٣١/ ٥/ ٢٠١١
أيمن نوفل أثناء حيثه إلى «المصرى اليوم»
روى القيادى فى حركة «حماس»، أيمن نوفل، الذى كان محبوساً فى سجن المرج، تفاصيل أكبر عملية هروب جماعى من السجن بعد أحداث ٢٥ يناير، بقوله إنه ظل طوال الليل يهتف فى السجناء ويشجعهم على الهرب، وطلب منهم تحطيم الأبواب والزنازين باستخدام مواسير الحمامات لكنهم كانوا خائفين، مشيراً إلى أنه كرر نداءاته وهتافه فى النزلاء عندما علم أن إدارة السجن انسحبت ولم يبق إلا الحراس فى الأبراج، لافتاً إلى أنه لم يبدأ فى التحرك إلا بعد أن تشجع أحد السجناء وكسر الباب وحاول دخول العنابر لكنه أصيب بطلقة.
وأضاف نوفل، فى حواره مع «المصرى اليوم»، أنه نسق مع كتائب «عز الدين القسام»، الجناح العسكرى للحركة، عبر هاتف محمول كان مع أعضاء خلية حزب الله، فأرسلوا إليه ٣ سيارات كانت فى انتظاره فور خروجه، وأنهم أطلقوا طفايات الحريق ليشكل دخانها ستاراً لهم فى الهروب، موضحاً أنه بقى فى القاهرة يومين، ثم توجه إلى أسيوط، ومنها إلى سيناء عبر مركب، ووصل إلى غزة عبر الأنفاق، وإلى نص الحوار:
■ فى البداية كيف تم القبض عليك من قبل السلطات المصرية؟
- عندما أزيل الجدار الحديدى العازل توجه الكثير من أهالى غزة إلى مصر نتيجة للحصار الإسرائيلى عليهم، وفى اليوم الخامس من إزالة الجدار ذهبت إلى العريش لشراء بعض المستلزمات ثم عدت إلى غزة، وفى اليوم التالى توجهت إلى العريش مرة أخرى ففوجئت بوجود كمين من رجال الشرطة يفتش جميع السيارات، وكان هناك عدد من أهالى غزة الذين عبروا الجدار العازل إلى مصر يحملون أسلحة، وكان معى اثنان داخل السيارة يحملان السلاح، بينما لم يكن معى سلاح، وفتشتنا الشرطة وتم احتجازنا فى قسم العريش لمدة ٣ ساعات، وتم التقاط صورة لى وحدى تم إرسالها إلى جهاز مباحث أمن الدولة بالعريش، واستمر احتجازنا لمدة أسبوعين ثم تم تحويلنا إلى قسم آخر قضينا فيه ٢٠ يوما، ومنه إلى مديرية أمن شمال سيناء، وهناك قال لنا أحد الضباط إن الأمر طبيعى ولا توجد أى شبهة لأى منا، مؤكدا أنه سيتم ترحيلنا إلى غزة، ثم تم عرضنا على الأمن العام، وبالفعل تم الإفراج عن ٢٠ شخصاً من بين ٢٠٠ تم احتجازهم، وتم سؤالى أثناء التحقيق: «هل أنت أيمن نوفل العضو فى كتائب «عزالدين القسام»؟ فقلت نعم، وعندما سئلت عن سبب دخولى مصر قلت لشراء بعض المستلزمات، وفى نهاية التحقيق توصلوا إلى هذه النتيجة.
■ لكن تردد أنك دخلت إلى مصر للاتفاق على صفقة سلاح لحركة حماس؟
- هذا كلام عار تماما من الصحة لأن دخولى كان من خلال الجدار مع باقى الأهالى بشكل طبيعى وليس من خلال الأنفاق، وكان معنا تجار سلاح بخلاف أفراد آخرين يحملون أسلحة وتم الإفراج عنهم وكان بينهم شخص يحمل حزاماً ناسفاً.
