العلاقة التاريخية بين مدينة العريش في سيناء بمصر وشعوب الأناضول والبلقان بمن فيهم البوسنويين..( تاريخ الهجرات البلقانية لسيناء )
إن مدينة العريش كان لها نصيباً وافراً من الموروث العثماني الذى توطن بأرض سيناء مع قدوم العديد من العائلات ذات الجذور العثمانية وتوابعهم من البوشناق والأرناؤوط بالعريش بدءً من عام 1560م حيث تم الانتهاء من بناء قلعة سليمان القانوني على يد مصطفى أغا البوشناقى, والذي آلت الزعامة وحكم القلعة إلى نجله الأمير محمود و أولاده فيما بعد حتى سنة 1840م.
والملفت للأنظار أن اللهجة العامية لأهالي حضر العريش تحفل حتى الآن - رغم مرور ثلاث عقود ورغم خضم التغيرات السياسية والاجتماعية شوالسكانية ......الخ , بالعديد من المفردات التي لا تمت بأي أدنى صلة للغة العربية , وهى بعيدة كل البعد عن اللغة العربية فصحى كانت أم عامية , ومن الوهلة الأولى تكون محل انتباه كل باحث أو مستمع أو زائر لمدينة العريش المصرية .
وعلى سبيل المثال لا الحصر هناك مثل :- ( 1) بلكن بمعنى : يمكن أو ربما وهى مشتقة من كلمة بلكن التركية بنفس المعنى مع ضمير المخاطب, ( 2) ملتم وتطلق على الرياح البحرية التي تبدأ مع موسم السمان والخريف وتشتد في فصلى الخريف والشتاء , ( 3) بوغاز وهو مضيق بحري يربط بين البحر والبحيرة , ( 4) حاووز ويطلق على الخزانات المائية وهى مشتقة من الكلمة العثمانية (حافوز) التى كانت تكتب الفاء بها واواً أعلاها ثلاثة نقاط , (5) فايظ وهى للدلالة على الزيادة الربوية , ( 6) هامل بمعنى خائب وغير مجد ولا مجتهد وهى من الكلمة العثمانية (خامل) قلبت الخاء إلى هاء, وانتقلت بالمستوى الصوتي نفسه رغم تتابع الأجيال والأحداث ولعل جميع الكلمات السابقة وغيرها الكثير الذي يربو على قاموس كامل هي عثمانية الأصل وإن تغيرت بعض مستوياتها الدلالية أو الصوتية لكنها ما زالت تحتفظ بذات المعنى أو ما يقاربه في اللهجة العريشية في يومنا هذا.
وهناك العديد أرصد بعضها من اللهجة العريشية الدارجة وأعتقد أنها غير عربية البتة مثل: ( 1) جالوغ بمعنى فم , ويقول أهل العريش:- جالوغه واسع - دلالة على كثرة الكلام , ( 2) طهبوج وتطلق على شخص ودلالتها أنه كثير الجهد والتعب وفى ذات الوقت عديم الفهم والفائدة أو قليلهما , ( 3) طربش وتطلق على الغبي عديم الحيلة , ( 4) عكروت بمعنى شقي شقاوة زائدة , ( 5) بربيش بمعنى خرطوم ,( 5) شبردق بمعنى شبكة حديدية , ( 6) طورناطة للدلالة على تفاهة الثمار رغم الكم الزائد , ( 7) سيرج ويطلق على زيت الطعام , ( حاشادة بمعنى الساحة الواسعة , ( 9 ) ساكو ويطلق على البالطو القصير , ( 10) شختورة بمعنى سفينة حديدية , (11) جغمة بمعنى شربة ماء.
ومن باب التأكيد لأن العريش استقبلت جماعات وافدة من بادية الأردن والحجاز وآخرين من أصول سورية وفلسطينية إلا أن هذه الألفاظ ليست أصيلة في لهجاتهم وليست مستخدمة بكثرة بين أجيالهم المتوطنة ويبقى الحل الأمثل أو أنها {المفترض الصحيح } مفردات العائلات البوشناقية والأرناؤوطية والتركية التي توطنت بالعريش منذ دخول العثمانيين إلى مصر , وخاصة بعد بناء قلعة سليمان القانوني بالعريش.
