء بحجة أننا بلا جنسية، كما أن أبناءنا بلاشهادات ميلاد، مما تسبب فى عدم التحاقهم بالمدارس».

    أمام هذا الوضع شعرت أن مانعانيه من أوضاع سياسية واقتصادية فى باقى أنحاء الوطن، هو منتهى الترف وقمة الرفاهية، لأننا على الأقل مواطنون كاملو الأهلية،، بينما هناك آخرون لا يستطيعون الجهر بمصريتهم.

    «قسطل» .. الحاجة طاهرة: «عبدالناصر» طردنا لأنه بيكره النوبيين.. وبعد «السادات» قالوا لنا «أبوكم مات»

    «حسبنا الله ونعم الوكيل».. هكذا بدأت الحاجة طاهرة صاحبة آخر بيت على حدود مصر الجنوبية حديثها، مفوضة أمرها لله فى تعب وعناء استمر حوالى ٣٢ عاماً فى زراعة ورعاية حديقتها، التى أفنت عمرها على رعايتها، ومات زوجها وهو يسقى نخيلها. تقول الحاجة طاهرة: «بدأت زراعة هذه الحديقة أنا وزوجى بعد أن أعادنا الرئيس الراحل أنور السادات إلى قريتنا قسطل، لينقذنا من مصيبة التهجير إلى نصر النوبة بأسوان، والتى لم نرتح فيها، وشعرنا فيها بأننا أغراب حتى عدنا إلى أرضنا، وبدأنا فى زراعة الأرض بكل أنواع الفواكة من المانجو والرمان والبرتقال والليمون والنخيل، لدرجة أن زوجى ظل يزرع ويعمل فى الحديقة حتى آخر لحظة فى عمره، فمات وهو يسقى النخيل».

    وتضيف: «من بعد زوجى ظللت أهتم بالحديقة بمفردى، لأن ابنى يعمل مدرساً بالأزهر فى نصر النوبة، وطبعاً كنا نعتمد على البئر الخاصة بشركة مساهمة البحيرة، باعتبارها المصدر الوحيد للمياه فى قسطل، إلى أن بدأت كل مشاكلى بتعطل ماكينة الرفع الخاصة بالبئر منذ أكثر من عامين، وتخلت شركة مساهمة البحيرة عن تصليحها، فأصبحت لا أجد الماء لأسقى الزرع، فمات معظمه، وأوشكت الأرض على البوار».

    وتواصل الحاجة طاهرة، ذات التسعين عاماً، قائلة: «فى الأعوام السابقة كان عندما يحدث أى عطل بسيط أو نقص فى الجاز، كنا نعالجه على نفقتنا، لكن الآن البئر تعطلت تماما، ونحن بلا حيلة، والهيئة تماطل فى إصلاح البئر، والحكومة لاتعرف عنا أى شىء أصلاً، والمحصلة ضياع تعب ٣٢ عاماً فى أقل من سنتين».

    عن الحياة فى «قسطل» تقول الحاجة طاهرة: «العيش هنا بلا ماء ولا كهرباء ولا أى خدمات، فالمياه والكهرباء يصلان لنا عبر شركة مساهمة البحيرة، وإذا تعطلت الشركة لأى سبب أو تركت القرية فلن تتوافر لنا سبل الحياة».

    وتضيف: «أغلب السكان طفشوا من المكان بسبب انعدام الخدمات، وحتى الكبار فى السن الذين تمسكوا بالبقاء فى أرضهم توفوا، وبدأ العدد يقل تدريجياً، وأصبح المكان طارداً لكل من فيه، رغم أن أصحاب المكان الذين تم تهجيرهم فى عهد عبدالناصر إلى نصر النوبة، يريدون العودة، ولكن كيف يعودون إذا كان لا يتوفر لهم أو لأبنائهم أقل الخدمات مثل الماء والكهرباء».

    وعن ذكرياتها عن التهجير ومن تولى حكم مصر تقول: «عبدالناصر كان يكرة كل النوبيين، ولم يهتم بهم أو بمشاكلهم، حتى عندما جاء إلى أبوسمبل أثناء نقل المعبد لم يهتم بزيارة السكان أو السؤال عنهم.. وكان يريد القضاء علينا كلياً، ولذلك قام بتشتيتنا وتهجيرنا من أرضنا، أما السادات كان أبونا الروحى، وعندما وجد النوبيين غير قادرين على التكيف فى أرض التهجير بكوم أمبو، سمح لنا بالعودة إلى أراضينا، بل وجاء لزيارتنا حتى أنه كان شاهداً على عقد زواج أحد أبناء القرية، فهو كان يحب النوبة والنوبيين، وأذكر أنه بعد وفاته لم نجد من يهتم بنا، وقال لنا المهندس حسب الله الكفراوى، الذى كان وزيراً للتخطيط آنذاك أبوكم مات وإحنا فطمناكم».