■ وكيف تم التحقيق معك؟
- كان التحقيق معى محترماً للغاية فلم يعتد علىّ أحد لكننى كنت أسمع ما يحدث مع الآخرين، وكان هناك نوع من العنف والقسوة والإهانة مع عدد من الشباب تم تجريدهم من ملابسهم واستخدام الصاعق الكهربائى لمدة أيام متواصلة وقاموا بتهديدى إذا لم أتكلم سيجردونى من ملابسى، ويتعاملون معى بنفس الطريقة التى يتم بها تعذيب من كانوا معى، وكانت معظم الأسئلة عن نوعية الأسلحة المستخدمة فى المقاومة، ونوعية الصواريخ، ومصادر التمويل الخاصة بها، وهيكلية الجهاز العسكرى، واستمر التحقيق ٢٠ يوماً وأنا معصوب العينين، ثم بدأ الإفراج عن عدد من الشباب إلى أن وقعت محرقة فى شمال غزة فتوقفوا عن الإفراج فأضربنا عن الطعام، ثم جاء إلينا أحد الضباط وقال لا يمكن الإفراج عنكم الآن بسبب هذه المحرقة فلا يجوز أن نستقبل جرحى ونفرج عن أسرى، وبعد ٣ أيام وتحديداً فى ٢٣ مارس ٢٠٠٨، أفرجوا عن عدد كبير منا، عدا ٣٤ شخصاً كنت من بينهم، وبعد ذلك تم الإفراج عن باقى المحتجزين إلا أنا وعندما سألت أحد الضباط المسؤولين عن الملف الفلسطينى عن سبب احتجازى، قال إن هناك بعض التحفظات من جهات أمنية عليا، وبعد ذلك تم تحويلى إلى فرع أمن الدولة بالعريش فى ٩ سبتمبر ٢٠٠٨، وخلال هذه الفترة كان يأتى إلينا عدد من الضباط بشكل ودى، منهم من يريد الحصول على معلومات عن الأسير الإسرائيلى جلعاد شاليط، كيف تم اختطافه، وأين يوجد، والبعض الآخر يخفف عنى، بعد ذلك قمت بشراء تليفون محمول عن طريق أحد الأمناء بشكل سرى للتواصل مع عائلتى، ثم تم ترحيلى بعد ذلك إلى سجن المرج فى نهاية العام.
■ وهل كنت تستقبل أى زيارات طوال هذه الفترة؟
- كانت أول زيارة لى بعد عامين من اعتقالى بالتنسيق مع وفد المصالحة الفلسطينى الذى كان يطالب بالإفراج عنى، والزيارة الثانية كانت خلال عام ٢٠١٠.
■ وكيف كانت حياتك اليومية داخل سجن المرج؟
- تم وضعى فى غرفة انفرادية تسمى المخزن مساحتها ٣ فى ٤ أمتار وتقع بين عنابر الجنائيين، وتم تحريز متعلقاتى الشخصية، ومن بينها التليفون المحمول، وقدمت طلباً إلى إدراة السجن لفك الحرز عن متعلقاتى، وجاء الرد من أمن الدولة بالموافقة، وكان معى لحظة القبض علىّ ٢٠ ألف جنيه، فاشتريت بطاطين وبعض المتعلقات الشخصية عن طريق إدارة السجن، بالإضافة إلى تليفون محمول عن طريق أحد الحراس للتواصل مع عائلتى، وكانت إدارة السجن تضعنى فى زنزانة انفرادية وتفرض حظرا كاملا على التعامل معى، وفى حالة اقتراب أى سجين منى أو محاولته التحدث معى كان يتعرض للضرب، أما بالنسبة للطعام فكان سيئاً جداً وقدمت شكوى إلى مأمور السجن أكثر من مرة لكن دون فائدة فكنت أتعامل مع الكافتيريا عن طريق أحد الحراس، وكانت إدارة السجن تضع ٢٥% نسبة على المشتريات، وقضيت السنتين الأولى والثانية فى هذه الغرفة بمفردى وفى السنة الثالثة أحضروا معى فلسطينياً آخر من حركة حماس، اسمه محمد أبوغزال، تم اعتقاله فى مطار القاهرة.
■ هل كنت تتقابل مع متهمين سياسيين؟
- تقابلت مع عدد من المتهمين من جماعة الإخوان المسلمين، وبعض السلفيين، وجماعة الجهاد عندما قدمت عائلتى شكوى إلى شؤون المعتقلين، وكانت هناك جلسات كل ٣ شهور فى محكمة الجلاء حصلت من خلالها على ٧ أحكام وجوبية بالإفراج، وفى كل مرة أعود فيها إلى أمن الدولة فتصدر أمراً آخر باعتقالى.
■ هل كانت هناك وساطة مع السلطات المصرية للإفراج عنك؟
- نعم كانت هناك أكثر من محاولة من قبل الحركة وتحدثت أكثر من مرة من خلال هاتف محمول مهرب مع معظم أعضاء وفد حماس الذين جاءوا للقاهرة للتفاوض حول شاليط لإطلاق سراحى وكانوا يخبروننى بأن الحكومة المصرية تماطل ومرة ترد بأن القضية فى يد الرئيس مبارك، ومرة أخرى تقول إنه لا يمكن الإفراج عنى إلا فى وضع أمنى حتى لا تستهدفنى إسرائيل أثناء ترحيلى، وثالثة تقول إنه لا يمكن الإفراج عنى إلا إذا أفرج عن شاليط من قبل حماس وكأنهم كانوا يريدون مقايضتى بشاليط.