وانتشرت أسماء كثيرة مثل : شاهين, شلبى , آدم , طولسون , أرناؤوط .....الخ , وأطلقه البعض على محلاتهم التجارية مثل: الأناضول, ارناؤوط , أبو الأغا ....الخ , ولعل أسماء الكثير من العائلات هو شاهد عيان على هذه الفرضية مثل: عائلة أولاد الأغا وجدهم الأمير محمود البوشناقى حاكم قلعة العريش 1560م , وعائلة المحاسنة وجدهم فارس مملوكى أرناؤوطى ( ألبانى) , وعائلة عروج وجدهم شهبندر تجار تركى وعائلة الشوربجى أو الطناوى وجدهم قائد طابية عثمانى قادم من مدينة أضنة التركية، و عائلة الكاشف و جدهم هو المعتمد العثمانى لجباية الضرائب من أهل سيناء,,
واستقرت تلك الألفاظ والمفردات العثمانية كالجزء الأساسي والمكون الرئيسي للنسيج اللغوي لأهل العريش , وفى صورة فريدة يمكن أن نطلق عليها خصوصية العامية العريشية , والتي رغم تأثرها العميق بلهجات البيئة المحيطة بها من لهجات قاهرية وفلسطينية وبدوية إلا أنها احتفظت بطابعها الخاص من الكلمات التي تنم عن أن أجناساً من الترك والألبان والبوشناق قد تعربوا بالكامل على أرض العريش وما زالوا يلحنون بالقول بكلمات غير عربية ونطرح مثلاً من أمثال العريش الشعبية وهو ( سمك - يمك - تمر هندي ) , والدلالة واضحة على جمع لأشياء أو أشخاص في غير محلها , ورغم أن هذا المثل في اللهجة المصرية كالآتي: سمك - لبن - تمر هندي , وجاءت كلمة (لبن) على نفس الوزن والجرس الموسيقى لكلمة (يمك) , والمعروف أن الأخيرة كلمة تركية معناها طعام مطبوخ, والعجب العجاب أن أهل العريش كانوا يطلقونها على وجبة العدس , والمعنى الدلالي تهكمي على الناتج السيئ بسبب خلط لحم السمك والعدس المطبوخ وسائل التمر هندي , وكذلك مصطلح ( طخ الماجة ) الذي يستعمل للدلالة على آن الشيء جديد جداً ولم يسبق ظهوره أو استخدامه من ذي قبل.
وليس من المستغرب وجود بعض أسماء لعائلات العريش تنتهي بلاحقة المهنة في اللغة التركية ( جى) مثل :- تشوربجى , قلعجى ....., وهو دليل قاطع على تغلغل ملحق الكنية المهنية التركية حتى أضحت في مدينة العريش أسوة بباقي المدن التركية التي نجد بها انتشاراً واسعاً لأسماء عائلات ( بويجى , حقوقجى , قهوجي )والأمثلة في العريش كانت كثيرة منذ قرن من الزمان أما الآن فقد اندثر معظمها وبقى بعضها على استحياء يتردد على ألسنة كبار السن مثل : كلام باشقة :أى كلام متناقض ومعنى كلمة باشقة هو متناقض بالتركي , آدم دوغرى وهى عثمانية الأصل بمعنى رجل مستقيم , حتى أن بعض الأسماء الحالية تغيرت عبر تاريخ اللغة من معنى إلى آخر , مثل اسم: تشلبى الذي كان يكتب بالجيم المنقوطة بثلاث نقاط (جلبى) , تحرف إلى حلبى , واسم تشوربجى ( جوربجى) إلى شوربجى , وهذه أسماء عائلات مشهورة فى العريش كانت في الأصل ألقاباً لجذورهم ساكني العريش ومدن سيناء الأخرى , وواضح ذلك للعيان من مراجعة الحجج العرفية القديمة لأهالي العريش والمزيلة بتوقيعات الجلبى و الجوربجى .
وهذا يدل على أن هناك تأثراً بين اللهجة العريشية السابقة لعصر دخول العثمانيين لمصر واللهجة العثمانية المكونة من ثلاث لغات التركية والعربية والفارسية التي توطنت في قلعة العريش التاريخية( سليمان القانوني) حيث كان عدد فرسان القلعة من المماليك يربو عن عشرة آلاف مملوك,,
وعودُُ على بدء فلقد شهدت سيناء حكماً تركياً لحكام من آل بوشناق عينهم الباب العالي في استانبول في بادئ الأمر( 1560م - 1058 هجرية ) , وآخرين تنازعوا معهم والتجئوا إلى إبراهيم باشا أثر نزاعه ووالده مع الباب العالي وأضحى غطاس أغا أخر الحكام البوشناق لقلعة العريش ( 1831م - 1840م ) , وأضحت بعد ذلك عائلة الأغوات جزءً من النسيج السكاني لبلدة العريش, وشكلت مع باقى العائلات من بوشناق وأرناؤوط و أتراك أكثر من نصف سكان مدينة العريش البالغ عددها نيف ومائة ألف نسمة .