    وعن رأيها فى الرئيس السابق حسنى مبارك تقول: «الحمد لله إنه راح، لأنه قضى علينا وقطع رقابنا، ولم يعرف عن النوبيين أى شىء». وعن الخدمات فى «قسطل» تقول: «مطالبنا بسيطة وعادية مثل المياه والكهرباء ووسائل النقل، فنحن عشنا بلا أى وسيلة للنقل حتى العام الماضى، حينما اشترت لنا إحدى المؤسسات الخيرية توك توك، لنستخدمه كوسيلة للمواصلات من القرية إلى العبارة والعكس».

    وتضيف: «كما أن القرية لا يوجد بها مستشفى، وكثير من الأطفال يموتون بسبب عدم وجود خدمات طبية، وأيضاً عدم وجود وسيلة للنقل سوى عبارة القوات المسلحة والتى تتحرك ٣ أيام فى الأسبوع فقط من وإلى أبوسمبل وغير ذلك فنحن معتقلون داخل قسطل». رغم كل المتاعب التى تعانيها الحاجة طاهرة، فإنها أكدت عدم استعدادها إطلاقاً لترك أرضها، وقالت: «هذه أرضى التى ولدت وتربيت عليها، وهى مناسبة لحياتنا وطبيعتنا التى تميل إلى الأماكن الواسعة المفتوحة، وليس الأماكن الضيقة والمغلقة التى تم تهجيرنا إليها فى نصر النوبة».

    «السلوم» .. «أشرف»: أشاهد تهريب البشر يومياً من الشباك

    على الخط الحدودى بين مصر وليبيا مباشرة، يقع منزل أشرف خليل، والذى ترى من شرفته الهضبة التى تفصل بين البلدين، وهو موقع سبب له العديد من المشاكل، لكونه أمام نقطة التقاء عمليات التهريب والتسلل إلى ليبيا، والتى تتم يومياً - «حسب قوله».

    و«أشرف» الذى يعمل موظفاً بغير تعاقد فى مجلس مدينة السلوم، يقول: «قبل الثورة الليبية كان الشباب يهربون من قواعد العبور الشرعى كالفيزا وتأشيرة الدخول، والتى تكلفهم أموالاً لا يستطيعون تحملها، فكانوا يختصرون الطريق على أنفسهم بدفع مبلغ مالى لسماسرة التهريب وخبراء الصحراء يتراوح ما بين ٥٠٠ وألف جنيه مصرى، لمساعدتهم على دخول الأراضى الليبية من مسالك الصحراء، بعيداً عن أعين الأمن، ودون القواعد الشرعية للدخول». ويضيف: «كل من يريد أن يتسلل يأتى بجوار منزلى بعد أن يستأجروا خبيراً جبلياً ليتسلق معهم الهضبة، ويسيرون حوالى ١٧ كيلومتراً فى دروب الجبال والصحراء المختلفة متخفين فى الظلام، ومنهم من يصل، ومنهم من يتم ضبطه، ومنهم من تنفجر فيه الألغام المنتشرة على الطريق». ويواصل «أشرف» حديثة قائلاً: «قبل بداية الأحداث فى ليبيا كان الشباب يأتون يومياً وبأعداد رهيبة من مختلف الفئات العمرية، ليبدأوا رحلتهم حاملين أرواحهم على أكفهم، كما أن بينهم الكثير يتعرضون لعمليات نصب من قبل السماسرة، الذين يتفقون مع الأمن على تسليم المتسللين، لكن طبعاً بعد أن يحصلوا على مبالغ مالية منهم، فيأتى فى منتصف الطريق ويتركهم، ثم يبلغ حرس الحدود عن مكانهم».

    ويتابع حديثه عن عمليات التهريب ومعدلاتها اليومية بعد الثورة الليبية قائلاً: «بعد الثورة قلت الأعداد كثيراً نتيجة تطور الأحداث وتدهو الوضع فى ليبيا، لكنى أعتقد أنه بعد تحسن الأوضاع سيعود الوضع على ما كان عليه». وعن حياته الخاصة وظروفه يقول «أشرف» الحاصل على ليسانس آداب: «الحياة فى السلوم مغلقة وموارد الرزق الحلال فيها محدودة للغاية، فأنا أعمل نهاراً موظفاً بالأجر اليومى، وأعمل ليلاً على عربة نقل لتوصيل الأشخاص والبضائع، ورغم محاولاتى المستميته للحصول على عقد عمل ثابت فى وظيفتى أو فى أى مرفق حكومى آخر، إلا أنى فشلت لأن الوظائف محجوزة لأصحاب الواسطة كالعادة، وكل ما أتمناه أن أتوظف قبل ما أموت».