■ كيف كنت تتابع الأخبار أثناء وجودك فى السجن، وكيف علمت بثورة ٢٥ يناير؟
- أثناء وجودى بالعريش كان هناك ضابط يتعاطف معى سمح لى بدخول راديو بشكل ودى، وبعد ٣ شهور من ترحيلى إلى سجن المرج أدخلوا لى راديو بناء على طلبى، وأثناء زيارة اللواء عاطف الشريف، مساعد وزير الداخلية لمصلحة السجون فى ذلك الوقت، طلبت منه السماح بدخول تليفزيون فى الغرفة لمتابعة الأخبار فصرح لى بذلك، وكنت أتابع من خلاله القنوات المصرية، وفى الأيام الأخيرة قبل اندلاع الثورة علمت أن هناك دعوات لتنظيم مظاهرة كبيرة يوم ٢٥ يناير، وكان تعليقات التليفزيون المصرى فى ذلك اليوم تقول إن الشرطة تحمى المتظاهرين، وسمعت بعدها بما يسمى «جمعة الغضب» عن طريق إذاعة «بى بى سى»، بينما التليفزيون المصرى مازال مصمماً على عدم وجود مشاكل.
■ كيف فكرت فى الهرب، ومن ساعدك عليه؟
- بدأت الفكرة عندما سمعت فى «بى بى سى» السبت ٢٩ يناير عن اتصالات من سجناء فى سجن أبوزعبل تقول إن هناك أشخاصاً يهاجمون السجن ويطلقون النار، وعلمنا أيضا بمقتل اللواء محمد البطران، فى سجن أبوزعبل، فحدثت فوضى داخل السجن ووضعت إدارة السجن قناصة على أبراج الحراسة، وأمرتهم بإطلاق النار نحو أى سجين يقترب من البوابات، وانتظرت أن يتحرك أحد من السجناء فلم يحدث، وفى البداية اتفقت أنا وزميلى محمد أبوغزال ألا نبدأ بإثارة الفوضى حتى لا تنتبه لنا إدارة السجن وتنقلنا لمكان غير معلوم، لكن عندما سمعت خبر مقتل اللواء البطران مساء السبت تجرأت وبدأت أنادى على المساجين بالعنابر المجاورة لى (٣ و٤أ) وكنت أنادى عليهم بأسمائهم، سألتهم فى البداية ماذا يحدث فقالوا لى بعض الأخبار، فحرضتهم على الخروج بعد أن أخبرتهم بخروج سجناء أبوزعبل، وفى الحقيقة كانوا خائفين لكننى ظللت أشجعهم طوال الليل وأطلب منهم كسر الأبواب والزنازين، وشعرت بأن هناك خوفاً منهم كان ذلك فجر الأحد إلى أن تجرأ أحدهم فى عنبر «د» - وهو عنبر مجاور لنا فى مبنى آخر - وكسر الأبواب، وحاول دخول العنابر التى كنا بها (أ، ب، ج) لكنه أصيب بطلقة على الباب، وبعدها اكتشفنا أن إدارة السجن انسحبت، ولم يعد هناك أحد موجود فى السجن وأن السجن خال تماما منذ عصر السبت، لكنهم كانوا تاركين القناصة على الأبواب، فظللت أنادى على السجناء وأشجعهم طوال الليل وقلت لهم استخدموا مواسير الحمامات إلى أن تم تكسير الأبواب فى حوالى الثامنة صباحا، وعندما تأكدت أنهم بدأوا فعلا فى كسر الأبواب قلت لزميلى لنكسر نحن أيضا الباب الخاص بنا وبالفعل كسرت باب الزنزانة، وكان هناك باب آخر خارجى فناديت عليهم اكسروا لى الباب، وخرجنا حوالى التاسعة صباحاً.
■ هل سمعت أصوات إطلاق نيران وقتها؟
- نعم كانت هناك أصوات إطلاق نيران مكثفة منذ الليل وكنا نسمعها بوضوح.
■ ومن كان يطلقها؟
- لا أعرف لأننى كنت داخل الزنزانة ولا أعرف من كان يطلق النار فى الخارج لكنها كانت من جهة وحدة.
■ وهل كانت هناك أصوات اشتباكات نارية؟
- لا أعتقد، لأن مصدر الصوت كان واحداً، وأعتقد أنه كان من أبراج الحراسة، وكانت هناك محاولة للخروج عند عصر السبت، ولكن أى شخص كان يخرج كانوا يطلقون عليه النار لدرجة أننا أحضرنا طفايات الحريق وقمنا بتشغيلها لنستتر بالدخان الخارج منها لكنهم كثفوا من إطلاق النيران على أى شخص يخرج من عنبره، وقتها قلت لهم لا تخرجوا لأن أى مسجون كان يقترب من الباب يقتل فورا وقلت لهم لابد من الاتصال بمن فى الخارج لينقذوننا، فبحثنا فى العنبر فلم نجد أى سجين معه تليفون، لكن كان هناك آخرون فى عنبر التجربة المحبوس به أعضاء خلية حزب الله معهم تليفون.
■ ماذا حدث بعد خروجكم من العنبر فى التاسعة صباحا؟
- توجهت إلى عنبر التجربة المجاور لعنبرنا والذى به أعضاء خلية حزب الله وطلبت منهم إجراء مكالمة لشباب كتائب القسام فى غزة ليساعدوننى فى الخروج والهرب، وقلت لهم أريد سيارة ومساعدة فى الخروج من هنا، وعرض علينا بعض المساجين الذهاب معهم وقتها كانت الساعة حوالى ١١ صباحا وكان كل سجين يتصل بأتباعه فى الخارج ليأتوا لإنقاذه.