ومفاد ذلك أن العثمانيين بالعريش هم جزء لا يتجزأ من البيئة والتاريخ والتراث والثقافة ولا يمكن تجاهلهم في أى مجال أبداً سياسياً أو اجتماعياً أو ثقافياً أ و حضارياً على وجه العموم. وكان نصيب اللغة العثمانية في العريش كبير حيث سبق لهذه اللغة أن تأثرت باللغة العربية بطريق غير مباشر لتأثرها باللغة الفارسية الممتلئة عن بكرة أبيها بالمفردات العربية , أما في العريش فقد كان التأثير والتأثير مباشراً , وأصبحت المفردات العثمانية والعربية ( بشقيها الفصحى والعامية ) جزءً من النسيج اللغوي لأهالي العريش كما هو الحال لكامل شعب مصر , وقلما نجد العامية المصرية في أى محادثة حديثة خالية من ألفاظ العثمانية و يكفي تكرار العامة و الخاصة لكلمة ( مش ) النافية للاسم و الفعل و هى تركية الأصل ,,
ولا ننسى أنه رغم إلغاء الرتب العثمانية بعد قيام الثورة المصرية , فما زلنا نتداول الكثير من المصطلحات الإدارية والعسكرية كما كانت منذ عشرات السنين , بل إن بعض الألقاب تحظى بمحل تقدير واحترام وفخار أكثر مما كانت عليه قبل الثورة , فما أكثر ما يستعمل المصريون فيما بينهم شفاهة أو كتابة كلمات مثل : شاويش , صول, حكمدار , قشلاق, باشكاتب , مأمور , باشا, بيه .......الخ.
هل تعلم شيئا عن البوسنويين البدو أو ''البوسنيكم''؟؟؟؟
في قلب سيناء بمصر توجد منطقة يسكنها بدو يطلق عليهم " بوسنيكم " أي البوسنيين أو بوسنية العريش وهم قبائل تعود أصولهم إلى البلقان نقلوا في بدايات القرن الماضي إلى صحراء سيناء لكي يتجندوا في صفوف الجيش العثماني العامل بسيناء , واستقروا هناك واختلطوا بسكان الصحراء البدو و اخذوا عاداتهم وطباعهم.
أما سكان مدينة العريش في شمال سيناء فينتمون لعدة أصول ومنهم اولاد ثلمان والفواخرية أوالفواخر وأصولهم من البوسنة ...
إن مدينة العريش كان لها نصيباً وافراً من الموروث العثماني الذى توطن بأرض سيناء مع قدوم العديد من العائلات ذات الجذور العثمانية وتوابعهم من البوشناق والأرناؤوط بالعريش بدءً من عام 1560م حيث تم الانتهاء من بناء قلعة سليمان القانوني على يد مصطفى أغا البوشناقى, والذي آلت الزعامة وحكم القلعة إلى نجله الأمير محمود و أولاده فيما بعد حتى سنة 1840م.
والملفت للأنظار أن اللهجة العامية لأهالي حضر العريش تحفل حتى الآن - رغم مرور ثلاث عقود ورغم خضم التغيرات السياسية والاجتماعية شوالسكانية ......الخ , بالعديد من المفردات التي لا تمت بأي أدنى صلة للغة العربية , وهى بعيدة كل البعد عن اللغة العربية فصحى كانت أم عامية , ومن الوهلة الأولى تكون محل انتباه كل باحث أو مستمع أو زائر لمدينة العريش المصرية .
وعلى سبيل المثال لا الحصر هناك مثل :- ( 1) بلكن بمعنى : يمكن أو ربما وهى مشتقة من كلمة بلكن التركية بنفس المعنى مع ضمير المخاطب, ( 2) ملتم وتطلق على الرياح البحرية التي تبدأ مع موسم السمان والخريف وتشتد في فصلى الخريف والشتاء , ( 3) بوغاز وهو مضيق بحري يربط بين البحر والبحيرة , ( 4) حاووز ويطلق على الخزانات المائية وهى مشتقة من الكلمة العثمانية (حافوز) التى كانت تكتب الفاء بها واواً أعلاها ثلاثة نقاط , (5) فايظ وهى للدلالة على الزيادة الربوية , ( 6) هامل بمعنى خائب وغير مجد ولا مجتهد وهى من الكلمة العثمانية (خامل) قلبت الخاء إلى هاء, وانتقلت بالمستوى الصوتي نفسه رغم تتابع الأجيال والأحداث ولعل جميع الكلمات السابقة وغيرها الكثير الذي يربو على قاموس كامل هي عثمانية الأصل وإن تغيرت بعض مستوياتها الدلالية أو الصوتية لكنها ما زالت تحتفظ بذات المعنى أو ما يقاربه في اللهجة العريشية في يومنا هذا.
