تجري مصر خلال الأيام العشرة المقبلة بحث تفاصيل وآليات رفع الحصار المفروض علي قطاع غزة, وقالت السفيرة منحة باخوم المتحدثة باسم وزارة الخارجية: إن مصر من حيث المبدأ ضد الحصار, وإغلاق المعابر,
وإن الدولة المصرية بجميع أجهزتها المعنية, تبحث خلال الأيام القليلة المقبلة آليات رفع هذا الحصار من خلال فتح المعابر, وذلك من منطلقات إنسانية.
وأوضحت السفيرة أن تصريحات وزير الخارجية حول فترة الأيام العشرة المقبلة, قصد بها أن هذه الأيام ستتم خلالها دراسة آليات هذه الخطوة.
وقالت السفيرة: إن وزير الخارجية ـ وهو يتحدث باسم مصر ـ يري أن الحصار كان شيئا مشينا, وعادت المتحدثة لكي تؤكد أن مراجعة مصر لبعض سياساتها في الماضي لا تعني بأي حال من الأحوال الإخلال بالتزاماتها, مشيرة إلي أن مصر تحافظ علي جميع تعهداتها.
وأكدت السفيرة باخوم أن وزير الخارجية أوضح أن كلمة عملية السلام باتت غير ذات معني, وأن المهم الآن هو كلمة السلام بالمعني الحقيقي والجاد, وردا علي سؤال لـالأهرام بشأن إجراء مصر اتصالات مع أطراف دولية, بشأن عقد المؤتمر الدولي للسلام في الشرق الأوسط, أوضحت السفيرة منحة باخوم أن مصر طلبت من جميع هذه الأطراف دعم فكرة عقد المؤتمر.
ومن ناحية أخري تشهد القاهرة يوم الخميس المقبل توقيع اتفاق المصالحة الفلسطيني بين حركتي فتح وحماس, ويأتي ذلك في الوقت الذي يترقب فيه الفلسطينيون فتح معبر رفح بشكل دائم خلال أيام, وقد فجرت هذه التطورات المتلاحقة لما يبدو سياسة مصرية جديدة بعد الثورة موجة من ردود الفعل, فقد حذرت إسرائيل الإدارة المصرية من الاهتمام بغزة علي حساب أمنها القومي, ونسبت الإذاعة الإسرائيلية أمس لمسئول إسرائيلي كبير, تحذيره من اعتزام مصر الاهتمام بقطاع غزة, وتحسين علاقاتها مع حركة حماس علي حساب إسرائيل وأمنها, وأكد أن ما تقوم به القاهرة خلال الفترة الأخيرة تجاه الفلسطينيين, وتبنيها لاتفاق المصالحة بينهم, قد يؤدي إلي تداعيات إستراتيجية علي أمن إسرائيل القومي.
ومن جانبه كشف الدكتور محمود الزهار عضو المكتب السياسي لحركة حماس, في حوار خاص لـالأهرام, عن تلقي وعود مصرية بفتح معبر رفح بشكل دائم.
وكشف الزهار عن أن التحركات من أجل إنهاء الانقسام الفلسطيني بدأت منذ شهر بعيدا عن الإعلام, وجري التوصل لاتفاق المصالحة في غضون ساعتين فقط, وأوضح أن التمهيد للاتفاق بدأ بعد الثورة بزيارة سوريا للقاء قادة حماس, ثم عدنا لمصر والتقينا وزير الخارجية نبيل العربي, ومسئولي المخابرات العامة, وممثلين عن المجلس العسكري, وعمرو موسي الأمين العام للجامعة العربية, حيث أبلغناهم نيتنا في المصالحة, وكانت تحركاتنا جماعية, وبعد شرح موقفنا لمصر جاء أبومازن إلي القاهرة, وعادت مصر لتدعونا لزيارتها ووضع أسس الاتفاق بعيدا عن الإعلام, وقال: إنه عندما جلس وفدا حماس وفتح يوم الأربعاء الماضي, وممثلو الخارجية والمخابرات, تم الاتفاق خلال ساعتين.
وقد أشاد الزهار بالتدخل المصري الإيجابي, والأجواء الإيجابية التي صاحبت الثورة المصرية, الأمر الذي كان من أسباب نجاح جهود المصالحة الفلسطينية, وأشار إلي أن مصر ستبدأ من غد الإثنين دعوة الفصائل الفلسطينية تباعا لمناقشة الاتفاق مع المسئولين المصريين.
وفيما يتعلق بالانتخابات الخاصة بالمجلس الوطني والمجلس التشريعي والرئاسة, أكد الزهار أنه تم الاتفاق علي أن تجري الانتخابات بشكل متزامن, وفي وقت واحد, بعد عام من توقيع اتفاق المصالحة( أي في أواخر ابريل 2012.