■ وهل كان إطلاق النار مازال مستمرا؟
- كان هناك إطلاق نيران مكثف من الأبراج وأنا خرجت من العنبر بعد أن كسرنا الجدار بين العنابر، وعند الخامسة تقريبا اتصل السجناء بذويهم وأبلغوهم بما يحدث داخل السجن فتجمع الأهالى خارج السجن وحدثت اشتباكات عنيفة وإطلاق نار مع أفراد الأمن، وبعد الخامسة سمعت صوت فوضى وإطلاق نار مكثف ولم أعرف مصدره واندلع حريق داخل السجن أدى إلى هروب الحراسة الخاصة بالسجن، وقتها كنت أول واحد خرج من السجن وتوجهت فورا إلى عنبر التجربة المحبوس به أعضاء خلية حزب الله، فأخذت منهم التليفون وأجريت مكالمة بشباب القسام فى غزة فقالوا لى إن هناك سيارة تنتظرنى فى الخارج، وعندما خرجت وجدت بعض الأفراد يحملون مسدسات محلية التصنيع، وكان معنا أفراد خلية حزب الله وكان منهم سامى شهاب الذى لم أكن أعرف شكله، وكان هناك أيضا معتقل فلسطينى فى الخارج، وشاهدنا أشخاصاً تسرق المواشى والأطعمة الخاصة بإدارة السجن، ثم توجهنا بعد ذلك إلى منطقة سكنية مجاورة لسجن المرج وعندما شاهدونا الأهالى أخذوا يصرخون فأخبرناهم بأننا من فلسطين ومحبوسون إرضاء لإسرائيل فتعاطفوا معنا،
وكان معنا بعض أفراد من خلية حزب الله، وبعدها فوجئنا بوجود دبابة من الجيش تطلق علينا أعيرة نارية فتفرقنا، وأثناء هروبى من طلقات الجيش قابلت شخصا من اللجان الشعبية فشرحت له قصتى وطلبت منه تليفوناً محمولاً فسمح لى بإجراء مكالمة بأحد التابعين لنا الموجودين فى مصر، واتصلت بشباب غزة وكانت هناك ٣ سيارات فى انتظارى، وبعد عدة محاولات وصلت إلى إحداها، وكان يقودها سائق مصرى من منطقة عين شمس وقبل أن أركب معه اجريت اتصالات بغزة لأتاكد أنه تابع لنا، وكان الاتفاق ألا أنتقل من مكان أو أركب أى سيارة إلا بعد أن أتصل برجالنا فى غزة ليتأكدوا أنه تابع لنا وهذا ما حدث، وساعدنى السائق حتى خرجت من منطقة المرج ثم توجهنا بعد ذلك إلى بيت قريبى الذى اتصلت به وبقينا فى منزله يومين أنا وزميلى، بعد ذلك ذهبنا إلى أسيوط وهناك اشتريت تليفوناً محمولاً وبعض الملابس، وكان معنا فى أسيوط ٦ أفراد من بدو سيناء هاربين من السجون، وساعدونا كثيرا حينما ذهبنا إلى إحدى المناطق الصحراوية التى يسكنها عدد من البدو، وبعد ذلك ركبنا مركبا فى خليج السويس ووصلنا به إلى وسط سيناء وهناك أطلقت علينا قوات حرس الحدود أعيرة نارية فرد عليهم الدليل الموجود معنا من بدو سيناء ثم عدنا بعدها للمركب مرة أخرى حتى وصل بنا إلى أحد مراسى للصيد، وهناك قمت بالاتصال بغزة فأعطونى رقم شخص بدوى، وبعدها جاءت سيارتان واتجهتا بنا نحو منطقة الشيخ زويد ومنها إلى رفح، وعبرنا إلى داخل غزة من خلال الأنفاق، وتم استقبالنا من أهالى القطاع استقبالا حافلا من قبل إخوانى المجاهدين والأسرة.
■ هل هناك معتقلون من حركة الجهاد الفلسطينية داخل السجون المصرية؟
- حسب معلوماتى لا يوجد، لكن هناك بقايا من الفلسطينيين معهم تصريحات إقامة فى مصر ويساعدون فى إدخال الأموال والبضائع إلى غزة، وقد حدثت مفاوضات وتم الإفراج عن معظمهم.
■ هل كنت تتوقع تسليمك إلى إسرائيل بعد القبض عليك؟
- لا، رغم أن مبارك كان يعمل لصالح إسرائيل وضد مصلحة فلسطين.
■ ما تعليقك على سرعة وصول أعضاء خلية حزب الله إلى لبنان خصوصا سامى شهاب؟
- أعتقد أن سامى شهاب هو اللبنانى الوحيد بينهم، وهناك ١٧ مصرياً، و٣ فلسطينيين، وبالنسبة لسامى فقد توجه إلى السودان مباشرة، لكن أنا اتبعت بعض الاحتياطات الأمنية.