وهناك العديد أرصد بعضها من اللهجة العريشية الدارجة وأعتقد أنها غير عربية البتة مثل: ( 1) جالوغ بمعنى فم , ويقول أهل العريش:- جالوغه واسع - دلالة على كثرة الكلام , ( 2) طهبوج وتطلق على شخص ودلالتها أنه كثير الجهد والتعب وفى ذات الوقت عديم الفهم والفائدة أو قليلهما , ( 3) طربش وتطلق على الغبي عديم الحيلة , ( 4) عكروت بمعنى شقي شقاوة زائدة , ( 5) بربيش بمعنى خرطوم ,( 5) شبردق بمعنى شبكة حديدية , ( 6) طورناطة للدلالة على تفاهة الثمار رغم الكم الزائد , ( 7) سيرج ويطلق على زيت الطعام , ( حاشادة بمعنى الساحة الواسعة , ( 9 ) ساكو ويطلق على البالطو القصير , ( 10) شختورة بمعنى سفينة حديدية , (11) جغمة بمعنى شربة ماء.
ومن باب التأكيد لأن العريش استقبلت جماعات وافدة من بادية الأردن والحجاز وآخرين من أصول سورية وفلسطينية إلا أن هذه الألفاظ ليست أصيلة في لهجاتهم وليست مستخدمة بكثرة بين أجيالهم المتوطنة ويبقى الحل الأمثل أو أنها {المفترض الصحيح } مفردات العائلات البوشناقية والأرناؤوطية والتركية التي توطنت بالعريش منذ دخول العثمانيين إلى مصر , وخاصة بعد بناء قلعة سليمان القانوني بالعريش.
وانتشرت أسماء كثيرة مثل : شاهين, شلبى , آدم , طولسون , أرناؤوط .....الخ , وأطلقه البعض على محلاتهم التجارية مثل: الأناضول, ارناؤوط , أبو الأغا ....الخ , ولعل أسماء الكثير من العائلات هو شاهد عيان على هذه الفرضية مثل: عائلة أولاد الأغا وجدهم الأمير محمود البوشناقى حاكم قلعة العريش 1560م , وعائلة المحاسنة وجدهم فارس مملوكى أرناؤوطى ( ألبانى) , وعائلة عروج وجدهم شهبندر تجار تركى وعائلة الشوربجى أو الطناوى وجدهم قائد طابية عثمانى قادم من مدينة أضنة التركية، و عائلة الكاشف و جدهم هو المعتمد العثمانى لجباية الضرائب من أهل سيناء,,
واستقرت تلك الألفاظ والمفردات العثمانية كالجزء الأساسي والمكون الرئيسي للنسيج اللغوي لأهل العريش , وفى صورة فريدة يمكن أن نطلق عليها خصوصية العامية العريشية , والتي رغم تأثرها العميق بلهجات البيئة المحيطة بها من لهجات قاهرية وفلسطينية وبدوية إلا أنها احتفظت بطابعها الخاص من الكلمات التي تنم عن أن أجناساً من الترك والألبان والبوشناق قد تعربوا بالكامل على أرض العريش وما زالوا يلحنون بالقول بكلمات غير عربية ونطرح مثلاً من أمثال العريش الشعبية وهو ( سمك - يمك - تمر هندي ) , والدلالة واضحة على جمع لأشياء أو أشخاص في غير محلها , ورغم أن هذا المثل في اللهجة المصرية كالآتي: سمك - لبن - تمر هندي , وجاءت كلمة (لبن) على نفس الوزن والجرس الموسيقى لكلمة (يمك) , والمعروف أن الأخيرة كلمة تركية معناها طعام مطبوخ, والعجب العجاب أن أهل العريش كانوا يطلقونها على وجبة العدس , والمعنى الدلالي تهكمي على الناتج السيئ بسبب خلط لحم السمك والعدس المطبوخ وسائل التمر هندي , وكذلك مصطلح ( طخ الماجة ) الذي يستعمل للدلالة على آن الشيء جديد جداً ولم يسبق ظهوره أو استخدامه من ذي قبل.