    الطريف فى حياة «أشرف» أنه يعيش فى منزله مع زوجتيه، اللتين يطلق عليهما اسم «الصبايا»، فهو يحيا مع «صبيتاه» دون مشاكل، ويقول: «نحن نعيش كأسرة سعيدة، ولا توجد بين الاثنين مشاكل الضرة التى نراها فى الأفلام، فكل منهما تعتبر الأخرى أختاً لها، حتى أن زوجتى الأولى هى من قامت بعمل فرح لى واستقبلت زوجتى الجديدة».

    «رفح» .. «الزرايعى نافع»: إسرائيل اهتمت بسيناء أكثر من مصر

    الزرايعى نافع.. كهل تجاوز التسعين من عمره يمتلك بيتاً شاسعاً على طرف مصر الشرقى فى رفح ولديه ذاكرة شاب فى منتصف العشرين، وزوجة شابة، ويبحث عن بنت الحلال الثانية، لكى تنجب له طفله الـ(١٥). بعد فاصل من القفشات التى تعكس خفة دم غير عادية، تحدث الشيخ الزرايعى عن الحياة فى السابق، قائلا: «الحياة فى الماضى كانت أفضل من الآن بكثير، فاليوم ورغم التقدم فإن الدنيا مخنوقة، والناس أصبحت صعبة ومشحونة بالهم والمشاكل، وفى الماضى كانت كلمة الرجل عقد، أما اليوم فلا يوجد أكثر من الكلام».

    وعن ذكرياته مع الاحتلالين البريطانى والإسرائيلى، يقول: «عاصرت احتلال الإنجليز وكنت فى المقاومة قبل أن أتم الخامسة عشرة من عمرى، ثم انضممت للمقاومة ضد اليهود حتى خرجوا من سيناء». ويضيف: «بالمناسبة العرب يستطيعون هزيمة إسرائيل ومقاومتها، لكن المشكلة أنهم لا يحاربون إسرائيل، لكن يحاربون أمريكا، فنحن نقدر على اليهود إذا تخلت أمريكا عن حمايتهم».

    وعن أحوال رفح فى الماضى يقول «الزرايعى»: «إسرائيل اهتمت بسيناء أكثر من اهتمام المصريين بها، وقامت بزراعتها وتغلبت على مسألة نقص مياه الرى بوصلات من بحيرة طبرية، لكن بعد طرد اليهود تحولت كل المزارع والأراضى الخضراء إلى أرض جرداء، حتى إننا أصبحنا لا نجد المياه لنشربها». ويروى «الزرايعى» واقعة حدثت معه وزوجته قبل ثورة يناير بسبب قلة المياه، فقال: «ذات يوم انفجرت ماسورة مياه على الطريق، فذهبت زوجتى لتملأ جركن ماء للشرب من الماسورة المكسورة، وبالصدفة رآها أحد المسؤولين بجانب الماسورة، فاتهمها بالضلوع فى كسرها، وتم القبض عليها متلبسة بجركن الماء لإثبات الجريمة، وحينما علمت بما جرى ذهبت إلى قسم الشرطة وجئت بواسطة لإخراجها، ودفعنا غرامة مائة جنيه».

    وعن قضية الانتماء يقول «الزرايعى»: «أيام الاحتلال الإسرائيلى دعانى حاكم المنطقة إلى مكتبه وعرض علىّ مبلغ ٣٠ ألف جنيه، وقطعة أرض بديلة وبناء منزل جديد، ثم هددنى بالسلاح لأتنازل عن أرضى الواقعة على الحدود، لكنى قلت له اقتلنى فلن أتنازل عن أرضى، فتركنى». ويضيف: «الغريب أن من باعوا أراضيهم لليهود، هم أنفسهم الذين وقفوا فى أول الصفوف بعد جلاء اليهود، وأول من تم تكريمهم باعتبارهم وطنيين، فى حين أنا والمقاومة الحقيقية من الذين امتنعوا عن بيع أراضيهم أو التعامل مع الإسرائليين، صرنا منسيين، ولم يلتفت إلينا أحد».



    وعن رأيه فى رؤساء مصر السابقين قال: «أعرفهم تماماً، فعبد الناصر كان رجلاً جريئاً، والسادات سيظل بطلاً، وأذكر أن إسرائيل نكّست علمها ٧ أيام عندما توفى، أما مبارك فلم يعرفنا ولم نعرفه».


    المصري اليوم» ترصد أوجاع حدود مصر (٧-٧)  Photo«الزرايعى» أمام منزله مع محرر «المصرى اليوم

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت سبتمبر 21, 2024 6:57 pm