أيمن نوفل أثناء حيثه إلى «المصرى اليوم»
روى القيادى فى حركة «حماس»، أيمن نوفل، الذى كان محبوساً فى سجن المرج، تفاصيل أكبر عملية هروب جماعى من السجن بعد أحداث ٢٥ يناير، بقوله إنه ظل طوال الليل يهتف فى السجناء ويشجعهم على الهرب، وطلب منهم تحطيم الأبواب والزنازين باستخدام مواسير الحمامات لكنهم كانوا خائفين، مشيراً إلى أنه كرر نداءاته وهتافه فى النزلاء عندما علم أن إدارة السجن انسحبت ولم يبق إلا الحراس فى الأبراج، لافتاً إلى أنه لم يبدأ فى التحرك إلا بعد أن تشجع أحد السجناء وكسر الباب وحاول دخول العنابر لكنه أصيب بطلقة.
وأضاف نوفل، فى حواره مع «المصرى اليوم»، أنه نسق مع كتائب «عز الدين القسام»، الجناح العسكرى للحركة، عبر هاتف محمول كان مع أعضاء خلية حزب الله، فأرسلوا إليه ٣ سيارات كانت فى انتظاره فور خروجه، وأنهم أطلقوا طفايات الحريق ليشكل دخانها ستاراً لهم فى الهروب، موضحاً أنه بقى فى القاهرة يومين، ثم توجه إلى أسيوط، ومنها إلى سيناء عبر مركب، ووصل إلى غزة عبر الأنفاق، وإلى نص الحوار:
■ فى البداية كيف تم القبض عليك من قبل السلطات المصرية؟
- عندما أزيل الجدار الحديدى العازل توجه الكثير من أهالى غزة إلى مصر نتيجة للحصار الإسرائيلى عليهم، وفى اليوم الخامس من إزالة الجدار ذهبت إلى العريش لشراء بعض المستلزمات ثم عدت إلى غزة، وفى اليوم التالى توجهت إلى العريش مرة أخرى ففوجئت بوجود كمين من رجال الشرطة يفتش جميع السيارات، وكان هناك عدد من أهالى غزة الذين عبروا الجدار العازل إلى مصر يحملون أسلحة، وكان معى اثنان داخل السيارة يحملان السلاح، بينما لم يكن معى سلاح، وفتشتنا الشرطة وتم احتجازنا فى قسم العريش لمدة ٣ ساعات، وتم التقاط صورة لى وحدى تم إرسالها إلى جهاز مباحث أمن الدولة بالعريش، واستمر احتجازنا لمدة أسبوعين ثم تم تحويلنا إلى قسم آخر قضينا فيه ٢٠ يوما، ومنه إلى مديرية أمن شمال سيناء، وهناك قال لنا أحد الضباط إن الأمر طبيعى ولا توجد أى شبهة لأى منا، مؤكدا أنه سيتم ترحيلنا إلى غزة، ثم تم عرضنا على الأمن العام، وبالفعل تم الإفراج عن ٢٠ شخصاً من بين ٢٠٠ تم احتجازهم، وتم سؤالى أثناء التحقيق: «هل أنت أيمن نوفل العضو فى كتائب «عزالدين القسام»؟ فقلت نعم، وعندما سئلت عن سبب دخولى مصر قلت لشراء بعض المستلزمات، وفى نهاية التحقيق توصلوا إلى هذه النتيجة.
■ لكن تردد أنك دخلت إلى مصر للاتفاق على صفقة سلاح لحركة حماس؟
- هذا كلام عار تماما من الصحة لأن دخولى كان من خلال الجدار مع باقى الأهالى بشكل طبيعى وليس من خلال الأنفاق، وكان معنا تجار سلاح بخلاف أفراد آخرين يحملون أسلحة وتم الإفراج عنهم وكان بينهم شخص يحمل حزاماً ناسفاً.
