2011-07-08
: ظهور الرئيس اليمني المصاب علي عبد الله صالح مساء أمس الأول على شاشة التلفزيون الحكومي اليمني، صوتا وصورة، لأول مرة منذ إصابته في محاولة الاغتيال التي استهدفته وكبار مسؤولي الدولة مطلع الشهر الماضي، خيّبت آمال اليمنيين من مناصري ومعارضي نظام صالح، للحالة البائسة التي ظهر فيها والتي تثير الشفقة، والتي اعتبرها اليمنيون 'مهينة' لهم وغير أخلاقية أن تبث على شاشة التلفزيون بهذا الشكل المهين الذي يسيء للبلد ولشعبه.
وعلى الرغم من أن المناصرين لصالح ابتهجوا كثيرا بظهوره تلفزيونيا وعبروا عن ذلك بإطلاق الرصاص الكثيف والألعاب النارية، التي ذهب ضحيتها نحو 11 قتيلا وأكثر من 200 جريح في العديد من المدن اليمنية، خلال الليلة التي بثت فيها كلمة صالح، غير أن العديد منهم أعربوا لـ'القدس العربي' أنهم تفاجأوا بظهور صورة رئيسهم بهذا الشكل، الذي يعتبر مهينا لقيادة الدولة وللشعب اليمني عموما.
وذكروا ان هذه الصورة التي ظهر بها الرئيس صالح ارتسمت حاليا في مخيلة اليمنيين بشكل لا إرادي، لتحل محل الصورة السابقة لرمز البلاد، التي كانت تنطق زهوّا وعلوا وسموّا.
من جانبه رفض القيادي الناصري المعارض محمد الصبري التعليق حول ظهور صالح، ولكنه اعتبر إطلالته بهذا الشكل إهانة للرئيس صالح وللبلد عموما أيضا، وقال لـ'القدس العربي' 'إن هذه الصورة المفزعة لصالح تعتبر عملا إعلاميا واستخباراتيا رخيصا، غير مسبوق في تاريخ السياسة والصراعات السياسية'، في إشارة إلى 'نظرية المؤامرة' التي حيكت ضد صالح عبر إخراجه بهذا الشكل المهين.
واعتبرت مصادر أخرى أن ظهور صالح بهذا الوضع المأساوي مدعاة للشفقة، خاصة أنهم أهانوه بالتصوير الرديء، رغم أنه يمتلك أفضل المصورين المحترفين في اليمن، وأكدوا وجود مؤامرة وراء عملية ظهوره بهذا الشكل، ويعتقدون أن 'ظهور صالح بهذا الشكل هو ثأر سعودي منه جراء توريطه للرياض في حرب صعدة' نهاية العام 2009.
وتباينت القراءات السياسية لظهور صالح تلفزيونيا، حيث رأتها بعض الأوساط السياسية ظهورا سلبيا، بينما اعتبرته أوساط أخرى إيجابيا، وكل له مبرراته لدعم موقفه حيال ذلك. ويرى الفريق الأول أن سلبية ظهوره تتركز حول الشكل المهين الذي ظهر به وكذا حول توقيت بث الخطاب الذي صادف ذكرى الانتصار في حرب صيف 1994 وهو يوم مشؤوم لليمنيين الجنوبيين، بالإضافة إلى لغة الخطاب الذي لم يتضمن أي منطق استعطافي متسامح أو أي خارطة طريق لتسليم السلطة، بل تضمن تهديدا ووعيدا من خلال تكرار مصطلحه السابق 'سنواجه التحدي بالتحدي' وأنه لن يقبل بـ'ليّ الذراع' من أجل التنازل عن السلطة، وهو ما قد يسهم في تعقيد الوضع السياسي اليمني.
فيما يرى الفريق الآخر أن إيجابية الظهور طمأنة الشارع اليمني عن الوضع الصحي للرئيس صالح وتبديد الشائعات حول وفاته، 'وهذا شيء مهم من أجل رفع معنويات مؤيديه ومناصريه وتعزيز الموقف التفاوضي لأبنائه وأفراد عائلته الذي يطالبون بنصيب الأسد من كعكة السلطة في المرحلة القادمة'.
