البورجر الحلال يثير جدلا سياسيا في فرنسا
[url=https://mogameh.ahlamontada.net/javascript:popup('http://productnews.link.net/reuters/OLMEITE_iptc/21-01-2010/2010-01-21T094443Z_01_ACAE60K0R2M00_RTROPTP_3_OEGIN-HEALTH-SALT-SG6.JPG','البورجر الحلال يثير جدلا سياسيا في فرنسا ');]اضغط للتكبير[/url]
رجل يأكل شطيرة من البرجر في مطعم - رويترز
4/20/2010 10:21:00 PM
أثارت سلسة مطاعم لبيع المأكولات الخفيفة في فرنسا جدلا سياسيا شمل مختلف الأحزاب السياسية الفرنسية، باقتصارها بيع أكلات حلال فقط. البعض رأى في هذا الإعلان تمييزا ضد غير المسلمين، بينما أكد البعض الآخر أن النقاش مبالغ فيه.
يتناول مالك، وهو شاب فرنسي مسلم، قطعة البورجر باستمتاع دون أن يصاب بأي شعور بالقلق أو الذنب، حيث يقول:"إنه أمر جيد، على الأقل نرى أن الوضع في مدينة روبي في تحسن مستمر، وأن الانفتاح على المسلمين بدأ يتسع تدريجياً ليشمل مجالات مختلفة." وتقع مدينة روبي في شمال فرنسا بالقرب من الحدود البلجيكية، حيث توجد كبرى المناطق الصناعية في فرنسا.
ومنذ قدوم أول دفعة من العمال الضيوف القادمين من دول المغرب العربي في الستينات، تعيش في المنطقة عائلات من أصول تونسية وجزائرية ومغربية، أغلبها من المسلمين.
وليس من الغريب أن تحظى سلسلة مطاعم المأكولات الخفيفة الحلال بترحيب كبير، حيث بإمكانهم أن يتناولوا وجبة البروغر من لحم تم ذبحه وسلخه على الطريقة الإسلامية.
آبيل، شاب فرنسي، يتردد أيضاً على مطعم المأكولات الخفيفة الحلال، ويرى أنه "إذا كانت غالبية الزبائن تريد استهلاك المنتجات الحلال، فمن المنطقي أن يتم تقديم المنتجات التي تلقى إقبالاً كبيراً."
تمييز ضد غير المسلمين؟
وينتشر أكثر من 360 محلاً تابعاً لسلسة مطاعم الأكلات الخفيفة "كويك" في شتى أنحاء فرنسا، وتعرض ثمانية محلات منها منتجات حلال فقط، مثلما هو الأمر بالنسبة للمطعم الموجود في مدينة روبي، الذي ارتفعت عائداته بشكل ملحوظ منذ أن قرر القائمون فيه بيع منتجات حلال. وتُقبل العائلات الكبيرة خاصة على مطعم كويك، الذي ألغى المشروبات الكحولية من قائمة المشروبات المعروضة. كما يتم شراء اللحوم المفرومة من جزارين مسلمين فقط.
وتم الاستغناء تماماً عن المكونات المستخرجة من لحم الخنزير لأن ذلك لا يتوافق مع رغبات الزبائن المسلمين. غير أن رينه فانديريندونك، رئيس بلدية مدينة روبي، يرى في ذلك "تمييزاً ضد غير المسلمين، لأنه يتم تقديم منتجات حلال فقط"، لافتا النظر إلى "أن الأمر يمكن أن يكون مقبولاً لو تم تقديم كل المنتجات إلى جانب منتجات الحلال."
ويرى السياسي الاشتراكي أن سلسلة مطاعم المأكولات الخفيفة تبالغ في مراعاة مشاعر خمسة ملايين مسلم في فرنسا، إلى درجة أنه سعى إلى رفع دعوى قضائية ضد هذه السلسة بسبب ما سماه بالتمييز ضد غير المسلمين.ولكنه سرعان ما سحب هذه الدعوة حين قوبلت بترحيب كبير من قبل اليمينيين المتطرفين، وخاصة من مارين لو بين، ابنة مؤسس الجبهة الوطنية المتطرفة جون ماري لوبين، التي أعربت عن تأييدها الكبير للسياسي الاشتراكي بالقول:"أين هي إذن حرية الآخرين؟ هل هي حرية الذين يؤمنون بدين معين أو لا يؤمنون بشيء؟".