■ وكيف تم التحقيق معك؟
- كان التحقيق معى محترماً للغاية فلم يعتد علىّ أحد لكننى كنت أسمع ما يحدث مع الآخرين، وكان هناك نوع من العنف والقسوة والإهانة مع عدد من الشباب تم تجريدهم من ملابسهم واستخدام الصاعق الكهربائى لمدة أيام متواصلة وقاموا بتهديدى إذا لم أتكلم سيجردونى من ملابسى، ويتعاملون معى بنفس الطريقة التى يتم بها تعذيب من كانوا معى، وكانت معظم الأسئلة عن نوعية الأسلحة المستخدمة فى المقاومة، ونوعية الصواريخ، ومصادر التمويل الخاصة بها، وهيكلية الجهاز العسكرى، واستمر التحقيق ٢٠ يوماً وأنا معصوب العينين، ثم بدأ الإفراج عن عدد من الشباب إلى أن وقعت محرقة فى شمال غزة فتوقفوا عن الإفراج فأضربنا عن الطعام، ثم جاء إلينا أحد الضباط وقال لا يمكن الإفراج عنكم الآن بسبب هذه المحرقة فلا يجوز أن نستقبل جرحى ونفرج عن أسرى، وبعد ٣ أيام وتحديداً فى ٢٣ مارس ٢٠٠٨، أفرجوا عن عدد كبير منا، عدا ٣٤ شخصاً كنت من بينهم، وبعد ذلك تم الإفراج عن باقى المحتجزين إلا أنا وعندما سألت أحد الضباط المسؤولين عن الملف الفلسطينى عن سبب احتجازى، قال إن هناك بعض التحفظات من جهات أمنية عليا، وبعد ذلك تم تحويلى إلى فرع أمن الدولة بالعريش فى ٩ سبتمبر ٢٠٠٨، وخلال هذه الفترة كان يأتى إلينا عدد من الضباط بشكل ودى، منهم من يريد الحصول على معلومات عن الأسير الإسرائيلى جلعاد شاليط، كيف تم اختطافه، وأين يوجد، والبعض الآخر يخفف عنى، بعد ذلك قمت بشراء تليفون محمول عن طريق أحد الأمناء بشكل سرى للتواصل مع عائلتى، ثم تم ترحيلى بعد ذلك إلى سجن المرج فى نهاية العام.
■ وهل كنت تستقبل أى زيارات طوال هذه الفترة؟
- كانت أول زيارة لى بعد عامين من اعتقالى بالتنسيق مع وفد المصالحة الفلسطينى الذى كان يطالب بالإفراج عنى، والزيارة الثانية كانت خلال عام ٢٠١٠.
■ وكيف كانت حياتك اليومية داخل سجن المرج؟
- تم وضعى فى غرفة انفرادية تسمى المخزن مساحتها ٣ فى ٤ أمتار وتقع بين عنابر الجنائيين، وتم تحريز متعلقاتى الشخصية، ومن بينها التليفون المحمول، وقدمت طلباً إلى إدراة السجن لفك الحرز عن متعلقاتى، وجاء الرد من أمن الدولة بالموافقة، وكان معى لحظة القبض علىّ ٢٠ ألف جنيه، فاشتريت بطاطين وبعض المتعلقات الشخصية عن طريق إدارة السجن، بالإضافة إلى تليفون محمول عن طريق أحد الحراس للتواصل مع عائلتى، وكانت إدارة السجن تضعنى فى زنزانة انفرادية وتفرض حظرا كاملا على التعامل معى، وفى حالة اقتراب أى سجين منى أو محاولته التحدث معى كان يتعرض للضرب، أما بالنسبة للطعام فكان سيئاً جداً وقدمت شكوى إلى مأمور السجن أكثر من مرة لكن دون فائدة فكنت أتعامل مع الكافتيريا عن طريق أحد الحراس، وكانت إدارة السجن تضع ٢٥% نسبة على المشتريات، وقضيت السنتين الأولى والثانية فى هذه الغرفة بمفردى وفى السنة الثالثة أحضروا معى فلسطينياً آخر من حركة حماس، اسمه محمد أبوغزال، تم اعتقاله فى مطار القاهرة.
■ هل كنت تتقابل مع متهمين سياسيين؟
- تقابلت مع عدد من المتهمين من جماعة الإخوان المسلمين، وبعض السلفيين، وجماعة الجهاد عندما قدمت عائلتى شكوى إلى شؤون المعتقلين، وكانت هناك جلسات كل ٣ شهور فى محكمة الجلاء حصلت من خلالها على ٧ أحكام وجوبية بالإفراج، وفى كل مرة أعود فيها إلى أمن الدولة فتصدر أمراً آخر باعتقالى.
■ هل كانت هناك وساطة مع السلطات المصرية للإفراج عنك؟
- نعم كانت هناك أكثر من محاولة من قبل الحركة وتحدثت أكثر من مرة من خلال هاتف محمول مهرب مع معظم أعضاء وفد حماس الذين جاءوا للقاهرة للتفاوض حول شاليط لإطلاق سراحى وكانوا يخبروننى بأن الحكومة المصرية تماطل ومرة ترد بأن القضية فى يد الرئيس مبارك، ومرة أخرى تقول إنه لا يمكن الإفراج عنى إلا فى وضع أمنى حتى لا تستهدفنى إسرائيل أثناء ترحيلى، وثالثة تقول إنه لا يمكن الإفراج عنى إلا إذا أفرج عن شاليط من قبل حماس وكأنهم كانوا يريدون مقايضتى بشاليط.
