تتميز بورسعيد دون غيرها من المحافظات الأخري بالاحتفال بليلة شم النسيم، فقد احترف البورسعيدية صناعة »اللمبي« وهي عبارة عن دمية من القماش والقش يصنعها الشباب ويتنافسون
فيما بينهم بتقديمها في أحلي صورة وتجري مسابقات بين الشوارع لتقديم الأفضل، ويرجع تاريخ »اللنبي« إلي فترة الاحتلال الإنجليزي عندما تحكم في بورسعيد اللورد اللنبي المندوب السامي البريطاني الذي كان يصول ويجول في شوارع المدينة دون رادع، ولإيقافه عن فعل أي شيء ضد بورسعيد قام شبابها بصنع دمية من القماش والقش وأطلقوا عليها اسمه وطافوا بها الشوارع والميادين مرددين الأغاني الشعبية من الفلكلور البورسعيدي الأصيل وسط نغمات السمسمة، وتصادف هذا الفعل ليلة شم النسيم ثم جمعوا الخشب وأشعلوه وألقوا بالدمية وسط النيران وهم يلفون حولها احتفالاً بحرق اللنبي، ومنذ ذلك التاريخ اعتاد البورسعيدية صنعها في هذه المناسبة، ومن أشهر العائلات التي اشتهرت بها هي عائلة خضير البورسعيدي وهي عائلة فنية أبدعت فن الخط العربي والرسم والزخارف، حيث أكد الدكتور مصطفي خضير لـ»الوفد« أن احتفالنا بهذه المناسبة لم يتوقف إلا فترات معينة عندما كان يجبرنا الأمن وأجهزة المحافظة بوقفها بعدما اتجهنا لصنع الدميات في أشكال ورموز الفساد ومواجهة الظواهر السلبية في المجتمع المصري عندما صنعنا دميات تمثل دول جبهة الرفض عام 1987 تم ارتفاع أسعار الأدوية ومحاربة الدروس الخصوصية وكافيهات النت وما يدور فيها وارتفاع الأسعار وغيرها من الظواهر السلبية وغير الصحية داخل المجتمع، وكنا نتعرض لمضايقات أمنية مشددة رغم أننا ننفس عن الشارع البورسعيدي ونقيم احتفالية غنائية كبري يحضرها المشاهير من المطربين والفنانين.
ويؤكد محسن خضير الذي يبدع في رسم هذه الدميات وتجسيد الشخصيات أن هذا العام يختلف الاحتفال بعد ثورة 25 يناير وما جري من تغيرات إيجابية داخل المجتمع المصري، ولذلك قررنا أن نجسد شخصيات أفسدت الحياة السياسية في مصر وعلي رأسهم الرئيس مبارك وأتباعه من الفاسدين والوقت لم يسعفنا لتقديم المزيد منهم وكلهم حالياً داخل أسوار السجون، لأن المدة الزمنية لتجسيد الشخصيات تستغرق وقتاً طويلاً وهي عملية ليست بالسهلة، كما أننا جسدنا شخصية الرئيس الليبي معمر القذافي الذي قتل شعبه عن طريق الأسلحة الثقيلة، واختتم حديثه قائلاً: نناشد الشباب البورسعيدي عدم إشعال الحرائق، نظراً لما تتميز به بورسعيد من شبكة غاز طبيعي ولما يمثله الدخان الأسود الكثيف من تلوث بيئي وصحي ويتلف الشوارع ويضر بالصحة العامة وعلينا الاحتفال دون إيذاء الآخرين ولأن الشرطة غير موجودة بأجهزتها بالشكل الكافي علينا كلجان شعبية أن نحافظ علي منشآتنا من الحرائق وعلي صحتنا من الدخان الكثيف الذي ينبعث منها.. وكل عام وشعب مصر بصحة وعافية.
الاثنين, 25 أبريل 2011