من جهتها، بررت سلسلة مطاعم "كويك"، التي تنتمي إلى مؤسسة مالية حكومية، تمسكها بموقفها بحرية التجارة، التي أيدتها الأحزاب الليبرالية وحزب الخضر. ففي سياق متصل قال دانييل كون بيندت، عضو عن حزب الخضر في البرلمان الأوروبي، إن "هناك الكثير من المتاجر اليهودية في فرنسا التي تبيع المنتجات الكوشير، ولم يبد أحد اعتراضه على ذلك".وأضاف كون بيندت، المنحدر من عائلة يهودية، أنه "لا أحد يرفع دعوى ضد محل أو متجر يبيع المنتجات العضوية، أي تلك التي لم تدخل على تركيبتها الجينية أي تعديلات".
علمانية الدولة ومراعاة شعور أتباع دين معين
لكن الجدل لم يعد يقتصر على سلسلة مطاعم المأكولات الخفيفة فحسب، بل أخذ أبعاداً أخرى، إذ يشير الاشتراكي فيليب بروتون إلى أن النقاش الدائر حول مواضيع مثل الأكلات الحلال وغيرها لا يتوافق مع نظام فرنسا العلماني.
وفي الواقع يتضمن الدستور الفرنسي بنوداً واضحة، تؤكد الفصل بين الحياة العامة وبين الدين، وبالتالي فقد اقتصر النقاش القائم بشأن البورجر الحلال حول إلى أي مدى يمكن لدولة علمانية مراعاة مشاعر أتباع دين أو مذهب معين. من جانبها، وجهت بريجيت باردو، النجمة السينمائية الفرنسية الشهيرة، رسالة إلى مديري سلسة مطاعم المأكولات الخفيفة "كويك"، قالت فيها إن طقوس ذبح الحيوانات تتسبب في عذابها قبل الموت.
أما مفتي باريس فقد قال إنه لا يوجد في القرآن ما يؤكد ضرورة نحر الحيوانات، بيد أن ذلك لم يؤثر على النقاش الدائر حول البورجر الحلال. أما سلسة مطاعم كويك فلا تزال متمسكة بمنتجاتها الحلال، التي تعود عليها بعائدات كبيرة.
الكاتب: كريستيان فوس / شمس العياري
[url=https://mogameh.ahlamontada.net/javascript:popup('http://productnews.link.net/reuters/OLMEITE_iptc/21-01-2010/2010-01-21T094443Z_01_ACAE60K0R2M00_RTROPTP_3_OEGIN-HEALTH-SALT-SG6.JPG','البورجر الحلال يثير جدلا سياسيا في فرنسا ');]اضغط للتكبير[/url]
رجل يأكل شطيرة من البرجر في مطعم - رويترز
StoreDocumentLink();
[url=https://mogameh.ahlamontada.net/javascript:addCookieArray('البورجر الحلال يثير جدلا سياسيا في فرنسا','http://www.masrawy.com/News/MidEast/DW/2010/April/20/burger.aspx');]ا[/url]
4/20/2010 10:21:00 PM
أثارت سلسة مطاعم لبيع المأكولات الخفيفة في فرنسا جدلا سياسيا شمل مختلف الأحزاب السياسية الفرنسية، باقتصارها بيع أكلات حلال فقط. البعض رأى في هذا الإعلان تمييزا ضد غير المسلمين، بينما أكد البعض الآخر أن النقاش مبالغ فيه.
يتناول مالك، وهو شاب فرنسي مسلم، قطعة البورجر باستمتاع دون أن يصاب بأي شعور بالقلق أو الذنب، حيث يقول:"إنه أمر جيد، على الأقل نرى أن الوضع في مدينة روبي في تحسن مستمر، وأن الانفتاح على المسلمين بدأ يتسع تدريجياً ليشمل مجالات مختلفة." وتقع مدينة روبي في شمال فرنسا بالقرب من الحدود البلجيكية، حيث توجد كبرى المناطق الصناعية في فرنسا.
ومنذ قدوم أول دفعة من العمال الضيوف القادمين من دول المغرب العربي في الستينات، تعيش في المنطقة عائلات من أصول تونسية وجزائرية ومغربية، أغلبها من المسلمين.
وليس من الغريب أن تحظى سلسلة مطاعم المأكولات الخفيفة الحلال بترحيب كبير، حيث بإمكانهم أن يتناولوا وجبة البروغر من لحم تم ذبحه وسلخه على الطريقة الإسلامية.