■ كيف كنت تتابع الأخبار أثناء وجودك فى السجن، وكيف علمت بثورة ٢٥ يناير؟
- أثناء وجودى بالعريش كان هناك ضابط يتعاطف معى سمح لى بدخول راديو بشكل ودى، وبعد ٣ شهور من ترحيلى إلى سجن المرج أدخلوا لى راديو بناء على طلبى، وأثناء زيارة اللواء عاطف الشريف، مساعد وزير الداخلية لمصلحة السجون فى ذلك الوقت، طلبت منه السماح بدخول تليفزيون فى الغرفة لمتابعة الأخبار فصرح لى بذلك، وكنت أتابع من خلاله القنوات المصرية، وفى الأيام الأخيرة قبل اندلاع الثورة علمت أن هناك دعوات لتنظيم مظاهرة كبيرة يوم ٢٥ يناير، وكان تعليقات التليفزيون المصرى فى ذلك اليوم تقول إن الشرطة تحمى المتظاهرين، وسمعت بعدها بما يسمى «جمعة الغضب» عن طريق إذاعة «بى بى سى»، بينما التليفزيون المصرى مازال مصمماً على عدم وجود مشاكل.
■ كيف فكرت فى الهرب، ومن ساعدك عليه؟
- بدأت الفكرة عندما سمعت فى «بى بى سى» السبت ٢٩ يناير عن اتصالات من سجناء فى سجن أبوزعبل تقول إن هناك أشخاصاً يهاجمون السجن ويطلقون النار، وعلمنا أيضا بمقتل اللواء محمد البطران، فى سجن أبوزعبل، فحدثت فوضى داخل السجن ووضعت إدارة السجن قناصة على أبراج الحراسة، وأمرتهم بإطلاق النار نحو أى سجين يقترب من البوابات، وانتظرت أن يتحرك أحد من السجناء فلم يحدث، وفى البداية اتفقت أنا وزميلى محمد أبوغزال ألا نبدأ بإثارة الفوضى حتى لا تنتبه لنا إدارة السجن وتنقلنا لمكان غير معلوم، لكن عندما سمعت خبر مقتل اللواء البطران مساء السبت تجرأت وبدأت أنادى على المساجين بالعنابر المجاورة لى (٣ و٤أ) وكنت أنادى عليهم بأسمائهم، سألتهم فى البداية ماذا يحدث فقالوا لى بعض الأخبار، فحرضتهم على الخروج بعد أن أخبرتهم بخروج سجناء أبوزعبل، وفى الحقيقة كانوا خائفين لكننى ظللت أشجعهم طوال الليل وأطلب منهم كسر الأبواب والزنازين، وشعرت بأن هناك خوفاً منهم كان ذلك فجر الأحد إلى أن تجرأ أحدهم فى عنبر «د» - وهو عنبر مجاور لنا فى مبنى آخر - وكسر الأبواب، وحاول دخول العنابر التى كنا بها (أ، ب، ج) لكنه أصيب بطلقة على الباب، وبعدها اكتشفنا أن إدارة السجن انسحبت، ولم يعد هناك أحد موجود فى السجن وأن السجن خال تماما منذ عصر السبت، لكنهم كانوا تاركين القناصة على الأبواب، فظللت أنادى على السجناء وأشجعهم طوال الليل وقلت لهم استخدموا مواسير الحمامات إلى أن تم تكسير الأبواب فى حوالى الثامنة صباحا، وعندما تأكدت أنهم بدأوا فعلا فى كسر الأبواب قلت لزميلى لنكسر نحن أيضا الباب الخاص بنا وبالفعل كسرت باب الزنزانة، وكان هناك باب آخر خارجى فناديت عليهم اكسروا لى الباب، وخرجنا حوالى التاسعة صباحاً.
■ هل سمعت أصوات إطلاق نيران وقتها؟
- نعم كانت هناك أصوات إطلاق نيران مكثفة منذ الليل وكنا نسمعها بوضوح.
■ ومن كان يطلقها؟
- لا أعرف لأننى كنت داخل الزنزانة ولا أعرف من كان يطلق النار فى الخارج لكنها كانت من جهة وحدة.
■ وهل كانت هناك أصوات اشتباكات نارية؟
- لا أعتقد، لأن مصدر الصوت كان واحداً، وأعتقد أنه كان من أبراج الحراسة، وكانت هناك محاولة للخروج عند عصر السبت، ولكن أى شخص كان يخرج كانوا يطلقون عليه النار لدرجة أننا أحضرنا طفايات الحريق وقمنا بتشغيلها لنستتر بالدخان الخارج منها لكنهم كثفوا من إطلاق النيران على أى شخص يخرج من عنبره، وقتها قلت لهم لا تخرجوا لأن أى مسجون كان يقترب من الباب يقتل فورا وقلت لهم لابد من الاتصال بمن فى الخارج لينقذوننا، فبحثنا فى العنبر فلم نجد أى سجين معه تليفون، لكن كان هناك آخرون فى عنبر التجربة المحبوس به أعضاء خلية حزب الله معهم تليفون.
■ ماذا حدث بعد خروجكم من العنبر فى التاسعة صباحا؟
- توجهت إلى عنبر التجربة المجاور لعنبرنا والذى به أعضاء خلية حزب الله وطلبت منهم إجراء مكالمة لشباب كتائب القسام فى غزة ليساعدوننى فى الخروج والهرب، وقلت لهم أريد سيارة ومساعدة فى الخروج من هنا، وعرض علينا بعض المساجين الذهاب معهم وقتها كانت الساعة حوالى ١١ صباحا وكان كل سجين يتصل بأتباعه فى الخارج ليأتوا لإنقاذه.