وليس من المستغرب وجود بعض أسماء لعائلات العريش تنتهي بلاحقة المهنة في اللغة التركية ( جى) مثل :- تشوربجى , قلعجى ....., وهو دليل قاطع على تغلغل ملحق الكنية المهنية التركية حتى أضحت في مدينة العريش أسوة بباقي المدن التركية التي نجد بها انتشاراً واسعاً لأسماء عائلات ( بويجى , حقوقجى , قهوجي )والأمثلة في العريش كانت كثيرة منذ قرن من الزمان أما الآن فقد اندثر معظمها وبقى بعضها على استحياء يتردد على ألسنة كبار السن مثل : كلام باشقة :أى كلام متناقض ومعنى كلمة باشقة هو متناقض بالتركي , آدم دوغرى وهى عثمانية الأصل بمعنى رجل مستقيم , حتى أن بعض الأسماء الحالية تغيرت عبر تاريخ اللغة من معنى إلى آخر , مثل اسم: تشلبى الذي كان يكتب بالجيم المنقوطة بثلاث نقاط (جلبى) , تحرف إلى حلبى , واسم تشوربجى ( جوربجى) إلى شوربجى , وهذه أسماء عائلات مشهورة فى العريش كانت في الأصل ألقاباً لجذورهم ساكني العريش ومدن سيناء الأخرى , وواضح ذلك للعيان من مراجعة الحجج العرفية القديمة لأهالي العريش والمزيلة بتوقيعات الجلبى و الجوربجى .
وهذا يدل على أن هناك تأثراً بين اللهجة العريشية السابقة لعصر دخول العثمانيين لمصر واللهجة العثمانية المكونة من ثلاث لغات التركية والعربية والفارسية التي توطنت في قلعة العريش التاريخية( سليمان القانوني) حيث كان عدد فرسان القلعة من المماليك يربو عن عشرة آلاف مملوك,,
وعودُُ على بدء فلقد شهدت سيناء حكماً تركياً لحكام من آل بوشناق عينهم الباب العالي في استانبول في بادئ الأمر( 1560م - 1058 هجرية ) , وآخرين تنازعوا معهم والتجئوا إلى إبراهيم باشا أثر نزاعه ووالده مع الباب العالي وأضحى غطاس أغا أخر الحكام البوشناق لقلعة العريش ( 1831م - 1840م ) , وأضحت بعد ذلك عائلة الأغوات جزءً من النسيج السكاني لبلدة العريش, وشكلت مع باقى العائلات من بوشناق وأرناؤوط و أتراك أكثر من نصف سكان مدينة العريش البالغ عددها نيف ومائة ألف نسمة .
ومفاد ذلك أن العثمانيين بالعريش هم جزء لا يتجزأ من البيئة والتاريخ والتراث والثقافة ولا يمكن تجاهلهم في أى مجال أبداً سياسياً أو اجتماعياً أو ثقافياً أ و حضارياً على وجه العموم. وكان نصيب اللغة العثمانية في العريش كبير حيث سبق لهذه اللغة أن تأثرت باللغة العربية بطريق غير مباشر لتأثرها باللغة الفارسية الممتلئة عن بكرة أبيها بالمفردات العربية , أما في العريش فقد كان التأثير والتأثير مباشراً , وأصبحت المفردات العثمانية والعربية ( بشقيها الفصحى والعامية ) جزءً من النسيج اللغوي لأهالي العريش كما هو الحال لكامل شعب مصر , وقلما نجد العامية المصرية في أى محادثة حديثة خالية من ألفاظ العثمانية و يكفي تكرار العامة و الخاصة لكلمة ( مش ) النافية للاسم و الفعل و هى تركية الأصل ,,
ولا ننسى أنه رغم إلغاء الرتب العثمانية بعد قيام الثورة المصرية , فما زلنا نتداول الكثير من المصطلحات الإدارية والعسكرية كما كانت منذ عشرات السنين , بل إن بعض الألقاب تحظى بمحل تقدير واحترام وفخار أكثر مما كانت عليه قبل الثورة , فما أكثر ما يستعمل المصريون فيما بينهم شفاهة أو كتابة كلمات مثل : شاويش , صول, حكمدار , قشلاق, باشكاتب , مأمور , باشا, بيه .......الخ.
هل تعلم شيئا عن البوسنويين البدو أو ''البوسنيكم''؟؟؟؟
في قلب سيناء بمصر توجد منطقة يسكنها بدو يطلق عليهم " بوسنيكم " أي البوسنيين أو بوسنية العريش وهم قبائل تعود أصولهم إلى البلقان نقلوا في بدايات القرن الماضي إلى صحراء سيناء لكي يتجندوا في صفوف الجيش العثماني العامل بسيناء , واستقروا هناك واختلطوا بسكان الصحراء البدو و اخذوا عاداتهم وطباعهم.
أما سكان مدينة العريش في شمال سيناء فينتمون لعدة أصول ومنهم اولاد ثلمان والفواخرية أوالفواخر وأصولهم من البوسنة ...