آبيل، شاب فرنسي، يتردد أيضاً على مطعم المأكولات الخفيفة الحلال، ويرى أنه "إذا كانت غالبية الزبائن تريد استهلاك المنتجات الحلال، فمن المنطقي أن يتم تقديم المنتجات التي تلقى إقبالاً كبيراً."
تمييز ضد غير المسلمين؟
وينتشر أكثر من 360 محلاً تابعاً لسلسة مطاعم الأكلات الخفيفة "كويك" في شتى أنحاء فرنسا، وتعرض ثمانية محلات منها منتجات حلال فقط، مثلما هو الأمر بالنسبة للمطعم الموجود في مدينة روبي، الذي ارتفعت عائداته بشكل ملحوظ منذ أن قرر القائمون فيه بيع منتجات حلال. وتُقبل العائلات الكبيرة خاصة على مطعم كويك، الذي ألغى المشروبات الكحولية من قائمة المشروبات المعروضة. كما يتم شراء اللحوم المفرومة من جزارين مسلمين فقط.
وتم الاستغناء تماماً عن المكونات المستخرجة من لحم الخنزير لأن ذلك لا يتوافق مع رغبات الزبائن المسلمين. غير أن رينه فانديريندونك، رئيس بلدية مدينة روبي، يرى في ذلك "تمييزاً ضد غير المسلمين، لأنه يتم تقديم منتجات حلال فقط"، لافتا النظر إلى "أن الأمر يمكن أن يكون مقبولاً لو تم تقديم كل المنتجات إلى جانب منتجات الحلال."
ويرى السياسي الاشتراكي أن سلسلة مطاعم المأكولات الخفيفة تبالغ في مراعاة مشاعر خمسة ملايين مسلم في فرنسا، إلى درجة أنه سعى إلى رفع دعوى قضائية ضد هذه السلسة بسبب ما سماه بالتمييز ضد غير المسلمين.ولكنه سرعان ما سحب هذه الدعوة حين قوبلت بترحيب كبير من قبل اليمينيين المتطرفين، وخاصة من مارين لو بين، ابنة مؤسس الجبهة الوطنية المتطرفة جون ماري لوبين، التي أعربت عن تأييدها الكبير للسياسي الاشتراكي بالقول:"أين هي إذن حرية الآخرين؟ هل هي حرية الذين يؤمنون بدين معين أو لا يؤمنون بشيء؟".
من جهتها، بررت سلسلة مطاعم "كويك"، التي تنتمي إلى مؤسسة مالية حكومية، تمسكها بموقفها بحرية التجارة، التي أيدتها الأحزاب الليبرالية وحزب الخضر. ففي سياق متصل قال دانييل كون بيندت، عضو عن حزب الخضر في البرلمان الأوروبي، إن "هناك الكثير من المتاجر اليهودية في فرنسا التي تبيع المنتجات الكوشير، ولم يبد أحد اعتراضه على ذلك".وأضاف كون بيندت، المنحدر من عائلة يهودية، أنه "لا أحد يرفع دعوى ضد محل أو متجر يبيع المنتجات العضوية، أي تلك التي لم تدخل على تركيبتها الجينية أي تعديلات".
علمانية الدولة ومراعاة شعور أتباع دين معين
لكن الجدل لم يعد يقتصر على سلسلة مطاعم المأكولات الخفيفة فحسب، بل أخذ أبعاداً أخرى، إذ يشير الاشتراكي فيليب بروتون إلى أن النقاش الدائر حول مواضيع مثل الأكلات الحلال وغيرها لا يتوافق مع نظام فرنسا العلماني.
وفي الواقع يتضمن الدستور الفرنسي بنوداً واضحة، تؤكد الفصل بين الحياة العامة وبين الدين، وبالتالي فقد اقتصر النقاش القائم بشأن البورجر الحلال حول إلى أي مدى يمكن لدولة علمانية مراعاة مشاعر أتباع دين أو مذهب معين. من جانبها، وجهت بريجيت باردو، النجمة السينمائية الفرنسية الشهيرة، رسالة إلى مديري سلسة مطاعم المأكولات الخفيفة "كويك"، قالت فيها إن طقوس ذبح الحيوانات تتسبب في عذابها قبل الموت.
أما مفتي باريس فقد قال إنه لا يوجد في القرآن ما يؤكد ضرورة نحر الحيوانات، بيد أن ذلك لم يؤثر على النقاش الدائر حول البورجر الحلال. أما سلسة مطاعم كويك فلا تزال متمسكة بمنتجاتها الحلال، التي تعود عليها بعائدات كبيرة.
الكاتب: كريستيان فوس / شمس العياري