■ وهل كان إطلاق النار مازال مستمرا؟
- كان هناك إطلاق نيران مكثف من الأبراج وأنا خرجت من العنبر بعد أن كسرنا الجدار بين العنابر، وعند الخامسة تقريبا اتصل السجناء بذويهم وأبلغوهم بما يحدث داخل السجن فتجمع الأهالى خارج السجن وحدثت اشتباكات عنيفة وإطلاق نار مع أفراد الأمن، وبعد الخامسة سمعت صوت فوضى وإطلاق نار مكثف ولم أعرف مصدره واندلع حريق داخل السجن أدى إلى هروب الحراسة الخاصة بالسجن، وقتها كنت أول واحد خرج من السجن وتوجهت فورا إلى عنبر التجربة المحبوس به أعضاء خلية حزب الله، فأخذت منهم التليفون وأجريت مكالمة بشباب القسام فى غزة فقالوا لى إن هناك سيارة تنتظرنى فى الخارج، وعندما خرجت وجدت بعض الأفراد يحملون مسدسات محلية التصنيع، وكان معنا أفراد خلية حزب الله وكان منهم سامى شهاب الذى لم أكن أعرف شكله، وكان هناك أيضا معتقل فلسطينى فى الخارج، وشاهدنا أشخاصاً تسرق المواشى والأطعمة الخاصة بإدارة السجن، ثم توجهنا بعد ذلك إلى منطقة سكنية مجاورة لسجن المرج وعندما شاهدونا الأهالى أخذوا يصرخون فأخبرناهم بأننا من فلسطين ومحبوسون إرضاء لإسرائيل فتعاطفوا معنا،
وكان معنا بعض أفراد من خلية حزب الله، وبعدها فوجئنا بوجود دبابة من الجيش تطلق علينا أعيرة نارية فتفرقنا، وأثناء هروبى من طلقات الجيش قابلت شخصا من اللجان الشعبية فشرحت له قصتى وطلبت منه تليفوناً محمولاً فسمح لى بإجراء مكالمة بأحد التابعين لنا الموجودين فى مصر، واتصلت بشباب غزة وكانت هناك ٣ سيارات فى انتظارى، وبعد عدة محاولات وصلت إلى إحداها، وكان يقودها سائق مصرى من منطقة عين شمس وقبل أن أركب معه اجريت اتصالات بغزة لأتاكد أنه تابع لنا، وكان الاتفاق ألا أنتقل من مكان أو أركب أى سيارة إلا بعد أن أتصل برجالنا فى غزة ليتأكدوا أنه تابع لنا وهذا ما حدث، وساعدنى السائق حتى خرجت من منطقة المرج ثم توجهنا بعد ذلك إلى بيت قريبى الذى اتصلت به وبقينا فى منزله يومين أنا وزميلى، بعد ذلك ذهبنا إلى أسيوط وهناك اشتريت تليفوناً محمولاً وبعض الملابس، وكان معنا فى أسيوط ٦ أفراد من بدو سيناء هاربين من السجون، وساعدونا كثيرا حينما ذهبنا إلى إحدى المناطق الصحراوية التى يسكنها عدد من البدو، وبعد ذلك ركبنا مركبا فى خليج السويس ووصلنا به إلى وسط سيناء وهناك أطلقت علينا قوات حرس الحدود أعيرة نارية فرد عليهم الدليل الموجود معنا من بدو سيناء ثم عدنا بعدها للمركب مرة أخرى حتى وصل بنا إلى أحد مراسى للصيد، وهناك قمت بالاتصال بغزة فأعطونى رقم شخص بدوى، وبعدها جاءت سيارتان واتجهتا بنا نحو منطقة الشيخ زويد ومنها إلى رفح، وعبرنا إلى داخل غزة من خلال الأنفاق، وتم استقبالنا من أهالى القطاع استقبالا حافلا من قبل إخوانى المجاهدين والأسرة.
■ هل هناك معتقلون من حركة الجهاد الفلسطينية داخل السجون المصرية؟
- حسب معلوماتى لا يوجد، لكن هناك بقايا من الفلسطينيين معهم تصريحات إقامة فى مصر ويساعدون فى إدخال الأموال والبضائع إلى غزة، وقد حدثت مفاوضات وتم الإفراج عن معظمهم.
■ هل كنت تتوقع تسليمك إلى إسرائيل بعد القبض عليك؟
- لا، رغم أن مبارك كان يعمل لصالح إسرائيل وضد مصلحة فلسطين.
■ ما تعليقك على سرعة وصول أعضاء خلية حزب الله إلى لبنان خصوصا سامى شهاب؟
- أعتقد أن سامى شهاب هو اللبنانى الوحيد بينهم، وهناك ١٧ مصرياً، و٣ فلسطينيين، وبالنسبة لسامى فقد توجه إلى السودان مباشرة، لكن أنا اتبعت بعض الاحتياطات الأمنية.