يوم الجمعة شهدت مظاهرات حاشدة من كلا الجانبين، من قبل المؤيدين لصالح ومن قبل الطرف المناهض لنظامه، حيث خرج أتباع صالح في العاصمة صنعاء في جمعة أطلقوا عليها 'جمعة الحمد والشكر على سلامة صالح'، فيما خرج معارضوه في 17 مدينة يمنية في جمعة سموها 'جمعة الرفض للوصاية الخارجية' وهي رسالة أرادوا إيصالها للإدارة الأمريكية وللعربية السعودية، اللتين يعتبرونهما العائق الأكبر أمام الوصول إلى حل سريع للمشكلة اليمنية والانتقال السلمي للسلطة من نظام صالح، واتهموهما بالتآمر على الثورة الشبابية اليمنية ومحاولة إجهاضها.
واستعادت المظاهرات المناهضة لنظام صالح زخمها الثوري أمس بعد هدوء نسبي خلال الأسابيع الماضية منذ مغادرة صالح لليمن، وطالبت مظاهرات أمس بالمضي قدما في الحسم السريع من أجل الوصول إلى أهداف الثورة وعدم الرضوخ لإملاءات الخارج.
وقرأ محللون الصورة التي ظهر بها صالح بأنها تثبت بأنه مشلول بالكامل ما عدا لسانه وعقله، لظهوره بكامل قواه العقلية وقدرته على الكلام بطلاقة. وقالوا ان صورة صالح أظهرت أنه مقعد على الكرسي ربما لشلل في قدميه، ومحروق الوجه والأذنين والرأس الذي ظهر مغطى بشكل كامل مع الأذنين ولا يستطيع تحريكه، كما أن يده اليسرى بدت وكأنها مقطوعة من الكتف أو على الأقل مشلولة، فيما اليد اليمني بدت وكأنها قطعة خشبية مغطاة بالجبس، فيما شوهد صدر صالح منتفخا لوجود بعض الأدوات المساعدة على التنفس تحت الثوب التقليدي الذي يلبسه، كما أن عيني صالح كانتا غير طبيعيتين، شديدتي البياض وحركتهما أقرب إلى حركة عيون العميان.
: ظهور الرئيس اليمني المصاب علي عبد الله صالح مساء أمس الأول على شاشة التلفزيون الحكومي اليمني، صوتا وصورة، لأول مرة منذ إصابته في محاولة الاغتيال التي استهدفته وكبار مسؤولي الدولة مطلع الشهر الماضي، خيّبت آمال اليمنيين من مناصري ومعارضي نظام صالح، للحالة البائسة التي ظهر فيها والتي تثير الشفقة، والتي اعتبرها اليمنيون 'مهينة' لهم وغير أخلاقية أن تبث على شاشة التلفزيون بهذا الشكل المهين الذي يسيء للبلد ولشعبه.
وعلى الرغم من أن المناصرين لصالح ابتهجوا كثيرا بظهوره تلفزيونيا وعبروا عن ذلك بإطلاق الرصاص الكثيف والألعاب النارية، التي ذهب ضحيتها نحو 11 قتيلا وأكثر من 200 جريح في العديد من المدن اليمنية، خلال الليلة التي بثت فيها كلمة صالح، غير أن العديد منهم أعربوا لـ'القدس العربي' أنهم تفاجأوا بظهور صورة رئيسهم بهذا الشكل، الذي يعتبر مهينا لقيادة الدولة وللشعب اليمني عموما.
وذكروا ان هذه الصورة التي ظهر بها الرئيس صالح ارتسمت حاليا في مخيلة اليمنيين بشكل لا إرادي، لتحل محل الصورة السابقة لرمز البلاد، التي كانت تنطق زهوّا وعلوا وسموّا.
من جانبه رفض القيادي الناصري المعارض محمد الصبري التعليق حول ظهور صالح، ولكنه اعتبر إطلالته بهذا الشكل إهانة للرئيس صالح وللبلد عموما أيضا، وقال لـ'القدس العربي' 'إن هذه الصورة المفزعة لصالح تعتبر عملا إعلاميا واستخباراتيا رخيصا، غير مسبوق في تاريخ السياسة والصراعات السياسية'، في إشارة إلى 'نظرية المؤامرة' التي حيكت ضد صالح عبر إخراجه بهذا الشكل المهين.
واعتبرت مصادر أخرى أن ظهور صالح بهذا الوضع المأساوي مدعاة للشفقة، خاصة أنهم أهانوه بالتصوير الرديء، رغم أنه يمتلك أفضل المصورين المحترفين في اليمن، وأكدوا وجود مؤامرة وراء عملية ظهوره بهذا الشكل، ويعتقدون أن 'ظهور صالح بهذا الشكل هو ثأر سعودي منه جراء توريطه للرياض في حرب صعدة' نهاية العام 2009.
وتباينت القراءات السياسية لظهور صالح تلفزيونيا، حيث رأتها بعض الأوساط السياسية ظهورا سلبيا، بينما اعتبرته أوساط أخرى إيجابيا، وكل له مبرراته لدعم موقفه حيال ذلك. ويرى الفريق الأول أن سلبية ظهوره تتركز حول الشكل المهين الذي ظهر به وكذا حول توقيت بث الخطاب الذي صادف ذكرى الانتصار في حرب صيف 1994 وهو يوم مشؤوم لليمنيين الجنوبيين، بالإضافة إلى لغة الخطاب الذي لم يتضمن أي منطق استعطافي متسامح أو أي خارطة طريق لتسليم السلطة، بل تضمن تهديدا ووعيدا من خلال تكرار مصطلحه السابق 'سنواجه التحدي بالتحدي' وأنه لن يقبل بـ'ليّ الذراع' من أجل التنازل عن السلطة، وهو ما قد يسهم في تعقيد الوضع السياسي اليمني.
فيما يرى الفريق الآخر أن إيجابية الظهور طمأنة الشارع اليمني عن الوضع الصحي للرئيس صالح وتبديد الشائعات حول وفاته، 'وهذا شيء مهم من أجل رفع معنويات مؤيديه ومناصريه وتعزيز الموقف التفاوضي لأبنائه وأفراد عائلته الذي يطالبون بنصيب الأسد من كعكة السلطة في المرحلة القادمة'.
يوم الجمعة شهدت مظاهرات حاشدة من كلا الجانبين، من قبل المؤيدين لصالح ومن قبل الطرف المناهض لنظامه، حيث خرج أتباع صالح في العاصمة صنعاء في جمعة أطلقوا عليها 'جمعة الحمد والشكر على سلامة صالح'، فيما خرج معارضوه في 17 مدينة يمنية في جمعة سموها 'جمعة الرفض للوصاية الخارجية' وهي رسالة أرادوا إيصالها للإدارة الأمريكية وللعربية السعودية، اللتين يعتبرونهما العائق الأكبر أمام الوصول إلى حل سريع للمشكلة اليمنية والانتقال السلمي للسلطة من نظام صالح، واتهموهما بالتآمر على الثورة الشبابية اليمنية ومحاولة إجهاضها.
واستعادت المظاهرات المناهضة لنظام صالح زخمها الثوري أمس بعد هدوء نسبي خلال الأسابيع الماضية منذ مغادرة صالح لليمن، وطالبت مظاهرات أمس بالمضي قدما في الحسم السريع من أجل الوصول إلى أهداف الثورة وعدم الرضوخ لإملاءات الخارج.
وقرأ محللون الصورة التي ظهر بها صالح بأنها تثبت بأنه مشلول بالكامل ما عدا لسانه وعقله، لظهوره بكامل قواه العقلية وقدرته على الكلام بطلاقة. وقالوا ان صورة صالح أظهرت أنه مقعد على الكرسي ربما لشلل في قدميه، ومحروق الوجه والأذنين والرأس الذي ظهر مغطى بشكل كامل مع الأذنين ولا يستطيع تحريكه، كما أن يده اليسرى بدت وكأنها مقطوعة من الكتف أو على الأقل مشلولة، فيما اليد اليمني بدت وكأنها قطعة خشبية مغطاة بالجبس، فيما شوهد صدر صالح منتفخا لوجود بعض الأدوات المساعدة على التنفس تحت الثوب التقليدي الذي يلبسه، كما أن عيني صالح كانتا غير طبيعيتين، شديدتي البياض وحركتهما أقرب إلى حركة عيون العميان.